صفحات الناس

مواقع “الأخبار الكاذبة” تنقضّ على أوسكار “الخوذات البيض”

 

 

انضمت مجموعة من المواقع التي تقدم الأخبار الكاذبة “Fake News” إلى إعلام النظام السوري وحليفه الروسي، في مهاجمة فريق الدفاع المدني “الخوذات البيض” بعد فوز فيلم وثائقي أنتجته شبكة “نيتفليكس” العالمية يحكي قصة الفريق بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي قصير، الأحد.

أحد أبرز تلك المواقع هو “21st Century Wire” الذي يخصص تبويبة ضمنه بعنوان “الخوذات البيض” يقدم فيه معلومات مستقاة من إعلام النظام غالباً من أجل تشويه صورة “الخوذات البيض” وتقديمهم للمجتمع الغربي كمنظمة إرهابية تكفيرية تساعد جرحى المجموعات المسلحة من الإرهابيين وتتظاهر بالإنسانية أمام الكاميرات فقط!

وقدم الموقع، الاثنين، مجموعة من الأنباء ومقاطع الفيديو والصور متهماً “الخوذات البيض” بالكذب وبأن الأوسكار منحت للإرهاب. فيما نشرت الصحافية في الموقع فانيسا بيلي عبر صفحتها في “فايسبوك” مقطع فيديو من إعدادها يتحدث عن ارتباط “الخوذات البيض” بالجماعات المسلحة في سوريا، وهو مقطع مركب بشكل سيئ عبر دمج مقاطع من إنتاجات أخرى لوسائل إعلام موالية للنظام وأخرى مستقلة، غربية، تحدثت عن الفريق ودوره في سوريا، من أجل إظهار الفريق بصورة سلبية عبر اقتطاع كثير من القصص من سياقها وتقديم “حقائق بديلة” وهو المصطلح الذي يكثف الموقع من استخدامه عندما يتعلق الأمر بـ “الخوذات البيض”.

وكتبت بيلي في منشور منفصل، رسالة طويلة اتهمت فيها هوليوود بأنها تقف مع الإرهاب ومع الحرب ضد سوريا وبأنها فقدت بوصلتها الأخلاقية مع “احتفالها بالقتل الجماعي للشعب السوري” عبر تكريمها “لفيلم خيالي حول منقذين وهميين”، وبأن “هوليوود” عبر تكريمها للفيلم تقدم ترويجاً لقتل السوريين واغتصاب النساء وتعذيب الأطفال والاتجار بالبشر وللصهيونية العالمية والوهابية التكفيرية ولتحويل الشرق الأوسط إلى ركام وللأشخاص وبالحرب التي لا نهاية لها، حسب تعبيرها!

اللافت هنا أن “21st Century Wire” هو موقع مجهول الهوية  أنشئ العام 2009، ويعرف عن نفسه بأنه موقع يقدم الأخبار ويرفض ادعاءات العلم حول التغير المناخي، وتصنفه المواقع المتخصصة بأنه موقع “يقدم الأخبار الكاذبة”، وهي جملة يستخدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حديثه عن العالم الجديد. ومن المثير للاهتمام أن المواقع التي تقدم الأخبار الكاذبة تقدم نفس النوع من البروباغندا الروسية – الأسدية، ومن المثير أيضاً أن تلك المواقع تسخدم نفس المصطلحات التي يستخدمها ترامب أيضاً، في وقت تقول فيه تقارير غربية أن الكرملين يقف وراء موجة الأخبار الكاذبة التي أثرت على نتيجة الانتخابات الأميركية الأخيرة لصالح وز ترامب الذي تتهمه المعارضة في الولايات المتحدة بصلات سرية مع موسكو.

من جهتها قدمت قناة “روسيا اليوم” باللغة الانجليزية تقريراً دعائياً مطولاً أكثر رصانة من ناحية الكتابة، ربطت فيه بين “الخوذات البيض” والإرهاب، واستعانت بدورها برأي خبراء من موقع أن “21st Century Wire” وتقديمهم كخبراء مستقلين لدعم وجهة النظر الروسية في الموضوع.

واستخدمت قناة “الإخبارية السورية” الرسمية، عبارة مشينة هي “الإرهاب يحصل على جائزة الأوسكار” في تحريضها على الإنسانية في سوريا، مهاجمة فريق الدفاع المدني الشهير “الخوذات البيض” مرة جديدة متهمة إياه بالإرهاب وبأنه “حصل على الأوسكار لبراعة أعضائه في التمثيل أمام الكاميرات”، بموازاة هجوم مواز على أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة في هوليوود، وعلى القيم الغربية معتبرة فوز الفيلم كشف الحقيقة التي تقدمها الدعاية الغربية في حربها على سوريا، وذلك في مقابلة أجراها مدير قسم الإعلام الإلكتروني في القناة مضر ابراهيم مع قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين في اليمن.

والحال أن الهجوم على “الخوذات البيض” بهذه النوعية من الاتهامات، قديم، منذ تأسيس الفريق أواخر العام 2013، لكن إعلام النظام والإعلام الروسي الحليف له يحيون الاتهامات والصور نفسها ومقاطع الفيديو في كل مرة يتصدر اسم “الخوذات البيض” الصحف العالمية، من أجل تشويه صورة الفريق وإظهاره كمنظمة إرهابية تساعد الجرحى من التكفيريين وتتظاهر بالإنسانية أمام الكاميرات. وخصوصاً عندما تم ترشيح المنظمة لنيل جائزة “نوبل” للسلام العام الماضي، وعندما أطلقت “نيتفليكس” فيلمها الوثائقي الذي فاز فجر اليوم بجائزة الأوسكار، وكذلك عندما أعلن الممثل العالمي جورج كلوني نيته تقديم فيلم درامي طويل عن الفريق في وقت لاحق.

وليس غريباً أن يأخذ النظام السوري وحليفه الروسي هذا الموقف الحاد من “الخوذات البيض”، فوجود مدنيين أولاً ثم مسعفين لهم ثانياً يظهر حقيقة حرب النظام الهمجية على المدنيين المحاصرين ويقضي على ادعاءات النظام المتكررة التي بنى عليها سياسة الأرض المحروقة في مناطق سورية عديدة، وتحديداً في حلب وإدلب شمالي البلاد.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى