صفحات الحوار

مراقب “إخوان” سورية محمد حكمت وليد: لم ندعَ لاجتماع موسكو

 

 

إسطنبول ــ عدنان عبد الرزاق

نفى المراقب العام لجماعة “الإخوان المسلمين” في سورية، محمد حكمت وليد، سيطرة جماعته على المعارضة السورية، مؤكداً أن الجماعة لم تدعَ إلى مؤتمر موسكو وأن حضور “الإخوان” لأي مشروع روسي ما لم يغير الروس موقفهم الداعم للرئيس السوري، بشار الأسد، سيكون مشاركة سلبية تخدم بتعويم النظام السوري، موضحاً أن “كل الدول التي تحارب بالوكالة وتدعم الأطراف المتصارعة، تسعى إلى ديمومة الحرب واستنزاف الجميع، كي يقبلوا في النهاية بأي حل”.

وقال وليد، في حوار لـ”العربي الجديد”، إنه “لو نظرنا إحصائيّاً لعدد (الإخوان) في الائتلاف (الائتلاف السوري المعارض)، لا يزيدون كثيراً عن أصابع اليد الواحدة، لذا لا يمكن لعدد قليل أن يسيطر، في واقع حرية التصويت والرأي ضمن الائتلاف، إلا إن كان مؤثراً وصاحب موقف وحجة، وما يقال عن سيطرة (الإخوان) أو تفردها، هي شائعات يروج لها كثيرون لإضعاف الائتلاف والمعارضة”.

وحول مؤتمر موسكو، أوضح وليد أن “الأمكنة مسألة ثانوية والأهم مضمون وبرنامج الحوار وما يمكن أن يتمخض عن التفاوض، ولو سعينا إلى الدعوة لوجهوها لنا، حيث جاءتنا إشارات من روسيا للدعوة إلى موسكو، لكنا رفضنا، نظراً لما تسرب وما لدينا من معلومات حول هدف المؤتمر وسعي من يحضره، في تعويم وبقاء نظام الأسد”.

وحول علاقة جماعة “الإخوان المسلمين” في أطياف المعارضة المدعوة لمؤتمر الحوار في موسكو، أكد المراقب العام، أن “علاقتنا طيبة مع معظم أطراف المعارضة، وإن كنا نختلف في تقدير الموقف مع بعضها، مثل (هيئة التنسيق) التي نراها أقرب للمعارضة من داخل النظام منها للمعارضة من داخل الثورة، ولدينا تواصل مع بعض الأطراف المدعوة، فالشيخ معاذ الخطيب صديق وصاحب نوايا طيبة، وكل مساعيه لوقف المجازر، وحسب معلوماتنا لن يحضر بعد الذي قيل عن أهداف مؤتمر موسكو وقتله لجنيف والمرجعية الدولية”.

وفيما يتعلق بقبول الجنوح للسلم وحوار النظام السوري، لفت وليد إلى أن “نظام الأسد مارس الكذب وما زال مقتنعاً أنه قادر على قتل الثورة والحسم العسكري، لذا كل محاولة لأي حل سياسي سوف تلاقى بالرفض والإجهاض من الأسد، كما فعلوا خلال مؤتمر جنيف وبمساعدة الروس، مضيفاً “نحن نرى أن الحل سياسي ونتمنى أن يكون سياسيّاً، لكن النظام السوري يناور سياسيّاً لكسب الوقت ولا يتمتع بمصداقية لأي دعوة للحل ولعل من أسباب تعنت الأسد، وقوف الإيرانيين والروس ودعمه بكل ما يضمن بقائه وحكمه الديكتاتوري”.

أما عن توجس بعض المعارضة كما النظام، من “الإخوان المسلمين”، فقال وليد إن “النظام يتوجس ويخاف من كل صوت معارض، بمن في ذلك أطفال درعا منطلق الثورة، وهذه أهم مشاكله التي تتلخص في استئثاره السلطة ورفضه المعارضة وأي شريك في الحكم، وجماعة (الإخوان) تحاسب من الآخرين بناء على الخلاف التاريخي بين التوجه الإسلامي والقومي، على الرغم من مراجعتنا لكثير من أفكارنا وتقديمنا المشروع السياسي عام 2004 وتعاطينا مع الجميع كشركاء في الوطن متساوين في الحقوق والواجبات”.

وتابع “نحن ندعو لسورية الواحدة التي تتسع للجميع، على أن تكون المواطنة هي أساس التعاطي، وهذه ليست شعارات، بل حقائق نقتنع بها ونعمل عليها، وتخوّف البعض من (الإخوان) ربما مرده لما تمتاز به الجماعة، على الرغم من كل الظروف، من حضور وتماسك تنظيمي وغيره”.

وشدد وليد، على تمسك الجماعة بالاعتدال ونبذ التطرف والإقصاء، وخصوصاً بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على مساحات شمال شرق سورية، مضيفاً “نحن نؤمن بالفكر الوسطي المعتدل، وهذا فكرنا وتوجهنا منذ التأسيس حتى الآن، ولكن لجهة الواقع على الأرض في سورية، أعتقد أن تخلي بعض المعارضة والمجتمع الدولي عن الثورة والثوار وما يعانيه أهلنا من فقر ومحاولات تجويع، مضاف لها القهر نتيجة إجرام النظام، زاد من المناخ الملائم للتطرف”.

واعتبر أن “التطرف حالة عارضة وليست الأصل، لأن الشعب السوري وسطي ومعتدل والاتجاه الإسلامي بعيد عن التطرف والإقصاء، ونحن لا نوافق ولن ننجر للتطرف”.

وحول ما يقال عن تقسيم سورية بعد تعدد مناطق النفوذ، قال وليد، “إننا نأمل وكلنا ثقة في السوريين، أن تبقى سورية موحدة لكل شعبها، ونعول على الرغم من كل الذي جرى، آخذين من نماذج تاريخية أمثلة، على العقلاء الذين يرفضون التقسيم والإقصاء واستمرار الحرب، رغم أن هناك كثيرين لا تعجبهم سورية الموحدة، بل يسعون للفرقة والتمزيق”.

وأكد أن “كل المبادرات والمساعي إلى مؤتمرات، لا تلامس عمق المشكلة وأسباب ما آلت إليه الأمور في سورية، والتي نحملها جميعها لنظام الأسد، بل يسعى الجميع إلى التجميل والترميم السطحي للمشكلة والأحداث”، مشيراً إلى أن “ما يجري على الأرض مخيف لجهة تعدد النفوذ على المناطق السورية، وكل الدول التي تحارب بالوكالة أو تدعم الأطراف المتصارعة، تسعى إلى ديمومة الحرب واستنزاف الجميع، كي يقبلوا في النهاية بأي حل، وللأسف ما يجري يستنزفنا كسوريين على الصعد جميعها ويفيد إسرائيل والحريصين على بقاء الحرب”.

وأوضح وليد، “أن هناك دولاً وأصدقاء ما زالت تدعم السوريين وثورتهم، وربما العلة فينا كمعارضة وفي طريقة مخاطبتنا الآخرين وتسويق قضيتنا، لذا علينا التعاطي على أن ما يجري ليس قدراً مكتوباً، بل كتابة تاريخ يخطط له ولا بد من التعاطي بوطنية ومسؤولية مع وحدة وطننا وشعبنا الذي دفع أثماناً باهظة ليحصل على كرامته وحريته”.

العربي الجديد

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى