صفحات الحوار

ناثان تيك، نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية الناطق بالعربية: رهان روسيا على حل عسكري بسوريا خاطئ

 

 

 

ليال بشارة

أكد ناثان تيك، نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية الناطق بالعربية،أن روسيا لم تقصف داعش، وأنها مخطئة إن راهنت على قدرتها على فرض حل عسكري في سوريا.

في سياق رصد الإدارة الأميركية العمليات العسكرية الجوية الروسية في سوريا، قال ناثان تيك، نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية والناطق باللغة العربية، لـ “إيلاف”: “يبدو أن موسكو أغارت على مواقع لا يوجد فيها تنظيمُ داعش، فاستهدفت مستودع ذخيرة بالقرب من إدلب ومركز قيادة للعمليات في حماه، ومركزًا لتجهيز السيارات المفخخة في شمال حمص، في وقت يسيطر فيه تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق محاذية للحدود التركية وشرق سوريا”.

وذكّر بموقف الرئيس الأميركي باراك أوباما في الأمم المتحدة بأن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة، بما فيها روسيا أو إيران، من أجل إيجاد حل في سوريا، لكن لا بد من الإنطلاق من مبدأ عدم وجود بشار الأسد في مستقبل سوريا، وعدم بقاء النظام السوري، وتقبل مبادئ جنيف1.

وفي حواره، قال تيك إن الولايات المتحدة لا يُمكنُها تأكيد أو نفي المعلومات التي أوردتها وكالة رويترز للأنباء، نقلًا عن مصدرين لبنانيين، بأن إيران أرسلت مئات الجنود إلى سوريا تمهيدًا لهجوم بري لمساندة النظام السوري، وإستعادة المناطق التي خسرها أخيرًا، “فروسيا تُخطئُ إن راهنت على حل عسكري للأزمة السورية”.

في ما يأتي نص الحوار:

كيف تنظر الإدارة الأميركية إلى العمليات العسكرية الروسية في سوريا؟

ما زلنا نرصد العمليات الجوية الروسية، لكن يبدو أن روسيا قامت ببعض الضربات على مواقع لا يوجد فيها تنظيمُ داعش. هذه الضربات الروسية تثير الشكوك حول مدى جدية روسيا في محاربة داعش. قلنا مرارًا إنه إذا أرادت روسيا أن تحارب التنظيم المتطرف بشكل جدي، وأن تقدم مساهمات إيجابية في الحرب على الإرهاب، فسنرحّب بذلك، لكن إن أرادت فقط أن تدعم نظام بشار الأسد، فنحن نرفض ذلك قطعًا، ونرى أنه لا يمكن للأسد أن يكون حليفًا أو شريكًا في الحرب على داعش، فنظام الأسد اتخذ خطوات أدت إلى تفشي الإرهاب في سوريا في المقام الأول.

لم تستهدف داعش

إذًا الضربات الروسية في سوريا لا تستهدف تنظيم داعش، وإنما التنظيمات المعارضة للنظام السوري، ما يعني أن التدخل الروسي هو لمساندة نظام الرئيس السوري.

ما زلنا نرصد التطورات الميدانية، وإلى حد ما لم يتضح بعد غبار المعركة. لكن يبدو أن في بعض الحالات، نعم، روسيا ضربت مواقع لا وجود فيها لداعش، وهذا أمر يثير القلق. نحن نتحدث مع الروس في هذا الشأن. قلنا لهم إننا نرفض أي إستهداف للفصائل المعتدلة، وطبعًا نرفض عدم تمييز روسيا ما بين الفصائل المعتدلة وتنظيم داعش، فذلك يصبّ الزيت على النار في سوريا ويصعّد الأزمة. ونحن نحذر من ذلك، وسنستمر في مساعينا الدبلوماسية مع الروس من أجل التوصل إلى حل سياسي في سوريا، وهذا هو الحل الوحيد الأمثل للأزمة السورية.

إن تأكدت المعلومات بأن روسيا تضرب الفصائل غير التابعة لداعش، ما سيكون رد الإدارة الأميركية؟

نحن في حوار مستمر مع روسيا. هناك محادثات عسكرية بيننا لتفادي تضارب الغارات الجوية. وفي الوقت نفسه هناك إجتماعات ثنائية. وأود أن أشير هنا إلى لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الإثنين الماضي، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحدثا خلاله عن الملف السوري، ومن هنا سننقل آراءنا بشكل واضح إلى الروس حول رفضنا استهداف الفصائل المعتدلة، التي تدافع عن أهلها وبيوتها، وفي الوقت نفسه سيستمر التحالف الدولي بشن ضرباته كالمعتاد على معاقل تنظيم داعش، والإدارة الأميركية لن تغير إستراتيجيتها في هذا الصدد.

لكن هذا اللقاء أظهر بطريقة استمرار تناقض آراء البلدين بشأن الأزمة السورية ومصير الأسد؟

بالنسبة إلى التحالف الدولي، الذي تنادي به موسكو، أود أن أذكر بما قاله الرئيس أوباما في الأمم المتحدة: الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة، بما فيها روسيا أو إيران، من أجل إيجاد حل في سوريا، لكن لا بد من أن ننطلق من مبدأ عدم وجود الأسد في مستقبل سوريا، وعدم بقاء النظام السوري، وتقبل مبادئ جنيف واحد. فإذا تم التوافق الدولي على هذا الشيء، يكون هناك مجالٌ للحل السياسي، وسنستمر في مساعينا الدبلوماسية من أجل ذلك.

الأسد نشر الإرهاب

ذكر مصدران لبنانيان لوكالة رويترز أن إيران أرسلت تعزيزات عسكرية إلى سوريا لبدء هجوم بري كبير بمساندة حزب الله ومقاتلين شيعة. ما طبيعة المعلومات الموجودة لدى الإدارة الأميركية بشأن ذلك؟

الولايات المتحدة على دراية بهذه الأنباء، ونبحث فيها. إيران أدت دورًا مزعزعًا للاستقرار في سوريا، ولم تؤدِ دورًا إيجابيًا حتى الآن، كدعمها لبعض الأنظمة الإرهابية، مثل حزب الله في لبنان. نحن نحث الجميع في المنطقة والمجتمع الدولي على أداء دور أكثر إيجابية.

هل تتكامل العمليات الروسية في سوريا مع الدور الإيراني بدعم الأسد؟

إذا أرادت روسيا أن تساند نظام الأسد، فهذا مرفوض رفضًا باتًا، وذلك سيصعد النزاع الطائفي في سوريا. نرى أن وجود الأسد أدى إلى تفشي الإرهاب في سوريا، وهذا الأمر يثير القلق ونرفضه.

هل تهدف العملية الروسية إلى مساعدة الأسد وتعقيد الأزمة السورية، أم صرنا على طريق حل النزاع السوري؟

عدم تمييز الروس بين الفصائل المعتدلة والفصائل المتطرفة سيؤدي إلى تأجيل الوصول إلى حل سياسي. أي مساندة لنظام الأسد ستؤدي إلى المزيد من المماطلة والتأخر في ضبط الاستقرار في سوريا. هذا الأمر مرفوض تمامًا، ونحن ندعو الجميع، وضمنهم روسيا، على العودة إلى طاولة المفاوضات، ودعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لوضع خريطة طريق للمستقبل. أود أن أشير إلى أن هناك خلافات واضحة بين روسيا والولايات المتحدة في شأن السبيل نحو التوصل إلى حل سياسي، لذلك سنستمر في مشاوراتنا الدبلوماسية من أجل إيجاد رؤية مشتركة.

قراءات متباينة

تحدث أوباما عن إمكان إشراك إيران في الحرب على الإرهاب. وفق أي إطار يُمكن أن تقبل الإدارة الأميركية بدور إيراني في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية وحل الأزمة السورية؟

قالتها الولايات المتحدة، وقالها الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري: نحن ندعو الجميع، بمن فيهم إيران، إلى تقبل مبادىء جنيف-1 التي تدعو إلى انتقال سياسي في سوريا، وإجراء انتخابات حرة، ووجود حكومة ديمقراطية تعكس تطلعات الشعب السوري.

لكن كل طرف فسر جنيف-1 على هواه: الإدارة الأميركية اعتبرت أنه يعني رحيل الأسد، فيما الجانب الروسي يعتبر أنه يضمن للأسد دورًا في المرحلة الانتقالية؟

لا أستطيع أن أتكهن أو أن أستبق نتائج المشاورات الدبلوماسية التي تجري الآن، لكن أريد أن أؤكد أن موقف الإدارة الأميركية لم يتغير في شأن مصير الأسد. نحن نرفض أي دور للأسد في مستقبل سوريا، ونرفض بقاءه في السلطة، ونعتبره فاقد الشرعية، ونتطلع إلى حكومة سورية مختلفة تحترم حقوق الإنسان والديمقراطية.

العسكرة ليست حلًا

بوجه أوباما المتردد، كان هناك بوتين الحازم حيال الأزمة السورية. هل يُمكنُ قولُ ذلك؟

هذا غير صحيح. ليست هناك حلولٌ عسكرية للأزمة السورية. هذا ما يجب أن ندركه جميعًا. ليست هناك حلول عسكرية يمكن أن تفرضها روسيا أو أي طرف آخر، ولا بد من حل سياسي دبلوماسي، والمساعي الدبلوماسية تستغرق وقتًا، وهي بطيئة تتعثر من وقت إلى آخر. وإن أردنا حلًا مستدامًا على المدى الطويل، لا بد من حل سياسي. الولايات المتحدة كانت متمسكة بذلك منذ بداية الأزمة، وفي الحرب على تنظيم داعش، أريد أن أكون واضحًا هنا، بأن التحالف الدولي لم يتوقف أبدًا في ضرباته ضد معاقل تنظيم داعش. في الساعات الماضية، شنت قوات التحالف ضربات عدة على معاقل تنظيم داعش.

أعلنت الولايات المتحدة أخيرًا عن إيقاف برنامج تدريب المعارضة السورية المعتدلة، بعدما سلم مقاتلون تلقوا تدريبات أميركية أسلحتهم إلى جبهة النصرة. هل خذلت المعارضة السورية الإدارة الأميركية في هذا الشأن؟

أود أن أصحّح هذه الأنباء. وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أصدرت بيانًا نفت فيه وقف برنامج تدريب المعارضة. نحن ما زلنا مستمرّين في برنامج تدريب المعارضة الذي يلاقي تحديات عدة، وسار بشكل أبطأ مما رُسم له، لكننا ما زلنا متمسكين به، وسنستمر فيه. وفي الوقت نفسه، هناك قوات معارضة استفادت من ضربات التحالف، سواء كانت كردية أو عربية أو تركمانية وما إلى ذلك. تكاد هذه القوات أن تسيطر على الحدود السورية التركية، ووصلت إلى مشارف مدينة الرقة، والإدارة الأميركية لن تغيّر استراتيجيتها في ذلك.

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى