صفحات سورية

مفاجآت الثورة السورية


توفيق الحلاق الحلاق

مفاجأة !! كل ماحدث ويحدث مفاجآت ؟ قال الفنان أسامة شقير ونحن في حال من الضيق شديدة : والله لو داسوا على رؤوسنا لن نتحرك !! المفاجأة أنه من أوائل من تحركوا مع بداية الثورة وعرض نفسه للاعتقال والطرد من مقهى الداون تاون حيث كان قرص العسل الذي يجذبنا إليه كلما ازداد مرٌ القمع . أبو جمال صديقي النجار كان يعمل على نجارة الأبواب والنوافذ لعديد الضباط الأمنيين الكبار كما كان يسميهم وكان يصفهم : هدول ناهبين البلد بس أنا إلي شغلي ومادخلني يصطفلو!! المفاجأة أن أبو جمال كان على رأس المتظاهرين في ريف دمشق واعتقل وعذب مرات . الشاعر الأديب وصاحب جائزة المزرعة في السويداء يحيّ قضماني والذي قال فيه المحافظ متملقا : نرفع قبعتنا له . يحيّ قضماني الذي كان يستطيع تمرير أي مطمع خاص به لو أراد !! المفاجأة أنه كان البطل الذي تجاوز مصلحته وغادر أنانيته كرما للوطن كل الوطن , وواجه النظام بجرائمه دون تردد , وحولّ جائزته وقدرها مليون ليرة لمستحقيها سرا . محافظة درعا التي كانت محسوبة على النظام !! المفاجأة أنها أول من ثار على النظام لتمتد الثورة إلى كل البلد . حماة المدينة التي سحقت عام 1982 وظن الأب والإبن أن لن تقوم لها قائمة !! المفاجأة أن كل أبنائها شيبا وشبابا ونساء وأطفالا ثاروا وهزّوا أركان عرش الطغاة . في المقابل : صديق غال لي كان لايتوقف عن شتم المسؤولين الذين يأكلون تعبه ويعيثون فسادا في البلد ومنعوه من الاستثمار النظيف ومن العيش النظيف !! كان أول المدافعين وباستماتة عن النظام ؟ صديق آخر ضيعته محرومة من الماء وكل الخدمات ما أدى إلى هجرة 90% من سكانها إلى أصقاع الأرض بمافيهم هو وإخوته وأخواته !! المفاجأة أنه تحول إلى مخبر للسلطة يشي إليها بمعارفه وأصدقائه الذين أمنوا له ماتسبب في قتل بعضهم واعتقال وتعذيب آخرين ؟ شباب الحارة الذين كانوا يتصايحون كل مساء وأضطر للخروج إليهم لأرجوهم أن يخفضوا أصواتهم !! المفاجأة أنهم تحولوا إلى ثوار وكتبوا لي معتذرين عن مامضى قائلين : نحن اليوم نصرخ في وجه القتلة ؟ ياإلهي كم فرحت بهم . هل أستمر في الأمثلة ؟ أعلم أنكم لاتحتاجون المزيد , كل منكم يستطيع سرد مائة مفاجأة وأكثر . المفاجأة الكبرى أن ثورتنا استثنائية في الربيع العربي وفي التاريخ القريب والبعيد وفي كل المقاييس لأنها صامدة أمام جرائم لاحدود لبشاعتها وساديتها ودمويتها , ولأنها حضارية تقاوم التخلف والطائفية والعنصرية والتطرف , ولأنها تسير وتمضي إلى أهدافها وتدفع الثمن كل لحظة من دم أطفالها وشيوخها وشاباتها وشبابها , ولا يوهن من عزيمتها تهافت المعارضة وتآمر العالم وتخاذل العرب والمسلمين . المفاجأة أنه كلما استشهد بطل نهض للثورة مائة بطل , وكلما دمر حي أو قرية أوبلدة أومدينة اشتعلت بالثورة عشرات الأحياء والقرى والبلدات والمدن . تابعوا أيها المتفرجون علينا عبر الشاشة الحلقة القادمة من قصتنا .. في الحلقة القدمة تتابعون : قيام دولة سوريا الغد الاستثنائية بديمقراطيتها ونهضتها السريعة وتقدمها العلمي والصناعي والزراعي والثقافي , وبإنسانها النبيل الحرالذي سيكون قدوة للأحرار في العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى