صفحات الحوار

هادى البحرة رئيس الائتلاف الوطنى السورى: المعارضة ستصدر من القاهرة وثيقة نهائية تشمل آليات الحل السياسى

 

 

المبادرة المصرية هدفها تشجيع المعارضة على الدخول فى عملية حوار مشترك لإيجاد حل سياسى

حوار أحمد جمعة – تصوير إسلام أسامة

قال المهندس هادى البحرة، رئيس الائتلاف الوطنى السورى المعارض، إن القاهرة خلقت بيئة ومناخا مناسبا للمعارضة السورية لوضع رؤيتها المشتركة وآليات حل الأزمة سياسيا، مؤكدا أن وثيقة القاهرة التى سيعلن عنها قريبا ستكون أساسا يُبنى عليه لأى مؤتمر دولى حول سوريا.

وأكد “البحرة”، خلال حوار خاص مع اليوم السابع خلال زيارته القصيرة للقاهرة، أن المبادرة المصرية هى تشجيع المعارضة السورية للقيام بعملية حوار مشترك، تفعيل الحل السياسى للأزمة السورية، مشيرا إلى أن زيارة عمار الأسد ابن عم الرئيس السورى ليست لها علاقة بحوار المعارضة السورية.

وأوضح أن موسكو أيقنت أن حل الأزمة السورية سيكون سياسيا وليس عسكريا، مطالبا روسيا بدعم حوار المعارضة الموسع بالقاهرة، مشيرا إلى أن واشنطن ستبدأ بتدريب 5 آلاف عنصر من المعارضة السورية المعتدلة مطلع فبراير المقبل.

بداية ما أسباب زيارتكم للقاهرة مؤخرا؟ وما تفاصيل لقائكم بوزير الخارجية والأمين العام للجامعة العربية؟

زيارتى لمصر للتشاور حول الأوضاع داخل سوريا والتطورات السياسية على الساحة، وبحث أوضاع ومشكلات الجالية السورية فى القاهرة من طلاب جامعات، الإقامات، الزيارات للعائلات المتواجدة فى عدة دول، وأوضاع اللاجئين غير الشرعيين الذين يسقطون ضحايا لعمليات استغلال من قبل المهربين وإصدار إقامات مزورة لهم، إضافة لتسهيل أمور السوريين داخل مصر بشكل عام.

هل هناك مبادرة مصرية وضعت لحل الأزمة السورية؟ هل وضعت المعارضة مطالبها فى القاهرة كى تكون أساسا للتفاوض؟

يجب أن نعرف ما المبادرة، المبادرة المصرية هى تشجيع المعارضة السورية للقيام بعملية حوار مشترك فيما بينها للخروج برؤية مشتركة تهيئ المناخ المناسب للمضى فى حل سياسى، هذا الشق موجود منذ فترة ومصر قامت بتفعيله الآن بشكل أوسع وأكبر، لا توجد لدى مصر بنود محددة تحاول فرضها على أطراف المعارضة، ولا يوجد توجه معين لأى تشكيل جديد للمعارضة، وما تسعى له القاهرة تفعيل الحل السياسى ومصر تعى أن إنجاح أى عمل سياسى يتطلب توافقا دوليا وتوافقا إقليمى وإرادة سياسية لإنجاحه، لذلك مصر تهيئ للمعارضة السورية مناخا للخوض فى عمليات الحوار التى انطلقت دون أى تدخلات من أى طرف آخر، وقد انطلقت عملية الحوار فى القاهرة، وكان لنا وفد مشارك والتقى بهيئة تنسيق الثورة، نحن نتوافق كمعارضة على الإطار التفاوضى وعلى وثيقة مبادئ أساسية، ولا يزال بيان جنيف 2012 الإطار التفاوضى، ومازلنا نرى فى عملية جنيف الاستمرارية المنطقية للخروج بحل للأزمة.

هنالك وثيقتان أساسيتان أمامنا هى وثيقة المبادئ الأساسية لتحقيق السلام وهناك وثيقة أخرى، وهى خارطة الطريق التى صاغتها هيئة تنسيق الثورة السورية بالتعاون مع أطراف وأحزاب سياسية، هاتان الوثيقتان تشكلان الأرضية الأساسية التى يمكن أن نُجرى الحوار عليهما للخروج بوثيقة واحدة، وهى تعتمد الاراء العامة مثل، ايقاف سفك الدماء، تخفيض مستوى العنف، إطلاق سراح المعتقلين، إجراءات قبل إطلاق العملية التفاوضية، ثم هناك آليات للحل السياسى من تشكيل هيئة حاكمة انتقالية إلى تحقيق البيئة المناسبة لإجراء انتخابات لجمعية تأسيسية وإعادة صياغة دستور سوريا وكل هذه الأمور، مصر تدفع بتسريع عملية الحوار بين المعارضة وتوفير البيئة والمناخ المناسب لها فى مصر لتحتضنها وتدعمها مصر، ونحتاج من القاهرة دعم ودفع ما تتوصل إليه المعارضة عن طريق تفعيله فى المنظمات الدولية والدول صاحبة القرار.

ما أطراف المعارضة المشاركة فى حوار القاهرة؟

هناك حوار ثنائى يجرى بين عدة قوى سياسية كما تستضيف عدة عواصم مثل موسكو وجنيف وبلغاريا نفس التحركات، وبعد الوصول إلى تفاهمات حول الوثيقة النهائية التى نرغب بإخراجها سوف يتم عقد لقاء تشاورى موسع تحتضنه مصر للخروج بتلك الوثيقة، نحن نسعى لتوحيد رؤى المعارضة بوثيقة واحدة تظهر رأى المعارضة بشكل كامل بطبيعة وآليات الحل السياسى.

متى بدأت الاتصالات مع مصر لبدأ وتفعيل الحوار؟

مصر كانت لها علاقة بالثورة السورية منذ اندلاعها، القاهرة تستضيف 300 ألف سورى ولها جهد متواصل، نحن نعلم أن القاهرة مرت بوضع داخلى معين شغلها عن التعامل بفاعلية لكن الآن مصر تدعم هذا الاتجاه ومازالت مصر تدعم الإطار العام السياسى، لكن أى عملية سياسية لن يكتب لها النجاح إلا إذا حدث توافق دولى من أمريكا وروسيا عليه وإلا سيفشل، فحوار القاهرة هو حوار سورى- سورى، ولا يحتاج لأى دعم دولى وهذه مهمة وطنية سورية علينا القيام بها كسوريين، سننجح إن شاء الله وسنخرج بوثيقة شاملة.

هل زيارة عمار الأسد لها علاقة بحوار قوى المعارضة بالقاهرة؟

لا توجد لزيارة ابن عم بشار الأسد أى علاقة لا من قريب ولا من بعيد من حوار المعارضة بالقاهرة، ما وصلنا أنه كان فى زيارة تخص عمله ومهنته وليس لدور أو نشاط سياسى.

هل يمكن أن تجلس المعارضة قريبا على طاولة حوار مع نظام الأسد لإيجاد حل للأزمة؟

لقد ذهبنا لجنيف وتفاوضنا مع وفد النظام فى وجود وسيط دولى، ونحن مع إعادة تفعيل مؤتمر جنيف وآلياته برعاية دولية، وهذا الشىء غير مخفى ومعلن للجميع، ولا يوجد لدينا أى اعتراض على الاستمرار فى مؤتمر جنيف وفق الرؤية التى سنضعها كمعارضة بشكل متكامل.

دور السعودية فى دعم الثورة والمعارضة السورية؟

السعودية كانت من أوائل الدول الداعمة لمطالب الشعب السورى وكانت من البداية تدفع لحل سياسى والنظام لم يستجب لأى دعوة لحل سياسى، السعودية من أوائل الداعمين لتغطية النواحى الإغاثية والإنسانية وتعد إحدى الدول الداعمة للجيش الحر داخل سوريا، والسعودية تدفع حاليا مع مصر وباقى الدول تفعيل الحل السياسى.

حدثنا عن تفاصيل لقائك بنائب وزير الخارجية الروسى ميخائيل بوجدانوف؟

لقاؤنا مع نائب وزير الخارجية الروسى ميخائيل بوجدانوف تم فى مدينة إسطنبول، ودار حوار صريح للغاية، فموسكو ترى أن هناك فرصة لبدء عملية حوار سورى سورى بين المعارضة تليها عملية تفاوض بين المعارضة والنظام، وقد توجهنا بالشكر لموسكو لأنها لاحظت أخيرا أنه لا وجود لحل عسكرى ولابد من تفعيل حل سياسى، لكننا أعربنا عن اعتراضنا الشديد على دعم روسيا لنظام الأسد بالعتاد والسلاح والمال حتى يتمكن من الاستمرار فى ارتكاب الجرائم بحق الشعب السورى، وأوضحنا له أن هذا يسىء لموسكو ويقلل من قدرتها على أن تكون وسيطا فى تحقيق العملية السلمية فهى طرف مع النظام القائم، وأبلغناهم أننا فى الائتلاف نتشارك مع الجميع لأهمية الحوار السورى السورى وقد بدأنا الحوار الوطنى قبيل قدومه للمنطقة، وننوى عقد لقاء تشاروى موسع، وموسكو تقول ان هدفها اقامة حوار سورى – سورى، وعليها أن تدعم عملية الحوار واللقاء الذى سيعقد بالقاهرة لاحقا كى نخلق الموقف الموحد والنتيجة التى نطمح أن نصل اليها، بعد ذلك ننظر إلى مؤتمر موسكو ليكون فى إطاره الصحيح، فلا يمكن أن تتم دعوتنا لحوار لا يوجد له إطار محدد، بغض النظر عن مؤتمر موسكو، يجرى بيننا حوار سورى سورى وما نتطلع إليه فى مؤتمر القاهرة فى المستقبل سيكون تمهيدا وأساسا يبنى عليه لأى مؤتمر دولى حول القضية السورية.

واشنطن وعدت بتدريب المعارضة السورية..متى سيتم تدريب القوات؟

برنامج التدريب والتجهيز الأمريكى من المتوقع أن يبدأ فى مطلع فبراير 2015، عدد القوات قليل وهو 5 آلاف مقاتل، القوى التى ستتدرب هى القوى المعتدلة على الأرض وعناصرها ستكون جزءا من قيادة عسكرية موحدة وضمن هيكلة عسكرية منظمة.

ما تقييمك للعمليات العسكرية التى يقودها التحالف الدولى ضد داعش فى سوريا؟

حتى اللحظة التحالف الدولى يتعامل باستراتيجية خاطئة فى محاربة الإرهاب، فلا يمكن القضاء على الإرهاب بضربات جوية فقط، لابد من اتباع استراتيجية على عدة مسارات وتسير بشكل متوازن مع بعضها البعض، فمحاربة داعش عسكريا لا يمكن أن يتحقق دون تنسيق كامل بين قوى جوية وقوى على الأرض، وهى قوة الجيش الحر الذى يجب رفع كفاءته وتجهيز للقيام بهذه المهمة، الشعب السورى لا يتفهم ما تقوم به طائرات التحالف بقصف مواقع داعش بينما تقصف طائرات الأسد الأحياء ببراميل متفجرة دون أى رد من التحالف، وهذا سيخلق بيئة لزيادة عدد المنضمين من خارج سوريا لداعش، لذا يجب التعاطى مع النظام نفسه المسبب الرئيسى للإرهاب، يجب زيادة ورفع كفاءة المعارضة المعتدلة وقدرتها على إدارة المناطق التى ستندحر منها داعش كى نتأكد من عدم عودتها تلك المناطق لاحقا.

وجهت العديد من الانتقادات لعدم تواصل الائتلاف المعارض مع الشارع.. ما تعليقك؟

هناك مزاعم أن الائتلاف ليس له علاقة بالشارع وهذا خطأ، فالمجالس المحلية المنتخبة فى الداخل السورى جزء من الائتلاف ولها مندوبون يمثلونها فى الائتلاف وهناك ممثلين لأركان الجيش الحر، هم يمثلون كتائب موجودة على الأرض فعليا، الائتلاف زج نفسه فى عمل لم يكن مؤهلا له وهو العمل الإغاثى، فالائتلاف منذ تأسيسه كل ما وصله حتى الآن لم يتجاوز 85 مليون دولار، ورعاية اللاجئين فى لبنان تحتاج 122 مليون دولار شهريا، الائتلاف تنظيم سياسى فى الأساس، لابد أن يتفرغ للعمل السياسى والعمل على تأمين الدعم الإغاثى عبر المنظمات الدولية التى تتحمل مسئولية النازحين.

لماذا تم حل المجلس العسكرى مؤخرا؟

المجلس العسكرى الموجود حاليا يجب أن يعكس القوى العسكرية الموجودة على الأرض فعليا، ولاسيما القوى المعتدلة والتى تتوافق مع رؤية الائتلاف نحو إنشاء سوريا ديمقراطية تعددية فى المستقبل، غالبية أعضاء المجلس هم ممثلو قوى عسكرية، ويوجد بعض الأعضاء الذين يجب استبدالهم بآخرين لهم ممثلون يحاربون على الأرض.

هل تتضمن مبادرة “دى مستورا” حلا ناجعا للأزمة فى سوريا؟

بداية، نشكر أى جهد لوقف العنف فى سوريا ولوقف سفك الدماء، لكن يجب أن نبنى على تجاربنا التاريخية، كما نعلم أن أول تجربة كانت الجامعة العربية بإرسال مراقبين على الأرض وفشلت، ثم مبادرة كوفى عنان الخاصة ذات النقاط الست وفشلت، لذلك نريد لمبادرة “دى مستورا” النجاح، ولابد من توافر عدة عوامل فى خطته أولها عدم قدرة النظام على نقل قوات من مكان لآخر؛ لأن هذا سينقل العنف من منطقة لمنطقة، ولدينا عدة تساؤلات حول آلية الرقابة التى تضمن التزام الأطراف بالمبادرة، وما العقوبات التى ستفرض على من سيخالف هذا الاتفاق، فإن لم توجد عقوبات لن يحترم أحد المبادرة وستبقى حبرا على ورق، ولا يمكن وضع شروط الاتفاق متساوية لأن النظام أكثر قوة وتنظيما وقوة من قوى الثورة الشعبية، الشىء الأهم مبادرة “دى مستورا” يجب أن تكون جزءا من حل سياسى متكاملا وليس مجرد طرح لحل مؤقت.

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى