صفحات الناسلقمان ديركي

من وين نشتري ضمير؟/ لقمان ديركي

 

 

لن نعرف ما يجري في سوريا أيها السوري ولن نصدِّق ما ستروي. لا تحاول، مستحيل، مخنا سميك، وحاملين شمسية ضد الإنسانية، وضد زخات الضمير، بس لا يروح مخك يا سوري لبعيد، نحنا ما عم نحكي عن بلدة الضمير، عم نحكي عن شغلة تافهة كتير بالنسبة لنا إسمها الضمير. شغلة لا نملكها لأنها لا تباع، ونحنا ما بنعرف نملك شي بدون ما ندفع حقه، شايف أديشنا حقَّانيين؟!

على راسي أنت والدراما السورية، لولاها ما كنا تعلمنا سوري، صحيح نحنا مجتمع دولي، بس بنعرف نحكي بلهجتك، وهاد الشي لازم يسرَّك، الحكي بسرك، بشرفك مو أنت اللي ضربت كيمياوي على أهلك مشان نتدخل عسكرياً؟! إيدي على راسك، والله نحنا ما عنا ثقة فيكن أنتم السوريون، خايفين نظلم النظام. بصراحة خايفين، لأنكم وأنتو أسياد العارفين بهالموضوع بالذات أن الظلم حرام، بقى بتقبلوا وأنتو عاملين حالكم ثوار أنّو نظلم ناس من أبناء جلدتكم، يلعن جلدة حنفيّتكن، هههههه، حبّينا نطرِّي الأجواء معكم لأنكم مهضومين ودمكم خفيف، بس بصراحة أنتو اللي عم بتخربطونا، يعني معقولة تكتبوا نكت ومسخرات بعد كل شي صار فيكم؟!

مستحيل!! هذا دليل على أنو هالفيديوهات تبع المجازر وإطلاق النار عالمظاهرات كلها فبركات بفبركات، يعني معقولة بعد كل هالمآسي تقعدوا تنكتوا عالفيسبوك؟! أكيد كل شي عم بنشوفه تمثيل بتمثيل، أصلاً أنتو شعب شاطر بالتمثيل، مو قلنالكن أنّو من قفا الدراما السورية تعلمنا نحكي بلهجتكن، ومن قفا مظاهراتكن تعلمنا الهتافات، يحرق حريشكن شو أنكم بلاوي مصبَّرة، بالله بحياة الثورة تبعكم مو كلامنا صح؟ يعني هو اعتراف ما أكتر.. شقفة اعتراف.. مو مشان شي.. بس مشان ضميرنا اللي ما لقينا منه بالسوق، هو المسكين بزمانه ضاع، ما حدا ذاع عليه بالجامع، وأنتو قاعدين تطلعوا مظاهرات من الجوامع، كان لازم قبل ما تطلعوا مظاهرات تذيعوا عن ولد ضايع، اسمه ضمير البشرية. بس المشكلة أنكم ناس حشرية، بتحبوا تحطوا أصابيعكم بعيون الحكام ونحنا نيام. الأصول يا حبابين أنو أول الشي تفيقونا، وبس نفيق ونشرب النسكافيه بالحليب اطلعوا مظاهرات، مو تطلعوا ونحنا نايمين، فيقتونا من أربعتنا، وصرنا نشرب النسكافيه بالدم كرمالكن، العمى شو قاسيين.

على فكرة ما فيكن شخص بيفكر أوبيحس بالآخرين، أصلاً أنتو كلكن آخرين، ما حدا منكن سكان أصليين، أشكالكن مشكَّلة، وأقوالكن مأشكلة، وممثلينكن متل مالكن شايفين.. مساكين.. جوعانين.. بدهن أوضة وفطور وغدا وعشا خمس نجوم. على فكرة هلأ لقطنا معارضين من تبع النجمتين، قنوعين، أخي الطمع ضر ما نفع، والبرد قاتولي، والباب اللي بيجيك منه ريح سدُّه واستريح، وعصفور باليد أحسن من عشرة عالشجرة، وبلدك يا حبيب عشرة عالشجرة، بقى خلينا عاللي باليد، سوا ألا مو سوا لك أبن أخوي، آسفين. بس نسينا نقلك أنو بنعرف نحكي حلبي كمان. أمان يا ربي أمان.. من وين بدنا نشتري ضمير بهالزمان؟!

المدن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى