صفحات الحوار

هيثم المالح: حكومة الظل ستكون جاهزة لتسلم السلطة.. ولدينا أدلة على مشاركة إيران في القمع


«شيخ المعارضين» ورئيس مؤتمر اسطنبول في حوار مع «الشرق الأوسط»: نصر الله خوننا وقد انتهى في سوريا.. وخذلته الحذاقة في خطابه

ثائر عباس

تستعد المعارضة السورية ليوم مفصلي السبت المقبل، في المؤتمر الذي سوف تعقده في دمشق والعاصمة التركية في الوقت نفسه، سوف تخرج عنه «حكومة ظل» سورية تكون مستعدة لاستلام السلطة فور سقوط النظام، بل وتعمل على إسقاطه، كما يؤكد رئيس المؤتمر هيثم المالح المعروف بـ«شيخ المعارضين» لـ«الشرق الأوسط» من العاصمة التركية التي وصلها ليل أول من أمس بعد أن سمحت له السلطات السورية بالمغادرة بشكل مفاجئ – حتى بالنسبة إليه – فبدأ جولة محادثات في تركيا يستكملها اليوم بزيارة الاتحاد الأوروبي ولقاء رئيسة الاتحاد، قبل أن يعود إلى اسطنبول في اليوم نفسه لترؤس المؤتمر الذي يؤكد أنه سيكون إعلانا لقفل بابا الحوار مع النظام.

المالح، نفى وجود أي تسوية مع السلطة لخروجه، مؤكدا أنه رفض ويرفض الحوار مع سلطة «تقتل شعبها»، معتبرا أن الحوار معها هو «خيانة للشعب». وأكد المالح أن «حكومة الظل» السورية سوف تضم وزراء للدفاع والداخلية والمال والاقتصاد، وأنها ستحاور العالم. وأشار المالح، البالغ الثمانين من العمر، إلى أنه كان أكثر من أعطى الفرصة للرئيس السوري بشار الأسد وحاول محاورته لكن من دون جدوى، متوقعا سقوط النظام في وقت قريب جدا.

واتهم المالح إيران بالمشاركة في قمع الاحتجاجات، وأخذ على الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله أنه «خون» المعارضة، مؤكدا أن الثورة السورية «ممانعة»، مشيرا إلى أن نصر الله فقد شعبيته في سوريا وأن إيران سوف تخسر جراء دعمها النظام.

وفيما يلي نص الحوار:

* كيف خرجت من سوريا؟

– الأمر كان مفاجئا لي أكثر من غيري. أنا لست محاصرا فقط، بل إنه في الفترة الأخيرة اتخذت السلطة قرارا بتصفيتي جسديا. وأمروا المجموعة التي كانت تحاصر منزلي بإطلاق النار علي ما إن يلمحوني، على أن يقال أن «مندسا» ما قد قتلني. هذا نظام كاذب امتهن الكذب منذ مجيئه إلى الحكم.

نحن دولة خارج القانون، أي قانون. تمترس النظام منذ وجوده بحالة الطوارئ المعلنة، وتحت ذريعة الطوارئ تم تعطيل الدستور وإطلاق يد الأجهزة الأمنية لتعيث في الأرض فسادا، من قتل وتشريد وإهانة للأعراض والكرامات. قد تستغرب إذا ما قلت لك إنه بين عامي 1980 و1990 كان لدينا 50 ألف معتقل في سوريا وأكثر من 60 ألف قتيل، وهؤلاء القتلى ما زالوا أحياء في سجلات الدولة. بين «سجني» تدمر والمزة أكثر من 15 ألف سجين قتلوا. والنظام لا يكترث لا للقتل ولا لأي شيء آخر، فاستراتيجية (الرئيس السوري السابق) حافظ الأسد قامت على إطلاق يد المحيطين به في كل شيء، والشرط الأساسي هو المحافظة على الكرسي. ومع الزمن طالت أظافر هؤلاء، وحتى الأسد نفسه في آخر أيامه لم يعد قادرا على فعل شيء معهم لأنهم أصبحوا حماة السلطة، وتشابكت مصالحهم مع الفساد في قمة هرم السلطة، فأكثر من 85 في المائة من الدخل السوري هو في يد شخصيات في السلطة، و15 في المائة المتبقية للشعب السوري. ولهذا نجد أن 60 في المائة من الشعب السوري تحت خط الفقر و30 في المائة من قوته العاملة بلا عمل.

* لماذا لا تتجاوبون مع دعوات الحوار من قبل السلطة، هل تريدون أكل العنب أم قتل الناطور؟

– أنا أدعي أنه لا يوجد أحد آخر في سوريا حاول محاورة النظام بقدري منذ مجيء بشار الأسد إلى السلطة. أنا قلت إنه بغض النظر عن كيفية وصوله إلى السلطة بتعديل الدستور من أجله، سأخاطبه كرئيس للجمهورية، فأرسلت إليه 8 رسائل. الأولى قلت له فيها إني رجل مسن لا مطالب لي في الحياة وأنت شاب سمعت أن لديك رغبة بالإصلاح وأقدم إليك رؤية للمستقبل. لم أتكلم في السياسة بل بحقوق الإنسان وبالقانون. رؤية كان يمكن أن تغير طبيعة الوضع المزري في البلد من دون أضرار. نحن لدينا قوانين لا يمكن لعاقل أن يتوقعها. وأحد هذه القوانين هو المرسوم 14 الصادر عام 1969 وموقع من نور الدين الاتاسي ويوسف الزعيم، تقول المادة 16 منه إنه إذا ارتكب أحد عناصر الأمن جريمة أثناء تأديته مهامه، لا يمكن محاسبته عليها، إلا إذا وافق رئيسه. وضعت لبشار الأسد النص كما هو وقلت له كيف يمكن أن يوصف القانون فعلا معينا بأنه جريمة ولا يحاسب المجرم، هذا غير معقول. وهذا القانون ليس منشورا. إنه قانون سري لا ينشر، لكن يتم تطبيقه منذ صدروه. وهناك قانونان آخران تحت عنوان «حماية الثورة» و«حماية حزب البعث». وكلها قوانين جائرة أسست للجريمة بإطلاق يد الأمن وحصنوه. فإذا ارتكب عنصر أمن جريمة قتل شخص تحت التعذيب أصبح مصيره بيد رئيسه الذي سيطلب منه المزيد من الجرائم. لم يستجب الرئيس لأي رسالة أرسلتها، وفي آخر واحدة تكلمت بالسياسة فقلت له إنك تقول إنك تستشير من حولك ثم تتخذ القرار، فهناك فئة أخرى من المواطنين هم من المعارضة، فلماذا لا تفتح بابك لتسمع منهم ما يريدون؟ ولم يحصل أي شيء. لقد أعددت مذكرات حول حقوق الإنسان وحول منع التعذيب وقد بعثت بها إلى 5 وزراء رئيسيين، هم وزراء الدفاع والداخلية والتربية والعدل والتعليم العالي، ليتعلموا ما هي الحقوق الأساسية للمواطنين. نحن من الموقعين على اتفاقية منع التعذيب، لكن السلطات لا تكترث إلى شيء. لم يأتني أي جواب، لكن في أحد اللقاءات مع وزير العدل قال لي إنه اشترى كتبا عن حقوق الإنسان ووضعها في مكتبة معهد القضاة، والتقيت وزير الداخلية وطلبت منه حل موضوع المفقودين، فهؤلاء لديهم عائلات لا بد من حل أمورها في ما يتعلق بالإرث وانتقال الممتلكات، وكذلك ملف البيوت المصادرة حيث لدينا 20 ألف بيت مصادر بحجة أن مالكيها من الإخوان المسلمين. ولدينا ملف المغيبين، فلدينا نحو 250 ألف سوري خارج البلاد ولا يمكنهم العودة بسبب الملاحقات أو الإبعاد.. لكن لا حياة لمن تنادي، فأنا أتحاور مع طرشان لا يسمعون؟ لا أمل في هذه السلطة في أن تتخذ أي إجراء في اتجاه إيجابي. بالعكس فوجئنا في بداية الثورة، أنهم كانوا يرسلون إلينا بالرسائل مع دبلوماسيين للأسف. فوليد المعلم كلم السفير البريطاني وقال له إننا نتفاوض مع هيثم المالح ورياض سيف، ولما سألني السفير قلت له إنه لا علم لي بالموضوع. كانوا يكذبون على السفراء ليقولوا إنهم يحاورون. رفع الرئيس حالة الطوارئ بمرسوم، بعد أن كان قال إنه يجب إنشاء لجان لبحث كيفية رفع حال الطوارئ، وهو هنا كان إما يكذب أو يتغافل. وبدل حالة الطوارئ استعاض عنها بما هو أسوأ، فاصدر المرسوم 55 الذي عدل المادة 15 من قانون العقوبات الجزائية، الذي نقل صلاحيات التحقيق من النيابة العامة إلى الضابطة العدلية في وزارة الداخلية، فأصبح بإمكان الشرطي أن يطرق باب أي إنسان دون مذكرة قضائية ويعتقله لمدة أسبوع قابلة للتمديد 60 يوما. هذه أخطر من حالة الطوارئ لأنه قانون فيما لا أحد يعترف بحالة الطوارئ.

* إذن لا إمكانية للحوار مع النظام؟

– النظام غير قادر على تغيير أي شيء. ولا أعتقد أن هذا النظام وعلى رأسه بشار الأسد لديه أي رؤية للمستقبل، ولا يملك إرادة التغيير، وبالتالي لا يوجد أمل. اتصلوا بي على البيت لدعوتي إلى مؤتمر الحوار «تبعهم» فردت عليهم أخت زوجتي وقالت لهم إني غير موجود، فأبلغوها أن بطاقتي مع ملف الدعوة في مكتب فاروق الشرع وبإمكاني المرور لأخذها. لم أذهب، بل أصدرت بيانا برفض هذه الدعوة لأني «لا أخون الشعب»، فمن يحضر حوارا كهذا، مع سلطة ترتكب الجرائم بحق شعبها يخون هذا الشعب. بعد 200 شهيد و1500 مفقود و15 ألف مهجر، أي حوار يمكن أن يحصل. هناك 3 آلاف دبابة في كل مكان في سوريا اشتريناها من أموالنا لمحاربة إسرائيل. هم لا يحاربون إسرائيل، بل الشعب. فعلى ماذا أتحاور مع هذا النظام. لقد اشترطنا للحوار أساسا إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وكف يد الأجهزة عن مضايقة الناس وسحب الجيش من الشوارع والمدن، وقلنا لهم إذا طبقتم هذه الشروط نبدأ الحوار. فكيف يمكن أن أتحاور مع شخص يوجه المسدس إلى رأسي. هذا النظام يحاور نفسه. حزب البعث الذي خرب العراق يخرب الآن سوريا، كما يخرب اليمن. أنا لا أتحاور مع نظام كهذا، نحن ماضون في طريقنا والنظام آيل للسقوط لا محالة بإذن الله، وليس بعيدا.

* ما الفكرة وراء هذا المؤتمر؟

– سوريا في حالة ثورة. وفي حالة الثورة الأمور هي غير الحياة العادية. الآن نحن لدينا طروحات كثيرة. المعارضة ليست واحدة، من حق كل الناس أن تجتمع ويقدم كل امرئ رؤيته. حصلت لقاءات علنية وغير علنية، وتوصلنا إلى رؤية مكتوبة للمستقبل. وأجرينا دراسة كاملة لما طرح على الساحة، وخلصنا إلى ورقة واحدة.

* ورقة واحدة؟

– نعم، لسنا بحاجة إلى توصيف الوضع في سوريا فالجميع يعرفه، ولسنا بحاجة إلى تعداد اعتداءات النظام. الرؤية هي من أجل ما نريده في المستقبل. ودعونا كل أطياف المعارضة السورية إلى مؤتمر يعقد في دمشق، يضم الأحزاب، التجمع الوطني الديمقراطي، إعلان دمشق، وشخصيات هامة. دعوناهم إلى حضور الاجتماع وإبداء الرأي في هذه الورقة، حيث سيجري مناقشتها ثم يصار إلى تعديل هذه الورقة إذا كان ثمة حاجة، فإذا تم ذلك نكون وصلنا إلى رؤية موحدة.

* حكومة منفى؟

– سنشكل حكومة ظل، لأننا نريد أن نتعامل مع الأحداث بعقل صحيح وببرنامج عملي. لا بد من أن يكون هناك عمل منظم، فإذا سقط النظام كما نتوقع تكون لدينا رؤية لما بعده.

* ستسعون إلى اعتراف عالمي في هذه الحكومة؟

– هذا ليس مطروحا بسرعة، المهم أن نحدد نحن ماذا نريد.

* ماذا سيكون دور هذه الحكومة في المرحلة المقبلة؟

– متابعة الأحداث من وجهة نظر المعارضة، وسيكون هناك وزراء للاقتصاد والمالية والدفاع والخارجية وغيرها. سيكون هناك عمل علمي غير غوغائي.

* وتكون جاهزة للحكم عندما يسقط النظام؟

– نعم، يكون هناك شيء موجود على الأرض.

* كيف تأملون بحصول اجتماع مماثل في دمشق؟ أليس في الأمر «طموح» كبير؟

– اتركوا الأمر لنا. ليس بالأمر السهل، لكننا سنسعى قدر استطاعتنا، وسنعقد المؤتمر إن شاء الله مع هذه الظروف السيئة.

* ماذا عن اجتماع اسطنبول؟

– سيكون مكملا، فهما اجتماع واحد، ومن لا يستطيع أن يكون في الداخل سيكون هنا في اسطنبول. وسيكون بيننا اتصال مباشر.

* والعنوان الكبير؟

– هو الإعداد لما بعد سقوط النظام، فنحن اختلفنا عن بقية المعارضين بوضعنا خطوات عملية للمرحلة التالية.

* يبدو أن لديك عتبا على تركيا لتراجع اهتمامها بالوضع السوري؟

– صحيح.

* لماذا تراجع هذا الاهتمام برأيكم؟

– أنا أعتقد أن هذه المرحلة انتقالية. ليست فقط تركيا، بل الغرب أيضا. لقد حصل نوع من الفرملة، بعد ما تردد عن وجود حوار. لكن بعد مؤتمرنا سوف ينتهي الحوار، ونبدأ خطوات أخرى. وأعتقد أن تركيا والاتحاد الأوروبي سوف يتغير موقفهما نحو التصعيد بوجه النظام.

* إلى أي مدى تشبه حكومتكم المزمع إنشاؤها عن المجلس الانتقالي الليبي أو تختلف عنه؟

– لا نريد أن نكون مثل هذا المجلس ولن نكون مثله. المجلس الانتقالي الليبي هو عبارة عن هيئة تنفيذية لمواكبة أحداث الثورة على الأرض. المعارضة والمفكرون في سوريا لم يصنعوا الثورة. الثورة صنعت من قبل الشباب. الآن هؤلاء بحاجة إلى الدعم السياسي. ونحن نريد أن نرافقهم في هذه الثورة.

* ألا توجد في سوريا ثورة مسلحة؟

– قصة العصابات المسلحة التي خرج بها النظام، طرحت سابقا في تونس وفي مصر. نحن لم نحمل السلاح، وأنا أجزم – لأني أعيش في الداخل – أنه لا يوجد مسلحون في سوريا. المسلحون هم جماعة السلطة، هم الشبيحة. ففي المناطق السورية، غير اللاذقية، توظف السلطة عمال النظافة وعمال المصانع والموظفين الصغار وتزودهم بالسلاح والعصي والسكاكين لمهاجمة المتظاهرين. لدي حالة أعرفها، جندت السلطات فيها الأب والأبناء، فتعطي الأب 1000 ليرة سورية لحمل العصي ومهاجمة المتظاهرين، وتعطي الأبناء 500 ليرة لكل منهم للخروج في مظاهرات مؤيدة للنظام.

* في المقابل ثمة شائعات تطلق في سوريا عن مشاركة إيران وحزب الله في قمع الاحتجاجات، فما هو دليلكم على ذلك؟

– أنا أعتقد أن النظام الإيراني يساعد في القمع و(الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله قال شخصيا إنه يدعم النظام سياسيا. أنا أعتقد أن إيران ترسل أشخاصا من حرس الثورة. لقد عرفنا ذلك من روايات لبعض الناس في درعا عن مسلحين في الشوارع كانوا يتحدثون العربية الفصحى لا اللهجة السورية العامية. ولدينا معلومات عن وجود معسكرات قريبة من منطقة الضمير ومنطقة عدرا. لدينا أدلة شبه مؤكدة على مشاركة إيران بقمع الثوار وذلك بنسبة 90 في المائة. إيران لن تربح من وراء ذلك، بل تخسر، الآن حسن نصر الله انتهى في سوريا بعد أن كانت له شعبية كبيرة فيها، إنهم يحرقون صوره الآن. لقد خوننا، بقوله بضرورة الحفاظ على النظام لأنه نظام ممانع. ألسنا ممانعين؟

* أجبني عن هذا السؤال.. هل ثورتكم ممانعة؟

– الشعب السوري كله شعب مناضل. القضية الفلسطينية منذ بدايتها كانت محتضنة من الشعب السوري. نحن لا نقبل بأن يزايد علينا أحد في هذه المسألة. مع الأسف نصر الله الحاذق في الكلام، خذلته الحذاقة في خطابه. في عام 2006 بعثت إليه بكتاب تأييد، فيأتينا كلام التخوين.

* ماذا عن مستقبل الوضع الطائفي في سوريا؟

– في مذكرات معروف الدواليبي كنت أقرأ روايته عن مطالبة بعض الكتاب اليهود لفرنسا في عام 1936 بعدم الخروج من سوريا، وإلا فإن الدروز والمسيحيين والعلويين سوف يقتلون. والكلام نفسه يتردد الآن. لم يحصل شيء في ذلك الوقت، والآن لن يحصل أي شيء. الشعب السوري واعٍ، وما يطرح في المظاهرات هو شعار «الشعب السوري واحد».

*على ماذا تستندون في ثقتكم بقرب سقوط النظام؟

– سقط النظام عندما أطلقت الرصاصة الأولى على الشعب. ويوجد شيء آخر مهم جدا، هو الوضع الاقتصادي. فبعد شهرين لن يكون بإمكانهم أن يدفعوا رواتب الموظفين. لا يوجد سائح واحد في سوريا، والفنادق فارغة والتجارة متوقفة والناس لا تدفع الضرائب والمستحقات. الاقتصاد سوف يخنق هذا النظام.

* لماذا لم تتحرك حلب ودمشق؟

– حلب مدينة صناعية، وهناك عدد كبير من الحلبيين الذين تشابكوا في مصالحهم مع النظام. كما أن لحلب طابعا عشائريا، وقسم من العشائر يمشي مع النظام. وهؤلاء نسميهم نحن «الشبيحة الحلبيين». المجتمع الحلبي لم يخضع لمتغيرات كثيرة وحافظ على طبيعته المتجانسة بخلاف دمشق التي أصبح عدد سكانها الأصليين لا يتجاوز العشرين في المائة، وبالتالي فإن اللحمة المجتمعية غير موجودة. ومع ذلك فإن دمشق خرجت قبل حلب. فخرجت مظاهرة بخمسة آلاف شخص، أما الأسبوع الماضي فقد خرجت 5 مساجد كبيرة، أي بحدود 20 ألف متظاهر. أطراف دمشق تشهد الكثير من المظاهرات، وكذلك بعض مناطق قلب العاصمة. وأنا في تصوري أن دمشق وحلب ليستا بعيدتين عن الاندفاع المفاجئ نحو التظاهر بوجود الأزمات المعيشية والاقتصادية.

الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى