صفحات العالم

من عيلة سبع نجوم الى معارضة سورية سبع نجوم

 


صالح أسعد

منذ حوالي عشر سنوات قدمت الدراما السورية مسلسل »عائلة خمس نجوم« التي تطورت الى عائلة سبع نجوم بعد ان هبطت عليها الملايين بقدرة قادر وبتركيبة المؤلف والمخرج لاستمرار المسلسل, والمتابع للتلفزيونات العربية ونشرات اخبارها وبرامجها السياسية وضيوفهم عبر الاقمار الصناعية يعتقد ان العالم العربي يعيش في رفاهية مطلقة لان هؤلاء المعارضين الذين يطلون عبر الشاشات وقد ارتدوا ارقى ماركات الازياء يجعلون المشاهد يسأل من اين جاءوا بثمن هذا اذا كانوا هم بالاساس لاجئين انسانيين او سياسيين يعيشون على معونات محدودة, لكن ما يظهر على الشاشة عكس هذا تماما وان كان بعضهم له منصب عالمي بسبب خلفيته العلمية وموقفه السياسي وهذا لا يمنع وجود معارضين وطنيين ومخلصين ومستعدين للتضحية في سبيل بلادهم.

احد المعارضين السوريين تحدث من جنيف عبر احدى الفضائيات وكانت اولى الملاحظات ان لغته العربية مكسرة وضعيفة مع انه عربي وليس كرديا وهذا يعني انه بعيد كل البعد عن الاوضاع والثورات لان هناك مسافة بين جنيف ودمشق وطبعا استرسل في الحديث عن حقوق الانسان وما شابه ذلك والاخبار التي ترد على الانترنت والتي لها ما لها وما عليها, وهذا امر كلنا نقره باننا مع الثورة على الظلم ونطالب بالتغيير والاصلاح والديمقراطية وعدم حكم الفرد او المجموعة وان الوطن للجميع وليس لعائلة او مجموعة او طائفة وان مبدأ ضرب الثورات السلمية الوطنية مرفوض تماما, واننا لا نؤيد اي نظام يقوم يسحق شعبه للحفاظ على الكرسي, بل مع المحافظة على وحدة اي بلد, في ظل المؤامرة التي يتعرض لها وطننا العربي لايجاد شرق اوسط جديد خطط له منذ فترة وتحاول القوى الاستعمارية استغلال نبل وصدق ونزاهة الثورات العربية لتلتف عليها وتحقق اهدافها, لكن الشعوب في مصر وتونس كانت اقوى واسرع من هذه المخططات لذلك وجدنا هذه القوة تتحرك بعد ذلك الا انها ستفشل بفضل الوعي العربي.. وحكاية الجاسوس الاسرائيلي في مصر خير دليل على ذلك.

اما بالنسبة لمعارضي السبع نجوم والذين كانوا قبل سنوات خمس نجوما لانهم لم يكونوا يطلون على الشاشات ولم تكن لهم اي حركة الا قليلا, وكانت مهمتهم بعض التصريحات عبر الفضائيات تجاه الدول العربية ولم نر احدا منهم يتحدث عن العدوان الاسرائيلي طوال التاريخ, وهذا اتضح في ليبيا حيث اثبتت الاحداث انه لا علاقة لمعارضة الخارج المتواجدة في واشنطن ولندن وباريس وجنيف ونيس وكان بالثورة الليبية بالداخل وان كانت الولايات المتحدة وحلف الناتو يحاولان الان صنع الخلطة بين الطرفين مع انهما حاولا جمعهما في الدوحة للتقارب والتحالف فمن هم بالداخل يخشون ان تتكرر التجربة العراقية بدخول من عاشوا في اوروبا وامريكا واحتلالهم للمناصب ثم نهبهم للثورات وتهريب الاموال بعد ذلك للخارج والعودة الى حيث كانوا يعيشون حياة فنادق السبع نجوم اضف الى ذلك ان عائلات هؤلاء غير مستعدين للعودة للعالم العربي حتى لا تتغير ملابسهم ويتغير نظام حياتهم وبالتالي فان هؤلاء الثوار والمعارضين سيديرون الامور عبر الفيسبوك والانترنت

العرب اليوم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى