إحسان طالبصفحات سورية

هل فشلت المعارضة السورية في قيادة الثورة ؟


احسان طالب

يوم بعد يوم يزداد المشهد السياسي السوري المعارض تعقيدا وتأزما ، فهو سائر في اتجاه متباين عن الوجهة المنوط بها لخدمة أهداف الشعب السوري الثائر

، الأسباب :

افتقار المعارضين لخبرة العمل السياسي حتى أولئك الذين ممن بلغوا من العمر عتيا وقضوا عقودا في أحزاب صورية

اعتياد المنخرطين في الحراك السياسي المعار ض ـ مجازا هو انخراط ـ على العمل العشوائي والبعد عن التخطيط والعمل المنظم

تجذر الشخصنة وكبر الرأس بحيث يريد الجميع أن يكونوا مسؤولين من الدرجة الأولى ويقدموا الأوامر فقط ، والآخرون ينفذونها

غياب العمل المؤسساتي المتضمن العمل كفريق

استمرار عدد محدود من كبار السن في ممارسة الدور الأبوي والسيطرة على القرار بذات الطريقة التي عهدوها في أحزابهم

ضعف أو غياب الرؤية السياسية المتكاملة والجزئية عند أفراد المعارضة ومؤسساتهم ـ أيضا مؤسسات مجازية ـ

انفصال النخبة السياسية ـ نخبة مجازية ـ عن الشارع بل وتعاليها عليه.

الغياب التام للممارسة الديمقراطية في تاريخ المعارضة رغم ما شهدته من طفرات محدودة ،مارست خلالها الديمقراطية، لكنها لم تؤصل كفعل وثقافة.

المحاولة الدائمة لإلقاء سبب الفشل على النظام والبعد عن النقد الذاتي بل وتخوين النقد

سعي القيادات المستمر لإقصاء الكفاءات وتسخير البعض لخدمة القيادة أو الزعيم

الافتقار إلى رؤية استراتيجية شاملة إلى حد ما لأليات الإسقاط وقواعد وأصول البناء ، اسقاط النظام وبناء الدولة المنشودة

الغالبة العظمى من المعارضين لا يقرؤون وتعودوا على ثقافة المشافهة ما أدى إلى حركة دورانية للأفكار والعجز عن الابداع والتطوير

نشأت ونمت تلك المعارضة في حضن النظام وشابهته في أفكارها ومنطلقاتها النظرية وكانت قضايا الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية ثانوية في فكرها وأنماط عملها ، فغابت تلك المفاهيم بمعانيها الواسعة ودلالاتها الفلسفية والفكرية عن ثقافة المعارضة ، فما كان لها إلا أن تفاجأ بالثورة وتصدم بالحراك الثوري الشعبي

رغم ادعائها بأنها وراء الثوار إلا أن خطابها الواعي كان دائما ينحاز لدور قيادي يقوم على الضبط والتصحيح دون أن تدري أن بينها وبين الحراك الثوري أشواط من الجفاء ومراحل من التقدم نحو مواجهة النظام

تباطؤ أتخاذ القرار وحصره بالقيادات وإلغاء دور الهيئات العمومية أضر بصورة فادحة في تشكيل تضامن داخل هيئات ومؤسسات المعارضة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى