صفحات الثقافة

يوم الشعر العالمي: حتى يغدو الليل نهاراً

 

 

عندما نخصص يوما لأمر ما فهذا يعني أنه ينبغي تذكره في غمرة نسيان. وعندما نخصص يوما لقضية يعني أنها تحتاج الى تعاطف وتضامن. ربما لم يخطر هذا في بال صديقنا الشاعر محمد بنيس عندما اقترح على اليونسكو تخصيص يوم عالمي للشعر التي أقرته المنظمة الثقافية الأممية  في عام 1999. لنا حصة إذن في هذه المناسبة العالمية، مثلما لنا حصة في هذا التعبير الجمالي المبكّر للبشر، مثلما لكل البشر. فمن الصعب تخيل وجود أناس من دون شعر، كما من الصعب تخيل لغة وثقافة من دون شعر. إنه التعبير الأكثر التصاقاً باللغة، وما دام كذلك فهو التعبير الأكثر التصاقاً بالانسان. ومن بين سائر فنون البشر لا يحتاج الشعر إلى أدوات. فعندما يوجد الإنسان، توجد اللغة، وبهما يوجد الشعر. لذلك لا بداية للشعر لأنه النتاج الثاني للغة بعد الكلام، ولا نهاية للشعر لأنه سيظل ما دام الانسان موجودا ويستخدم هذا الوسيط السحري: اللغة. هذه الحروف التي لا تزيد عن ثلاثين أنتجت مليارات الكلمات التي انتجت بدورها ملايين القصائد. ومن بين سائر الفنون يستحيل طرح هذا السؤال: متى بدأ الشعر؟ في أي زمن، أي مكان؟ لأنه تستحيل معرفة متى بدأ الإنسان بالتكلم، ومتى انحرف هذا الكلام عن وظيفته اليومية البسيطة – المعقدة في آن، ليقول شيئاً آخر غير مفردة التواصل.

أ. ن

لمناسبة يوم الشعر العالمي ننشر هنا ملفاً من شعريات عالمية مختلفة:

 

 

حتى يغدو الليل..

 

(قصائد من الاسبانية ترجمها: أحمد عبد اللطيف)

 

 

الحمامة

 

رفائيل ألبيرتي

 

الحمامة أخطأت،

 

وضلت الطريق.

 

بدلاً من الشمال حلقت للجنوب،

 

والقمح ظنته ماءً.

 

الحمامة ظنت البحر سماءً

 

الليل ظنته صباحًا.

 

النجوم ظنتها ندى،

 

والقيظ ثلجًا.

 

الحمامة ظنت تنورتك قميصك،

 

وقلبك بيتها.

 

(نامت الحمامة على الضفة،

 

وأنتِ على قمة غصن).

 

 

 

 

أنتظرك

 

 

ماريو بينيديتي

 

 

 

أنتظرك حتى يغدو الليل نهارًا،

 

بتنهيدات آمال مفقودة.

 

لا أظن أنك ستأتين،

 

أعرف ذلك، أعرف أنك لن تأتي أبدًا.

 

أعرف أن المسافات تجرح،

 

أعرف أن الليالي باردة جدًا،

 

أعرف أنك لستِ هنا.

 

أظن أنني أعرف كل شيء عنك.

 

أعرف أن النهار سريعًا ما يغدو ليلًا،

 

أعرف أنك تحلمين بغرامي،

 

غير أنك لا تقولين،

 

أعرف أني أحمق لأني أنتظر،

 

وأعرف أنك لن تأتي أبدًا.

 

أنتظرك حين ليلًا ننظر للسماء،

 

أنتِ هناك،

 

وأنا هنا،

 

بشوق لتلك الأيام حيث

 

خلّفت القبلة طريقًا للوداع،

 

ربما لبقية حياتنا.

 

مأساًة أن أتحدث هكذا.

 

وحين يغدو النهار ليلًا،

 

وحين يخفي القمرُ الشمسَ الملتهبة،

 

أشعر بالوحدة، أعرف،

 

أبدًا لن أعرف في حياتي

 

مثلما أعرف الآن أني وحيد جدًا،

 

وأنك لستِ هنا.

 

لهذا الشعور أعتذر منك،

 

أبدًا لم تكن نيتي إهانتك.

 

أبدًا لم أحلم بعشقك،

 

ولا أن أشعر بك هكذا.

 

هوائي ينتهي مثل ماء في صحراء،

 

وحياتي تفنى حين لا تهجرين داخلي.

 

ما من أمل لي إلا أنتِ،

 

وأنا لست هناك…

 

ولماذا لست هناك؟

 

ستسألين…

 

لماذا لم أركب هذا الباص الذي يوصلني إليكِ؟

 

لأن العالم الذي أحمله هنا لا يسمح لي بالحياة هناك،

 

لأن كل الليالي تعاقبني كلما فكرت فيكِ.

 

ولماذا لا أنساكِ مرة واحدة؟

 

لماذا لا أعيش مرة واحدة؟

 

لماذا مرة واحدة…؟

 

 

 

 

غياب

 

خورخي لويس بورخس

 

 

 

سينبغي أن أرفع الحياة الواسعة

 

حياة هي الآن مرآتك:

 

وكل صباح ينبغي أن أعيد بناءها

 

منذ رحلتِ،

 

كم مكان غدا بلا معنى

 

وبلا فائدة، كما

 

الأضواء في النهار.

 

مساءات كانت مشكاة لصورتك،

 

موسيقى دومًا كنتِ تحفظينني بداخلها،

 

كلمات عن ذاك الزمن،

 

الآن صار حتميًا أن أحطمها بيديّ.

 

في أي مخبأ أدس روحي

 

كيلا تلحظ غيابك،

 

غياباً كشمس فظيعة، بلا غروب،

 

تبرق بلا رحمة وبلا حدود؟

 

غيابك يطوّقني

 

كما الحبل حول الحنجرة،

 

كالبحر الذي نغرق فيه.

 

 

شعرية

 

 

أدريانا بانيارس

 

 

 

1

 

للحظة أتوهم النوم مع رجل. رجل لا يحبني حقيقة. رجل لا يحبني قليلًا.

 

رجل لا يحبني.

 

أدخل الشات وكلهم هو.

 

كلهم بنفس اسمه، بعمره ذاته وفكاهته.

 

هذه المصادفة تجعلني أفكر أن هؤلاء لا يعنون أنهم هو

 

بل أنا، فأنا الآن بلا شيء ولا اسم،

 

أنا قد أكون أي أحد.

 

أنا قد أكون أي أحد وهو، رغم أنه كلهم، كلهم ليسوا إلا هو،

 

هو يتقرب مني، دون أن يعرف أني أنا،

 

يقول لي لماذا لا تأتين لبيتي

 

ونسمع بعض الألبومات.

 

2

 

وحيدًة أعود اليوم لبيتي. لا أحد رغب في الرقص معي ولا حتى قتل نفسه لأجلي.

 

الضربات ينالها من يثيرها وأنا

 

لم أعرف أبدًا التحديق.

 

اليوم أكتب كمن يعزف على بيانو، لكني نسيت النوتة الموسيقية.

 

ألمح بردًا خفيفًا بين شفتيّ. بردًا سائلًا كأن ذاتي

 

داخله جدًا

 

مجمّدة. وهذا الدم

 

دمي لأني من أثرته

 

بلسان ميت عضته الغيرة.

 

لكن هذه الضربة وهذا الموت ليس ذنبي وحدي.

 

على حافة عينيّ المغمضتين، فوق أرض مفتوحة

 

لا علاقة لها بي

 

أختبىء.

 

هذه الأرض الكامنة تحت جسدك ليست لمن يرغب فيها. أقولها ببطء وفي صمت

 

كصلاة دنيوية. كمن يستدعي الرب لحظة النشوة. هذه النائمة بجوارك

 

ليست المرأة التي ترغب فيها.

 

وحيدة عدت اليوم لبيتي لأن أحد لا يرغب في مراقصة جثة.

 

على الباركيه، ومختبئة تحت ضوء، دون فكاهة، تتحرك هي. الحركة

 

تقدم لها نبيذًا على البار، على عينيك وعينيّ خصمك. وأنا أتحدى ثملة

 

أمام الجسد أو أمام فانتازيا لن تتحقق.

 

وأنا، من قد أمنحك كل شيء دون القدرة على قول ذلك لك

 

كنت قادرة على العشق هكذا من قبل دون أذى،

 

أصب نفسي فوق مرتبة برائحة الأرض وأخفي

 

هذا المشهد الفارغ الذي هو وجهي

 

الذي هو عناقنا ونحن نفكر في بعضنا كغرباء

 

الذي هو رغبتي في أن أكون هذه الأخرى التي ترغب في التعرف عليها

 

تلك هي البصمة الوحيدة التي يمكن للحب أن يهادينا بها.

 

 

 

 

لا غبطة تفوق غبطتي. إني آكلُ الشِّعر

 

الشاعر الأميركي مارك ستراند

 

 

(ترجمها : أحمد. م. أحمد)

 

 

خرائط سوداء

 

لا جمهرة الحصى،

 

ولا هتاف الريح،

 

ستجعلك تُدرك

 

أنك وصلت،

 

ولا البحر الذي لا يمجّد

 

إلا بالرحيل،

 

لا الجبال

 

ولا المدن المحتضرة.

 

لا شيء سينبئك

 

أين تكون.

 

كلُّ وهلةٍ مكانٌ

 

لم تكن أبداً فيه.

 

يمكنك أن تسير

 

وفي ظنّك أنك تسكب

 

الضوءَ حولك.

 

لكن أنّى لك أن تعلم؟

 

الحاضر أبداً قاتم.

 

خرائطه سوداء،

 

تنهض من اللاشيء،

 

تصوِّرُ،

 

في ارتقائها الوئيدِ

 

إلى أنفسها،

 

إبحارَها،

 

خواءَها،

 

الضرورةَ العارية،

 

المتكيّفةَ، لاكتمالها.

 

آنَ تخرج إلى الوجود

 

تتبدى في هيئة النَّفَس.

 

وإذا تأمّلتَ فيها جميعاً

 

لن تجد،

 

متأخِّراً، أن ما حسبتَه

 

يعنيك منها

 

ليس موجوداً.

 

لا علامة تَسِمُ بيتَك

 

على أيٍّ منها،

 

ولا أصدقاء لك،

 

ينتظرون ظهورك،

 

ولا أعداءك

 

يتسقّطون خطاياك.

 

وحدك هناك،

 

ترحّبُ

 

بما ستكونُه،

 

والعشب الأسود

 

يشيلُ السماءَ السوداء.

 

 

 

سبع قصائد

 

 

إلى أنطونيا

 

 

 

1

 

على شفا

 

ليل الجسد

 

تعلو عشرةُ أقمار.

 

 

 

2

 

تتذكّرُ النُّدبةُ الجرحَ.

 

يتذكرُ الجرحُ الألمَ.

 

ها أنت تتوجعُ من جديد.

 

 

 

3

 

عندما نسير تحت الشمس

 

تلوحُ ظلالنا دائماً كمراكبَ محمَّلةٍ بالصمت.

 

 

 

4

 

يضطجعُ جسدي

 

وأسمعُ صوتيَ

 

يضطجع إلى جواري.

 

 

 

5

 

الصخرةُ مسرَّةٌ

 

وتنفتحُ

 

ثم ندلفُ إليها

 

كما ندلف إلى ذواتنا

 

كلَّ ليلة.

 

 

 

6

 

عندما أتحدث إلى النافذة

 

أقولُ إن الحالَ

 

على ما هي عليه.

 

 

 

7

 

لديّ مفتاح

 

لذلك أفتح البابَ وأدخل.

 

المكان مظلم وأدخل.

 

المكان أشدّ ظلمةً وأدخل.

 

 

 

 

 

 

 

أن نصلَ هذا المآل

 

 

 

فعلنا ما أردناه.

 

طوّحْنا بالأحلام، بادئَين بالصناعات الثقيلة

 

لكلينا، ورحّبنا بالأسى

 

وأسمينا الخرابَ “العادةَ التي لا فكاك منها”.

 

والآن ها نحن هنا.

 

العشاء جاهز ولا نستطيع تناوله.

 

اللحم يستقرّ في صحنه المطليّ بالأبيض.

 

النبيذ ينتظر.

 

ثمة مقابل

 

في أن نصلَ هذا المآل: لا شيء نأملُه، لا شيء نعطيه.

 

لا قلبَ يحيطنا أو شفاعة تُرتجى،

 

لا مكان نلوذ به، ولا سبب يُبقينا حيث نحن.

 

 

 

قد وقَعَ ما كنا نخشاه

 

 

 

يتّكئ الأقارب، ينظرون مترقِّبين.

 

رطّبوا شفاههم بألسنتهم. أستطيع أن أشعر بهم

 

يحثّوني على الأمر. رفعتُ الرضيع في الهواء.

 

أكوامٌ من زجاجات محطَّمة التمعت تحت الشمس.

 

فرقة صغيرة تعزف ألحاناً عسكرية قديمة.

 

أمي تبدد الوقت بنقر قدمها بالأرض.

 

أبي يقبّل امرأة لا تكفّ عن التلويح

 

لأحد آخر. هناك أشجار نخيل.

 

تبقّعت التلالُ بوهج برتقالي وغيوم

 

متلاطمة عالية وراءها. “هيّا أيها الصبيّ،”

 

سمعتُ أحدهم يقول، “هيّا.”

 

أبقى على تساؤلي إن كانت ستمطر.

 

تربدُّ السماء. يقصف الرعد.

 

“اكسر ساقيه،” تقول إحدى عمّاتي.

 

“الآن أعطه قبلةً.” أفعلُ ما يُملى عليّ.

 

تنحني الأشجار في الريح المدارية الجافة.

 

لم يصرخ الطفل، لكني أتذكر تلك الآهة

 

عندما مددتُ يدي إلى داخله بحثاً عن رئتيه ثم نشرتُهما

 

للذباب في الهواء. ابتهج الأقارب.

 

في ذلك الوقت أصابني السأم.

 

والآن، حين أردُّ على الهاتف، أستشعرُ

 

شفتيه على السماعة؛ وعندما أنام، ثمة شعرُه وقد التمَّ

 

حول وجه أليف على الوسادة؛ وأنّى بحثتُ

 

وجدتُ قدميه. هو ما قد تبقى لي من حياتي.

 

 

 

أكلُ الشِّعر

 

 

يسيل الحبر من طرفيّ شفتي.

 

لا غبطة تفوق غبطتي.

 

إني آكلُ الشِّعر.

 

موظفةُ المكتبة لا تصدقُ ما تراه.

 

يملأ الحزن عينيها

 

وهي تمشي ويداها في جيبيّ فستانها.

 

اختفتْ القصائد.

 

الضوء شحيح.

 

الكلاب على درج القبو في طريقها إلى الأعلى.

 

تدورُ مُقَلُ أعينها،

 

تتّقدُ أرجلُها الشقراء كفرشاة.

 

موظّفةُ المكتبة المسكينةُ تشرع بنقر الأرضِ بقدميها وتبكي.

 

إنها لا تعي ما يجري.

 

عندما جثوتُ ولعقتُ يدها،

 

صرختْ.

 

أنا رجل قليل الخبرة.

 

أزمجر في وجهها ثم أنبح.

 

أمْرَحُ مبتهجاً في الظلام الكُتُبيّ.

 

 

 

النهاية

 

 

 

ليس كلُّ رجل يعلم ماذا سيغنّي في النهاية،

 

إذ يرقب الرصيف والسفينة تبحر مبتعدة، أو ما سيكون عليه الأمر

 

لحظةَ يستوقفه هدير البحر، بلا حراك، هناك في النهاية،

 

أو ما الذي سيرتجيه آنَ يوقن أنه لن يرجع إلى حيث كان.

 

حين يفوتُ أوانُ تشذيب الوردة أو ملاطفة القطة،

 

حين يشعلُ الغروبُ المرجَ ويكسوه البدرُ ببياض الجليد

 

حتى لا يبان، ليس كلُّ امرئ يعلم ما البديل الذي سيلقاه.

 

حين تميل وطأةُ الماضي إلى العدم، والسماءُ

 

ليست سوى ضوء في الذاكرة، وأن حكايات السَّحَاب الرقيق

 

والغيم المتكاثف تأتي إلى نهايتها، وكلّ الطيور توقفت عن الطيران،

 

ليس كلّ امرئ يدري ماذا ينتظره، أو ماذا سيغني

 

حين تنزلق السفينة التي يبحر عليها في الظلام، هناك عند النهاية.

 

 

 

 

 

 

 

 

شاعرات أفغانيات

 

 

(ترجمة: محمد الأمين الكرخي)

 

 

شكيلا عزيز زده

 

كابول 1964، صدر لها “ذكريات اللاشيء” في العام 2008 عن منشورات ليورادن بهولندا ومجموعة قصصية بعنوان: “رسائل كابول”.

 

رؤيا

 

 

 

رويدا

 

رويدا

 

تأتي

 

سائرا على أطراف قدميك

 

لحظة تسمع الرؤيا وقع خطاك

 

تسكرني عيناك

 

حينما تزحف كالقطة تحت لحافي

 

نائما أو مستيقظا

 

تقبّل حرير نومي.

 

في المسافة الممتدة من يديك إلى عنقي

 

تغفو على وسادتي

 

بين الحلم واليقظة

 

لحظة أخلو من الرؤيا

 

أمتلئ بك.

 

خالدة بارش

 

 

 

ولدت في العام 1950 في كابول، تشرف على مجلة “سبيده” الثقافية، من كتبها الشعرية: سحابة غزل صغيرة.

 

مرثية الربيع

 

أسود تمثال الرحيل

 

وفارغ قاموس مخيلتي من اسم الانعتاق الأخضر.

 

كل ربيع،

 

عوضا عن الأزهار،

 

تنمو الرماح

 

وتنحر حنجرة أحدنا

 

من الوريد إلى الوريد.

 

بروين بجواك

 

كابول 1965، تقيم في كندا ولها مجموعة شعرية بعنوان: “موت الشمس”.

 

انتظار

 

برفقتنا

 

برفقتنا تذرف الغيوم دموعها

 

وترتجف الوريقات

 

معنا تعصف الريح غضبا

 

ونحن في هذه الليالي المظلمة

 

طافحون بصراخ مكتوم

 

نحمل مشاعل التضرع

 

بانتظار الفجر

 

(….)

 

مثل الماء

 

مثل الهواء

 

مثل العمل

 

مثل الغذاء

 

مثل الحب

 

مثل الصفاء

 

نحتاج إليك

 

هلم إلينا أيها الصلح

 

 

 

 

 

 

 

فاطمة أختر

 

 

 

ولدت في مدينة هرات عام 1953، صدر لها: الشفق يبزغ من الموجة، الجهة الأخرى للمرآة.

 

 

 

صدف

 

قلبي المفعم بحبك لي

 

لن أمنحه إياك

 

أخشى أن تسلبني حنانك

 

كرجالٍ

 

يطوقون أعناقهم باللؤلؤ

 

ويهملون الصدف.

 

نيلاب بجواك

 

ولدت في كابول 1973، وتقيم في كندا، عضو في جمعية النساء الأفغانيات بكندا، نشرت العديد من فصائدها في الصحف والمجلات الأدبية المعتبرة.

 

سؤال

 

أيها الحبيب

 

حين أفكر بالإله

 

أتخيلك منصتا بقلبك لابتهالاتي العاشقة

 

ذلك أن قلوبنا والإله من قماشة واحدة

 

أليس كذلك؟

 

ألم

 

كيف تجرؤ أن تنظر إلى عيني الطافحتين بحكايا مؤلمة

 

على هذا النحو

 

فيما أقف للمرة الألف

 

عاجزة عن النظر في المرآة.

 

 

مريم تركمني

 

ولدت من عائلة تركمانية في العام 1980 في مدينة مشهد الإيرانية، لها كتاب شعري بعنوان: ضفيرة مائلة.

 

مريم – 5

 

أقف خلف الشارة الحمراء

 

دون بطاقة

 

دون هوية.

 

على الجسر الذي يتراخى كل لحظة

 

تتحول الشارة إلى الأخضر

 

يمضون جميعا برفقة عينيّ

 

الحافلة أيضا

 

وروحي الحائرة.

 

في المحطة الأولى

 

للمرة الألف

 

تغويني تفاحة حواء، الحمراء.

 

في المحطة الثانية

 

تزداد العيون تلونا

 

في المحطة الثالثة

 

ترن الأصوات

 

في المحطة الرابعة

 

تعصف الريح بجدائلي

 

في المحطة الخامسة

 

يتبعثر تاج طفولتي.

 

منيجه تمنا

 

ولدت في هرات في العام 1979، تقيم في إيران ولها إسهامات عديدة في المسرح.

 

استيعاب

 

 

 

أتذكر جيدا لحظة مجيئك

 

كان الفصل شتاء

 

وكنتَ مطرا

 

يهطل على قامتي الجافة.

 

بعد أن بللتني،

 

صرت حبات ثلج

 

تستلقي على حصيرة حياتي السوداء.

 

لكن يا صغيري الهائل

 

فكّر مليّا

 

كيف يمكن لقلبي الصغير

 

أن يستوعب أنسانا بحجم قامتك الشامخة؟!

 

فاطمه طاهري

 

ولدت في هرات في العام 1980، وانتقلت مع عائلتها إلى إيران في العام 1986، تعد من الأسماء المميزة في المشهد الشعري الأفغاني.

 

استنشاق

 

ها أنت ذا تصير مقصا في يدي

 

أما أنا

 

فصفحات متطايرة في ذاكرتك

 

نركب في الحافلة نفسها

 

ونصير خريفا موحدا

 

نشير بأبهام صديق بلا يد

 

دون أن نضيق المساحة على الشخص الثالث الذي لم يأت

 

القلب منقبض؟

 

كلا

 

أنا ذاهبة لاستنشاق الهواء فقط.

 

 

شكرية عرفاني

 

قره باغ 1977، انتقلت إلى إيران مع عائلتها في بداية الثمانينيات وأكملت تحصيلها الدراسي في مدينة قم، تقيم حاليا في أستراليا، من كتبها الشعرية:

 

“حزننا لا يهدد العالم” و”لغة العزلة”.

 

من اليمين

 

أحب الحياة من اليمين إلى اليسار

 

وأحب المجيء مثل المطر

 

بسيطا ومعبّرا.

 

أحب البقاء مثل السماء

 

رحبا وأزرق

 

والرحيل أحبه شبيها بالسجدة

 

ترابيا وطريا

 

أحب الحياة من الجهة اليمنى

 

والكتابة أحبها شبيهة بشقائق النعمان

 

ومثل شروق الشمس

 

دائما من اليمين.

 

ليلا صراحت روشني

 

 

 

ولدت في مدينة جايكار عام 1975. صدر لها: البزوغ الأخضر، استمرار الصراخ، الحجر والمرايا.

 

زقاق موصد

 

في ربيع مرجاني كهذا

 

كيف يمكنني أن أتحدث عن الربيع

 

وقد ارتدت ورود الجوري

 

لونا آخر؟

 

كيف يمكنني أن أتحدث عن أزاهير التفاح البيض

 

وقد رصفت شقائق النعمان

 

بساطاً آخر؟

 

. . عن أثداء الحقول

 

إزاء عشبة الغضب السامقة

 

عن شدو النوارس

 

وأزيز الرصاص يغرس صدى آخر في القلب؟

 

يا حبيبي

 

يا حبيبي الرائع

 

في ربيع كهذا،

 

عن أي حب

 

وكيف؟

 

زهرا حسین ‌زاده

 

ولدت في كابول 1980، تقيم في مدينة مشهد بإيران ولها مجموعة شعرية بعنوان تدوين الألم.

 

نهر

 

حلم بي الجنود

 

وقد احتضنني النهر

 

كنت أرتدي ملابس رجالية

 

وكان رأسي بلا وجه.

 

جراحي المجنونة فرقتها على الستائر الترابية

 

جنود كثر

 

يستلقون عند ضفة النهر

 

وعلى جراحهم

 

يتطاير منديلي المطرز

 

لقد لفظني النهر

 

كومة عظام بألبسة رجالية بالية.

 

 

 

مينا نصر

 

ولدت في مدينة النجف بالعراق في العام 1974، تقيم حاليا في إيران ولها إصدار شعري بعنوان: “قبلات في طريقها إلى الأغنية”.

 

علاقة

 

أجدد طاقتي وأرمي حثالة الشاي

 

الذي بلا عطر وبلا حلم أو ذكريات

 

أنا المزهرية التي سقطت من يديك

 

لم أعد أعنى بالحكايات القديمة

 

وعودة الغربان إلى البيت

 

ولا بتلك الأحلام المكررة

 

سعادتي

 

أن الروزنامة تشرف على النهاية

 

حينها سأمزقك وأستند على لحظاتي المنتصبة

 

وعلى هذا الحائط الذي يرتجف

 

أحيانا.

 

 

 

 

 

 

مختارات من الشعر الفرنسي الجديد

 

 

 

(ترجمة: نجيب مبارك)

 

 

 

 

ألكسندر (مقتطف)

 

 

 

الأنهار المقدسة

 

كلّها في الينابيع مقلوبة

 

إذا كان من اللّازم أن نكون

 

مجهَّزين جيّداً على الأرض

 

فليكن بحبل أو سببٍ للعيش،

 

بحبلٍ معقود، قال

 

 

 

الأنهار تصعد

 

العدالة

 

كلّ شيء مقلوب على الأرض

 

 

 

الأسماك كما في سوق، في كشك

 

تلمع في خِرقها

 

لا يهمّ السيّدَ أن يبيع ماذا

 

أن يبيع سبباً أو نهراً

 

أو سيّداً لكي يعيش على الأرض

 

 

 

مقتفياً أثراً ضائعاً

 

لبلادٍ لم يضع قدمه عليها إنسان

 

في وحلِ الكلاب

 

كما في سوق

 

يتجوّلون فرادى وعصابات

 

جبناء مخنوقين

 

ما زالوا يتنفسّون على شفا حبل

 

مجرورٍ علانية

 

 

 

لكي يعيش هناك

 

كانت لديه عائلة من الكلاب

 

لقد زوَّر الأنهار، زوّر كلّ العملات

 

أطاح بكلّ شيء

 

حتّى العدالة على الأرض

 

 

 

شمسي

 

هي الوحيدة التي نجَت في بيتك

 

من هذا الطريق الشاقّ الطويل

 

أنت تواصلين المشي

 

إنهم شريعةٌ حيّة بلا سادةٍ وسِخين

 

أغبياء يسيل لعابهم على هذا الطريق

 

كلّهم يبحثون عن شريعة حيّة في بيتك

 

في كلّ مكان أثرٌ

 

حيث وراءه توجد شمس

 

والتلّ القادم في بيتك

 

سبَبٌ يهبُّ على الساحة

 

كلّ الأشياء للبيع

 

الحكيم مثل الكلب أمام الشمس

 

اسحبي ذاتك من هنا

 

يا شمسي، إنك تبحثين

 

تتشمّمين في مواجهة ضد الأرض

 

كلّ شيء سينقلب ويُدفن ضد الأرض

 

اذهبي مع الكلاب الضالة

 

هذا الطريق طويل

 

إنهم شريعة حيّة ضد الأرض

 

 

 

بالنسبة لي

 

إن لم أكن هنا أو في مكان آخر لا يهمّ

 

سيأتي الجميع إلى السيّد في السوق

 

كلهم سيُعرَضون للبيع

 

سيأتون من كلّ جهات الأرض من أجلي

 

أريد أن أكون في كشك لامع مثل الجميع

 

أنظر مع الأسماك إلى السيّد

 

انظُر من أعلى التلّ

 

إلى كوخ قذرٍ فيه كلاب ضالة

 

سيَهزِمون العدالة على شفا حبلٍ

 

وسيُطاح بكلّ سببٍ للعيش

 

على الأرض.

 

 

 

غيوم كونديلو (1978-….)

 

 

 

ضجيج

 

 

 

النهايةُ، لطالما تكرّر ذلك، لا يُؤخذ بها، مع الأيادي التي تصنع ضمّادات خفيّة هذه الأيام.

 

أعرفُ ما يجب القيام به، الاتّكاء، أن أكون أسطوانة محرّك، أجمع الضوء، وليس مرضاً أن أنشره سريعاً ، الأيام طويلة جداً، إنها تنام في راحةِ يد مع دُوار الأفكار.

 

/

 

مثل الجميع، المادة المرهقة، مصنعُ الحب، نحن ندور حول آلة طباعة الملابس.

 

كُعوبنا تتصادم، ضيّقة هي الأسفار، تلعب الطّرقُ لعبة الحَفر والتوسّع، لا شيء في الاستقبال، الضرب هنا.

 

الرسائل تتّخذ لها مسكناً، إنها تُشكّل الزهور، الحروف الأولى، يقع الرأس في الحب، وحيداً لا يُخشخش.

 

الألوان تتراجع وتسقط إلى الروافد، قلبٌ يصطفق حين يدخل عصفور.

 

أسبوعان أو ثلاثة: تصمت، تعبر وتتدلّى.

 

لو كنتُ أُتقن الكلام لهمستُ لك “دوزِن أحلامك”.

 

/

 

إنها تنزف، لا تُمطر، الرجال يملكون أسناناً بيضاء، يبصقون بمنهجية.

 

لتصوير ذلك، ابحث عن دوائر، عن أشكالٍ لوقت لاحق، عن ثقوبٍ وكابلات، نتلوّى، نترخّم.

 

من هنا لا أرى شيئاً، سجلات العزلة مجرد سقّاطة، تلعب على أراضٍ لانهائية.

 

أتعلّمُ التصوير، إنه رواية كلّ ما يَحرِق في الخارج.

 

الأسبوع الرابع، خائفٌ من تعلُّمِ الموت، لكنه حلم، هاتان اليدان اللتان تمسكان بخناقي.

 

/

 

تمنح أسماءَ الألوان للنّاس، ينتجُ عن كلّ رقبةٍ تفجير هادئ، وِشاحٌ للنهار.

 

أنا متوقّف عند جلدك، كيف أستسلم، الليل يتضاعف من الجدران، الزمن يصير كلّ شيء، هو يعرف مثلاً أنه عاجلاً أم آجلاً سينقلب الفضاء.

 

تخلطين الفصول فيغدو النهر أسود.

 

المائدة، هذه القوارير، كرسيان فارغان أو ثلاثة، وبقايا متناثرة، كل شيء ينهار، غياب الندم.

 

الأشخاص وظلالهم الخشبية، من أجل أن تتبعهم، أن ترسمهم على انفراد، كان يكفي أن لا تندفع كثيراً.

 

 

 

ستيفان كورفان (1981-….)

 

 

 

 

 

هذا الأصبع الذي ينقص نظرتي

 

 

 

تضعُ اللّون الأخضر

 

لكي تُلطّخ، لكي تُوجد

 

 

 

إذ يجب أن تكون ثمّة لطخات

 

ثمّة قطرات مصبوغة

 

حيث تُفكّر- لا تُفكّر

 

بحلمٍ أو ترضية

 

ربما يجب أو لا يجب

 

المشي طويلاً فوق الحشائش

 

قد تختنق ألواح الخشب

 

اترُكها تصعد وتدور

 

 

 

أنتَ تُفكّر بفُرشاة ألوانٍ عريضة

 

من خلال العينين

 

الرأس ما تزال ثقيلة

 

تدور

 

اِرفع الظّلال وأنتَ تدور

 

ارفع التّحريفات

 

ورقاقات الخشب

 

 

 

أنتَ ترى هذا الأخضر

 

الّذي يُفكّر ويعمل

 

ويُدقّق

 

من خلالِ عينيك

 

 

 

إنه يمتدّ رَطباً

 

يدعكُ شيئاً آخر

 

 

 

إنه يتجاوزك ويُسيل اللعاب

 

 

 

وأنتَ معه تدور

 

 

 

تُعيد هذيانك

 

اللّون عَظمُ الفكّ

 

ليس هادئاً

 

لا يجب أن تنكمش

 

حاوِل ثانيةً

 

 

 

وفوق رأسك

 

ينسلُّ كلّ شيء

 

بضرباتٍ من أنياب الصوف

 

بضربات من وَبر

 

بحراشف اللّسان

 

وكلّ ما يُمكن فعلاً أن يضرب بشدّة.

 

 

 

أرمون دوبوي (1979- ….)

 

 

 

دافع البحر

 

 

 

الدوافعُ ذريعة جيّدة للكلام عن أي شيء

 

غير الذي نريد –أو كنا نريد- أن نتحدّث عنه

 

( ليس الجميع موهوبين في الكلام بحياد)

 

أنا سأتكلّم عن دافع البحر

 

الذي يشبه حراشف السمكة،

 

حراشف السمكة

 

هي طريقة جيّدة للتقوقع

 

ربّما تسمح بالخروج من الذات.

 

*

 

دافعُ البحر يشبه كثيراً هذه الأيقونة /المروحة

 

التي تشير إلى الواي فاي على حاسوبي

 

كما لو أنها تشير إلى بحر الشمال عندما نراها هنا،

 

مدينةٌ في منطقة الهانز

 

تضمّها بين ذراعيها من البحر،

 

من البحر المنبسط

 

حيث تجوب سفنُ نقلِ البضائع.

 

*

 

دافعُ البحر، لا أعرف اسمه باليابانية،

 

لهذا لا يمكنني إلّا أن أصفه:

 

هو الموج وانكساره في آنٍ واحد،

 

اللامتناهي في الكبر

 

اللامتناهي في الصغر

 

هو التداخل الذي يسبّب الدوار، الدوار

 

دافع البحر يدعو البقرة الضاحكة.

 

*

 

هناك إرادة في التّماثل

 

بين حراشفِ سمكة وحركةِ الموج

 

بين أيقونةِ الاسبريسو والفنجانِ الأبيض

 

(لكن واحدة هي الأفضل)،

 

القطار والقطار يبدوان متشابهين

 

غير متشابهين

 

البحرُ لا يرتبط دائماً بمروحة.

 

*

 

نامَ الغول، بعد أن اِلتهمَ بطاطس مقلية

 

(علبتان سعة لترٍ واحد)، وكأساً كبيراً من الصودا،

 

إنه يسحقكم على حين غرّة ليسخر من “أنتاييس”،

 

من “بوليفيموس”، من “الغولم”، ومن كلّ أصناف الجبابرة

 

وأيضاً، أيضاً

 

ليُوقف خلطَ النار بالرّمضاء، بدون سبب.

 

*

 

هي في السماء ترسم شكلاً تقريباً

 

لمثال دافع البحر، تلك البجعات البرية

 

في السويد، في الدانمارك أو في ألمانيا

 

تخطّ حرف V،

 

أنا لا أخشى أن أجمعها مع الأسماك:

 

زواجٌ لامتوقّع، زواج رائع

 

بين القيثارة والبَحّار.

 

*

 

وجدتُ اسماً للدّافع، إنه “سيغايا”

 

ويعني “أمواج البحر الأزرق”

 

مصدره رقصة الساحة في رواية “غينجي مونوغاتاري”

 

إنه إذاً دافعٌ روائي، وهذا ما توقّعتُ

 

سيغايا

 

سيغايا

 

بالفعل لقد كان دافعاً

 

للرواية تحت الموج.

 

 

 

سيسيل ريو ( 1977-….)

 

 

 

 

 

ليلٌ شاهد

 

 

 

المُمكن يُقيم في الجسد

 

أنفاسٌ معجونة

 

مسحوقة

 

إلى أبعد حدّ يفاجئُ الجسد نفسه

 

للبدءِ من جديد

 

 

 

أن تستبدلي الزمن بالفراغ

 

تنتزعي من الحدود

 

يؤشّر الإنفاقُ على نقطة الحياة

 

نقطة الموت

 

لأنّ الحقلَ إلى الأمام فريد

 

 

 

يأتي الامتلاء حين تصل حركة إلى الحافة

 

لقد وصلَ التجاوز في أحد الأيام وامتصّني

 

*

 

لكي تتقدّمي

 

ثمّة ثقوب مع الرأس

 

الجمال

 

النهدان

 

الجنس

 

العالمُ واللّامُكتمِل

 

 

 

القفزة تصفّي حسابها على الطريق

 

في أيّ لحظة تقترب من الغياب

 

تستجمع ذاتها في كل طيّة

 

هل تجعلكِ الأنفاسُ في منأىً عن الأذى؟

 

 

 

في جسدي

 

فوضى وعَرق

 

ادفع

 

ادفع

 

ادفع الصلابة

 

*

 

كثافة الجسد سجنٌ

 

عيشي، أَوجدي حريتك أحياناً

 

في باقة من طين

 

 

 

المادةُ تصنع التاريخ

 

تشتغل في الضوء

 

تسمح لاختناقاتٍ أن تحفرك

 

تهتزّ في أعماقي بعنف

 

 

 

لا تتخلّي عن حركة الجسد

 

السّجين

 

البرد قارس هذا الصباح

 

سيأتي التخلّي من الدّم الّذي يخفق.

 

 

 

لورين روسلي  (1974-….)

 

 

ضفة ثالثة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى