صفحات المستقبل

مساومة النظام


بعد شهور من الصمود والتحدي لآلة قمع النظام، هل يمكن القول إن الوقت قد حان لإجراء نوع من المساومة مع النظام بحيث يعود الناس إلى بيوتهم مقابل سحب كل قوى الأمن والجيش من الشوارع؟

لا يبدو النظام على كل حال قادرا على الاستمرار في “ممانعته” للحركة الشعبية لوقت طويل، فعناصر الأمن وشبيحتهم وجنود الجيش لم يأخذوا أية إجازة منذ أشهر طويلة كما أن العداء المتصاعد تجاههم بات كبيرا جدا مما دفع بعضهم إلى تهريب عائلاتهم من المدن الكبرى عائدين إلى قراهم الأصلية علهم يجدون ملجأ وحماية من أية أعمال انتقامية من محيطهم الشعبي الغاضب.

ومن هنا تظهر أهمية مساومة من هذا النوع، فالنظام بات بحاجة ماسة إلى إعادة ولو قطرة من ماء وجهه الذي سال في كل مكان وداسته الأقدام، سواء في الخارج أم في الداخل، كما أن الحصار الخانق والذي طال حتى اليوم الأغلبية الساحقة من رؤوس النظام السياسية والعسكرية والاقتصادية بات يدفع الأمور باتجاه مزيد التوتر والعصبية وردود الافعال العنيفة واللاعقلانية.

أرجو التمعن في الأمر من قبل كبار القوم في كل المدن الثائرة بعد أن أثبت هذا الشعب على تحدي الموت وقهر المستحيل وبدا أن لهم الغلبة في كل أماكن نفوذهم وأغلبيتهم، وبالتالي فلا شك أن بيدهم اليوم إما إغراق هذا النظام في مزيد من الأوحال الاقليمية والمحلية أو “التحكم” فيه بمعنى إنشاء عقد اجتماعي جديد و”شرطي” بحيث تفهم السلطة أن أي تلكك مع الشعب سوف تتم مقابلته بملايين تنزل إلى الشارع ولا تتركه حتى تحقيق غايتها.

أرجو ممن سيقرأ هذا الكلام أن لا يتهمني بأي خنوع أو تهم عجيبة أو تواطؤ، فلم تقم الثورة ولم يسقط الشهداء لننشئ دكتاتورية جديدة، وإنما يتكلم الجميع عن “الحرية”، وهي تعني تماما التعبير عن الرأي والرأي الآخر دون مصادرة أحد لأحد.

لم أهدف من هذا لكتابة مقالة بقدر هدفي لإطلاق حوار جاد حول المسألة وسماع آراء كل فئات الناس.

http://alfredomolena.wordpress.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى