صفحات الرأي

محنة المثقف مع السلطة السياسية في العالم العربي: فضاء للخلافات العميقة والاصطدامات المتجددة/ محمد برزوق

 

 

كل متتبع رصين للراهن العربي، من محيطه إلى خليجه، تتكون لديه سريعا قناعة فحواها أن الأنظمة العربية الاستبدادية تسمح بنشأة نخب انتهازية، مثقفة كانت أم لا، تستعمل السياسة من أجل الحفاظ والدفاع على مصالحها الخاصة وتضمن تاليا استمرارية هذه الأنظمة لارتباط مصالحها بها. نتيجة لذلك، يتحول العمل السياسي إلى مجال تمارس فيه كل أنواع الفساد وتسخر من أجل ذلك كل الوسائل للوصول إلى السلطة.

هذا الفساد طال أغلب المجالات السياسية، بما في ذلك الأحزاب. هذه الأخيرة تبقى، في العمق، عبارة عن «زوايا» يسيرها مشايخ لهم مريدون. إنها أحزاب ذات امتدادات عشائرية، يحكمها منطق القبيلة، وتخضع لعلاقات القرابة، وتتحكم في تسييرها تقلبات أجواء الصداقات اللحظية والأغراض الآنية. داخل هذه الأحزاب، تُسْنَد غالبا للمثقف «وظائف» محددة تَحُد من حريته الفكرية وتُثَبط طاقته العلمية وتجعل منه مبررا ومفسرا لما تريده هي، أي تحوله إلى مجرد تابع وتقني صرف، لا أقل ولا أكثر. أضف إلى ذلك أنه، في العالم العربي، تنمو الأحزاب كالفطائر، إذ يتم استغلالها وتسخيرها، في فترات الحملات الانتخابية، من طرف السلطة لتحقيق أهداف سياسية معينة.

أثناء ذلك، يؤسس السياسيون الانتهازيون برامجهم الفجة ووعودهم الفارغة على أنقاض الفقر المتفشي في ربوع الوطن العربي، ويلجأون إلى التزوير والرشوة وشراء الذمم، مستغلين بذلك الغياب شبه التام للحراك السياسي القوي والناضج واستقالة المثقفين الذين لاذوا بالصمت وتركوا المكان فارغا لأباطرة السياسة المتملقين. هذا الوضع الحزبي المتردي يبعث في الحقيقة على القلق ويولد في النفوس الإحساس بالإحباط ويدعو إلى عدم الثقة في المسؤولين السياسيين كيفما كان طيفهم السياسي. هكذا يتفشى العزوف السياسي الكبير لدى شريحة ضخمة من الشباب. هؤلاء ينأون بأنفسهم بعيدا عن الإطارات الحزبية أو المنظمات السياسية أو الجمعيات المدنية. إننا نعيش، داخل النسيج المجتمعي العربي، نفورا سياسيا بكل المقاييس لدى هذه الطبقة التي تمثل المستقبل والتي يعول عليها في اتخاذ القرارات الحاسمة. وكيف لها أن تتخذ القرارات والأبواب موصدة في وجهها.

في كل مناسبة، تتأكد بقوة هذه المقولة: «لا سياسة حقيقية في دول العالم العربي». فالبرلمانات، التي تمارس من خلالها الديمقراطية في أرقى أشكالها، أصبحت في الدول العربية عبارة عن مسارح تلعب فيها الأحزاب والقيادات السياسية والفرق النيابية أكبر أدوار النفاق والكذب والضحك على ذقون الشعوب، بل أكثر من ذلك، تتحول هذه البرلمانات، في جلسات علنية عديدة إلى أماكن سوقية، لتبادل الشتائم وتقاذف السب بين ممثلي الشعب. داخل قبة البرلمانات العربية تمارس السياسة في حلتها الشعبوية الأكثر بذاءة. كيف يكون لنا برلمانات تحفظ ماء الوجه وأغلب البرلمانيين العرب لا يتوفرون على مستوى تعليمي رفيع، ناهيك عن وجود الأميين في صفوفهم؟ كيف لشخص يبيع كل ممتلكاته ويستعمل كل الطرق الخسيسة ويسخر أمواله وأولاده ونساءه في الحملات الانتخابية أن يدافع عن مصالح الشعوب المقهورة؟ كيف لبرلماني يشتري ذمم منتَخبيه بالمال والولائم والملابس، أن يجعل مصلحة الشعب فوق كل اعتبار؟ ماذا يرجى من برلماني أميّ لا يتوفر على حد أدنى من التمدرس، وليست له شواهد جامعية؟

في هذا الوضع المتدني، لا تَعدو السياسة أن تكون سوى ممارسة فاقدة للرؤية المستقبلية، بعيدة كل البعد عن النظرة الفلسفية، غير قادرة على قراءة الواقع. أي أنها تصبح ممارسة تعزوها القيم، تنقصها المبادئ، تفتقر إلى الأخلاق. إنه واقع حالنا المرير، الحالك، المشروخ، الجهنمي… بكل اختصار، الممارسة السياسية في بلداننا العربية تفتقد لكل مصداقية، تعتريها المتناقضات، تفتقد الرؤية الاستشرافية، تحكمها المصالح الضيقة، يغيب فيها مبدأ التعاقد بين المثقف والسياسي والمواطن.

ـ 2 ـ

في خضم هذا الواقع المتأزم سياسيا، والأليم كذلك، لم تَعُدْ الثقافة تشغل سوى حيز صغير، ولم يعد المثقف يلعب سوى دور هامشي داخل الوطن العربي. تكالبت على هذا المثقف الأنظمة السياسية القمعية، واختزلت أدواره الريادية في مدح السلطة، وفي الثناء على منطقها الاستبدادي، وفي التطبيل والتهليل، في المناسبات والأعياد، لإنجازاتها الهرقلية. لقد استطاعت الأنظمة العربية، خلال سنوات طويلة من المد والجزر، أن تُدَجّـن المثقف، بالمال الغزير تارة وبالمناصب الرسمية تارة أخرى. بهذا المعنى، ضمنت السلطة مثقفا، أصبح بوقا لها، مثقفا «يضع فكره ومهارته ورأيه وخبرته في خدمة السلطة ولاءً لها، وتماهيا معها، وتوافقا مع مقتضيات سيادتها، كما أوضح ذلك صلاح فضل في مقاله «المثقف والسلطة السياسية والدينية» في مجلة الآداب لسنة 1999. نتيجة لذلك، افتقد المثقف مصداقيته ولم يعد أهلا لثقة العامة من الناس، وابتعد عن وظيفته الجوهرية (التثقيف والتنوير والتثوير)، وقدم استقالته، وأعلن ضمنيا عن موته.

في المقابل، كل مثقف حقيقي خرج عن هذه المعادلة، وحافظ قدر الإمكان على مسافة الاستقلالية الضرورية لعمله النقدي، ورفض بالتالي أن يبيع ذمته، ويخون مبادئه، واختار مواجهة السلطة بوعي متيقظ والتزام كامل بقضايا الشعب المقهور، بَدَلَ مهادنتها ومحاباتها، كان مصيره القمع والسجن والتعذيب والاختفاء القسري. التاريخ العربي الحديث للأنظمة العربية مليء بفصول طويلة لوقائع مأساوية كُتِبَت بدماء المثقفين الشرفاء وآلام المناوشين وعذابات المضادين للسلطة. فكل الذين وقفوا ضد الأنظمة القمعية والعسكرية، وتمردوا على سياساتها المُدَجِّنة، تم الزج بهم في السجون السرية، أو قتلهم، أو إخفاؤهم، أو تعذيبهم بوسائل تحط من إنسانيتهم وتنكل برجولتهم. لقد دفعوا أكلاف هذه المواقف المضادة باهظة.

العلاقة بين السلطة السياسية والمثقف في العالم العربي كانت وما زالت فضاء للخلافات العميقة والصراعات المتكررة والاصطدامات المتجددة. فمن أجل ضمان سيرورة قوتها وسطوتها، وسيطرتها على المشهدين السياسي والثقافي، اخترعت السلطة طرائق مختلفة للتنقيص من وظيفة المثقف داخل النسيج الاجتماعي، وابتكرت وسائل متنوعة للإساءة إليه في الأوساط السياسية. لقد استطاعت أن تُسَوق صورة نمطية عن هذا المثقف، عبر الإعلام والأفلام والمسلسلات التلفزيونية والبرامج الإذاعية. صورة نمطية تجعل منه مرادفا للشخص المجنون، للإنسان الحالم بعالم إتوبي، للشاعر البعيد كل البعد عن هموم الشعب، للكاتب المنطوي على ذاته والمنزوي في برجه العاجي، للبويهمي العدمي، للرجل «المُعَقد» نفسيا والفاشل في علاقاته بالمرأة، للفقير المعدوم… كلها صفات سلبية وملامح تحقيرية تم إلصاقها جَبْرًا بالمثقف، كي لا يكون له تأثير في المجتمع، وكي يتم تعطيل محاولاته في تحريك الشارع وإصلاح المدينة والاتجاه بالمواطن المقهور نحو الأفضل والمساهمة في نشر الوعي والمعرفة لدى عامة الناس. تحت هذه الضغوط التي تمارسها السلطة عليه وأمام المشهد اليومي المأساوي، يجد المثقف نفسه ملزما بأن يختار طريقا واحدا يمشي عليه إلى النهاية:

1 ـ أن يستمر في التمرد والنقد والمواجهة المستميتة، فيكون مصيره تراجيديا؛

2 ـ أن يهادن ويستسلم لإكراهات السلطة وآلتها القمعية، فترضى هذه الأخيرة عنه وتغدق عليه العطايا والأوسمة؛

3 ـ أن يختار المنفى موطنا بديلا عن وطنه، فيمارس بالتالي حقه في التمرد والنقد والمواجهة بكل حرية، داخل مناخ تسود فيه الديمقراطية وتُحْفَظ فيه حقوق الإنسان.

مرت السنون، واستمر بعض المثقفين الشرفاء في التمرد إلى آخر رمق، واستقال آخرون في منتصف أو بداية الطريق وفضل البعض الآخر الهجرة إلى خارج حدود الوطن، فكان مصير الثقافة، في غياب أي حراك سياسي حقيقي، التهميش والتبخيس والتسطيح والتهجين من طرف السلطة وأجهزتها المتنوعة. هذه الأخيرة، لكونها واعية تماما بأن الثقافة تشكل الشريان النابض لكل مجتمع يريد الاستمرار والصمود، عملت على شل فاعليتها وإرباك مشاريعها النهضوية. وهكذا أصبحت الثقافة مع مرور الأيام تُختَزل عَرَضًا في مهرجانات الغناء الفجة ومناسبات الرقص البذيء. إننا لسنا ضد الغناء أوالرقص، لأنهما، من دون أدنى شك، مكونان ثقافيان مهمان وموردان فنيان كبيران. لكن عندما تَتَقَصَّدُ السلطة إخراجهما عن بعديهما التثقيفي والتعليمي، وتعمل على مسخهما بطريقة ممنهجة تجعل منهما وسيلة لتدجين المجتمع على مدار السنة، إذاك يصبح الغناء والرقص أداة أكثر خطورة في يد النظام.

في الحقيقة، جل المهرجانات التي ترعاها السلطة لا يكون هدفها ثقافيا، ولا ترتكز على إستراتيجية تعليمية، ولا تستجيب لأي ذائقة فنية. كل ما يراد منها هو تخدير حاسة النقد وتنويم ملكة التفكير لدى المواطنين. هذه المهرجانات التي تقام طوال العام، بدون انقطاع، تُسَوِّق لثقافة زائفة ومنحطة ورخيصة، تصبح معها هذه الأخيرة مجردة سلعة من دون أدنى جودة. إنها مهرجانات تروج لثقافة استهلاكية ونمطية، خاضعة لقانون العرض والطلب. هذه المهرجانات، حيث يغيب الإبداع الحقيقي، هي هدر للأموال العامة، التي كان من الأحرى صرفها في بناء المكتبات وإنشاء دور الثقافة وتشييد المسارح وتنظيم دورات تكوينية رفيعة المستوى لفائدة التلاميذ والطلبة وتحضير لقاءات وندوات فكرية يكون للمثقف فيها دور جِدّ مهم.

في البلدان العربية حيث نسبة الأمية والجهل جد مرتفعة، ومستوى التعليم في تدن مستمر، وثقافة الاستهلاك أكثر هيمنة، وعوالم الخرافة والغيبيات في انتشار دائم، لا حاجة لنا إلى مهرجانات الغناء والرقص والبهرجة. كلنا يعلم أن ماوتسي تونغ قد بنى مشروعه الثوري على أسس المعرفة والعلم ومحاربة الأمية. ونحن نعرف نهاية قصة هذه الثورة: أصبحت الصين اليوم في مصاف الدول العالمية الأكثر قوة وتأثيرا وذلك على جميع الأصعدة: اقتصاديا، سياسيا، عسكريا، علميا، فكريا، لغويا. إن الذين ينظمون مثل هذه المهرجانات التافهة لا يمتون بصلة إلى الثقافة. إنهم في حقيقة الأمر سماسرة الرأسمالية ورجال الأعمال ومافيات المال المسروق والمنهوب. وعلى كل لبيب أن يفهم علاقة هؤلاء بالشأن الثقافي.

ـ 3 ـ

هناك إذن مأزق حقيقي تتخبط فيه الثقافة العربية في ظل الأزمة القائمة بين السلطة السياسية والمثقف. نتيجة لذلك، لم يبق لهذا الأخير سوى هامش ضيق للتحرك وللتفاعل مع الشعب. حتى المؤسسات التي من المفترض أن تضمن له حيزا من الحرية، وتمنحه فرصة للتواصل مع الآخرين، أصابها نوع من الخمول واليأس المطبق. فالجامعات العربية، مثلا، لم تعد تعرف ذلك الإشعاع الثقافي كما كان الحال عليه في السابق. مع تزايد المضايقات المادية والمعنوية التي يتعرض لها الأساتذة والباحثون الجامعيون، أصبحت هذه المؤسسات الريادية مقرات لتزجية الوقت ومشتلا لإنتاج البطالة. أصبح الطالب اليوم يتلقى دروسا مستنسخة، يحفظها عن ظهر قلب كي يستعرضها حرفيا على أساتذته يوم الامتحان.

فكل ما له علاقة بالتفكير والإبداع والخلق والنقد والتحليل ومساءلة الذات والغير، أصبح في جامعاتنا العربية من الأطلال. ولا أدل على ذلك من المراتب الدونية التي تحتلها جامعاتنا مقارنة مع الجامعات الغربية (أكسفورد، السوربون، هارفارد). فلا أبحاث علمية رصينة تنجز بحرفية داخل حرمها، ولا أطروحات ترقى إلى مصاف الدراسات العميقة، وتشكل إضافة نوعية إلى المشهد الثقافي. داخل أسوار الجامعات العربية، أصبح المثقف عبارة عن موظف يتقاضى أجره آخر كل شهر. وكيف لا وقد انكفأ هذا المثقف – الموظف على ذاته ودخل في صمت رهيب، لا هو بصمت المفكر المتأمل أو صمت الفيلسوف المتصوف.. إنه صمت المغلوب على أمره، الذي وضع أسلحته وتنكر لماضي النضال والثورات والتحق بالسرب وأصبح يبحث عن مصالحه الشخصية ومنافعه المباشرة.

ما وصلت إليه الشعوب العربية حاليا من تدن في الثقافة، وبالتالي، في الأخلاق والمبادئ والقيم، هو في المحصلة نتاج طبيعي لانعدام الثقة المتبادلة بين السلطة السياسية والمثقف. فالأولى تعمل على تغييب الثاني، لأنه يشكل صوت «الوعي الشقي» الذي يفضح كل سلوك أرعن وكل ممارسة غير مسؤولة. أكثر من ذلك، تسعى هذه السلطة إلى ترويض المثقف وتقويض أفكاره وتحويله بالتالي إلى بوق يتغنى بعنترياتها المجيدة. في تصورها السلبي للمثقف، نسيت السياسة أنها بدون ثقافة وبدون فكر يقظ وبدون نقد بناء لا تعدو أن تكون سوى لعبة سخيفة تتحكم في قواعدها الحسابات الضيقة، والمصالح القزمية، والمنفعة الظرفية، وذلك على حساب قضية الشعوب ومصائرها.

نتيجة لما تعرض له من تعذيب وقمع وعقاب وتهميش من طرف السلطة السياسية لسنوات طويلة، يرفض المثقف الاستمرار في العمل السياسي. فالعلاقة بين السلطة السياسية والمثقف جد صعبة، يسودها دائما التوجس والريبة من كلا الطرفين، وتنعدم فيها الثقة المتبادلة. إنها علاقة مد وجزر مستمرين، لا تعرف أبدا الهدوء والاستقرار. ما دام هنالك سياسيون يعتقدون أن الثقافة ترف وابتعاد عن الواقع المتأزم وانغماس في الأفكار المجردة والخيالات العلمية، لن يكون للثقافة شأو عظيم في الحاضر والمستقبل. إذا لم يكف السياسي عن النظر إلى المثقف كعدو لدود، وكمعارض له، فإنه لن يستطيع إيجاد حلول ناجعة للمشاكل التي يتخبط فيها الإنسان العربي.

على السياسي أن يعي جيدا أن للمثقف دورا إيجابيا في تسيير الشأن العام، دورا تنويريا، من خلاله يضع أصبعه على مواطن الخلل في المسار السياسي في بلده، ينبه الجماهير إلى الأعطاب الاجتماعية، يتكلم باسم المسحوقين والمهشمين والفقراء والمنسيين، يبعث الأمل في قلوب وعقول اليائسين، ينادي بالحرية والديمقراطية، يحارب بالوسائل المتاحة لديه كل ما من شأنه تبخيس قيمة الإنسان. يكمن الدور الطلائعي للمثقف في المساءلة النقدية المستمرة لمفاهيم تُرَوجها الآلة السياسية عبر وسائلها الخاصة. مفاهيم، بقدر ما تم تناولها وتردادها في عديد من المناسبات، فقدت معانيها الإبستيمية وأبعادها الفلسفية ورمزيتها السياسية، مفاهيم من قبيل: «الديمقراطية» و»القانون» و»الحكامة» و»الحزب» و»المؤسسات» و»الدولة» و»الإيديولوجيا» و»الحق» و»العدالة» الخ. فالمثقف الحقيقي إذن هو من يخرج هذه المفاهيم المتداولة من شرنقة الكليشهات، ويدقق في كل مفهوم، ويراجعه فكريا وسياسيا، ويقوم بدراسته أركيولوجيا، ويتتبع تطوراته عبر التاريخ والأمكنة، آخذا في ذلك بعين الاعتبار الخصوصية العربية والظرفية الراهنة.

عندما يرتكن المثقف للصمت ويصبح بالتالي سلبيا واتكاليا، يغيب الدور المنوط بالثقافة كجزء لا يتجزأ من النسيج السياسي. فغياب الثقافة الحقيقية عن المشهد السياسي يفتح الباب على مستقبل مبهم وعلى احتمالات غامضة وعلى ملامح غير واضحة وعلى حدود غير ثابتة. «الثقافة والمثقف، يؤكد على ذلك عبد الرحمان منيف، يعتبران الميزان والمقياس لما يمكن أن تكون عليه احتمالات المستقبل».

كاتب مغربي

القدس العربي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى