صفحات الحوار

مقابلة مع بدرخان علي مع إذاعة هولندا العالمية


الحراك الشعبي في سوريا.. دماء غزيرة وحلول غائبة

تقرير: محمد أمزيان

فوجئ النظام الحاكم في سوريا بتوسع نطاق المظاهرات الشعبية، بعدما اعتقد أن القبضة الأمنية المشددة و “الدعم” الشعبي الظاهر له بسبب مواقفه من إسرائيل ومساندته للمقاومة الفلسطينية كفيلان بجعل سوريا بلدا ’لا يشبه‘ مصر أو تونس. إلا أن المظاهرات الشعبية التي انطلقت من مدينة درعا قبل أكثر من شهر، انتقلت عدواها لتشمل معظم المدن والقرى السورية مخلفة عشرات القتلى والجرحى والمعتقلين.

محاولة تشويه

ومع توالي الاحتجاجات والمظاهرات، عمدت السلطات السورية إلى نهج خطط منهجية “لتشويه” الواقفين خلفها متهمة إسرائيل وبلدانا أخرى بتزويد المحتجين بالأسلحة. وقد عممت وسائل الإعلام السورية مؤخرا صورا تثبت ’تورط‘ جهات خارجية في محاولة زعزعة الاستقرار الداخلي. بيد أن المعارضة السورية التي تدعم الحراك الشعبي تشكك في الرواية الرسمية جملة وتفصيلا. يقول الكاتب والمحلل السياسي السوري  بدرخان علي في اتصال بإذاعة هولندا العالمية:

“ما يقال عن أسلحة مهربة إلى سوريا لا يقنع أحدا. سوريا مازالت تتحكم في لبنان، ربما ليس كالسابق، فكيف ستهرب أسلحة من لبنان؟ ومن يقدر ويجرؤ أصلا على فعل ذلك؟ إن السلطة في سوريا تحاول بكل الوسائل تشويه الحراك السلمي بإلصاق التهم وإثارة الشكوك حولها. قيل أولا إنهم مندسون ثم مخربون ثم عصابات مسلحة، ثم عرضت مسرحية على التلفزيون السوري أيضا، وقبل يومين تم عرض أسلحة على التلفزيون السوري وقيل إنها مهربة من العراق. هذا أيضا غير مقنع “.

تسميم الحياة

“حسب كلمة الرئيس يجب أن يرفع قانون الطوارئ خلال أسبوع، ولكن سوريا الآن ليست في حاجة لرفع قانون الطوارئ فحسب، فهو ليس سوى أحد عناصر الحالة السورية؛ حالة أعمق من قانون الطوارئ. فالقانون الذي سُن مع بداية تسلم حزب البعث للسلطة قبل أكثر من أربعة عقود، سمم الحياة السياسية في سوريا وعلق العمل بالدستور بما في هذا الأخير من أخطاء”.

هذا فضلا عن المآخذ المرتبطة باللجنة المكلفة بدراسة مشروع قانون رفع حالة الطوارئ والخالية من أي حقوقي مستقل، يشدد علي بدرخان:

مبادرة إنقاذية

ومع أن الشعارات المنتشرة حتى الآن لا تؤكد إلا على الطابع السلمي للمظاهرات “سلمية، سلمية”، وضد الطائفية “واحد واحد، الشعب السوري واحد”، إلا أنه ليس من المستبعد أن يرتفع سقف المطالب بخصوص التعامل مع رأس النظام. وقد ظهرت، بحسب الكاتب السوري علي بدرخان، فعلا شعارات تطالب بتغيير النظام، مثلما جرى في تونس ومصر.. ومما يعزز هذا المنحى التصاعدي للمطالب هو أن الشباب هم من يقفون وراء الاحتجاجات وليست قيادات المعارضة المعروفة. وعلى سبيل تقديم تصور لحل الأزمة السياسية في سوريا، يقترح الكاتب  بدرخان علي تنظيم مؤتمر وطني عام يمثل كل الأطياف السورية دون استثناء :

” الأحزاب الكردية في سوريا اقترحت تنظيم مؤتمر وطني عام تشارك فيه الأحزاب الأخرى غير الكردية، ويقوم بالدعوة إليه من حيث المبدأ رئيس البلاد لصلاحياته الواسعة. على أن يكون المؤتمر للتداول وإيجاد مخرج للأزمة، وليس للتصفيق”.

ومن بين ما سيركز عليه المؤتمر البحث في كيفية بناء سوريا المستقبل، من حيث القضاء المستقل والانتخابات الحرة والاعتراف بالمعارضة الحقيقية وليس المعارضة الصورية، لأن “ليس كل السوريين رعايا”.

http://www.rnw.nl/arabic/article/357916

ملاحظة:بسبب عدم وضوح الصوت وضيق الوقت لم أتمكن من تفصيل وشرح بعض الأفكار كما أرغب؟

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى