صفحات الرأيمحمد أبي سمرا

هذيان الهويات وقيح التاريخ/ محمد ابي سمرا

ما الذي يحدث اليوم في طرابلس؟ هل ما ينفجر بين الحيّين الطرابلسيين البائسين، جبل محسن وباب التبانة، هو قيح تراثنا وتاريخنا اللبنانيين والعربيين الإسلاميين، المنبعث من الهويات، من حطام الهويات، هذيانها وخوائها ومَقاتلها المتناسلة بين جماعات منكفئة، خائفة، خائبة، متذررة ومتنابذة؟ هل تتوقف هذه الملحمة الهزلية الدموية المستمرة منذ أجيال؟ لا شيء يشير الى ذلك أو ينبئ به.

إنه فصل من “أيام القتل العادي”، يجيب وضاح شرارة، مؤرخ أو راوي بعضٍ من يوميات هذا القتل في كتاب له في هذا العنوان (“دار النهار”، 2007)، فتحضر في الذاكرة صور تاريخ مديد من المَقاتل المتناسلة التي تختلط في دواعيها ومسوّغاتها وبواعثها، عوامل تفوق الحصر. لكن للمرة “الألف” لم “تغيّر” هذه المَقاتل، على اختلافها وتباينها، سوى “ما غيّرته سابقاتها”: “أي لا شيء”، ما دامت “الهرجات والفتن الأهلية والعسكرية في المجتمعات والسياسات العربية المعاصرة”، تعود “إلى “نسبٍ واحد (منذ أيام) المدن المملوكية والعثمانية (وصولاً الى العهود) الإنتدابية فالاستقلالية”.

“أبطال” هذه الفتن، مادتها وجمهورها، فوق الحصر أيضاً: جماعات أهلية متنافرة، أجزاء من جماعات، عصبيات قبلية وعشائرية وطائفية، أحزاب وزمر وقبضايات أحياء منكفئة ومتذررة السكان، جموع غاضبة أو بعض جموع، أجهزة أمنية وشلل من الضباط العسكريين تنشق في “حركات تصحيحية”، منظّمات أهلية مسلحة لا تتوقف عن الانشقاق والاقتتال، إضافة إلى فتيان ورعاع ومتصوفين ورجال استخبارات، وخلايا سرية نائمة ومستيقظة، انتحارية وقاتلة، ومجاهدين في سبيل الله والأمة والشعب والهوية والسلطان والقضية المقدسة.

قيح الصراعات الإقليمية

لكن هل يحدثُ هذا كله في طرابلس اليوم؟ نعم إن ما ينفجر بين الحيين الطرابلسيين البائسين، جبل محسن وباب التبانة، هو “قيح” تراثنا وتاريخنا وقضايانا وحروبنا اللبنانية والعربية الإسلامية التي تعفَّنت في تمجيدها الألسنُ والخطابة والأوهام التي جعلت التراث والتاريخ والقضايا سلعاً رخيصة في سوق هذيان الهويات وانتفاضاتها ومقاتلها الكبيرة والصغيرة. هذا ما وصفه وبيَّنه ورواه الباحث الفرنسي الشاب، المستعرب والمخطوف والقتيل ميشال سورا، في ثمانينات القرن العشرين، بعدما شهد الحروب الطرابلسية وعايش أهلها و”أبطالها” في باب التبانة وبعل محسن. كتب سورا آنذاك، نقلاً عن “بطله الدرامي” في باب التبانة، خليل عكاوي، أو أبو عربي، أن منظمة “فتح” الفلسطينية المسلحة وزعت “300 بندقية كلاشنيكوف” على مقاتلي “المقاومة الشعبية” التي قال قائدها في الحي، عكاوي نفسه، إن عددهم “يقارب 500” في تلك “الحقبة المجيدة”، إبان المجابهة بين الحيين الطرابلسيين في صيف 1981: باب التبانة – الحارة، الأمة، السنيّة السكان والهوية الأهلية والطائفية، وبعل محسن الحي العلوي المقابل الذي يشكل رأس حربة أو ذراعاً لنظام حافظ الأسد في مواجهة رأس حربة أخرى لـ”فتح” ياسر عرفات في التبانة. هذه الحرب “الصغيرة” التي خيضت بالوكالة، روى الباحث – الشاهد الفرنسي المستعرب، تفصيلياً ومشهدياً وقائعها الميدانية، فكتب أن المعارك بين الحيين البائسين وفي زواريبهما، ما كانت لتشتعل وتتطور وتستمر و”تشهد الأمجاد في وسائل الإعلام العالمية”، لو لم تكن فصلاً من فصول “اللعبة السياسية الإقليمية، بل الدولية” الملبننة. لذا سمّى سورا هذه الحرب “قيح” الصراع الحاد بين زعيم المقاومة الفلسطينية ونظام سوريا الأسد. ثم وصف مسرح هذا “القيح” على النحو الآتي: “رشق ناري ينطلق من بعل محسن. أهالي باب التبانة، وطرابلس أيضاً، لا يجدون أي صعوبة في فك طلاسم الرسالة: حافظ الأسد يريد إبلاغ ياسر عرفات بأن لا مصلحة له في هذا الأمر أو ذاك. أو هو يريد إبلاغ زعيم طرابلس رشيد كرامي، بأن عليه ألاَّ ينسى هذا الأمر أو ذاك، وربما عليه إبلاغ ياسر عرفات بذلك”.

هل نقول رحم الله الزعماء الثلاثة وبعض أركان حروبهم، ونبارك لأبنائهم ووارثيهم وسواهم من الناسجين اليوم على منوالهم في إدارة ذلك “القيح” في طرابلس وأحيائها البائسة؟

هذيان الهويات

لكن ما هو مصدر هذا “القيح” الذي ينفجر مقاتل أهلية – إقليمية متناسلة؟ إن مصدره الهويات، حطام الهويات، وهذيان الهويات ودبيبها في جماعات منكفئة، خائفة، خائبة، متذررة، ومتنابذة. وقد بيَّن تراثنا وتاريخنا البعيد والقريب والآني أن لا فرق بين هذيان الهويات، مهما بلغ وزنها وشأنها وشأوها، ما دامت مطيّة للتسلط والحرب: من هذيان مدارُهُ ومَدَادُهُ حيَّان سكنيان بائسان، أو أمة عرفت ماضياً أمبراطورياً في قرون غابرة، إلى هذيان جماعات محلية صغيرة في دولة وطنية صغيرة (لبنان)، صدعت جماعاتها صدوعاً مرغماً وموقتاً لتسوية “دستورية ديموقراطية” هشة سرعان ما قوَّضتها حروب أهلية – إقليمية مديدة لم تتوقف حتى الآن عن التناسل في أشكال وألوان كثيرة في بؤر من الديار اللبنانية. أما الهذيان الأصلي الأدهى، الأمرّ والأشدّ فتكاً، فهو ذاك الذي تتشبَّث به جماعات أهلية غالبة وجيوش وأجهزة أمنية بوليسية عاتية، استولت باسم هوية شمولية جامعة، على السلطات في دول وطنية كبرى (مصر الناصرية والساداتية والمباركية، وسوريا الأسد الأب والإبن، العراق الصدّامي، وليبيا القذافية…)، وحكمتها حكماً استبدادياً شمولياً ساحقاً، لا نزال نشهد تقويضه الصعب في ثورات دامية منذ ثلاث سنوات.

هذه الثورات في مساراتها ومصائرها لا تزال “تدبّ في الغموض العظيم”. الجملة هذه وردت في قصيدة لمحمد العبدالله لحّنها مرسيل خليفة وغنّاها تمجيداً للشيوعيين اللبنانيين، بعدما امتشقوا سلاح “النضال” العروبي الفلسطيني ضد ما سمّوه “الانعزالية المسيحية” في لبنان السبعينات من القرن الماضي، وقبل أن يكتشف الشاعر نفسه أن ذلك “النضال” ليس سوى حروب أهلية مدمرة. أما الثورات العربية الراهنة فكشفت عما أنزله الاستبداد الشمولي بالمجتمعات والجماعات العربية، من تذرر وتدمير وسحل وإدقاع واختناق وإملاق وغرق في تيه الهويات وهذيانها المكبوت طوال أكثر من ستة عقود.

إرث الحروب الطرابلسية

باب التبانة وجبل محسن في طرابلس، وسواهما من الأحياء السكنية المدينية والتجمعات والجماعات في المناطق والبلدات والقرى اللبنانية، هي اليوم مشرّعة على تيه الهويات وهذيانها المتروك على الغارب، عوداً على بدء تحوّل لبنان مسرحاً لحروب أهلية – إقليمية ملبننة، هي صنيعة تشقق اللبنانيين عصبيات أهلية متنابذة، كما هي صنيعة الديكتاتوريات العربية والديكتاتورية الاسلامية الخمينية في ايران، وجماعاتها الغالبة هناك، ومنظماتها وأجهزتها الأمنية العاملة في الديار اللبنانية.

كان للديكتاتورية الأسدية في سوريا، ولمنظماتها وأجهزتها، الى جانب أجهزة المنظمات الفلسطينية المسلحة، الدور الأبرز في تلك الحروب، منذ مطلع سبعينات القرن العشرين. أما بعد إجلاء المنظمات الفلسطينية عن جنوب لبنان وبيروت في صيف 1982، فاستُعمل كل من طرابلس والبقاع مسرحاً لتصفية الحسابات والثارات الدموية ما بين الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وبقايا جنده، ورئيس الأبد السوري الديكتاتوري حافظ الاسد الذي كُتب له النصر في طرابلس عام 1986. ففي ذلك العام قام الجيش الأسدي وشراذم أعوانه من الأحزاب اللبنانية، بهجوم دموي مدمر على طرابلس، أدى الى انتزاعها من القبضة الظلامية لحركة اسلامية اصولية (إمارة سعيد شعبان). وكان الأسد الأب قد استبق المقتلة الطرابلسية المدمرة بمقتلة مدينة حماة السورية وتدميرها على سكانها، كنموذج باهر لسلطانه الأمني الدموي.

في طرابلس النصف الأول من ثمانينات القرن العشرين، كانت قد تقاطعت لقيام الامارة الاسلامية الشعبانية، مصالح فلسطينية عرفاتية – إيرانية خمينية مشتركة، فأغرقت عصابات “امارة التوحيد الاسلامي” المدينة اللبنانية الشمالية في الفوضى والظلامية والخطف والترويع والقتل اليومي وصبّ الباطون على جثث القتلى في براميل الحديد. لكن بعدما اجتثّ الهجوم الاسدي على طرابلس “امارة التوحيد” وما سمّي آنذاك “فلول العرفاتية”، سرعان ما اهتدت المصالح الايرانية الخمينية والسورية الأسدية، الى انشاء معقل ظلامي مسلح جديد لنفوذها المشترك في لبنان. هكذا وُلد “حزب الله” في أحضان الطائفة الشيعية، بذريعة مقاومة الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب، فأذاع الحزب الخميني – الأسدي بيانه التأسيسي الى “أمة المستضعفين في العالم” من جامع الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية في العام 1985. في ذلك العام خطفت مجموعة سرية مسلحة سمّت نفسها “حركة الجهاد الاسلامي”، ميشال سورا وسواه من الرعايا الأجانب في لبنان، بعدما كان تفرّد في وصف مقتلة حماة الاسدية، فيما جرى ايضاً اغتيال “بطل” سورا المأسوي في باب التبانة، خليل عكاوي، بعد مدة قصيرة من زيارته دمشق ولقائه ديكتاتورها حافظ الاسد، في محاولة يائسة لتجنيب طرابلس وحارتها المقتلة البادية في أفق المدينة، جراء مناهضتها سوريا الأسد على قاعدة هوية محلية عروبية فلسطينية واسلامية (سنيّة).

حصل الهجوم على طرابلس، وحصلت المقتلة الكبرى في باب التبانة، فورّطت الاستخبارات السورية في تلك المقتلة مجموعات علوية من جبل محسن، مدفوعةً بالثأر لقتلى الحروب السابقة بين الحيين البائسين المتقابلين. استُكمِلتْ المقتلة بتصفية عدد كبير من مقاتلي التبانة، فيما حمل الخوف من الاغتيال والاعتقال آخرين على الانكفاء والتخفي أو الهجرة الى خارج لبنان. منذ العام 1986 إلى العام 2005، سيطرت على طرابلس القبضة الأمنية والسياسية الثقيلة للمخابرات السورية وملحقاتها المحلية من المنظمات المحلية، لا سيما حزب الجماعة العلوية المسمّى في جبل محسن “الحزب العربي الديموقراطي” بقيادة علي عيد، قبل نجله رفعت الذي خرج قبل أيام من اشتعال المحاور بين الحيين الطرابلسيين، مستأسداً متوعداً مهدداً داعياً الى حل شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، بعدما كشفت الشعبة عن ضلوع عناصر من حزبه في تفجيرَي طرابلس المروّعين، ردّاً منه على شيوع دعوة طرابلسية الى حل حزبه.

ثارات أسدية

بعد العام 2005، تحرَّرت طرابلس وسائر الديار اللبنانية من قبضة الإحتلال الأمني والسياسي الأسدي. ومع الارتجاج الذي يحدثه كل تحرر من احتلال ومن سيطرة هذه الجماعة أو تلك وأجهزتها الأهلية، على مدينة أو منطقة أو جماعات أخرى أو دولة، يطفو الى العلن، بعد التحرر، إرث الهويات المكبوتة وهذيانها وثاراتها الهاجعة المتخلفة عن الاحتلال والسيطرة.

أشد الثارات كلفةً بعد تحرر لبنان من القبضة الأسدية عقب اغتيال رفيق الحريري، كانت الاغتيالات والتفجيرات المبرمجة طوال نحو سنتين (2005 – 2006). هذا قبل الثأر الذي توسل به “حزب الله” باستدراجه الجيش الاسرائيلي الى حرب “الوعد الصادق” عليه وعلى لبنان في صيف 2006، فخرج الحزب من تلك الحرب “منتصراً” نصره “الإلهي”، فيما خرج لبنان كسيحاً مدمراً. أما الثأر الأسدي من طرابلس فكانت محطته حرب “فتح الاسلام” في مخيم نهر البارد الفلسطيني، فدمرت تلك الحرب المخيم وأنهكت الجيش اللبناني وكبّدته مئات القتلى. كان لباب التبانة وجبل محسن نصيب وافر في المسلسل الأسدي، فاستمر الحيَّان ينزفان “قيح”، إرث الثارات وهذيان الهويات في كل مناسبة ومنعطف سياسي وأمني عاشه لبنان منذ العام 2005. وفي أيار 2008 – بعد اعتصام “حزب الله” وأتباعه، اعتصاماً احتلالياً في وسط بيروت الجديد، ثأراً من الحريرية ومشروعها الإعماري الأبرز – استكمل الحزب الخميني الأسدي الملبنن ثأره من بيروت كلها ومن الجبل الشوفي، معقل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، فشنّ عليهما حملته العسكرية التأديبية الدامية التي مكَّنته مذذاك من الحلول محل السيطرة الأسدية على مفاصل الدولة اللبنانية ومؤسساتها وأجهزتها، وتعطيلها إلا في حال خدمتها سياساته الأمنية الإيرانية. وها هوذا الحزب الخميني يقاتل إلى جانب بقايا جيش الديكتاتورية الأسدية وشبّيحتها في الديار السورية الثائرة منذ 3 سنوات.

ولاءات عنكبوتية

المقتلة الدائرة اليوم بين جبل محسن وباب التبانة، تشبه ملحمة هزلية تنزف فيها في الحيين البائسين دماء جيل ثالث أو رابع، ورث عن آبائه وأجداده ثارات الحروب التي صنعتها ولاءات وهويات وأجهزة ومنظمات محلية واقليمية. في جبل محسن يتشبث بالسكان العلويين جهازُ حزبٍ علوي الهوية الطائفية يوالي النظام الأسدي والقيّم على إرثه في لبنان. أما في باب التبانة فتتشبثُ بالسكان السنّة هوية وثارات سنّية طائفية لا يوحّدها ويؤطرها جهاز حزبي، بل هي متروكة نهباً لدبيب الفوضى والتذرر في عصب وشلل مسلحة لا يجمعها جامع إلا ما يمكن تسميته “نظام البؤس والإعالة” القائم على ولاءات رمادية متضاربة. تتوزع هذه الولاءات العصبوية على الشخصيات والزعامات السياسية ومشايخ الدعوات والجمعيات الدينية في طرابلس. للإعالة – الولاء نظام يقوم على تنافس وتزاحم محمومين بين بطانات الزعامات وأزلامهم ومفاتيحهم الانتخابية المحلية، كما على تنافس مشايخ الدعوات الدينية على الأتباع والمريدين. أزلام الزعامات ومريدو المشايخ يؤدون أدوار الوسطاء بين الأهالي والزعماء والمشايخ، وينقِّلون ولاءاتهم بين زعيم وآخر، شيخ وآخر، بحسب الظروف وتقلب الأحوال، ومقدرة هذا الزعيم أو ذاك، وهذا الشيخ أو ذاك، على ضخ أموال الإعالة وقطع السلاح، والمساعدات والخدمات الاجتماعية المختلفة.

لذا يصعب في باب التبانة سبر طبقات الولاء والانتماء والمشاعر والحوادث والأفعال وملابساتها. فهذه كلها تتراكم، تتداخل، تنحرف، تنقلب وتتبدّل، حسب الظروف والمنافع المادية والمعنوية، على ما روى مرةً أحد سكان باب التبانة، قائلاً إن صور الزعماء ورجال السياسة التي يعلّقها أهالي الحي في بيوتهم ومحالهم، ثلاثية أو رباعية البعد: فما إن تقلب، مثلاً، الصورة التي يعلّقها أحدهم لسعد الحريري، حتى تطالعك على قفاها صورة عمر كرامي. على البعد الثالث من الصورة نفسها قد تجد صورة لمحمد الصفدي، وصولا الى صورة نجيب ميقاتي على البعد الرابع، وهكذا دواليك. هذه الولاءات وعصبها المسلحة، لها عدوها الأهلي الخارجي الأبرز والأقرب الذي يوحّدها ويؤجج ولاءاتها وثاراتها. إنه حي جبل محسن الذي، على خلاف باب التبانة، تندمج الهوية الطائفية فيه في ولاء حزبي واحد موحد هو “الحزب العربي الديموقراطي” بقيادة واحدة يشغلها رفعت عيد، الموالي وحزبه لسوريا الأسد و”حزب الله” في سوريا ولبنان، لا فرق.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى