صفحات سورية

ملحمة الخبز…………..


إنه عصر الصورة..الذي يزيد الالم ألماً ويرشّ ملحاً على جراح الرّوح…

أكان ينبغي أن نرى هذه الملحمة ..فجةً .. قاسيةً.. ملحمة الرغيف المغمّس بالدّم؟؟؟؟؟

يا حزمة الخبز المرّ.. تشربين دمه على مهل، تشعرين ببرودة ساعده الذي احتضنك.. هل تدرينَ ما فعلتِ بنا؟؟

..ربما..كان صابراً ينتظرُ مُهلاً يجودُ بها العهر السياسي، ويغالبُ احساسه بالخورِ والجوع حتى يخرج من مخبئه..يعلسطوة َرائحتك ، وكم تبعث هذه الرائحة في فضاء الروح الاحساس بالأمان  والسكينة حين تخرج من

فوهةِ الجحيم،تماماً كرائحة امرأة خرجت لتوها من حمّامها شهية تعدُ بالحياة.. فقط الحياة..

 ربّما كابرَ وصبرَ وخنقَ رغبته لتلك الرائحة..التى استحالت رائحة موت يصم جباهنا بالعار!! ولكن ندائك كان أقوى..

ربّما رأى في عينيّ ولده نداءً خفياً أحسّهُ .. الولد يكابر أيضاً، لكن أباه أدرك توقَ ابنه لرغيف  شهي يطفئ حزن عينيه ..

 …ربما قال ابنه : بلاها ربطة الخبز بابا.. في شبيحة كتير برّا

هل كان يدري أنه سيضاهي أكبر العشاق، بأن ينسى احتمالَ أن تكون رائحةُ الرصاص أقرب من رائحتك؟؟

نسيَ أنه قيل يوماً في بلاد الطغاة : أنت أيها الرغيف..لكم تخيف..

 ..!!كم كان يشعر بزهو الانتصار حين حازكِ،حضنك وضمّك الى صدره، يترقب الوان الفرح الموعود في عيني ولده

 إنه الحبّ، هل أنصتّ الى خفقات قلبه إذ تسكينين ذراعيه؟؟… ألم يقل محمود درويش في وصف الحب

…..أحبّكِ حبَّ القوافل واحةَ عشبٍ وماء… وحبّ الفقيرِ الرغيف.

 عاشقكِ المتيّمُ الآن.. يغفو الى الابد،يرمي خلفه حياته وحلم الحرية و سحرَ ابتسامة ابنه المنتظر على عتبة الباب..

هل تدركين الآن مدى طغيانك وسطوتك؟؟ هل تدركين أنَّ صفحتكِ الناعمة أحدّ من حدّ السيف؟؟؟

 يا أخي السوريّ المقهور….  كم أشعر بالعار والخجل والاختناق أمام جسدك السابح في دمه؟؟

….كم أشعر بالحقد على كل الساسةِ  وهواة القرابين،.. على كل من يقايض دمك وأحلامك  برصيده السياسي

يا أخي السوري المذبوح….. ماذا سنتفع كل المراثي والأغاني والمقالات أمام صورتك التي تخبر كل شئ..وتختصر كل شئ!!

 وأنت يا ابن العتمة والبغاء، سليل الموت والعدم…. أيها القناص المترقب .. هل اختبرتَ موهبتك الآن؟؟ أ

أما كان بإمكانك تأجيل اختبار قدرتك الفذّة على القنص لدقائق..فقط لدقائق؟؟؟

…هل تحسُّ بحرقة الدمع في عيني منتظريه؟؟؟ هل ترى لهيب الحقد والغضب في قلوب منتظريه؟؟؟

في بلدي الموسوم بالقهر والدمع والقمع التعذيب… يغدو للرغيف حدّ سيف.. وطعمُ دمع.. ورائحةُ دم

ديك الجن الحمصي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى