صفحات العالم

من الدكتور بشار الاسد الى الجلاد بشار الشبيحه

 


رزاق عبود

الوضع في سوريا يزداد سوءا، سواء بالنسبة للمتظاهرين، والمحتجين والمعارضين، والمطالبين بالاصلاح والتغيير، اوللنظام، الذي جرب كل اساليبه القمعية، والقى بكل اجهزته الامنية، وقواته العسكرية ليس لتحرير الجولان، او استعادة لواء الاسكندرونه، بل لمحاربة الشعب الاعزل، وقمع المظاهرات السلمية، وخطف الاطفال الابرياء، واغتصاب النساء، وتعذيب السجناء، والمعتقلين. القائمة تطول، لكن الاسوء، باعتقادي، هو التواطئ الدولي عما يتعرض له الشعب السوري الرافض للديكتاتورية. فخطابات الاسد، ووعوده، واتصالاته السرية، ودعم روسيا، والصين له، ومنحه المهلة تلو الاخرى زاد من عذابات الشعب، ومعاناته. ان منح الاسد مدة اسبوع من قبل رئيس الوزراء التركي. ثم مجلس وزراء الاتحاد الاوربي في اليوم الثاني، وتصريحات هيلاري كلنتون بنفاذ الصبر يفضح الاتصالات السرية مع امريكا، واوربا، ووعود بشار، وعساكره بالقضاء على “المؤامرة” الديمقراطية في سوريا. لقد انتظر الشعب السوري احد عشر عاما، ان يقوم بشار بالاصلاح، والانفتاح، ومل الانتظار، والوعود، فالابن لا يختلف عن ابيه. وهو ليس اكثر من لعبة بيد الحرس القديم، وان ظن نفسه رئيسا. لقد اختار بشار ان يحارب شعبه، واختار الشعب ان يسقط كل النظام، ولن يرضى بتغيير شكلي للوجوه، او ترقيعات اصلاحية. قادة النظام ارتكبوا، ويرتكبون يوميا جرائم ضد الانسانية، ويجب ان يحاسبوا عليها!

من استمع الى خطاب بشار الاسد الجديد يصاب بالغثيان فقد تجاوز القذافي الذي وصف شعبه بالجرذان، الى وصف الجماهير السورية بالجراثيم. ومن اسخف ما ذكره، ان هناك 64 الف مسلح بين المتظاهرين. كيف يا ترى؟ ومن سلحهم؟ ولماذا تهتف الجماهير سلمية؟ كيف تسرب السلاح لهم في وقت تقول منظمات حقوق الانسان الدولية انه يوجد في سوريا 65 الف رجل امن سوري؟ أي انهم، مع ذلك، يزيدون على المسلحين المزعومين بالف، ناهيك عن الجيش، وعصابات النظام. ويعني هذا ايضا انه يوجد 135 رجل امن لكل 250 مواطن سوري. وهو رقم تجاوز كل الانظمة القمعية في التاريخ. ولعله يفسر “صمت” الشعب السوري كل هذه المدة الطويلة من القهر! ان هذا قد يعني، ان الالوف من رجال الامن المغلوبين على امرهم انظموا للجماهير الشعبية. تعبوا من مراقبة، ومحاسبة، وقتل، وترويع، واختطاف، وتضييع الناس في الاقبية السرية لابشع جهاز امني في المنطقة.

بشارالاسد، ربما، ويا لسخرية القدر، استعار عبارة بريخت الشهيرة: “ويل للشعب الذي يبحث عن منقذ”. بتحويلها الى واقع رهيب، يهددهم بالويل، والثبور، ويستعير من رصيد القمع الاسلامي في العراق، وايران ومعاقبتهم بقسوة لان الشعب رفع شعاره المدوي: “الشعب يريد اسقاط النظام”! وردا على مظاهرات المرتزقة، والبلطجية، والشبيحة رفع الشعب لافتات، وصرخ باعلى صوته: “ما بنحبك يا بشار”! ظن هذا الطفل المدلل المولع بتوجيه النصائح، ان الشعب يحبه و”يموت فيه”، كما ظن قبله صدام حسين، والقذافي، وحسني مبارك، وعلي عبدالله طالح. ان الشعوب لا تحب جلاديها، حتى لو حملوا لقب دكتور! فرانكشتاين كان دكتورا، وملادوفيج “جلاد البوسنه” كان دكتورا، ورئيسا لصرب البوسنة. الكثير ممن احرقوا الناس، ونشروا الرعب النازي في اوربا، والعالم كانوا اطباء. وبشار الاسد ليس استثناءا! لكل جلاد ايضا طبيبه الخاص، مرغما، او راضيا يطيل بعمر الجلادين مثل اطباء فرانكو، وستالين، وموسوليني، وهتلر. مع احترامنا لكل الاطباء الشرفاء.

الدكتور بشار الاسد هورئيس سوريا، ورئيس الجيش، ورئيس المخابرات، والجبهة الوطنية، وحزب البعث القائد، ورئيس اجهزة الامن القمعية. كل السلطات متمركزة في يديه. لم يعالج هذا السرطان، الذي يسمى تمركز السلطة، ولا مرض الديكتاتورية، ولا علة القمع، ولا وباء السجون والمعتقلات، ولا داء الفساد، ولا جذام البطالة، ولا انتشار عدوى الطائفية، ولا فقر دم الحرية. فهو القائد الاول للدولة التي فيها كل هذه الامراض، بما فيها وباء عسكرة المجتمع، وتضليل الاعلام، فنصف القيادة القطرية من الجيش. فعن أي جراثيم يتحدث هذا الجرثومة البعثية، التي ابتلت بها سوريا، والامة العربية، والشرق الاوسط. ان اكبر الجراثيم واخطرها هم بشار، وماهر الاسد، ورامي مخلوف. ثلاثي الفساد، والقتل، والترويع. الدكتور بشار الاسد يضحك على نفسه، ام يضحك على العالم؟ فكل دباباته، ومدرعاته، وجرائمه بحق الشعب السوري المناضل تجعله اكبر ورم خبيث في الجسد السوري يجب استأصاله باسرع وقت لتعود للجسد السوري عافيته، وصحته، ورونقه. وهو جدير بكل هذا بعد كل هذه التضحيات الغالية!

الحوار المتمدن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى