صفحات الناس

مقتل رسام كاريكاتير سوري تحت التعذيب –مجموعة مقالات-

 

فنانون وكُتّاب سوريون هزّوا عرش نظام الأسد/ اسطنبول ــ محمد أمين

لم يفاجأ السوريون بنبأ مقتل الفنان أكرم رسلان تحت التعذيب في أقبية أجهزة أمن نظام بشار الأسد. فقد تجاوز هذا النظام كل المحرمات الإنسانية، وأوغل في دمائهم، حيث قتل واعتقل وشرد الملايين منهم، لذا لم يعد مستغرباً على هذا النظام وأجهزته القيام بأي عمل إجرامي وحشي.

سبق رسلان عددٌ من الفنانين إلى الموت من فرط التعذيب خلال أربع سنوات من الثورة. كما سبقه أدباء وكُتّاب ومثقفون معروفون قتلهم أو اعتقلهم النظام بسبب انحيازهم للثورة، وإعلانهم التأييد لها.

في الخامس والعشرين من شهر أغسطس/ آب 2011، عام الثورة الأول، وجّه الأسد رسالة واضحة للفنانين السوريين من خلال تكسير أصابع الفنان السوري العالمي علي فرزات الذي أعلن موقفاً منحازاً للثورة. فرزات الذي يحتفي به العالم في حله وترحاله لم يسلم من نظام الأسد، ولم تشكّل عالمية الرجل حصانة له، فقد كان بشار الأسد يريد أن يوحي للعالم أن ما يجري في سورية إرهاب وليس ثورة، ووجود الفنانين فيها يفسد عليه مخططه.

أقدم نظام الأسد على قتل فنانين وإعلاميين وكُتّاب سوريين بدم بارد، حيث اقتلع حنجرة فنان الثورة في حماة ابراهيم القاشوش في مشهد ترسّخ بذاكرة سورية، كما قُتل النحات وائل قسطون تحت التعذيب، وقتل المخرج السينمائي تامر العوّام في 9 سبتمبر/أيلول 2012، كما اغتال النظام المخرج السينمائي بسام محيي الدين حسين في جديدة عرطوز، وقبله قتل المخرج السينمائي باسل شحادة بقذيفة هاون في حمص.

وأكدت مصادر متعددة أن الفنان خالد تاجا لم يحتمل التعذيب في مطار المزة العسكري غرب دمشق فقضى هناك، كما لقي الكاتب والأديب محمد رشيد رويلي حتفه تحت التعذيب في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 بمدينة دير الزور. وأعدمت أجهزة النظام في المدينة نفسها الكاتب ابراهيم خريط وولديه ميدانياً، بسبب استنكاره جرائم النظام. كما قامت أجهزة النظام بتصفية الصحفي مصعب العودة الله في منزله بدمشق.

وغيّب النظام عدداً من فناني وكُتّاب سورية في سجونه بحيث لم يعد مصيرهم معلوماً، منهم الفنان المسرحي المعروف والاستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية زكي كورديلو وابنه (مهيار)، كانا قد اعتقلا في شهر أغسطس/ آب 2012، كما اعتُقل في بداية العام نفسه الكاتب الدرامي المعروف عدنان زراعي، وتعرّض لتعذيب شديد وفق شهادة معتقلين كانوا معه.

وحكم نظام الأسد مؤخراً على الفنانة سمر كوكش بالسجن مدة خمس سنوات بتهمة “تمويل الإرهاب”، بعد اعتقالها دون محاكمة لمدة سنة. وكان أفرج عن الفنانة ليلى عوض بعد عدة أشهر من الاعتقال.

اعتقالات النظام تعددت في العام الاول من الثورة تحديداً، لوحق خلالها عدد من الفنانين والكتاب أبرزهم: محمد آل رشي، مي سكاف، جلال الطويل، محمد أوسو، والكاتب الدرامي المعروف فؤاد حميرة، وسواهم.

وغادر عدد كبير من الفنانين سورية بعد تلقيهم تهديدات بالقتل أو الاعتقال، ومنهم: جمال سليمان، سامر المصري، يارا صبري، عبد الحكيم قطيفان، المخرج هيثم حقي، فارس الحلو، كندة علوش، مكسيم خليل، جهاد عبدو وسواهم. . لم يكن سلاح الفنانين والكتاب والمثقفين السوريين الذين قتلوا، أو اعتقلوا أو أجبروا على ترك بلادهم، إلا الريشة والقلم والكلمة، وقد هزوا بها عرش نظام الأسد.

العربي الجديد

 

 

 

مقتل رسام كاريكاتير سوري تحت التعذيب/ حماة ــ أمين محمد

أكد نشطاء سوريون نبأ مقتل الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير أكرم رسلان (41 عاماً) تحت التعذيب في سجون نظام الأسد.

وكان رسلان اعتُقل من مكان عمله في جريدة الجماهير التي تصدر في مدينة حماة (وسط سورية) بتاريخ 2012-10-2. ونقلت مصادر إعلامية معارضة عن أحد المعتقلين المفرج عنهم حديثاً أن رسلان قتل قبل عامين ونصف تحت التعذيب، بعد تدهور حالته الصحية ونقله إلى أحد المشافي، قبل أن يقضي فيه. وعُرف رسلان المولود في بلدة صوران في محافظة حماة بمعارضته لنظام الأسد، وانحاز إلى الثورة منذ أيامها الأولى، موظفاً فنه لخدمتها.

رسم رسلان أكثر من 300 صورة كاريكاتيرية منتقدة للنظام، وتعامله الدموي مع السوريين في عدة مواقع وصحف عربية، ورفض الخروج من بلاده حتى اعتقل من قبل أجهزة النظام الأمنية.

وحرصت أجهزة النظام الأمنية منذ بدايات الثورة السورية، على إبعاد وتحييد المبدعين السوريين عنها من خلال الترهيب والترغيب، كي توحي للرأي العام العالمي أن للحراك الثوري السوري أبعاداً متطرفة، وأنه ليس حراكاً مدنياً سلمياً يسعى للتغيير، فقامت بتكسير أصابع الفنان العالمي علي فرزات في العام الأول للثورة، موجهة بذلك رسالتها إلى الفنانين السوريين كي يبقوا على الحياد، ولكنّ أكرم رسلان وعدداً كبيراً من الفنانين اختاروا الانحياز إلى ثورة الشعب، متحدين أجهزة القمع التي لم تتوان عن اعتقالهم، وقتلهم تحت التعذيب.

العربي الجديد

 

 

الأسد أحرق البلد.. وقتل أكرم رسلان/ وليد بركسية

مقتل رسام الكاريكاتير السوري أكرم رسلان، تحت التعذيب الوحشي في معتقلات النظام، يكشف تفنّن نظام الأسد في الانتقام من معارضيه. عداء “البعث” مع رسامي الكاريكاتير، يتجلى اليوم أكثر من أي وقت مضى. يعيد الى الاذهان اصابع رسام الكاريكاتير علي فرزات العام 2011، واقتلاع حنجرة مغني الثورة ابراهيم القاشوش ورمي جثته في نهر العاصي في العام الأول من الثورة السورية.

يمكننا تخيل العذابات التي عاناها رسلان قبل وفاته المريرة في المعتقل. الضرب المبرح وتكسير الأصابع واستخدام الأساليب العنيفة من تقييد وكهرباء، والحرق بسبب لوحته التي كانت سبب اعتقاله والتي سخر فيها من مقولة “الأسد أو نحرق البلد”. لا بدّ أن السجان الأسدي تلذذ بتكرار هذه الجملة المقيتة وهو يكوي الأصابع المهمشة بالنار أو يطفئ الأعين التي تلتقط تفاصيل الأشياء بصرياً بأعقاب السجائر، فيما العجز يقتل صاحبه المرهف من الدفاع عن نفسه حتى الموت.

جريمة قتل رسلان، ومن قبله تكسير أصابع فرزات، تعيد الى الاذهان تفاصيل فيلم “الهروب من ألكاتراز” الشهير للممثل كلينت إيستوود. من السخيف والمخيف في آن واحد أن يستقي النظام السوري أساليب تعذيبه الوحشية من فيلم سينمائي، حتى لو كان ذلك الفيلم مستقى من أحداث حقيقية في الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي. ففي الفيلم حادثة تعذيب مماثلة بحق رسام كاريكاتير أميركي.

عدائية النظام السوري لرسامي الكاريكاتير واضحة منذ الأيام الأولى للثورة. اعتُقل عدد منهم وهرب العشرات خارج البلاد، وهي عدائية يمكن إرجاعها للهشاشة الداخلية لهذا النظام والتي يخشى تصدعها خاصة وأن رسوم الكاريكاتير الساخرة تبلغ ذروة تأثيرها عندما تلامس القضايا السياسية، إذ تعمل على تكسير الهالة المقدسة التي يحيط بها النظام نفسه ككيان غير قابل للمساس أو التغيير، وهو سبب مشترك مع كافة الأنظمة الديكتاتورية في العالم وعبر التاريخ.

رسلان كان ملهماً لعدد كبير من رسامي الكاريكاتير في سوريا. فهو أحد أشهر الأسماء التي تحلّت بالشجاعة لقول الحقيقة من الداخل السوري وبصوت عال. ويعتبر مقتله خسارة حقيقية للفن والصحافة والثقافة في البلاد، وما كانت هذه الخسارة لتحصل لولا الإقصائية التي يتحلى بها النظام السوري وتفننه في إلغاء الأصوات المعارضة وتكريس الأبواق المهللة له ولرموزه فقط.

“أكرم رسلان، فنان كان في المكان المناسب والوقت المناسب، وقال ورسم بضميره الحي، ولهذا اعتقلوه ولهذا قتلوه. هي الحياة السورية الآن: الحياة التي تصر على التهام كل شيء من ذاكرتنا”، هكذا عبّر رسام الكاريكاتير السوري الزميل في “المدن” هاني عباس.

ويضيف عباس: “عرفت الشهيد أكرم رسلان بداية العام 2000 من خلال رسومه في الصحف، ولأنه لم يكن من ساكني دمشق فلم ألتق به سوى مرتين اثنتين في زياراته لدمشق  وعملنا معاً في فترة لاحقة في إحدى الصحف السورية وبعدها حتى يوم اعتقاله كنا ننشر معاً  رفقة رسامين سوريين آخرين  في موقع الجزيرة نت”.

القوة في رسوم رسلان وجرأته في تناول المواضيع، لم تكن تعكس شخصيته الهادئة ودماثة أخلاقه، فهو، بحسب عباس، شخص يمر في أيامك بهدوء، لتكتشف عند اندلاع الثورة في سوريا أنه لم يكن حدثاً عابراً، وأن هذه الثورة ستكشف معادن الكثير ممن عرفناهم.

أكرم كان أول فرسان الكاريكاتير في الثورة السورية، فمنذ البداية، يرسم أفكاره ويعرض وجهة نظره بحرية لافتة وبنبرة مواجهة عالية. معدن هذا السوري الأصيل ابن حماة لم يكن ليتغير على مدى سنتي الثورة التي عاصرها منذ البداية وحتى لحظة اعتقاله بل كان يزداد تمسكاً بحرية الشعب ومواجهة القتلة  يوماً بعد يوم.

يختم عباس: “عندما بدأت دبابات النظام تحيط بمدينة حماة وتحاصرها كانت رسوم أكرم تخترق هذه الدبابات لتصل الى كل العالم، العالم الذي صمت عن كل هذا الموت وصمت على اعتقال أكرم وغيره الآلاف من خيرة أبناء سوريا وقتلهم وتهجير من تبقى منهم”.

وكانت أجهزة الأمن السورية اعتقلت رسلان من مقر عمله في صحيفة الفداء الرسمية في مدينة حماة وسط البلاد، في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2012، وتم نقله إلى فرع المعلومات التابع لشعبة المخابرات العامة في العاصمة دمشق، حيث فارق الحياة. علماً أنه اشتهر بعد الثورة السورية بإنجازه أكثر من 300 لوحة ساخرة أعلن فيها بصراحة وشجاعة انحيازه التام للثورة السورية وتطلعات الشعب السوري بالحرية والديموقراطية، ونشرها عبر صحف ومواقع عربية مثل “الجزيرة نت” إضافة لمدونته الشخصية، وكانت اللوحة التي سخر فيها من مقولة الأسد أو نحرق البلد هي السبب الأساسي في اعتقاله.

 

 

مقتل فنان سوري تحت التعذيب  

أمين الفراتي-دمشق

أكدت مصادر إعلامية معارضة مقتل الفنان التشكيلي السوري أكرم رسلان تحت التعذيب في سجون نظام الأسد، ونقلت الأحد الماضي عن معتقل مفرج عنه تأكيده أن رسلان (42 عاماً) قتل قبل عامين ونصف تحت التعذيب، فقد تدهورت حالته الصحية ونقل إلى أحد المشافي حيث قضى فيه.

وكان رسلان قد اعتقل من مكان عمله في جريدة “الفداء” الصادرة بمدينة حماة السورية (وسط البلاد) يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2012 من قبل أجهزة النظام السوري الأمنية، نتيجة موقفه المؤيد للثورة حيث انحاز إليها منذ أيامها الأولى فرسم أكثر من 300 لوحة كاريكاتيرية تعبّر عن أهدافها، وتنتقد وتفضح ما يقوم به النظام من ممارسات قمعية بحق السوريين.

صعق نبأ مقتله الأوساط الثورية السورية فقد كان أصدق رسامي الكاريكاتير وحملة الريشة والقلم في سوريا.. كتب صباح الخير يا درعا على لوحة تمثل الموت والدمار على يد عسكر بشار الأسد، وكان الفنان وقتها على رأس عمله، كما يقول رئيس لجنة الشفافية في رابطة الصحفيين السوريين علي عيد للجزيرة نت.

ويضيف عيد الذي كان أحد أصدقاء الفقيد المقربين “كان الجميع يتحدثون، وأكرم كان صامتاً، ثم تبين أن الجميع صامتون وأكرم هو الذي يصرخ.. عاش نقيا ووطنيا، كان فناناً حقيقياً، أوجع النظام.. فجاء الانتقام فاجعا على يد آلة التوحش”.

جرأة الطرح

تناول الفنان أكرم رسلان في رسوماته رئيس النظام بشار الأسد، حيث كان يتميز بجرأة الطرح عمن سواه من الفنانين في تناوله للأحداث التي كانت تجري في بلاده، وهذا ما أدى إلى اعتقاله وتعذيبه حتى الموت في أقبية أجهزة النظام التي سبق لها أن كسرت أصابع الفنان السوري العالمي علي فرزات في الشهور الأولى من الثورة، كما قتلت واعتقلت عددا من الفنانين السوريين الذين انحازوا إلى مطالب الشعب بالتغيير.

ونال رسلان -وهو في المعتقل- جائزة الشبكة الدولية لحقوق رسامي الكاريكاتير (كرني) لعام 2013، وقال رئيس الشبكة في حينه “كرني يعطي أكرم رسلان جائزة الشجاعة السنوية في الرسوم الكاريكاتيرية تقديراً لشجاعة استثنائية له في مواجهة قوى العنف عبر رسومه.. لقد حاول قول الحقيقة فقط”.

يقول الفنان السوري علي حمرة -وهو أحد أصدقاء الفقيد- للجزيرة نت إن “أكرم رسلان كان صادقاً خلوقاً، يمتاز بطيبة قلب نادرة.. أمضينا معا مرحلة الدراسة والخدمة الزامية والعمل في صحيفة تشرين السورية.. يرسم بصدق وعفوية مميزة وصافية.. كان جريئا في السنة الأولى من الثورة، واعتقل بسبب رسمه لبشار الأسد، ودفع حياته ثمنا لحريتنا”.

وقد نعى تجمع التشكيليين السوريين المستقل الفنان رسلان مشيراً إلى أنه كان من أكثر فناني الكاريكاتير في سوريا شجاعة، إذ امتازت أعماله بمباشرة كبيرة في معارضة النظام ورأس الحكم فيه.

كما نعته رابطة الصحفيين السوريين وقالت “اشتهرت رسوماته الساخرة بالنقد المباشر للنظام السوري، وجسدت لوحاته واقع القمع الذي مارسه ويمارسه النظام حتى اللحظة”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى