صفحات العالم

مقالات تناولت السؤال اللبنانب والثورة السورية

 

 

“حزب الله” في بحر الدم السوري/ علي حماده

تقاطعت المعلومات المختلفة المصادر الواردة من منطقة القلمون في سوريا عن صحة تعرض “حزب الله” لخسائر كبيرة في الآونة الاخيرة، حيث يحكى عن تحول المنطقة ومحيط دمشق التي ترابط فيها ميليشيا الحزب منطقة استنزاف دائم لمسلحيه، وذلك بالرغم من اعلان الحزب الانتصار هناك قبل اشهر دعما لنظام بشار الاسد. وبحسب المعلومات، فإن حجم خسائر الحزب يزداد من دون ان يتمكن من “تطبيع ” المنطقة التي توازي مساحتها محافظة البقاع اللبناني. وفي اليوم الذي يؤدي فيه بشار “قسم الدم” لولاية دموية جديدة، يسقط مزيد من اللبنانيين المستقدمين لخوض حرب ليست لهم ولن تكون، أياً تكن مبررات قيادة الحزب.

إن “حزب الله” يتمتع بقدرات عسكرية كبيرة، لكنه في بحيرة الدم السورية ان حقق “انتصارات” فلن تكون اكثر من انتصارات محدودة في المكان والزمان، وبالتالي لن يخرج منتصراً، بل ان المستنقع السوري سوف يبتلع اجساد مئات الشبان اللبنانيين الذين خدعوا ويخدعون ليقدموا حياتهم في سياق مشروع اقليمي لا لبناني. ان “حزب الله”، وبالاخص قياداته العليا، مسؤولان عن كل قطرة دم لبنانية تسقط، والمسؤولية اكبر عندما تكون دماء البيئة الحاضنة في الميزان.

لا شك لدينا في ان “حزب الله” يتجه الى هزيمة كبيرة في سوريا، ولا شك لدينا في انه سيترك خلفه مئات المساكين قتلى. والحق ان هزيمة الحزب المذكور محتومة لانه يقاتل على أرض ليست أرضه، ويقاتل من اجل السلطة، كما انه يدفع بآلاف الشبان لمقاتلة شعب سوري ثائر بأسره، مهما قيل في مآلات الثورة، واحوالها الراهنة السيئة.

مع اننا ندعم الثورة في سوريا، فإننا نحزن لسقوط شبان لبنانيين في بحيرة الدم السورية، ونحزن لاستمرار فئة لبنانية كبيرة في منح خيار الدم المهدور في سوريا تغطية شعبية. فهذه البيئة الحاضنة لا تكتفي بتغطية سفك الدم السوري في سوريا، بل انها تغطي هدر الدم اللبناني في سوريا، واستدراج هدره على ارض لبنان ايضا. وخوفنا ليس ان يهزم “حزب الله”، بل ان يحول لبنان نفسه بحيرة دم اخرى.

إن الناظر الى خريطة المنطقة من غزة الى العراق لا بد له ان يلاحظ اننا نعيش في بحيرة كبيرة من الدم، فمن غزة المتروكة لحالها تحت قنابل الاسرائيليين، الى سوريا التي يتسابق الكل لسفك دماء اهلها فيها، فالعراق الممزق بوحشية داخلية وخارجية. اما لبنان فعلى حافة الهاوية، لا ينقصه سوى من يدفعه، فيسقط هو الآخر في بحيرة الدم. وهنا خطورة ما اقدم عليه “حزب الله” عندما تورط في قتل السوريين، كما تورط في شن حرب مذهبية طائفية لن يتخلص من عواقبها ولو بعد مئة عام.

إن خيار توريث الاحقاد للاجيال القادمة جريمة كبرى ترتكب بحق اللبنانيين، وخصوصا بيئة الحزب الحاضنة! ولذلك جاء الوقت لتقول هذه البيئة كلمة حق وترفض أن تجرّ الى بحيرة الدم السورية.

النهار

 

 

 

أيها اللبنانيون السابقون/ حـازم الأميـن

لم يعد مهماً أين سقط قتلى “حزب الله” في الأيام القليلة الفائتة، في لبنان أم في سورية. الحدود لم تعد لها قيمة سياسية، وأن تكون “جبهة النصرة” قد عبرت الحدود اللبنانية فهذا أمر يوازي تماماً إمكان أن يكون الحزب قد عبر الحدود إلى سورية (وهو أعلن رسمياً أنه فعلها). وانعدام الدلالة السياسية للحدود يعني تماماً انعدام الدلالة السياسية للبلد صاحب الحدود. فـ”حزب الله يقاتل في سورية” أمر لا يقل فداحة عن “جبهة النصرة عبرت الحدود إلى لبنان”.

“حزب الله” يعرف هذه المعادلة، ويريد أن يستبعد أي نقاش لبناني حول وظيفته السورية. الأخبار عن قتاله هناك تصل بشكل إشاعات، ووحدها الجنازات ما يكشف عن حجم المشاركة. حزب ممثل في البرلمان بأكثر من 15 نائباً، وبتحالف سياسي يقارب نصف البرلمان أو يكاد، يتولى مهمة بحجم القتال في سورية، لكنه لا يشعر بأنه معني بأن يوضح لهذا المجلس طبيعة تلك المهمة وملابساتها. إنها مهمة إلغاء الحدود وبالتالي إلغاء لبنان. أمر لا يستحق غير الحزب أن يُلِمَّ بتفاصيله.

وليس في هذا الكلام أي مبالغة، فما يعنيه أن يكون لبنان مقاتلاً في سورية وأن تلغى الحدود بين البلدين، هو أن لبنان التحم بالمأزق السوري والأخير ملتحم بالمأزق العراقي. “داعش” تمتد بـ “خلافتها” من الموصل الى دير الزور وتُحاول وصل الرقة بريف حلب، وفي المقابل ينجح النظام السوري في وصل العاصمة دمشق بالساحل السوري وترتسم ملامح خريطة أخرى للبلاد، فما الذي يُحصّن لبنان من أن تبتلعه الخريطة الجديدة؟ لا حدود تُحصنه ولا مؤسسات سياسية واجتماعية. مقاتلون سنّة لبنانيون يقاتلون مع المعارضة، ومقاتلون شيعة لبنانيون يقاتلون مع النظام. قتلى هناك وقتلى هنا. إذاً ما معنى أن يكون هناك بلد، سوى أن هناك اسماً (لبنان) علينا أن نبحث له عن بلدٍ.

هناك نحو عشرة قتلى لـ”حزب الله” سقطوا في الأيام الأخيرة. أين سقطوا؟ لا نعرف! لا بيان رسمياً يوضح للبنانيين أين قُتل عشرة من مواطنيهم، وما هي ظروف مقتلهم.

على الحدود، أجابت وسائل إعلام قريبة من “حزب الله”. لكن لماذا لم يُشارك الجيش اللبناني في صد هجوم “جبهة النصرة”؟ الجيش أيضاً لم يُصدر بياناً توضيحياً، ثم إن إعلان الحزب بأنه يُقاتل في سورية يُضعف الخبر غير المحقق الذي يدّعي أن المعركة حصلت على الحدود. إضافة إلى أن “النصرة” من المفترض أن تكون هُزمت في القلمون عندما سقطت يبرود وقبلها القصير، ومَن هذه حاله لن يكون بوضعٍ يُساعده على الهجوم.

هذه التساؤلات لم تُطرح أصلاً لأسباب وجيهة تتمثل في أنه لم يعد مهماً ما إذا كانت “النصرة” قد عبرت الحدود، فهي، إذا فعلت، تكون قد عبرت أرضاً سبق أن عُبرت، وهي دخلت إلى ساحة قتال، وليس إلى بلد آخر.

“النصرة” أيها اللبنانيون السابقون هي نفسها “القاعدة” وهي نظيرة “داعش” وشقيقتها اللدود. وهي لم تعد على الأبواب، ليس لأنها قريبة جداً، بل لأن لم يعد عندنا أبواب. نحن منزل بلا أبواب. وبانتظار ما ستحمله لنا الخريطة الجديدة من احتمالات، ها نحن نشهد فصولاً من نهاية لبنان.

موقع لبنان ناو

 

 

 

 

“داعش” في لبنان/ حـازم صـاغيـّة

لا حاجة بنا إلى القول، وتكرار القول، إنّ “داعش” (أو “الدولة”) خطر على كلّ مكان توجد فيه، أو تقترب منه، وليس فقط على لبنان. إنّها ترقى إلى خطر شامل يطال مستويات وجودنا الاجتماعيّ والفرديّ جميعاً.

لكنْ منذ استيلاء “داعش” على مدينة الموصل العراقيّة، تتبارى منابر إعلاميّة لبنانيّة في إثارة الهلع وتحريك المخاوف: “داعش” صارت بيننا، صارت على حدودنا وهي تتهيّأ للانقضاض…

والحال أنّ هذه النبرة توحي برغبة في أن تكون “داعش” على النحو الذي تُصوّر فيه!

فمن الصائب والمفيد دائماً التحذير من عمليّات إرهابيّة قد يقدم عليها “داعش” أو تنظيمات مشابهة، على غرار ما حصل في الضاحية الجنوبيّة أو ضهر البيدر. أمّا “تكبير الحجر” باعتماد هذا التوجّه الإعلاميّ الذعريّ فيجمع بين الخطأ والنيّات المبيّتة.

غنيّ عن القول إنّ ما يُسمّى البيئة الحاضنة لـ”داعش” أضعف كثيراً وأشدّ وهناً من أن تؤمّن هذا التوسّع الكمّيّ والنوعيّ للتنظيم الإرهابيّ المذكور ولعمليّاته. وإذا كان ثمّة من يراهن على تسمين تلك البيئة، فالطريق إلى ذلك يمرّ حتماً في تجذير عدميّ يضرب الطائفة السنّيّة، على غرار ما أصابها في الموصل و”المثلّث السنّيّ” في العراق. ومن الواضح أنّ ذلك لا يزال بعيد جدّاً من الحقيقة.

والحقّ أنّ تفادي الوصول إلى احتمال كهذا هو بالضبط تفادي المالكيّة والأسديّة (نسبة إلى نوري المالكي وبشّار الأسد) في لبنان، أي ألاّ ينشأ وضع من تهميش السنّة بما يدفعهم إلى إلقاء أنفسهم في خيارات عدميّة متطرّفة. أمّا رأس الحربة في الدفع إلى وضع كهذا فهو دور حزب الله في السياسة والاجتماع اللبنانيّين، ولا سيّما انخراطه في الحرب السوريّة. فكلّ تراجع في هذا الدور تراجع في خطر “داعش”، وكلّ نموّ لهذا الدور نموّ للخطر ذاته.

واقع الحال أنّ ما يرمي إليه دعاة حملة الخوف والتخويف هو العكس تماماً، وهو تحديداً خلق لون من التضافر حول حزب الله بوصفه من “يحمينا” من “داعش”. وهي عمليّة لا تكتفي بإعفاء الحزب من المساءلة وتحويل ما يفعله إلى مطلب، بل تحاول دفعنا قدماً إلى اكتشاف دور إنقاذيّ وحمائيّ للنظام السوريّ نفسه، إذ لولا هذا النظام لأكلتنا “داعش”!

والمخاطبة المزغولة هذه إذا كانت موجّهة إلى اللبنانيّين عموماً، فإنّها موجّهة خصوصاً إلى المسيحيّين الذين تجعلهم شروطهم الخاصّة الطرف الأقلّ اطمئناناً والأكثر حاجة بالتالي إلى الطمأنة. فكيف وأنّ حملة الذعر هذه قد تعكس نفسها على سدّ الفراغ الرئاسيّ، بأن تنتج إجماعاً مسيحيّاً على مرشّح يكون حليفاً للطرفين “المنقذين”، حزب الله والنظام السوريّ؟

وهذا كلّه إرهاب كلاميّ وسلوكيّ يفيد من إرهاب “داعش”، ولا تفارقه الرغبة في أن يمدّه بأسباب الحياة.

موقع لبنان ناو

 

 

ما هي الأبعاد العسكرية والسياسية لمعركة جرود السلسلة الشرقية؟/ ابراهيم بيرم

لم يكن امراً مفاجئاً أن تستمر المواجهات في جرود القلمون السورية وجرود السلسلة الشرقية اللبنانية بين القوات السورية و”حزب الله” من جهة وبين المجموعات المعارضة. فكل المؤشرات والمعلومات المتوافرة تثبت ان القرار لدى الطرفين الأولين مأخوذ بحزم لاستكمال ما يسميانه معركة “القلمون -2” على نحو ينهيان فيه الوجود العسكري المعارض أو يوجهان إليه ضربة ساحقة لا يستطيع بعدها الفعل والتأثير ويبطل ان يكون مصدر خطر كامناً حاضراً أو مستقبلاً.

هذا القرار مخطط له منذ سقوط بلدات القلمون السورية بيد القوات السورية لاعتبارات ميدانية وحسابات سياسية عدة أبرزها:

– ان الانتصار العسكري هناك يبقى منقوصاً او معرضاً للخرق ما لم يتم تحصينه بالقضاء على ما تبقى من مجموعات معارضة فالتة في جرود شاسعة نسبياً ذات تضاريس صعبة تمتد على خط يتجاوز طوله أربعة كيلومترات، ويجد بيئة حاضنة في عرسال والطفيل حيث ثمة مصادر دعم لوجستية متنوعة وغير خافية.

– ان التقديرات تشير الى ان المجموعات المعارضة ليست بالقليلة او التي يمكن غض الطرف عن نشاطها، فهي تصل الى نحو ثلاثة آلاف مقاتل عصبهم الاكبر محترف قتال.

– ان خطر هذه المجموعات ثلاثي البعد، فهو خطر محتمل لمناطق لبنانية متعددة تصل الى بلدات مثل بريتال ويونين والقاع واطرافها، وخطر ثانٍ في اتجاه بلدات القلمون نفسها، فضلا عن خطر ثالث يمكن ان يمتد الى مناطق غوطة دمشق.

إذاً “قرار” تصفية “الارث القلموني” المعارض للنظام في دمشق مأخوذ وقد بوشر العمل بتنفيذه منذ زمن من خلال الخطوات الآتية:

– واصل الطيران السوري غاراته شبه اليومية على الجرود التي تشكل مخبأ هؤلاء.

– تمت السيطرة على مواقع واماكن جردية بعيدة كانت تشكل بؤرة امان للمعارضين.

– تمت محاصرة بلدة الطفيل اللبنانية المشكلة لساناً ممتداً في داخل العمق السوري.

سواء كان ذلك عبر تنسيق خفي او غيره، فانه كانت للجيش اللبناني منذ البداية مشاركة غير مباشرة في هذه المواجهات من خلال ضبط مساحات لا يستهان بها من الجرود اللبنانية وخصوصاً في محيط بلدة عرسال وتعزيز وجوده وتمركزه هناك الى درجة ان ثمة معلومات اظهرت ان الجيش وضع نقاطأً له في مناطق وعرة لم يصل اليها سابقاً.

ولم يعد سراً ان هذا الانتشار الذي نفذه الجيش قد حقق انجازات ومكاسب تكاد تخرج عن نطاق الحصر ولا سيما لجهة القاء القبض على مسلحين كانوا يحاولون التسلل الى الاراضي اللبنانية.

وهكذا فان المجموعات السورية المعارضة المنتشرة في جرود القلمون وفي مناطق من السلسلة الشرقية، وقعت ضمن طوق ثلاثي: القوات السورية من الجهة السورية ومجموعات “حزب الله” التي عززت حضورها في مناطق جردية لبنانية عدة و مواقع الجيش اللبناني التي زوّدت تعزيزات وقوات نخبة وأوامر مشددة للضبط والربط.

ووفق المعلومات والمعطيات فان الجانب السوري اضطر في مناسبات عدة الى خفض منسوب ضغطه على هذه المجموعات بسبب انشغاله في معركة المليحة (بوابة الغوطة الشرقية)، وبسبب سعيه الى تحقيق انجازات عاجلة في داخل حلب وفي ريفها ومحيطها.

وواقع الحال هذا شجع المجموعات المعارضة والمسلحة على تجميع قواها ولمّ شتاتها والشروع في هجمات واغارات في اتجاه مواقع الجيش السوري في القلمون وفي اتجاه الجرود اللبنانية ومواقع “حزب الله” فيها.

ومن البديهي ان التمدد الميداني الكبير والمفاجئ لتنظيم “داعش” في الوسط العراقي وتهديده بغداد نفسها قد اعطى قوة دفع معنوية لهذه المجموعات المعارضة الموجودة اصلاً منذ نحو ثلاثة اعوام والتي خاض بعضها مواجهات متتالية بدءا من القصير، الى قارة، فالنبك وصولا الى يبرود وعسال الورد ورأس المعرة، ولم يعد امامها مجال للتراجع اكثر او الانتقال الى مناطق وميادين اخرى لا سيما بعدما صارت في حكم المحاصرة من كل الجهات.

– وبناء على كل هذه الاعتبارات والوقائع عاودت هذه المجموعات هجماتها واغاراتها سعيا الى بلوغ امرين:

1 – اظهار انها ما زالت تقبض على زمام المبادرة في منطقة القلمون كلها، وان الانجاز العسكري الذي هلل له الجيش السوري في تلك المنطقة هو انجاز مشكوك فيه.

2 – اظهار ان هذه المجموعات بدأت تخوض نوعأً من حرب العصابات (اضرب واهرب) ضد مواقع وحواجز ونقاط تمركز القوات السورية و”حزب الله” وخطوط امدادهما.

وتسعى هذه المجموعات الى ايجاد مناخات مفادها انها صارت في وارد استهداف اهداف في داخل الاراضي اللبنانية نفسها، وان خطرها سيصل الى مناطق محسوبة على “حزب الله”.

– في كل الاحوال الواضح، بحسب اكثر من معطى، ان الذين اتخذوا قرار انهاء الوجود المسلح في جرود القلمون والسلسلة الشرقية يتصرفون على اساس انه لا يمكن التراجع عنه مهما كانت أثمانه المادية والمعنوية لأن استمرار الوضع على ما هو فيه تهديد لانجازات سالفة ومخاطر كامنة على الوضع اللبناني برمته والبقاعي خصوصاً.

فضلاً عن ذلك بات المطلوب تخليص عرسال من واقعها الحالي ورفع القبضة عنها، وهي لن ترتفع ما دام المسلحون موجودين حيث هم.

النهار

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى