صفحات الحوار

وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية:الشعب السوري يواجه همجيتَي النظام والإرهاب ونحن وحلفاؤنا ندعم مخرجاً سياسياً يحفظ له كرامته

 

 

نيويورك – راغدة درغام

قال وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية إن الربيع العربي تعرض لـ «ثورة مضادة» وراءها أطراف هدفت إلى إفشاله، مشيراً في الوقت نفسه إلى تخوفه من «خسارة الأخلاق الدولية» بالنسبة إلى ضحايا الشعب السوري، ومشدداً على ضرورة القيام بتحرك دولي «بالعمل لا بالقول، سواء بجنيف١ أو بمبادرة أخرى» لإنهاء الأزمة السورية.

وأضاف فــي حديث إلى «الحــياة» على هامش أعمــــال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن أي حــــوار خليجــــي إيراني يجــــب أن يتم على قـــاعدة عـــدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعـــدم الانتقائـــية فــــي طــرح الملفات، لا سيما الإقليمية المتعلقة بالأزمات في الدول العربية.

وجدد العطية التأكيد على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن ٢٢١٦ المتعلق باليمن، مشيراً إلى أن دول التحالف المشاركة في الحرب دعماً للشرعية في اليمن «ليست من دعاة حرب» ولا هي في وارد الاستمرار في «حرب أبدية» في اليمن.

وهنا نص الحديث:

> دعني أبدأ بالموضوع السوري الذي يستحوذ على مداولات الأمم المتحدة والوفود الموجودة في الجمعية العامة. نسمع بحركة من هنا وهناك ومبادرات أميركية أو غير أميركية، وبالطبع هناك الطرح الروسي. ماذا لديكم حول هذه المبادرات؟ وأين أنتم منها؟

– موقفنا في قطر ثابت بالنسبة إلى الموضوع منذ بداية الثورة السورية. منذ العام 2011 الشعب أراد حريته، وللأسف الناس دائماً ينسون بداية الثورة السورية وأسبابها، هذا الشعب جوبه بالقتل. في بداية الثورة قدمنا مبادرة كان من الممكن أن تنقذ الوضع، وتحدثنا مع (الرئيس السوري) بشار الأسد في أكثر من واقعة لنثنيه عما يقوم به ضد شعبه، وتشجيعه على القيام ببعض الإصلاحات التي كان من الممكن أن تخدم القضية.

> نعم، ولكن نحن حيث نحن.

– هذه مشكلتنا، مشكلتنا أننا حيث نحن، لأن ذاكرتنا قصيرة دائماً، لكن القديم الجديد أن سبب المشكلة في سورية هو النظام السوري، وبشار الأسد تحديداً، وبالتالي نعتقد أن أي مبادرات لا تكون مبنية على اتفاقية جنيف1، التي يقبلها الشعب السوري لا أنا، وبهيئة انتقالية بالصلاحيات كافة ولا يكون للأسد دور فيها، لن تنجح. ومهما طرح من مبادرات فإن الشعب السوري قال كلمته. وفي المناسبة لا توجد مبادرة روسية، عفواً، أنا سمعتك تقولين مبادرة روسية.

> هناك موقف روسي واضح في دعمه النظام في دمشق عسكرياً وليس فقط سياسياً، وواضح تمسكه ببشار الأسد في السلطة الآن كجزء لا يتجزأ لا مناص منه في الحرب على الإرهاب وفي العملية الدبلوماسية من وجهة نظر موسكو.

– الموقف الروسي ليس بجديد ولم يتغير تجاه سورية، وإن كنا نأمل من الأصدقاء في روسيا بأن يتماشى موقفهم مع موقف الشعب السوري الصديق، لأن من سيبقى صديقاً لروسيا هو الشعب السوري وليس النظام السوري الحالي.

> هذا رأيهم، وهم واضحون في طروحاتهم، وقد استمعت إلى الرئيس فلاديمير بوتين في الجمعية العامة يقول إن بشار الأسد، وربما بعض الأكراد، هم الذين يحاربون وحدهم ضد «داعش»، وتحدث عن النظام في دمشق قائلاً إن هذه الحكومة شرعية، وكان واضحاً أن لا تنازل عن ذلك. هم يقولون جنيف ولكن لا يتصرفون وفق جنيف، فإذن أين نحن الآن من التصعيد العسكري ومن طروحات أميركية أو أوروبية ربما تريد التعاطي مع روسيا؟

– منذ خمس سنوات والشعب السوري يقاتل على خمس جبهات، يقاتل النظام وأعوانه ومن دخل ليدعم النظام والإرهابيين، ولم تنتصر عليه هذه المجموعة ولم يتغير شيء في المواقف. والشعب السوري، كما ذكرت، قال كلمته في هذه المسألة. إذا أردنا في المجتمع الدولي، أو على الأقل إذا أرادت الدول الفاعلة أن تنقذ سورية بالعمل وليس بالقول فقط، سواء بجنيف1 أو بمبادرة أخرى، فيجب أن تكون هناك مسلّمات لا تنحاز عنها هذه الدول، والمسلّمات هي مطالب الشعب السوري، لأن البرميل الذي يسقط على رأس امرأة وطفل وشيخ يؤدي النتيجة ذاتها التي يؤديها الإرهابي الذي يقطع الرؤوس، بالتالي نكون تركنا الشعب السوري أمام خيارين أحلاهما مرّ، إما همجية النظام أو همجية الإرهاب.

روسيا ليست ميدانية

> إذاً روسيا واضحة بأنها ماضية بما اختارته من سياسة، وكذلك إيران، وهما فاعلتان على الأرض ميدانياً في سورية. هل لكم وزن ميداني يمكِّنكم من القول: نقبل بهذا ولا نقبل بذاك؟

– الحديث عن أن روسيا فاعلة على الأرض غير دقيق، في لقاء البارحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأعتقد (الصحافي الأميركي) تشارلي روز، ذكر بوتين صراحة أن وجوده العسكري في سورية ليس للاشتباك ولا للحرب، على أقل تقدير في هذا الوقت. ونحن نتمنى أن يكون هذا هو موقف روسيا، ونتمنى أيضاً أن يكون لروسيا دورها، وأن تصغي أكثر لمطالب الشعب السوري الصديق الدائم لروسيا.

> دعني أقتبس أمامك ما قال فلاديمير بوتين موجهاً كلامه إلى الذين دعموا الربيع العربي والذين يدعمون المعارضة السورية المسلحة الآن، قال: «أتوجه إلى تلك الدول التي دعمت التغيير، هل تعون ماذا فعلتم؟ لا أتوقع إجابة منكم لكن الفراغ في السلطة في الشرق الأوسط أدى إلى تفشي الإرهاب والتطرف». هذا اتهام مباشر. ما ردكم عليه؟

– لدي جواب صريح، المشكلة ليست في الربيع العربي. المشكلة في من عمل خلف الثورات المضادة للربيع العربي. شهد العالم ربيعاً أوروبياً، الربيع كان موجوداً في كل العالم، في فرنسا والبرتغال، كل العالم شهد ربيعاً أو ثورة، المشكلة ليست في الربيع العربي، المشكلة تكمن في من قام بتغذية الثورات المضادة لإفشال الربيع العربي.

> من؟

– أياً كان. أنا لست في وارد ذكر أسماء أو أشخاص أو أطراف، لكن الثورات العربية عندما قامت كانت لها أهداف. شعب مهمش، شعب لديه خيرات لم يستفد منها، شعب صار يريد التعليم، يريد الحرية، يريد العدالة. ولكن من قام بالثورات المضادة هو من أفسد على الربيع العربي هذه الفرحة.

> أيضاً تحدث بوتين عن نوع من المساواة بين المعارضة المعتدلة في سورية وتدرجها إلى الداعشية، إذا شئت. واتهم الذين يقومون بتسليح أو دعم المعارضة السورية بأنهم يساهمون في تحويلها إلى «داعش»، بالتأكيد أتحدث عن الذين يدعمون أي أطراف في المعارضة السورية، هل أنتم من هؤلاء؟

– المعارضة السورية لم تستخدم السلاح إلا عندما أوغل النظام السوري في استخدامه بداية التحركات الشعبية، وهذا ثابت للكل، إلا من كان لديه قصر نظر. المعارضة السورية حملت السلاح دفاعاً عن نفسها وعن أعراضها وأموالها وقراها وعن محاولة التغيير الديموغرافي، في وجه العبث الذي قام به النظام السوري ومن أدخلهم من ميليشيات. أكثر من قاتل «داعش» في سورية هم المعارضة السورية، النظام السوري لم يطلق طلقة على «داعش»، وهو يشتري منه النفط والقمح، ويتبادلان تجارياً وفي الممرات الآمنة ويسهل له الأمور.

دعم المعارضة؟

> من في المعارضة السورية يتلقى الدعم منكم أنتم في قطر؟

– نحن مع مجموعة من الحلفاء، سواء تركيا أو مجموعة الحلفاء في أميركا وفرنسا وبريطانيا.

> أقصد بالسلاح.

– لا يوجد سلاح، الثوار لا يحتاجون إلى إمدادهم بالسلاح، الثوار يغنمون سلاحهم من النظام السوري ومن الجيش الذي أهلكه بشار الأسد. كان من الأولى، وكنا نتمنى، للجيش السوري الانحياز إلى شعبه وثورته بدلاً من أن يبقى لعبة في يد نظام بشار الأسد الذي أرهقه.

> سمعنا من مسؤولين أميركيين أن جون كيري وزير الخارجية في صدد، أو أنه يفكر في مبادرة جديدة سمعنا أن جزءاً منها أو الأساس لها أن يدعى كل من قطر وتركيا والسعودية إلى البحث في موضوع دعم المعارضة كجزء من التسوية التي في بالهم. وبالتأكيد الرئيس باراك أوباما أوضح تماماً أنه يتحدث عن إيران كطرف معني مباشرة بسورية وجاهز للتعامل معها. ماذا عن تلك المبادرة؟ هل تقدموا بها نحوكم رسمياً أو على هامش اللقاءات؟

– قطر والمملكة العربية السعودية وتركيا لن تألو جهداً في إيجاد مخرج سياسي لسورية يحفظ للشعب السوري كرامته. لن نتأخر عنه.

> ما هو المطلوب منكم، ماذا طلب الأميركيون؟

– لم يطلب الأميركيون منا، نحن والأميركيون في موضوع سورية أصدقاء ولدينا موقف واضح وثابت، موقفنا مبني على جنيف1، وهذا الموقف لم يتغير.

> فإذاً ماذا عن تلك المبادرة معالي الوزير؟

– لا توجد مبادرة جديدة، نحن لم ننفك عن الاجتماع ، وتبادل الآراء والمواقف منذ الثورة في سورية، ولكن نحتاج إلى عمل جاد لإنقاذ الشعب السوري.

> ماذا تعني؟ أتعني التحرك الأميركي وهذه التحركات غير جدية؟

– لم أقل أن التحركات غير جدية، لكننا وصلنا إلى مرحلة يجب على المجتمع الدولي، الفاعل أن يقول كفى لعبث النظام، وذلك باستخدام الوسائل المتاحة لإنهاء هذه الأزمة.

> وهذا لن يحدث.

– حصل في أماكن كثيرة. أخشى ما أخشاه أن نكون أمام سنة نخسر فيها الأخلاق الدولية، أمام ما يحدث في سورية اليوم نتكلم عن 300 ألف ويزيد بين أمّ وطفل قتلوا، يجب أن يكون هناك تحرك جاد وقوي.

> هل تقصد «تحرك عسكري»؟

– ليس شرطاً أن يكون عسكرياً، ولكن في وقائع سبقت تم التلويح بتحرك عسكري، فهرول النظام السوري وسلم ما لديه من ملفات بشأن الكيماوي. المطلوب تلويح آخر من هذا النوع.

> ومن سيقوم بهذا التلويح؟ أتعتقد أن الولايات المتحدة ستأخذ هذه المسألة مأخذ الجد؟

– لنتكلم بصراحة، الشعب السوري لا ينتظر شيئاً من أحد الآن، هو وصل إلى قناعة بأن سورية له وهو كفيل بتحريرها. ولكن المشكلة ليست هنا، هو سيحرر سورية لكنه لن ينظر إلينا نظرة احترام في المستقبل لأننا تخلينا عن سورية. يفترض فينا كدول صديقة لسورية، وكمجتمع دولي، أن تكون لنا الكلمة الفصل في موضوع إنهاء هذه الأزمة الدموية.

> عقد اجتماع وزاري الإثنين في الموضوع السوري. هل حضرتموه؟

– لسنا طرفاً فيه، لم نكن طرفاً فيه.

> ما هو ذلك الاجتماع؟ هل هو جديد؟

– لا، قد يكون تجمعاً لتبادل الآراء والأفكار، تعلمين أن أجندة الأمم المتحدة مزدحمة.

ايران والطاولة

> نعم، أنت تعرف أيضاً أن هناك مواقف خليجية تعارض أن يكون لإيران موقع على الطاولة، ومواقف خليجية أخرى تعارض أن تكون تركيا على طاولة المفاوضات في الموضوع السوري، كلاهما طرف في سورية، أحدهما جار مباشر والآخر له وجود ميداني عبر حزب الله وربما الحرس الثوري، لماذا تبدون وكأنكم ترحبون بالدور التركي في سورية؟

– لا يوجد طرف خليجي أو آخر لا يرحب بوجود الإيرانيين إلى الطاولة، لكن وجود الإيرانيين على الطاولة يجب أن يكون بشروط، لبعض الإخوة والأشقاء مخاوف مشروعة. الجلوس إلى الطاولة يتطلب أن نناقش الملفات كافة لا أن تكون جلسة انتقائية ننتقي فيها ما نريد التحدث به وما لا نريد التحدث به، وهذا مطلب مجلس التعاون لدول الخليج العربي، أن يكون الحوار في الملفات كافة.

> ومن يرفض هذه الشروط؟ من يرفض هذا الموقف؟

– لم ترفض الشروط، ذهبت إلى طهران في 2014 وتحدثت مع نظرائي في تلك الفترة للجلوس إلى طاولة مفاوضات لنتكلم في الشأن السوري، وهم ذكروا بالحرف الواحد أنهم لا يستطيعون الجلوس مع الأميركيين الآن، لأن ليست لديهم صلاحية في الجلوس معهم. إذاً هم ليس لهم صلاحية الجلوس وليس نحن.

> الآن وبعد التوافق والنقلة النوعية في العلاقة الأميركية- الإيرانية، هل مجلس التعاون، وأنتم في رئاسة المجلس حالياً، يحاول أو يقوم بأي عمل يوفق بين المواقف المتباعدة في موضوع جلوس إيران إلى طاولة العمل على المستقبل السوري؟

– إذا كانت إيران جادة في موضوع الملف السوري. لا نتحدث عن العلاقة الثنائية نحن نتحدث عن كتلة. لدينا خلاف مع إيران في كثير من المواقع في الدول العربية: في العراق وسورية ولبنان واليمن.

> هل تصف هذا الدور بأنه تدخل في الشؤون الداخلية لهذه البلدان الأربعة؟

– وإلا ما كان هناك خلاف مع إيران. حتى تبنى علاقات ثنائية مميزة، أو إقليمية مع الجار الإيراني، يجب أن تقوم على حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخر وعلى أساس احترام كل دولة لدورها، هذا هو الأساس.

> دعني أسألك عما قال الرئيس باراك أوباما في الجمعية العامة، عندما رحب بالتعاون مع أي دولة، وذكر روسيا وإيران في الموضوع السوري، ثم قال بكل وضوح: أختلف بالرأي بالنسبة إلى دور الأسد في الحل الوسط أو الواقعية التي تتحدث عنها روسيا، هل يطمئنكم أنه لم يلب الرئيس الروسي في إصراره على مركزية الأسد في كل شيء؟

– بداية، الولايات المتحدة هي صديق وحليف لنا، ثانياً هي من مجموعة الدول الأساس في أصدقاء سورية، وهذه المجموعة موقفها ثابت من مسألة النظام السوري والأسد ومن تلطخت يداه بالدماء، وإذا طرأ تغيير في موقف الولايات المتحدة فأول من سيعلم به هم حلفاؤها، حتى الآن موقف الولايات المتحدة واضح وصريح بأن لا مستقبل لبشار الأسد في سورية إعمالاً لرغبة الشعب السوري.

> تحدث عن عملية انتقالية بعيدة من الأسد، وحكومة تشمل الجميع، هذا هو نمط جنيف الأول والثاني، إنما ما زلنا نتحدث عن جنيف1 و جنيف2 والعقدة هي نفسها، عقدة الأسد، فماذا فعل الحليف الأميركي في موضوع حل هذه العقدة، لأننا نعرف ما فعل الجانب الروسي. تمسك بموقفه ويقول إن لا مجال للتخلي عنه، الأميركي يجيء ويلوح ويلمح.

– قد يكون الحلفاء بطيئين في اتخاذ القرارات والإجراءات المطلوبة، ولكن هذا لا يعني أنهم تراجعوا عن موقفهم، وهذا البطء أدى إلى نوع من عدم اعتماد الثورة السورية على أصدقائها للأسف، وهذا ما كنا نخشاه، ولكن في النهاية الموقف ثابت لم يتغير، والحل، طال الوقت أم قصر، هو ما أراده الشعب السوري.

> كم ستطول تلك الكارثة السورية؟

– نتمنى ألا تطول، لأن في كل يوم إضافي في الأزمة تخسر سورية الكثير من الأرواح.

> هل تقرأ جديداً في الموقف البريطاني، بمعنى أن لا استعداد للقبول ببشار الأسد إلى نهاية المطاف إنما استعداد للقبول به في مرحلة انتقالية لا تحدد بريطانيا مدتها، هذا جديد.

– المملكة المتحدة أبدت رأياً من هذا النوع، لكن المسألة تتعلق مرة أخرى بما يرغب به الشعب السوري. وسؤالي، الآن قرر شخص أو دولة ما بأن الحل هو بقاء فلان أو فلان، من الذي سينفذ هذا القرار؟ هل نلغي الشعب بالكامل؟ هل نقتله بالكامل لأن الدولة الفلانية قررت أن يبقى أو لا يبقى. هذا كلام.

> عملياً، لا يمكن أن تقول رغبة الشعب السوري، الشعب السوري -كان الله في عونه- غير قادر على قول كلمته، لقد حاول ذلك وأنت تعلم ماذا حصل.

– ولكن، حتى الآن لم يستطع النظام وأعوانه ومن يدعمه كسر إرادة هذا الشعب، هذا ما أتكلم عنه.

> أتعتبر أن ذلك النظام في وهن؟ في ضعف؟

– لا شك في أن النظام لا يسيطر على سورية، والدليل أن من يفاوض الثوار اليوم ليس النظام.

> ألا تخشون أن يحل «داعش» أو يملأ الفراغ؟

– لا يستطيع «داعش» أن يملأ الفراغ في سورية إذا مكنَّا المعارضة السورية من تنفيذ برامجها لما بعد النظام وما بعد بشار الأسد.

> كرئاسة لمجلس التعاون، نسمع عن الدور العُماني في الموضوع السوري. ولكن هو كما وصفه لي وزير خارجية عُمان الآن سرّي للغاية، إلى درجة أنه صيام عن الكلام –هذا التعبير استخدمه–. هل ينسق الطرف العُماني معكم أم أنه يفعل ما يريد ثم يُبلغكم بما فعل؟

– في كل الأحوال مجلس التعاون الخليجي يتشاور بشكل مستمر، وإذا كان أخي يوسف العلوي ذكر لك بأن موقفه سري للغاية فكيف لي أنا أن أعلم ما هو الموقف، لكني أؤكد أن ما يتعلق بمصلحة دول مجلس التعاون الخليجي في ازدهار وتطور، مواقفنا ثابتة لا تتغير، ويحق لكل دولة في مجلس التعاون الخليجي أن يكون لها رأي مختلف في أي قضية خارجة عن المجلس، هذا حق مشروع.

> ما رأيكم في مجلس التعاون الخليجي حول الكلام الجديد عن رغبة روسيا في تشكيل محور استخباري بين روسيا وسورية وإيران والعراق؟

– تحدثنا مع الأشقاء في العراق وزرت بغداد بنفسي حيث التقيت الرئاسات الثلاث، وكذلك الأخ مسعود البارزاني. حقيقة في العراق الحل واضح في برنامج إصلاحي، وسندعم الحكومة العراقية، بالتحديد ندعم حكومة الرئيس العبادي، وهو مشكوراً يحاول جاهداً تطبيق هذا البرنامج. إذا طبق هذا البرنامج لا يحتاج العراق إلى غرفة استخبارات وغرفة عمليات وخلافه. الحل واضح، هناك فئة كبيرة من الشعب العراقي استخدمت وهُمشت، بالتالي يجب إرجاع الحقوق إليها وتطبيق البرامج التي وعدت بها الحكومة. وفي كل الأحوال نحن نشكر جهود رئيس الحكومة السيد العبادي، ونتمنى بأن يقوم بخطوات أسرع وأن يقف وراءه كل العراقيين أصحاب القرار لحل مشكلة العراق.

> أظنكم قلتم، إن لم تخني ذاكرتي، إنكم في موضوع اليمن في خط واحد مع المملكة العربية السعودية، هل ما أتذكره حقيقي؟ هل تعتقدون أنكم على وشك الانتهاء من الناحية التصعيدية العسكرية في اليمن للبدء بالضرورة بالعملية السياسية، التي هي سائرة على كل حال، وإعادة البناء، لأن هذا البلد يتدمر والوضع فيه مأسوي أيضاً. اشرح لنا ما هو تقديركم للحرب اليمنية حالياً، وما ستقومون به لتؤثروا في إيران لتؤثر في الحوثيين. وماذا ستفعلون إزاء علي عبد الله صالح الذي يتصرف باستقلالية تكاد تكون هزلية. قبيلة ورجل، وأنتم مجلس التعاون خمس دول كبرى.

– الأمور كانت إلى ما قبل سبتمبر من العام الماضي في اليمن في الطريق الصحيح، ولكن للأسف علي عبد الله صالح ومن معه غرروا بالحوثي وجروه إلى هذه المعارك، الآن يوجد لدينا القرار 2216 وهو واضح ولا يحتمل اللبس، دول التحالف وضعت آلية لتنفيذ القرار وبدأت بتنفيذه وليست من دعاة الحرب. هذه الحرب فرضت بشكل أو بآخر، بعد الطلب من الحكومة اليمنية إعادة الشرعية، وفي الوقت ذاته دول التحالف ليست في وارد أن تكون هذه الحرب أبدية.

عن «الأخوان المسلمين»

> هل تدعم قطر الإخوان المسلمين بصورة مباشرة في اليمن؟

– هذه القصة القديمة المتجددة. قطر لا تدعم حزباً أو تدعم أشخاصاً، قطر تدعم حكومات، وهذا ثابت، لكن إذا صدر صوت عقل من قطر فإنها تتمنى ممن يتلقى هذا الصوت أن يحلل ما هو مقصود، وإذا طلبنا بعدم تهميش فئة هنا أو هناك فلا يعني ذلك بالضرورة أن قطر تدعمهم أو لها علاقة خاصة بهم، إنما نطلب عدم التهميش، والقصد أننا نحاول حقن الدماء وأن تُستوعب هذه الفئات، حتى، لا قدر الله، لا ندفع بها إلى مجهول لا تحمد عقباه، هذه فكرة قطر عندما تتكلم.

> هل هناك توتر في العلاقات بينكم وبين بعض الدول الخليجية بسبب نظرتهم بأنكم تدعمون الإخوان المسلمين في اليمن كما فعلتم في ليبيا ومصر، وفق رأيهم؟

– أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة نضج في مجلس التعاون الخليجي بأن يحترم كل منا آراء الآخر ومواقفه، ولا وجود لهذه الحساسية التي تتحدثين عنها.

> سأتحدث سريعاً عن مصر. يبدو لي أنكم في صدد علاقة أفضل لربما بين دولة ودولة، ولكن ليس واضحاً إن كان ذلك التغيير قد تطور إلى علاقة أفضل بين الحكم في البلدين، أقصد بينكم كحكومة وبين الرئيس السيسي في مصر بسبب الإخوان المسلمين.

– لا يوجد عداء بيننا وبين مصر، مصر دولة عربية لها مكانتها في جامعة الدول العربية، ونتمنى أن تكون مصر معافاة وبصحة، لأن صحة مصر من صحة الدول العربية، علاقاتنا مع مصر علاقات طبيعية.

> لا تتحدثون معهم بموضوع «الإخوان»، ولا هم يعاتبونكم على موضوع «الإخوان»؟

– هذا شأن داخلي لمصر، نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية.

> قمتم بحل بعض المشاكل التي كانت عالقة على أي حال في الفترة الأخيرة.

– كما ذكرت لك، علاقتنا طبيعية.

> ألم تكن طبيعية معالي الوزير؟

– هناك فرق بين وجود حالة عداء أو أن تكون العلاقة طبيعية. لم يكن بيننا وبين مصر على الإطلاق، ولا في أي فترة من الفترات، حالة عداء، والحديث يطول إذا أردنا أن نتحدث في هذا الموضوع، العلاقة مع مصر طبيعية.

وساطات حول لبنان

> وموضوع لبنان، لقد كان لكم أدوار في لبنان.

– لو أن عندي خبراً لأخبرتك، ولكن صراحة نحزن لما يجري في لبنان.

> هل أُفشلتم أو فشلتم بعد اتفاق الدوحة؟ وهل هناك حاجة إلى طائف جديد أو دوحة جديدة أو نيويورك جديدة؟

– هذه مراحل يمر بها لبنان، لم يفشل ما بعد الدوحة، لكن الظروف الإقليمية في المنطقة أثرت بشكل مباشر وغير مباشر في لبنان.

> هــل مـــا زلتــــم تقـــومون بـــوساطــة فـــــي موضــــوع المفقوديـن اللبنـــانيـــين. أنتم قمتــم بوســـاطة فـــي المــــاضي، هل ما زالت حية؟

– عندما توجد فرصة لإنقاذ روح بشرية لن نتأخر أبداً في الوساطة والمحاولات إذا استطعنا، ولنا محاولات كثيرة نجحت وأخرى فشلت، كقضية الجنود الفيجيين، والفيليبينيين. في موضوع المفقودين اللبنانيين، لدى الأطراف مطالب متبادلة، وحين تلبى هذه المطالب أعتقد أن الملف ينتهي.

> الإيرانيون يطرحون فكرة نظام أمني إقليمي جديد يضم إيران والعراق إلى جانب مجلس التعاون الخليجي، هل تعتقد أنها محاولة لتفكيك مجلس التعاون أم أن فيها طرحاً مقبولاً قابلاً للتفعيل؟

– ثقي بأن مجلس التعاون الخليجي عصي على أي تفكيك، ونحن لم نسمع عن أي مبادرة أمنية.

> هناك حديث عن نظام، عن ضرورة أن يكون هناك نظام أمني جديد في المنطقة.

– لا يوجد نظام أمني جديد، نحن نحتاج لأن تكون بيننا علاقات حسن جوار كما ذكرت لك، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وبإمكان منطقتنا أن تزدهر إذا التزمنا بهذه الأمور.

الحياة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى