صفحات الحوار

هل أصبح للمعارضة السورية تمثيلاً حقيقياً يدعم قضيتها؟

 


إعداد هدى إبراهيم

المعارض السوري رضوان زيادة، أستاذ الحقوق في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة وأحد الأعضاء المنتخبين في الهيئة الاستشارية لمؤتمر أنطاليا الذي يعدّ لتشكيل مجلس وطني انتقالي سوري، يتحدث عن وظيفة هذه الهيئة في دعم الانتفاضة السورية.

س ـ ما الذي تعنيه هذه الهيئة، وعلى ماذا ستعمل في الأسابيع والأيام المقبلة؟

إنها هيئة منتخبة من المؤتمرين الذين حضروا مؤتمر المعارضة السورية للتغيير. وهي تضم معظم القوى السياسية السورية ومكونات الشعب السوري من عرب وأكراد والشباب و” الإخوان المسلمين” و” إعلان دمشق” وغيرها.

بالتالي هي تعكس تمثيلاً حقيقياً للشعب السوري، وسيكون لها دور في المستقبل فيما يتعلق باختيار هيئة تنفيذية تتألف من 11 شخصاً لتقوم باللقاء مع ممثلي الهيئات الدولية، من أجل دعم الثورة السورية في الداخل.

نؤكد أنها ليست شكلاً من أشكال المجلس الانتقالي، بقدر ما هي هيئة تنفيذية تهدف إلى إيصال صوت السوريين في الداخل إلى المجتمع الدولي، من أجل تحقيق أهداف الشباب السوري في الحرية والكرامة.

أنا مستقل ولا أنتمي إلى أي جهة سياسية. وقد تم انتخابي بشكل رئيسي للعب الدور الحقوقي فيما يتعلق بكشف انتهاكات حقوق الإنسان، وإيصال ذلك إلى المحاكم الدولية وخاصة محكمة الجنايات الدولية.

قرر المؤتمر تأسيس لجنة حقوقية لفضح وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، والعمل مع المحاكم الدولية لتقديم بشار الأسد وغيره من الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري إلى هذه المحاكم.

كانت الانتخابات ديمقراطية وشفافة. وجاءت وفق القوائم الموجودة في المؤتمر. مارس فيها المؤتمرون حقهم بالتصويت والاقتراع المباشر بكل مسؤولية.

وبقدر ما هي هيئة تنفيذية عادية، بقدر ما أنّ وظيفتها هي إيصال صوت السوريين إلى الخارج والتعبير عنه من أجل الضغط على المجتمع الدولي لدعم قضية الشعب السوري.

س ـ كثير من الأصوات في سوريا اعترضت على قيام مثل هذا المؤتمر. برأيك، بعد النتائج التي خرجتم بها، هل سيكون هناك سماع أكبر لصوتكم لما تودّون الوصول إليه؟

يجب التأكيد على أن مسألة التمثيل هي دائماً صعبة في ظل أنظمة ديكتاتورية، حيث لم يكن هناك معارضة منظمة لفترة طويلة في سوريا. المعارضة في الداخل هي إما في السجون أو في المنفى.

بالتالي، فإن قضية الالتقاء في مؤتمر والنقاش والاتفاق على أجندة لدعم الداخل فيما يتعلق بإسقاط النظام، تعتبر في حد ذاتها نجاحاً كافياً.

إنها خطوة باتجاه توحيد صوت المعارضة والضغط باتجاه التمثيل الدولي للمعارضة السورية، سوف تحاول العمل مع كل السوريين في الخارج ودعمهم بشكل أو بآخر من أجل تحقيق أهداف الشعب السوري في الحرية والديمقراطية.

س ـ ذكرتَ أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة وديمقراطية. لكن هناك مَن هو اليوم في أنطاليا ويأخذ عليكم أن الانتخابات كانت نوعاً ما طائفية، تم الحرص فيها على التوازن بين الأطراف.

إنها ليست طائفية. لكن القائمة كانت شكلاً من أشكال التجمع، تم فيها تمثيل كل الأطياف السورية. لكن كأي عملية انتخابية، ربما تشوبها بعض الشوائب. ثم تأتي هذه الانتقادات، وهي انتقادات مشروعة.

نحن نقول أن هذه الهيئة لا تمثل كل السوريين، بقدر ما هي إحدى القوى التي سوف تعمل على توحيد الصف. وبالتأكيد كل مَن حضر المؤتمر سوف يكون له دور في المستقبل، سواء عبر اللجان المختلفة التي تم تشكيلها أو بالتشاور والتعاون معها.

هناك تمثيل كبير للشباب السوري، وسوف يتم تشكيل هيئة شبابية داخل المؤتمر سيكون لها دور رئيسي في التواصل مع شباب الداخل. وسوف تعمل بالتوازي مع الهيئة الاستشارية التي تم تشكيلها.

في النهاية هذه الثورة هي ثورة الشباب، ويجب أن يكون لهم تمثيلهم الحقيقي والضروري.

س ـ طالبتم باستقالة الرئيس بشار الأسد. اليوم وبعد شهرين ونصف وأكثر على انطلاق انتفاضة الشعب السوري، ما هو مدى الأمل في تحقيق هذا المطلب للمعارضة السورية برأيكم؟

هذا هو هدف الثورة السورية، الضغط الداخلي. وأنا أعتقد أن الشباب السوري قادر على تحقيق هدفه في فرض استقالة الرئيس. في نفس الوقت سوف تكون هناك ضغوطا خارجية من المجتمع الدولي تشكل عشرين بالمئة من مجمل الضغوط.

الآن هناك مشروع قرار في مجلس الأمن سوف يدين العنف الذي تمارسه السلطات السورية على المتظاهرين. ونعتقد أن هذه بداية الضغوط الحقيقية عبر مجلس الأمن، مما يشجع جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي على اتخاذ خطوات مماثلة وحقيقية من أجل وقف سفك دماء الشعب السوري.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى