صفحات الحوار

محمد رياض الشقفة: دعمنا “الجربا” فتصرف دون مشورتنا، و”طعمة” مظلوم

 

 

عبدالله رجا

سواء اتفقنا أو اختلفنا مع جماعة الإخوان المسلمين، إلا أننا أمام تنظيم، ربما يكون الأكثر تماسكا، وسط جزر المعارضة المعزولة.

تسمع قصص “ألف ليلة وليلة” عن الإخوان المسلمين، حتى تظن أنك أمام تنظيم من نوع “آخر”، تسمع من المعارضة السورية ذاتها عن انتهازيتهم، وعن استغلالهم، وعن “لعبهم على أكثر من حبل” .. وعن صفقاتهم.

يجلسون مع الإخوان على طاولة واحدة، وما إن ينفض اللقاء حتى تنهال الطعنات في الغرف المغلقة، هذه شهادة وثقتها “شخصيا”، من خلال أكثر من ثلاثين لقاءً.. ومع ذلك، فالكل يبحث عن التحالف مع الإخوان، باعتبارهم الأكثر تأثيرا في الائتلاف.

المراقب العام للإخوان محمد رياض الشقفة، سمع من “زمان الوصل” كل ما ذكرناه، دون أن يمتعض، بل وضعنا أمام خارطة الإخوان في هذه المرحلة على مستوى المعارضة السورية وعلى المستوى الإقليمي، دون أن يشتم أو يتهم أو ينتقص من وزن أحد، رغم محاولاتنا الاستفزازية. وتحدث “أبو حازم” على مستوى موقعه المسؤول في الجماعة، فإلى تفاصيل الحوار:

  • هناك 27 مرشحا للحكومة .. كيف تنظرون إلى هذا العدد الهائل من المرشحين .. وماذا يعني لكم.. والإخوان من مرشحهم؟

سياستنا تعتمد التوافق، وكان يمكن أن يتم التوافق على رئيس الحكومة لولا حالة الاستقطاب والتدخلات الخارجية، وما حصل كان ظلماً لأحمد طعمة ونتمنى أن يرفع الظلم و يعود إلى مكانه فهو مناسب للمرحلة.

  • جاءت إقالة حكومة أحمد طعمة بشكل دراماتيكي .. ما موقفكم من هذه العملية .. وهل صحيح أنكم أصبحتم في الجهة المقابلة للجربا؟

رغم دعمنا للجربا، فقد تصرف دون أن يشاورنا في أمر الحكومة، وإذا كان هناك تقصير من الحكومة فهذا من طبيعة البشر، وكان ممكنا تداركه بالنصح والتوجيه.

– الجربا يتصرف بمفرده دون مشورتنا.

  • كيف تقيمون الأداء أثناء ولايتي أحمد الجربا .. وماذا تنتظرون من الرئيس الجديد هادي البحرة؟

ليس لدينا مشكلة مع شخص الجربا، نحن نقدر دوره كمعارض للنظام والجهود التي بذلها خلال ولايته ولكن المشكلة أن الجربا خلال ترؤسه لولايتين لم يكن قادراً على استيعاب أطياف المعارضة في مواجهة تحديات المرحلة، وكانت تصرفاته فردية يجتهد دون مشورة من حوله، لذلك نتمنى على البحرة أن يستفيد من الأخطاء السابقة وأن يكون مستوعبا الطيف الوطني في مواجهة الأخطار والتحديات المحدقة في البلد وأن يبتعد عن الفردية ويلجأ إلى التشاركية والتشاور مع الآخرين.

  • ما هو حجم التأثير الخليجي والدولي على أداء الائتلاف؟

هناك تدخلات خارجية يعرفها من يستجيب لها، أما نحن فقرارنا مستقل وممكن أن نستفيد من نصائح الأصدقاء دون أن تكون ملزمة لنا، فالاستقطاب الخليجي كان له الأثر الواضح في أداء الائتلاف أما الدور الدولي فهناك عدم جدية في موقف المجتمع الدولي في دعم الشعب السوري.

– بقاء الأسد أسوأ الحلول .. مهما بلغت التضحيات

  • 3 سنوات أثبتت أن إسقاط النظام عسكريا شبه مستحيل .. لماذا لا تقبلون بمرحلة انتقالية بوجود الأسد وتجنبون البلاد المزيد من القتل والدمار .. خصوصا وأنكم دائما ما تتحدثون عن تقاعس المجتمع الدولي؟

بعد كل الجرائم التي ارتكبها الأسد فإن الشعب السوري يرفض استمراره بأية حال، ومهما بلغت التضحيات فإن بقاء الأسد هو أسوأ الحلول، والشعب السوري قرر الاعتماد على الله ثم على نفسه بعد أن تكشف له خذلان المجتمع الدولي.

  • هناك سؤال بات حقيقيا في الصراع السوري .. من هو البديل .. بعد انتشار التطرف والفوضى والسلاح وتدمير أكثر من نصف البلد .. الكثيرون -عربيا وأوروبيا- لا يثقون بقيادة المعارضة البديلة للنظام؟

خذلان المجتمع الدولي وسكوته على جرائم النظام هو الذي أدى إلى التطرف، فلو انسجم هذا المجتمع الدولي مع مبادئه في دعم حرية الشعوب وتدخل لوقف جرائم النظام وقتله للمدنيين بالبراميل المتفجرة، وهو قادر على ذلك لو ملك الإرادة، فإن الشعب السوري قادر على إيجاد البديل الصالح.

– شروط الحل السياسي

  • لو قبلكم النظام “كائتلاف” في حكومة وحدة .. ما هو موقف الإخوان؟

هناك شروط لأي اتفاق، أولها إيقاف القصف، ثم إبعاد بشار الأسد ومن حوله من المجرمين الذين مارسوا القتل والإرهاب ضد الشعب السوري من قادة الأجهزة الأمنية وقادة ألوية الجيش الذين شاركوا في الجرائم، وبعدها يمكن المشاركة مع بقية أطياف الشعب السوري وفق الاستحقاق الوطني.

  • بعد تأسيس حزب “وعد” بمشاركة شخصيات مسيحية .. ثمة من قال إن الإخوان يتوارون وراء هذا الحزب عبر إدخال شخصيات غير مسلمة .. ماذا تقول؟

نحن لا نتوارى ومبادؤنا وأفكارنا معلنة، فكلنا أبناء وطن واحد نريد أن نصل به إلى شاطئ الأمان، وكل مواطن له نفس الحقوق والواجبات ونتعاون مع الجميع.

  • إلى أين هو هذا الحزب وما هو نشاطه الآن .. وما أهميته؟

للحزب مراكز قريبة من الحدود السورية وله نشاط ضمن السوريين المهاجرين، ولا يستطيع الآن إقامة مراكز في الداخل بسبب القصف ويمكن توجيه هذا السؤال إلى قيادة الحزب فهم أدرى بشؤونهم.

  • كيف ستتعاملون مع قرار السعودية الإخوان تنظيما إرهابيا .. وما هو مستقبل قياداتكم المقيمة في السعودية .. هل تعرضت لمساءلات؟

يظهر أن هناك من زوّد الأشقاء السعوديين بمعلومات غير صحيحة عن الإخوان، فالإخوان خدموا في السعودية وساهموا في البناء ولم يتدخلوا قط في شؤون المملكة الداخلية وهذا شأنهم في كل الدول التي احتضنتهم ، ونقدر للحكومة السعودية أنها لم تتعرض لأحد بمساءلة أو ترحيل (وهناك العديد من القضايا التي تتعرض لها الأمة نشترك بها مع الإخوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية يمكن تطويرها إلى الأفضل ولا سيما في هذه الظروف التي تتعرض لها الأمة العربية والإسلامية ونحن معها في مواجهة الفكر المنحرف الذي يشوه صورة الإسلام.

  • وكيف توفّقون بين دوركم في المعارضة والائتلاف وعلاقة المعارضة بالسعودية وبين موقف السعودية من الإخوان؟

لا تعارض بين الأمرين.

زمان الوصل

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى