صفحات الحوار

ميشيل كيلو : لن نتمكن من هزيمة النظام وذهبت إلى السعودية وقابلت بندر

باريس – بسّام الطيارة (خاص) – برس نت ض

كان لـ«برس نت» لقاء مع ميشال كيلو  المعارض السوري العلماني ورئيس المنبر الديمقراطي. ويأخذ اللقاء أهمية في ظل الحديث عن جنيف ٢ خصوصاً وأن اسمه مطروح في «كافة التشكيلات» التي تدور في الأروقة. وقد يكون هذا السبب الذي يجعل «الكلام حول طموحات كيلو» يشط يمنة ويسرة وفيذهب البعض ليقول إنه «بات في الشق السعودي من داعمي المعارضة» أو أنه «جلس مع الأمير بندر» أو يقول آخرون إنه يسعى لـ«كتلة وازنة بحثاً عن دور في الائتلاف». وبين هذا وذاك القول يجلس ميشال كيلو في المقهى الباريس، يودع صحافياً ويستقبل آخراً، وهاتفه لا يكف عن الرنين، وفنجان القهوة أمامه وابتسامة لا تفارق ووجهه.

مسألة جنيف-٢ حاضرة في كل الأسئلة وفي زهن كيلو. يبدأ بنقد ذاتي: «نحن في المعارضة ليس لدينا خطة تفاوض» ويشدد على أن «المعارضة غير جاهزة» ويهزأ ممن يعتبر نفسه جاهزاً لمفاوضة ويصفه بـ«العبقري». إلا أنه يحذر:«يجب على من يذهب إلى جنيف أن يخسر بالسياسة ما حققه الشعب السوري بالدماء».

لا يعترف كيلو بأن ميزان القوى انقلب لصالح النظام يشدد على أن النظام «لم ينتصر على المعارضة» فهو فقط «لوى زراع المعارضة» ويستطرد «يكفي بعض السلاح لقلب المعادلة».

ويتسائل كيلو مشدداً كأنه يريد اقناع سائله: «من يقف مع النظام ؟» ويجيب مباشرة:«لا أحد». ينظر بعيداً ثم يتابع «الشعب ليس معه». يهز برأسه «هذا النظام يخطئ إذا اعتقد بأنه انتصر على المعارضة بعد معركة القصير». يجزم كيلو «إننا لا زلنا نعيش حالة توازن قوى».

جنيف ٢ يقترب وأصداء التحضيرات تعبق في العواصم الغربية، ولكن بأية حال سوف تذهب المعارضة إلى جنيف؟ نسأل. يجيب كيلو«إن ذلك يتوقف على التفاهمات المسبقة الضرورية وعلى استعداد كافة أطياف المعارضة للاتفاق على خطة موحدة».

ولكن كيف تصلون إلى ذلك الوضع؟ نسأل. يجيب «يحصل هذا إذا ما توفر اتفاق  على القواسم الدنيا والعليا» يتردد قليلاً ويتابع «وأيضاً إذا ما غادرنا اجواء التشكيك». وكأن مسألة هيئة التنسيق التي كان كيلو قريباً وبعيداً عنها في آن حضرت في ذهنه فيتساءل بصوت عال «ولما لا يكون في وفد المعارضة عضو من هيئة التنسيق؟» ويستطرد مجيباً «لا مانع في ذلك» ويحدد «عضو من أربعة أو خمسة لما لا» ويفسر بأن وجود «من له خبرة في القانون أو السياسة الدولية مرحب به».

إذا في رأي المعارض كيلو الذهاب إلى جنيف ٢ «ضروري» ويشدد على أن «المعارضة ترتكب المعارضة خطآ كبيراً اذا ما قررت الا تذهب إلى جنيف» وينبه «الجميع يريد حلاً تفاوضياً» ومن هنا نصيحة كيلو بضرورة «التفاوض بجدية وبناء استراتيجية تفاوضية».

وهل ستشارك في المؤتمر العتيد؟ نسأل. الجواب يأتي سريعاً ومن دون أي تردد «لن أذهب إلى جنيف لمجرد طرح اسمي» يهز بأصبعه إشارة النفي ويتابع «ساذهب إذا كانت شروط التفاوض مجدية».

إلا أن كيلو يبتسم متنهداً «لا أعتقد أن التفاوض سيصل إلى حل … وفي فترة قصيرة». يفكر قليلاً ويتابع وابتسامة تتراقص على شفتيه «إلا اذا كان المطلوب منا أن نحضر لنسمع من يقول لنا: تقرر ما يلي … والله معكم».

يشرح كيلو «لهذا أقول لمئة وسبب لن يكون هناك حل اليوم» ويتوسع بالشرح «أولاً لا استعداد لدى الطرفين للاعتراف بوجود الآخر، وبشكل خاص النظام الذي لا يعترف بوجود المعارضة. وهو لا يريد التحدث إلى أي طرف معارض بينما المعارضة بدورها لا تريد مخاطبة من تلوثت أيديهم بدماء الشعب».

يرى كيلو ضرورة انتظار «تغييراً كبيراً على الأرض». فهو يتخوف كثيراً من «فرض حل دولي» فهو لا يؤمن بأنه «في حال تركت الأطراف السورية مع الإبراهيمي في غرفة يمكنها التوصل إلى حل».

بالنسبة لكيلو فإن «الاسد ليس في جو مفاوضات أو حل» وهو «لن يسلم السلطة». ولكن هذا لا يمنع المعارض الديموقراطي من الدعوة للذهاب إلى جنيف ٢.

لماذا؟ نسأل.

يجيب: « لنستكشف الامكانيات المتوفرة، ولنقول للعالم إننا على استعداد لتطبيق أي قرار دولي  وابداء قدراً من المرونة في محاولة لشق النظام، وبناء الدولة التي نسعى إلى بنائها»، بعد برهة يتابع «لنقول إن ما نسعى إليه يتسع لكل الناس والباب مفتوح لمن يريد الانضمام». ينظر بعيداً قبل أن يستطرد«نذهب لنظهر أن سوريا تتسع للجميع وليس للمعارضة والمسلحين فحسب، واننا نعود لبناء بلد هادئ ومستقر، وأنه لن يكون مصدر ازعاج او فوضى في المنطقة». نسأل: ماذا تقصد؟.  يجيب «أقصد أن يكون بلداً منخرطاً في المجموعة الدولية ويلتفت للتنمية».

نسأل: بعد القصير، هل لا يزال الحل  العسكري قائما بالنسبة للمعارضة ؟

يجيب: «اعتقد أن الحل العسكري لا يزال قائماً بالنسبة للطرفين، بل إنه الحل الأقرب إلى نفسيهما. وهو أقرب إلى نفس النظام الذي يؤمن بأنه يتعرض إلى مؤامرة وعصابات إرهابية وما إلى ذلك، وهو يعتقد بأنه يقوم بتلبية مطالب المعارضة إذا قام بتغيير موقفه … لكنه لن يفعل».

نسأل: هل  يعني أن المعارضة قادرة على هزيمة النظام عسكرياً؟ يجيب:«إن ذلك يتوقف على تطور المعارضة، هل ستتحد أم ستبقى متفرقة؟» بعد برهة تفكير يتابع:«كما يتوقف ذلك على المقاتلين، هل سيبقون مقاتلو حارات ومدن وقرى صغيرة دون قيادة تجمعهم أو وحدة سلاح؟ وهل سيتطور الجيش الحر ليتحول إلى جيش وطني مفتوح على الاخر، ومستعد للتعاون مع الاخر؟».

ويشرح: «حتى لو اعتبرنا هذه فرضيات، تستطيع المعارضة المسلحة حتى ولو لم تتحد أن  تصمد وقتا طويلاً ولو لم تنتصر. ان ما قامت عليه المعارضة في البداية، ولا تزال عليه هي استراتيجية فطرية بسبب افتقارها لخبراء في الاستراتيجية الحقيقية».

يتوسع كيلو في شرح ما يبدو له من مسببات استمرار القتال« إن استراتيجية المعارضة كانت ولا تزال منع النظام من هزيمتها… إذا لم تتمكن من الحاق الهزيمة به. قد تروادها أوهام بانها قادرة على الانتصار عليه، وهي أوهام سادت قبل ٧ أو ٨ اشهر عندما كانت في مرحلة تنتزع فيها من الجيش مواقع ومطارات ومعسكرات كثيرة، لكننا عدنا اليوم إلى استراتيجية اننا لن نتمكن من هزيمة النظام، لكن لا تسمحوا له بان يهزمنا».

والصبغة الطائفية للنزاع؟ نسأل.

يجيب بحدة: «أين المنزلق الطائفي ؟ في حمص ٦٠٠ ألف سني و١٢٠ ألف مسيحي و١٤٠ ألف علوي، هجر كل السنة والمسيحيون ولم يهجر علوي واحد من حمص ولو شاء الجيش الحر لكان بمقدوره أن يهجرهم. هذا هو الواقع». يتابع جغرافيا القتال «في اللاذقية لا تزال هناك قرى متداخلة وفي جوبر لا تزال هناك أسر علوية. الصورة من الخارج غير صحيحة عن طوائف تتذابح. هناك اناس معبأون طائفيا في تشكيلات معينة مع السلطة وربما في بعض المعارضة هؤلاء هو الذين يعملون طائفياً». ثم ينهي جازماً «لا توجد في سوريا حرب اهلية».

وفي تصويب للسؤال حول الكتائب الجهادية المقاتلة وخطابها الطائفي؟

يقول:«الجيش الحر شيء، والكتائب المقاتلة شيء أخر. الجيش الحر خطابه ليس طائفياً». ويستطرد بالشرح:« هذه عصبية الجماعة وبعض العصابات تطلق خطاباً تهييجياً. سوريا لم تشهد حربا طائفيا»… يتردد قليلاً قبل أن يرمي وهو ينظر بعيداً «وقد تشهدها عندما يرحل النظام إذا ما سيطر المجانين على السلطة وتحولت سوريا إلى دولة فاشلة، عندئذ سيقول أحدهم للآخر لا نستطيع أن نعيش معا، لا تؤاخذونا، وليدبر كل واحد نفسه. ولكن هذا لم يحدث حتى الان».

إذا الرهان على جنيف كمحطة وفشل  الحل التفاوضي هو للعودة إلى المطالبة بالسلاح؟ نسأل.

يجيب :«انا لست من دعاة ذلك الرهان. أنا لست من دعاة الحل العسكري، أنا أفضل الحل السلمي. الناس دفعت ثمناً غالياً للحل العسكري. يوجد القتل والذبح. أتمنى أن ينجح الحل التفاوضي المنصف حتى ولو قادنا تدريجياً نحو نظام جديد. والفترض أن يكون هكذا الأمر لن يكون إلا على هذا النحو». ويشرح «أن سقوط الاسد شيء وسقوط النظام شيء آخر. وهناك الكثير من الخلط في عقل المعارضة حول هذا الموضوع، فهي تعتقد بضرورة أن يرحلا معا وبرأيي أنه لا ينبغي أن يرحلا معا إذا أردنا أن نبقى البلد واقفاً على قدميه».

الغرب الذي لم يسلح المعارضة كما تمنت قبل جنيف فهل سيفعل ذلك في حال فشل جنيف ٢؟ نسأل.

يجيب «الغرب /رجليه بالدق في سوريا/ الآن فهو لم يعد يفتش عن دعم المعارضة ،إنما يفتش عن نفسه». يكمل شارحاً بشكل سؤال «هل استسلمت اميركا للروس؟ لو فعلت لما كان هناك من  حاجة للذهاب إلى جنيف ولكان بوسع الاسد أن يكمل الحل العسكري. إذا لم تستسلم اميركا لروسيا وايران». ويخلص كيلوا إلى نتيجة مفادها «من رابع المستحيلات أن تسمح أميركا بهزيمة المعارضة. أقول ذلك وأنا مقتنع بذلك اقتناعاً مطلقاً. الاميركيون لن يذهبوا إلى جنيف ليسلموا سوريا إلى روسيا وايران وانما لإيجاد حل تفاوضي على نقل السلطة، هل يقبل الروس؟ اذا لم يقبل الروس… رأيي سيتكسر رأسهم في سوريا». ويشرح «ما أن يرى الروس بأن أميركا مصممة على التدخل سيتراجعون».

ما رأيك في دخول حزب الله إلى سوريا والقتال فيها؟

يتنفس ميشال كيلو عميقاً قبل أن يسترسل في الإجابة:«ارتكب حزب الله غلطة لن يتمكن من إصلاحها  في حياته. كان حزب الله متفردا ببعده عن الصراعات الداخلية، وقدرته على تعبئة طاقات كبيرة في الصراع ضد اسرائيل. الحزب استدار ١٨٠ درجة وتورط في الصراعات الداخلية، وارتكب خطأ لن يغفره لنفسه» ويتابع آسفاً «كان من المفترض أن يأتي إلى سوريا ليلعب دوراً».

ويكشف كيلو لـ «برس نت» ما يسميه سراً: «في الماضي قال السيد حسن نصرالله نحن مستعدون لنلعب دوراً النائب وحمَّلَ رسالة للنائب علي فياض الذي قال /اقترح ونحن معك/ وكان النتيجة / نحن ما طالع بأيدينا شي وليس لدينا قدرة/». ينهي بالقول «لا أعرف لماذا فعلوا ذلك. كان يمكن ان يدخلوا بوساطة بين المعارضة والنظام».

يتابع «حزب الله دخل إلى صراع سني شيعي، لن يتمكن من الخروج منه، وغداً عندما تعود إسرائيل إلى جنوب لبنان ويلجأ شيعي إلى سوريا سيذبح على الحدود ولن يسمح له بالدخول». يستطرد بحنق ظاهر «هذا الشعب الذي استقبل ٧٠٠ الف لاجئ لبناني عام ٢٠٠٦».  يروي كيلو «في عام ٢٠٠٦ حضر شخط من دير الزور ومعه ٥٤ باصاً لينقل شيعة الجنوب خلال العدوان على الجنوب، فذبحوا لهم وكرموهم خلال إقامتهم… وها هو حزب الله يأتي إلى سوريا اليوم  اليوم باسم حماية الشيعة  ويدخل بالطريقة الاسرائيلية، أي أحمي سكاني على حدودي ثم يقيم منطقة أمنة تمتد لتصبح على حدود العراق».

نسأل: «في حال وصولكم إلى السلطة، هل يمكن إصلاح ذات البين مع حزب الله؟». يجيب: «لا أعرف. انا اقول ذلك والألم يعتصر قلبي لأنه من المؤسف ما حصل لحزب الله (ضيعانه حزب الله حرام أن يرتكب هذه الغلطة) لم أكن أتصور أن يرتكب حزب الله هذه الغلطة، فالنظام مستبد مرة تجاه المقاومين ومرة تجاه الوطنيين». يستريح قليلاً وهو ينظر بعيداً ويتابع «لم أكن أتصور أن يفعل حزب الله ما فعله يحارب اليوم في القصير ثم في الغوطة الشرقية وغداً في حلب (نعم لهم وجود في حلب)… هذه غلطة كبيرة لقد دخل في متاهة لن يخرج منها سليماً».

يتابع «كانوا ـجماعة حزب الله) يستطيعوا أن يدخلوا في وساطة أو صلحة خير… كأن يقولوا للنظام أين أنت ذاهب؟ ماذا تفعل؟ إلى أين تأخذنا معك؟». بعد برهة يستدرك «هل يظن حزب الله أن إيران ستحميه؟ … لا أستطيع أن أصدق ما فعله حزب الله».

نسأل: لكنك كنت على علاقة جيدة بحزب الله؟ يجيب «لم أترك وسيلة إلا حاولت استعمالها. كتبت مرة لحسن نصر الله رسالة في السفير، أرسلت له خبر مع علي فياض مفاده /أعملوا مبادرة لرنقاذ الوضع ولكن لا تدخلوا في هذا النفق الرهيب». ويسأل نفسه كيلو «من يؤيد خزب الله اليوم في العالم العربي؟».

نسأل: ألا تعتقد بأن ما قاله برهان غليون عندما وصل إلى سدة رئاسة المجلس الوطني السوري قد أخاف حزب الله (تسكير الحدود أمام تسليح حزب الله)؟ يجيب «حسن نصر الله يعرف أن لا برهان غليون ولا أنا ليدنا مثل هذه المقدرة» ويضيف «لقد حاولنا أن نرتق هذا الخطأ وقلنا أكثر من عشرين مرة أن هذه غلطة حتى رياض (الترك) أصدر بياناً انتقد فيه غليون، وأنا لم أتوقف عن القول إن حزب الله حزب مقاوم لإسرائيل».

ويتابع كاشفاً «أحد اللبنانيين وهو مسؤول سابق كبير لكن لن أكشف اسمه سألني هنا في باريس (في بداية الثورة) ماذا ستفعلون بحزب الله؟ قلت له /سنفتح له الجولان بعد أن نصل إلى الحكم لأن جيشنا سيكون منهكاً»، وينهي قائلاً :«سامح الله حسن نصر الله».

ننتقل مع كيلو إلى الائتلاف السوري الذي انتمى إليه مؤخراً بعد مباحثات طويلة وشاقة وضغوط من جهات عدة. نسأل كيلو عن وزن المنبر الديموقراطي في الائتلاف بعد أن عجز عن إدخال أكثر من ١٤ عضواً لمواجهة القوى الأخرى

يشرح بأن قوة المنبر ليست قاصرة على الأعضاء الـ ١٤، ويقول «نحن اقوى من ذلك ، نحن كتلة تضم ٢٨ إلى ٢٩ عضواً على الأقل في الوقت الحاضر» ويكشف كيلو أنه يتوقع أن تنضم كتلة الجيش الحر ( أي ١٥ عضواً) المنتظر تسميتها في ١٥ حزيران/يونيو، وهناك الكثيرون ممن ينسقون أو يصوتون معنا» ويضيف «المهم ليس وجودنا في الائتلاف رغم أن دخولنا غير الكثير من التوازنات داخله» ، ولكنه يستدرك بأنه من الضروري «العمل الصحيح وإلا بتنا مجموعة ضمن المجموعات الأخرى». ولكنه يطالب بأن يصبح الائتلاف «معبر عن الوحدة الوطنية للمعارضة وأن كل ما يدخل أو يخرج من سوريا يكون عب هذه المعارضة». ويدعو لخلق «جو وطني وأن تنتهي مسألة هؤلاء جماعة هذه أو تلك الدولة». هل دخولكم إلى الائتلاف يؤثر على مسيرته؟ نسأل. يجيب مشدداً «نحن لا نريد تحجيم أحد ، ولا نريد أن نعزل أحد ، نريد إطاراً عاماً يصلح  للتعاون بين الجميع». يقول كيلو: «كتلتنا ستطرح رؤية سياسية ستجذب قطاع واسع من المعارضة» لا يستطيع كيلو إلا أن يعترف بأن «الائتلاف في أزمة حقيقية» ولكنه يستخلص من هذا الضعف «ولو لم يكن في أزمة لما كان ليقبل بنا».

ننتقل إلى الدور الإقليمي للدول الداعمة للمعارضة. نسأل: لماذا تنتقد قطر؟

يجيب ميشال كيلو: «قطر تتدخل كثيرا في شؤوننا وتسير الناس كما تريد، ولا يهتم القطريون بسوريا وهم يديرون قط أزمة أكثر مما يساعدون على إيجاد حل لها. وعليهم أن ينظروا إلى بلادنا كما نتمنى وليس العكس». يبدو الحنق على ملامح كيلو فيسأل: «ما هي قطر يا ابن الحلال ؟ لا اعرف ما تريده من سوريا». نقاطع كيلو لنشير إلى المساعدات التي تقدمها قطر والتي ساهمت بدعم المعارضة. يقاطعنا بدوره ليقول : «اكتب على مسؤوليتي ونقلاً عن لساني هذه الأرقام مبالغ بها» ولكنه يستدرك بسرعة «لا أريد أن تبتعد قطر عن السياسة العربية وكن أريد أن تلتزم قطر بما أرادته الثورة السورية أي الشعب السيد والدولة الواحدة» ويشرحح بأن «القطريين يمارسون الكثير من الضغوط على أطراف المعارضة السورية على القطرين أن يتبنوا سياسات السوريين وليس العكس، لكن من المؤكد انها لا تريد لها خيراً .من يحبك يقول لك حبيبي تعال اعطيك ما تشاء ، ولا يقول  لك اعمل ما اريد لاعطيك»، ولكنه يعترف بأن «قطر ساهمت في مرحلة سابقة الثورة». وفي شبه ملامة يقول «برأيي إن المعارضة لو حافظت على النهج السلمي لحققت أعظم تقدم رغم القتل والذبح، كانت المحافظة على النهج السلمي خياراً صائباً وجزء من النهج السلمي أن تكون مقاوماً وليس متعسكراً عسكرونا ولم تعد هناك مقاومة. ذهب النهج السلمي وإن هو بقي في بعض الأماكن بشكل نشاط مدني».

نسأل: ألا توجد سياسة محاور؟ كيف يمكنك التعامل مع السعودية، التي لا تنتقدها وأنت العلماني؟

يجيب: «لدي احساس بأن هناك رغبة لدى الخليجيين لاستخدامنا في صراعاتهم» في إشارة إلى المحورين القطري والسعودي، ويتابع مشدداً «أكتب عن لساني هناك رغبة للدول المجاورة بما فيها الدول الخليجية كي تستخدم المعارضة السورية لاغراض سياسية خاصة بها». ورداً على سؤال ما إذا كان في ذلك خدمة للثورة السورية يتابع «إن ذلك يتوقف اين تضع هذا الدعم؟ هل تستخدمه بالطريقة القطرية وتمشي كما تريد قطر، أم أنك تاخذه بما يخدم مصلحتك انت».

نسأل: والسعودية هل صحيح أنها تدعمك سياسياً والبعض يقول مالياً؟ يجيب كيلو بسرعة « لقد ذهبت إلى السعودية  وقابلت بندر ولكن أبدا لا دعم سياسي ولا دعم مالي». يستريح قليلاً ويقول بحدة بارزة «إذا أراد أحد أن يتعامل معي كما يريد وعندما أرى نفسي غير قادر إلا على القبول، سأترك العمل السياسي حتى لا أتلوث» ويتابع بنفس الحدة «أنا شخص استطعت بمواقفي الوطنية استرداد ٧٠ في المئة من الثورة السورية وسأعيد إلى الثورة قياداتها الأولى رهاناتها الأولى، وسوف يرى الجميع ذلك ولست بحاجة للذهاب إلى دول أو الالتقاء مع دول».

ونهي كيلو بتحد كبير المقابلة بقوله «اكتب عن لساني مرة أخرى: إن المعارضة تركتب خطأ فادح إن هي كانت تابعة للخليج ولسياسة الخليج إما نحن سوريون أو نلهث وراء الثروات عندها نترك السياسة» وينهي بعودة نقدية لا يشير إلى المستهدف منها قائلاً «من غير الممكن أن يلعب أحد بالبلد وإلا سيدمر الخليج حجراً بعد حجر».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى