صفحات العالم

هل ينجح نتنياهو في إقناع بوتين بطرد إيران من سوريا؟/يوسي ميلمان

 

 

في إحساس من التخوّف العظيم من تعزز التدخل الإيراني في سورية، طار هذا الصباح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى لقاء قصير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وجاء التعبير عن الاحساس بالالحاح، إن لم نقل الهلع، في أنه كان مستعدًا لأن يلغي إجازة الصيف لمضيفه في موقع الاستجمام سوتشي على شاطئ البحر الأسود. وليس هذا فقط بل إن العدد الكثير من التغريدات في هذا الموضوع من نتنياهو أمس، بما في ذلك البيان المسجل وصورته صحبة رئيس الموساد يوسي كوهن، ورئيس قيادة الأمن القومي مئير بن شباط، الذي تسلم لتوه مهام منصبه، واللذين يرافقانه في سفره، تشهد على ذلك.

نتنياهو وجهاز الامن كلهم قلقون جدًا من تعمّق انتشار إيران، حزب الله والمليشيات الشيعية التي أقامتها في أرجاء سورية.

واللقاء في سوتشي هو استمرار للقاءات التي عقدها الأسبوع الماضي في واشنطن رئيس الموساد، رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، اللواء هيرتسي هليفي وكبار آخرون مع نظرائهم الأمريكيين. وبقدر ما هو معروف، فقد نالوا حقنة دسمة من العطف. فالولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب ترى الأمور بانسجام مع إسرائيل وتعتبر إيران عدوًا، لكن قدرتها على التأثير في سورية محدودة. ذلك لأنه مثل سابقه براك أوباما، ترامب هو الآخر قرر بأن يكون التدخل الأمريكي في سورية محدود بهزيمة داعش.

في اللحظة التي يحصل فيها هذا، وهذا موضوع بضعة أشهر في أقصى الأحوال، ستترك الولايات المتحدة سورية منطقة نفوذ روسية.

وعليه؛ ففي إسرائيل أيضا يفهمون بأن روسيا هي المفتاح، ولكن هذا مفتاح ليس بالضرورة يفتح الباب الإسرائيلي. فطالما كان لإسرائيل وروسيا مصلحة مشتركة يمكن للتعاون أن ينجح. هكذا كان عندما أقيم جهاز التنسيق بين الجيشين منعًا للصدام والمعارك الجوية بين طياري سلاح جو الدولتين. هكذا كان أيضا عندما غضّت روسيا الطّرف عن هجمات سلاح الجو ضد إرساليات الصواريخ من إيران عبر سورية إلى حزب الله. أمّا الآن مصالح إسرائيل وروسيا غير متطابقة. إسرائيل تطلب طرد الوجود الإيراني ـ حزب الله والشيعة ـ من الأراضي السورية.

وبالتأكيد من قرب حدودها في هضبة الجولان. يمكن لهذا الهدف أن يتحقق بهذا التفاهم أو ذاك، من خلال محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا، ولكن روسيا بحاجة لإيران وفروعها كي تواصل الصراع في شرق سورية ضد داعش وفلول منظمات الثوار في باقي الدولة. بالنسبة لروسيا فان المقاتلين الإيرانيين ـ الشيعة ـ حزب الله هم «الأيدي والأرجل على الأرض»، التي ستعمل من أجل تحقيق هدفها ـ تثبيت نظام الأسد.

وعليه؛ فإن فُرص نتنياهو في إقناع بوتين بطرد إيران من سورية هزيلة. وبالتأكيد ليس في المدى القصير، ومشكوك جدًا أن يكون في المدى البعيد، حين ستتحقق في سورية تسوية سلمية. إن مجال المناورة الإسرائيلية في هذا الموضوع محدود. فهي متعلقة برحمة بوتين. وما تبقى لها هو فقط الردع وقدرتها العسكرية المتفوقة على الأسد، إيران وحزب الله. الحرب ليست في الأفق، ولكن وضع إسرائيل في جبهة الشمال التي تصبح مزدوجة ـ لبنان وسورية يصبح أكثر خطورة.

معاريف ـ 23/8/2017

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى