ثورة بلا اعلامصفحات مميزة

مقالة من قلب الهلال الأحمر في حمص


ب.ف

الهلال الأحمر العربي السوري … فرع حمص …

عندما طلبت مني صديقتي أن أكتب لها عن هذه المؤسسة , لم أسألها عن السبب , ولم أفكر لحظة واحدة بأني لست كاتباً ولا صحفياً وبأني لا أعلم شيئاً عم قواعد المقالة .. كل ما فكرت به هو أنني متطوع في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري .. فرع حمص .. وقد جاءتني الفرصة لأكلمكم وأخبركم عن هذه المنظمة الإنسانية الرائعة بكل شفافية وبكل بساطة وبكل اختصار ….

الهلال الأحمر العربي السوري .. فرع حمص ..

ليس مجرد مؤسسة … بل انه خلية نحل …

ليس مجرد منظمة … بل انه حركة إنسانية …

مبادئه : الحياد , التطوعية , عدم التحيز , الإنسانية , الوحدة , العالمية , الاستقلال …

اقتصر عمل الهلال الأحمر في حمص قبل بداية الأحداث في سوريا , على إسعاف الحالات البسيطة وعلى إقامة دورات الإسعاف والكوارث … وحالات خاصة مثل مساعدة اللاجئين اللبنانيين واللاجئين العراقيين … وفي حالات الكوارث الداخلية البسيطة … إن حصلت .. فلم يكن أحد يتوقع أن تصيبنا كارثة بحجم هذه الكارثة ..

منذ بداية الأحداث في سوريا , تضاعف عمل الهلال الأحمر في مدينة حمص .. وازدادت أهميته بالنسبة لأهالي المدينة .. ومع ازدياد الثقة به ومع ازدياد حجم الكارثة .. ازدادت المسؤوليات الملقاة على عاتقه , كونه أحد أهم الملاجئ لهم من حيث عمليات الإسعاف وعمليات الإغاثة …

يقسم الهلال الأحمر إلى قسمين , هما : قسم الإسعاف , وقسم الكوارث ..

أولاً قسم الإسعاف :

قام الهلال الأحمر في مدينة حمص منذ بداية الأحداث بإسعاف آلاف الحالات وقامت فرق الإسعاف بالدخول إلى العديد من المناطق الخطرة لإسعاف ونقل المصابين .. وقد تعرضت لأخطار متعددة كإطلاق النار المباشر والاعتقال والكثير الكثير من المخاطر .. وقد تكبد الهلال الأحمر في حمص نتيجة لذلك الكثير من الخسائر , أهمها استشهاد أحد متطوعيه ( الشهيد حكم دراق السباعي ) وإصابة عدة متطوعين … وتضرر الكثير من السيارات التابعة للمنظمة ..

تراجع عمل الهلال الأحمر من حيث نواحي الإسعاف في الفترة الأخيرة واقتصر على عمليات الإخلاء ونقل الجثث وإسعاف الحالات التي يتم إحضارها إلى المركز الرئيسي , والتدخل أثناء عمليات الإخلاء .. وذلك بسبب عدم إمكانية الدخول إلى معظم أحياء حمص , والخطورة الكبيرة , وتهديد حياة المسعفين …

أما القسم الثاني والذي يوازي الإسعاف من حيث الأهمية , هو قسم الكوارث :

عملت فرق الكوارث في حمص بشكل كبير و جبار .. من حيث تسجيل النازحين وتقديم الإعانات الغذائية والصحية لهم .. ومن حيث الاهتمام بالمدارس التي تحولت إلى مراكز لإيواء النازحين … ولم يقتصر عمل فرق الكوارث على مدينة حمص , بل على ريفها أيضا , حيث استطاعت هذه الفرق أن تغطي كامل محافظة حمص ..

وتعرضت أيضا هذه الفرق أثناء عملها للكثير من المعوقات والمخاطر .. كإطلاق النار والاعتقال ..

ولكن بالرغم من هذا كانت استجابة قسم الكوارث اكثر من رائعة … حيث تم إعانة آلاف الأسر ..

عن مشاكلنا :

يواجه متطوعو الهلال الأحمر في حمص الكثير من المشاكل أثناء تأدية واجبهم الإنساني .. قمت بذكر بعضها سابقا , فبالإضافة للخطورة الكبيرة التي يوجهها هؤلاء المتطوعون من إطلاق نار واعتقالات والعمل بالرغم من القصف المتواصل , هناك أيضا ضعف الإمكانيات المتاحة .. فالمساعدات الموجودة لا تستطيع أن تغطي آلاف الأسر المتضررة .. لذلك اقتصرت استجابة الهلال الأحمر على النازحين فقط باعتبارهم أكبر المتضررين .. مما خلق نوعاً من الحساسية بين الناس والمنظمة .. فكل العائلات في حمص متضررة حتى لو لم تكن نازحة …

ومن المشاكل الأخرى هي عدم حماية شعار منظمة الهلال الأحمر الذي أصبح مشاعاً وذلك بسبب استخدامه من قبل كل المستشفيات والمراكز الصحية و المركبات التابعة لهم .. فأصبح الناس لا يميزون بين مركبة تابعة للهلال الأحمر ومركبة أخرى غير تابعة ولكن تضع نفس الشعار .. مما اضطرنا إلى وضع رايات بيضاء على كل مركبات الهلال الأحمر وكتبنا عليها وعلى كل أطراف المركبة ..( الهلال الأحمر العربي السوري ).. وذلك لكي يتم التمييز بين مركبات المنظمة وبين غيرها من المركبات …

وأيضا من مشاكلنا عدم المعرفة الكافية بالمبادئ التي نعمل على أساسها وبأخلاقنا , من قبل الناس , وذلك يعود لقلة حملات التوعية .. فالكثير من الناس يعتقدون بمعتقدات خاطئة حول هذه المنظمة … ويتهمونها باتهامات باطلة …

إننا كمتطوعون في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري … نعمل بمبادئه السبعة .. وأهمها في الوقت الحالي هو ( الحياد ) حيث نقوم بمساعدة جميع الأطراف دون استثناء … ونحن كمنظمة مستقلة .. لا نتبع لأحد ونعمل بشكل مستقل تماماً …

وبالنسبة للسلاح فنحن لا نسمح بوجود السلاح داخل السيارات التابعة لنا مهما كانت الظروف وكائناً من كان حاملها … ويدل على ذلك الشعار الموجود على مركباتنا ..( يُمنع وجود السلاح داخل المركبة )

هذه النقاط الجوهرية هي من أهم الأشياء التي تواجهنا يومياً أثناء احتكاكنا مع الناس .. وقد سردتها لكم بكل اختصار … فلو أردت الحديث عم يومياتنا وكل مشكلاتنا و الأشياء التي تواجهنا يومياً لما انتهيت أبداً ..

عائلتي :

متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري .. فرع حمص … هم إخوة بكل ما تحمله الكلمة من معنى … يعيشون سوياًُ ويأكلون سوياً وينامون سوياً … هم أسرة واحدة .. حزنهم واحد وفرحهم واحد .. يعملون بدون أي مقابل .. يعملون فقط من أجل الإنسانية .. وبالرغم من أن أكثر من نصف المتطوعين هم من المهجرين والنازحين من بيوتهم .. فمع ذلك يقومون بهذا العمل الإنساني الجبار .. دون تذمر وبكل حب …

فساعدونا لإنجاز هذا العمل الإنساني ….

التوقيع : متطوع في الهلال الأحمر العربي السوري .. فرع حمص ..

ب . ف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى