صفحات مميزةمازن كم الماز

محاولة لإعادة تعريف القاعدة: مازن كم الماز

    مازن كم الماز

    هذه محاولة لإعادة مصطلح و مفهوم القاعدة إلى الناس , محاولة لوضع حد لاغتصاب هذا المصطلح أو استلابه أو تشويهه على يد أشخاص ماتت الحياة داخلهم لحساب دوغما شديدة التحجر .. كلا , القاعدة ليست منظمة أو فكر إرهابي أو أصولي , القاعدة لا تتعلق بإعادة إنتاج دولة الخلافة أو أية حالة قمعية أخرى .. القاعدة هي الناس , هي الشارع , المدرسة , الجامعة , المعمل , المقهى , الملعب .. القاعدة هي نقيض القمة , القاعدة هي نقيض رأس الهرم , القاعدة هي التعبير الأشمل و الأسمى لكن ليس للمقدس بل للحياة اليومية للناس , القاعدة هي البشر الذين يصلون في الصفوف الأخيرة من المساجد و الكنائس , القاعدة هم مشجعو كرة القدم الذين يحتلون أرخص المقاعد في ملاعب كرة القدم , القاعدة هم العمال , العاطلون عن العمل , الطلاب , التلاميذ , المتسكعين , الذين لا تعشقهم الفاتنات إلا سرا , و لا يظهرون على شاشات الفضائيات أبدا , و لا يهتز العالم لآلامهم و لا يبتهج لأفراحهم الصغيرة .. القاعدة في مجتمع طبقي سلطوي هي الناس الذين في الأسفل .. القاعدة في مجتمع يقوم على انقسام الناس إلى حكام و محكومين هي المحكومون , سواء أكانوا راضين بمصيرهم أو رافضين له .. القاعدة ليست نصوص مقدسة و لا عقائد أبدية , و لا قضية كبرى يموت في سبيلها الفقراء , أو تستخدم لقمع و كبت الآخرين , و لا لتخليصهم أو لهدايتهم الخ الخ , القاعدة هي الشارع , بحياته الصاخبة بكل ما يجري فيه و بكل من يسير فيه , القاعدة هي الناس الذين يركبون المترو و الباصات الرخيصة , الذين يرتادون المقاهي المتواضعة أو يسكنون العشوائيات القذرة , الذين يتعاطون أرخص أنواع الحشيش أو العرق , القاعدة هم العشاق الذين لا يجدون متنفسا لحبهم إلا في الحدائق العامة أو في زاوية مظلمة يسرقون فيها متعة عابرة .. القاعدة ليس بن لادن و لا الظواهري , القاعدة هي حياة حقيقية مفعمة بالحيوية و بكل ما هو حقيقي و جدي , من وجهة نظر الفقراء و المكبوتين , لا ما هو جدي أو حقيقي بالنسبة للسادة أو المثقفين أو رجال الدين , القاعدة ليست تعبيرا عن مقدس ما , بل هي نقيض المقدس , هي نقيض كل المقدسات , إنها التعبير الأكمل و الأمثل لكن عن كل ما هو إنساني , بهذا المعنى القاعدة هي نقيض السياسة الفوقية , و الفكر السائد , إنها الفكر المهمش و المهرطق , إنها الحلم في مواجهة العقل السائد , و اليوتوبيا في مواجهة الواقع …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى