بيانات الانتفاضة

نداء إلى الجيش والقوات المسلحة السورية

 


يا سياج الوطن وحماة الديار والديّار

لقد أكدت الانتفاضة الشعبية التي تعم المدن والمناطق السورية إن إرادة التغيير لا عودة عنها وان انتزاع الحرية وتحقيق الديمقراطية حقائق لا جدال حولها، فرئيس النظام الشمولي وأبواق إعلامه يدركون ذلك، فلقد تجاوز الشعب السوري الأبي الحاجز النفسي للخوف على الرغم من استخدام القوة المفرطة والعنف القاتل وسقوط المئات من الضحايا ما بين شهيد وجريح، وتزايد الإصرار على استرداد الحريات والحقوق المسلوبة والعيش بكرامة في ظل دولة المواطنة القائمة على الحرية والعدالة والمساواة.

يا أبناء جيشنا السوري الباسل

إن استخدام النظام المستبد الفاسد القوة الغاشمة والعنف الوحشي، والتذرع بنظرية المؤامرة المزعومة، وإثارة الفتن والنعرات الطائفية لتبرير استمراره على نهج الاستبداد وخيار الحل الأمني، باستخدام أساليب الترويع والقتل المنظم، وإثارة الجيش على الشعب، من خلال محاولات التضليل البائسة بالادعاء عن إلغاء حالة الطوارئ قولاً واحلال شرعية الغاب باتباع وسائل وأساليب أكثر فظاعة وبشاعة لم تعد تجدي نفعاً؛ لان الشعب السوري الأبي قد اتخذ قراره القائم على خيار التغيير ليسترد حرياته وحقوقه المصادرة ويقيم نظاماً ديمقراطياً ودولة مدنية حضارية لكل السوريين يكون الجيش السوري حاميها.

يا أبناء القوات المسلحة

إن إتباع النظام الشمولي خيار الحل الأمني ورفض خيار الحل السياسي، سيدخل البلاد والمجتمع في أزمات معقدة وأنفاق مظلمة، ويكلف الجميع تضحيات باهظة في الحاضر والمستقبل ولا سيما للأجيال القادمة، ولهذا فان من يستخدم السلاح ضد أبناء وطنه سيكون الخاسر الأكبر خاصة وأن التضحيات ستكون وقوداً لتصاعد واستمرار الاحتجاجات حتى تحقيق أهدافها في انتزاع الحرية والحياة الكريمة.

يا أبناء جيشنا السوري الباسل

انتم تعلمون أن من يقوم بقتل أفراد القوات المسلحة هم عملاء السلطة الذين بإمكانهم صعود المباني الحكومية والمدارس والبنايات لإغراض القنص والأسباب لا تخفى عليكم من اجل استعداء الجيش على الشعب ولغرض دنيء هو الحفاظ على سلطة قلة من أفراد لا ينتمون إلى الوطن ولنزع الصفة الوطنية عن القوات المسلحة وتحويل أنظاره عن مهامه الأساسية في حماية الوطن والمواطن ويحولها من قوات وطنية إلى قوات من المرتزقة وهذا ما ترفضونه بالتأكيد، لأنكم تدركون كذب السلطة وادعاءاتها وما يروجه إعلامها من تلقين المعلومات من أجهزته الأمنية ويرددها ببغاواتها، وانتم تسمعون شعارات المتظاهرين السلمية من القامشلي إلى درعا التي تنادي بالحرية وبان الشعب السوري واحد.

يا أبناء الجيش السوري بكافة مراتبه

إن النظام المستبد الفاسد يحاول ويعمل من اجل إفراغ هذه المؤسسة من صفتها الوطنية ويستخدم كافة المحرمات للاحتفاظ بالسلطة على الرغم من أن شعبكم وأهلكم دفعوا ويدفعون الغالي والرخيص للدفاع عن البلاد وحمايتها والحفاظ على وحدتها و تحرير أراضيها، ومن هنا فلا تكونوا أداة لتنفيذ أغراض سياسية دنيئة وعليكم أن تسلكوا سلوك شقيقيكم الجيشين التونسي والمصري وترفضوا أوامر ضرب شعبكم وأهلكم، وأن تضعوا حداً للتصرفات الإجرامية الوحشية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية وعصاباتها وقوات ماهر الأسد وأن ترفعوا الحصار عن درعا وغيرها من المناطق السورية وانتم قادرون على فعل ذلك بل أهل له لتعيدوا للجيش السوري دوره الوطني في حماية الوطن والمواطن، وعلى النظام أن يدرك الهوة السحيقة التي تفصله عن الشعب السوري، فأساليب القرن الماضي بالقتل الوحشي والتعتيم الإعلامي لا يمكن تكرارها في القرن الواحد والعشرين؛ لان متغيرات جذرية قد حصلت منذ سقوط جدار برلين وحكومات الحزب الواحد في المعسكر الاشتراكي ومؤخراً سقوط النظامين التونسي والمصري، وعلى النظام أن يعي إن التعتيم الإعلامي لم يعد ممكناً في ظل ثورة المعلومات و التواصل و الفضائيات.

وانطلاقاً من هذا فان خيار قرار التغيير لا رجعة عنه وهذا ما يدفعنا لمناشدتكم بالله والوطن والوطنية الاصطفاف إلى جانب شعبكم وأهلكم لتحقيق الانتقال السلمي إلى الديمقراطية التي تستند على احترام حقوق الإنسان والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، لان مماطلة ومراوغة النظام ومحاولة كسب الوقت لكسر إرادة الشعب معللاً النفس بنجاح خيار الحل الأمني الذي هو وهم، فتسونامي إرادة الشعب في الحرية والكرامة لا يمكن درئها وستجرف كل الحواجز وما يطفو على السطح من غثاء.

يا أبناء الجيش السوري الباسل

إن أي مواطن غيور على بلده حريص عليكم ولا يريد لكم أن تدنس سمعتكم وتاريخكم الوطني والقومي المشرف من جرَاء سياسات منحرفة تشكل خطراً على وحدة المؤسسة العسكرية و عليكم أن تتحملوا مسؤولياتكم الوطنية بالوقوف إلى جانب شعبكم؛ لان النظام يريد جرّكم إلى معركة معه بممارسة إبادة جماعية ضد الإنسانية يتحمل من ينفذها المسؤولية القانونية أمام المحاكم الوطنية والدولية عاجلاً أو آجلاً، ولذلك لا يوجد أي مبرر لاستخدام القوة العسكرية ضد شعبكم وأهلكم من أجل حفنة من المستغلين واللصوص والفاسدين.

إن مطالب الشعب السوري بالتغيير هي مشروعة باعتراف رئيس النظام ومن ثمّ هي ليست تمرداً مسلحاً لعصابات وجماعات من نسج خيال النظام وهذا يفقد استخدام القوة لأي شرعية ويفرض عليكم أن تناصروا التغيير فالشعب الذي هو حاضنتكم الوطنية يعقد عليكم آمالا كبيرة في عملية التغيير، التي تسير بعزم الشعب السوري بخطوات حثيثة وواثقة نحو نيل الحرية والكرامة ونناشدكم أن تحموا وتحافظوا على شعبكم والالتحام معه لتحقيق أهدافه النبيلة وتعودوا إلى ثكناتكم والتفرغ للتدريب ورفع الكفاءة العسكرية والتعبوية لأداء واجب الدفاع عن الوطن والمواطن.

اللجنة السورية للعمل الديمقراطي

دمشق

2-5-2011

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى