صفحات الثقافة

مشادة مع العائلة/ مريم شريف

 

 

بمجرّدِ أن أغمضَ عينيّ، تُصنعُ الظلمة

أذهبُ إلى المكان الأبعدِ فيها وأنام

أُؤجّل مشادّةً مع العائلة

لا أفكّر بالخلافِ الأزليّ بيني وبين الكون

أنام طيلة النهار

والنهار يمضي في طريقهِ

صمتُ الغرفة، وجسدي الغارق تحت الأغطية

جزءٌ من تلك الطريق

 

■ ■ ■

 

على الأشياء التي لا أريدُ أن أراها

على الحوافّ الحادّةِ للحياة

يضعُ النهار ضوءهُ السّاطع

لا أرى الانعكاس،

كلُّ ما يتوهّجُ بيقينه القاسي

يتوهّجُ بعيداً عن قلبي

قلبي يخفق ببطءٍ، داخل النوم

 

■ ■ ■

 

مثل جبلٍ شاهق

تنبثقُ الأفكارُ من لحظة اليقظة

بالتجاهلِ وحدهُ، عليّ أن أتخطّاها

وأنا أجتازُ غرفتي، حافية القدمين

باتجاه العالم.

 

■ ■ ■

 

في نهارٍ قادم

حين أقوى على التحديق في السماء

سأتدبّرُ أمري مع المشادّات المتراكمة

سأفكّرُ أنْ لا خلافَ جوهريّاً بيني وبين الكون

وأنّ القسوةَ ليستْ اسماً من أسماء الأرض

في ذلك النهار

حيث يطمئنّ الضوء بِمُبرّراته الهشّة

سأقرأ تحت السماء

ما أقرأهُ دائماً تحت الليل:

الشعراءَ الذين أحبّوا العُزلةَ

كما أحبّوا الحياة..

 

 

* شاعرة أردنية فلسطينية

 

العربي الجديد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى