صفحات العالم

“مناع” النظام..


أيمن جزيني

هيثم مناع حسن التسمية، بتصحيف قليل يصبح اسمه ممانعا. من تحت عباءة المعارضة يمدح النظام. لكن السيد مناع لم يحصل على ما يريده ولن يحصل على ما يبدو.

الرئيس الأسد حسم الأمر جملة وتفصيلا. وسيقاتل حتى نهاية سوريا برمتها. ما كان معروضا على سوريا كان يسمح للسيد مناع في أن يؤدي دورا سياسيا متميزا. الرئيس الأسد نفسه خيب ظن المعارض المقيم في باريس. لم يبق الرئيس السوري للصلح مطرحا، ليس ثمة معارضة في سوريا بحسب تعريفه للمعارضة، إذ إن كل من انتفض ضده هو إرهابي، والمعارضة التي يريد إشراكها في الحكم بعد لأي وطول جهد هي المعارضة التي تستفيق صباحا وتعلن: أنا معارضة، ثم تضيف لكن المؤامرات على سوريا التي لا تتوقف توجب على السوريين الوقوف صفا واحدا مع النظام. وتوجب على ما يعلن وزير الداخلية السوري الضرب بيد من حديد.

وزير الداخلية السوري لم يعلن هوية الانتحاري الذي قام بتفجير دمشق بعد، لكنه سيضرب بيد من حديد. والرئيس السوري يعلن أن ثمة إرهابًا يضرب بلاده. لسنوات، كان يطالب بإعادة تعريف الإرهاب، هو ونظيره الفقيه السيد أحمدي نجاد، ليتسنى لهما تحييد القاعدة وإخراجها من اللائحة، يوم كانت القاعدة تخدم سياسات النظام السوري.

اليوم الرئيس السوري يرى الإرهاب كما تراه الولايات المتحدة بالضبط، له اسم وجسم: إنه القاعدة. القاعدة نفسها التي ساهمت، بحسب الرئيس السوري نفسه، في هزيمة أميركا في العراق، باتت اليوم إرهابا. أما ما الذي جرى لتتحول القاعدة هذه التحولات على نحو مفاجئ، فتفسيره معقول ومفهوم. ذلك أن القاعدة كما نعرف ولدت من رحم الدعم الأميركي للمجاهدين في أفغانستان ثم انقلبت على أميركا واعتبرتها العدو الأول، وليس غريبا أن تنقلب اليوم على سوريا.

الرئيس السوري يدعو إلى حرب لن تنتهي. وعليه يجدر بالسيد مناع الانتظار زمنا طويلا ليتسنى له أن يؤدي دورا. إنما لا بأس، فلنستبشر بتعريفات الرئيس السوري خيرا: تنتهي الأزمة حين ننتصر على الأزمة. جملة تبدو كما لو أنها لغو خالص، لكن الرئيس السوري يعنيها فعلا. تنتهي الأزمة حين يتمكن النظام السوري من سحق المعارضة سحقا باتا لا رجعة فيه، وهو يذكر بسياسة والده الرئيس الراحل حافظ الأسد ليقول إن قمع والده للمعارضة في الثمانينات طال أكثر من ست سنوات. وعلى السوريين، الموالين قبل المعارضين أن ينتظروا خمس أو ست سنوات ليتسنى للنظام الانتصار على الأزمة. في الأثناء، لا يبشر رئيس البلاد والعباد بلاده وعباده إلا باستمرار الخراب. أما معارضة السيد مناع التي حسبت لوهلة أن الطريق بات معبدا أمامها للوصول إلى مناصب وزارية في حكومة “وحدة وطنية” فذهبت آمالها العريضة أدراج الرياح.

لبنان الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى