صفحات الحوار

محمد سرميني: قلاع نظام الأسد بدأت تنهار


ملهم الحمصي من دمشق

في حوار خاص مع إيلاف يعد عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني بمفاجأة في دمشق وحلب من شأنها حسم الموقف في ظل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ ما يقارب العام. ويؤكد سرميني أنّ الخطوات القادمة ستركز على دعم الثورة المتمثلة بالتظاهرات ودعم الجيش السوري الحر.

محمد سرميني… عضو المجلس الوطني السوري وناشط سياسي، بدأ العمل السياسي في 2003، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات في أكثر من دولة. عضو مؤسس ورئيس سابق لرابطة شباب مستقبل سوريا، ونائب رئيس لتجمع العمل الطلابي في جامعة العلوم التطبيقية، وعضو في فريق الجزيرة توك الإعلامي.

وفي حوار مع “إيلاف” يعتبر سرميني الثورة السورية معجزة لانها تحدت النظام مؤكداً أن قلاع الأسد بدأت تنهار. ويقول سرميني إن روسيا والصين شاركتا النظام في القتل عندما استخدمتا حق النقض ضد مشروع قرار يدين سوريا في مجلس الأمن.

ورحّب عضو المجلس الوطني السوري بأيّ خطوة من شأنها تحقيق أهداف الثورة معتبراً المبادرة العربية خطوة مهمة.

أستاذ محمد سرميني، عضو المجلس الوطني السوري، ما تقييمكم للحراك الشعبي السوري ومآلاته، وهل من أفق لحل سياسي محتمل؟

الثورة السورية معجزة قام بها الشعب السوري متحدياً نظاماً مجرماً جثم على صدورنا 40 عاماً.. الثورة السورية تزداد جذوتها وتزيد قوتها، وخصوصاً بعد زيادة إجرام النظام. لدينا الآن أكثر من 665 نقطة تظاهر، 10 نقاط جديدة، و109 منها في حلب، لتأتي ثانية بعد إدلب، وهذا مؤشر أن قلاع النظام بدأت تنهار. أما العاصمة دمشق، فهي بركان يغلي من تحت الرماد.

اليوم الحراك الشعبي السوري ليس في داخل سوريا وحسب، لكن هناك مئات الآلاف وربما ملايين خارج الأراضي السورية في مختلف العواصم والمدن يمثلون دعماً حقيقياً للثورة من الناحية المادية والإغاثية، وكذلك الطبية والإعلامية والسياسية. وسوف نشهد في الأيام القادمة مزيداً من الحراك الشعبي داخل الأراضي السورية وخارجها. نحن نرى الحل السياسي في رحيل الأسد وعصابته التي تعيث في الأرض فساداً؛ لأن وجوده على سدة الحكم وباعتراف الجميع هو أزمة حقيقة، ونحن نتابع الخيارات الموجودة عن كثب ونسعى إلى تحقيق أي حل من شأنه حماية الشعب السوري.

ما الخطوة التي سوف تقوم بها المعارضة بعد فشل مساعي استصدار قرار في مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي الصيني؟

روسيا والصين اليوم، ومن وجهة نظر الشعب السوري، هما شريكتا النظام في قتل الشعب السوري. كنا ننتظر منهما قبل ذلك.. لكن اليوم نقول لهما: إنهما قد كسبتا النظام، لكن خسرتا الشعب السوري، ولا بد أن تتحملا نتيجة ذلك. خطوتنا القادمة هي في التركيز على دعم الثورة في سوريا المتمثلة بشقيها الحراك الثوري والتظاهرات، ودعم الجيش السوري الحر الضامن لاستمرار التظاهرات والحراك الشعبي العام في كافة المحافظات والمدن، ولن تتوقف مساعينا الدولية من أجل توفير الدعم اللازم.

ما موقفكم من المبادرة العربية وطرح النموذج اليمني لتأمين انتقال سلس للسلطة؟

نحن نرحّب بأي خطوة من شأنها تحقيق مطالب الشعب السوري، وكذلك تحقيق أهداف الثورة والتي على رأسها إسقاط النظام وعلى رأسه بشار، والمبادرة العربية تعتبر خطوة هامة، ولكن لا بد لنا أن نأخذ في الإعتبار حجم المجازر المتزايدة في سوريا، وأن لدينا معياراً هاماً هو حماية الشعب السوري.

 كيف تنظرون إلى مساعي توحيد المعارضة تحت لواء كيان سياسي موحد، وإلى أي حد يؤثر وجود أطراف من المعارضة غير منضوية في المجلس الوطني خارجه؟

المجلس الوطني السوري، هو هيئة سياسية، تمثِّل معظم القوى السياسية السورية والشخصيات الوطنية المعارضة للنظام السوري، بما في ذلك قوى الحراك الثوريّ، ويعد مظلةً وطنيةً عامةً موقتة، تلتزم بالخط السياسي للثورة السورية، والشعب السوري يعتبره الممثل الشرعي له، وهذا ما نلمسه عندما نلتقي مواطنينا في أي مكان.

حرصنا في أن يمثل المجلس كافة أطياف المعارضة، وما زالت محاولاتنا مستمرة، بالإضافة إلى أن هناك كثيراً من القوى تعلن دعهما للمجلس دون أن تكون فيه، وهذا دليل واضح عن توحد الشعب حول المجلس من أجل إسقاط النظام ودعم الثورة السورية.

ماذا عن التنسيق بين المجلس الوطني والجيش السوري الحر، وما هي آفاقه ومجالاته؟

الجيش السوري الحر هو الجيش الوطني الحامي لشعبنا السوري، وهو جزء من الشعب السوري الذي يمثله المجلس الوطني السوري، ويتحمل المجلس دعم الجيش الحر من خلال لجنة مشتركة للتنسيق بين المجلس الوطني والجيش الحر تسعى إلى هيكلته وتسليحه ليقوم بمهامه لحماية شعبنا الحر وردع النظام.

ماذا عن موقف المجلس الوطني السوري من حقوق الأقليات العرقية والدينية، وكيف تتعاملون مع هذا الملف في ظل التركيبة العرقية والدينية في سوريا؟

نحن نتعامل مع هذا الملف على أساس التطبيق وليس التنظير من خلال تكوين المجلس الوطني الذي يشتمل على كافة مكونات الشعب السوري، والذي هو انعكاس للثورة السورية التي هي ثورة الشعب السوري كاملاً دون استثناء، وذكرنا في برنامجنا السياسي أن “سوريا الجديدة دولة ديمقراطية مدنية تعددية، نظامها جمهوري برلماني، السيادة فيها للشعب، ويقوم على مبدأ المواطنة المتساوية وفصل السلطات وتداول السلطة وسيادة القانون وحماية الأقليات وضمان حقوقهم.

وهي تضمن لمواطنيها ما ورد في الشرائع الدولية من حقوق الإنسان، والحريات الأساسية في الاعتقاد والرأي والتعبير والاجتماع والإعلام وغيرها، كما يكون جميع مواطنيها متساوين في الحقوق والواجبات دون أي تمييز على أساس القومية أو الدين أو الجنس”.

كما أكدنا “تشكل سوريا الجديدة بنظامها المدني الديمقراطي ودستورها أفضل ضمانة لكافة فئات الشعب السوري القومية والدينية والطائفية. ويكفل الدستور الحقوق القومية للشعب الكردي وحل المسألة الكردية حلاً ديمقراطياً عادلاً في إطار وحدة سورية أرضاً وشعباً مع ممارسة حقوق وواجبات المواطنة المتساوية بين جميع المواطنين. كما يكفل الدستور الحقوق القومية للشعب الآشوري السرياني وحل القضية الآشورية السريانية حلاً ديمقراطياً عادلاً في إطار وحدة سورية أرضاً وشعباً مع ممارسة حقوق وواجبات المواطنة المتساوية بين جميع المواطنين”.

ما رأيكم في التفجيرات التي هزت العاصمة السورية ومدينة حلب آخر معاقل الثورة التحاقاً، وهل برأيك دخلنا مرحلة جديدة معها؟

نحن نتابع هذه المرحلة بقلق بالغ، وخصوصاً أن النظام أدرك أنه راحل، وكما جاء على لسان رموز النظام أنهم لن يتركوا البلد حتى يخرّبوها. ما قام به النظام من مسرحيات في كل دمشق وحلب مؤلم، وخصوصاً أنه استخدم وبدم بارد شعبنا ليكون “كومبارس” في هذه المسرحيات ويدفعوا أرواحهم من خلالها، حلب ودمشق هما الآن مؤشر لاقتراب النصر، ونحن على تواصل مع هاتين المدينتين، حيث ستكون هناك مفاجأة من شأنها حسم الموقف.

مرت منذ فترة الذكرى الـ30 لمجزرة حماة الشهيرة، ما هي الفعاليات والنشاطات التي سوف تقومون بها لتخليد هذه الذكرى، وإعادة إحيائها في وجدان العالم؟

حماه جرح الماضي والحاضر، ولذلك هبت سوريا والعالم أجمع ليقولوا: عذراً حماه .. سامحينا.. ثلاثون عاماً من الخوف منعتنا من أن نحيي هذه الذكرى لمجزرة شارك فيها الأسد الأب وأخوه، ولذلك نعتذر لها الآن. لقد هبت سوريا عن بكرة أبيها في 3 شباط 2012 بتظاهرات تحت مسمى “عذراً حماه سامحينا” كما قمنا بفعاليات في العديد من البلدان والمدن وتظاهرات وأمسيات ومعارض ومحاضرات ومهرجانات من أجل إحياء هذه الذكرى، وآخرها كان في الكويت، حيث أقيمت فعالية في ذكرى حماه كان نتيجتها أن جمع بها ما يقارب مليون دولار من أجل دعم الشعب السوري.

نحن باقون على العهد.. مستمرون حتى إسقاط هذا النظام، وسوف نبذل كل ما أوتينا من قوة من أجل ذلك، كما ندعو كافة الشعوب والحكومات في الوطن العربي والعالم الإسلامي والعالم أجمع لنصرة الشعب السوري وتقديم كافة أنواع الدعم.. سورية تطلب نصرتكم.. فلا تخذلوها.

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى