صفحات الناس

هادي العبدالله: الناشط السوري الذي يغطّي معركة القصير

“كان في بداية الثورة السورية ينقل لنا مشاهداته عبر التلفون. يتنقلّ في أحياء حمص وينقل ما يجري الى الإعلام. رفض في البداية أن يظهر “صوتاً وصورة” خوفاً على أهله، فاعتمد إسماً مُستعاراً له وصار يغيّر صوته عندما يعطي تصريحات”. 

يقول مراسل صحافي (فضّل عدم ذكر اسمه) إن “هادي العبدالله”، الناشط الإعلامي السوري، كان بالنسبة للذين تواصلوا معه في البداية أشبه بالـ”أسطورة”: “هو أوّل من غطّى الأحداث في حمص. وبما أنه كان يستعمل ماكينة لتغيير صوته، فكانت نبرته لا تتغيّر. يتكلّم بهدوء وبثقة بالنفس ومن دون انفعال مع الصحافيين. ظنّ الكثيرون أنه متقدّم في العمر ولديه خبرة في العمل الإعلامي وفي نقل الأحداث”.

بعد أن اطمأن على أهله الذين نزحوا الى الأردن، قرّر هادي العبد الله الكشف عن صوته الحقيقي وعن وجهه أمام الإعلام. “فوجئت أنا وكل الصحافيين الذين أعرفهم عندما رأيناه لأول مرّة على الشاشة وسمعنا صوته. رأينا أمامنا شاباً في الـ 26 من عمره تقريباً، لا يشبه الصورة المتخيّلة التي رسمها له كل واحد فينا”.

استطاع هادي العبدالله أن يفرض نفسه على الساحة الإعلامية، وأصبحت أفلامه وتعليقاته وتقاريره تتناقلها الفضائيات والوكالات العربية والأجنبية. تنقّل سابقاً في حمص وهو اليوم في القصير ليغطّي ما يحدث هناك”.

فرض الوضع في سوريا وفي حمص تحديداً التي اشتهرت بناشطيها الإعلاميين، على هادي، وقبله على خالد أبو صلاح وعلى العديد غيرهما من الناشطين السوريين، بأن يحملوا كاميرات لأول مرّة في حياتهم وينقلوا ما يجري في سوريا الى العالم. كان هناك خوف من أن يتكرّر ما حصل في حماه في بداية الثمانينات من مجازر لم توثّق ولم تصوّر”، يقول ناشط سوري، فضّل عدم ذكر اسمه. ويتابع أن “المعارك في حمص هي الأعنف والأضواء مسلّطة عليها”.

طوّر الناشطون الإعلاميون خلال العامين الماضيين مهاراتهم لفرض أنفسهم على الإعلام: “بدأوا بالتصوير، انتقلوا بعدها الى التعليق ومن بعدها الى صناعة التقارير التلفزيونية”.

يغطّي هادي العبدالله معركة القصير التي يشنّ عليها عناصر من حزب الله والقوات السورية هجوماً عنيفاً منذ أسابيع، و”التي هي في واجهة الأحداث في العالم”.

تغطيتُه هذه محفوفة بالمخاطر، فهو نجا من الموت مرّات عديدة. يتنقلّ مع الجيش الحرّ ويصوّر الاشتباكات الدائرة على جبهة القصير. دخل الى مطار “الضبعة” العسكري، ليؤكّد أنه ما زال محرّراً، ولينفي ما تناقلته وسائل الإعلام عن سقوطة تحت سيطرة قوات النظام. لديه 168 ألف متابع لصفحته على فايسبوك، وحوالى 113 ألفاً على تويتر ومئات الفيديوات والمداخلات والتقارير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى