صفحات سورية

من قال إن تغيير النظام السوري صعب؟


مجاهد مأمون ديرانية

ربما يتشبث النظام السوري بحكم سوريا لأنه يظن أننا لا نستطيع أن نجد له بديلاً، لكنه واهم، فإذا كان النموذج الذي قدّمه لنا نموذجاً ناجحاً وقادراً على حكم البلاد فإننا نستطيع استبداله بسهولة، فكل ما نحتاج إليه هو:

(1) شخص واحد لمنصب الرئيس:

الصفات المطلوبة: القدرة على إصدار أوامر لقواته الأمنية بإطلاق الرصاص الحي على الأبرياء ثم الادعاء كذباً بأنه لم يفعل، على أن يمتلك موهبة هز الرأس راضياً لعواصف التصفيق، والضحك بصورة مقززة -مع ظهور أنيابه لآلات التصوير- وهو يعلّق على أحداث قُتل فيها مئات المواطنين. ليست هذه الشخصية من النوع الشائع، لكن لا بد أن نعثر على عدد من الأشخاص الذين يتمتعون بتلك المواهب الفذة لنختار الأصلح من بينهم.

(2) شخص واحد لمنصب مساعد الرئيس ويده اليمنى في الإرهاب:

الصفات المطلوبة: متحجر القلب (أو لا يملك قلباً أصلاً)، يستطيع أن يقتل الناس بلا تردد وأن يقوم بتشطير أجسادهم وبتر أعضائهم، ثم يقف مسترخياً لالتقاط صور لهم ليحفظها في ألبوم ذكرياته. ليس سهلاً العثور على شخص بهذا القدر من السادية، لكن المهمة ليست مستحيلة ولا بد أن ننجح في تدبير شخص واحد على الأقل بالمواصفات المطلوبة.

(3) بضع عشرات من الرجال والنساء لتكوين مجلس شعب:

الصفات المطلوبة: العجز الكامل عن التفكير والمهارة المطلقة في التصفيق وامتلاك حناجر قوية للهتاف والتهليل. هذه المواصفات ليست إعجازية ويمكننا بسهولة تدبر طاقم جديد ليحل محل المجلس القديم، بل يمكننا العثور على عشرة أمثال العدد المطلوب بفضل العهد الأسدي الميمون الذي نجح في إنتاج أعداد هائلة من العاهات البشرية.

(4) عشرون رجلاً لمناصب مجلس وزراء:

الصفات المطلوبة: عجز كامل عن التفكير (كالمجموعة السابقة تماماً)، مهارة هز الرأس مع البكم الطوعي، وأهم الصفات المطلوبة في هؤلاء هي القدرة على محاكاة الجو المدرسي حينما كانوا تلاميذ في الابتدائية ويقومون بنسخ “الوظائف” التي يمليها عليهم المعلمون والمعلمات لحلها في البيوت. هذا الطلب أهون من سابقه، فما أكثر الكبار الذين ما زالوا يعيشون شخصيات الطفولة ولا يمانعون في تقمّصها من جديد.

(5) مجموعة من الرجال (العدد غير محدَّد) لمناصب صحفيين رسميين ومعلّقين إعلاميين:

الصفات المطلوبة: قدرة غير محدودة على الكذب، انعدام كامل للحياء، عدم امتلاك أي كرامة، ولا حتى ذرة واحدة منها، وبالمقابل امتلاك مهارات النفاق والتدجيل واللعب بالحقائق. لا أظن أنه سيصعب علينا العثور على دستة من هذا النوع من الرجال، فالمنافقون والمتسلقون موجودون في كل المجتمعات، بما فيها المجتمع السوري الذي تربى في أحضان البعث نصف قرن.

(6) عدة آلاف من القَتَلة والسفاحين لشغل وظائف عناصر أمن ومخابرات وشبّيحة:

هذه هي أهون المشكلات، فما علينا إلا البحث في السجون (سجون الجنايات بالطبع وليس السجون السياسية التي يُحبس فيها أشراف البلاد)، وببساطة بالغة نطلب من المجرمين الذين سنخرجهم من تلك السجون نزع ملابس السجن الملونة وارتداء ملابس الأمن والشبيحة السوداء.

أرأيتم كم هو سهل تغيير النظام السوري؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى