صفحات الحوار

ميشال كيلو: المقترح الروسي تضييع للوقت واليوم لم يعد هناك إلا الخيار العسكري

في حوار مع فرانس 24، قال الكاتب والمعارض السوري ميشال كيلو إن المقترح الروسي القاضي بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت مراقبة دولية “تضييع للوقت”. وأضاف أن مبادرة “جنيف 2 ميتة قبل الأوان” في ظل الظروف الراهنة.

فرانس 24: ما هو تعليقك على المقترح الروسي بوضع ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية تحت مراقبة دولية؟ وهل تعتقد أن النظام السوري سيكون جديا في تعاطيه مع المقترح؟

هناك أربعة جوانب تلفت الانتباه. أولا، المقترح عبارة عن تضييع للوقت كونه يعطي النظام فرصة جديدة للتلاعب بالمجتمع الدولي والتماطل أكثر. ثانيا، يتجاهل عدم التزام النظام السوري بمعيار أو ميثاق أو اتفاق دولي. الجميع يعلم أن هذا النظام وقع على المواثيق الدولية وعلى كل القوانين التي تنص على حماية الإنسان واحترام حقوقه، لكن في الواقع لا ولم يطبق في أي يوم من الأيام هذه القوانين، بل ظل يتجاهلها كاملة

ثالثا، رسالة النظام السوري موجهة للإسرائيليين لكي يضغطوا على الإدارة الأمريكية. نظام بشار الأسد يقول للإسرائيليين نحن سنسلم لكم السلاح الكيميائي إذا كنتم تعتبرونه سلاحا ردعيا. فخذوا هذا السلاح “الردعي” لكن أيدونا تجاه الإدارة الأمريكية واتركونا ننهي معركتنا ضد الشعب السوري. وأخيرا، فصحيح أن الروس اقترحوا وضع السلاح الكيميائي السوري تحت مراقبة المجتمع الدولي ووزير الخارجية السوري وليد المعلم رحب بذلك، لكنه لم يقل في أي وقت بأن دمشق قبلت هذا المقترح. (وقد أعلنت في وقت لاحق دمشق موافقتها على المبادرة)

فرانس 24: هل تعتقد أن الحل العسكري هو الوحيد لحل الأزمة السورية أم هناك فرصة للحل السياسي؟

اليوم لم يعد هناك إلا الخيار العسكري. والخيار العسكري لا يتمثل في ضربة أمريكية. أنا لا أريد أن تكون هناك ضربة أمريكية. الخيار العسكري هو أن يعطى للشعب السوري ما يمكنه أن يحقق الانتصار الذي يستحقه.

الموقف الأمريكي مبني على الخيال والوهم وليس على الحقيقة. ظل باراك أوباما يخوف الأمريكيين والطبقة السياسية الأمريكية من أي تدخل عسكري في سوريا حتى صدقوه. فمرة يقول بأن الجيش السوري قوي ومرة يشرح أن أي تدخل سيزيد الأزمة في هذا البلد تعقيدا. واليوم الأمريكيون يردون له البضاعة التي سوقها لهم ويرفضون التدخل العسكري في سوريا. عندما يقترح جون كيري أن تسلم دمشق سلاحها الكيماوي للمجتمع الدولي، فإنه في الحقيقة لا يعرف طبيعة هذا النظام. لكن أنا أعتقد في نهاية المطاف أن الإدارة الأمريكية ستبحث حججا جديدة لإقناع الرأي العام بضرورة توجيه ضربة عسكرية لسوريا. وستقوم بذلك.

فرانس24: ماهي حظوظ انعقاد مؤتمر “جنيف 2” الذي تدعو إليه الأسرة الدولية؟

في حال تم تنفيذ المقترح الروسي على حساب المعارضة السورية، فلن نذهب إلى “جنيف 2” حتى ولو قامت السماء وانطبقت على الأرض. نحن لن نذهب إلى محادثات “جنيف 2” إذا لم يكن هناك وقف شامل لإطلاق النار ومعاقبة المجرمين الذين قتلوا الشعب، وإطلاق سراح المخطوفين- لدينا 200 ألف شخص اختفوا – ثم الموافقة الرسمية على حكومة انتقالية وانتقال البلاد إلى نظام ديمقراطي.

الأمريكيون يتلاعبون بـ محادثات “جنيف 2” ويقولون إن النظام السوري قبل المشاركة بدون شروط مسبقة. في الحقيقة هناك ثلاثة شروط أملتها دمشق، أبرزها أن لا نتحدث عن مصير بشار الأسد ولا عن مصير النظام السوري وأن نقبل الانضواء تحت رايته. ففي ظل التطورات الراهنة، مبادرة “جنيف 2” ستكون مبادرة ميتة قبل انعقادها ولن تجد حلا للأزمة السورية.

فرانس 24

وحواو مع وكالة آكي الايطالية

ميشيل كيلو لـ آكي: لن نشارك بأي عملية سياسية ما لم يُحجر على الأسد دوليا

روما (11 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفى معارض سوري بارز أن يكون لدى المعارضة السورية أي علم بالاقتراح الذي تقدّم به وزير الخارجية الأمريكي حول تسليم النظام السوري لأسلحته الكيماوية كشرط لوقف الضربات العسكرية ضده، وشدد على أن المعارضة تعتبر النظام أخطر من السلاح الكيماوي الذي يريد الغرب جمعه، مؤكّدا بشكل قاطع أن المعارضة السورية لن تفكر بالمشاركة بمؤتمر جنيف2 ما لم يتم وضع الرئيس السوري ونظامه تحت حجر دولي

وقال القيادي في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية ميشيل كيلو في تصريحات لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء الأربعاء، “لم يكن لدينا علم بالاقتراح الذي اقترحه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وفوجئنا به، وأعتقد أن كل الرأي العام الأمريكي والدولي فوجئ به أيضاً، وربما كان اقتراحاً عابراً، إلا إذا كان هناك اتفاق بين الأمريكيين والروس خلال لقاء باراك أوباما مع فلاديمير بوتين الأخير حيث كان هناك كلام باحتمال أن يتقدم حل وسط أو شيء من هذا النوع”، وتابع كيلو “هل يا ترى هذا هو الحل الوسط؟ إن كان هذا هو الحل الوسط فإن أمريكا تُدار اليوم من أسوأ نخبة بالعالم بالسياسة ومن أكثر الناس عجزاً عن أن يفهموا السياسية أو يعملوا بها أو أن يديروا شؤون العالم” على حد تعبيره

ونبّه المعارض السوري البارز إلى ضرورة التمييز بين اقتراح الوزير كيري والمبادرة التي تقدّم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وقال “هناك فرق كبير بين الاقتراحين، فالوزير الأمريكي تحدّث عن تسليم الأسلحة الكيماوية التي يملكها النظام بينما اقترح الروس وضعها تحت إشراف دولي، والفرق كبير، لأن تسليم الأسلحة الكيماوية يعني أن تخرج هذه الأسلحة من سورية، أما وضعها تحت إشراف دولي فيعني أن تبقى في سورية، وأن تراقبها قوات داخل سورية”، وتابع “بكل الأحوال ما قام به الروس هو منح المزيد من الوقت للنظام، ومحاولة لإحراج الرئيس باراك أوباما” حسب قوله

وشدد كيلو المقيم في المنفى على أن الرئيس السوري بشار الأسد يحاول تسليم إسرائيل أسلحته الكيماوية مقابل أن تقوم بإقناع الولايات المتحدة بإلغاء الضربة العسكرية، وقال “لقد قال شيمون بيريس إن الإسرائيليين يريدون الأسلحة الكيماوية السورية، بينما كان النظام السوري يقول دائماً إن هذه الأسلحة هي أسلحة ردع ضد إسرائيل، واليوم يقول الأسد للإسرائيليين أنا مستعد لأن أسلّم لكم سلاح الردع هذا، إن ضغطتم على الرئيس باراك أوباما في الكونغرس ومنعتموه من تسديد ضربة عسكرية لسورية، إنه أمر واضح كوضوح الشمس”، وتابع “وبالأمس حذّرت كونداليزا رايس من احتمال وقوع هذا السلاح بيد حزب الله وضرب إسرائيل به، وفيما يبدو هناك صراع على الصوت اليهودي في الكونغرس الأمريكي بين الأمريكيين من جهة وبين النظام والروس من جهة ثانية” حسب تقديره

ونفى كيلو، عضو الهيئة السياسية للائتلاف بشدّة أن تقبل المعارضة السورية بأي حل سياسي ما لم يتم وضع النظام السوري تحت المراقبة الدولية وليس سلاحه الكيماوي فقط، وقال “نقول للمجتمع الدولي، كما تريدون أن تضعوا السلاح الكيماوي تحت الرقابة الدولية، لدينا شيء أخطر من السلاح الكيماوي هو النخبة التي تحكم سورية، وهذا هو السلاح الكيماوي بالنسبة للسوريين، وإن كان تقسيم العمل يقول أن تعطوا ما يخيف إسرائيل لها، وتتركوا ما يقتلنا بين يدي النظام، فنحن نرفض ذلك، ونطالب بوضع الرئيس السوري بشار الأسد تحت حجر ورقابة دوليين، ولن نقبل بغير ذلك، ولن نذهب لأي عملية سياسية ولا لأي مكان دون ذلك، لا إلى جنيف ولا غير جنيف، ولن ننطق بأي كلمة عن السلام إن لم يوضع هذا الشخص تحت رقابة دولية هو ونظامه كله” وفق تأكيده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى