صفحات مميزةلن ننساكم -بمثابة تحية الى شهداء سورية -

نصوص حول نمير الباشا – عاصم الباشا

 

عاصم الباشا

عاتبته يومًا : لماذا لا تقرأ يا نمير ؟
ابتسم محيّاه بخجل وأجابني : يالله ، أنت تقرأ بالنيابة عنّا!
ما كان بحاجة ، كان يحيا إنسانًا طيبًا .. وكأنه قرأ كتب الأرض كافة 
…………

أعلموني أن نمير حُرم من الطعام والشراب قرابة الشهر قبل رميه خارجًا معطوب الكلى والرئتين والدم…
نعرف أين جرى هذا ولن ننسى
………….

قتلانا فوقنا .. لكن السماء لا تُعتم ، لأن الشمس فينا!
أشعلها من قضوا من أجلنا
………..
يوم أعود سأمرّ على نمير وسنتجوّل معًا بين صخور جبالها ، وسنتبادل ثلاثتنا ذكريات الندوب ، وسأكون أقلّهم كلامًا.

……….

اعذروني ، ثورتي ناقصة : قضيت في سورية نصف ديمومتها فقط، واستأنست بالقصف مدة غير طويلة.
ربما تكملها 25 سنة من النفي الذاتي، لمعارضتي النظام منذ 1970.
وانكسار جناحيّ : نمير .
………

في زاويته الأخيرة في جريدة “المزرعة” – لصاحبها رامي مخلوف- يوزّع حسن م. يوسف النصائح والحكم يمينًا ويسارًا (للموالين فقط) ويعبّر عن سعادته لصداقة محمود عبد الواحد .
ليعلم كلاهما أنهما ساهما ، بتأييدهما لنظام الوحش المجرم، بقتل أخي تعذيبًا وعشرات الآلاف من أهلي .
أتساءل : أين سيختبئان ؟
…….

في الجزائر … كان نمير معي ، وقلت لهم ما أنا وموقفي من النظام الفاشي، وأنهم في هذه البلاد، كما كنّا ، ممنوعون من الحلم.
قلت ما جئت أقوله : ضرورة التمرّد على كلّ ما هو قائم.
الشكر جاءني في الكواليس .. وليس في العلن.
ليس بمقدوري أكثر من هذا
……….
سألت نمير : ماذا تريد من إسبانيا ؟
أجابني : غرسة رمّان حلو … وقدّاحات أصلية .. هذه الصينية لا تنفع!
كان يحبّ التدخين … والشجر .
………….

كلّ ما قد أفعله مستقبلاً يشاركني به نمير.
لأنه وضع حياته أساسًا لكي أفعل
…………..
قال نمير : سترى .. كيف يسقطون .
………..

أعدكم : لن أغيب عنكم يوم الحرية … وإن لم أك .. ينوب عنّي أي عمل حاولته … ونمير .
هل من تمثيل أكبر؟
…………

منذ سنة تقريبًا ، أفقت وزوجي في البيت الطيني الواقع في “عين العصافير”، يبرود، وعندما فتحت الباب فوجئنا بتراكم للثلج خلفه يقارب النصف متر (بفعل اتجاه الريح) . ما من إمكانية للخروج من الوادي أو تحريك السيارة بسبب انحدار الطريق والصقيع الذي جمّد الثلج.
سرعان ما جاء نمير مشيًا لنجدتنا وليسأل ما قد نحتاجه. حبسنا لغاية اليوم التالي. ومرة أخرى جاء نمير وساعدنا في الخروج من الحصار.
………..

كان والدي يقول، وهو مصيب: كل شيء يبدأ صغيرًا ويكبر .. عدا الموت : يحل كبيرًا .. ويصغر مع الزمن .
فلم يكبر موتك يا نمير ؟

خاص – صفحات سورية –

اللوحة للفنان السوري بشار العيسى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى