صفحات الحوار

مع ملهم الجندي ,, حقائق بعد عودته من الداخل


نشره فري سيريا

ملهم الجندي , ناشط و عضو في المجلس الوطني , قرر دخول حمص , في اصعب أوقاتها , تحت نيران الحملة العسكرية ,,,

عن دخوله سراً الى  حمص , و اصابته , و عن المجلس الوطني , و الجيش الحر , و اعلام الثورة في حمص ,,,

كان هذا الحوار الحصري , على المندسة السوريّة ,,

المندسة : بدايةً , الحمدلله على السلامة , مشروع نزولك الى حمص في ذروة الحملة العسكرية , هل كان لـ مجرد أن تعيش الثورة و تسجل في تاريخك ذلك , أم كان لـ غايات أخرى ( اعلامية أو سياسية ) مثلاً , دون الخوض في التفاصيل , إن لم ترد ذلك ؟

ملهم : الله يسلمكم، مشروع النزول إلى حمص كان مقرر منذ أيام و أسابيع، ولكن لم تكن الظروف متاحة للنزول و الدخول لحمص، فإنتظرت قليلا حتى أتيحت الظروف للدخول لحمص تحت القصف العنيف على بابا عمرو، الغرض الأول و الوحيد من دخول حمص هو المساعدة إعلاميا بقدر إستطاعتي و إمكانيات المتواضعه، بالإضافة لتجهيز بعض التقارير الميدانية عن الحالة الإنسانية و الإحتياجات الإغاثية لأهل حمص.

المندسة : كونك ناشط بـ اسمك الحقيقي , سؤال يخطر على بال كثر , هل سلكت طريقاً طبيعياً في وصولك الى حمص , كـ الطيران الى دمشق و الانتقال براً الى حمص , أم سلكت طرقاً أخرى لـ الوصول , و إن كان الخيار الثاني , لا أطلب التفاصيل طبعاً , و لكن هل هيَ متاحة لـ آخرين , في حال ارادوا الوصول مثلك ؟

ملهم : من المستحيل أن أفكر في الدخول نظاميا إلى مطار دمشق أو عن طريق الحدود البرية (الأسدية) !! لن أسلم نفسي بهذه السهولة إلى عصابات الأسد…. بالطبع هنالك بعض الخطوط البرية المتاحة من الجهات الأربعة للدخول بطرق غير شرعية لداخل الأراضي السورية و الوصول لحمص

المندسة : هناك جهود كثيرة من المغتربين , في دعم الداخل مادياً , عن طريق مبادرات تبرع شخصية , أو تنظيم امسيات لـ مزادات خيرية , بـ هدف ايصال مردودها لـ الداخل , هل لمست وصول تلك المعونات ( مادية و غيرها ) الى المحتاجين من الثوار و المنكوبين , أم أنها ليست ملحوظة , او تصل و لكنها ليست كافية ؟

ملهم : المغتربون يقومون بهذه النشاطات لدعم الداخل ماديا منذ بداية الثورة و هم يشكرون على هذا الجهد و العطاء، بالفعل هناك الكثير من المعونات تصل إلى حمص و لمستحقيها، ولكن ! حمص منكوبة بالكامل (الطبيب و التاجر و الصيدلاني و المهندس و المزارع ) منكوبون … الحياة متوقفة عن العمل تماما في حمص، فتخيل حجم المعونات اللازمة لأن تكفي سكان هذه المدينة. نعم هنالك الكثير من الجمعيات الخيرية و المتطوعون يعملون على الجانب الإغاثي في حمص ، ولكنهم بحاجة للمزيد.

المندسة : بعد أن خضت التجربتين , أي ناشط في الخارج و الداخل , بـ ماذا تنصح نشطاء الخارج , كي يفعّلوا خدمتهم لـ الثورة , و هل هناك تكاملية فعلاً بين نشاط الداخل و الخارج ؟

ملهم : نشاط الداخل و نشاط الخارج…. نشاطين مكمليين لبعضهما البعض، نشاط الداخل أكثر خطرا و أكثر قوة من نشاط الخارج بكثير، و ما مارسته خلال 20 يوم من نشاطي في حمص في كفة و نشاطي في الخارج من 10 شهور في كفة أخرى. نشطاء الداخل يقومون بكل ما يستطيعون لإيصال معاناتهم و حالتهم المأساوية و على نشطاء الخارج مساعدتهم و توصيل أصواتهم للإعلام و القيام بالمزيد من الضغوطات الإنسانية و الحقوقية على المجتمع الدولي، بالإضافة للدعم المادي لإغاثة أسر الشهداء و الأسر المنكوبة في سوريا.

عن المجلس الوطني ,,

المندسة : كونك عضو في المجلس الوطني , و المجلس يبدو في تلك الايام لا حول له و لا قوة , ماذا تقدم للثورة , من عضويتك تلك ؟

ملهم : المجلس الوطني يحاول أن يعمل جاهدا و يقدم ما يستطيع لإيصال صوت الثوار و لتلبية مطالبهم السياسية، و لكن يبدو أن التواطئ السياسي و الدولي على الشعب السوري الجريح مؤثرا على فعالية و أداء المجلس سياسيا.

المندسة : هل لمست تململاً من المجلس الوطني في الداخل , اثناء تواجدك و اختلاطك مع رموز الثورة في حمص , و هل من رسائل حملوك اياها الى المجلس ؟

ملهم : بالطبع هناك تململ كبير من الثوار تحت القصف على المجلس و هذا الوضع الطبيعي “يلي إيدو بالمي مو متل يلي إيدو بالنار” ، سمعتها مرارا و تكرار : “ماذا قدم المجلس الوطني لنا ” ؟ . أما بالنسبة للرسائل فكانت طلبات لتسريع ءالية العمل و تحسينها و توصيل المجازر في الداخل.

المندسة : بدا جلياً انحصار قرار المجلس بـ دائرة صغيرة من اعضاءه , فما جدوى كثرة اعضاءه , و منهم أنت ؟

ملهم : بالفعل هذه إحدى سيئات المجلس، كثرة الأعضاء و قلة الفاعلين و متخذين القرار في المجلس. الفكرة من كثرة الأعضاء هي شمولية المناطق و الطوائف في سوريا، و لكن هذا لا يعلل كثرة الأعضاء غير الفاعلين في المجلس .

المندسة : لو رفعوا الثوار , لافتة ” المجلس الوطني لا يمثلني ” هل ستبتعد عن المجلس , تحت رغبة الشارع ؟ أم ستبقى فيه ؟ و هل تتوقع أن مثل تلك اللافتة سترتفع قريباً ؟

ملهم : المجلس الوطني غطاء سياسي للثوار على الأرض، و سنحتاج لأشهر و أيام لتكوين غطاء سياسي جديد في حال سقوط المجلس، أشجع اللافتات التي تطالب بالعمل جديا في المجلس.

عن الجيش الحـر ,,

المندسة : نشعر بأن هناك حالة من الحميمية , تشكلت بين الجيش الحر , و اهالي حمص تحديداً , و لكنه بالمقابل ( و بنظر كثيرين ) يتحمل مسؤولية ما حصل في بابا عمرو ,,,,

حسب اهل بابا عمرو , هل أخطأ الجيش الحر بـ حقهم ؟

ملهم : أهالي بابا عمرو لا يلومولن الجيش الحر ولا يحملوه مسؤلية ما حصل لهم، هم مدركون تماما أن ما حصل هو مقدر من رب العباد و لا إعتراض على حكم رب العباد في ذلك. بل و أن الكثير من شباب بابا عمرو تطوعوا في الجيش الحر رغبة في الدفاع عن أهاليهم. منطقة الإنشاءات منطقة هادئة ولا يوجد بها جيش حر و ما حدث بها مشابه تماما لما حدث في بابا عمرو. لذلك لا أحد يلقي اللوم على تمركز الجيش الحر في بابا عمرو و أنه كان السبب في قصف الحي.

المندسة : انسحاب تكتيكي !! هل هو مجرد وصف تجميلي لـ خسارة الجيش الحر في بابا عمرو ؟ و لماذا لم ينسحب قبل ذلك ؟ علماً أنّ الضحايا يومياً بـ العشرات ؟

ملهم : إنسحب الجيش الحر من بابا عمرو لعدة أسباب، أهمها نفاذ الذخيره و قلة العتاد و الدعم، من المستحيل مواجهة صواريخ و قصف دبابات الأسد بأسلحة خفيفة مثل أسلحة الجيش الحر. صمود الجيش الحر لأكثر من 25 يوم في بابا عمرو تحت القصف العنيف هو إنتصار كبير لهؤلاء الأبطال و متل ما بيقولو “الهريبة تلتين المراجل” . الجيش الحر أحرج بشار الأسد و عصابته أمام العالم أجمع و كلنا لاحظنا تأثير الإعلام العربي و الغربي على منطقة بابا عمرو تحديدا !

المندسة : ما مستقبل الجيش الحر في حمص , هل سيتكرها لـ يتعزز في ادلب لـ التمهيد لـ مشروع المنطقة العازلة , أم أنه سيبقى في حمص , و مالفائدة من بقاءه فيها , في حال اختار ذلك , علماً أنه يعترف بـ عدم قدرته على مجابهة جيش النظام بـ سبب امكاناته التسليحية البسيطة ؟

ملهم : الجيش الحر مقسم لكتائب و فرق، كل كتيبة تعمل و تحرس منطقة معينة، كتائب حمص ستظل في حمص لحماية المدنين في حمص و لن تغادر حمص حتى يستشهد آخر بطل من أبطال الجيش الحر كتائب حمص.

المندسة : لماذا ضحى الجيش الحر بـ عدد من الشهداء , مقابل تهريب و ايصال الصحفيين الى لبنان , هل فقط لـ غايات انسانية ؟

ملهم : بالفعل فقدنا بعض أعضاء الجيش الحر في محاولة تأمين الصحفيين من حمص إلى لبنان، هذه المواقف يتعرض لها الأبطال يوميا في ظل هذا الهجوم الوحشي لكتائب الأسد. أبطال الجيش الحر كانوا يقومون بمهمتهم الإنسانية و هي حماية المدنين و تأمين ممر آمن للخروج من سوريا إلى لبنان و قد إستشهدوا و هم يدافعون عن مبدئهم الذين يعملون عليه.

عن اعلام الثورة , و الثورة عموماً ,,

المندسة : شعورك عند اصابتك في كرم الزيتون , هل تمنيت الشهادة , أم تمنيت أن تحيا , لـ تقدم لـ الثورة اكثر , و تعيش لـ ترى نصرها ؟

ملهم : طلق ناري يدخل جسدي !! شعور غريب لم أشعر به من قبل !! جلست عاجزا لا حول لي ولا قوة…طلبت المساعدة من الأصدقاء و الحمد الله أسعفوني سريعا، طمأنوني عن إصابتي بأنها ليست خطيره، لم أفكر بالمستقبل، فكرت بالحاضر فقط !! و الحمد الله يلي عطاني عمر لقدم أكثر للثورة و إحضر النصر القريب .

المندسة : ما تعليقك أو تعليق شباب الداخل , عما بثته قناة الدنيا , لـ فضيحة خالد ابو صلاح و داني عبد الدايم , لـ فبركات الاتصالات بـ الفضائيات ؟

ملهم : قناة الدنيا سقطت بسقوط الأمطار التي ألهمت الشعب للخروج و التظاهر !! ربما تكون هناك بعض الأخطاء بسبب التوتر و التسرع و عدم الإحترافية، ولكن ما يقدمه هؤالاء الأبطال تحت القصف يشفع لهم بعض الأخطاء إن حصلت.

المندسة : هل الانفتاح على حدود لبنان , و امكانية الحصول على اجهزة تواصل متطورة , هو وراء تمييز اعلام الثورة في حمص ؟

ملهم : أختلف معك… هناك سببان لتمييز إعلام الثورة في حمص: شدة بطش النظام لحمص بشكل همجي و عنيف للكثير من المناطق، بالإضافة لوجود شباب مخلصيين مؤمنين بحريتهم، متحديين بها عصابات الأسد بكل قوة و فخر.

المندسة : هل حمص مَن خسرت السلمية , أم السلمية هيَ من خسرت حمص ؟

ملهم : السلمية في حمص، مصطلح لن يغادر ذاكرتنا، و لكن عصابات الأسد هي من إضطررت بعض الشرفاء في حمص للإنضمام للجيش الحر و حمل السلاح لدفاع عن المدنين من أهالي حمص .

المندسة : الى متى ستصمد حمص ؟ و مالذي تحتاجه لـ تصمد ؟

ملهم : حمص ستصمد حتى إسقاط النظام أو قتل جميع سكان حمص، ما تحتاجه حمص للصمود هو الدعم بكافة أنواعه “إغاثيا، طبيا، إعلاميا، جيش حر”

المندسة : ما الذي رجعت به من حمص ؟

ملهم : رجعت من حمص بذكريات لن تنسى و لن تمحى من قلبي و جسدي ما حييت، خلال 20يوم تعرفت على أشرف شرفاء حمص، قبلت أيادي أمهات الشهداء، تعرفت على الحالات المأساوية للمصابين و الجرحى، إطلعت على الوضع الإنساني المخيف للأسر و العوائل في حمص.

المندسة : هل ستنتصر ثورتنا بـ المطلق , أم انها وصلت لـ طريق مسدود , و لم يبقى الا حلول وسطية , ترضي الطرفين ؟

ملهم : أمهات الشهداء لن يرضوا بأنصاف الحلول، أطفال درعا لن ترضى بأنصاف الحلول، الأقليات لن ترضى بأنصاف الحلول، الثورة موقف حاسم إما النصر الكامل “القريب بإذن الله” أو سيستمر الطغيان الأسدي لعشرات السنين في المستقبل. الشعب قال كلمته: الموت ولا المذلة “نكون أو لا نكون”.

المندسة : حمداً لله على سلامتك , و شكراً لـ تجوابك مع المندسة , لك لو تحب , كلمة أخيرة لـ الثوار في الداخل و الخارج , فـ تفضل ,,

ملهم :  شكرا لإستضافتكم في موقع المندسة، شكرا لكل من شارك و ساهم في هذه الثورة، شكرا لأطفال درعا و لحرائر دمشق و لأبطال حمص و لثوار سوريا في الداخل، شكرا لكل سوري مغترب يعمل ما بوسعه لإيصال المساعدات و لتوعية المجتمع العربي و الغربي لما يحصل داخل الأراضي السورية…. لثوار الداخل: دينكم صار كبييير علينا و إن شاء الله بيجي اليوم يلي بنردلكم هالدين قريبا. للجيش السوري الحر: أنتم أبطال حقيقيون بكل ما تعنيه الكلمات، الله يقويكم و يحفظكم…. عاشت سورية و يسقط آل الأسد .

الثورة بـ عون الله منتصرة ,,

فري سيريا

المندسة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى