صفحات الحوار

مقابلة غير منشورة مع المخرج الراحل محمد خان.. رحلة مراهق مصري في بيروت الستينات

 

 

محمد سويد

غداة عرض فيلمه الأخير “قبل زحمة الصيف” في مهرجان دبيّ السينمائي في كانون الأول/ديسمبر 2015، التقيتُ المخرج المصري محمد خان. لم أشأ محاورته في الفيلم، بل في تجربته السينمائية المبكرة في بيروت، حيث كان في عداد الوافدين من القاهرة بعد تأميم القطاع السينمائي في ستينات القرن العشرين. قبل تسجيل المقابلة، أهداني نسخة من كتابه “مخرج على الطريق”، ذكرني عنوانه بفيلمه السابق “طائر على الطريق”.

ومحمد خان، في حياتي، طائر آنسني واستأنستُ التحليق معه شغفاً بالأفلام والحكايات، منذ بداية صداقتنا وتوطدها على مرّ السنين والأفلام التي أخرجها خان. من “موعد على العشاء” و”عودة مواطن” و”أحلام هند وكاميليا” إلى “بنات وسط البلد” و”في شقة مصر الجديدة” و”فتاة المصنع” و”قبل زحمة الصيف”، التقيته في مهرجانات العالم قدر ما التقيته في القاهرة. وحين زارني في بيروت، عام 1949، دلني إلى الشقة التي سكن فيها، واكتشفت أنها قريبة من بيتي في منطقة رأس النبع. مذاك رغبت في إجراء مقابلة هي في الأصل جزء من بحث مستمر، يتناول ذكريات السينمائيين العرب والأجانب عن لبنان من خلال أعمالهم.

بعد أكثر من سبعة أشهر على تسجيل المقابلة، قرأت خبر وفاة محمد خان على الفيسبوك في 26 تموز/يوليو 2016، عن أربعة وسبعين عاماً. مثلما تأخرت في إجراء هذه المقابلة، تأخرت في نشرها وترددت في معاودة سماعها. وإذ فعلت، أعادني صوت محمد خان إلى ذاك الطائر المرفرف ضحكاً وحكايات، صوراً وغراماً وغرائب في بيروت الستينات.

ما المشهد الراسخ في ذاكرتك عن بيروت الستينات؟

رأيت من جملة ما رأيت في بيروت الستينات شاباً تتدلى على صدره المكشوف سلسلة ذهب، وآخر ربط عروة قميصه عند طرف الكم بزر معدني مرصع. ليس هذا الشاب أو ذاك غنيّاً، إلا أنه مستعد لاستغلال كل ما عنده من سحر جنياً للثمار. وهذه ظاهرة كانت موجودة ومنتشرة جداً عكست التباهي بالممتلكات، ومنها السيارات الشهيرة في الستينات، الآتية من المصنع باسم شاريها للإيحاء أنها صُنّعت له خصيصاً. كان هناك نوع من التباهي بالثراء، مع أن الثراء الذي نتحدث عنه كان فارغاً مجوّفاً شكليّاً ووجوده سطحي. زمن الستينات كان أيضاً زمن البنوك، وصانعي الفلوس، يشغّلون أموالهم في البنوك وهم أفلسوا الاقتصاد في كل حال، يأخذون على أن يعطوا ثم لا يعطون. وأنا كنت من الناس الشاهدين على إفلاس البلد. حين اعتزمت مغادرة بيروت، كنت محتاجاً إلى مال، إلى الكثير منه، ومن طريق شخص لديه حساب في بنك إنترا، استدنت مبلغاً ووعدت بتسديده بعد وصولي إلى لندن. وفيت بالوعد وحولت المبلغ من لندن، وفي الأثناء انتشر خبر إفلاس إنترا، فقلت يا ليتني لم أفعل (يضحك). ندمت.

كنت  تعمل في السينما المصرية قبل مجيئك إلى بيروت؟

ليس تماماً. كنت صغيراً وفي الحادية والعشرين من عمري. تجربتي في الإنتاج السينمائي المصري اقتصرت على العمل في ظلّ المخرج رأفت الميهي والمساعدة في القراءة وكتابة السيناريو. لم تكن تجربة من داخل الصناعة التنفيذية. احتكاكي المباشر بهذا الجانب حصل في بيروت من وجودي في تصوير الفيلم وبقية مراحله بما جعلني جزءاً  من صناعته.

في أي عام جئت تحديداً إلى لبنان؟

عام ١٩٦٤ وبقيت حتى العام ١٩٦٦.

هي فترة مجيء يوسف شاهين لتصوير “بياع الخواتم”.

صح.

تلك الفترة ارتبطت بتأميم السينما في مصر واضطر العديد إلى مغادرة مصر والتوجه إلى لبنان إما لأسباب اقتصادية وإما لأسباب سياسية. هل كنت معنيّاً بأيٍّ من هذه الأسباب؟

بالنسبة إليّ، لم أكن مخرجاً معروفاً. شعرت آنذاك أن عملي في السيناريو أغرقني في شغل المكاتب واحتجت إلى نقلة ما. الحقيقة أن رحلتي إلى بيروت كانت مغامرة بلا ضمانات. حتى أنه لم يكن لدي أي عرض عمل.

مغامرة لاستكشاف السينما أم بيروت كما وصفتها في بداية الحديث؟

لاستكشاف السينما مئة في المئة.

كيف تمثلت بيروت في مخيلة المصريين يومها؟

السينمائيون المصريون رأوا فيها فترة هروب وفرصة لتحقيق أفلام خارج حدودهم. لا تنسَ أنهم أنجزوا أفلاماً كثيرة في بيروت. في ما يخصني، اهتممت بالاحتكاك بسينمائيين لبنانيين كالمخرج غاري غارابتيان والمصور روبي بريدي، وهو مختلف عن الاحتكاك بمحمد سلمان ومخرجي أفلام البدويات على غرار “البدوية الحسناء” و”بدوية في إسطنبول” و”بدوية في لندن”. تلك الفترة امتلأت بأولئك المخرجين ومنهم  فاروق عجرمة صاحب فيلم “القاهرون”. فعلاً، كان الجوّ غريباً بعض الشيء، لكن بحكم عمري وجدته ممتعاً واستشعرت روح المغامرة عندما تسنى لي العمل مساعداً ثانياً في “القاهرون”. عموماً، احتككت بأدوات السينما أكثر في بيروت.

على سيرة غاري غارابتيان وروبي بريدي، يعتز الوسط السينمائي المحلي بذكرهما. في رأيك، هل كان الاعتزاز في محله؟

أتذكر غاري رجلاً ذا طاقة كبيرة، لا يتوقف. طاقته مشجّعة جداً. إذ اشتغل أيضاً في التلفزيون وأسند إليه كمّ من البث على الهواء وبرامج لم تمنعه من خوض تجربته الشخصية في السينما. أخرج فيلمه اللافت “غارو”، صوّره بكاميرا ١٦ ملم ثم تعاطى الكوميديا وكان طموحه الكبير أن ينتج فيلماً عن مذبحة الأرمن شاركت في جزء من التحضير له، مأخوذ من كتاب “أيام جبل موسى الأربعون” لفرانز ويرفل، والذي فهمته من غاري أنه كان هناك استعداد من شركة “مترو غولدوين ماير” لتمويل المشروع. فبدأت التعاون معه في رسم بنية الفيلم واقتباس الكتاب، ولم ألبث أن تركت العمل، إذ تعرفت إلى فتاة، أغرمت بها وهربت من السينما.

أين سكنت في بيروت؟

البداية في رأس النبع. سكنت مع طبيب لبناني اسمه درويش المصري. أذكر أنني وصلت إلى بيروت في يوم ماطر. وصلت على متن باخرة واستقبلني أخو الدكتور درويش. معرفتي بالدكتور جرت بالتسلسل من طريق أبي. كان مقيماً في طبقة أرضية من مبنى ما زال موجوداً شارع محمد الحوت. حوت الطبقة عيادة للمعاينة المرضى وجناحاً للعمليات الجراحية. كان متخصصاً في العمليات الجنسية. ذات مرّة طلب مني تصوير عملية قام فيها بإدخال أنبوب دقيق في قضيب رجل. خفت. قلت لا، لا، لا! وفي يوم لاحظت أن بين زبائنه مضيفات طيران قصدنه لإجراء عمليات إجهاض. في هذا المكان خصص لي الدكتور غرفة في آخر الكوريدور، صغيرة تتسع لسرير وبعض الأثاث. عملياً، سكنت في مستشفى واهتمت الممرضات بتنظيف الغرفة وغسل ملابسي. في الصباح، أغادر وأرى مرضى يتغيرون كل يوم. وكما ذكرت، صادفت ممرضات لم أتوان عن تحيتهن. بقيت في المستشفى حتى تعرفت إلى شاب مصري يدرس في الجامعة الأميركية واتفقنا على تقاسم غرفة على سطح مبنى في شارع الحمرا.

كيف عثرت على عمل في السينما وأنت لا تعرف أحداً غير الدكتور درويش؟

كان الدكتور واسطتي. اكتشفت أن له علاقات بالوسط السينمائي. طلب من المخرج سيف الدين شوكت إعطائي فرصة وأوصاه بي. لكني لم أعمل قط مع سيف الدين شوكت. ساعدته في التحضير لمشروع جديد وحصل في الأثناء أنني استفدت من فرصة أخرى، إذ رحت أتعرف إلى عدد من الفنيين المصريين الذين استقروا في بيروت، ومنهم المونتير محمد عباس، مدير التصوير مسعود عيسى، تيسير عبود والأخير لبناني لكنه عمل مع المصريين. كوّن هؤلاء شلة وضموني إليهم. أول فيلم عملت فيه كان “الليالي الحلوة”، من بطولة جمال فارس وإخراجه. صرت معروفاً وأُخبرت أن فريق يوسف شاهين كان يبحث عني في خلال التحضير لإنتاج فيلم “رمال من ذهب” وتصوير جزء منه في أسبانيا. تمنيت العمل في المشروع، ذلك أني خططت للانتقال من بيروت إلى لندن فلم لا يكون عبر أسبانيا؟ في النهاية، تأخر المشروع وسافرت إلى لندن قبل تصويره.

تثير شخصية الدكتور درويش التساؤل ما بين اختصاصه وعلاقته بأجواء الفن والتوسط لك من أجل العثور على فرصة عمل.

من المؤكد أن رابطاً ما جمعه بالفن. وجودي بالقرب منه كشف جوانب متعددة في شخصيته. صوته جميل جداً في الغناء، امتلك يختاً استعمله كلما أراد الابتعاد عن بيروت. ابتعد عنها لينظر إليها عن بعد وهو يشرب الويسكي. امتلك لحظات شعرية في ممارساته. رافقه أخوه دائماً. كان كالحارس وعلمت أنه قاتل في الحرب الأهلية الأولى عام ١٩٥٨.

كم فيلماً عملت في بيروت؟

أربعة: “الليالي الحلوة” لجمال فارس، “الرهينة” ليوسف معلوف، “إنتربول في بيروت” لكوستانوف و”مغامرات فلفلة” لفاروق عجرمة. أمضيت عامين في بيروت أستطيع القول إنهما كانا ممتلئين، تخللهما الكثير من القلق. فلوسي قليلة، اضطرتني الحاجة إلى بيع آلتي الكاتبة وإلى طلب المال مراراً من أمي وأبي. لم تكن تجربة ليّنة لكنها رومانسية.

بين المخرجين الأربعة الذين عملت مساعداً لهم في لبنان، من كان أهمهم؟

يوسف معلوف. رجل لذيذ جداً، هيتشكوكي الشكل، قصير يرتدي قبعة. وجد نوع من الكيمياء في علاقتنا مع أنني كنت مساعداً ثانياً. دعاني دائماً إلى مائدته ومازته، حيث طاب له أن يروي لي كيف حلم بهوليوود وسافر إليها ولم يتمكن من العمل إلا سائقاً للمخرج تشارلز فيدور الذي أعطاه دور كومبارس في “غراميات كارمن” (بطولة ريتا هايوارث وغلين فورد، عام ١٩٤٨)، وحدث أن توفى والداه مما أجبره على ترك هوليوود والعودة للاهتمام بأخواته.

ذهب يوسف معلوف إلى هوليوود معززاً بخبرة سينمائية.

لا. مدفوعاً بالحلم، ذهب بحثاً عن حظه في هوليوود.

اشتهر معلوف بعلاقته الخاصة بمساعده منير بطش. روى لي بعض السينمائيين اللبنانيين المخضرمين أنه بعد وفاة معلوف بأيام، مات بطش.

لم أدر ذلك. على العموم، كان بطش مساعداً كلاسيكياً متقيداً بالأصول. طبعاً، عمل في مصر وكذلك معلوف عمل في مصر. كان بطش شخصاً معقداً، لم يتزوج، اغتاظ مني كلما رآني مع بنت. وإذا طلبني يوسف معلوف للنظر في عدسة الكاميرا قبل تصوير لقطة، ظنّ أنني أتحين الفرصة للحلول مكانه، وهذا ما لم أفكر فيه مطلقاً. أثناء تصوير “الرهينة”، صاح بالممثل عبد السلام النابلسي، وبصوت عال، أن العمش يملأ عينيه. تضايق عبد السلام وبات أكبر الكارهين لمنير بطش. واستمر بطش في ظنونه حيالي وضايقه وجودي، فهدّد يوماً أنه سيترك التصوير. عندها، فرح عبد السلام النابلسي. وفعلاً غاب، فلم يصدق عبد السلام. وبعد أسبوع عاد.

هل كنت مساعداً ثانياً في كل الأفلام ؟

مع فاروق عجرمة عملت مساعداً أول.

فاروق عجرمة كان ظاهرة في زمانه.

فاروق شخصية مقامرة في تركيب الصفقات، أي من “بتوع الكومبينات” كما كنا نسميهم. لا أعتقد أنه كان موهوباً. أعتقد أنه يتعامل مع السينما بوصفها بيزنيس. أذكر حين اخترنا، أنا ومحمد عباس وغيره، للعمل مع فاروق عجرمة في “مغامرات فلفلة”، جاء إلينا من أخذنا مبكراً في الصبح من بيوتنا إلى مكتب المنتج إميل تركية لتوقيع العقود. وقعنا جميعاً وتقاضى كل منا عربوناً وفي ذلك تأكيد على أن الفيلم سيُنتج. عقود على حين غفلة، مبالغ مدفوعة سلفاً والإنتاج حاصل وسريع. على هذا المنوال، أنجز فاروق أفلامه وهاجر إلى الولايات المتحدة وفتح استوديو صغيراً. هو حالياً بين الحياة والموت وما زال في أميركا. ثروته كبيرة.

بعد لبنان، ماذا فعل؟

انقطعت أخباره واختفى لفترة. ثم شوهد في إيطاليا محاولاً تركيب كومبينة بإنتاج فيلم منقول عن “كينغ كونغ” ولكن بعنوان “كوين كونغ”! حالما عرف منتجو “كينغ كونغ” بالمشروع رفعوا دعوى قانونية ضد فاروق وألغي المشروع. رغم ذلك، عاد وأنتج فيلماً مشابهاً لـ”العرّاب”.

هو مصري غير أنه اشتهر في لبنان. هل أخرج أفلاماً في مصر قبل مجيئه إلى بيروت؟

لم يخرج. مثّل. ظهوره الأول على الشاشة كان في “العنب المرّ”. ربما كان دوره الأول والأخير.

منتج “مغامرات فلفلة”، إميل تركية، لم يقل غرابة عن فاروق عجرمة. حدثتني مرة عن أطواره وعاداته غير المألوفة. هو جزء من غرائبية المنظر البيروتي في ستينات القرن الماضي.

إميل تركية له هو الآخر عقده. كان يقتني قرداً أنثى أحبها كثيراً وسماها فلفلة. أراد أن ينتج فيلماً عنها ومن بطولتها، فكان “مغامرات فلفلة”. عادة، تخضع الحيوانات للتدريب قبل استخدامها في تصوير الأفلام. عندما أحضرناها لتصوير مشهد خارجي، أفلتت منا وهربت. دخلت مبنى السفارة الأميركية في كورنيش المنارة. أرجعناها ولم نستطع ضبطها دائماً. ذات يوم، كنا نصور مشهداً مع أحد الممثلين، المصري سيد مغربي. دار المشهد في ديكور كهف وقفزت فلفلة على الممثل وعضته أكثر من عضة في مختلف أنحاء جسمه. نقلناه إلى المستشفى وعالجوه بالأبر المضادة للتسمم. حصل الشيء نفسه مع راقصة كانت تؤدي وصلة في الفيلم. هجمت عليها فلفلة وعضتها في بطنها.

بدأنا المقابلة بما وصفته “الثراء الأجوف” في لبنان. كيف اكتشفت ذلك؟

من طريق صديقة عرفتني إلى رجل أمّن لي سلفة من البنك ولديه سيارة بويك ممهورة باسمه من الشركة، لوحها مصنوع من خشب معين بحسب طلبه. هذه ظاهرة حقيقية، عشتها ورأيتها. وحكاية سلاسل الذهب على الصدور العارية كانت مألوفة استهوت الشبان وأظهرتهم في مظهر الجيغولو.

لمَ تركت بيروت؟ بسبب المال أم لأنك اكتفيت منها؟

السبب أنني أغرمت بفتاة أميركية – دانماركية. حين سافرت إلى لندن، لحقت بها وتركت كل شيء ورائي، بيتي، عفشي، أغراضي، طلبت من صديق أن يشحن لي ما يستطيع شحنه من الأشياء، اشتريت تذكرة السفر وطرت إلى لندن.

بعد كل هذه السنين، ما الذي بقي من ذكرياتك في بيروت؟

شبابي وعلاقة عاطفية مع فتاة فلسطينية اسمها دولت، سبحنا معاً في البحر وكانت تحضر لي الطعام من بيتها ونذهب إلى جونيه التي كانت شبه خالية وأشهر ما فيها التلفريك. كذلك صاحبت ممرضة. إلى حد ما، عشت مراهقتي في بيروت. وفي الأساس، جئت إلى بيروت بسبب السينما، وفي ذلك، عشت تجربة غنيّة.

وفي لندن، محطتك التالية؟ أذكر أنك اشتغلت في بيع الجينز.

اشتغلت في كل شيء. في الجينز وغسل الصحون. لم تخل لندن من اليأس كذلك.

موقع درج

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى