صفحات الحوار

يحيى العريضي: نخوض أصعب المعارك في جنيف والنظام يشعر بالخطر ويعي تماماً أننا نعرف شيفرته

 

 

المتحدث باسم وفد المعارضة السورية قال في حوار مع «القدس العربي» إن المزاج العام هو لإيجاد حل

هبة محمد

تحدث الدكتور يحيى العريضي الناطق الرسمي باسم الوفد المفاوض في جنيف عن توقعاته حيال المرحلة الثانية من مفاوضات جنيف الحبلى بالقرارات والادانات ضد ممارسات النظام السوري، وناقش ملفات عدة، حيث اكد ان الوفد المفاوض يلحظ اهتماماً وجدية كبيرة من قبل الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص وفريقه، وأيضاً من قبل الدول الأخرى فهم حسب قوله «جادون بإيجاد حل، وصحيح ان هذه الدول تنفذ مصالحها في سوريا، لكن الجميع يعاني من القضية السورية، ومن هنا تنبع الجدية الحقيقية لإيجاد حل سياسي ينهي المأساة السورية».

وحول الضغط على النظام لتنفيذ مخرجات جنيف قال المتحدث الرسمي: إن روسيا لديها القدرة على الضغط على النظام لانه يعيش على حمايتها، وفعلاً قد ترجمت ذلك بالضغط عليه للدخول بالمفاوضات، والكثير من القوى جادة لانهاء الحرب لان هناك استحقاقات دولية، فهي تريد ان تستفيد من التوترات والحروب لكن بحدود معينه فالحرب عبارة عن خسارة لكل من يدخل فيها.

ورداً على سؤاله حول الخروج بقرار يداوي خيبات السوريين المتكررة قال العريضي: لا نملك معلومات محسوسة لكن الميل العام والمزاج العام هو باتجاه إيجاد حل ونحن نسعى بكل قدراتنا لان يكون في هذا الحل شيء من العدل للشعب السوري.

وتوقع الدكتور العريضي كشف محاولات النظام للتنصل من مسؤولياته في المرحلة المقبلة من الجولة الثامنة، وتعريته تماماً أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وقال ان ذلك سيكون برسم القرارات الدولية والأمم المتحدة وداعميه مثل موسكو التي تدعي انها تعمل بجدية لإيجاد الحل السلمي، كونها تعتبر أنه قد آن أوان الحصاد السياسي بعد التدخل العسكري، وتقديم نفسها على انها قد تمكنت من التقدم بالعملية السياسة امام واشنطن.

وأضاف أن روسيا تريد الحل على طريقتها وما تزال في عالم التكتيك للأسف، ونحن في المقابل نفهم استراتيجيتها ونقف لها بالمرصاد، فلن تستطيع موسكو ان تخدعنا بحقيقة رغبتها.

اختزال أهداف جنيف

ولدى سؤاله عن محاولة النظام السوري اختزال اهداف جنيف وتحويل قضيتها من حل سياسي شامل، إلى حل محدود يعنى بريف دمشق المحاصر فقط، ويلفت انتباه العالم اليه، قال المتحدث الرسمي: بالنسبة لقضية الغوطة فهي ليست جديدة فكل مناسبة مفاوضات وكل استحقاق وكل جولة كان النظام يختلق حدثاً جديداً، كتفجيرات حمص والمفخخات التي كان يصنعها لتضرب معاقله ومربعاته الأمنية، وهذا دليل يتأكد الآن للعالم انه النظام السوري هو وراء هذه الحوادث للفت الانتباه وحتى لا يترك أي فرص او مجال لحل سياسي.

وأضاف العريضي: هذا ما يفسر تصعيد النظام على الغوطة الشرقية، التي بدأت منذ الإعلان عن محادثات جنيف، وليس فقط عند انعقاد الجولة، وأيضاً ما يؤكد هذا التفسير، ان الحصار قائم على ريف دمشق الشرقي منذ اشهر طويلة لكن بشار الاسد صعد عسكرياً بالتزامن مع بدء التحضيرات لمفاوضات جنيف، ونزيد على ذلك بأن هذه المنطقة بالتحديد هي داخلة ضمن اتفاق خفض التصعيد، ما يظهر خروقات النظام المتواصلة.

ورأى ان تصرف النظام بخباثة ومحاولته افشال العملية السياسية، سينسف مصداقيته أمام حاضنته التي يسحقها بحرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، لان الطيف الموالي اصبح الآن يفتش عن الأمان والاستقرار ويبحث عن متنفس بعيداً عن القتل، إضافة إلى أولئك الرماديين الذين ستتكشف لهم حقيقة النظام بأنه عبارة عن عصابة لا أكثر، ومستقبل سوريا آخر اهتماماته.

وحول استراتيجية النظام لإفشال جنيف قال الدكتور العريضي انها «مؤلفة من نقاط عدة من بينها ضرب مصداقية المعارضة، التي رفض سابقًا تسميتها بالمعارضة، مصراً على ان المناوئين لحكمه وممثليهم عبارة عن إرهابيين لا يمكن الجلوس معهم على طاولة مفاوضات واحدة، إضافة إلى توجيهه التهم للمعارضة السورية على انهم عبارة عن اشخاص مرتبطين بدول ولهم اجندات تعمل لصالحها ومسيرة من قبلها، وذلك ضمن اطار الحملة التشويهية التي ينتهجها لنسف مصداقية الوفد وتبديد فكرة وجود شريك او جهة اخرى يمكن التفاوض معها.

وأضاف أن النظام ذاهب إلى جنيف ويضع نصب عينيه الاستمرار بحالة الاستفزاز، ولا نستبعد ان يحاول مجدداً خلال الـ48 ساعة المقبلة إحداث ضجة ما، واختلاق شيء معين من اجل سحب الانتباه من الموضوع الاساسي وهو الانتقال السياسي، وهو يعلم كما نعلم نحن ان مجرد ولوجه في عملية الحل السياسي او بدء مناقشته لها سيكون النظام انتهى تماماً، لانه غير مؤهل اطلاقا لان يقود بلد، وكل ما يفعله يدور في فلك الاحتفاظ بالسلطة. ورأى المتحدث بأن النظام السوري لأول مرة يشعر بالخطر ويعي تماماً ان من يفاوضه يعرف الشيفرة الخاصة به بشكل دقيق، مما جعله ينسق ويرتب مسلكه وموقفه على هذه الضوابط وهذه الأسس.

يريد معارضة على مقاسه

وقال المتحدث الرسمي باسم الوفد المفاوض في جنيف: من قال إنه يريد مجتمعاً متجانساً فطبيعي انه يريد أيضاً تفصيل معارضة على مقاسه من افرازاته ومن طينته، ولذلك تتعالى الأصوات من داخل أروقة النظام وسمعنا وسنسمع بسوتشي وبمعارضات وتكتلات تتكون في الداخل بصيغة مخابراتية، أما الآن فإن الكثير من هذه الذرائع قد سحبت بفعل مضاد من المعارضة، بشكل جاد وذكي وبقدرات عند اشخاص سحبوا بالدرجة الأولى ورقة تشويه المعارضة، ومن جانب آخر اثبتو انهم فعلاً جادون وهم حالة موثوقة لدى الأمم المتحدة التي هي صاحبة القرارات، وتعي تماما بأن المعارضة هيئة مسؤولة وتتصرف بمهنية رفيعة، ومهتمة وقلقة على مواجع الشعب السوري.

وأضاف: يقدم النظام السوري نفسه على انه ضحية الإرهاب، وفي وقت سابق أدخل إلى القرار الدولي الذي يتضمن الانتقال السياسي وحيثياته وكل الدعائم التي تدعم العلميات الانتخابية والدستورية، سلة الإرهاب وضخمها حتى يشغل العالم بذلك، فيما الأولى هو مكافحة إرهاب الدولة، وإرهاب الميليشيات التي ادخلها النظام السوري، إنه هو من وضع اللبنة الأساسية في بناء تنظيم الدولة «داعش».

ويضيف أما الآن ومع اعلان الأنظمة الدولية انتهاء «داعش» فضاقت الأرض بما رحبت على الأسد ونظامه، فحاول إيجاد المبررات واتجه نحو استهداف بيان «الرياض 2» وما حدث هناك، ساعياً إلى اشعال فتنة بأن هناك معارضات لم يتم أخذها بعين الاعتبار في المؤتمر، ثم صعّد عملياته العسكرية على ريف دمشق، للضغط على المعارضة السياسية لتحويل هدف المفاوضات من حل شامل إلى حل محدود يسعى لإنقاذ بقعة جغرافية صغيرة، إضافة إلى ضرب الحاضنة الشعبية للوفد المفاوض، الذي سيجلس على طاولة مفاوضات واحدة مع النظام فيما يقتل العشرات من المحاصرين، وذلك من خلال الجيش النظام الالكتروني.

إن أصعب معركة في رأي العريضي هي ما يحدث في جنيف حيث قال: نحن من الطبيعي أن نلفت انتباه العالم إلى قضية ريف دمشق المحاصر، وفعلاً تم ذلك من خلال بيان صحافي صدر وبالوقت ذاته نحن مصرون على الحل السياسي ولن نسمح بأن تتم إزاحة الانتباه عن النقطة الأساسية في تطبيق القرارات الشرعية الدولية والانخراط في العملية السياسية وتحقيق انتقال سياسي حقيقي.

فقضية الغوطة هي موضوع حساس وانساني ولا يمكن لاحد ان يتناساه او يتخلى عنه، وطرحه بالنسبة للوفد المفاوض في جنيف نقطة هامة بالتوازي مع القضايا التي جئنا من أجلها، لكن النظام وظف أبواقه من الأطراف كافة ، لضرب مصداقية الوفد، فأصبح يرتكب المجازر وينتقد من «كل يفاوض في ظل نزيف دم الأبرياء» ففي جنيف تجرى أصعب معركة لأننا نعرف استراتيجية النظام ونفهم مخططاته ونعمل على نسفها».

القدس العربي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى