خولة دنياصفحات سورية

يوميات مدن منكوبة -اطمئنوا وطمئنونا عنكم


خولة دنيا

اختي الحبيبة فدوى تحية حموية خالصة لك ولجميع الأهل في دوما وخصوصاً أمي الحبيبة اشتقت لكم جميعاً واشتقت للسفر إليكم أو مجيئكم إلي وخاصة أن المدارس مغلقة الآن، والصيف يكاد ينتهي دون أن نلتقي… لا استطيع السفر في هذه الفترة، ولم استطع الكلام معاكي بالهاتف، فالخطوط مقطوعة “يقولون” أنهم سيركبوا شبكة أحسن من الأولى بكثير، وكذلك الخلوي، “يقولون” أنهم سيحسنوا الشبكة وتصير متل الفريرة، وكمان الانترنت. يمكن سمعتي ماحدث في حارتنا ، أبو سعيد عطاكي عمره “يقولون” أنه سقط من على شرفة منزله، وكذلك ابن جارتنا خلود “وقع عليه سطل الجيران الساكنين تحتنا وعطاكي عمره. لا أعرف ماذا أقول لكي، ولكن أتمنى أن تطمئني أننا بخير، ولا ينقصنا شيء الحمدالله كلشي متوفر، وأهل سلمية ماقطعونا أبداً بأزمة الخبز، وإن كنت مشتهية رغيف خبز سخن، من زمان لم نأكل خبز سخن… أبو عامر أغلق مخبزه بسبب “المرض”………. أختي فدوى: بالمشرمحي سأحكي لكي مايجري، أظن أنني لم أعتد اللف والدوران ولن أعتاد عليه في حياتي استشهد جارنا أبو سعيد برصاصة قناصة وهو على البلكون ينظر مايحدث، وابن جارتنا خلود، استشهد في مظاهرة ماقبل اقتحام المدن بالدبابات… واضطر اهله لدفنه في المنصف مقابل شقتهم، لمابعد الحصار، ثم سينقلوه إلى مقبرة العائلة. الوضع سيء كتير الله وكيلك… حيطان بيتنا تشققت لأن البناية التي مقابلنا تهدمت بالقصف، وبيت أم محمد انسرق وانهب كله، لأن الأمن دخلوا ع البيت وسرقوه، كانوا يضحكوا وهم يحكوا عن العصابات المسلحة الغير موجودة. ماذا أحكي لكي…. فعلاً أنا مشتهية رغيف خبز سخن… لم يعد لدينا ولا فرن مفتوح، كله مسكر…. ومافي مجال إلا لتهريب الأكل من خارج المدينة…. حتى حليب حمودة، استطاع جارنا أن يهرب لي علبة من يومين، ولا أدري ماذا أفعل حين تنتهي. بالعموم أمورنا ماشي حالها، ولكن…. ابنة خالتك عبير التي ولّدت في شهرها السابع، ماتت ابنتها في حاضنة المشفى، لأنهم قطعوا الكهرباء عن المشفى.. ومشفى الحوراني والريس قصفوا، مات ناس كثر خلال هذه الأيام لا اعلم العدد ولكن يقال انه كبير جداً. وتحطمت بيوت وهدمت على رؤوس أصحابها، والمحلات أيضاً انهبت كلها…. ونحن نتفرج من خلف الزجاج لا نستطيع النوم أبداً، بعد السحور تبدأ المداهمات، والاعتقالات، ونحن خائفين على عادل أن ياخذوه، لا علاقة له بالمظاهرات، ولكن من يسأل!! أبو جورج اللحام، أرسل عائلته خارج المدينة، وبقي قال أنه لن يغادر إلا ع القبر، وكذلك أغلب الشباب والرجال، يحاولوا تسفير عائلاتهم خارج حماه والبقاء لحماية بيوتهم… ساحة العاصي، صار اسمها ساحة الدبابات من كتر ما دخلها دبابات وحيطان المقاهي كتبوا عليها (من هنا مر جنود الأسد)! يا أختي لا داعي لأن يكتبوا واضح أنهم مروا من هنا، البيوت والبنايات المهدمة، المحلات المكسرة والمنهوبة، الأولاد والرجال المفقودين، الصمت المطبق على المدينة منذ دخلوا، كلها شواهد أنهم مروا من هنا.. حتى الكنائس والمآذن لم تسلم من القصف.. وكأن لديهم ثارات مع حماه.. لن أطيل عليكي، كيف أنتم، هل صحيح أن ابن الخياطة استشهد في المظاهرات، وهل عاد أولاد أم محمود من السجن، الله يفك اسرهون؟ لا أدري ماذا أخبرك بعد قصف الجيش محولات الكهرباء بحارة الحسنيات و الاربعين، واعتقالات بالجملة و ماحدا عرفان شو خلفية القوائم، وليش لناس وناس، رغم خروج معظم اهل حماه، اذا مو كلهن، في المظاهرات !!! استشهدت نوال رشاً بالرصاص، زوجة نبيل قصرين، مسيحية في حي المدينة، بيتها مقابل للكنيسة، عندها ثلاثة شباب مثل الوردة. المهم أنتو كيف؟ والله قلقانة عليكم في دوما، اسمع اخبار سيئة من هناك، أن الطرقات مقطعة والدخول على الهوية، ولكن انبسطت كتير عندما علمت أن العلاقات ممتازة مع حرستا وعربين، والشباب شي بيرفع الناس صدق.. عندنا أيضاً تحسنت العلاقات مع المدن القريبة والمحيطة بنا، ساعدونا في تهريب المواد الغذائية والناس عن طريق الضاهرية، لم يكن مغلقاً بعد بالعساكر، وأهل محردة فتحوا الدير والمدارس لاستقبال الحموية. وأهل السلمية كمان استقبلوا أكتر من 500 عائلة ببيوتهم. كمان شي بيرفع الراس أرسل لكي رسالتي مع امرأة ثقة ، ستحاول الخروج لعند اولادها في دمشق قبلاتي للوالدة وقولي لها أن تسامحني لأني لم استطع المجيء هذه الصيفية، وبوسي كل أخواتي وأولادهم اتمنى أن تبقوا بخير وأن اسمع عنكم وأراكم قريباً اكتبوا لنا…. اطمئنوا وطمئنونا عنكم *** (هذه الرسالة افتراضية، راعيت فيها أن أكتب عن لحظات صادقة حدثت في حماه خلال الأيام الماضية). خولة دنيا 9-8-2011

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى