بيانات الانتفاضة

نـــــــداء: دعم الثورة الوطنية السورية فوق كل اولوية، ورفعاً للإجحاف بحق الكرد

تمر الثورة السورية بأخطر مراحلها بعد ثلاثة عشر شهرا على انطلاقتها، ووقت النظام الى تشديد جرائمه ومتابعة حربه الشرسة على المدن والقرى السورية، من حدود الجولان المحتل الى ضفاف دجلة، تبدو المعارضة السورية وكأنها في واد غير وادي الثورة وهموم الشعب وتضحياته.
وبينما يستمر الحراك الشعبي يعض على الجراح ويقدم قوافل الشهداء، مع ارتفاع كبير لمنسوب الدماء في الشارع الوطني، منذ اليوم الذي قال فيه ” المجلس الوطني يمثلنا” الى اليوم الذي غدا فيه آخر هموم هذا المجلس من فوّضه امر تمثيله والعمل باسمه، اذ غرق هذا المجلس في خلافاته وصراعاته وترف النصوص الاشكالية، بغير برنامج انتقالي، وبرؤية سياسية مبتسرة مستعجلة غير ناضجة تكاد تمزق صفوف الشعب وقوى الثورة .
طالت الاشهر والثورة تنتظر من مجلس يفترض انه يمثلها ولو نجاحا واحدا، يجتمعون ويتصارعون ويخونون بعضهم يمزقون الصفوف ويقومون بتسويات على انقاض تخوينات وهم لاهون عن الشعب وعاجزون عن ان يحوّلوا مجلسهم الى مؤسسة تواجه السلطة، بل بقي كيانا مهلهلا يفتقد خارطة طريق ويسيء بصورته الى الثورة ويشوش على كفاحية الثوار.
مع التحضير الارتجالي المستعجل لمؤتمر استانبول في 26 آذار الحالي، الذي حضّرت له قطر وتركيا، خيّب المجلس الوطني السوري مرة أخرى الآمل الذي لمّا يزل السوريون يعقدونه عليه ان يصبح رافعة للعمل الوطني، فاذا به عنصر سلبيي حمّل الثورة وزر اخطائه وتشرذمه وانغلاقه الذي ادى الى خلاف كبير وعميق غير مبرر مع المكوّن الكردي ( المجلس الكردي السوري، وكتلة التنسيقيات الشبابية المؤسسة للمجلس الوطني السوري) الذي شارك ميدانيا في الثورة منذ اليوم الأول، حين انطلقت التظاهرات من عامودا والقامشلي تهتف “بالدم بالروح نفديك يا درعا”، رمز ومبتدأ انطلاق الثورة السورية المباركة.
أن النظر الى المكون الكردي باعتباره عنصرا غريبا عن الوطن السوري، والتعامل معه باستعلاء يعيد للأذهان سلوك وتاريخ الاجهزة الامنية في سلطة البعث على مدى اربعين سنة، اذ جردته من جنسيته ومن اراضيه وممتلكاته ومن اسمائه ومن فضائه ناهيك عن حقوقه القومية، لا يشرفان من اعطاه شباب الثورة السورية شرف تمثيله. وان دلّا على شيء فعلى قصر نظر وجهل بالتاريخ الوطني السوري وتاريخ واحد من اهمّ مكونات ا لشعب السوري. وذلك لا يصبّ في نهاية المطاف الا في خدمة السلطة وسياساتها التي تحاول بها تمزيق صفوف قوى الثورة.
إذ نحتاج اليوم اكثر من اي وقت مضى الى وحدتنا الوطنية، نهيب بالعقلاء في هذا المجلس أن يسارعوا الى تدارك هذا الخطأ قبل ان تستفحل عواقبه، وتصحيح العلاقة مع سائر مكونات الشعب السوري بإعادة المظالم لأهلها والتراجع عن الخطأ فضيلة، وفي الوقت نفسه ندعو ممثلي المكون الكردي الى التعامل مع ما صدر من قيادة المجلس باعتباره خطأ يمكن تصحيحه، وذلك بالمبادرة الى دعوة الى تنظيم تحاور صريح يشارك فيه عقلاء وحكماء ذوو خبرة وحسّ شعبي توحّيدا للصفوف يرقى الى مستوى تضحيا ت هذا الشعب.
ندعو من مواقعنا المتواضعة في دعم ثورة شعبنا الى التوحّد من حول ثورة الحرية والكرامة والشروع في صياغة برنامج انتقالي يساعد الثورة على اسقاط سلطة الاسد بدل الاختلاف من حول صياغات دستورية غير توافقية.
المجد للثورة ولسوريا وطن لجميع ابنائه بغير تمييز
باريس 28 آذار 2012
ايمن الاسود
بشار العيسى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى