كتب ألكترونية

مدينة الملائكة أو معطف الدكتور فرويد/ كريستا فولف

 

 

 

“مدينة الملائكة” لكريستا فولف.. مع ذلك أنها رواية/ عباس بيضون

كريستا فولف التي رحلت من وقت قريب. هي من كبار روائيي المانيا مثلها في ذلك مثل غونتر غراس، والفارق أن كريستا فولف عاشت واشتهرت في ألمانيا الشرقية، المانيا الشيوعية ولم تغادرها إلى الغرب كما فعل كثيرون. لها لذلك تاريخ مختلف عن ذلك الذي كان لأدباء المانيا الغربية. كانت كريستا فولف من الذين احتفوا بسقوط جدار برلين وأن ألقت الأيام اللاحقة ظلاً على صلتها بالنظام الشيوعي، لكن روايتها «مدينة الملائكة أو معطف الدكتور فرويد» الصادرة بترجمة نيفن فائق عن دار الجمل، تبدأ من انهيار جدار برلين واختيارها، لتكون ضمن عديد من الأدباء والمفكرين، في وفد سافر إلى الولايات المتحدة واستقر في مدينة الملائكة نيويورك، كما سمتها كريستا فولف.

نتمهل قبل ان نسمي كتاب كريستا فولف الذي يزيد عن الخمسمئة صفحة رواية. فالنص طويل ينتسب أكثر إلى أدب الرحلات لو توقفنا طويلاً عند مسألة النوع الأدبي، أو لو تشددنا في التصنيف فكريستا فولف تتنقل في اميركا أو في نيويورك وتبدّل أماكن وأشخاصاً، ولعل أبرز هؤلاء الأشخاص هم ألمان قيُضّ لهم ان ينتقلوا إلى الولايات المتحدة اثناء الحرب الباردة، والكتاب هو سيرة هذه التنقلات وهؤلاء الأشخاص. وبالتأكيد فإن كريستا فولف ضليعة في السرد، وهي قادرة على ان تحول يوميات ومذكرات إلى نصوص ممتعة، بل هي قادرة على ان تخرج اليوميات والمذكرات إلى آفاق فكرية وسيكولوجية بل وفلسفية، وهي قادرة في الوقت نفسه على ان تحبكها في سرد ماتع حيوي، وأن تستوقفنا عند تفاعلاتها ودينامياتها الداخلية، بل هي قادرة على ان تحول هذا الريبورتاج الشاسع المؤلف من أكثر من 500 صفحة إلى نص جذاب وان تعقده في حبكة نابضة موصولة، وأن تحول تفاصيل إخبارية وصحافية إلى أدب جميل. كل ذلك بدون ان تتخلى كريستا فولف عن أدب اليوميات وعن تتبعها الحدثي، لحظة بلحظة، وبدون ان تتفادى على لسانها وألسنة الآخرين، التعقيبات السياسية والفكرية وبدون ان تتخلى عن الطابع التسجيلي لكتابتها، أو تلجم نفسها عن التداعيات التي تعود فيها إلى ماضيها السوفياتي، بل وبدون أن تسكت عن التهمة التي ألقت ظلاً ثقيلاً على حضورها.

تهمة التعامل مع المخابرات الألمانية الشرقية «ستازي» وهي تهمة وصمت تاريخها على نحو علني، حتى هنا لا يرتفع صوت فولف الخاص بل يندمج في النص، بل يندمج في روائية النص، فإن فولف بما يشبه العبقرية استطاعت أن تحول ريبورتاجاً طويلاً ونص رحلة إلى رواية فعلية. النص المتفرق المبعثر يتمحور وينحبك شيئاً فشيئاً ويتحول بدون شك إلى رواية، بدون أن يتنازل عن أصله الريبورتاجي وعن انتسابه إلى أدب الرحلات، تولد الرواية من ريبورتاج ومن يوميات، ونشعر بأنها تشقّ شيئاً فشيئاً، وتنعقد شيئاً فشيئاً وتلامس في نهاياتها ما يشبه الشعر.

 

لتحميل الرواية من أحد الرابطين التاليين

مدينة الملائكة أو معطف الدكتور فرويد/ كريستا فولف

 

أو من الرابط الثاني

مدينة الملائكة أو معطف الدكتور فرويد/ كريستا فولف

 

 

صفحات سورية ليست مسؤولة عن هذا الملف، وليست الجهة التي قامت برفعه، اننا فقط نوفر معلومات لمتصفحي موقعنا حول أفضل الكتب الموجودة على الأنترنت

كتب عربية، روايات عربية، تنزيل كتب، تحميل كتب، تحميل كتب عربية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى