صفحات مميزة

محادثات فيينا حول الشأن السوري –مجموعة مقالات-

ليالي البؤس في فيينا!/ صبحي حديدي

بينما عقد ممثلو الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي، إلى جانب وزراء خارجية 17 دولة ـ بينها اثنتان تقاتلان، مباشرة وعلى الأرض، إلى جانب نظام بشار الأسد، هما روسيا وإيران ـ اجتماعاً في فيينا، أقرب إلى تحضير الأرواح والبحث في حجر الفلاسفة؛ كان طيران النظام الحربي يقصف سوق الجمعة الشعبي في بلدة دوما، ويخلّف عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وبينهم نساء وشيوخ وأطفال بالطبع. قبل ساعات، وأثناء جولات «التسخين» لعقد هذا الاجتماع، قصف الطيران ـ الروسي، هذه المرّة ـ المستشفى الميداني في البلدة، بـ12 صاروخاً موجهاً؛ وكان قد قصف 12 مستشفى، في شمال سوريا.

وإذا كانت هذه مفارقة دامية، وحشية وهمجية، تقول إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يفضّل المجيء إلى فيينا وكفّه ملطخة بدماء السوريين، المدنيين الأبرياء؛ فإنّ المفارقات السياسية المتعاقبة التي طبعت لقاء فيينا لم تكن أقلّ استهتاراً بالدم السوري، أو أقلّ تواطؤاً مع المسؤول الأول عن المأساة السورية: الأسد نفسه، شخصياً، وقبل آلته العسكرية والأمنية، وميليشياته الفاشية والمذهبية، وحلفائه الروس والإيرانيين.

ولقد زاد في الطين بلّة، وأضاف الإهانة إلى جراح السوريين، أنّ البيان الختامي شدّد، في الفقرة 8، على أنّ «سوريا هي التي تملك وتقود هذه العملية السياسية والشعب السوري هو من يحدد مستقبل سوريا»؛ وكأنّ هذه الصياغة يمكن أن تكتسب أيّ معنى ملموس، حول أيّ من مفرداتها، في ظلّ نظام الاستبداد والفساد والتوريث والمزرعة العائلية، الذي حكم هذا البلد، بالحديد والنار، طيلة 45 سنة. أو، في المقابل، كأنّ البيان شاء دغدغة الكليشيه المكرورة، الرديئة والزائفة والوقحة، التي اعتاد لافروف تردادها: «مصير الأسد يقرره الشعب السوري وحده»!.

وأمّا شرّ البلية الذي يضحك، في ما آلت إليه لقاءات البؤس في فيينا، فهو نبرة النفاق الجوفاء التي فاحت من النقطة الأولى: «وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها وهويتها العلمانية أمور أساسية». فهل ثار السوريون، في آذار (مارس) 2011، وقُتلوا بمئات الآلاف، واعتُقلوا، وعُذّبوا، وغُيّبوا، وشُرّدوا داخل وطنهم وفي أربع رياح الأرض، وقُصفوا بالصواريخ والبراميل والقنابل الفراغية والأسلحة الكيميائية… لكي تُقسّم سوريا؛ أو لكي تصبح سماؤها وأرضها ملاعب لمرتزقة وجهاديين ودول من كلّ حدب وصوب؛ أو لكي تُمسّ علمانية شعبها، بوصفها سيرورة أصيلة، وطنية وديمقراطية، تمتدّ عراقتها إلى عقود سبقت انقلابات حزب البعث ونظام آل الاسد؟

وعن أية «مؤسسات دولة» تتحدث الفقرة 2؟ أهي ثروات البلد التي نُهبت منذ أن أرسى النظام ركائزه على شبكات الولاء والإفساد وروح المزرعة الفردية؟ أم هي مؤسسات القطاع العام، التي صارت متاجر شخصية لرجالات النظام وأبنائهم، دون رقيب أو حسيب أو رادع؟ أم هي الأجهزة الأمنية، التي انحصرت مهامها في السهر على أمن النظام، عن طريق قهر المواطن وقتل السياسة وقمع أبسط الحريات؟ أم هو «الجيش الوطني»، الذي كان يُجبر على الانهزام حتى في ذروة قتاله وتضحياته، والذي انتهى إلى ميليشيا فاشية لا توفّر سلاحاً فتاكاً في وأد آمال السوريين وسفك دمائهم؟

وإذا صحّ، في مفارقة أخيرة، أنّ سوريا ذاتها، مجتمعاً أو شخصيات وطنية أو معارضة مكرسة أو نظاماً، قد غُيّبت عن اجتماع الـ19 في فيينا؛ فالصحيح، في المقابل، أنّ الغائب/ الحاضر كان بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل: المدافع الشرس عن ضرورة المدّ في عمر آل الأسد، والمنسّق مع الطيران الحربي الروسي في الجولان؛ ولكن الغاضب، رسمياً، من طهران، العدوّة/ الصديقة!.

وهكذا، لم يكن مستغرباً أن يتمخض لقاء فيينا عن هذه الحصيلة الهزيلة، إذْ لو كانت ستمطر، لأرعدت… وإنْ قليلاً!

القدس العربي

 

 

 

 

مؤتمر فيينا.. إعادة صياغة/ غازي دحمان

لا يمكن وصف البيان الذي خرج به مؤتمر فيينا بهدف إيجاد مخارج سياسية للأزمة السورية بالإنشائي، مؤشراً للفشل الذي وصل إليه، لأن لغته لم ترق إلى ذلك المستوى أصلاً، بل إن الوصف الأكثر انطباقاً عليه هو التلاعب بالألفاظ، طالما لم يتجرأ على الوصول إلى قلب المشكلة وملامستها، وكل النقاط الواردة في البيان الفقير لا يمكن تطبيقها إذا ما بقيت المشكلة الأساس، بشار حافظ الأسد، فلا مطالبة البيان بالمحافظة على سورية دولة علمانية، وكذا إلغاء الطائفية، تشكل آليات عمل يمكنها الوقوف في وجه آليات التفتيت والتقطيع والتحريض التي تمارس على الأرض بأسلحة حقيقية وباللحم الحي.

والإبقاء على التفاوض الدبلوماسي مفتوحاً، يشبه إبقاء بطن الشرق الأوسط مفتوحاً تحت مباضع الجراحين، والتأمل في بؤرة الورم، وانتظار انتشارها إلى باقي الأطراف، بما يعني ذلك من إمكانية إجراء عمليات قص ولصق عناصر وأعضاء جديدة، وانتظار ظروف التشكّل الجديدة حتى تنضج أكثر.

لكن، وبعيداً عن التطرف في وصف الأمور، هل بشار الأسد هو جوهر المشكلة؟ هشاشة موقعه وضعف تكوينه الحالي، وتبعيته المطلقة، تضعه في موقع أصغر بكثير من أن يكون بحجم المشكلة التي صارت عليها أزمة المنطقة، ربما كان في مرحلة سابقة يجسد هذه المشكلة، أو بعض وجوهها، لكن التعقيدات التي أضافها مشغلوه عليه جعلته مجرد واجهة تتخفى خلفها عقد كثيرة. والدليل أن بشار الأسد لم يعد أكثر من ظل شفاف، يمكن من خلاله رؤية الحقيقة الكاملة، مصير سورية والشرق الأوسط الجيوسياسي.

ليس مصادفة أن تسبق اجتماعات قاعات فيينا تصريحات رؤساء اثنين من أهم أجهزة الاستخبارات التي عملت في المنطقة في السنوات السابقة، فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، تفيد بنهاية الشرق الأوسط واستحالة عودته إلى الصورة التي كان عليها بعد الحرب العالمية الثانية، وكذا استحالة عودة الدولة المركزية في القلب منه، العراق وسورية، برنار باجوليه مدير الاستخبارات الفرنسية وجون برينان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، لم يكونا بصدد تحليل الواقع، ولا وضع قراءات استشرافية، الأرجح أنهما كانا يصدران عن معطيات وتقديرات، وربما يبوحان بتفاهمات يجري العمل عليها.

في السياق التاريخي للتشكلات الإقليمية، لا تفيدنا كثيراً تجربة “سايكس بيكو” لتفسير الوقائع

“النشاط العسكري الجاري في المنطقة يهدف إلى تفكيك نظام سايكس بيكو بكامله” الحاصلة في المنطقة، واستشراف مآلاتها، ذلك أن الاتفاق المذكور كان نتيجة تفاهم قوى كبرى على اقتسام مناطق النفوذ بينها، كما أن هذا الاتفاق، وعلى الرغم من كل العيوب التي ينطوي عليها، والنقد الذي طاوله، إلا أن أهم ميزة فيه تجسّدت بانغلاق نوافذه تماماً على الكيانات التي تأسس عليها. وعلى العكس، بقي مفتوحاً على احتمالات دمج كياناته وتوسعتها أكثر من احتمالات تفتتها، كما أنه راعى، بدرجة كبيرة، تراكب الوقائع الاجتماعية مع العناصر الاقتصادية والحركة التجارية والحدود الجغرافية، والأهم أنه أوجد بيئة دولية تدافع عن صيغته. لذلك، يمكن ملاحظة أن النشاط العسكري الجاري في المنطقة يهدف إلى تفكيك نظام سايكس بيكو بكامله، من إطاره الخارجي إلى العلاقات المتشكّلة في داخله “اجتماعية واقتصادية” لبناء النظام الجديد، وليس استيلاد نظام من الإطار السابق نفسه.

الحالة التاريخية الأقرب تفسيراً هي حالة أفريقيا بعد مؤتمر برلين وحتى الحرب العالمية الثانية، حيث شكّلت مساحة لصرف طاقات القوى الصاعدة (ألمانيا وإيطاليا) وإبعاد شرورها عن أوروبا، وإقصائها عن الشرق الأوسط وآسيا الهندية. وفي مطلق الأحوال، جسّدت المنطقة الوحيدة التي كان من الممكن أن تشكّل القبول بأقل خيارات التنازل سوءاً بالنسبة للقوى العظمى في ذلك الوقت (بريطانيا وفرنسا) أمام ضغط قوة ألمانيا وإيطاليا الصاعدتين. وبميزان الحسابات، وعلى الرغم من أهمية الأصول الاستراتيجية لقلب الشرق الأوسط، سواء لجهة قربه من أوروبا، أو من منابع النفط، إلا أن الصراعات الداخلية حوّلته إلى كومة ركام، كما أن البنى الصراعية المتشكلة بداخله ومحركات ذلك الصراع ومحفزاته ستبقى على اشتغال فترة زمنية طويلة، وهذه الوضعية هي سر مرونة أميركا تجاه التمدد الروسي الإيراني في هذه المنطقة، وربما تفسر لا مبالاة أوروبا فيها.

ولعل من المفارقات العجيبة أن هذا الشرق الأوسط المراد نشوءُه لا تملك أي من القوى المتدخلة القدرة على تظهيره، وفق رزنامة زمنية محددة. لذلك، تعتمد على الفوضى المديدة وأعنتها كآليات تشغيلية، بالإضافة إلى تزخيم الواقع بمزيد من التعقيدات التي يمكن استثمارها في تظهير هذا الواقع الجيوسياسي، من نمط الإصرار على عدم حل عقدة الأسد، وتركها تتفاعل دينامية تشغيلية تساهم في صناعة الواقع المرتجى.

على شكل تسريبات من هنا، واستشرافات من هناك، وبخجل وكثير من التقية المتعمّدة، يجري الحديث عن هذا النمط الجيوسياسي المراد تأسيسه، لا أحد يجرؤ على القول المباشر، ربما لعدم امتلاك جميع الأطراف التصور الواضح عن حدود هذا التشكّل وماهيته، والأكيد لأن اكتمال إنجازه يحتاج إلى الكثير من الدماء واللحم الحي. وفي هذه الحالة، سوف تشكل المؤتمرات الشبيهة بمؤتمر فيينا واحدة من الآليات التشغيلية، نظراً لما توفره من مساحة مهمة للمناورات الدبلوماسية، فيما الميادين والجبهات تعمل على إنجاز الصياغة. المهم أن الصراع جرى تأطيره بشكل نهائي على أنه صراع سني- شيعي، وكل البيانات السابقة لن تستطيع إعادة هيكلته، طالما أن روسيا وإيران تصرّان على بقاء بشار حافظ الأسد.

العربي الجديد

 

 

 

العرس في فيينا والطبل في حرستا/ سعيد لحدو

سأل الكاهنُ، وفق طقس الزواج المسيحي، العريسَ أمام جمهور المدعوين في الكنيسة إن كان يقبل بالعروس زوجة له، فأجاب العريس بنعم. ثم جاء الدور على العروس وبعد السؤال التقليدي ذاته فوجئ الكاهن كما الجمهور بقولها: لا… لا أريده !!!!

تملك الكاهن أعصابه على هذه المزحة الثقيلة من العروس، والتي جاءت في غير مكانها ولا زمانها، فكرر عليها السؤال مرة ثانية بهدوء الواثق بعد أن نبه العروس بأن الوقت ليس وقت مزاح. فكان الاندهاش الأكبر عندما أجابته بكل جدية بأنها لا تمزح وهي لاترغب بالزواج من هذا الرجل. فانفجر الكاهن وصرخ منزعجاً: ولكن لماذا لم تقولي هذا قبل الآن؟

فكان جواب العروس: لأن أحداً لم يسألني رأيي من قبل، سيدي الكاهن.

لعل حال السوريين اليوم ليس أقل غرابة من حال العروس إياها، مع فارق جوهري أن لا العروس ولا العريس كانا حاضرين في حفلات الأعراس المتنوعة السابقة والآنيِّة وربما اللاحقة منها أيضاً، التي تعقد هذه الأيام في فيينا. بينما كان المدعوون، الذين دعوا أنفسهم بأنفسهم، في غياب كامل لأهل العرس، يقومون بالإجراءات والتنظيم والتحضير ويتفاوضون على شروط عقد الزواج بين بعضهم البعض بحرص شديد كي لا تفوتهم فائتة. ولقد أتحفتنا وسائل الإعلام الحديثة بكل أشكالها وأنواعها، الحاضرة منها والغائبة، بنقل وقائع حفلات الأعراس هذه لحظة بلحظة على إيقاع هدير طائرات الميغ والسوخوي وهي ترمي بباقات الورود وهدايا القيصر بوتين على المستشفيات والأحياء المدنية في حلب وحمص وحماه وإدلب ودرعا ودوما وحرستا وغيرها!!!

تلك الهدايا أرسلها بوتين قيصر روسيا الجديد أولاً: للتعبير عن رغبته الشديدة في إشراك السوريين بعرسهم، وفق الطريقة الروسية، باعتبارهم الغائب الوحيد عن مهرجان الأعراس السورية في فيينا، لأنه يعلم بعد المسافة ومشقات السفر إلى بلد أوربي.

وثانياً: لإدراكه عدم امتلاك السوريين جوازات سفر أو أية أوراق نظامية أخرى تثبت شخصياتهم، لأنهم تركوا بيوتهم فجأةعلى أمل العودة القريبة ليفوزا بحصتهم من الهدايا التي أرسلها لهم بشار الأسد عربون محبة ووفاء من حليفيه الصدوقين قيصر روسيا وآية الله الإيراني طمعاً في الحصول على أصواتهم في الانتخابات التي أزمع لافروف على إجرائها قريباً في سوريا.

وثالثاً: وهو الأهم، انعدام الرغبة لدى الكثير من السوريين في معاشرة حوريات البحر لانعدام الثقة بقدرتهم على الإفلات من شباك حبها والوصول إلى الشاطئ الآخر للبحر (الأحمر) المتوسط، باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد للوصول إلى فيينا للمشاركة في حفلات الأعراس تلك.

وللمزيد من متعة المشاهدة كان التنوع والتعددية سمة بارزة لمهرجان حفلات فيينا التي أعدها القيصر بوتين مع أصدقاء الشعب السوري الأوفياء. حيث كانت إجراءات عقد القران، وكي لايهضم حق أحد، تعقد وفق الطقوس المتبعة لدى مختلف الأديان والمذاهب. فمن عقد القران العادي وفق الشريعة الإسلامية التي تسمح بالطبع بتعدد الزوجات، مثنى وثلاث ورباع. إلى زواج المسيار وزواج المتعة والزواج العرفي وغيره كلٌ بحسب الطريقة والمذهب الذي يؤمن به. وإذا أمعنا أكثر في واقع الفعل على الأرض وتأثيراته، سنفهم تماماً لماذا تم إحضار السبايا والغنائم ونكاح الجهاد كعناصر تشويق إضافية للمهرجان.

ولم يغب بالطبع الزواج الكاثوليكي والزواج الأورثوذكسي والزواج البروتستانتي عن هذا المهرجان إن لم نقل أن مناصري هذا النوع من الزواج كان لهم موقع الصدارة في عموم المشهد. كما كان الزواج بحسب الطقس البوذي والبراهمي حاضراً على قلته. وللمزيد من التشويق والإثارة كان اللادينيون والمثليون أيضاً حاضرين رغم اعتراض بعض المدعوين وتذمر بعضهم الآخر من وجودهم. لكن لضرورة الإخراج المسرحي الناجح، والإمعان في التعددية والتنوع، كان لابد من كل هؤلاء.

لكن ما يلفت النظر أكثر في هذا المهرجان تلك الزيجات التي تم عقدها في من تحت الطاولة ومن خلف الستار باعتبارها السر المعلن الذي لم تغب معرفته عن أحد وإن غابت تفاصيله. منها مايتم التلميح إليه من قبل الأهل والأصحاب والمقربين، ومنها مايظل هلامي الملامح، يسمح بالتخمين بأقصى حدوده لكنه لا يقبل التأكيد.

العرس إذاً كان يجري الاحتفال به من قبل المدعوين الذين دعوا أنفسهم بأنفسهم في فيينا… بينما ظلت الطبول ، طبول الحرب ذاتها تقرع منذ أربع سنوات ونصف، في حرستا وباقي المناطق السورية البعيدة عن سلطة النظام وهيمنة داعش. في حين ظل الشعب السوري،كما هي حاله منذ أربع سنوات ونصف، يتراقص ألماً على إيقاع تلك الطبول بفعل الجمر الحارق تحت قدميه، وبراميل بركات الموت النازلة على رأسه بفعل عناية وعطف جمهورية إيران الإسلامية وقيصر روسيا المتيم بحماية الأقليات، ومكرمات بشارالأسد الموروثة والمجربة خلفاً عن سلف.

 

 

 

 

حوارات فيينّا وآليّات الحلّ/ سمير العيطة

ستجلس إيران والعربيّة السعوديّة أخيراً على طاولة «حوار» واحدة. وسيكون الحوار حول سوريا وسبل إنهاء أزمتها. لكنّ ملفّات أخرى، كاليمن والاستقرار الإقليميّ في سياق ما بعد الوصول إلى اتفاق حول الملفّ النوويّ الإيرانيّ، ستكون بالطبع حاضرة في الأذهان… وفي الأروقة. من الواضح أنّ آليّة «حوارات فيينّا» تعمل بوتيرة متسارعة وتشكّل تجسيداً عمليّاً للشطر الأوّل من مبادرة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، الخاص بإنشاء «مجموعة اتصال دوليّة ـ إقليميّة»، لمحاولة وضع أسس التوافق حول حلّ الأزمة السوريّة. واللافت أن هذه الآلية أطلقت مبادرة تمسك روسيا بأحد طرفيها، وهي التي تدخّلت عسكريّاً في سوريا بوتيرة يبدو أنّها قابلة للتسارع، فيما الطرف الآخر بيد الولايات المتحدة التي تلوّح كذلك بزيادة تدخّلها العسكريّ المباشر.

هكذا ترتسم في الأفق فكرة إنشاء آليّة في فيينّا تشبه آليّة الملفّ النوويّ الإيرانيّ. لكن النواة الصلبة لمثل هذه الآليّة لم تتضح بعد. ذلك أن الاجتماع الأوّل يقوم على قوّتين فاعلتين إقليميتين رئيسيتين في الأزمة السوريّة دون غيرهما، هما العربيّة السعوديّة وتركيا. وهذا أمرٌ له دلالاته لما لهاتين الدولتين من أثر في الصراع السوريّ، ولأنّ موقفيهما يتباينان إلى حد التناقض تقريباً حول مرحلة ما بعد التغيير في سوريا، بمعزلٍ عن توافقهما الخطابيّ حول ضرورة رحيل رأس السلطة السوريّة. كما يعني أنّ كلاً من السعوديّة وتركيا لا تعتبران روسيا «عدوّاً» بعد تدخّلها العسكريّ كما تلوّح به وسائل إعلام وبعض أوساط المعارضة السوريّة. وإلاّ، فلا يُمكن تفسير الاتفاق الأمنيّ الأردنيّ – الروسيّ حول سوريا، ولا ردّة الفعل التركيّة المضبوطة حتّى الآن.

أمّا الاجتماع الثاني فيظهر أنّه سيبدأ بالبناء على ما جرى في الأوّل، وعلى الاتصالات الجانبيّة المتواترة منذ انعقاده على المستويات الأعلى، كي يضمّ بالإضافة إلى إيران حلقة ثانية من اللاعبين الإقليميين والدوليين. وربّما ستتضح خلال هذا الاجتماع كيف ستترتّب حلقات «الحوار» الإقليميّ – الدوليّ حول الأزمة السوريّة. وهل ستكون حلقة واحدة على شاكلة «مجموعة 5+1»، أم حلقتين؟ وكيف ستتمّ إدارة انخراط بعض الدول كي لا تعقّد سبل الحرب للمزايدة على مصالحها الخاصّة؟

يتسارع الزمن الإقليمي ـ الدوليّ إذاً حول سوريا، بعد تسارع الزمن العسكريّ إلى مستوى فتح المجال لإيضاح اللعبة الاستراتيجيّة الكبرى التي هي قيد «الحوار» بين القوى الفاعلة الأساسية.. ويُمكن توقّع تصعيد الزمن العسكريّ إلى مستوى أعلى إذا ما فشل الزمن الإقليميّ الدوليّ في تحقيق توافقات رئيسة.

وبالتوازي، يبقى الزمن السياسيّ السوريّ ـ السوريّ بطيئاً، بل يبقى معطّلاً. ولهذا التعطيل أسباب جوهريّة. فالسلطة كما أجسام المعارضة السياسيّة المعروفة تعوّدت على منطق المزايدة المستمرّة حتّى على مواقف الدول الداعمة لها، ولم تعُد قادرة على المبادرة الذاتيّة. وأهمّ من ذلك موقف الفصائل المسلّحة المقاتلة على طرفي الصراع حيث لا يُمكن للحرب أن تتوقّف من دون أن تتحوّل إلى منطق الدولة والسياسة والانفتاح على الآخر، وما تعني ترجمته على أرض الواقع قطيعةً حاسمةً مع الفكر الجهاديّ والمتطرّف. وما يتطلّبه ذلك من تطوّر في سبل التعامل الإقليميّ – الدوليّ مع هذه الفصائل أبعد من مجرّد الدعوة إلى الحوار، كما تقترحه موســــكو مثلاً على فصائل المعارضة المسلّحة.

لا يعني هذا فقط موقفاً توافقيّاً إقليميّاً ودوليّاً حول مصير السلطة في سوريا، وإنّما قبل ذلك ينبغي العمل لوقف الحرب وتخفيف المعاناة، بل إنهائها، وخلق «مناخ حياديّ» بين السوريين، كما جاء في نصّ وثيقة «جنيف 1»، ما يُمكن أن يؤسّس لدولة المستقبل.

بالتالي، يُمكن أن يتوقّع المرء أنّ «حوارات فيينّا» لن تكون عن مصير السلطة الحالية في سوريا فحسب، بل أوّلاً، وأساساً، عن سبل تطوير التعامل مع المقاتلين من الطرفين من أجل خلق إمكانيّة لوقف الحرب والبحث عن كيفية ما يصنع مناخاً محايداً، علماً أنّ حسابات المصالح الجيوستراتيجيّة والاقتصاديّة للدول المشاركة لن تكون بعيدة.

السفير

 

 

 

 

اجتماع فيينا… مقدمات فاشلة تفضي لمزيد من الفشل/ ميسرة بكور

إذا كانت كل نتيجة تلزم بالضرورة عن مقدمات لها، فلابد أن تكون المقدمات صحيحة حتى تفضي إلى نتيجة صحيحة، أقرب للمنطلق والواقع.

ولما كانت مقدمات اجتماع « فيينا « الخاصة بالشأن السوري غير سليمة وبعيدة عن الواقع فإن النتيجة التي خرج فيها الاجتماع الرباعي الذي ضم وزراء خارجية كل من دول «أمريكا- روسيا – تركيا – السعودية « 23أكتوبر/ تشرين الأول 2015 لمناقشة أطروحات تلك الدول وإمكانية توافقها من أجل طرح حل سياسي توافقي يوقف شلال الدم السوري. نتيجة منطقية بالنظر للمقدمات التي سبقت انعقاده. وأفضت إلى أن أعلنت الدول الأربع المشاركة في الاجتماع أنها اتفقت على مواصلة المشاورات بشأن سوريا. وإن وزراء خارجية تلك الدول لم يصلوا لأي إجماع فيما يتعلق بمصير «بشار الأسد».

دعونا نلق نظرة على تلك المقدمات التي سبقت انعقاد اجتماع «فيينا».

لو تحدثنا عن الموقف الروسي قبل الاجتماع ، لم تتغير النظرة الروسية للأحداث الدامية في سوريا نتيجة قمع واستبداد نظام الأسد للحراك الديمقراطي الباحث عن تحول سلمي للسلطة في سوريا بعيداً عن نظام وعائلة الأسد ، ومازالت تعتبر أن بشار الأسد هو الرئيس الشرعي المنتخب وأن جيشه في حرب ضد جماعات إرهابية تتمثل بالدولة الإسلامية ومشتقاتها.

وأن انخراطها المباشر في القتال دفاعاً عن نظام الأسد كان بطلب من الحكومة الشرعية في سوريا من جهة ودفاعاً عن أمنها القومي ومصالحها القومية من جهة أخرى.

يضاف إلى هذا محاولة روسيا توجيه رسالة قوية للمجتمع الدولي عامة ولمناصري الثورة السورية خاصة بأن روسيا منخرطة بكل ثقلها في العمل العسكري لدعم نظام الأسد ، وذلك من خلال أمرين.أولهما جعل السقف الزمني لعملياتها «العدائية» ضد الثوار السوريين ، مفتوحا بعد أن كان مغلقا ومحددا ما بين ثلاثة أو أربعة أشهر فقط من قبل الكرملين.

ثانياً استهداف الثوار السوريين بصواريخ مجنحة من قبل البوارج الروسية الرابضة في بحر «قزوين» حملت رسالة أن للروس خيارات كثيرة في عدوانها على الثورة السورية في حال تم دعم الفصائل المسلحة»المعتدلة»بسلاح مضاد للطيران.

الأمر الآخر محاولة استعراض القوة الذي حاولت موسكو تسويقه وشرعنت نظام الأسد من خلال استقباله في موسكو من قبل الرئيس الروسي «بوتين» بعمل استخباراتي قيل فيه الكثير في الوقت نفسه الذي نزعت عنه الكثير من صفات رئيس جمهورية لدولة حليفة حيث استقبل وحيدا دون أي شخص مرافق له ان كان وزير خارجيته أو سفيره في موسكو أو وزير دفاعه في المقابل كان موجودا في اللقاء الإعلامي وزير الخارجية الروسي ورئيس الوزراء ووزير الدفاع كما تم اللقاء بدون وضع العلم السوري مما يعطي انطباعا دبلوماسيا أنه لم يعد رئيسا من وجهة نظر موسكو وأنها قادرة على ازالته في أي وقت تحصل فيه على الثمن المناسب.

وكان قد سبق هذا كله أن أعلنت موسكو عدوانها على سوريا دعماً لنظام الأسد في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.

وقبل اجتماع «فيينا» بساعات قليلة ،خلال اجتماع مع شخصيات أجنبية في «سوتشي» جنوب روسيا.قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه «على الحكومة السورية إقامة حوار مع المعارضة»، وأوضح أن «بقاء الأسد من عدمه أمر يعود إلى الشعب السوري من خلال انتخابات تتسم بالشفافية.وأضاف: «على القيادة السورية إقامة خطوط اتصال مع القوى المعارضة المستعدة للحوار، و»الأسد» مستعد لهذا الحوار.

وهذا يعيدنا إلى نقطة الصفر حتى أنه ينسف مقررات جنيف»واحد» الذي حضرته روسيا ووافقت عليه، لكنها فسرتها حسب رؤيتها الخاصة.

وعلينا أن لا نغفل عن حقيقة التنسيق الروسي «الصهيوني» الآخر في الأجواء السورية ، بغرض كسب اللوبيات اليهودية في أمريكا إلى جانب الموقف الروسي.و النفوذ الإعلامي اليهودي في الولايات المتحدة وهو العنصر الأهم في توجيه الرأي العام الأمريكي.

هذا ما فسره السفير الروسي في تل أبيب، ألكسندر شين، حين قال:إن «روسيا تدرك الأسباب وراء قيام إسرائيل بضربات جوية سابقة في سوريا، منها ما استهدف عمليات نقل مزعومة للسلاح من إيران أو الجيش السوري إلى حزب الله، وهي تدرك تماماً الأهمية الاستراتيجية لإسرائيل في الشرق الأوسط . وأكد أن الصراع يشكل خطراً على جيران الأسد واستقرار المنطقة كلها، ملمحاً إلى أن «انتصار الأسد يمكن أن يصب في صالح أمن إسرائيل». حسب تقرير صحفي أعدته وكالة «رويترز».

أما فيما يتعلق بالمقدمات الخاصة بالإدارة الأمريكية وهي التي أتسمت بـ «اللامبالاة» في كل ما يتعلق بالوضع السوري ، فقد قال الرئيس «أوباما» وأكد وزير خارجيته أن بشار الأسد فقد شرعيته ولم يعد من المقبول القبول به في أي تسوية سياسية من أجل مستقبل سوريا ، وسبق له أن وجه انتقاداً للموقف الروسي أثناء إلقاء كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي. حين قال إن بعض الدول تبرر وقوفها ودعمها لسفاح «الشام» بحجة أن البديل هو تنظيم الدولة «داعش» والإرهاب.

في الحديث عن الموقفين العربي «السعودية – قطر» والإقليمي «تركيا».

مازال الموقف السعودي صلبا وحازما بضرورة رحيل «بشار الأسد « ونظامه ، بل ازداد الموقف السعودي صرامة بعد الغزو والعدوان الروسي على سوريا ، حيث أعتبر وزير الخارجية السعودي «عادل أحمد الجبير» أن إيران تحتل أراضي عربيةٍ في سوريا ، وأن الغزو الروسي دعماً لنظام الأسد يعقد الحل السياسي في سوريا وأن وجود الأسد مغناطيس جاذب للإرهاب في سوريا، وكانت السعودية إضافة إلى «قطر- تركيا» قد أصدرت بياناً طالبت فيه بوقف القصف الروسي الذي يستهدف الثورة السورية.

من جانبها قطر وتحديداً وزير خارجيتها»خالد العطية» قاد جهودا مكثفة في «اسطنبول» التركية بالتعاون مع ضباط استخبارات ومن هيئة أركان الجيش التركي والقطري ، بالتوافق مع السعودية ، من أجل توحيد جهود الفصائل المسلحة في سوريا ، وتشكيل «هيئة تحرير سوريا» هذا الذي فسر على أنه انتصار للثورة السورية والمرحلة الحالية هي مرحلة تحرر وطني من الاحتلال «الإيراني – الروسي» وأن نظام الأسد قد أنتهى فعلياً.

بذلك نسفت كل محاولات النظام الروسي لجعل نظام الأسد شريكا في الحرب على الإرهاب ، أومنحة شيء من الشرعية التي إن كانت له بالأصل فقد أسقطها ثوار 15 آذار/مارس.

هذه هي المقدمات التي سبقت اجتماع «فيينا» وبالتالي النتيجة الحتمية التي خرج بها الاجتماع كانت منطقية، ترحيل الأمر لوقت آخر وبعبارة دبلوماسية إتاحة الفرصة لمزيد من المشاورات.

ولا بأس من بعض المناورات الروسية في الحديث عن توسيع الاجتماع ليضم إيران ودولا أخرى لتمييع الموضوع.

كاتب وباحث سوري

القدس العربي

 

 

 

تفاهمات فيينا قد تفضي إلى جديد في المسيرة السورية/ راغدة درغام

ملفت تزامن التحرك قدماً نحو حلول سياسية في سورية واليمن معاً والمتمثل في جزء منه بالموافقة السعودية على المشاركة الإيرانية للمرة الأولى في مؤتمر دولي حول سورية وبإعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الحرب في اليمن قد تنتهي «قريباً» بعدما قبل الحوثيون وعلي عبدالله صالح القرار 2216 والدخول في محادثات للأمم المتحدة على أساس ذلك القرار وبعد «المكاسب» الميدانية في الحرب التي يخوضها التحالف العربي بقيادة سعودية. لا بد من أن واشنطن وموسكو لعبتا أدواراً وراء الكواليس لاحتواء التصعيد العلني الأخير بين السعودية وإيران والبحث عن أرضية مشتركة وإجراءات ثقة بين البلدين المهمين. العنوان السوري بمفرده ليس كافياً للرياض لاختبار نيات طهران، بل إن الاختبار الأول وربما الأسهل يكمن في اليمن حيث الأصابع الإيرانية ممتدة عبر الحوثيين على الحدود السعودية – اليمنية. فجأة، وفي خضم التصعيد السعودي – الإيراني، يحدث الاختراق في الملفين السوري واليمني وخلال الأيام القليلة الماضية والمتمثل في تصريحات الجبير عن اليمن في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند من جهة، وفي انعقاد اجتماع فيينا المخصص لمناقشة سبل تسوية الأزمة السورية والذي يجمع، للمرة الأولى، السعودية وإيران وجهاً لوجه لبحث المسألة السورية اليوم الجمعة. اجتماع فيينا سيضم، إضافة الى الرباعي الأميركي، الروسي، السعودي، التركي، كلاً من إيران ومصر والأردن ولبنان ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ودولاً أوروبية معنية بالملف السوري مثل فرنسا. فإذا كان أحد أهداف اجتماع فيينا دفع الأطراف الى إثبات حسن النيات نحو المنطقة العربية، تبدو اليمن حلقة أسهل لاختبار النيات الإيرانية. لكن لبنان قد يكون أفضل الساحات وأكثرها جاهزية لإثبات حسن النيات الإيرانية والسعودية والروسية والأميركية والتركية والمصرية والأوروبية، وذلك عبر المصارحة بأن قرار عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية إقليمي وأن الوقت حان للتوافق الدولي على إنقاذ لبنان من الفراغ وإثبات حسن النيات. فسورية هي عنوان اجتماع فيينا، لكن الطريق إلى التسوية السياسية ما زال طويلاً وهناك حاجة إلى بناء الثقة بين جميع الأطراف المعنية بمستقبل سورية ومستقبل الأدوار الدولية في الشرق الأوسط الذي تُرسَم معالمه الجديدة. اليوم، إن ما يجري هو تكثيف الحرب الأميركية على «داعش» في العراق والحرب الروسية على «داعش» في سورية بتوافق وتنسيق بين موسكو وواشنطن وبتحالفات متنوعة تتداخل فيها اعتبارات تركية مختلفة عن سابقاتها، وغايات إيرانية ما زالت قيد الفرز والتجاذبات الداخلية، وموازين للقوى لها وطأة، ربما، على العلاقات الإسرائيلية – العربية وعلى موقع مصر في موازين القوى الإقليمية. فالشرق الأوسط القديم، كما أبلغنا مديرا الاستخبارات الأميركية والفرنسية قد «انتهى». والرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذرنا من أن «الشرق الأوسط أصبح مركزاً لتصدير الإرهابيين».

المفيد في ما قاله بوتين هو أن «أي دولة في العالم لا تستطيع مواجهة الإرهاب وحدها، لذا لا يمكن لدولنا أن تتطور بلا تنسيق فاعل لعمل أجهزة الاستخبارات». أي، إن بوتين اتخذ قرار التكاتف الاستخباري والعسكري في الحرب على الإرهاب في عقر الدار العربية في الشرق الأوسط التي يعتبرها «مركزاً لتصدير الإرهاب»، ولن يتفرد بقيادة تلك الحرب لأن ذلك سيكون مكلفاً له في عقر داره الروسية وجيرته المسلمة في الجمهوريات الخمس التي تطوّقه.

ما لم يقله فلاديمير بوتين هو أنه الوجه الآخر للرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش الذي وصف حربه في العراق بأنها الحرب على الإرهاب بعيداً من المدن الأميركية. بوتين يخوض حربه على الإرهاب بعيداً من المدن الروسية في بلد عربي آخر هو سورية. ما تجاهله بوش ويتجاهله بوتين هو أنهما ساهما جذرياً في تغذية الإرهاب وفي استيراده وتصديره معاً إلى العراق وسورية عبر حروبهما المباشرة وبالنيابة. كلاهما قلّص واختزل العراق وسورية إلى إرهاب وكلاهما لم يرفّ له جفن وهو يعدّ مئات ألوف الضحايا من العراق وسورية طالما أن حربه على الإرهاب بعيدة من مدنه لا تكلّفه سوى أرواح الآخرين. والرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما يشبههما كثيراً في هذا الصدد.

بالأمس القريب حمى الأميركيون والسعوديون والباكستانيون الجهاديين في أفغانستان لإسقاط الاتحاد السوفياتي، وأفلحوا. لكن السّكين ارتد عليهم وأتى إرهاب 9/11 ليطعن فيهم جميعاً في شكل أو آخر. أما روسيا فإن بغضها لأولئك الجهاديين الذين كانوا أداة إسقاط الاتحاد السوفياتي بغض عميق وهي تجد اليوم اللحظة المواتية للانتقام. فموسكو تكنّ أعمق الكراهية للإسلام الجهادي والإسلام السياسي، ولن تتراجع عنها مهما كان. ولذلك أعلن بوتين مركزية التنسيق الفاعل لعمل أجهزة الاستخبارات عالمياً أثناء مخاطبته اجتماع رؤساء استخبارات الدول المستقلة في موسكو.

أثناء مؤتمر متزامن حول الاستخبارات عُقِدَ في واشنطن أول أمس، أعلن مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه أن «الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة» مؤكداً أن دولاً مثل العراق وسورية لن تستعيد حدودها السابقة أبداً. قال: «نحن نرى أن سورية مقسّمة على الأرض، النظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من البلد: ثلث البلد الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية. الشمال يسيطر عليه الأكراد، ولدينا في الوسط هذه المنطقة التي يسيطر عليها داعش». أكد أن «الأمر ذاته ينطبق على العراق». وأضاف: «لا أعتقد بأن هناك إمكانية للعودة الى الوضع السابق». وعلى رغم إعرابه عن «ثقته» بأن المنطقة «ستستقر مجدداً» في المستقبل، إنما لم يعرف وفق أي خطوط مؤكداً أنها ستكون حتماً مختلفة عن تلك التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية.

نظيره مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، جون برينان قال إنه عندما ينظر إلى الدمار في سورية وليبيا والعراق واليمن «يصعب عليّ أن أتخيل وجود حكومة مركزية على هذه الحدود التي رُسِمَت بعد الحرب العالمية الثانية».

هذا ما يتحدث به رؤساء ومديرو الاستخبارات علناً هذه الأيام. ما يرسمونه خلف الأبواب المغلقة أمر آخر قد لا نطّلع عليه إلا بعد استكمال الحروب الميدانية والمزيد من سفك الدماء. فحتى مع اجتماعات السياسيين المبشّرة باحتمال التوصل إلى تفاهمات سياسية وانفراجات، يتفاقم التصعيد العسكري ميدانياً ليسبق الصفقات ولتكون نتائجه أوراق مفاوضات.

ما يتردد هو أن البرنامج الزمني الذي تتحدث به روسيا والآخرون في ما يتعلق بسورية يقع بين 18 و24 شهراً وذلك بناء على تقديرات ما يتطلبه الميدان العسكري لسحق «داعش» و «جبهة النصرة» وغيرهما من المنظمات التي تعتبرها روسيا إرهابية. ووفق المصادر، هذا ما طلبه الروس لإتمام المهمة العسكرية، وعليه، إن الحل السياسي الذي سيرافق الميدان العسكري يقع في الإطار الزمني نفسه إلى حد كبير.

وضمن ما يتم البحث فيه في اجتماعات مثل فيينا الأولى – وربما الثانية – وما سبقهما من اجتماعات تحضيرية تصاعدت في نيويورك على هامش الجمعية العامة، هو شكل وتشكيل النظام في دمشق كأولوية على موعد رحيل بشار الأسد أو كيفية مغادرته، سلماً بتسوية، أو سواها. فشكل النظام السياسي الجديد يقتضي الأخذ في الاعتبار أن الأكثرية السورية سنّية إنما الحلول المعقولة لا يمكن أن تسمح بهيمنة سنّية وإقصاء للأقليات، بما فيها العلويون.

وبالتالي، يتحدثون عن أسماء أشخاص مؤهلين لتولي منصب رئيس حكومة قوي سنّي، بصلاحيات موسّعة فيما تبقى الرئاسة لعلوي، وهذا جزء مما يُسمى «طائف» لبنان. يتحدثون عن تأهيل قوة سنّية في سورية، وليس فقط عن «تأهيل قوة سنّية» في العراق. وبعضهم يتحدث عن «الجيش الحر» كاحتمال وارد في هذا الإطار، ولذلك يتم تدريبه وتسليحه ودعمه أميركياً.

ووفق المصادر، إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز تحدث مع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تقوية «الجيش الحر» بسلاح متطوّر كي يكون القوة السنّية المؤهلة، لا سيما أن الجيش السوري الجديد لن يكون تحت هيمنة علوية كما كان وإنما المرجو أن يكون جيشاً لا يعتمد الإقصاء.

هذه التفاصيل الدقيقة قد لا تُبحَث في الاجتماع الوزاري في جنيف الذي انطلق باجتماع ثانٍ للرباعي الأميركي/ الروسي/ السعودي/ التركي قبل أن يتوسع الاجتماع ليضم وزراء الخارجية الإيراني والمصري واللبناني والأردني والعراقي ووزراء أوروبيين. ما أُطلق عليه اجتماع اختبار النيات الإيرانية والروسية في شأن سورية، كما قال عادل الجبير، لن ينتهي بإعلانات تشكّل اختراقات نوعية في المواقف الروسية أو الإيرانية. إنها «عملية»، والعملية تتطلب الاجتماعات المتتالية.

وزير الخارجية الألماني تعمَّد لجم التوقعات من اختراق في محادثات فيينا فيما أعلن نظيره الفرنسي التوجّه مع «حلفائنا» العرب إلى فيينا بطلب تحديد «موعد محدد» لرحيل الأسد مع تعريف وسيلة رحيله. المشكلة تنطلق من هوّة واسعة بين الموقف الروسي القائل إن حكومة بشار الأسد هي الحكومة الشرعية وتدعمه إيران في ذلك، وبين الموقف السعودي والفرنسي الذي يعتبر أن الأسد فقد الشرعية وتدعمهما واشنطن في ذلك لفظياً وليس فعلياً بسبب الاتفاق الكيماوي.

الهوّة الأخرى المهمة هي مسألة المرجعية في المحادثات في شأن سورية. فإذا وافقت الدول الأربع على توسيع حلقة المحادثات لتشمل إيران، على أساس أية مرجعية يأتي الوزير محمد جواد ظريف إلى الطاولة؟ فإذا تمّ تغييب إعلان جنيف – 1 كمرجعية، ما هي المرجعية الجديدة البديلة عن «هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات تنفيذية كاملة»، كما نصّ جنيف؟ وإذا تنازلت الولايات المتحدة والسعودية وتركيا وأوروبا عن الإصرار لدى روسيا على إيضاح قبول طهران بمرجعية جنيف – 1 قبل حضورها اجتماع فيينا، ماذا حصلت عليه هذه الدول في المقابل؟

الأرجح أنه تم تعويم مرجعية جنيف كأمر واقع كي لا تكون العرقلة أمام جلوس إيران على طاولة المفاوضات حول مستقبل سورية. هذا يشكل تنازلاً آخر أمام الثنائي الروسي – الإيراني في الشأن السوري، لا بد من أن تكون وراءه تفاهمات غير مُعلَنة، أو، أقله لا بد من أن يكون استحق الاستثمار لأن فوائده آتية.

فالعلاقات الروسية – الخليجية ماضية إلى الأمام بصورة إيجابية والحديث مستمر بين العاهل السعودي والرئيس الروسي مع احتمال زيارة للملك سلمان إلى موسكو في الأشهر المقبلة. والعلاقات الروسية – المصرية تتقدم ليس في مجال شراء السلاح فحسب، وإنما في العمل معاً على كيفية الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية علماً أن مصر منفتحة على النظام في دمشق وكذلك على المعارضة. يضاف إلى ذلك القاسم المشترك المهم بين روسيا ومصر وهو الكراهية المشتركة لـ «الإخوان المسلمين» أينما كانوا. إنما مجرد التحاق مصر بعد جلوس تركيا على الطاولة السورية معاً مع السعودية وروسيا والولايات المتحدة، له دلالات مهمة لأن مصر تأتي إلى الطاولة معاً مع إيران والعراق والأردن ولبنان. فاكتملت الطاولة، أقله في هذه الجولة.

تفاهمات فيينا قد تفضي إلى جديد نوعيّ في المسيرة السورية، وقد تنتهي بخيبة أمل إذا أساء أحد المشاركين فيها فهم الآخر بجدية. والمطروح في فيينا، عملياً، ليس سورية وحدها وإنما أيضاً العراق في إطار الحرب على الإرهاب والترتيبات الإقليمية والدولية في البلدين. لكن اليمن يبقى إبرة بوصلة مهمة لرصد التفاهمات أو المواجهات. أما لبنان فإنه فرصة جيدة لإثبات حسن النيات وبناء جسور ثقة تحتاجها جداً العلاقات السعودية – الإيرانية والعلاقات الخليجية – الروسية والأميركية – الخليجية.

الحياة

 

 

 

محادثات فيينا.. اجتماع البند الواحد/ أيمـن الـحـمـاد

في تلك الليلة عندما قدِم الأسد لوحده خلسة إلى موسكو ليلتقي سيد الكرملين، كانت الرسالة واضحة أن الأمر أصبح يتعلق برأس النظام السوري ولا شيء آخر، وكأن الرئيس بوتين يريد اطلاع الأسد على كيفية خروجه من المشهد السياسي في سورية، ويبدو أن منفاه قد تحدد وعنوانه الجديد تم تسجيله في بلدية موسكو.

في هذا الإطار يبدو أن الرئيس الروسي أدرك كلفة مشاركة دولة بحجم بلاده في عمل خارج حدودها الإقليمية وعواقبها السياسية والاقتصادية على روسيا، فمن جهة يبدو أن الخيوط متشابكة وإحداثيات العدو الحقيقي مجهولة المعالم، كما أن أثر الضربة لا يكاد يتضح بعد 4 أسابيع من الحملة العسكرية، إضافة إلى أن الحملة جاءت في وقتٍ يعاني فيه الاقتصاد الروسي أساساً من تبعات هبوط أسعار النفط، لذا فالوقت غير مناسب لتحمل التكاليف خصوصاً أن الذريعة الروسية للحملة، وهي الحرب على الإرهاب مهمة دولية يفترض أن تكون بجهد دولي لا أن تتحمل موسكو أعباءها وحيدة.

تتفهم المملكة الجهد الروسي المبذول في الأزمة لكنها -أي الرياض- تؤمن بالأفعال وليس الأقوال التي تشبّع بها العالم على مدار خمسة أعوام هو عمر معاناة سورية، لذا فلا وقت تضيعه ولا رحلات مكوكية يريد الوزير عادل الجبير أن يقطعها من أجل التقاط الصور في قصور فيينا العتيقة.

تريد الرياض أن تكون أجندة هذا اللقاء من بند واحد؛ (كيف سيخرج الأسد؟) ولا تريد للمشاركة الإيرانية أن تشتت الجهد الدولي في هذا الاتجاه عبر أطروحات لا طائل منها.

لقد دفعت روسيا بإيران في محادثات فيينا المرتقبة لأنها تدرك أنها جزء من مشكلة عليها أن تسهم في حلها فمليشياتها ومستشاروها متواجدون على الأرض، ومنهمكون في القتال منذ اندلاع الأزمة في 2011، لذا فإن موسكو ملزمة بضبط هذه المشاركة الإيرانية لتغدو مشاركة هادفة ومفيدة في إنهاء المشهد الدموي السوري، ولاشك أن روسيا قادرة على ذلك، فالضغط الذي مارسته موسكو مؤخراً بطلبها من طهران حلّ ما يسمى “قوات الدفاع” رغبة منها في إضعاف المليشيات لصالح الجيش النظامي خطوة إيجابية. كما أن روسيا تدرك أن إيران قادرة على فرض هدنٍ عسكرية هنا وهناك، على غرار هدنة الزبداني المتأرجحة.. إذاً العبء على موسكو سيكون مضاعفاً خلال محادثات فيينا من جهة تقديم وجهة نظر مقبولة أمام المجتمع الدولي والمعارضة السورية بشأن طريقة وموعد خروج بشار الأسد، وكذلك توجيه السلوك الإيراني بما يخدم الأزمة ولا يخدم أهدافها.

في حديثه أمام النخبة السياسية في واشنطن، قال كيري مخاطباً تجمعاً حضر للاستماع له في معهد كارنيجي “لا يمكن أن يقف رجل واحد أمام الحل في سورية”. هذه الجملة من المهم أن تكون مفهومة لموسكو وطهران التي لا ترى في الأسد حالياً إلا مبرراً للحفاظ على نفوذها والمساومة عليه، وبالتالي يمكن أن نفهم أن شخص الأسد ورقة ربما يحرقها بوتين في موقد مكتبه الرئاسي هذا الشتاء.

الرياض السعودية

 

 

 

 

مَنْ غير «إيران» إلى فيينا.. غداً؟/ محمد خروب

أوساط الخارجية الاميركية «تتوقع» ان تكون دعوة قد وُجِهّت الى ايران كي تشارك في الاجتماع المقرر ان تستضيفه العاصمة النمساوية «فيينا» يوم غد الجمعة، بعد الفشل الذريع الذي حققه اللقاء الرباعي الذي تم الجمعة الماضية، والذي لم يستمر سوى ساعتين، بدا فيه وزراء الخارجية الاربعة سيرغي لافروف، جون كيري، فريدون سينيرلي اوغلو وعادل الجبير، وكأن احداً منهم لم يغادر موقف بلاده المُعلن، ما دفع بهم للتوافق على لقاء جديد في الثلاثين من الجاري لاستدراك الأزمة السورية الآخذة في التفاقم، بعد ان تمترس الجميع في خنادقهم.

واذ كانت طهران قد سارعت وان في شكل غير مباشر، الى ان الدعوة قد وصلتها فعلاً (طبعاً هنا لا بد من طرح سؤال عمّن يملك صلاحية ارسال دعوات كهذه؟ وهل ثمة غرفة عمليات «دبلوماسية» جرى اقامتها بين واشنطن وموسكو، بما هما صاحبتا «القرار» في شأن كهذا؟)، فإن المزيد من الاسئلة تجد طريقها الى السطح بعد ان غدت مشاركة ايران مسألة مفروغاً منها، وهي ما اذا كانت «رغبات» رئيس الدبلوماسية الروسية لافروف في مشاركة دول عربية، ستجد طريقها الى التجسد، بعد ان سمعنا معارضة وزير الخارجية السعودي لمشاركة ايران في لقاءات كهذه، كونها جزءاً من المشكلة وليست جزءاً من الحل على ما قال؟

ثمة اذاً، عُقدة قد حُلّت، بافتراض حدوث المشاركة الايرانية (التي لا تُعارضها واشنطن بالمناسبة)، ويبقى اذاً رؤية ما اذا حدثت فعلاً مشاركة الدول الاخرى وهي كلها عربية، وان كانت مواقفها من الأزمة السورية غير متطابقة، حيث مصر تأخذ مسافة معينة من المواقف المتشددة التي تبديها عواصم عربية اخرى، فيما الموقف الاماراتي يكاد يلتقي مع الموقف الاردني الذي يمنح للسياسة الدور الاكبر على دُعاة الحسم العسكري وانتظار «معجزات» ساحات المعارك على سبيل المثال.

قد «تسرق» مشاركة ايران، الأضواء، لانها ستمنح ريح اسناد للدبلوماسية الروسية التي بدت في لقاء فيينا السابق وكأنها وحيدة، في مقابل ثلاثة حلفاء أخذوا صورة تذكارية موحدة (ثلاثية) واجتمعوا في لقاء خاص قبل انضمام الوزير لافروف إليهم في اجتماع «الساعتين».. الفاشل، الا ان «أضواء» كهذه، ليست كافية لضمان نجاح اللقاء وخروجه بنتائج معلنة (أو حتى سرّية) تؤشر الى امكانية خروج الاطراف المعنية من خنادقها والشروع في حرب جدّية ضد التنظيمات الارهابية، تُشكّل مقدمة للبدء في بلورة حل سلمي للازمة السورية يضع الشعار الذي توافقت عليه واشنطن وموسكو و»بعض الدول» وهو التأكيد على سورية «دولة موحدة علمانية ديمقراطية لكافة ابنائها» موضع التنفيذ.

ما يزيد من «عدم» التفاؤل في هذا الشأن، هو المواقف الاميركية «المُستَجِدة» التي ظهرت في الساعات الاخيرة, ليس فقط في المعاني والدلالات التي انطوى عليها تسريب انباء عن قرب ارسال قوات «برية» اميركية لمشاركة القوات العراقية في حربها ضد داعش وتحرير بعض المناطق التي وقعت في قبضتها, وانما ايضاً القرار الاميركي بزيادة تسليح بعض مجموعات المعارضة السورية «المعتدلة» كجزء من اتفاق مع بعض العواصم العربية, في الوقت ذاته الذي «يُفتي» فيه رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو بأن «الجيش السوري الحر هو «الكيان» الممثل الوحيد للشعب السوري. (رغم ان هذا التصريح يشطب الدمية التركية المعروفة باسم «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة», الذي خلع عليه الاتراك واصدقاء سوريا لقب… الممثل الوحيد للشعب السوري).

الى أين من هنا؟

لسنا في ربع الساعة الاخير, بل ربما يصح القول أن «الماراثون» لم يبدأ بعد, فالمُعسكر المؤيد لما يسمى بالمعارضة بشقيها المعتدل والارهابي, ما يزال تحت صدمة «عاصفة السوخوي», وما يزال «يوازن» بين الاحتمالات ويقارن بين الارباح كان ثمة ما يراهن عليها بعد وبين الخسائر, ما سبق منها وهو كثير وفادح وما سيلحق, ناهيك عن اقتراب موعد دخول الرئيس الاميركي «الديمقراطي» وحائز جائزة نوبل للسلام اوباما… مرحلة «البطة العرجاء» وعمّا اذا كان قراره بالانخراط «البرِّي» في العراق (وربما سوريا لاحقاً) سيزيد من فرص مرشحة أو مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات العام 2016 أم لا, ناهيك عن أن روسيا بهجومها الجوي المتواصل والدبلوماسي الذي لا يتوقف, استطاعت – حتى الان – ارباك خصومها ووضعهم في مربع الدفاع، في الوقت ذاته الذي تتواصل فيه تصريحات المسؤولين الاميركيين بأن موازين القوى الميدانية تميل الان لمصلحة النظام السوري ورئيسه.

أهي مقدمة لتبرير الانخراط المباشر وربما المواجهة مع الروس في «السماوات» السورية؟ أم انها تمهيد للدخول في صفقة سياسية ليس بالضرورة ان تُلبي كل المطالب الاميركية (دع عنك غيرها) ؟

معرفة الجواب لن يطول وقته.

الرأي الكويتية

 

 

 

إيران والمفاوضات الدولية حول سوريا

رأي القدس

تجيء مشاركة إيران في المفاوضات الدولية المنعقدة اليوم في فيينا كتطوّر جديد مهم، وكنتيجة للتطوّر الأهم السابق عليه وهو التدخل العسكري الروسي في سوريا.

لا تتعلق هذه المشاركة فقط بحجم إيران ودورها المنخرط في الأزمة السورية، عبر مستشاريها وجنرالاتها وعناصر الحرس الثوري الذين قدّر وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر عددهم بثلاثة آلاف، وكذلك بقوات «حزب الله» اللبناني الموالي لها التي تشارك بدورها في المعارك إلى جانب النظام، فالمعارضة السورية، بكافة تشكيلاتها المسلحة والسياسية، لم تتمثّل، ناهيك عن عدم تمثيل النظام نفسه!

الأحرى القول إن جلوس طهران على طاولة المفاوضات السورية نتيجة لقرار روسيّ لتشغيل معمل حلفائه القريبين والبعيدين للحدّ من تأثير خصومه الأساسيين الحاضرين للاجتماع، وهم، حالياً، فرنسا والسعودية وتركيا، وبوجود مصر والعراق ولبنان والأردن فإن حجم الضغط سيكون كبيرا.

الافتراض الكامن هو أن الخلافات بين الأجندتين الروسية والأمريكية حول سوريا قد تقلّصت كثيراً وأن ما يجري في الخفاء من تنسيق لا يتطابق بالضرورة مع التصريحات الدبلوماسية الأمريكية عن «ضرورة رحيل الأسد».

وهو ما يمكن استدلاله بوضوح كاف من حادثة استجواب لجنة القوات المسلحة في الكونغرس عبر السيناتور ليندسي غراهام لوزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر والجنرال دنفورد رئيس هيئة الأركان الأمريكية، الذي سأل بجلاء ما بعده جلاء إن كانت أمريكا تريد إزاحة بشار الأسد الذي يريد شعبه أن يسقطه لقتله أكثر من 250 ألف شخص، وكان جواب دنفورد أنه لا يعرف! وحين سأله إن كانت القوات التي تدعمها أمريكا في سوريا قررت أن تسقط الأسد فهل ستدعمها في قرارها، فكان الجواب، مجددا، أنه لا يعرف! وحين سأل غراهام وزير الدفاع إن كان الموالون لأمريكا في سوريا يريدون إسقاط الأسد فقال «إنهم يريدون محاربة داعش»!

«الاستراتيجية» الخارجية الأمريكية بهذا المعنى هي التي استدعت حضور إيران في مؤتمر فيينا، كما استدعت، بتفاهم بين موسكو وواشنطن أو من دونه، التدخل العسكري الروسي في سوريا.

وإذا كانت أقوال كارتر ودنفورد لا تكفي لتفسير هذا، فإن الدلائل على فكرة «تلزيم» واشنطن لروسيا بحلّ سياسيّ في سوريا أكثر من أن تحصى، بداية من عدم وجود أي ردّ أمريكي، باستثناء الأقوال، على استهداف روسيا لخصوم النظام السوري، بما في ذلك قصفها أمس لمناطق في محافظة درعا القريبة المحاذية للأردن وإسرائيل، مروراً بالتزامها تسليح طرف واحد هو «وحدات الحماية الشعبية» التي شكلها «حزب الاتحاد الديمقراطي»، وهو طرف قام بانتهاكات بالجملة في المناطق العربية التي احتلها، ويعادي تركيا، الحليف الأساسي للمعارضة السورية، وأخيرا باضطرار السعودية وتركيا للجوء لفرنسا لتأمين دعم دولي للمفاوضات بدلاً من الشريك الأمريكي المتخاذل.

في هذا السياق تبدو المفاوضات الجارية محاولة أمريكية، أكثر منها روسية، بتطويع المواقف التركية والسعودية والقطرية، وتمرير المسرحية الانتخابية التي لا ينفك يفوز فيها بوتين، وبدوره سيفعل الأسد.

رغم كل ذلك فإن وضوح المواقف الأمريكية قد يعزز الضغوط على خصوم الأسد وإيران، ولكنه، إذا كانت مواقف خصوم النظام السوري واضحة أيضاً، قد يعطي مفعولاً معاكساً ويؤدي إلى تعزيز الخطّ الفرنسي، الذي تعرّض لهجوم خاصّ من قبل النظام السوري قبل أيام، يتهمه، كالعادة، «بدعم الإرهابيين».

دخول الإيرانيين على خط الصفقة الروسيّة ـ الأمريكية قد يكون مع ذلك عاملاً محرّكاً لأنه يقدّم إطاراً ممكناً لتسوية شاملة في المنطقة، لكن الأوان لهذه التسوية، مع خط سياسيّ أمريكي متراجع أمام الروس، لا يبدو قريباً.

القدس العربي

 

 

 

 

مباحثات فيينا ومصير الأسد/ فراج العقلا

منذ أن أصبح الروس أكثر قدرة على اللعب بأوراقهم في ملف الأزمة السورية، خصما على نفوذ الولايات المتحدة الذي بدأ عاجزا، تسارعت وتيرة الأحداث، لاسيما بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا منذ شهر

وعقب الظهور المفاجئ للأسد في موسكو بطريقة غريبة، قبل أسبوع في أول زيارة سرية له خارج البلاد  منذ اندلاع الثورة في العام 2011 تكهن كثير من المراقبين بإمكانية حدوث اختراق في هذا الملف الشائك للأزمة السورية، لاسيما وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالات مع كل من الرئيس التركي رجب أردوغان، ومع الملك سلمان بن عبد العزيز، عقب انتهاء اللقاء بينه وبين الأسد في موسكو.

وإثر انعقاد القمة الوزارية الرباعية يوم الجمعة الماضي في فيينا بين كل من وزراء خارجية : أمريكا، وروسيا وتركيا والسعودية، كانت التكنهات تستبعد وجود إيران في أي مباحثات بشأن مصير الأسد بين الدول المعنية في هذه القضية، نظرا لأن إيران جزءا من المشكلة في الملف السوري . لكن مع التحركات الدبلوماسية منذ بداية هذا الأسبوع بدت مؤشرات تدل على نشاط إيراني محموم للدخول في لعبة المفاوضات الأخيرة بشأن الأزمة السورية، حتى أعلن البيت الأبيض أخيرا أن (المحادثات بشأن سوريا لن تكون مجدية إلا بوجود كل الأطراف) في إشارة واضحة إلى دخول ايران كطرف في مباحثات فيينا يوم الجمعة المقبل .

كل هذه المتغيرات  دعت وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى القول أن مفاوضات فيينا يوم الجمعة المقبل ستكون اختبارا حقيقيا لنوايا موسكو وطهران.

لقد أصبحت الأزمة السورية ملفا إقليميا بامتياز، ولعبة دولية للمصالح بين الدول الكبرى . وهذا تحديدا ما جعل من موسكو على المستوى الدولي، ومن إيران على المستوى الإقليمي لاعبين أساسيين في هذه الأزمة .

ففي غياب الدور الأمريكي الفاعل، وضعف الدور العربي المنقسم على نفسه، كان واضحا أن كل من روسيا وإيران لن تتركا الوضع على ما هو عليه في سورية، وأن ما قدمته كل من إيران وروسيا في دعم الأسد وإبقاء نظامه على قيد الحياة حتى اليوم لن يكون مجانيا، مهما كانت ضغوط الولايات المتحدة، وحلفائها في المنطقة مثل تركيا والمملكة العربية السعودية.

في تقديرنا أن مباحثات فيينا يوم الجمعة القادم ستصل إلى  طريق مسدود  ليس فقط لوجود إيران ضمن الأطراف فحسب، وإنما لوجود حلفائها الإقليميين أيضا في تلك المفاوضات مثل العراق ولبنان .

وكلمة السر التي سوف تؤشر على فشل مفاوضات فيينا الوزارية المقبلة، هي الموقف السعودي الواضح على لسان وزير الخارجية عادل الجبير، الذي رفض رفضا قاطعا أي دور للأسد في المرحلة المقبلة، بل صرح تصريحا مباشرا، بأن رحيل الأسد أمر ضروري بالنسبة للمملكة العربية السعودية، سواء أكان ذلك الرحيل بوسائل سياسية أو حتى بوسائل عسكرية.

مصير الأسد محسوم بالنسبة للمملكة، وهي لن تقبل أي مساومة في هذا الموقف كما أن تركيا لن تقبل إلا بوجود مؤقت وشكلاني، بحسب بعض التكهنات، وهذا ما سيصطدم بكل من موقفي موسكو وإيران في فيينا.

التغيير الذي حدث خلال الأيام الخمسة الماضية والذي قضى بدخول إيران وحلفائها في المفاوضات، التي تم استبعادها منها يوم الجمعة الماضية، مؤشر خطير على أن الطريق إلى الحل لن يكون في وارد المفاوضات التي ستجري في فيينا يوم الجمعة القادم . وأن مفاوضات فيينا لن تكون بالنسبة للسعودية سوى مناسبة لاختبار نوايا موسكو وطهران .

ما لم تتدخل  الولايات المتحدة عبر حراك جدي واستخدام أوراق ضغط حقيقية في هذا الملف الذي أصبح بيد كل من روسيا وإيران تقريبا، ؛ فإن كل من موقفي تركيا والسعودية، سيظل في حاجة إلى موقف جديد للولايات المتحدة يدعم موقفهما.

ايلاف

 

 

 

 

 

سلام سورية أصعب من حربها والأسد الأكثر تكلفة/ عادل مالك

بدا منذ الساعات الأولى للتدخل العسكري الاقتحامي من روسيا في سورية، وكأنه جسر عبور نحو «الحل السياسي» للأزمة وهي في عامها الخامس ويزيد.

ويبدو أن شعار المرحلة مع هذا الحراك السياسي الدولي المكثف ومن وحي اجتماعات العاصمة النمسوية فيينا، والتي ستعقد لاحقاً، أن بداية الخروج من النفق السوري القائم قد بدأ التمهيد لها على شاطئ نهر الدانوب الأزرق.

وفي أبرز الأمور اللافتة لمداولات فيينا في الساعات الأخيرة مشاركة إيران للمرة الأولى في المشاورات الآيلة إلى حل سياسي بعدما استُبعد المضي في حلول عسكرية مدمرة. وشهد اجتماع فيينا أول لقاء بين الجمهورية الإسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية.

وفي عمق الأزمة، طغى الحديث على «موعد رحيل الرئيس بشار الأسد» على ما عداه من شؤون ترتبط مباشرة بـ «الحل السياسي». وفيما حرص وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على التكرار والإصرار على «ضرورة الالتزام بموعد محدد لرحيل الأسد، لأن لا دور له في المرحلة المقبلة الآتية على سورية»، عكس وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف موقفاً مغايراً، فطرح السؤال: من وما هو الأهم: تحديد مصير سورية أم مصير الأسد؟

وتميز الطرح الروسي بالحدة عندما قال لافروف: «تروج شائعات مفادها أننا نتوافق هنا في فيينا على أن الأسد سيرحل بعد فترة، والأمر ليس كذلك»، مضيفاً: «مصير الرئيس السوري ينبغي أن يقرره الشعب السوري»، وموسكو ترفض تنحي الأسد وتعتقد أنه يجب توسيع دائرة المجتمعين في فيينا لتضم مثلاً الأعضاء في مجلس الأمن، إضافة إلى اللاعبين الاقليميين كمصر وإيران والأردن وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وحدث ما يشبه السجال الإعلامي بين وزيري الخارجية السعودي والروسي، فتولى الوزير الجبير عرض الموقف السعودي وقال إن جميع الأطراف متفقون على ضرورة تسوية الأزمة بالوسائل السياسية على أساس بيان جنيف، وفي موازاة مكافحة الإرهاب. وأضاف «إن الخلاف الوحيد بين الأطراف يرتبط بضرورة رحيل الأسد والمرحلة التي يجب أن يرحل فيها».

أما الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية فيديريكا موغريني والتي شاركت في اجتماعات اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط، فأعربت عن الأمل «في أن تكون إيران طرفاً في عملية التشاور».

إن ما يجري اليوم أكثر من حرب على غير جهة. فلوجستياً وميدانياً، تتابع المقاتلات الروسية من نوع «السوخوي» و «الميغ»، وفي حراك جوي نشط، تعقب مواقع تجمع مقاتلي «داعش» وتوجيه ضربات مباشرة لها، فيما تقول أوساط المعارضة السورية على اختلافها أن القصف الجوي الروسي يطال مواقع المعارضة وبعض المدنيين. أما الجانب الآخر، فيتمثل بالتحركات الديبلوماسية الدولية، بحثاً عن حل سياسي لتجنيب سورية المزيد من مآسي ودمار الحرب.

لكن السؤال المحوري هو: هل بالإمكان التوصل إلى سلام شامل مع كل هذه التدخلات والمداخلات من كل حدب وصوب؟

وفي محاولة للرد، يبرز المعطى التالي: إن السلام في سورية سيكون صعباً بل ربما أصعب من كل الحروب التي شهدتها سورية والتي يمكن أن تشهد المزيد منها.

أما القضية الخلافية الأخرى والتي يجري التعرض لها ضمناً فتختصر بالتالي: هل يمكن الفصل بين النظام ورأس النظام، وكيف؟ والدافع إلى طرح هذا السؤال يعود إلى غير مثال وتجربة.

المثال الأول: مع عملية الغزو الاميركي والبـــريطاني للعراق، أقدم أول حاكم اميـــركي معين (بول بريمر) وفي أول قراراته على تسريح جميع أفراد الجيش العراقي. وكان هذا الإجراء قاتلاً ومدمراً للوضع العـــام في العراق وخاصة للقوات الاميركية والبريطانية التـــي تعرضت لعديد الهجمات قبل الاضطرار إلى إكمال انسحابها (على رغم اضطرار الرئيس باراك اوباما إلى إرسال خمسمائة عنصر كمستشارين للقوات العراقية، كما تؤكد واشنطن).

المثال الثاني: خلال وجود الوزير سيرغي لافروف في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، طرح عليه السؤال: لماذا أنتم متمسكون بالرئيس بشار الأسد؟ فأجاب: دعني أجيبك بطرح بعض الأسئلة: هل العراق في وضع أفضل بعد رحيل صدام حسين؟ وهل ليبيا في وضع أفضل بعد رحيل معمر القذافي؟ وأضاف: هل أجيبك عن سؤالك؟ وما يريد وزير خارجية روسيا قوله إن رحيل الأسد ليس الحل للمأزق في سورية.

وعلى رغم أهمية كل هذه التحركات الدولية لحل الأزمة السورية، لوحظ في الزيارة المفاجئة للرئيس الأسد إلى موسكو ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، أنه كان وحيداً ولم يرافقه أي مسؤول آخر. وفي هذا السياق يمكن إيجاز «الاجتهادات» التي قام عليها تدخل الطائرات الروسية عبر النقاط الرئيسة التالية:

يؤكد بوتين أن الهدف الوحيد من العملية العسكرية إحلال السلام، وأننا نرى ما تشهده المنطقة من تراكمات وخلافات عرقية ودينية وسياسية وقضايا اجتماعية حادة طوال عقود، بل ربما قرون. ويغمز الرئيس السوري من قناة شركائنا الاميركيين في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، إذ يقول انه لم تظهر نتائج ملموسة للتدخل الاميركي.

ويسخر بوتين من تقسيم الإرهابيين «معتدلين» و «غير معتدلين» ويقول أنه أمر غير صحيح، لأن جميعهم أعداء الحضارة البشرية، ويضيف: أريد أن أفهم ما الفارق، فلعله يتمثل بما يقوله الخبراء من أن «المجرمين المعتدلين» يقطعون رؤوس ضحايا بأعداد معتدلة أو بطريقة رقيقة؟

ويعتبر بوتين أن الولايات المتحدة تخدع روسيا والعالم بأسره بحديثها عن التهديد النووي الإيراني ويضيف: الأمر لا يكمن في تهديد نووي خيالي لم يوجد أبداً وانما هي محاولة تدمير التوازن الاستراتيجي وتغيير توازن القوى لمصلحة واشنطن، ليس للتغلب فحسب وانما للحصول على إمكان إملاء إرادتها على الجميع، سواء كانوا منافسيها الجيوسياسيين أم في رأيي حلفاءها!

يبدي الرئيس الروسي استعداده لتنسيق «أعمالنا العسكرية مع شركائنا الغربيين للقضاء علـــى الإرهاب»، ويشير إلـــى انـــه لا بد من توحيــد الجيشين السوري والعراقي وفصائل المقاومة الكـــردية للقضاء على الإرهاب، «كذلك لا بد من الفصل بين الإسلام الحقيقي وتلك الكراهية التي يزرعها الإرهابيون، وستقدم المساعدة لجميع الدول التي يهددها الإرهابيون».

وهذا تصريح خطير من جانب بوتين الذي يطرح الدعوة التالية:

«علينا أن نبدأ اعتباراً من الآن، بالتفكير في إعادة إعمار منطقة الشرق الأوسط اقتصادياً واجتماعياً، ولكن لا بد من وضع خريطة طريق لإعادة بناء الشرق الأوسط لوقف تدفق اللاجئين إلى اوروبا». ويختم «مطالعته» حول التدخل عسكرياً في سورية بالتنديد باللعبة المزدوجة للغرب حيال الإرهابيين، وأن سورية «يمكن أن تصبح نموذجاً لحل القضايا المشتركة».

وبالعودة إلى اجتماعات فيينا: حرص وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على القول غير مرة إنها فترة «اختبار نوايا» لروسيا وإيران وسيُبنى على الشيء مقتضاه».

وبعد…

تساءلنا في المقال السابق، ما إذا كان التدخل العسكري الروسي عاملاً يعجل في تقسيم سورية أم تأخير هذه العملية («الحياة» السبت، 17/10/2015).

ويرتكز طرح هذا السؤال الكبير والذي يتحدد فيه وعبره مصير سورية وغيرها من دول المنطقة، على التوجه التالي:

إن المعارضات السورية لم تقدم حتى الآن بديلاً مقنعاً للمشاركة في السلطة مستقبلاً، وإذا ما استمرت هذه المعارضات في المطالبة بمطالب معينة لن يقبل بها النظام، ففي تقدير مراقبين متابعين عن كثب للشأن السوري، سيكون أمام الأسد «العذر» كي يستقل بجزء من سورية ويعلن سلطاته عليه.

أما القسم الآخر من سورية، فسيكون موضع نزاع وصراع مريرين بين «داعش» و «جبهة النصرة»، كما يمكن أن تنشأ أطراف جديدة مقاتلة وعندها يصبح جزء من سورية تحت وصاية وحكم الأسد وأنصاره ومواليه، فيما تكون الأجزاء الأخرى مسرحاً لصراع كبير قد لا ينتهي في وقت منظور.

هذا هو التصور الذي يضعه بعض الخبراء المتابعين عن كثب للشأن السوري.

في هذا الوقت، لوحظ منذ تدخل الطيران العسكري الروسي عملياً في سورية، أن الجيش السوري النظامي بدأ بالتحرك بحرية أكبر وأوسع من السابق، وهو يحقق بعض الإنجازات. ومن هنا يأتي الكلام عن أن التدخل الروسي خدمة للنظام، بقدر ما هو حرب كاسحة على الإرهابيين من أي حدب وصوب أتوا.

وفي الكلام الأخير: إن تقرير مصير سورية سلماً أو حرباً سيغير واقع العديد من دول المنطقة المجاورة. ذلك أن التقسيم الذي يقتنع البعض بحدوثه آجلاً أم عاجلاً، لن يقتصر على سورية فحسب. ومن هنا مقولة: إن سورية الجديدة سترسم الخريطة الجديدة للمنطقة برمتها.

قال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف مع وصوله إلى فيينا التي يعرفها جيداً (من مفاوضات الملف النووي): لا يمــكن التوصل إلى إحلال السلام في سورية، من دون إيران. ولذلك نقول: إن سلام سورية سيكون أصعب من الحروب التي تشهدها.

* إعلامي لبناني.

الحياة

 

 

 

خامنئي في فيينا يدعو لتخصيب الأسد/ احمد عياش

لم يقل الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في الليلة العاشرة من محرّم كلاماً عابراً عندما أعلن أن “من يترك القتال منا في سوريا كمن يترك الامام الحسين ليلة عاشوراء”. فهو في أدبيات نصرالله يرتقي الى مرتبة التكليف الشرعي من المرشد الايراني الذي يجب أن يطاع بلا أدنى تردد. فكان لا بد لنصرالله الذي فاخر في آخر إطلالته في انتسابه الى “حزب ولاية الفقيه” أن “يخاطر” مرتين في الظهور العلني امام أنصاره في الضاحية الجنوبية لبيروت لكيّ يبلّغ جمهوره القلق من استمرار سقوط الضحايا في الحرب السورية أن ما يهم هو تلبية نداء خامنئي.

في فيينا، التي شهدت حدث مشاركة إيران للمرة الأولى في المؤتمر الدولي حول سوريا كان صوت المرشد واضحاً عبر مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان الذي شدد على أن “تجاوز الاسد ممنوع وخط أحمر”. وقد أبرزت وسائل إعلام المرشد كلام اللهيان على رغم أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف هو الذي يترأس وفد بلاده الى المؤتمر. وفي هذا السياق كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن ظريف أبلغ مراراً محاوريه الاميركيين أن الشأن السوري يتعلق بـ”القيادة العسكرية الايرانية وليس بوزارة الخارجية”، أي أن فيينا النووية التي كانت بعهدة الرئيس روحاني غير فيينا السورية التي تعود الى خامنئي.

المعلومات التي يمتلكها المتابعون للزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس النظام السوري بشار الاسد لموسكو والتي كانت بداية للتطورات الديبلوماسية الدولية حاليا تفيد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخذ تعهداً من الاسد بتسهيل الحركة السياسية لإيجاد حل للحرب السورية لكنه فشل في الحصول على تنازل من الاسد يتضمن التنحي عن منصبه في أية مرحلة مقبلة. ويقول أصحاب هذه المعلومات: “لقد بدا بوتين مستسلماً أمام عناد الاسد في البقاء في منصبه تاركاً للظروف أن تقرر مصيره لاحقا”.

في ميدان الحرب، يقول الخبراء في الشأن الروسي أن جيش نظام الاسد قد انتهى. وهذا الأمر دفع المرشد الايراني الى إعلان التعبئة للحفاظ على ما تبقى من سيطرة للاسد على سوريا. ويعترف الخبراء بأن تدخل موسكو العسكري في سوريا كان اضطراراً وليس خياراً بعدما لاحت علامات انهيار الاسد. فكان قرار الكرملين نجدة الاسد بسلاح الجو الذي هو بديل عن تكرار التجربة الفاشلة في أفغانستان. لكن أمر الارض متروك بعهدة الامام خامنئي على رغم تقدير الخبراء بأن إيران ستدفع أثماناً باهظة على غرار الاثمان الروسية في أفغانستان والاثمان الاميركية في فيتنام. وهذا ما لم يعد خافياً من خلال تساقط جنرالات الحرس الثوري في صورة لم يسبق لها مثيل منذ زمن بعيد في تاريخ الجمهورية الاسلامية وآخرهم الجنرالان كميل قريباني وحسن احمدي. لكن خامنئي يعتبر سقوط الاسد نهاية لمشروعه ولهذا يواصل تخصيب الاسد.

النهار

 

 

 

 

ديبلوماسية “السوخوي” و”التاو” و”الستينغر”/ علي حماده

كان متوقّعاً ألا يتوصّل ممثلو الدول المشاركة في مؤتمر فيينا حول سوريا إلى تفاهمات نهائية في شأن الأزمة السورية، إذ أن العقدة الأساسية التي تعوق التوصل إلى اتفاق دولي – إقليمي لإنهاء الصراع في سوريا استناداً إلى حل سياسي هي مصير قاتل الأطفال في سوريا بشار الأسد وبطانته. فالتنازلات التي قدمتها الدول الداعمة للثورة السورية متمثلة في القبول بحل على قاعدة حكومة انتقالية تكون بمثابة انتهاء حكم آل الأسد رسمياً في سوريا، واستبداله بحكم ديموقراطي تعددي بضمانات دولية – اقليمية، لم تزحزح روسيا وإيران عن موقفهما الرافض التخلص من بشار، بل أن قول وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف إن “مصير الأسد يحدده الشعب السوري” يعتبر موقفاً سيئاً معطوفاً على عدوان عسكري ضد الشعب السوري ومختلف فصائل المعارضة. وعليه، وإذا كان موقف موسكو المتصلب يستقوي بالموقف على الأرض وفق قانون “التفاوض تحت النار”، والنار هنا هي نار روسية ضد السوريين، فلا بد للقوى الاقليمية الداعمة للثورة ان تواجه النار الروسية بنار تواجهها، وتفرغها من عناصر قوتها التي يريد الرئيس فلاديمير بوتين ان يعكسها على طاولة المفاوضات لفرض الحل الذي يريد. لا بد من مقاومة روسيا فيما المفاوضات تجري في فيينا. ولا بد من الخروج نهائيا من حال الارتباك التي ميّزت مواقف القوى المشار اليها في الأيام الأولى للعدوان الروسي على سوريا. لا بد من مدّ الفصائل السورية المسلحة بسلاح نوعي، وبقدرات استخباراتية تمكّنها من مواجهة الاحتلال الايراني وميليشياته، والعدوان الروسي وطائراته.

إذا كان بوتين يفاوض بـ”السوخوي” فلا بد من مفاوضته بـ”التاو” المضاد للدبابات و”الستينغر” المضاد للطائرات. فسوريا قلب الاقليم، وانتصار محور موسكو – طهران لا يقل خطورة بتداعياته عن انتصار إيران في اليمن بواسطة تحالف علي عبدالله صالح – الحوثي. وكما يواجه النظام العربي في اليمن، ينبغي أن يواجه في سوريا بالتحالف مع الظهير التركي.

بعد “فيينا – 1 و2” سيأتي “فيينا – 3” بعد أسبوعين، ولن تتوقف “ديبلوماسية السوخوي” وسيستمر حمام الدم في طول البلاد وعرضها مع محاولة روسيا وإيران تعديل موازين القوى في شكل دراماتيكي بما يغيّر قواعد اللعبة وبالتالي قواعد الحل المطروح.

لا تحتمل اللعبة في سوريا أي تلكؤ من جانب الثلاثي السعودية – تركيا – قطر في مقاومة روسيا على الارض، فالمطروح ليس مصير موسكو بل مصير الاقليم بأسره. بناء على ما تقدم، ندعو الى مواصلة التفاوض في فيينا على قاعدة إقامة توازن “ديبلوماسية السوخوي” بـ”ديبلوماسية التاو” و”الستينغر”! إلى أن يزاح بشار وبطانته.

النهار

 

 

 

 

 

ليالي الأنس في فيينا/ حسام كنفاني

حركة دؤوبة في العاصمة النمساوية فيينا، محورها الوضع السوري. أضداد يجتمعون هناك أمام كاميرات الإعلام وخلف الأبواب المغلقة، بحثاً عن حل للحرب الدائرة في بلاد الشام. كان الأسبوع الماضي موعد اللقاء الأول، والذي انتهى خلافياً، قبل أن يتم تحديد موعد آخر، وتوسيع رقعة المشاركة من رباعية إلى لا متناهية. هذا حقيقة ما حدث أمس، إذ حتى اللحظات الأخيرة لم يكن معلوماً من هم المدعوون إلى الاجتماعات الموسعة، وعلى أي أساس تمت الدعوة، والتي يبدو أنها تركت مفتوحة لكل من يرغب في الانضمام. ولم لا، الراغبون كثر، وهي بالنسبة لهم فرصة للاستمتاع بجمال فيينا التي تغنت بها المطربة السورية أسمهان، ووصفتها بأنها “روضة من الجنة”.

لكن رياح هذه الروضة من الجنة لا تبدو أنها ستصل إلى تخفف من لهيب الجحيم السوري. معطيات كثيرة تدفع إلى هذا الاستنتاج، المتشائم، ربما المبكر، لهذه الحركة الدولية. ربما أولها هذا التوسيع غير المفهوم للأطراف المشاركة، وبعضها ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد في الأزمة. في المقابل، أصحاب القضية أنفسهم غائبون عن الحدث. فإذا كان مفهوما أن تنضم إيران وقطر، وربما الأردن، إلى الرباعي الأميركي-الروسي-السعودي-التركي، لا نعلم ما هو الثقل السياسي المصري واللبناني في البحث عن حل للوضع السوري. حتى أن سياسة الباب المفتوح للمدعوين تشير إلى أن لا جدول أعمال واضحاً للاجتماعات، والتي كانت تثار معطيات بأنها للوصول إلى اتفاق على المرحلة الانتقالية السورية لما بعد بشار الأسد، وهو ما عاد الروس إلى نسفه، في تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، والتي ذكرت أن “الهدف الرئيسي من محادثات فيينا لإنهاء الصراع في سورية هو إطلاق حوار سياسي”.

وإذا ما أضيف كلام مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، والذي تزامن مع الاجتماعات، ودعوته الغرب إلى “الاعتراف بالوقائع على الأرض في سورية، وبشار الأسد جزء منها”، يتضح أن من ذهب إلى العاصمة النمساوية، وربما سيذهب لاحقاً في جولات إضافية، لا يحمل أي برنامج أو مبادرة واضحة ولا نهائية للحل في سورية. هي مجرد “اختبار نيات”، كما قال المسؤولون الأميركيون والسعوديون قبل اللقاءات.

لكن، هل هناك حقاً حاجة لاختبار النيات الإيرانية والروسية في سورية، وخصوصاً في ما يتعلق برحيل بشار الأسد؟ إذا لم تكن التصريحات الصريحة والواضحة للطرفين كافية للإجابة عن هذا السؤال، ربما مراقبة الأداء في هذا المجال ستكون كافية، وخصوصاً في ما يتعلق بروسيا الداخلة حديثاً إلى الميدان السوري. فوفق أي منطق سياسي، يمكن الاقتناع بأن موسكو، وبعدما صنعت لنفسها موطئ قدم على ساحل المتوسط، وكرست نفسها لاعباً أساسياً في الساحة السورية، عسكرياً وسياسياً، يمكن أن تسلم ورقتها الرابحة بهذه السهولة للغرب، أي إقناع الأسد بالرحيل، لتحل مكانه أطراف معارضة ليس لروسيا فيها لا ناقة ولا جمل. وهل هناك من يتخيّل أن الخروج الروسي من الساحة سيكون بمثل هذه السهولة، وهي التي نقلت عتادها وعتيدها إلى الساحل السوري؟ الأمر نفسه بالنسبة إلى إيران، والتي تعتبر نظام الأسد خط الدفاع الأول عنها، وبالتالي، هي بالتأكيد ليست في وارد التفريط فيه.

إذاً هو “حوار طرشان” في العاصمة النمساوية. صيحات من هنا وأخرى من هناك. لكن، لا أحد على استعداد للاستماع أو الاطلاع على النيات، المعلنة أساساً. حوار لا وجود للأطراف الحقيقيين فيه، لا من النظام ولا من المعارضة، والذين أخذ المشاركون على عاتقهم تمثيلهم وإيصال آرائهم، وحتى الاستماع بخريف فيينا ولياليها نيابة عنهم.

العربي الجديد

 

 

 

بيان فيينا يضع مبادئ الحل… ويسعى الى هدنة شاملة

انتهى الاجتماع الدولي – الإقليمي في فيينا أمس باتفاق ممثلي ووزراء خارجية 17 دولة ومنظمة على مبادئ للحل السوري بينها العمل على وقف لإطلاق النار وهدنة شاملة وبقاء مؤسسات الدولة السورية وتشكيل حكومة تمثيلية، مع بقاء الخلاف حول مصير الرئيس بشار الأسد ودوره في المرحلة الانتقالية. لكن الأطراف المشاركة اتفقت على عقد لقاء آخر خلال أسبوعين في العاصمة النمسوية، في وقت قتل وجرح عشرات المدنيين بغارات سورية وروسية على شرق دمشق ومدينة حلب، بالتزامن مع قرار إدارة الرئيس باراك أوباما إرسال حوالى 50 خبيراً عسكرياً لدعم مقاتلين عرب وأكراد في القتال ضد «داعش» في شمال شرقي سورية.

وشكل صدور بيان مشترك عن اجتماع فيينا الموسع، تطوراً ايجابياً، ودعا الى تشكيل «هيئة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة». وحض «بيان فيينا» على هدنة في كل أنحاء سورية. وأضاف أن «خلافات كبيرة لا تزال قائمة» رغم اتفاقهم على ضرورة «تسريع كل الجهود الديبلوماسية لإنهاء الحرب»، داعين الأمم المتحدة ان تجمع معاً ممثلي الحكومة السورية والمعارضة لتدشين عملية سياسية تؤدي إلى «تشكيل حكومة جديرة بالثقة وغير طائفية ولا تقصي أحداً يعقبها وضع دستور جديد وإجراء الانتخابات».

وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على بعض المبادئ المتفق عليها بينها ان مؤسسات الدولة السورية يجب ان تبقى قائمة مع الحفاظ على وحدة سورية، إضافة الى دعوة الأمم المتحدة لجمع الحكومة والمعارضة السورية من أجل عملية سياسية تقود إلى تشكيل حكومة جديرة بالثقة وغير طائفية ولا تقصي أحداً والسعى الى وقف إطلاق النار في كل أنحاء سورية.

وأكد كيري استمرار الخلافات بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا وإيران من جهة ثانية حول مستقبل الأسد، على رغم أن كل الأطراف المشاركة في لقاء فيينا اتفقوا على العمل من أجل حل سياسي للنزاع. وقال كيري ان الدول الثلاث، الأطراف الرئيسية في الجهود الديبلوماسية لحل النزاع، «اتفقت على ألا تتفق» حول مصير الأسد.

من جهته، قال لافروف إن المحادثات فشلت في التوصل لاتفاق على مصير الأسد. وأضاف إنه يرى أن «الشعب السوري هو من يقرر مصير الأسد»، لافتاً الى ان مناقشة وقف إطلاق النار في سورية مستمرة لكن «قتال الجماعات الإرهابية سيستمر».

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال في مقابلة مع «هيئة الإذاعة البريطانية»، ان الرياض تتمسك برأيها بأن الأسد يجب ان يتنحى عن منصبه بسرعة. وأضاف: «سيغادر إما من خلال عملية سياسية او سيتم خلعه بالقوة».

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: «تطرقنا الى كل المواضيع حتى الأكثر صعوبة منها. هناك نقاط خلاف لكننا تقدمنا في شكل كافٍ يتيح لنا الاجتماع مجدداً بالصيغة نفسها خلال أسبوعين». وأضاف: «هناك نقاط لا نزال مختلفين حيالها، وأبرز نقطة خلاف هي الدور المستقبلي للأسد». وقال الوزير الفرنسي ايضاً «الا اننا اتفقنا على عدد معين من النقاط، خصوصاً حول الآلية الانتقالية وإجراء انتخابات وطريقة تنظيم كل ذلك ودور الأمم المتحدة».

من جهتها، قالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية الايطالية فيديريكا موغيريني ان «مشاكل كبيرة لا تزال قائمة إلا إننا توصلنا الى نقاط اتفاق. هذا الاجتماع لم يكن سهلاً الا انه كان تاريخياً». وأضافت ان الاتصالات الدولية اللاحقة حول سورية ستجري «تحت إشراف الأمم المتحدة».

في الوقت نفسه، أعلنت الإدارة الأميركية نيتها نشر قوات خاصة في سورية ومقاتلات في تركيا لدعم حملة التحالف الدولي ضد «داعش» في العراق وسورية. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست «استراتيجيتنا في سورية لم تتغير» مشيراً الى أن العسكريين الذين سيرسلون الى هذا البلد «أقل من خمسين عنصراً»، لن يقوموا «بمهمة قتالية». وأكد مسؤول آخر ان الجيش الأميركي سينشر طائرات هجومية من نوع «ايه – 10» ومقاتلات اف – 15 في قاعدة جوية تركية في اطار الحملة ضد «داعش».

وفيما اعتقلت السلطات التركية سوريَين يشتبه بتورطهما بمخططات إرهابية في تركيا، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن قوات الأمن ألقت القبض على اشخاص يشتبه بأنهم انتحاريون كانوا يحاولون الفرار إلى سورية ومعهم سبعة كيلوغرامات من المتفجرات. وتحدثت مصادر ان بين المعتقلين شخصاً رئيسياً في المعارضة السورية في تركيا.

ميدانياً، شهد يوم أمس تصعيداً في العمليات العسكرية التي قتل فيها تسعون شخصاً بينهم 17 طفلاً في الغوطة الشرقية لدمشق، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي أشار أيضاً الى مقتل 32 شخصاً بينهم 12 طفلاً جراء غارات جوية شنتها طائرات حربية لم يعرف ما اذا كانت روسية ام تابعة لقوات النظام على احياء عدة تحت سيطرة الفصائل في مدينة حلب شمال البلاد.

وأعلن الجيش الروسي أمس انه دمر 1623 «هدفاً ارهابياً» في سورية في شهر، بينها 51 معسكر تدريب و131 مخزن أسلحة.

الحياة

 

 

 

 

جدوى مشاركة إيران في اجتماعات فيينا/ جاسر عبدالعزيز الجاسر

إن صدقت النوايا فإن الاجتماعات التي تشهدها العاصمة النمساوية فيينا ستوفر أفضل السبل والفرص لإنقاذ سوريا مما يخطَّط لها من تقسيم وتدمير أو إبقاء نظام مجرم يعمل على إبادة كل مَن يعارضه.

يوما الخميس والجمعة جمعت طاولات التفاوض تقريباً كل اللاعبين المؤثِّرين على الوضع في سوريا، الإيجابيين منهم والسلبيين، وقد كشفت الاجتماعات مَن الذي يعمل لإنهاء الأزمة المأساة في سوريا سياسياً، ومَن الذي يسعى إلى إغراق سوريا في مزيد من الدماء.

ومع أن الأعمال التي تمت طوال الأربعة الأعوام الماضية كشفت عن هذه الأدوار، إلا أنه الإصرار ومطالبة قوى دولية بمشاركة تلك الأطراف التي عملت طوال الأعوام الأربعة على تعقيد الأزمة وزيادة آلام الشعب السوري. إن اجتماعات نهاية الأسبوع تشكِّل اختباراً جدياً لصدق هذه الدول، منذ مدة تطالب روسيا وحتى دول غربية بإشراك إيران في جهود حل الأزمة المأساة في سوريا رغم مشاركتها في تعميق هذه المأساة وإطالتها. وكان إبعادها عن الاجتماعات السابقة يهدف منه إلى إعادتها إلى الطريق السوي وأن تكون دولة إقليمية إيجابية في مشاركتها في حل الأزمات في المنطقة لا تعميقها. والآن الفرصة متاحة لإيران والدول المتحالفة معها لإثبات جديتها والعمل بصدق لاعتماد الحلول السياسية، وليس الاستفادة من عامل الوقت لتحقيق أجندات توسيع الأعمال العسكرية، ومتى ما تأكّد للدول الأخرى التي شاركت في اجتماعات فيينا، ولهذا فإن الكثير من المتابعين لهذه الاجتماعات من المحلّلين الإستراتيجيين والسياسيين يرون أن مشاركة الدول الجديدة، وبعضها كان مستبعداً لمواقفه السلبية، بأنه اختبار لهذه الدول سواء في أعمالها العسكرية والقتالية لعناصرها التي أصبحت تشارك فعلياً في المعارك الجوية والبرية وحلفاؤها الذين يقاتلون بالوكالة عنهم، وأكثرهم تأثيراً سلبياً هي المليشيات الطائفية التي تضم عدداً من المرتزقة والطائفيين الذين جلبوا من دول بعيدة نسبياً عن سوريا، فالنظام الإيراني لم يكتف بتوجيه المليشيات الطائفية التي يموّلها ويدرّب مقاتليها ويسلّحها، بل أيضاً يشارك بقوات نظامية ممثلة بكتائب قتالية من الحرس الثوري يقودهم «جنرالات» كبار وهو ما فضحته جنائز القتلى الإيرانيين التي شيّعت في المدن الإيرانية.

إذن إيران وحتى العراق ولبنان الذين شاركوا في اجتماعات فيينا هم تحت منظار الاختبار، فهل تكف إيران عن إرسال المقاتلين والمليشيات الطائفية المرتبطة بها، وهل تستطيع حكومتا العراق ولبنان الحد من تدفق المليشيات الطائفية التي تنطلق من أراضي هذين البلدين.

لبنان يقول إنه عاجز عن ضبط أعمال حزب حسن نصر الله، ومليشياته التي تقاتل في سوريا، أما العراق فالمليشيات التي تشكِّل الآن مجاميع الحشد الشعبي لها حضور عسكري قوي على الأراضي السورية، فهل تستطيع هاتان الدولتان وقف هذه المشاركات والتدخل العسكري في سوريا، إن لم تستطع حكومتا بغداد وبيروت ذلك فما الجدوى من مشاركتهما، أما إيران فالشكوك ستظل تحوم حول جدية وفائدة مشاركتها في جهود تحريك الجهود السياسية والتي لا يمكن أن تغيّر نهجها وأسلوب عملها، ولهذا فإن الفائدة التي ستتحقق من هذه المشاركة هي لكشف الوجه القبيح لهذه السياسة التي ستحرج كثيراً مَن ضغط من أجل وجودهم في هذه الاجتماعات

 

 

 

جميع الأطراف أذعنت لإصرار روسيا على عملية انتقال سياسي قبل إزالة «الأسد»

«ستراتفور»: قمة فيينا والقضايا الكبرى في الأزمة السورية

ترجمة وتحرير أسامة محمد – الخليج الجديد

بعد نشر هذا التحليل، ظهرت تقارير تفيد بأنه من المتوقع أن تعلن حكومة الولايات المتحدة عن خطط لإرسال عشرات من المستشارين العسكريين إلى سوريا لمساعدة القوات التي تكافح «الدولة الإسلامية».

وسيدعم المستشارون العمليات الجوية ضد التنظيم من خلال جهود التدريب والتنسيق. وليس من الواضح أي المجموعات سيتم العمل معها. رغم أن أحد المسؤولين قال إنهم سيعملون بشكل خاص مع المقاتلين الأكراد والجماعات التي لها سجل حافل في مواجهة «الدولة الإسلامية». وقال مسؤول أمريكي آخر إن هذه الخطوة لن تغير استراتيجية واشنطن الشاملة في سورية.

في يوم 30 أكتوبر/ تشرين الأول، وللمرة الأولى في التاريخ الحديث، فإن إيران والولايات المتحدة يجلسان علنا ​​إلى طاولة المفاوضات لمناقشة نفس الشيء عدا عن الملف النووي الإيراني. وهذا هو الوضع الطبيعي الجديد لمنطقة الشرق الأوسط.

على الرغم من تحذيرات المرشد الأعلى «آية الله علي خامنئي» المتكررة بأن إيران لا يمكن أن تثق في الولايات المتحدة في المناقشات بعد المسألة النووية، فإن الواقع هو أن الاتفاق النووي كان مجرد نقطة انطلاق لحوار استراتيجي أوسع من ذلك بكثير.

وكان هذا الحوار يجري بالفعل على المستوى التكتيكي، وبعيدا عن الرأي العام حول العراق، حيث إن الولايات المتحدة لا تريد تعميق تورطها العسكري حيث الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران تقود المعركة ضد «الدولة الإسلامية» على حدود بغداد.

أجرت واشنطن وطهران أيضا قناة خلفية للنقاش حول موقف كل منهما على تشكيل الانتقال السياسي في سوريا. وذلك لأن إشراك الجمهور في هذا سيعزز فقط واقعا مقلقا للمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي حول إنهم لم يعد بإمكانهم استخدام العلاقة الحصرية مع واشنطن لتشكيل السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط.

مناورات روسيا الدبلوماسية والعسكرية

لا يمكن القول أن الاجتماع المتعدد الأطراف في فيينا يعتبر كسرا أو اختراقا دبلوماسيا للواقع في سوريا. فقد خلقت تعزيزات الروس والإيرانيين للقوات الموالية للحكومة في سوريا مزيد من الحوافز للمملكة العربية السعودية وتركيا وقطر والأردن لتحصين دعمهم للجماعات المتمردة المفضلة لديهم.

وهذا يخلق معضلة أكبر بالنسبة لواشنطن، والتي تقوم بمحاولة حرمان روسيا من جذب الأضواء الدبلوماسية في هندسة مفاوضات سورية بينما تعمل على تقيد دول الخليج العربية عن تزويد المتمردين بأنظمة الدفاع الجوي المحمولة. وتعمل الولايات المتحدة أيضا مع الأتراك لتنسيق هجوم المتمردين المعتدلين ضد «الدولة الإسلامية» إلى الغرب من نهر الفرات، في حين تقوم أيضا بإدارة الغضب التركي بسبب دعم الولايات المتحدة للمتمردين الأكراد في الشرق. والجدير بالذكر، أن أيا من ممثلي المعارضة لم يكن حاضرا في الاجتماع الذي عقد في فيينا؛ طالما تواصل روسيا استهداف فصائل المعارضة، لا توجد فرصة تذكر لقدوم الفصائل إلى طاولة المفاوضات.

ثم هناك أيضا مسألة ما يجب القيام به حيال الرئيس السوري «بشار الأسد». جميع الأطراف في فيينا رغم تفاوتها قد أذعنت لإصرار روسيا على أن المفاوضات حول عملية الانتقال السياسي في دمشق يجب أن تجري قبل إزالة «الأسد» رسميا. لكن الدعم العسكري من روسيا وإيران، جنبا إلى جنب مع عملية التفاوض في حد ذاته، هو تعزيز «الأسد» بمزيد من الشرعية التي قد تشجعه على البقاء.

عمان ربما تكون هي الوسيط المقيم في المنطقة، حيث التقى وزير الخارجية «يوسف بن علوي بن عبد الله» مع «الأسد» في دمشق يوم 26 أكتوبر/ تشرين الأول عقب زيارة الرئيس «بشار الأسد» لموسكو. وهناك دلائل تشير إلى أن عمان يمكن أن توفر للرئيس السوري حق اللجوء كجزء من خطة انتقالية. ومع ذلك، يدعي مصدر «ستراتفور» أن «الأسد» قد طلب أيضا من عمان فتح قناة تفاوض خلفية مع البيت الأبيض.

مع الاعتماد بشكل كبير على روسيا، فإن «الأسد» قد يكون لديه محاولة ليسكتشف إذا كان له أي مساحة للمشاركة بشكل مباشر مع الولايات المتحدة في هذه المفاوضات، وبالتالي استعادة قدر من الشرعية مع الغرب. ومن المؤكد أنه من غير المرجح أن تبدي واشنطن مرونة في هذه النقطة عندما يتعلق الأمر بإزالة «الأسد». ومع ذلك، فإن محاولة مزعومة لفتح حوار مع البيت الأبيض يدل على الثقة المتزايدة التي يكتسبها «الأسد» وانه لا يزال لديه الوقت والمجال للمناورة.

حتى إذا لم تتم تسوية مسألة العفو عن «الأسد»، فإن طريقة إبعاده تبقى لب السؤال. وإذا كان الأسلوب هو الانتخابات، كما تصر روسيا وسوريا. ووفق هذا السيناريو فإن أحدا ما سوف يكون أول من يقوم بتنفيذ وتطبيق وقف إطلاق النار. وسوف يكون لازما أيضا وجود ضمان، ولو من بعيد، لأن التصويت سوف يكون حرا وتزيها ويشمل على أكبر قدر من المناطق التي يسيطر عليها المعارضون .

ثم هناك مسألة ليست صغيرة وهي كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار في الوقت الذي لا تزال فيه «الدولة الإسلامية» قوة رئيسية في ساحة المعركة، وعلى استعداد للاستفادة من أي ثغرات في الصراع من أجل الاستيلاء على مناطق جديدة. وبالنظر إلى أنه لا أحد من فصائل المعارضة الموثوقة هو على طاولة المفاوضات، فضلا عن أن أجندة معظم الأحزاب هي أكثر اهتماما في قتال« الأسد» من «الدولة الإسلامية»، فإن الحديث عن وقف إطلاق النار من السابق لأوانه للغاية.

وهناك فقط القليل من الكشف عن مضمون ما يخرج من المناقشات في فيينا، ولكن صورة الولايات المتحدة وإيران وعملية التفاوض علنا ​​حول القضايا ذات الاهتمام المشترك تدل على أمر واحد و هو أن الجميع في طريقه للتعود على هذا التفاوض. ليبدو عاديا جدا.

المصدر | ستراتفور

 

 

 

 

محادثات فيينا.. هل هي بداية النهاية؟  

نشرت مجلة نيوزويك الأميركية مقالا عن محادثات فيينا بشأن سوريا يستعرض فيه الكاتب اللورد مايكل وليامز مواقف الدول المختلفة المشاركة وإمكانية تحقيق اختراق، ويقول إذا نجح المشاركون في تفادي انهيار المحادثات أمس الجمعة فإن ذلك يعني أن عملية سلام سوريا قد بدأت.

ويقول وليامز إن التدخل الروسي العسكري غير المسبوق في سوريا عزز الموقف العسكري للرئيس السوري بشار الأسد، لكنه في نفس الوقت جعله معتمدا بشكل خطير على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولذلك ليس من المستغرب أن نرى الأسد يستدعى إلى موسكو الأسبوع الماضي لإجراء محادثات مع بوتين تضيف بعدا جديدا إلى محادثات الطرفين كانت تفتقر إليه حتى ذلك الحين.

وأضاف أنه يبدو أن النتيجة الرئيسية لمحادثات بوتين والأسد كانت التحضير لمحادثات دولية رئيسية بشأن الصراع السوري تُجرى في فيينا دعيت إليها في البداية كل من روسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران، لكنها اتسعت لتشمل تركيا ومصر، وقبل نهاية أول أمس الخميس أعلن أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكذلك الإمارات وقطر ستنضم إليها.

بقاء الأسد

وأشار وليامز إلى أن هذا المؤتمر الدولي هو الأول من نوعه منذ فشل مؤتمر جنيف في يناير/كانون الثاني 2014، وتحدث عن التغييرات التي جرت منذ ذلك المؤتمر قائلا إن السعودية شهدت تغييرا في قيادتها، لكن من الصعب تخيل أن تتسامح الرياض مع فكرة بقاء الأسد لأي فترة من الوقت إذا تم التوصل لاتفاقية سلام في سوريا.

وتطرق للعلاقة بين روسيا ومصر التي وصفها بالجيدة بين موسكو وإحدى الدول الإسلامية السنية، لكنه قال إن مصر حذرة أكثر من أي دولة عربية أخرى إزاء التغيير الذي سيحدث في سوريا.

وعن إيران، قال إن مشاركتها في هذا المؤتمر تمثل أول ظهور لها في محادثات دولية بشأن سوريا وتؤكد بروزها كقوة إقليمية، وإن وزير خارجيتها النشط محمد جواد ظريف أقام علاقات ممتازة مع نظراء رئيسيين مثل وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينماير.

وقال الكاتب إن الولايات المتحدة هي أكثر الدول أهمية بين المشاركين، وإن وزير خارجيتها جون كيري -الذي بث فيه نجاح الاتفاق النووي مع إيران حيوية جديدة- يبدو أنه بدأ الاستعداد لمتابعة المؤتمر.

وأضاف أن الرئيس الأميركي -الذي تبقى له أكثر قليلا من عام واحد في الرئاسة- سينظر إلى مؤتمر فيينا الحالي كأفضل الفرص للعمل من أجل اتفاق سلام في سوريا التي أضعف الصراع فيها فترة إدارته أكثر من أي قضية أخرى.

الجزيرة نت

 

 

 

 

محادثات سوريا.. ما هي أجندة أمريكا وروسيا والسعودية وإيران وتركيا والعراق؟

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– ليس هناك ما هو بسيط حول الأزمة في سوريا، ولن يكون إيجاد حل سياسي لإنهاء الحرب الأهلية التي دامت أربع سنوات بالأمر السهل على الإطلاق.

ولكن هذا هو ما تهدف القوى الأجنبية للقيام به في العاصمة النمساوية، فيينا، حيث يجتمع كبار الدبلوماسيين في محاولة للتفاوض بهدف الخروج من أكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.

وبدأت المحادثات الخميس وسوف تستمر الجمعة. وتشارك فيها إيران للمرة الأولى.

وفيما يلي نظرة على الدول المشاركة في المناقشات وما تريد:

الولايات المتحدة

واشنطن ترأس التحالف الدولي الذي قصف أهدافا لتنظيم “داعش” في سوريا، وكان لديها هناك برنامج لتدريب وتجهيز المقاومين المعتدلين، ولكن عُلّق هذا البرنامج بعد اعتراف البيت الأبيض أن البرنامج نجح فقط في تخريج عدد قليل من المجندين، رغم إنفاق ما يقرب من 500 مليون دولار على المسعى.

هدفها: قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن الرئيس السوري، بشار الأسد، يجب أن يرحل. ولكن دخول روسيا في الصراع من المرجح أن يشكل اختبارا حقيقيا لالتزام الولايات المتحدة بهذا المطلب.

روسيا

موسكو هي حليفة منذ زمن طويل لنظام الأسد، وحوّلت دعمها في الأسابيع الأخيرة من توريد الأسلحة إلى حشد مجنديها على الأراضي السورية. ويُذكر أن غاراتها الجوية لدعم القوات الحكومية السورية استهدفت مجموعة واسعة من أعداء الأسد، بما في ذلك داعش، وجماعات المقاومة المدعومة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وجماعات المعارضة الأخرى.

كما أوضح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دعمه للأسد في الوقت الحاضر.

هدفها: على نطاق واسع، يقول بعض المحللين إن بوتين يستغل سوريا باعتبارها فرصة لجعل روسيا لاعبة رئيسية في منطقة الشرق الأوسط لا يُمكن لأمريكا وحلفاءها تجاهلها.

المملكة العربية السعودية

السعودية هي واحدة من الداعمين الرئيسيين للجماعات المتمردة التي تقاتل النظام السوري وداعش، وهي واحدة من الدول المشاركة في الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. ولكنها رفضت مشاركة إيران في محادثات هذا الأسبوع.

هدفها: مثل الولايات المتحدة، تهدف الرياض إلى الإطاحة بالأسد، وليس من المرجح أن تقبل بأقل من ذلك.

تركيا

تشارك تركيا خط حدودها الطويل والمليء بالثغرات مع سوريا، مما أدى إلى تدفق آلاف المقاتلين الأجانب عبرها إلى سوريا وتدفق مئات الآلاف من اللاجئين إلى داخلها.

يعارض الأتراك الأسد، وتدعم الحكومة التركية منذ أمد المعارضة السورية، وتسمح لهم باللجوء إلى أراضيها. ولكن صعود داعش وغيره من الجماعات الإسلامية المتطرفة عقّد الأمور للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي وافق هذا العام على السماح للتحالف بإطلاق غارات تقودها الولايات المتحدة ضد مواقع داعش من الأراضي التركية.

ثم هناك الدور الهام الذي تلعبه الميليشيات الكردية في مكافحة داعش، وصراع الأكراد الطويل مع الدولة التركية.

هدفها: تريد أنقرة التخلص من الأسد، وإزالة التهديد المتزايد لداعش ووضع حد لسنوات من عدم الاستقرار والصراع العنيف على طول حدودها الجنوبية. ولكنها تريد أيضا أن توقف الأكراد من نحت دولتهم خلال الفوضى الحالية.

إيران

طهران هي داعمة مخلصة لنظام الأسد، إذ دعمته بالمال والسلاح والمقاتلين، ويقول بعض المحللين إن قوات الحكومة السورية تعتمد على الضباط الإيرانيين كالعقل المدبر لمعاركهم. وسُلط الضوء على مدى تلك المشاركة في وقت سابق من هذا الشهر بعد وفاة قائد إيراني كبير في سوريا.

هدفها: إيران يحكمها نظام إسلامي شيعي، ولذلك هي عدو واضح للتطرف السُنّي الذي يمثله داعش. لكن يقول محللون إنهم يشكون في أن هزيمة داعش هو أهم أهداف طهران في سوريا.

العراق

الفوضى في سوريا التي ساعدت على زيادة قوة داعش أدت إلى عواقب وخيمة بالنسبة للعراق المجاورة، التي فقدت مساحات واسعة من أراضيها لحركة المقاومة الإسلامية، كما تلقت أعدادا كبيرة من اللاجئين. وتحاول الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة موازنة علاقاتها العميقة مع إيران إلى جانب التعامل الوثيق مع الولايات المتحدة.

هدفها: هزيمة داعش واستقرار سوريا المجاورة لها، أما العلاقة الوثيقة مع طهران فهي تعني أنه ليس من المرجح أن تعترض العراق على بقاء الأسد في السلطة.

 

 

 

 

إنقاذ الأسد في فيينا/ خليل العناني

تشير التقارير من العاصمة النمسوية، فيينا، إلى مشاورات حثيثة يجريها الروس والأميركيون، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في سورية. ولا يبدو لقاء فيينا مختلفاً كثيراً عن اللقاءات السابقة التي أجريت في الأعوام الثلاثة الماضية فيما عُرف بمسارات “جنيف 1” و”جنيف 2″، فيما يمكن أن يؤدي إليه من نتائج، سواء على صعيد مصير الرئيس السوري، بشار الأسد، أو حول شكل المرحلة الانتقالية وترتيباتها.

وجاء اجتماع فيينا الذي عقد قبل أيام، وضم وزراء خارجية أميركا وروسيا والسعودية وتركيا، من دون حضور لممثلي المعارضة السورية، بمثابة اعتراف صريح بأن الصراع في سورية لم يعد بحال صراعاً محلياً أو إقليمياً، وإنما بات صراعاً دولياً بامتياز. وهو انعكاس للتحولات السريعة التي شهدتها الساحة السورية، خصوصاً بعد التدخل العسكري الروسي، والذي قلب الحسابات السياسية والجيوبوليتيكية. بل الأكثر، أنه اعتراف واضح وصريح بأن موسكو، وليست دمشق، هي من يفاوض، ومن يتحدث باسم الأسد.

نحن إذاً، إزاء تحول بنيوي وجذري في طبيعة الصراع الدائر الآن فى سورية، ما يستدعي، بالضرورة، تحولاً فى بنية المفاوضات وأطرافها ومساراتها. وهو ما دفع دولاً إقليمية إلى إعادة ترتيب أوراقها، ومحاولة تشكيل قوة ضغط، حتى لا تنفرد القوى الدولية بالتفاوض وتقرير مصير سورية، من دون اعتبار لمصالح هذه البلدان وآرائها. لذا، شهدنا تحركات سعودية وتركية مكثفة، طوال الأيام الماضية، بهدف التوصل إلى صيغة “ما”، من أجل إنهاء الصراع في سورية.

ما خرج عن اجتماع فيينا، حتى الآن، لا يعدو كونه مجرد أفكار عامة، أهمها ما طرحه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سواء فيما يتعلق بمدة المرحلة الانتقالية المقترحة، والتي قد تتراوح بين 6 و18 شهراً، أو بإمكانية ترشح الأسد في نهاية هذه المرحلة. وهو ما رآه بعضهم تنازلاً روسياً، خصوصاً بعد أن كانت روسيا تصرّ على أن يظل الأسد في السلطة، حتى نهاية فترته الرئاسية الحالية عام 2021. يتناغم ذلك مع ما صدر عن أحد النواب البرلمانيين الروس الذين زاروا دمشق، أخيراً، وصرّح أن “الأسد مستعد لتنظيم انتخابات رئاسية، والمشاركة فيها، ولكن، بعد التخلص من تنظيم الدولة “داعش”.

لا يحمل الطرح الروسي فقط استخفافاً بالمعارضة السورية، وبأرواح مئات آلاف السوريين الذين سقطوا منذ بدء الثورة، فضلا عن ملايين المشردين واللاجئين، وإنما أيضاً بالمجتمع الدولي كله، وعدم اكتراثه بما حدث طوال السنوات الأربع الماضية، فقد نجحت موسكو، ومن خلفها طهران وحلفاؤها، فى الوصول بسقف التنازلات الممكنة إلى حد الإبقاء على الأسد، على الرغم من كل جرائمه وكوارثه، في السلطة ضمن أي ترتيبات ممكنة للمرحلة الانتقالية.

“تبدو روسيا كما لو كانت الطرف الوحيد الذي سوف يستفيد من مآلات أي مخرج للأزمة السورية، بغض النظر عن طبيعة هذا المخرج وشكله” وقطعاً، سيُصاحب أي حديث أو ترتيبات بشأن مصيره، بعد هذه المرحلة، إعطاءه ضمانات سياسية وقانونية، تضمن عدم محاسبته على تلك الجرائم التي ارتكبها، أو محاكمته عليها أمام المحكمة الجنائية الدولية. بكلمات أخرى، إننا إزاء عملية “إنقاذ” روسية للأسد، لا تضمن فقط تحصينه مستقبلاً، وإنما أيضا تجعله لاعباً شرعياً وأصيلاً فى ترتيبات المرحلة الانتقالية التي تجري مناقشتها حالياً.

بل الأنكى، أن تستخدم روسيا كل حيلها وألاعيبها من أجل خفض سقف التوقعات الخاصة بمآلات المحادثات الحالية، حيث تطرح عدم دعوة إيران إلى محادثات فيينا كما لو كانت تنازلاً، في مقابل تراجع واشنطن عن رفض وجود الأسد في المرحلة الانتقالية، حسبما أشارت التقارير الإخبارية الواردة من فيينا، وهو ما يبدو أن واشنطن على استعداد لقبوله.

يشير الموقف الروسي من بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية وبعدها إلى أمرين، أولهما أن موسكو باتت اللاعب الرئيسي والأهم في الصراع في سورية، والذي في وسعه أن يحدد وجهة الصراع ومآلاته، وربما الحل النهائي للأزمة. وثانيهما، أن في مقدور موسكو إعادة رسم التوازنات والتحالفات فى المنطقة، من خلال تقوية موقف حلفائها وتوفير الحماية الإقليمية لهم، خصوصاً بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.

بكلمات أخرى، تبدو روسيا كما لو كانت الطرف الوحيد الذي سوف يستفيد من مآلات أي مخرج للأزمة السورية، بغض النظر عن طبيعة هذا المخرج وشكله. وقد عززت من موقعها على طاولة المفاوضات، بعد تدخلها العسكري المباشر في سورية، وتحولها من مجرد وسيط، ولو غير نزيه، إلى لاعب أساسي في الصراع.

وإذا كان متوقعاً أن تجتمع الأطراف الإقليمية والدولية للأزمة السورية، بعد أيام قليلة في فيينا، من أجل ترجمة الطرح الروسي إلي اتفاق أو وثيقة، يمكن على أساسها التوصل إلى حل سياسي للأزمة، فإن مصير الأسد بات معروفاً، وهو أنه سيظل في السلطة طوال المرحلة الانتقالية، ما يعني العودة إلى “نقطة الصفر” مجدداً، مثلما حدث بعد اتفاق جنيف 1، الذي ظل مجرد حبرٍ على الورق.

العربي الجديد

 

 

 

 

 

وقائع لافتة أُهملت على هامش فيينا نحو توسيع المفاوضين لإشراك إيران/ روزانا بومنصف

مع ان الآمال لم تكن كبيرة على الاجتماع الذي عقد في فيينا بين وزيري الخارجية الاميركي والروسي مع نظيريهما التركي والسعودي حول الازمة السورية باعتباره اجتماعا اوليا بعد مجموعة تطورات بارزة في مقدمها الانخراط الروسي في الحرب السورية، فإن الاعلان عن عدم الاتفاق واستمرار الحاجة الى مباحثات اضافية سيبقى قائما على طول الخط وفق اقتناع مصادر ديبلوماسية لانه لن يكتب لأي اجتماع النجاح أو لن يسمح له بذلك في حال لم يضم إيران الى طاولة المفاوضات. فمع ان روسيا تمسك بخيوط اللعبة الاساسية في سوريا من غير المحتمل ان تقبل بابقاء إيران بعيدة من البحث في مستقبل سوريا ومصير نظامها، كما تعتقد هذه المصادر ان الولايات المتحدة أيضاً لن تقبل تضامنا طويل الامد مع موقف المملكة السعودية في هذا الاطار لاعتقاد واشنطن لا بل اقتناعها بالحاجة الى ان تكون إيران الى الطاولة خشية الفشل في التوصل الى اتفاق من دونها أو قدرة إيران على افشاله حتى لو تم التوصل مع روسيا على الخطوط الرئيسية. ما يراه البعض ايجابيا انه مع لجوء إيران الى موسكو للمساعدة في منع انهيار النظام والحؤول دون انعكاسات سلبية محتملة على إيران أيضاً في حال كان ذلك واردا وفق ما اوحى التدخل الروسي، فإن موسكو يمكن ان تملك التفاوض على خطوط كبرى تلتزمها وتشكل ضمانا يرتاح اليه الآخرون لا سيما الدول العربية خصوصا في ظل غياب امكان التفاهم المباشر العربي الإيراني على خلفية صراع شيعي سني مستعر في المنطقة، ولو ان التفاهم الاقليمي غير وارد من دون التوافق الدولي أيضاً. ولكن ثمة تساؤلات يثيرها البعض اذا كانت إيران يمكن ان تسلم لموسكو بتقديم كل الضمانات حول مصير الأسد وبما يحفظ لها مصالحها المختلفة حكما عن المصالح الروسية في سوريا اقله في اجزاء كبيرة منها كما ان هناك تساؤلات اذا لم تكن كل المحاولات التفاوضية راهنا هي لكسب الوقت واعادة ترميم النظام ليس الا من دون ان يعني ذلك ان الاقتراحات التي توضع على الطاولة ليست جدية.

وفي خضم التركيز على التطور المهم الذي مثله اجتماع فيينا الذي اعقب زيارة مفاجئة وسرية للرئيس بشار الأسد لموسكو، اهملت تفاصيل تكتسب اهمية لافتة في سياق الاعداد لما يحصل من مفاوضات، ومن بينها محاولة تجميع الاوراق وتعزيز المواقع. الابرز في هذا الاطار ما توقفت عنده مصادر ديبلوماسية في شأن موقف مصر مثلا التي رغب رئيس الديبلوماسية الروسية سيرغي لافروف في ضمها الى مناقشات الاربعة في فيينا الى جانب الاردن من باب توسيع مروحة الدول المؤثرة والمعنية من جهة، ومن باب تأمين مشاركة دول يمكن ان تكسر حصرية التشدد في شأن مصير الأسد على ما هي مواقف كل من السعودية وتركيا من جهة اخرى فضلا عن ان توسيع مروحة الدول المشاركة ستسمح بتأمين مشاركة إيران أيضاً التي لا يزال البعض يرفض مشاركتها من باب مسؤوليتها عن الحرب القائمة في سوريا وانخراطها فيها كطرف. التعويل كان على ان مصر التي اعلنت موقفا مرحبا بتدخل روسيا في الحرب السورية بذريعة ان هذا التدخل ضد الارهاب على نحو مناقض لانتقاد دول مجلس التعاون الخليجي لهذا التدخل الذي اعتبرته افضل هدية للارهابيين فيما كان يكثر الحديث عن اتصالات استخباراتية بين مصر والنظام السوري وان هناك مقاربة متمايزة لمصر عن داعميها من دول الخليج. الا ان مصر لم تلبث في خطوة تكتسب دلالات عدة ان اعلنت على لسان وزير خارجيتها سامح شكري ان المملكة السعودية تمثل الاجماع العربي خلال اجتماع فيينا لحل الازمة السورية. وترى مصادر ذلك من زاوية ايجابية كونه لا يطمس دور مصر بل يلتف على المساعي التي تحاول اضعاف موقف الدول العربية الخليجية من باب مصر التي تدرك انها وعلى رغم الصعوبات التي تواجهها تمثل ثقلا عربيا مساندا ومحوريا للمواقف الخليجية من الازمة السورية على غرار ما هي عليه مواقف دول الخليج بالنسبة اليها بحيث ان اضعاف دول الخليج في موقفها من مصير النظام السوري سيفسح المجال امام استضعافها على صعد اخرى وهي لم تنج كليا بعد مما واجهته في حين انها لا بد ان تكون على طاولة المفاوضات حين يتم توسيعها لتشمل دولا اخرى في المحور الضاغط على ما قد يشكله الطرف الآخر من ضغوط. والصراع على مصر ليس سهلا قياسا بجهود تبذلها إيران أيضاً في هذا الاطار على الاقل من اجل تحييدها عن اعطاء المواقف السعودية أو الخليجية الثقل العربي القوي الذي تحتاجه.

الاجتماع الذي دعت اليه فرنسا أيضاً على خلفية البحث في ما هو مطروح من اقتراحات حلول بما فيها ما يتصل بمصير الأسد جاء تفسيره على انه اعتراض فرنسي عن اقصاء باريس والدول الأوروبية المؤثرة عن اجتماع فيينا في حين ان فرنسا وبعض الدول الاخرى مساهمة في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية ولها كلمتها وموقعها أيضاً. ومع انه اجتماع لن يضم روسيا أو إيران الحليفين للأسد، لكنه يفسح في المجال لتبرير المنطق القائل بأن ابعاد إيران قد لا يكون ممكنا لوقت طويل من جهة وان اتساع حلقة التفاوض سيشمل آخرين من الجهة الرافضة للنظام من جهة اخرى.

النهار

 

 

 

 

 

 

السعودية: الوقت حان لحل الأزمة السورية سياسيا أو عسكريا/ سليمان نمر

الرياض ـ «القدس العربي»: اجتماعات فيينا يوم الجمعة الماضي بشأن البحث عن حل سياسي للأزمة السورية والذي ضم 17 دولة معنية، هل استطاع ان يحقق خرقا سياسيا من الممكن ان يؤدي بالــفــعــل إلى القول ان الجميع اتفقوا على خريطة طريق للحل السياسي؟

من الممكن القول ان النتيجة الأهم لاجتماع فيينا هي الاتفاق على الاسراع بالجهود الدبلوماسية لإنــهــاء الـــحـــرب في سوريا والبدء بعمل ترتيبات لوقف اطلاق النار.

وحدد بيان صدر عن الاجتماع خطة مبدأية للحل السياسي ان تقوم الأمم المتحدة بالعمل على جمع ممثلي الحكومة والمعارضة في سوريا في عملية سياسية تفضي إلى تشكيل حكومة ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية على أن يعقب تشكيلها وضع دستور جديد وإجراء انتخابات. وينبغي إجراء هذه الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة بموافقة الحكومة وبالتزام أعلى المعايير الدولية للشفافية والمحاسبة وأن تكون حرة نزيهة يحق لكل السوريين ومنهم المغتربون المشاركة فيها.

الإعلام الموالي للنظام السوري وجد ان الجانب الروسي والإيراني استطاع ان يحقق اختراقا سياسيا في اجتماع فيينا الأخير- الجمعة الماضي – لمجموعة العمل الدولية بشأن السلام في سوريا، باعطاء مسألة وضع دستور جديد لسوريا الأولوية على مسألة رحيل الرئيس بشار الأسد، وعلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في سوريا.

والإعلام الموالي للنظام السوري من قبل كان قد تحدث عن انتصار سياسي لإيران ولروسيا والذي اسماه بـ»الاختراق السياسي» حين قبلت السعودية بحضور إيران لاجتماعات فيينا.

الجانب المعارض (الذي تقوده الولايات المتحدة والسعودية) كسب من هذا الاجتماع ان الجميع أقر بمبدأ رحيل الرئيس بشار الأسد.

ولكن متى وكيف؟ بقي هناك اختلاف بشأن ذلك، وهذا ما أكده وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بتصريح عقب انتهاء اجتماع فيينا حين اوضح «أن النقطتين اللتين كان عليهما خلاف في اجتماعات «فيينا» هما، الأولى موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد، والثانية موعد ووسيلة انسحاب القوات الأجنبية من سوريا وبالذات القوات الإيرانية، وهاتان النقطتان أساسيتان».

الجانب السعودي لم يعط انطباعا بان اجتماع فيينا حقق اختراقا كبيرا على صعيد الحل السياسي، ولكن الرياض ترى ان عودة الاهتمام الدولي بالموضوع السوري والبحث عن حلول للأزمة أمر إيجابي ودليل على ان التدخل العسكري الروسي في سوريا أعاد أنظار العالم إلى ضرورة البحث عن حل سياسي، ولذا فان الرياض لابد وان تعمل على ان يوجد اجماع دولي على موضوع رحيل الرئيس بشار الأسد، وأضافت إليه مطلبا جديدا وهو ضرورة رحيل القوات الأجنبية -عن سوريا – والمقصود هنا بالطبع القوات الإيرانية وحلفائها من الميليشيات والقوات الشيعية.

وفي ظل هذا الحراك السياسي الدولي لاحظ مراقبون ان السعودية تتخذ موقفا متشددا تجاه مسألة رحيل الرئيس بشار الأسد، والتواجد الإيراني في سوريا، رغم ان التدخل العسكري الروسي وغارات الطيران الروسي على مواقع قوات المعارضة السورية يوحي ان النظام السوري استعاد قدراته العسكرية، وبالتالي وجوده السياسي في خريطة الحل للأزمة السورية.

ولكن النتائج الميدانية للتدخل العسكري الروسي تظهر انه لم يحقق أي تغيير في موازين القوى العسكرية على الأرض.

وصمود قوات المعارضة السورية مؤخرا في وجه الهجمات العسكرية للجيش السوري على مواقعها وعلى المدن والمناطق التي تسيطر عليها، رغم الدعم الجوي الروسي والدعم القتالي البري الإيراني، هو الذي أفشل ان تفرض موسكو وطهران أجندتهما على خطة الحل السياسي.

صحيح ان التدخل العسكري الروسي أعاد موسكو كلاعب أساسي في سوريا، وهذا الأمر لا تتحفظ عليه الرياض، لاسيما في ظل فشل السياسة الأمريكية وترددها في المنطقة، ولكن السعودية لا تريد ان تنفرد موسكو بسوريا أو بفرض الحل فيها.

الرياض تريد ان تتشارك الأطراف الدولية المعنية بسوريا بايجاد الحل، ولكن بهدف أساسي هو رحيل بشار الأسد وبالتالي إيران، فعملت سياسيا على تحقيق اجماع لحلفائها على مسألة رحيل الأسد وفق فترة زمنية قصيرة وضمن حل الفترة الانتقالية، بعد ان بدا ان هناك ترددا أو قبولا دوليا ببقاء بشار الأسد والتعامل معه.

وهذا ما كسبته السعودية من مؤتمر فيينا الأخير.

عسكريا عملت السعودية على ارسال تعزيزات عسكرية وأسلحة ومعدات عسكرية متطورة لقوات المعارضة السورية المسلحة، واستطاعت بها ان تفشل الهجمات العسكرية للجيش السوري وللقوات الموالية للنظام ، وذلك بالتنسيق مع تركيا والمشاركة مع قطر.

وهذا الاسناد العسكري السعودي والتركي والقطري لقوات المعارضة السورية الذي افشل السعي الروسي والإيراني لتغيير موازين القوى عسكريا لصالح النظام حقق الانتصارات العسكرية، وجعل الرياض ومعها الدوحة تطرح على طاولة المفاوضات مسألة الخيار العسكري للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

ويقول دبلوماسي خليجي ان الوزير السعودي عادل الجبير أبلغ نظيره الروسي خلال اجتماع جنيف الرباعي الأول «انكم اذا تريدون حلا عسكريا للأزمة السورية من خلال غارات طائراتكم على قوات المعارضة، فاننا مستعدون والثوار السوريون مستعدون لخوض كل المعارك العسكرية معكم، ونحن لا ننصحكم بذلك حتى لا تتورطوا بحرب طائفية ليست في صالحكم بالنهاية، وقوات المعارضة السورية مستعدة لقتال قواتكم، بل وطائراتكم خصوصا إذا ما حصلت على صواريخ أرض – جو كان غير مسموح لها بالحصول عليها سابقا».

الرياض ترى ان من الممكن ان يكون للتدخل الروسي في سوريا فوائد ولكن يجب ان لا يترك له العنان لينفرد بالساحة السورية، ولعل من أهم الفوائد هو تحريك الدور والتدخل الأمريكي المباشر في سوريا ليس سياسيا فقط بل وعسكريا، وهذا مابدا مؤخرا من موافقة الإدارة الأمريكية على تعزيز الدعم العسكري لقوات المعارضة السورية وتزويدها بالأسلحة المتطورة بتمويل سعودي وقطري، ويبدو ان واشنطن أصبحت مستعدة أيضا لتقديم صواريخ أرض جو لقوات المعارضة في أوقات لاحقة، كما اتفقت في ذلك مع الرياض.

والأهم من كل ذلك ان واشنطن بدأت تعيد وجودها العسكري إلى سوريا من خلال ارسالها عددا من قواتها الخاصة لتدريب وتوجيه قوات المعارضة السورية وتوجيه معاركها في الميدان.

السعودية في النهاية تغذ الخطى سياسيا وعسكريا لحسم حربها ضد إيران والنظام السوري حيث ترى انه قد حان الوقت لحسم المعركة في سوريا مثلما حان الوقت لحسم حربها في اليمن كما اشار إلى ذلك وزير الخارجية السعودي الاسبوع الماضي.

القدس العربي

 

 

 

دول مجلس التعاون الخليجي: توافق على حل سياسي في سوريا وإختلاف حيال مستقبل الأسد/ سليمان حاج إبراهيم

الدوحة ـ «القدس العربي»: حراك دبلوماسي مكثف تشهده الساحة الدولية حيال سوريا، ومفاوضات عسيرة تنفذها أكثر من عاصمة تمهيدا للتوصل لتوافق لا يزال بعيد المدى حيال مستقبل البلد الذي تتنازع مصيره القوى الدولية.

دول مجلس التعاون الخليجي التي تتحرك منفردة على أكثر من مستوى ليكون لها كلمة الفصل في الموضوع، ترغب في مواجهة الأجندة الإيرانية بخصوص أي حل لا يتوافق ورغباتها ويتجاوز تطلعاتها التي أعلنت عنها ودافعت في المحافل الدولية.

وتزداد خيارات دول مجلس التعاون تقلصا مع مشاركة طهران في المحادثات التي استضافتها فيينا واعتبارها طرفا أساسيا في أي حل مع تضاد الأفكار التي يطرحها كل طرف. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حث المشاركين في المحادثات الدولية حول سوريا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة وإظهار «الليونة». وأضاف في تصريح له يعتبر سدا منيعا ضد أي تلويح باستخدام الخيار العسكري: «آمل ان يعالجوا فعلا هذه المسألة بإبداء الليونة، مهما كانت الاختلافات في وجهات النظر السياسية وفي المقاربات. عليهم أن يتوحدوا، لأنه لا حل عسكريا في سوريا». الطرح الذي أبداه الأمين العام للأمم المتحدة حيال الاعتراض على أي طرح عسكري يعزز من مقاربة روسيا التي شرعنت تدخلها في سوريا على أساس أنه موجه ضد تنظيم الدولة الإسلامية وأقرته بأمر الواقع، مع تأكيدها على دعمها الحل السياسي وستحول دون أي دور خليجي أمريكي للإطاحة بحليفها الأسد.

وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، يصنع الحدث في الفترة الأخيرة بتصريحاته ومواقفه حيال الأزمة السورية ويصنفه الجميع على أنه المناوئ الشرس لخيارات روسيا والرافض للمقاربة الإيرانية ويستميت لإفشال مخططاتهما بتأكيده على ضرورة رحيل الأسد مهما كان السبب ولو تم اللجوء إلى الخيار العسكري لإبعاده عن القصر الرئاسي في دمشق. وقال قبل لقاء فيينا أن الاجتماع هو «لبحث الحل السياسي في سوريا ومناقشة خطط خروج بشار الأسد بشكل عسكري أو سياسي».

والجبير لا يخفي دعم السعودية المستمر للمعارضة السورية على الأرض وتأمين كافة وسائل الدعم لها بما فيها تزويدها بالأسلحة والمعدات الثقيلة. حتى لو كان هذا الخيار بعيدا عن واقعية تطور الأحداث المتسارعة التي فرضت نغمة مختلفة تبديها الدول والقوى الدولية. ويأتي الدعم في توافق مع الولايات المتحدة الأمريكية التي أكدت لحليفتها على ضرورة تكثيف الجهود لمساندة ما تطلقان عليه «المعارضة السورية المعتدلة». وتلعب أمريكا على أكثر من حبل في تسييرها للملف السوري حيث أنها ترضي حلفائها الخليجيين وخصوصا السعودية بالتأكيد على ضرورة دعم المعارضة السورية وهي توقن بشكل جلي أن الحل سياسي بامتياز وسيمر حتما عبر بوابة روسيا ومن خلفها حليفة النظام إيران. الدوحة من جانبها تتركز سياستها حيال سوريا على جانبين أساسيين: دعوات لحل سياسي تتشارك في هذه النقطة مع جارتها السعودية بالتأكيد على ضرورة رحيل الأسد، وتدعم بدورها أطيافا من المعارضة السورية في صراعها ضد النظام.

فأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أكد خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أهمية التنسيق بين بلديهما، من أجل إيجاد حل سياسي في سوريا، وشدد على ضرورة استمرار دعم المعارضة السورية المعتدلة، ولعب دور إيجابي في محادثات فيينا. الدوحة تستخدم كافة الأوراق المتاحة في الملف السوري حيث اعتبر وزير خارجيتها خالد العطية «إن قطر لن تتردد في التدخل العسكري في سوريا إذا كان لحماية الشعب السوري من «وحشية النظام» مؤكدا أن «الدوحة لا تملك أي مصالح ولا أجندة في سوريا». وخلال لقاء خاص مع شبكة «سي أن أن» الإخبارية الأمريكية- في رده على سؤال عما إذا كانت قطر والسعودية ستقومان بالتدخل المباشر في سوريا على خلفية التدخل الروسي، قالها العطية بصراحة «أي شيء سيؤدي إلى حماية الشعب السوري ويحمي سوريا من الإنقسام لن نأل جهدا عن القيام به مع إخوتنا السعوديين والأتراك مهما كان هذا الشيء».

وأضاف «إذا كان التدخل العسكري سيحمي الشعب السوري من وحشية النظام فبالطبع سنقوم به» مبينا أن «الشعب السوري اليوم يقاتل على جبهتين، جبهة النظام وجبهة الجماعات الإرهابية، وهو يفعل ذلك منذ سنتين، وهناك الكثير من الطرق لتعزيز قوته». وتعتبر الدوحة أن مجلس الأمن الدولي لا يقوم بما فيه الكفاية بحماية الشعب السوري، لذلك حملت دول مجلس التعاون على عاتقها مهمة القيام بكل ما بوسعها لحماية الشعب السوري عبر دعم المعارضة السورية المعتدلة».

لا تزال سلطنة عمان تحاول دوما أن تكون مقاربتها في السياسات الدولية عقلانية وتسير في صمت وهي تعمل على ترسيخ الحلول السياسية العميقة المبنية على أساس عملي بعيدا عن التصريحات النارية. وتعتبر مسقط أن الأفضل للمنطقة معالجة كافة القضايا الخلافية عبر الحوار وحلول السياسة محل الدبابات والطائرات وهي تؤكد على ضرورة دعم الفرقاء السياسيين في سوريا والجلوس إلى طاولة المفاوضات من دون خلفيات مسبقة. وخلال استقبال الرئيس السوري بشار الأسد وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عمان يوسف بن علوي في زيارة هي الأولى من نوعها وتأتي بعد سنوات من القطيعة بين دمشق والدول الخليجية، عبر الأسد خلال اللقاء عن ترحيبه بالجهود التي تبذلها سلطنة عمان لمساعدة السوريين في تحقيق تطلعاتهم بما يضع حدا لمعاناتهم من ‏الإرهاب ويحفظ سيادة البلاد ووحدة أراضيها، مشددا على أن القضاء على الإرهاب سيسهم في نجاح أي مسار سياسي في سوريا.

وطرح المسؤول العماني خلال لقاءاته التي أجراها في دمشق وجهة نظر بلاده حول تطورات الأوضاع في المنطقة ولا سيما الحرب على الإرهاب في سوريا والأفكار المطروحة إقليميا ودوليا للمساعدة في إيجاد حل للأزمة. وشدد على حرص السلطنة على وحدة سوريا واستقرارها وهو تأكيد على نهجها في إيجاد حل ينهي الأزمة سياسيا عبر التفاوض. هذه الفرضية أكدتها وسائل الإعلام السورية التي كشفت عن مساع دبلوماسية تبذلها سلطنة عمان للتوصل لحل سياسي للصراع السوري الذي دخل عامه الخامس. زيارة بن علوي لدمشق استبقها استقبال المسؤولون في مسقط لوليد المعلم في وقت سابق في أول اختراق للقطيعة التي فرضتها دول مجلس التعاون الخليجي على رموز وأركان النظام السوري.

ولأول مرة تشارك طهران في لقاءات جنيف الموسعة التي حضرتها أطراف دولية ناقشت مستقبل الرئيس الأسد وبلاده ومآله. ولم يسبق لإيران أن شاركت مطلقاً في أي محادثات دولية حول تسوية الأزمة السورية سواء مؤتمر جنيف ـ1 الذي انعقد في 2002 وسحبت دعوتها حول حـــادثــات جنــيف ـ 2 في 2014 من قــبــل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على إثر اعتراض أمريكا والسعودية.

وتختلف إيران والسعودية ـ القوتان المتنازعتان في المنطقة ـ علناً في مواقفهما بشأن سوريا. فطهران تدعم النظام السوري مالياً وعسكرياً فيما تدعم السعودية فصائل المعارضة وتشارك في الضربات الجوية في إطار التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مواقع تنظيم «الدولية الإسلامية».

لا يزال مصير الأسد هو المانع أمام أي تسوية بين الأطراف المتنازعة حيال مستقبل سوريا بين طرف يدعمه ويؤكد على ضرورة إشرافه على أي مرحلة انتقالية يتم التوافق حيالها في البلد وتتمسك بهذا الخيار كل من إيران وروسيا، وبين طرف ثان مناوئ له يؤكد على ضرورة رحيله وتتزعم ذلك السعودية وقطر بدعم أمريكي فرنسي بريطاني. ولا تزال المواقف الخاصة بدول مجلس التعاون منقسمة حيال التطورات فإذا كانت الدوحة والرياض تخندقتا في الجبهة المناوئة لبشار الأسد، تلتزم أبو ظبي الصمت وإن كان موقفها في الملف السوري أقرب إلى حليفها الجديد موسكو في حين تمسك السلطنة موقفا وسطيا من الموضوع. ومن الواضح أنه في خضم هذا التناقض في وجهات النظر أن يستمر النزاع في سوريا أمدا أطول.

القدس العربي

 

 

 

بيان فيينا السوري: بنود تعكس الخلافات و”تفاهمات الحد الأدنى”/ عبسي سميسم

تكرّس مباحثات فيينا التي انتهت مساء الجمعة، أزمة الثقة بين الأطراف الدولية والإقليمية، وخصوصاً بعدما تولى وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، أمس السبت، التركيز على حجم الخلافات التي سادت المباحثات.

وأوضح الجبير، خلال مشاركته في مؤتمر حوار المنامة الأمني، أن “توقيت رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وانسحاب المقاتلين الأجانب لا يزالان إحدى نقاط الخلاف الرئيسية للتوصل إلى حل دائم للحرب في سورية”.

وفي تأكيد على صعوبة جولة فيينا الأخيرة وما ينتظر الجولة الجديدة المرتقبة، قال الجبير “لم نكن قادرين على التوصل إلى اتفاق”، مشيراً إلى أن سياسة السعودية تجاه سورية لم تتغير، وأنها ماضية في دعم “المعارضة السورية المعتدلة”، بحسب توصيفها.

وأوضح الجبير، في تصريحات نقلتها وكالة “أسوشييتد برس” أن المفاوضات لم تقدم شيئاً يذكر لتغيير موقف السعودية بأن الأسد لا بد أن يرحل، معتبراً أنه “من الناحية المثالية، يجب أن يرحل هذا المساء. كلما كان أقرب كلما كان أفضل”. كما أشار إلى أن “وجود مقاتلين أجانب، إيرانيين على وجه الخصوص، عقبة أمام إنهاء القتال”.

من جهته، أشار نائب وزير الخارجية الأميركي، توني بلينكن، في مؤتمر حوار المنامة أيضاً، إلى أن “التدخل العسكري الروسي في سورية، على الرغم من أنه ينظر إليه على نطاق واسع على أنه دعم للأسد، يمكن أن ينتهي بتحفيز موسكو على العمل نحو انتقال سياسي يزيحه من السلطة”. وقال بلينكن “روسيا لا يمكنها أن تستمر في هجومها العسكري ضد أي شخص يعارض حكم الأسد الوحشي. الكلفة سوف تزداد كل يوم على المستوى الاقتصادي والسياسي والأمني – لكنه في أفضل الأحوال سوف يمنع فقط خسارة الأسد”. وتنبأ “بمستنقع” يدفع روسيا للانخراط أكثر في النزاع بجانب حلفاء سورية، إيران وحزب الله، الذي يؤدي إلى نفور المسلمين السنة في المنطقة وفي روسيا نفسها على حد سواء.

أما وزير الخارجية الإيراني، فنقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” عنه إشارته عقب عودته إلى طهران، إلى وجود خلاف جدي بين الأطراف الفاعلة على طاولة الحوار، قائلاً “إن الحاضرين طرحوا في مبادراتهم موضوع مصير الرئيس السوري بشار الأسد” قبل أن يضيف “الأمر واضح بالنسبة لإيران، فمصير الأسد يحدده السوريون أنفسهم”، حسب تعبيره.

واعتبر ظريف أن “الهدف من اجتماع فيينا هو تسريع الحل السياسي”، قائلا إن بلاده “أكدت هناك على ضرورة شن حرب حقيقية ضد التنظيمات الإرهابية ولم تأت لترسم شكل مستقبل سورية”. من جهته، نفى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان الخبر الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام والذي أشار إلى موافقة طهران على مرحلة انتقالية، فضلاً عن موافقتها على رحيل الأسد خلال فترة تصل لستة أشهر، قائلا إن هذا لا أساس له.

وكان لقاء فيينا قد خرج بتسعة بنود تمّ الاتفاق عليها بين الحاضرين، بالإضافة إلى الاتفاق على عقد اجتماعٍ آخر بعد أسبوعين، بغية تضييق الخلافات أكثر بين الأطراف الدولية والإقليمية، تحديداً الخلاف على مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وتم الاتفاق في فيينا على البنود التالية: “وحدة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها وهويتها العلمانية أمور أساسية”، و”مؤسسات الدولة ستظلّ قائمة”، و”حقوق كل السوريين يجب حمايتها بصرف النظر عن العرق أو الانتماء الديني”، و”ضرورة تسريع كل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب”، و”ضمان وصول المنظمات الإنسانية لكل مناطق سورية، وسيعزز المشاركون الدعم للنازحين داخلياً وللاجئين وللبلدان المستضيفة”، و”الاتفاق على ضرورة هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وغيرها من الجماعات الإرهابية كما صنفها مجلس الأمن الدولي واتفق عليه المشاركون”.

كما تنصّ البنود على أنه و”في إطار العمل ببيان جنيف 2012 وقرار مجلس الأمن الدولي 2118، فإن المشاركين وجّهوا الدعوة للأمم المتحدة إلى جمع ممثلي الحكومة والمعارضة في سورية، في عملية سياسية تفضي إلى تشكيل حكومة ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية، على أن يعقب تشكيلها وضع دستور جديد وإجراء انتخابات. وينبغي إجراء هذه الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة بموافقة الحكومة وبالتزام أعلى المعايير الدولية للشفافية والمحاسبة، وأن تكون حرة نزيهة يحق لكل السوريين، ومنهم المغتربون المشاركة فيها”.

وتفيد البنود بأن “سورية هي التي تملك وتقود هذه العملية السياسية، والشعب السوري هو من يحدد مستقبل سورية”، و”المشاركون ومعهم الأمم المتحدة، سيدرسون ترتيبات وتنفيذ وقف لإطلاق النار بكل أنحاء البلاد، يبدأ في تاريخ محدد وبالتوازي مع هذه العملية السياسية الجديدة”. ويخلص بيان فيينا إلى أن “المشاركين سيعكفون في الأيام المقبلة على تضييق هوّة الخلافات المتبقية والبناء على نقاط الاتفاق. ويجتمع الوزراء خلال اسبوعين لمواصلة هذه المباحثات”.

وكان الاجتماع قد ضمّ كلا من الولايات المتحدة وروسيا والصين ومصر وفرنسا وألمانيا وإيران والعراق وإيطاليا والأردن ولبنان وعُمان وقطر والسعودية وتركيا والإمارات وبريطانيا، بالإضافة إلى الأمم المتحدة، ممثلة بالمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا.

بالحفاظ على ما تُسمّيه طهران بـ”سورية المفيدة”. كما أن بند التأكيد على علمانية الدولة عبّر بشكل واضح عن عدم سماح المجتمع الدولي بإنشاء كيان سياسي في سورية على أساس ديني، ووضع الفصائل والتنظيمات ذات التوجه الإسلامي أمام خيار من اثنين، إما الاستمرار بالحرب وتجاهل المجتمع الدولي، وإما تغيير التوجه العام لها. وهو أمر قد ينذر بصدامات مستقبلية مع تلك الفصائل والتنظيمات، في حال بوشر العمل بشكل فعلي على طريق الحل السياسي.

أما بند المحافظة على مؤسسات الدولة، فيحمل الكثير من اللبس، ويحتاج إلى الكثير من التفصيل، إذ إن الجميع متفق على المحافظة على مؤسسات الدولة (النظام والمعارضة). إلا أن النظام يرى أن مؤسسات الدولة الأساسية التي يجب الحفاظ عليها هي المؤسسة الأمنية والعسكرية، فيما ترى المعارضة أن مؤسسات الدولة هي كل المؤسسات الحكومية عدا هاتين المؤسستين اللتين تحتاجان لإعادة هيكلة، وفقاً لبيان جنيف. ويرى الطرف المعارض في هاتين المؤسستين، سبباً في سفك دم السوريين. وتكمن أهمية المباحثات باعتبارها بمثابة مجموعة اتصال دولية، كان يطمح إلى تشكيلها دي ميستورا، لتكون المظلة السياسية لخطته التي يسير فيها لإيجاد حل سياسي.

كما أن الاتفاق الذي تم من قبل جميع المشاركين بمن فيهم إيران والذي ثبّت مرجعية جنيف كأساس للحل السياسي، يعطي موافقة مبطنة لإيران على بيان جنيف. ويندرج هذا الأمر ضمن إجراءات بناء الثقة، التي أكد على ضرورتها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.

وفي تصريحاتٍ لـ “العربي الجديد”، يفيد أمين سر الهيئة السياسية في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أنس العبدة، بأن “الائتلاف يُرحّب بأي جهد حقيقي وفعّال لتخفيف معاناة الشعب السوري ووقف القتل المستمر منذ نحو خمس سنوات على أيدي النظام السوري وحلفائه، ومن ثم البدء بعملية سياسية عادلة تستند إلى بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة”.

ويضيف أن “الائتلاف مستعدّ للانخراط في عملية سياسية مستندة إلى بيان جنيف، تبدأ من تشكيل هيئة حاكمة انتقالية، واستئناف المفاوضات الجادة لجنيف 3، عند الدعوة إليها من قبل الأمم المتحدة من النقطة التي انتهت إليها مفاوضات جنيف 2”.

بدوره، يشير عضو الهيئة السياسية في “الائتلاف” موفق نيربية، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، إلى أنه “لم يخفِ تفاؤله بأن تكون المباحثات بداية لتغيير الموقف الروسي المتمترس في خندق حماية النظام السوري، تحديداً بعد تواجده العسكري على الأرض”.

ويضيف أن “هذا التفاؤل هو انعكاس لرغبتنا المتزايدة في الخروج من حمام الدم والدمار، إلى مسار سياسي عقلاني وراسخ، بمساعدة العالم، الذي أساء إلينا كثيراً جداً حتى الآن، ونستحق منه وقفة ضمير يتطلّبها القانون الإنساني الدولي وشرعة الأمم المتحدة”.

ويعتبر نيربية أن “النتيجة الأبرز تتجلّى في النقطة الأولى عبر التأكيد على وحدة سورية واستقلالها، غير أن الالتباس يكمن حول بند التوافق على استمرار مؤسسات الدولة”. ويتوجس نيربية في هذا السياق، من أن “يؤدي هذا الأمر لدى البعض إلى تكريس المؤسسات الأمنية والعسكرية التي أسهمت في الجرائم ضد الإنسانية وبقاء جوهر النظام”. وينوّه إلى أن “الائتلاف لا يريد انهيار المؤسسات وبنية الدولة التحتية بل يهتم بالحفاظ عليها، أما في ما يتعلق بحماية كافة أطياف المجتمع السوري، فهو أمر مرحّب به والائتلاف حض عليه”.

ويلفت نيربية إلى أن “النقطة الأكثر أهمية والتباساً هي النقطة السابعة، التي تشير إلى بيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2118″، مضيفاً أن “الإشارة لا يُفهم منها تماماً درجة التزام المشاركين، تحديداً إيران، بمرجعية بيان جنيف والقرار 2118. ولم يُشر البند عينه إلى هيئة الحكم الانتقالي، وأن تشكيلها يُعدّ بداية المسار السياسي، كما نصّ قرار مجلس الأمن، بل جرى التركيز على الوصفة الروسية – الإيرانية حول الانتخابات”.

العربي الجديد

 

 

 

 

ما الذي ستنتج عنه محادثات فيينا؟/ جاسر عبدالعزيز الجاسر

مشاركة كل هذا العدد من الوزراء والخبراء الدوليين في محادثات فيينا التي تستهدف تغليب الحل السياسي على الحل العسكري الذي أنهك الجميع وتسبب في سقوط مئات الآلاف من السوريين وتشريد الملايين منهم وتسجيلهم أكبر نسبة من الهاربين ولا نقول لاجئين لأنهم يفرون من بلدهم لأنهم ينشدون البقاء على قيد الحياة، ولهذا فإن الجميع سوريين وعربا وكل من يقدس الحياة يتابع ما يجري في فيينا ويتساءل هل تنجح محادثات فيينا التي يرى فيها الكثيرون بما فيهم وزراء خارجية ودبلوماسيون بأنها تشكل أملاً في التوصل إلى حل يغلب عليه التفاهم السياسي بعد أن أظهر حلفاء بشار الأسد إشارات على التخلي عنه بعد إجماع المشاركين الآخرين على أنه من أكثر العوائق التي تعرقل الوصول إلى تسوية السياسة للأزمة السورية.

الدول المشاركة في محادثات فيينا وخصوصا أمريكا والمملكة العربية السعودية وتركيا وروسيا وفرنسا ومصر والأردن وحتى الدول التي تتعامل مع نظام بشار الأسد على الأقل ما يعلنون عنه علناً هو التأكيد على بقاء سوريا موحدة غير خاضعة لأي حكم طائفي بانتهاج نظام ديمقراطي تعددي يخضع لإرادة شعبية حقيقية غير مزيفة.

هذا ما يسعى إليه المجتمعون أو هكذا يقولون رغم أن الدول التي أضيفت لاجتماعات فيينا لا تؤمن بهذا التوجه إذ تخضع لإرادات طائفية وتفرض دكتاتورية طائفية بغيضة في بلدانها، كما أن بعض الدول المشاركة في مباحثات فيينا تقوم بأعمال تدفع سوريا إلى التفتت وليس الحفاظ على وحدتها، فهناك سيناريوهات تعمل هذه الدول على تنفيذها وبدأت في أولى خطوات هذا السيناريو من خلال التأسيس لـ(كونتونات) طائفية وخصوصا في التأسيس لدويلة طائفية في الساحل السوري كما أن تكثيف ارسال المليشيات الطائفية بل وتوطين معتنقي مكون مذهبي في دمشق وحمص وحلب وحماة وزيادة هذا الوجود في اللاذقية عمل يكشف السعي إلى تقسيم سوريا، ومع هذا يرى بعض المحللين أن مشاركة هذه الأنظمة وخصوصا نظام ملالي ايران قد يعيدهم إلى الحاضرة الدولية الملتزمة بوحدة الأراضي السورية والالتزام ببنود مؤتمر جنيف واحد، وهو ما تطالب به الدول الاقليمية والغربية من النظام الايراني بأن تعلن تأكيدها وتوقع على بيان جنيف واحد، وأن تكون مشاركتها في تنفيذ العملية الانتقالية بصدق دون صرف العملية وابتزاز الأطراف الإقليمية والبقاء على نفس السلوك الكلاسيكي الايراني الذي يستند إلى تطويل المفاوضات وطرح تفاصيل غير مهمة لكسب مزيد من الوقت في محاولة لاستثمار التدخل الروسي العسكري الذي يعتقد الايرانيون أنه سيغير الوضع على الأرض مما يعطيهم قوة تفاوضية يمكن توظيفها لغرض ما يريدونه ومن أهمية الابقاء على نظام بشار الأسد الذي يرون فيه ضمانة للحفاظ على بقائهم في سوريا وتنفيذ الأجندة الخاصة بالتوسع في المنطقة العربية.

إذن ما تواجهه محادثات فيينا هو الانتهاء من تحديد وضع بشار الأسد الذي تأكد حتى لحلفائه أن من أكثر العقبات التي تحول دون حل مرض في سوريا، والموضوع الآخر الذي يهم المشاركون التأكد منه هو مدى التزام النظام الايراني بما تتخذه الدول المشاركة في هذه المباحثات وهل تظهر طهران ايجابية لهذه المشاركة أم تعمل على تطويل هذه المباحثات في الوقت الذي تتزايد فيه أرقام الضحايا والمشردين السوريين.

الجزيرة السعودية

 

 

 

 

متى وكيف يرحل الأسد؟/ طارق الحميد

ليس من المصلحة إطالة أمد الأزمة السورية، وتعميق معاناة السوريين، والمخاطرة بأمن المنطقة، لذا من الصعب الاعتراض على النقاط التسع التي تمخض عنها مؤتمر فيينا بمشاركة الحلفاء والأعداء، باستثناء نظام بشار الأسد والمعارضة، لكن هذه ليست كل القصة، فالنقاط التسع ناقصة، وينقصها أمران مهمان متى يرحل الأسد؟ وكيف؟

على الورق تبدو النقاط التسع التي نشرتها صحيفتنا جيدة، وملخصها هو ضرورة وحدة سوريا واستقلالها وضمان هويتها العلمانية. الإبقاء والحفاظ على المؤسسات. حماية حقوق الأقليات بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية. تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب. ضمان وصول المساعدات الإنسانية .

الإجماع على ضرورة إلحاق الهزيمة بـ«داعش»، والجماعات الإرهابية المصنفة بقرار أممي. إلى أن نصل للبند اللافت بأنه «وفقا لبيان جنيف عام 2012

وقرار مجلس الأمن رقم 2118 تدعو الدول المشاركة منظمة الأمم المتحدة إلى جمع ممثلي الحكومة السورية وممثلي المعارضة معا لتدشين عملية سياسية تؤدي إلى تشكيل حكومة قادرة وفعالة وشاملة وغير طائفية، يتبعها وضع دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، بما يحقق أعلى المعايير العالمية وأعلى معايير الشفافية والتحقق، ويقود إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها كل السوريين بمن فيهم المهجرون الذين لهم حق المشاركة». مع

تعهد بأن تكون عملية سياسية يقودها السوريون، ويقررون بأنفسهم مستقبل سوريا، والسعي لإيجاد طرق لتنفيذ وقف إطلاق النار.

حسنا، ماذا عن الأسد؟ متى، وكيف يرحل؟ ومن يتعهد بذلك؟ البعض ينظر إلى حصر الأزمة برحيل الأسد فقط على أنه خفض للمطالب، وخسارة سياسية، وهذا غير صحيح، فسوريا بعد الأسد، أيا كانت، لن تكون كأيام حكم الأب والابن. وبالطبع فإن عاقلا لا يريد رؤية سوريا كعراق ما بعد صدام حسين، وإن كانت سوريا مختلفة صحيح، لكن ليس من مصلحة أحد هدم الدولة ككل، ولذا فإن السؤال العقدة هو متى، وكيف يرحل الأسد؟

القول بانتخابات حرة ونزيهة، وما خلافه، ما هو إلا ضحك على الذقون، حيث سيكتشف الجميع أن الأسد أكذب حتى من علي عبد الله صالح، طوال ثلاثين عاما خدع فيها صالح اليمنيين، والخليجيين، والمجتمع الدولي. ولذا فلا يمكن الوثوق بأي اتفاق طالما لم يكن هناك ضمانات كافية بعدم ترشح الأسد للانتخابات الرئاسية القادمة، وضمان أن تكون المرحلة الانتقالية، أي رحيله، لا يتجاوز ستة أشهر، أو ثمانية، وضرورة الشروع في دمج الجيش الحر بجيش سوريا

الجديدة، تزامنا مع مسار العملية السياسية، وضرورة ضمان خروج الميليشيات الشيعية، وقوات الحرس الثوري الإيراني من سوريا، وبالتالي لا يسمح ببقاء أي قوة أجنبية هناك إلا المنضوين تحت غطاء التحالف الدولي.

عدا عن ذلك، فإن كل ما يقال، وإن كان براقا، فلا معنى له، ولا بد من مواصلة دعم الجيش الحر على الأرض، حتى تتحقق الأهداف، وأهمها ضمان رحيل الأسد، وموعد ذلك، بشكل لا لبس فيه.

الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى