أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 08 آب 2012


الأسد متمسك باجتثاث «الإرهابيين» وطهران لن تسمح بانكسار نظامه

دمشق، بيروت، عمان، اسطنبول – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

اكد الرئيس السوري بشار الاسد، خلال لقائه امس الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي، تصميم سورية على «تطهير البلاد من الارهابيين». ونقلت عنه وكالة «سانا» الرسمية انه شدد كذلك على ان سورية «ماضية في الحوار الوطني وهي قادرة بارادة شعبها على افشال المشاريع الخارجية التي تستهدف محور المقاومة في منطقتنا ودور سورية فيها». وتم خلال اللقاء، بحسب الوكالة، «بحث علاقات التعاون الوثيقة والاستراتيجية بين سورية وايران والاوضاع في الشرق الاوسط والمحاولات الجارية من قبل بعض الدول الغربية وحلفائها في المنطقة لضرب محور المقاومة عبر استهداف سورية من خلال دعم الارهاب فيها لزعزعة امنها واستقرارها».

كما تبلغ الاسد امس من جليلي ان «ايران لن تسمح بأن ينكسر بأي طريقة محور المقاومة الذي تعتبر سورية جزءا اساسيا منه». وبث التلفزيون السوري صوراً للقاء الاسد وجليلي هي الاولى التي يظهر فيها الرئيس السوري منذ استقباله وزير الدفاع الجديد العماد فهد الفريج بعد الانفجار الذي وقع في مقر الامن القومي الشهر الماضي.

وقال العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في مقابلة تلفزيونية أمس ان الرئيس الاسد قد يلجأ الى معقل الطائفة العلوية في شمال غربي سورية اذا ما اطيح به من السلطة في دمشق. وحذر في مقابلة مع شبكة «سي بي اس» الأميركية من ان ذلك قد «يؤدي الى انقسام البلاد ويتسبب في نزاع عرقي قد يستمر عقوداً».

وتوقع ان يستمر الاسد في حملته العسكرية «الى اجل غير مسمى» متمسكاً بالسلطة، وقال انه «اذا لم يتم التوصل الى حل سياسي للازمة في القريب العاجل فان ذلك سيدفع بالاوضاع الى الهاوية».

واعرب عن خشيته من سيناريو يضطر فيه الاسد الى اللجوء الى معقل الطائفة العلوية وقال «لدي شعور انه اذا لم يتمكن من حكم سورية الكبرى، فان خطته الثانية ربما تكون اقامة جيب علوي».

ووصل امس الى انقرة وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في زيارة لم تكن مقررة من قبل. ودعا صالحي، في تصريحات بعد وصوله، الى تعاون تركيا وايران لحل الصراعات في المنطقة وخصوصا الصراع في سورية. وقال: «من دون أي من هاتين الدولتين الأساسيتين اعتقد بان تحقيق السلام والاستقرار او احلالهما في المنطقة سيكون امرا بالغ الصعوبة ولاسيما في دول مثل سورية».

وذكرت المصادر الايرانية ان صالحي سيطلب من تركيا التوسط لاطلاق الرهائن الايرانيين المحتجزين في دمشق، والذين يتهمهم خاطفوهم بالانتماء الى «الحرس الثوري» الايراني. واستبقت الخارجية التركية زيارة صالحي بالتنديد بتصريحات لرئيس الاركان الايراني فيروز ابادي اتهم فيها تركيا بالمسؤولية عن اراقة الدماء في سورية، وحذرها من أنها ستكون التالية. ووصفت الوزارة هذه التصريحات بأنها غير مقبولة وغير لائقة، وحثت ايران على الحفاظ على علاقات الجوار. وقالت الخارجية التركية في بيانها «الجميع يعرف من المسؤول في سورية وخارجها عن المأساة الانسانية التي سببها النظام السوري. وسيحاسبهم التاريخ والضمير الانساني».» وأكد ان وزير الخارجية التركي داود اوغلو سيثير هذه القضايا مع صالحي.

من جهة اخرى اكد مصدر رسمي اردني وجود رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب وعائلته في الاردن. وهذا هو الاعتراف الاول من الجانب الرسمي الاردني، بعد نفي وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة سميح المعايطة وجود حجاب في الاردن «حتى الان»، وهو الامر الذي اربك وسائل الاعلام في تغطيتها للخبر.

وعزا المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه في حديثه الى «الحياة» نفي وتكتم الحكومة الاردنية الى «حساسية العلاقة مع الجانب السوري وجسامة الانشقاق الذي وقع ومدى تأثيره على السلطات السورية الذي يمكن ان يؤدي الى تصرف غير متوقع من جانبهم، اضافة الى الخوف على حياة حجاب ومن معه». وأكد المصدر ان الاعلان عن وجود حجاب سيكون قريبا، فيما ربطت بعض المصادر الاعلان رسميا عن وجود حجاب بعودة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني من زيارته الخاصة للامارات العربية المتحدة.

في غضون ذلك، هددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بان واشنطن لن تتسامح مع ارسال «مقاتلين بالوكالة او ارهابيين» للمشاركة في الحرب الدائرة في سورية. وقالت ان هذه الازمة يجب أن لا تنزلق إلى حرب طائفية وان على العالم ان يجد سبلا للاسراع في انهاء العنف والبدء في التخطيط لعملية انتقال سياسي في سورية. وينتظر ان تقوم كلينتون بزيارة لتركيا يوم السبت المقبل لبحث الازمة السورية.

وبدا امس ان الهجوم الذي هددت قوات النظام بشنه على حلب اوشك على البدء. اذ شهدت احياء في وسط المدينة اشتباكات عنيفة منذ الصباح بين هذه القوات ومقاتلي المعارضة، في وقت كان الجيش يركز قصفه على مختلف الاحياء، وشمل صلاح الدين وسيف الدولة والسكري في الجنوب والصاخور والشعار في الشرق وباب الحديد وباب النصر في الوسط.

وفي ريف حمص اقتحم مسلحون مجمعا سكنيا واطلقوا النار عشوائيا ما ادى الى مقتل 16 مدنيا غالبيتهم من العلويين والمسيحيين. واصيب آخرون بجروح، وتوزع القتلى بين اربعة سنة وستة مسيحيين بالاضافة الى ستة علويين بينهم مدير المجمع. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان المجمع «يضم عمال محطة جندر لتوليد الكهرباء وعائلاتهم»، مشيرا الى ان هؤلاء «سوريون وايرانيون ويابانيون بالاضافة الى جنسيات اخرى». والجندر قرية تضم سنة من البدو، كما ان القرى المحيطة بالمنطقة ذات غالبية سنية ايضا.

وذكر المرصد ان «الجيش السوري الحر» هاجم صباح امس مقر «الجيش الشعبي» الذي يقع على الطرف الجنوبي من حي الاشرفية في حلب، والذي يوجد فيه ما بين 300 الى 400 من عناصر الجيش الشعبي والامن والشبيحة. وعلى الاثر، حصل قصف مروحي على المنطقة، دفع المقاتلين المعارضين الى التراجع. وعمدوا الى شن هجوم آخر على مقر الامن الجنائي بالقرب من مستشفى ابن رشد، فقامت مروحيات النظام بقصف محيط المقر ايضا لمنع الجيش الحر من التقدم». وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة. وانسحب المقاتلون المعارضون مجددا نحو حي الاشرفية الذي يسيطر عليه مقاتلو «وحدات الحماية الشعبية الكردية» التابعون لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي. وأمن هؤلاء الحماية لعناصر «الجيش الحر» والعبور الى مناطق آمنة من دون ان يدخلوهم الى المناطق السكنية في حيهم، خوفا من استهداف الحي بالقصف. والجيش الشعبي» هو جزء من الجيش النظامي السوري، لكن عناصره مكلفون بحماية مقار الحكومة ولا يشاركون عادة في العمليات الحربية.

وقال مقاتلو المعارضة الذين يحاولون الصمود في وجه حملة الجيش في حلب إن ذخيرتهم قاربت على النفاد بعد ان حاصرت قوات النظام معقلهم عند المدخل الجنوبي للمدينة. وقال احد قادة المعارضة في حلب إن القناصة في الساحة الرئيسية بحي صلاح الدين يحولون دون جلب المعارضين التعزيزات والامدادات. لكن المقاتلين قالوا إنهم ما زالوا يسيطرون على الشوارع الرئيسية في صلاح الدين، والتي كانت خط المواجهة الأمامي في اشتباكاتهم مع قوات النظام. وقال ناشط في حلب إن طائرة مقاتلة قصفت أهدافا في الأحياء الشرقية من المدينة.

وكانت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطة ذكرت امس ان «الجيش يمهد للحسم بعمليات نوعية في حلب». وتوقعت ان يصدر الجيش السوري اوامره «خلال الساعات المقبلة بعدما جرى استكمال التعزيزات العسكرية»، موضحة ان الجيش «بدأ عمليات نوعية تمهيدية ضد المسلحين أفضت الى مقتل العشرات منهم في أحياء مختلفة من المدينة». وقالت ان «الحدث الابرز امس تمثل في مقتل عشرات المسلحين بينهم قيادي بارز في حي صلاح الدين، المعقل الرئيس لهم، اثر شن الجيش عملية عسكرية من محورين تقدم خلالها الى شوارع مهمة في الحي وأجبر المسلحين على التراجع». كما اشارت الى استمرار «الضربات الجوية الموجعة التي ينفذها الجيش ضد تجمعات ومراكز المسلحين في أحياء السكري والشعار والصاخور وطريق الباب وغيرها».

معارك كر وفر في حلب وأزمة إنسانية مع نقص الإمدادات الطبية والغذاء

بيروت، دمشق – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

شهدت أحياء في وسط مدينة حلب في شمال سورية معارك كر وفر بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين أمس، في وقت يقصف الجيش السوري خصوصاً أحياء في شرق المدينة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وشنت المدفعية السورية قصفاً عنيفاً على أحياء عدة في حلب «وسط حالة من الذعر بين السكان»، وفقاً لما أكده نشطاء من المعارضة السورية.

وقالت لجان التنسيق المحلية المعارضة إن «كثيرين من الناس» أصيبوا في حي الشعار، الذي يعاني من أزمة إنسانية في ظل عدم وجود الأطباء والإمدادات الطبية والغذاء، مشيرة إلى مقتل 11 شخصاً على الأقل. وأوقعت أعمال العنف في كل المناطق السورية 51 قتيلاً هم ثلاثون مدنياً و13 عنصراً من قوات النظام وثمانية مقاتلين معارضين.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن إن «الجيش السوري الحر» هاجم ما بين الخامسة والنصف (2.30 ت غ) والتاسعة صباح أمس (6.00 ت غ) مقر الجيش الشعبي الذي يقع على الطرف الجنوبي من حي الأشرفية، والذي يوجد فيه «ما بين 300 إلى 400 من عناصر الجيش الشعبي والأمن والشبيحة»، وفق قوله.

وعلى الأثر، حصل قصف مروحي على المنطقة، دفع المقاتلين المعارضين إلى التراجع. ثم عمدوا إلى «شن هجوم آخر على مقر الأمن الجنائي بالقرب من مستشفى ابن رشد، فقامت مروحيات النظام بقصف محيط المقر أيضاً لمنع الجيش الحر من التقدم».

وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة. وانسحب المقاتلون المعارضون مجدداً نحو حي الأشرفية الذي يسيطر عليه مقاتلو «وحدات الحماية الشعبية الكردية» التابعون لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي.

وقال عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس إن «المقاتلين الأكراد أمنوا الحماية لعناصر الجيش الحر وعبروا إلى مناطق آمنة من دون أن يدخلوهم إلى المناطق السكنية في حيهم خوفاً من استهداف الحي بالقصف». وقتل ثلاثة مقاتلين معارضين في الاشتباكات.

والجيش الشعبي جزء من الجيش النظامي السوري، لكن عناصره مكلفون حماية المقار الحكومية ولا يشاركون عادة في العمليات الحربية.

وذكر المرصد السوري أن هناك قصفاً «مركزاً وشديداً بالمروحيات والمدفعية من القوات النظامية على أحياء صلاح الدين وسيف الدولة (جنوب غرب) والصاخور والشعار (شرق) والسكري (جنوب) وباب الحديد وباب النصر (وسط)». ورأى عبدالرحمن أن هذا «القصف العنيف مقترناً بالحشود المتواصلة يمهد على ما يبدو لعملية اقتحام تنفذها القوات النظامية».

وأوضح أن القصف «يجبر عناصر الجيش الحر على الانكفاء إلى مناطق أكثر أمناً وبالتالي الانسحاب من الشوارع».

وشملت الاشتباكات منطقة باب أنطاكية وأحياء باب جنين والعزيزية والسبع بحرات في وسط حلب، إضافة إلى القصر العدلي في حي جمعية الزهراء (غرب). وبين القتلى الذين سقطوا في مدينة حلب سبعة مدنيين وثلاثة مقاتلين معارضين.

وقال مقاتلو المعارضة إن ذخيرتهم قاربت على النفاد بعد أن حاصرت قوات النظام معقلهم عند المدخل الجنوبي لحلب. وقال الشيخ توفيق وهو من قيادات المعارضين «يحاول الجيش السوري محاصرتنا من ناحيتين في صلاح الدين» الحي الذي يقع جنوب غربي حلب ويشهد قتالاً عنيفاً. وانفجرت قذائف مورتر وقذائف دبابات في الحي في وقت مبكر صباح أمس ما أجبر المقاتلين المعارضين على الاحتماء بمبانٍ متداعية وأزقة يملأها الحطام.

ودخلت دبابات أجزاء من صلاح الدين وانتشر القناصة التابعون للجيش فوق أسطح المنازل الأمر الذي حد من حركة المعارضين.

وقال أبو علي وهو قيادي آخر للمعارضين إن القناصة في الساحة الرئيسة بصلاح الدين يحولون دون جلب المعارضين التعزيزات والإمدادات. لكن المقاتلين قالوا إنهم ما زالوا يسيطرون على الشوارع الرئيسة في صلاح الدين والتي كانت خط المواجهة الأمامي في اشتباكاتهم مع قوات النظام.

وقال ناشط في حلب إن طائرة مقاتلة قصفت أهدافاً في الأحياء الشرقية من المدينة وإن دوي قصف المدفعية سمع في الصباح الباكر. وأضاف «يعتقد أن عائلتين أي 14 شخصاً في المجمل قتلوا عندما سقطت قذيفة فوق منزلهم وانهار هذا الصباح». وقال إن المنزل كان يبعد مسافة شارع واحد عن مدرسة يستخدمها مقاتلو المعارضة.

ويؤكد الجيش السوري الحر أنه يسيطر على أكثر من خمسين في المئة من المدينة وأنه استولى على عدد من المقار الأمنية فيها.

في المقابل، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات أن «الجيش يمهد للحسم بعمليات نوعية في حلب».

وتوقعت الصحيفة أمس أن يصدر الجيش السوري أوامره «خلال الساعات المقبلة بعدما جرى استكمال التعزيزات العسكرية»، موضحة أن الجيش «بدأ عمليات نوعية تمهيدية ضد المسلحين أفضت إلى مقتل العشرات منهم في أحياء مختلفة من المدينة».

وقالت إن «الحدث الأبرز أمس تمثل في مقتل عشرات المسلحين بينهم قيادي بارز في حي صلاح الدين، المعقل الرئيس لهم، إثر شن الجيش عملية عسكرية من محورين تقدم خلالها إلى شوارع مهمة في الحي وأجبر المسلحين على التراجع».

كما أشارت إلى استمرار «الضربات الجوية الموجعة التي ينفذها الجيش ضد تجمعات ومراكز المسلحين في أحياء السكري والشعار والصاخور وطريق الباب وغيرها».

وكان قائد كتيبة في الجيش السوري الحر يقاتل في حي صلاح الدين قال لفرانس برس أول من أمس إن «نحو 15 قناصاً ومئة عنصر من القوات النظامية تمكنوا من التسلل إلى سبعة أو ثمانية مبانٍ في شارعين رئيسين من حي صلاح الدين هما الشارع العريض وشارع الإشارات الذي يتجه نحو دوار صلاح الدين». وأضاف أنه بات في إمكانهم «أن يسيطروا بالنار على الشارعين».

وفي مدينة حمص (وسط)، قتل خمسة أطفال في حي دير بعلبة، بينما قتل أربعة مدنيين إثر القصف على مزارع مدينة الرستن بالريف.

كما هاجمت مجموعة من المقاتلين المعارضين حقلاً نفطياً في ريف دير الزور واشتبكت مع القوات المكلفة حمايته، ما تسبب بمقتل ستة عناصر من هذه القوات واربعة مقاتلين معارضين، بحسب المرصد السوري. وتم خلال العملية ايضاً اسر عدد من عناصر القوات النظامية. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان الجيش الحر تمكن من «أسر تسعة جنود من جيش النظام بينهم رقيب» خلال الهجوم.

في محافظة إدلب (شمال غرب)، ذكر المرصد أن اشتباكات تدور على طريق أريحا – سراقب بين مقاتلين معارضين وجنود قافلة عسكرية متجهة إلى حلب وسط «معلومات أولية عن إعطاب بعض آليات القافلة».

الأسد مصمم على «تطهير البلاد من الارهابيين» وإيران «لن تسمح بكسر محور المقاومة»

دمشق – «الحياة»

أكد الرئيس السوري بشار الأسد «تصميم الشعب السوري وحكومته على تطهير البلاد من الارهابيين ومكافحة الارهاب من دون تهاون». جاء ذلك فيما استقبلت دمشق امس الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي لبحث تطورات الوضع السوري. وقال جليلي إن بلاده «لن تسمح في أي شكل من الاشكال بكسر محور المقاومة الذي تعتبر سورية ضلعاً أساسيا فيه».

وكان الاسد استقبل جليلي والوفد المرافق له، وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان اللقاء تناول «علاقات التعاون الوثيقة والاستراتيجية بين سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية والأوضاع في الشرق الأوسط والمحاولات الجارية من قبل بعض الدول الغربية وحلفائها في المنطقة لضرب محور المقاومة عبر استهداف سورية من خلال دعم الإرهاب فيها لزعزعة أمنها واستقرارها».

وأشارت إلى ان جليلي «شدد على أن ما يجري في سورية ليس قضية داخلية وإنما هو صراع بين محور المقاومة من جهة واعداء هذا المحور في المنطقة والعالم من جهة أخرى»، مؤكداً أن «الهدف هو ضرب دور سورية المقاوم وإيران لن تسمح بأي شكل من الأشكال بكسر محور المقاومة الذي تعتبر سورية ضلعاً أساسياً فيه».

ونقلت «سانا» عن الأسد تأكيده «تصميم الشعب السوري وحكومته على تطهير البلاد من الإرهابيين ومكافحة الإرهاب من دون تهاون»، وانه «شدد في الوقت ذاته على أن سورية ماضية في الحوار الوطني وهي قادرة بإرادة شعبها على افشال المشاريع الخارجية التي تستهدف محور المقاومة في منطقتنا ودور سورية فيها».

كما التقى وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم، جليلي والوفد المرافق له، حيث «أكدا عزم البلدين على استمرار التنسيق بينهما وعلى أعلى المستويات لمواجهة محاولات التدخل الخارجي السافر بالشأن السوري الداخلي». وافادت الوكالة السورية الرسمية ان اللقاء «تناول المبادرات التي طرحتها الحكومة السورية لحل الأزمة وكيفية تفعيلها بهدف تكريس الحل السوري للأزمة بما يتماشى مع ما نصت عليه خطة البنود الستة (مبعوث الامم المتحدة السابق) كوفي انان وصولاً إلى تثبيت الاستقرار في البلاد».

وكان جليلي صرح لقناة «العالم» الايرانية «ان الحل للأزمة في سورية يجب ان يكون من داخل البلاد وعبر الحوار الوطني وليس عبر التدخل الخارجي». واضاف: «ان الشعب السوري يعارض أي مخطط يقوم به الكيان الصهيوني والولايات المتحدة». وكان جليلي اكد في بيروت التي قدم منها الى دمشق، ضرورة ايجاد حل للنزاع في سورية «وفق القواعد الديموقراطية وليس عبر ارسال الاسلحة واراقة الدماء».

واضاف ان الدول التي «تعتقد انها تستطيع الحصول على الامن عبر تأجيج الاضطرابات في دول المنطقة بارسال اسلحة وتصدير الارهاب، مخطئة». وتابع: «على أصدقاء سورية المساعدة في الوقف التام للعنف وتنظيم حوار وطني وانتخابات عامة في هذا البلد وارسال المساعدة الانسانية للتخفيف عن السكان».

الجيش السوري الحر يهاجم حقلاً نفطياً في دير الزور

بيروت- ا ف ب – هاجمت مجموعة من المقاتلين المعارضين صباح الثلاثاء حقلاً نفطياً في ريف دير الزور في شرق سورية واشتبكت مع القوات المكلفة حمايته، ما تسبب بمقتل ستة عناصر من هذه القوات وأربعة مقاتلين معارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتم خلال العملية أيضاً أسر عدد من عناصر القوات النظامية.

وذكر المرصد أن أربعة من المقاتلين المعارضين قتلوا “اثر هجوم نفذوه على حقل الورد النفطي في منطقة الدوير في ريف دير الزور”.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي أن “الثوار قتلوا ما لا يقل عن ستة عناصر من القوات المولجة حماية الحقل، وأسروا عدداً من الجنود. كما تمكنوا من تدمير آلية مدرعة”.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن الجيش الحر تمكن من “أسر تسعة جنود من جيش النظام بينهم رقيب” خلال الهجوم.

وهناك فرق في الجيش النظامي مهمتها حماية الحقول والمنشآت النفطية في سورية.

وقال عبد الرحمن أن “الهجوم حصل صباحاً والإشتباكات العنيفة استمرت لمدة ساعتين”.

وأضاف “هناك قوة عسكرية كبيرة في الحقل الواقع في منطقة صحراوية معزولة” بالقرب من منطقة الصالحية التابعة ادارياً لمنطقة البوكمال في ريف دير الزور. “وقد اضطر الثوار الى الإنسحاب”.

وكانت سورية تنتج نحو أربعة آلاف برميل من النفط يومياً قبل بدء الاضطرابات في منتصف آذار(مارس)، وانخفض الإنتاج الى نحو النصف يستخدم خصوصاً للاستهلاك المحلي، بعد العقوبات الاميركية والاوروبية والعربية التي فرضت على سوريا بسبب حملة القمع التي يقوم بها النظام ضد معارضيه.

كرّ وفرّ في حلب وتوتر تركي – إيراني

كلينتون للتعجيل في التخطيط لما بعد الأسد

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

أكد الرئيس السوري بشار الاسد أمس تصميمه على المضي في الحل الامني الى حين “تطهير البلاد من الارهابيين”، بينما حصل على دعم كامل من ايران التي اكد امين المجلس الاعلى للامن القومي فيها سعيد جليلي باسمها بعد لقائه الرئيس السوري ان بلاده لن تسمح “بكسر محور المقاومة” الذي تشكل سوريا “ضلعا اساسياً فيه”. وشهدت حلب معارك كر وفر عنيفة شاركت فيها الطائرات الحربية السورية، في حين اقتحم مسلحون مجمعا سكنيا في ريف حمص واطلقوا النار عشوائيا على من فيه فقتلوا 16 مدنيا غالبيتهم من العلويين والمسيحيين واصابوا آخرين. وقال ناشطون من المعارضة السورية ان حصيلة اعمال العنف في انحاء سوريا بلغت 122  قتيلاً نحو نصفهم من المدنيين.

ورأت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنيتون بأن على العالم ان يجد سبلاً للتعجيل في انهاء العنف في سوريا والبدء بالتخطيط لعملية انتقال سياسي في هذا البلد. وقالت: “علينا ان نقرر كيف نسرع للوصول الى اليوم الذي تتوقف فيه اراقة الدماء وتبدأ عملية الانتقال السياسي” في سوريا.

توتر تركي – ايراني

وردت أنقرة على مواقف ايرانية توقعت ان ينتقل النزاع في سوريا الى تركيا، بالتزامن مع  وصول وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الى انقرة في محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: “ندين بشدة الاتهامات التي لا اساس لها والتهديدات التي في غير محلها لبلادنا من جانب العديد من المسؤولين الايرانيين، بمن فيهم رئيس الاركان الايراني (الجنرال) حسن فيروز ابادي” الذي اتهم تركيا ودولا اخرى مجاورة بتسهيل تحقيق “الاهداف العدوانية للشيطان الاكبر، الولايات المتحدة” وانه “بعد سوريا، سيحين دور تركيا ودول اخرى”.

وبعيد وصوله الى انقرة، صرح صالحي بان في وسع تركيا ان تضطلع بـ “دور كبير” في الافراج عن الزوار الايرانيين الذين خطفوا السبت في دمشق وذلك بفضل علاقاتها مع المعارضة السورية. وقال لدى وصوله الى مطار انقرة :”انا هنا لمتابعة قضية الايرانيين الـ 48 الذين ذهبوا الى سوريا”، وان لتركيا “علاقات مع المعارضة السورية ولهذا نحن نعتقد ان في امكانها ان تلعب دورا كبيرا في الافراج عن زوارنا”.

وسعى رئيس الوزراء التركي رجب طيّب اردوغان الى تذكير طهران بأنه كان احد المدافعين القلائل عنها وسط الضغوط الغربية لمقاطعة ايران بسبب برنامجها النووي. وقال: “عندما لم يكن احد آخر بجانبها كانت تركيا الدولة التي وقفت بجانب ايران على رغم كل شيء. تركيا كانت ايضا الدولة التي دافعت عن (حقها في) الطاقة النووية… ولكن في شأن سوريا اسأل الايرانيين مجدداً: هل الدفاع عن نظام يقتل اشقاءه وانا اعتقد انهم بلغوا 25 الفا الان يناسب قيمنا… معتقداتنا؟”.

لكن الرد التركي لم يوقف الحملة الايرانية، إذ حمل رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الولايات المتحدة ودولا في المنطقة تبعة قتل الايرانيين في سوريا وذلك بعدما اعلن خاطفو الايرانيين في سوريا مقتل ثلاثة منهم في قصف للجيش السوري في ريف دمشق الاثنين.

الموقف الاميركي

ونفى نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية باتريك فينتريل ان تكون لدى بلاده أية معلومات عن مكان وجود الايرانيين الـ 48. وقال: “في هذه المرحلة، لا نزال نتابع التقارير من كثب، ونراقب الوضع. لا نستطيع تاكيد هوية الذين قيل انهم خطفوا”.

واكد فينتريل ان ايران اتصلت بالقائم بالاعمال في السفارة السويسرية في طهران، الذي يرعى المصالح الاميركية في غياب علاقات ديبلوماسية بين ايران والولايات المتحدة، لمناقشة المسألة. الا انه رفض كشف ما جاء في رسالة الايرانيين، ملاحظاً انه “من غير المنطقي” ان تحمل ايران الولايات المتحدة مسؤولية سلامة المخطوفين.

وقالت كلنيتون في ختام لقاء مع نظيرتها الافريقية الجنوبية مايتي نكوانا ماشاباني في بريتوريا: “علينا ان نقرر كيف نسرع للوصول الى اليوم الذي تتوقف فيه اراقة الدماء وتبدأ عملية الانتقال السياسي” في سوريا. وسئلت عن مستقبل سوريا السياسي، فأجابت: “علينا ان نضمن اننا نعمل بالتعاون مع الاسرة الدولية لتحقيق هذه الغاية، كما علينا ان نحدد بالضبط ما نتوقعه من الحكومة والمعارضة من حيث انهاء العنف والبدء بالانتقال السياسي… نستطيع ان نتحدث ونخطط بشكل اكبر عما سيحدث لاحقا، اي ما بعد انهيار النظام… وانا اعلم ان ذلك سيحدث”. واضافت: “هذه اوقات صعبة جداً على الشعب السوري الذي وقع في شرك هذا العنف الرهيب”. وشددت على ان “علينا ان نضمن بقاء مؤسسات الدولة سليمة”. وخلصت الى ان على من يحاولون استغلال معاناة الشعب السوري سواء بارسال اتباعهم او بارسال مقاتلين ارهابيين، ان يعلموا ان أي طرف، وخصوصاً الشعب السوري، لن يسمح لهم بذلك”.

  وتقوم كلينتون حاليا بجولة افريقية، وستتوجه السبت الى اسطنبول لاجراء محادثات في شأن الازمة السورية.

بعثة أممية مصغرة

وفي نيويورك علمت “النهار” من مصدر موثوق به أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون يعتزم تعيين خلف للمبعوث الخاص المشترك للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان “في نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل”.

وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الأمين العام ودائرة الشؤون السياسية برئاسة جيفري فيلتمان ودائرة عمليات حفظ السلام بقيادة ايرفيه لادسوس يعملون على اعداد تقرير جديد سيقدم الى أعضاء مجلس الأمن عن الخيارات المتاحة في شأن مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا “أنسميس” التي ينتهي تفويضها الراهن في 19 آب الجاري. ويعتقد على نطاق واسع أن مهمة المراقبين لن تجدد بسبب الخلافات المستحكمة بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. غير أن “المساعي لا تزال جارية للمحافظة على بعثة مصغرة ذات طابع سياسي”، كاشفاً أن هذه البعثة “يمكن أن تكون برئاسة خلف أنان”، مما يعني أنها “لن تحتاج الى قرار من مجلس الأمن، إذ أن تعيين المبعوث الخاص حصل بموجب قرار من الجمعية العمومية. واستدرك بأنه على رغم ذلك “يمكن مجلس الأمن أن يتخذ قراراً لتأليف هذه البعثة السياسية”.

وعلمت “النهار” أن أنان لن يحضر الاجتماع الذي دعت اليه طهران غداً الخميس في شأن سوريا، إذ أنه توجه الى أكرا للمشاركة في جنازة الرئيس الغاني جون ايفانس آتا ميلز الجمعة المقبل.

طهران: الديموقراطية تأتي من خلال صناديق الاقتراع وليس من أوكار المسلحين

الأسد وجليلي يؤكدان على الصمود في وجه استهداف محور المقاومة

زياد حيدر

زيارة غير عادية هي التي يقوم بها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي لسوريا. إذ أضيف إلى الضغط السياسي الذي يرافق علاقة التحالف بين البلدين ضغط من نوع إنساني، تمثل باختطاف 48 زائرا إيرانيا منذ أيام في غوطة دمشق. لكن الضغط الإضافي، لم يجعل لهجة البلدين سوى أكثر تشددا تجاه «أعداء محور المقاومة» وهو كلام شدد عليه الطرفان، وحذر من خلاله جليلي دولا، لم يسمها، من التمادي في التحدي.

جليلي اتفق والرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائهما في دمشق، على «الصمود في وجه استهداف محور المقاومة» وفق ما يوحي به مضمون البيان الرئاسي الصادر في سوريا، الذي شدد على «علاقات التعاون الوثيقة والإستراتيجية بين سوريا والجمهورية الإسلامية الإيرانية والأوضاع في الشرق الأوسط، والمحاولات الجارية من قبل بعض الدول الغربية وحلفائها في المنطقة لضرب محور المقاومة، عبر استهداف سوريا من خلال دعم الإرهاب فيها لزعزعة أمنها واستقرارها».

وهنا شدد جليلي، وفقا للبيان، على اعتبار أن «ما يجري في سوريا ليس قضية داخلية وإنما هو صراع بين محور المقاومة من جهة وأعداء هذا المحور في المنطقة والعالم من جهة أخرى»، مؤكدا أن «الهدف هو ضرب دور سوريا المقاوم، وإيران لن تسمح بأي شكل من الأشكال بكسر محور المقاومة الذي تعتبر سوريا ضلعا أساسيا فيه».

من جهته، أكد الأسد «تصميم الشعب السوري وحكومته على تطهير البلاد من الإرهابيين، ومكافحة الإرهاب من دون تهاون»، مشددا في الوقت ذاته على أن «سوريا ماضية في الحوار الوطني، وهي قادرة بإرادة شعبها على إفشال المشاريع الخارجية، التي تستهدف محور المقاومة في منطقتنا ودور سوريا فيها».

بعدها التقى جليلي والوفد المرافق وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وأكد الطرفان وفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا)، «عزم البلدين على استمرار التنسيق بينهما، على أعلى المستويات، لمواجهة محاولات التدخل الخارجي السافر بالشأن السوري الداخلي».

كما جرى خلال اللقاء التباحث «بالمبادرات التي طرحتها الحكومة السورية لحل الأزمة، وكيفية تفعيلها بهدف تكريس الحل السوري للأزمة، بما يتماشى مع ما نصت عليه خطة البنود الستة لكوفي انان، وصولا إلى تثبيت الاستقرار في البلاد»، وهي مبادرات أشار إليها جليلي، ردا على سؤال لـ«السفير» في مؤتمره الصحافي في مبنى السفارة الإيرانية في دمشق.

وقال المبعوث الإيراني إن «المبادرة تتمثل أولا بوقف كامل لأعمال العنف، وتوقف سفك الدم، بما يعيد الاستقرار والأمن إلى سوريا»، وبالتالي الشروع بـ«الحوار الوطني» لاحقا الذي يقود لصناديق الاقتراع. وقال إن «الديموقراطية يجب أن تطل برأسها من خلال صناديق الاقتراع، لا من خلال أوكار المسلحين».

وطلب جليلي وقف أي نوع من أنواع «التدخل في الشؤون السورية» سواء اكان ذلك «عبر الحدود المعنوية أم المادية». ورأى أن «الوقت لم يفت بعد للاستجابة للمبادرة التي تشكل مدخلا لحل الأزمة»، مطالبا الدول التي «ترسل السلاح» إلى سوريا بالتوقف عن ذلك و«معتبرا إياها شريكة في سفك الدم السوري».

واعتبر جليلي أن حل المشكلة هو «في الديموقراطية، التي لا تبنى من خلال إرسال السلاح ولا تأتي من الخارج»، مشددا على ضرورة أن «يكون الحل سورياً»، ومنوها في أكثر من مناسبة بأن «الشعب السوري قادر على اختيار طريقه بنفسه».

وأبدى أسفه لوضع الإيرانيين المحتجزين. وقال إن «اختطاف أبرياء يؤدون واجبهم الديني لا يمكن القبول به من قبل أي عاقل». وأضاف ان من «يدعمون هذه المجموعات التي ترتكب هذه الأعمال الإرهابية ميدانيا وإعلاميا أو ماليا هم شركاء في هذا العمل المجرم».

وكان ديبلوماسي إيراني قال لـ«السفير» إن جليلي بحث موضوع الخاطفين مع الجانب السوري، الذي لا يزال يبحث عنهم.

وحذر جليلي، ردا على سؤال حول الحشود التركية على الحدود السورية، من أن اعتقاد البعض أن «زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا من شأنه أن يخدم الأمن في بقية البلدان، هو في وهم».

من جهته، قال مصدر سوري واسع الاطلاع لـ«السفير» إن جليلي أكد مجددا لدمشق وقوف طهران إلى جانبها إلى أقصى حد «باعتبار سوريا ضلعا أساسيا من محور المقاومة، وإيران لن تسمح بكسر هذا الضلع». وعلمت «السفير» بأن إيران تتابع تقديم مساعدات اقتصادية إلى سوريا ذات طبيعة استراتيجية في مجال الطاقة، ولا سيما التي تبقي «القلب الاقتصادي في البلاد ينبض».

وكان جليلي قال لدى وصوله إلى مطار دمشق آتيا من بيروت، إن «إيران تستخدم كافة الطاقات من اجل الإفراج عن الزوار الإيرانيين الذين تم اختطافهم في ريف دمشق». وأضاف إن «موضوع اختطاف أناس أبرياء هو في غاية الإجرام . اختطاف الناس غير مقبول في العالم بأسره». وتابع «نحن لا نوجه التقصير للخاطفين فقط، ونرى أن كل من يدعمهم شريك في هذا الإجرام ومسؤول عنه».

وحول الأنباء التي تحدثت عن مقتل 3 من المخطوفين، قال جليلي «لو صح هذا الخبر فانه يدل على عمق فظاعة الإرهابيين ومن يدعمهم».

وحول الأوضاع في سوريا، قال جليلي «يجب أن يكون الحل سورياً وليس خارجيا. حل عبر الحوار الوطني»، مؤكدا أن «الحوار الوطني داخل سوريا يؤدي إلى إزالة الضغوط المفروضة على الشعب السوري». وأضاف إن «سوريا قدمت الدعم الكبير للمقاومة خلال العقود الأخيرة، وان الشعب السوري لن يرضى بان تقدم له حلول ديموقراطية من قبل أميركا والكيان الصهيوني».

الخاطف والمخطوفون يطلون إعلامياً.. ووفد من الأهالي في تركيا مطالباً بإقفال الملف

حسن أرزوني

                      بعد ثلاثة أشهر على اختطافهم ظهر المخطوفون اللبنانيون في سوريا عبر شاشة الـ «LBC» مجتمعين ليؤكدوا أنهم «ضيوف ثوّار سوريا» وليــسوا مخطوفين. وإذ توجهوا برسائل اطمئنان إلى ذويهم في لبنان، أظــهروا امتعاضهم من موقف الحكومة اللبنانية تجاه قضيتهم، وطالبوها بتأييد الثورة السورية والاعتراف بأحقية قضيتها من خلال الاتصال بالجهة الخاطفة «لأنها لا تريد الا التأييد وهي لا تطلب لا مالاً ولا أسلحة» وفق ما أكده أكثر من واحد منهم.

وروى المخطوفون مشاهداتهم لمنطقة أعزاز حيث هم موجودون، فتحدثوا عن دمار هائل طال المنازل والبيوت وقضى على الأرواح وعلى الممتلكات، واصفين «شباب الثورة» بالشباب الجامعي المتعلّم، البعيد عما يعرف بالمجمــوعات الإرهابية أو الشبيحة أو غــيرها من التسميات التي برزت في الثورات العربية. وختموا بأن للشعبين اللبناني والسوري عدوا واحدا هو النظام السوري.

وكان فريق الـ«LBC» قد وصل إلى منطقة أعزاز عبر باب الهوا والتقى أولاً الخاطف «أبو ابراهيم» الذي طالب الشعب اللبناني بالعودة بالذاكرة ثلاثين سنة إلى الوراء ويستذكر اعمال الجيش السوري في لبنان «ليدرك ماذا يعاني الشعب السوري اليوم»، مطالباً الدولة اللبنانية بدعم الثورة السورية.

وكانت قضيّة المخطوفين اللبنانيين الأحد عشر في سوريا قد دخلت مرحلة جديدة. بعد أن توجّه، أمس، فريقان تلفزيونيان من «المؤسسة اللبنانيّة للإرسال» وقناة «الجديد» إلى الحدود التركيّة السورية، واصطحبا معهما ثلاثة من أسر المخطوفين: علي عمر ابن المخطوف حسين عمر مع «الجديد»، وأدهم زغيب ابن المخطوف علي زغيب وحسين إبراهيم شقيق عوض إبراهيم مع «أل. بي. سي.».

وكان المخطوف عباس شعيب قد وجّه عبر الشاشة، مساء أمس الأول، دعوة إلى الإعلام والفنانين اللبنانيين وأهالي المخطوفين إلى السفر إلى تركيا للقاء المخطوفين.

وأكد حسين إبراهيم لـ«السفير»، قبل توجهه إلى تركيا، أن لا خوف من أن يضمهم أحد قادة الخاطفين المدعو أبو إبراهيم (عمار الدادخلي) إلى المخطوفين. واعتبر حسن إبراهيم ابن المخطوف حسين إبراهيم أن الأسر كافّة مستعدّة للتوجّه إلى حيث المخطوفون حتى يطلق سراحهم. وقال إن «وجوده في الأسر في تركيا، أو أي مكان آخر، أفضل من الصمت والجلوس في البيت في لبنان». وذكّر بعبارة قالها أحد الأسرى أمس الأول عبر الشاشة، وهي أنّه لن يعود إلى لبنان إذا كانت أسرته تنتظر في البيت ولا تتحرك في كل الطرق تطالب بحريّته. ولفت إلى أن هذه العبارة هي ما دفع أسر المخطوفين إلى طريق المطار للاعتصام. وجزم بأن الأسر كلّها كانت في طريق المطار، بعدما كانت شبه منقسمة إلى «فريقين». واحد يؤمن بأن الدولة والقوى السياسيّة لم تفعل شيئاً ويجيب التحرّك الشعبي للضغط بهدف تحريك القضية. والفريق الثاني التزم الدعوة إلى عدم التظاهر والاعتصام وينتظر الجهوداً الديبلوماسيّة والسياسيّة.

وقبل ظهر أمس، اعتصم عدد من أهالي المخطوفين أمام السفارة التركيّة في الرابية. وفيما شهد محيط سفارة قطر في بيروت إجراءات أمنيّة مشددة تحسّباً لاعتصام مماثل هناك، أكد عدد من الأهالي لـ«السفير» أنّهم سيتوجّهون في أي وقت إلى السفارة القطريّة لدعوة بلادها إلى التحرّك في سبيل إطلاق سراح المخطوفين. وأكد عدد من الأهالي أن قطع طريق المطار أمر وارد في أي لحظة، إذا لم تصل الرسالة إلى المسؤولين اللبنانيين والدولتين التركية والقطرية.

وفي لهجة تصعيدية أعلن الشيخ عباس زغيب المكلف من «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» متابعة القضية، من أمام السفارة التركية أنه «إذا لم يحل ملف المخطوفين اللبنانيين فسيكون الأتراك ضيوفاً في لبنان».

أضاف: «الرسالة التي يريد أهالي المخطوفين توجيهها إلى السفارة التركية، هي أن تركيا دولة يمكن أن تضغط على ما يسمى المعارضة السورية لإنهاء هذه القضية الإنسانية. وليس خافياً على أحد دور تركيا في هذا المجال».

تابع: «أريد أن أقول للدولة التركية إن الشعب اللبناني مضياف أيضاً وان السفارة التركية والكتيبة التركية في لبنان، جئنا إليهم اليوم في تحرك سلمي، فإذا لم ينته الملف فسيكونون ضيوفاً، نحن شعب مضياف».

وقال: «لا نخطف بل نستضيف. فإذا لم يحل الملف فسندخل في مرحلة تصعيدية. وتركيا تتحمل المسؤولية. في السابق كنا نأمل من تركيا ونطلب منها المساعدة لأنها قضية إنسانية، وقال الأتراك إن المسألة ليست بأيدينا. الآن، الاتصال جاء من تركيا، الرقم تركي والرسالة التي بثّت أمس من المخطوفين أكدت أنهم موجودون تحت السيطرة التركية وتركيا تتحمل المسؤولية ولا مجال للتهرب». وانتقد دور السلطات اللبنانية في الملف.

(«السفير»)

صالحي يسبق كلينتون وفابيوس إلى أنقرة بلهجة تصالحية لا تبدّد التوتر الكامن

إعـلان إيراني من دمشـق: محـور المقاومـة لـن يُكسـر

إيران «لن تسمح بكسر ضلع» سوريا الأساسي في «محور المقاومة». رسالة قاطعة وجهها مبعوث المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في ايران سعيد جليلي من دمشق، إلى «أعداء المحور»، وأيضا إلى الرئيس السوري بشار الأسد الذي أكد بدوره «التصميم على تطهير البلاد من الإرهابيين» ومنع استهداف سوريا وموقعها في هذا المحور. الوجهة الثانية للدبلوماسية الايرانية كانت أنقرة حيث التقى وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي نظيره أحمد داود اوغلو، واستبعد تحقيق الاستقرار في سوريا «دون أي» من تركيا وايران.

وترافق الحراك الايراني الذي كانت ثالث محطاته في مصر حيث التقى نائب الرئيس محمود أحمدي نجاد، حميد بغاني، مسؤولين مصريين، مع تصعيد واضح في اللهجة الايرانية دعما لدمشق. كما كشف هذا التحرك توتراً تركيا ـ إيرانيا يتمحور ظاهراً حول قضية المخطوفين الايرانيين، لكنه قد يكون أكثر ارتباطاً بمعلومات عن تصعيد أمني وعسكري في الدعم التركي للمعارضة المسلحة داخل سوريا، يشمل إعادة تنظيم الكتائب المقاتلة بطلب اميركي لإضعاف المكوّن «الإرهابي»، وتزويدها بأسلحة نوعية مع اشتداد معركة حلب والقصف على معاقل «الجيش الحر» جواً.

وتتزامن هذه التطورات مع زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لتركيا السبت المقبل، بعدما حذرت أمس، من «عدم التسامح» مع الأطراف التي ترسل «عملاء أو مقاتلين إرهابيين» لإذكاء المواجهة الطائفية في سوريا. كما يقوم وزير الخارجية الفرنسي

لوران فابيوس بجولة إقليمية تشمل لبنان وتركيا الأسبوع المقبل.

وشدد جليلي، وفقا للبيان الرئاسي السوري، على اعتبار أن «ما يجري في سوريا ليس قضية داخلية وإنما هو صراع بين محور المقاومة من جهة وأعداء هذا المحور في المنطقة والعالم من جهة أخرى»، مؤكدا أن «الهدف هو ضرب دور سوريا المقاوم، وإيران لن تسمح بأي شكل من الأشكال بكسر محور المقاومة الذي تعتبر سوريا ضلعا أساسيا فيه».

من جهته، أكد الأسد «تصميم الشعب السوري وحكومته على تطهير البلاد من الإرهابيين، ومكافحة الإرهاب من دون تهاون»، مشددا في الوقت ذاته على أن «سوريا ماضية في الحوار الوطني، وهي قادرة بإرادة شعبها على إفشال المشاريع الخارجية، التي تستهدف محور المقاومة في منطقتنا ودور سوريا فيها».

وطلب جليلي وقف أي نوع من أنواع «التدخل في الشؤون السورية» سواء كان ذلك «عبر الحدود المعنوية أو المادية». ورأى أن «الوقت لم يفت بعد للاستجابة للمبادرة التي تشكل مدخلا لحل الأزمة»، مطالبا الدول التي «ترسل السلاح» إلى سوريا بالتوقف عن ذلك ومعتبرا إياها «شريكة في سفك الدم السوري».

وأبدى أسفه لوضع الإيرانيين المحتجزين. وقال إن «اختطاف أبرياء يؤدون واجبهم الديني لا يمكن القبول به من قبل أي عاقل». وأضاف أن من «يدعمون هذه المجموعات التي ترتكب هذه الأعمال الإرهابية ميدانيا وإعلاميا أو ماليا هم شركاء في هذا العمل المجرم». وكان دبلوماسي إيراني قال لـ«السفير» إن جليلي بحث موضوع الخاطفين مع الجانب السوري، الذي لا يزال يبحث عنهم.

من جهته، قال صالحي للصحافيين في مطار أنقرة قبل لقائه داود اوغلو إنه «دون أي من هاتين الدولتين الأساسيتين (تركيا وايران) اعتقد ان تحقيق السلام والاستقرار او احلالهما في المنطقة سيكون امرا بالغ الصعوبة ولاسيما في دول مثل سوريا». وأضاف صالحي «انا هنا لمتابعة قضية الايرانيين الـ48 الذين ذهبوا الى سوريا». وتابع قائلا ان «تركيا لديها علاقات مع المعارضة السورية ولهذا نحن نعتقد ان بامكانها ان تلعب دورا كبيرا في الافراج عن زوارنا».

وتعقد ايران اجتماعا وزاريا دوليا في طهران غداً حول سوريا، أعلن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان أنه لن يشارك فيه ولن يرسل إليه مبعوثا، كما أعلن لبنان عدم مشاركته من مبدأ «النأي بالنفس».

في المقابل، صعدت تركيا أيضا لهجة ردها على الانتقادات الايرانية، وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن تركيا «دولة تتحرك في ضوء أهدافها ومبادئها التي تتبناها في سياستها الخارجية، وأنها دولة عريقة ذات حضارة»، مناشدا «المسؤولين الإيرانيين ضرورة معرفة ذلك جيدا».

من جانب آخر، قال البيان التركي «إن المسؤولين داخل سوريا وخارجها عن المأساة الإنسانية في سوريا التي تسبب فيها النظام السوري، معروفون للجميع هم ومن يحملون على عاتقهم وبال قتل مئات الأبرياء من السوريين كل يوم»، مشددا على أن «هؤلاء سيحاسبون على ما فعلوا أمام ضمير التاريخ والإنسانية». وذكر البيان أن «تركيا تنظر إلى مسألة خطف 48 إيرانيا في سوريا بصورة إنسانية تامة» لافتا إلى أن «تركيا ستبذل كل ما في وسعها لحل مسألة المخطوفين لاعتبارات إنسانية محضة بناء على طلب وزير الخارجية الإيراني لنظيره التركي عون تركيا في هذا الأمر».

ودعا البيان ايران «لوضع حد للتصريحات التي لا أساس لها، وأن يتصرفوا بشكل يليق بروح علاقات الجوار التي تجمع بين البلدين».

وصرحت كلينتون للصحافيين في ختام لقاء مع نظيرتها الجنوب افريقية مايتي نكوانا ماشاباني «علينا ان نقرر كيف نسرع للوصول الى اليوم الذي تتوقف فيه اراقة الدماء وتبدأ عملية الانتقال السياسي» في سوريا. واضافت ردا على سؤال حول مستقبل سوريا السياسي «علينا ان نضمن اننا نعمل بالتعاون مع الاسرة الدولية لتحقيق هذه الغاية، كما علينا ان نحدد بالضبط ما نتوقعه من الحكومة والمعارضة بشأن انهاء العنف والبدء في الانتقال السياسي».

وقالت كلينتون «نستطيع ان نتحدث ونخطط بشكل اكبر عن ما سيحدث لاحقا، اي ما بعد انهيار النظام .. وانا اعلم ان ذلك سيحدث». واضافت «هذه اوقات صعبة للغاية على الشعب السوري الذي وقع في شرك هذا العنف الرهيب». وتابعت قائلة «علينا ان نعالج الاحتياجات الانسانية الملحة لمن يعانون داخل سوريا وللفارين منها». واكدت «وعلينا ان نضمن بقاء مؤسسات الدولة سليمة». وقالت كلينتون «ان على من يحاولون استغلال معاناة الشعب السوري سواء بارسال عملاء او بارسال مقاتلين ارهابيين، ان يعلموا ان اي طرف، خاصة الشعب السوري، لن يسمح لهم بذلك».

وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية ان لوران فابيوس سيزور من 15 الى 17 آب الحالي الاردن ولبنان وتركيا لدرس انعكاسات الازمة السورية على هذه الدول. وقال معاون المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فانسان فلورياني ان الدول الثلاث التي سيزورها الوزير «تستقبل عددا كبيرا من اللاجئين». وسيجري فابيوس ايضا «محادثات سياسية رفيعة المستوى في اطار جهود فرنسا للترويج لمرحلة سياسية سريعة ذات مصداقية في سوريا».

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب محمد عطري في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» إن حجاب قد يكون رئيسا لـ«حكومة المنفى أو رئيسا لحكومة انتقالية»، مؤكدا أن «هذا الأمر يقرره الثوار في الداخل». وشدد على أن «حجاب سياسي وطني لم تتلطخ يداه بدماء أي سوري، وأن سجله حافل بالخدمات والتعاون في سوريا».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب ، أ ش ا)

ملك الأردن يحّذر من تقسيم سوريا: الأسد قد يلجأ إلى إقامة «جيب علوي»

اعتبر الملك الاردني عبد الله الثاني في مقابلة بثت أمس، ان الرئيس السوري بشار الاسد قد يلجأ الى إقامة «جيب علوي» في شمال غرب سوريا اذا ما سقطت دمشق. وحذر في مقابلة مع شبكة «سي بي اس» من ان ذلك قد يؤدي الى انقسام البلاد ويتسبب في نزاع عرقي قد يستمر عقودا.

وقال الملك الاردني انه يتوقع ان يستمر الاسد في حملته العسكرية «الى اجل غير مسمى» متمسكا بالسلطة، وقال انه اذا لم يتم التوصل الى حل سياسي للازمة في سوريا في القريب العاجل فان ذلك سيدفع بالاوضاع الى «الهاوية». واضاف «لدي شعور بأنه اذا لم يتمكن من حكم سوريا الكبرى، فان خطته الثانية ربما تكون اقامة جيب علوي».

وقال عبد الله «بالنسبة لنا اعتقد ان ذلك سيكون اسوأ سيناريو، لان ذلك يعني انقسام سوريا الكبرى». واضاف ان «ذلك يعني ان الجميع يبدأون في الاستيلاء على الاراضي. اذا ما انفجرت سوريا داخليا، فإن ذلك سيخلق مشاكل سيستغرقنا حلها عقودا».

وتوقع عبد الله أن يواصل الاسد حملته الامنية العسكرية متمسكا بالسلطة «لانه يعتقد انه على صواب». واضاف «بالنسبة للاسد فانه سيتمسك بموقفه.. اعتقد ان نظامه يعتقد انه لا بديل امامه غير الاستمرار.. لا اعتقد ان هذا رأي بشار وحده، ليس رأي الفرد. انه النظام». وقال «بالنسبة لبشار في الوقت الحالي.. فانه سيستمر في ما يفعله الآن الى ما لا نهاية».

وقال الملك الأردني انه «كلما طال الزمن للعثور على حل سياسي، وكلما استمرت الفوضى، فيمكن ان ندفع سوريا الى الهاوية». واوضح ان «الهاوية هي حرب اهلية شاملة سيستغرق خروجنا منها سنوات».

(أ ف ب)

السفير السوري المنشق نواف فارس: إيران قدمت المال والسلاح للرئيس لأسد

طوكيو- (يو بي اي): قال السفير السوري المنشق نواف فارس، إن إيران قدمت السلاح والمال للرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية الإنتفاضة ضد الحكومة السورية في آذار/ مارس 2011.

وذكر السفير السوري السابق في حديث إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK في الدوحة، انه حضر اجتماعاً بين مسؤولين إيرانيين وسوريين كبار في آذار/ مارس العام الماضي بعد وقت قصير من بدء المظاهرات المناهضة للحكومة.

وأضاف ان إيران حثت سوريا على إخماد الإحتجاجات المدنية بالكامل وعرضت كامل تعاونها مع الحكومة السورية بما فيها تقديم السلاح والمال.

وتابع ان الأسلحة والأموال تنقل من إيران الى سوريا عبر مرافئ على البحر الأبيض المتوسط والعراق.

وقال فارس، الذي انشق عن النظام السوري في تموز/ يوليو الماضي، إن مقتل وزير الدفاع السوري داوود راجحة بتفجير الشهر الماضي سدد ضربة كبيرة للحكومة وأثر على القيادة بالمؤسسة الأمنية.

وأردف نقلاً عن مصدر بالحكومة السورية إن الرئيس الأسد يتنقل بين العاصمة دمشق واللاذقية شمال غرب سوريا، خوفاً من محاولات اغتياله.

وتوقف عند الدعم الذي تلقاه القوات المعارضة في سوريا، فقال ان قطر والسعودية ما زالتا توفران الدعم السياسي، لكنه رأى ان هذا لا يكفي، داعياً إلى تزويد هذه القوات بمزيد من الأسلحة والأموال.

إيران تطلب مساعدة الأمم المتحدة في الإفراج عن رهائن بسوريا وليبيا

الأمم المتحدة- (رويترز): طلب وزير خارجية إيران يوم الثلاثاء من الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون مساعدته في جهود للإفراج عن عشرات الزوار وعمال الإغاثة الإيرانيين الذين تم احتجازهم في الآونة الاخيرة في سوريا وليبيا.

وكتب علي اكبر صالحي إلى بان في رسالة قدمتها بعثة ايران في الأمم المتحدة لرويترز يقول “أود ان أطلب تعاونكم ومساعيكم الحميدة يا صاحب الفخامة لتأمين الإفراج عن هؤلاء الرهائن”.

وقال صالحي “وسيكون التعاون الكريم من هيئات الأمم المتحدة المعنية استجابة لهذا الطلب من حكومة (إيران) وأسر الرهائن موضع تقدير كبير”.

وتم تسليم طلب مساعدة الأمم المتحدة بعد يوم من استدعاء وزارة الخارجية الإيرانية دبلوماسيا رفيعا من السفارة السويسرية في طهران التي ترعى مصالح الولايات المتحدة في إيران لمناقشة مسالة الإيرانيين المفقودين في سوريا.

وفي نيويورك أكد متحدث باسم الأمم المتحدة تلقي رسالة صالحي لكنه لم يكن لديه تعليق فوري. وسعت ايران ايضا للحصول على مساعدة تركيا -وهي من أشد منتقدي الرئيس السوري بشار الاسد- في الإفراج عن الإيرانيين المحتجزين في سوريا.

وقال صالحي “حكومة جمهورية ايران الإسلامية تدعو الى الإفراج الفوري عن رعاياها المخطوفين وترى ان استخدام الرهائن دروعا بشرية ينتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان لهؤلاء المدنيين الأبرياء”.

ويتهم معارضو سوريا المصممون على الإطاحة بالأسد ايران بدعم الحكومة السورية التي تحاول دون جدوى منذ 17 شهرا سحق انتفاضة تتخذ طابعا مسلحا باطراد. وتدعم طهران الأسد حليف ايران منذ فترة طويلة.

واستولت المعارضة السورية على حافلة تقل 48 ايرانيا يوم السبت. وتقول طهران انهم زوار كانوا في طريقهم الى مزار شيعي وتنفي تكهنات بأنهم عسكريون يساعدون الأسد في اخماد الانتفاضة.

وأكد متحدث باسم المعارضة السورية يوم الاثنين ان ثلاثة ايرانيين قتلوا في قصف جوي من جانب الحكومة وان الباقين سيعدمون اذا لم يتوقف القصف. ولم ترد أنباء بشأن مصير الباقين منذ ذلك الحين.

وفي ليبيا خطفت جماعة مسلحة مجهولة سبعة عمال إغاثة ايرانيين يوم 31 من يوليو تموز في مدينة بنغازي بشرق البلاد في اكبر عملية من نوعها ضد أجانب منذ بداية الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي.

وقالت مصادر امنية لرويترز ان الرجال السبعة وهم من بعثة الاغاثة التابعة للهلال الأحمر الإيراني خطفوا من مركبتهم في وسط بنغازي عندما كانوا في طريقهم الى الفندق الذي يقيمون فيه.

وقالت صحيفة طهران تايمز ان مسؤولا ايرانيا رفيعا ابلغ دبلوماسيا سويسريا يوم الاثنين ان الحكومة الأمريكية مسؤولة عن حماية حياة الإيرانيين المخطوفين بالنظر الى مساندة الولايات المتحدة للمعارضة السورية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية باتريك فنتريل ان ايران استدعت الدبلوماسي السويسري لكنه استدرك بقوله إن الولايات المتحدة لم تتلق اي مراسلات رسمية من ايران في هذا الأمر ورفض تقديم تفاصيل أخرى.

وسئل فنتريل هل من المعقول ان تحمل ايران الولايات المتحدة المسؤولية عن حماية الإيرانيين فرد بقوله “لا يبدو هذا معقولا”.

وكرر ايضا اتهامات الولايات المتحدة ان ايران تساعد الأسد على سحق المعارضة.

وقال “في رأيي ليس معقولا أن تتجاهل الحكومة الإيرانية مذابح المدنيين في حلب وفي شتى أنحاء سوريا وتبحث بدلا من ذلك عن طرق جديدة لمحاولة دعم نظام يقتل آلافا كثيرة من مواطنيه”.

ألغاز إنشقاق حجاب تتكاثر وشريط فيديو يقدم قصة مثيرة للهارب الكبير

عمان- القدس العربي: يبدو أن جهة ما تقصدت إضفاء طابع دراماتيكي قدر الإمكان على لغز هروب وإنشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب الذي شغل الجميع خلال اليومين الماضيين.

إنقلب إعلام الثورة السورية ومعه الإعلام الإلكتروني الأردني على الرواية المألوفة لقصة هروب حجاب وقدم فجر الأربعاء رواية طازجة على شكل مفاجأة تقول حيثياتها بإختصار وفي المحصلة بأن حجاب قضى فيما يبدو ال48 ساعة الماضية بين قوات الجيش السوري الحر داخل محافظة درعا وإنتقل فجر الأربعاء فقط إلى العاصمة الأردنية عمان.

أول معلومة في هذا التسريب المباغت أفلتت عبر المركز الإعلامي التابع للجيش السوري الحر الذي قدم تفاصيل عملية عسكرية وإستخبارية معقدة كانت فكرتها بإختصار (تهريب) حجاب بطريقة ذكية تطلبت عملا مكثفا لأكثر من 400 عسكري من ثوار الجيش الحر.

طبعا وسائل الإعلام الأردنية سارعت وبقوة لتلقف الرواية الجديدة وربطتها فورا بحادثة غريبة وغير مألوفة وقعت في مناطق شمالي الأردن إعتبارا من الساعة الحادية عشرة ليلة الثلاثاء وهي إنقطاع التيار الكهربائي عن شمال المملكة نحو ثلاث ساعات ووفقا للسيناريو فالهدف واضح هنا وهو إنجاح عملية تهريب حجاب وتأمين إنشقاقه .

ويبدو أن إعلام الجيش الحر دعم روايته الطازجة المباغتة بشريط فيديو خاص بث على الشبكة العنكبوتية فجر الأربعاء ويظهر حجاب وجميع أفراد عائلته بين بعض المواطنين والمقاتلين السوريين في مكان مجهول في محافظة درعا مع تأريخ الشريط بالسابع من شهر آب أي يوم أمس الثلاثاء.

القصة المحبوكة إعلاميا على الأقل هنا واضحة المعالم فهي تريد أن تبلغ العالم بأن الجيش السوري الحر إستطاع التلاعب بالنظام السوري لأكثر من يومين عبر إخفاء حجاب ليومين أولا ثم تأمين إنتقاله للأردن.

الهدف حسب مصادر سورية من هذا التضليل المدروس هو تلبية شرط حجاب بإنتقال وتأمين جميع أفراد عائلته معه حيث يظهر الشريط المبثوث بعض الأطفال إلى جانب حجاب الذي يرتدي بزة رمادية في صالون على فراش أرضي في مكان ما يقول الشريط أنه يتبع محافظة درعا.

..طبعا لا يوجد أدلة على أن الرواية الجديدة ليست مفبركة للتغطية على رواية ثالثة لقصة لغز إنشقاق رئيس الوزراء السوري فبعض المصادر الأردنية لا زالت تصر على أن حجاب وصل الأردن قبل يومين على متن طائرة مروحية وغادر إلى قاعدة عسكرية في مدينة المفرق شرقي البلاد ثم توجه فورا إلى دولة قطر..تلك رواية سمعتها القدس العربي فجر الأربعاء من مصدر موثوق ومطلع لكنها تبقى واحدة من روايات أخرى أريد لها أن ترافق قصة هروب وإنشقاق أكبر شخصية في النظام السوري حتى الأن .

الإنطباع السياسي المتشكل هنا يشير لإن الإثارة الإعلامية التي رافقت خروج حجاب سواء عبر الأردن أو غيرة أو أمس أو قبله بيومين مقصودة لذاتها ولأغراض (تضخيم) الرجل وإعداده لدور ما مهم مستقبلا.

وتشير الرواية التي قدمها الجيش الحر إلى أن 400 جندي نفذوا الليلة- ثلاثاء على أربعاء- عملية تهريب رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب من خلال قرية نصيب السورية الى الاراضي الاردنية، ويرافقه 35 فردا من بينهم اسرته واشقائه وعائلاتهم.

ووفقا لمصادر الجيش الحر فخلال اليومين الماضيين نفذت كتيبة المعتصم بالله من الجيش الحر والتي يقودها المقدم الركن المنشق ياسر عبود الملقب بـ”ابو عمار” عمليات عسكرية مكثفة وناجحة في القرى المحادية للشريط الحدود السوري الاردني وقد اختارت منطقة نصيب السورية بعد السيطرة عليها، وتمكنت من مساعدة حجاب على الوصول الي الاراضي الاردنية بسلام.

وقامت القوات المسلحة الاردنية باستقبال حجاب وإرساله الى عمان مباشرة في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء الاربعاء وفق مصادر موثوقة في مدينة الرمثا.

علامات الاجهاد تظهر على مقاتلي المعارضة السورية في حلب

حلب- (رويترز): قال مقاتلو المعارضة الذين يحاولون الصمود في مواجهة هجوم من الجيش في حلب الثلاثاء إن ذخيرتهم قاربت على النفاد بينما حاصرت قوات الرئيس بشار الاسد معقلهم عند المدخل الجنوبي لاكبر مدينة في البلاد.

وقال أبو جميل وهو جزء من قوة المعارضة التي تحاول الدفاع عن مواقع في المدينة مصيرها يمكن ان يشكل مسار الانتفاضة ضد حكم الاسد “ليس لدينا ذخيرة كافية نرسلها الى خط الجبهة”.

والفتحات في المباني والانقاض المتناثرة في الشوارع في حي صلاح الدين الذي كان مسرح القتال الرئيسي كلها علامات واضحة على الهجوم المكثف الذي شاركت فيه قوة جوية وقطع مدفعية ثقيلة.

وكان مقاتلو المعارضة يرتشفون الشاي بين الحين والاخر تحت مظلات المتاجر الاسبوع الماضي لكنهم باتوا يبحثون عن ملجأ في مداخل المنازل المهجورة ويركضون لتجنب الطلقات اليوم الثلاثاء.

وسارع بعض المقاتلين بتحميل السيارات بقذائف صاروخية وقنابل محلية الصنع والاسلاك التي تبرز منها استعدادا فيما يبدو لمغادرة المكان.

ويقاتل المعارضون للدفاع عن مواقع من بينها صلاح الدين في مواجهة القوات الحكومية التي تحاول التقدم على الطريق السريع الرئيسي المؤدي الى المدينة من الجنوب الغربي. ولم تشهد أجزاء من المدينة القديمة أي قتال على الاطلاق.

وقال شيخ توفيق وهو قائد للمعارضة تحدث في منزل مهجور استخدم كموقع مؤقت له ولرجاله الذين كانوا يستخدمون صناديق ذخيرة كمقاعد مؤقتة “كل يوم الهجمات من الجيش السوري تصبح أكثر شراسة.”

ويوجد حولهم ما يذكرهم بأن هذا المكان كان حتى وقت قريب منزل أحد الاشخاص : جهاز تلفزيون وكمبيوتر وسجادة مطوية خلال اشهر الصيف وموضوعة في أحد الاركان. وفر كثير من سكان حلب.

وقال “يعتقد النظام انه سيكون احراجا كبيرا اذا لم يتمكن من اقتحام صلاح الدين … انه البوابة الى حلب. اذا تمكن من الدخول من هذه المنطقة فان كل مراكز الشرطة المحررة ونقاط التفتيش والاماكن الاخرى داخل حلب ستصبح تحت سيطرتهم.”

وشاهد صحفي من رويترز رجلين يصرخان في الم وينزفان بشدة من جروح اصيبا بها بسبب قذيفة دبابة.

وصعدت قوات الاسد حملتها لاستعادة السيطرة على حلب وهي مدينة قديمة قريبة من الحدود السورية مع تركيا اواخر الاسبوع الماضي.

ووفقا لبيان من التنسيقية العامة لثوار حلب فان القصف الجوي والارضي لحلب قتل 70 شخصا في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة. وقال البيان ان لديهم اسماء القتلى.

لكن لم يتسن التحقق من عدد القتلى من مصادر مستقلة.

وقال البيان ان جثث عشرة سجناء كانوا محتجزين في منشأة تابعة للشرطة السرية على اطراف المدينة عثر عليها ايضا وقد قيدت ايديهم خلف ظهورهم واعدموا رميا بالرصاص.

وقالت زوجة تحتمي بأحد المنازل “تسمع الطائرات النفاثة ثم تهتز الارض عندما تصطدم صواريخها بالارض. وتفجيراتهم تحدث في وابل من 15 انفجارا في المرة الواحدة يعقبها صمت ثم وابل آخر من الانفجارات.”

وقال ابو علي وهو قائد آخر لمقاتلي المعارضة لرويترز ان الاتصالات السيئة والقصف الشديد زادا صعوبة ارسال تعزيزات الى جبهة القتال. وأضاف ان دبابات الاسد تتقدم وتقصف مواقع المعارضين ثم تتراجع.

وأقام الجيش السوري الحر وهو ائتلاف فضفاض لجماعات المعارضة المسلحة مزيدا من نقاط التفتيش الليلة الماضية على الطرق المؤدية الى حلب. لكن المقاتلين الذين يحرسونها لا يعرفون شيئا يذكر فيما يبدو عما يحدث على بعد بضع مئات من الامتار من موقعهم.

وقال مقاتلو المعارضة ان قوات الاسد بدأت اقامة نقاط التفتيش الخاصة بها في أجزاء من حلب.

وقال طبيب يعالج الجرحى في صلاح الدين انه يستقبل في المتوسط خمسة قتلى و25 جريحا في اليوم. وأضاف الطبيب الذي كان يبدو منهكا وطلب عدم نشر اسمه ان اثنين قتلا اليوم الثلاثاء.

وقال “ليس لدي أدوية أو مواد كافية لانقاذ حياة الرجال هنا. انهم يخشون جميعا الذهاب الى المستشفيات العامة لانهم قلقون من ان تسلمهم قوات الامن”.

وواصل اللاجئون الهرب من حلب وهم يحملون كل ما يمكنهم حمله معهم. ورفض معظمهم الحديث وهم غير متأكدين فيمن يثقون ولا ماذا يحدث حولهم.

طهران لن’تسمح ‘بكسر’محور المقاومة’ في سورية وانقرة تندد بـ’تهديدات’ ايران بانتقال الثورة اليها

كلينتون تحذر من ‘إرسال إرهابيين بالوكالة’ إلى سورية.. ومقتل 130 بينهم 16 مدنيا في اقتحام مبنى في ريف حمص

دمشق ـ حلب ـ بيروت ـ انقرة ـ وكالات: اكد المسؤول الايراني سعيد جليلي، ممثل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي خلال لقائه الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء في دمشق ان بلاده لن تسمح ‘بكسر محور المقاومة’ الذي تشكل سورية ‘ضلعا اساسيا فيه’، في وقت 130 شخصا في انحاء مختلفة من سورية مع استمرار العمليات العسكرية على الارض لا سيما في مدينة حلب حيث يستعد كل من النظام والمعارضة ‘لمعركة حاسمة’ من اجل احداث تغيير اساسي في مجرى الاحداث وذلك غداة يوم من اكثر الايام دموية في سورية حيث قتل فيه 265 شخصا هم 182 مدنيا و21 مقاتلا معارضا وما لا يقل عن 62 عنصرا من القوات النظامية.

جاء ذلك فيما اقتحم مسلحون مجمعا سكنيا في ريف حمص (وسط) الثلاثاء واطلقوا النار عشوائيا ما ادى الى مقتل 16 مدنيا غالبيتهم من العلويين والمسيحيين والى اصابة آخرين بجروح، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس ان ‘القتلى سوريون وتوزعوا بين اربعة سنة وستة مسيحيين بالاضافة الى ستة علويين بينهم مدير المجمع’.

واضاف ان ‘هناك اعدادا كبيرة من المصابين داخل المجمع’ الذي لا يقوم بحراسته ‘سوى حارس مدني غير مسلح’.

ولفت عبد الرحمن الى ان المجمع ‘يضم عمال محطة جندر لتوليد الكهرباء وعائلاتهم’، مشيرا الى ان هؤلاء ‘سوريون وايرانيون ويابانيون بالاضافة الى جنسيات اخرى’.

ووصلت امس الى تركيا دفعة جديدة من الضباط المنشقين، وذلك غداة الانشقاق السياسي الابرز منذ بدء الاضطرابات قبل نحو 17 شهرا لرئيس الحكومة المعين قبل شهرين رياض حجاب.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الاسد استقبل الثلاثاء الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي الذي كثفت بلاده اتصالاتها حول الملف السوري.

وشدّد الأسد خلال استقبال جليلي على أن سورية ماضية في الحوار الوطني وهي قادرة بإرادة شعبها على افشال المشاريع الخارجية التي تستهدف محور المقاومة في منطقتنا ودور سورية فيها.

ومن جانيه اكد جليلي ان بلاده لن تسمح ‘بكسر محور المقاومة’ الذي تشكل سورية ‘ضلعا اساسيا فيه’.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن جليلي قوله ‘ان’ما’يجري في سورية ليس قضية داخلية وانما’هو’صراع’بين’محور’المقاومة’من’جهة’

واعداء هذا المحور في المنطقة’والعالم’من’جهة اخرى’، مؤكدا ان ‘الهدف’هو ضرب دور سورية المقاوم’.

وقام وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي بزيارة قصيرة الى تركيا بعد ظهر امس ليبحث مع نظيره التركي احمد داود اوغلو في الوضع في سورية، وفي مصير 48 ايرانيا خطفوا في دمشق السبت.

وتبنت مجموعة في الجيش السوري الحر عملية الخطف، مؤكدة ان بين المخطوفين عناصر من الحرس الثوري الايراني.

وقد اعلنت الثلاثاء ان ثلاثة من المخطوفين قتلوا في قصف من قوات النظام على ريف دمشق، بينما يؤكد الايرانيون ان المخطوفين هم من الزوار وكانوا في زيارة الى اماكن مقدسة.

وردت انقرة الثلاثاء على مواقف ايرانية توقعت ان ينتقل النزاع في سورية الى تركيا، وذلك قبل ساعات من زيارة وزير الخارجية الايراني لتركيا في محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان ‘ندين بشدة الاتهامات التي لا اساس لها والتهديدات التي في غير محلها ضد بلادنا من جانب العديد من المسؤولين الايرانيين، بمن فيهم رئيس الاركان الايراني حسن فيروز ابادي’.

وكانت الخارجية تشير الى ما قاله فيروز ابادي متهما تركيا ودولا اخرى مجاورة بتسهيل تحقيق ‘الاهداف العدوانية للشيطان الاكبر، الولايات المتحدة’.

واضاف فيروز ابادي وفق ما نقل عنه الموقع الرسمي للحرس الثوري الايراني ‘ولكن اذا قبلوا بهذا الاسلوب، عليهم ان يدركوا انه بعد سورية، سيحين دور تركيا ودول اخرى’.

ومن جهتها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الثلاثاء إن الأزمة في سورية يجب ألا تنزلق إلى حرب طائفية وحذرت من ارسال ‘مقاتلين بالوكالة أو إرهابيين’ للانضمام إلى الصراع.

وأضافت في مؤتمر صحافي في بريتوريا عاصمة جنوب إفريقيا ‘يجب أن نبعث بإشارات واضحة جدا بضرورة تفادي الانزلاق صوب حرب طائفية. من يحاولون استغلال الوضع بإرسال مقاتلين بالوكالة أو إرهابيين يجب أن يدركوا أنه لن يتم التسامح مع هذا الأمر’.

بشار في وقت مستعار

صحف عبرية

ان أصداء التفجيرات واصوات اطلاق النار التي تُسمع في الايام الاخيرة في حلب ودمشق، وهما أكبر مدينتين في سورية، هي بمنزلة آخر اصوات احتضار نظام بشار الاسد. من الممكن في الحقيقة ان يبقى الرئيس السوري في منصبه فترة ما يصعب تحديدها، قد تكون اياما أو اسابيع بل أشهرا. لكن الاتجاه واضح وهو ان النظام السوري في مسار انحلال سريع، وانشقاق رئيس الوزراء الدكتور رياض حجاب أمس يجسد هذا الاتجاه بصورة قوية. ويضاف هذا الاجراء بالطبع الى الواقعة الحادة السابقة حينما نجح المعارضون في القضاء في 18 تموز على اربعة من أكبر رجال النظام السوري المقربين من الاسد.

ان انشقاق حجاب هو الأهم الى اليوم بين جميع اعضاء نظام الاسد الذين هربوا من سورية، وهو ضربة شديدة لمنزلة الرئيس وانتصار كبير لمعارضيه، ولا سيما في الصعيد الرمزي. فحجاب الذي عُين للمنصب قبل شهرين فقط ولا يُعد في أقرب المقربين من الرئيس، ليس شخصا رئيسا في النظام السوري، ورئيس الوزراء في سورية كما في سائر النظم العربية هو موظف حكومة ينفذ سياسة الرئيس ويُعينه الرئيس.

هذا الى ان حجاب ابن لعائلة سنية وليس محسوبا في النخبة العلوية. ويمكن ان نضيف الى كل ذلك حقيقة انه من سكان دير الزور التي جربت بصورة عنيفة محاولات الجيش السوري قمع الاحتجاج على النظام. ومع كل ذلك فالحديث عن تعيين شخصي للرئيس وعن شخص يفترض ان ينفذ سياسته من غير حتى ان يعترض عليها. وها هو ذا هذا الشخص خاصة يستقر رأيه على إذلال الاسد لا أقل من ذلك.

تحدث متحدث حجاب عن ان الانشقاق قد خُطط له في واقع الامر منذ لحظة توليه المنصب، أي قبل شهرين بالضبط من مغادرته دمشق ووصوله الى الاردن. وقد نسق هذا الاجراء مع ‘العدو’، أي ‘جيش سورية الحر’، للتحقق من ان يكون مجيئه الى الممر الحدودي مع الاردن بصورة آمنة. واستطاع الجيش السوري ان يطلق بعض الرصاص على قافلة حجاب (التي اشتملت على عشر عائلات)، لكنه كان متأخرا جدا وأقل كثيرا من ان يمنع الانشقاق.

ليس واضحا الى الآن من الذي صاحب الدكتور حجاب. فبحسب تقارير في قناة ‘العربية’ انضم الى رئيس الوزراء ثلاثة جنرالات ووزيران هما وزير النفط ووزير حماية البيئة. وأُبلغ أمس انشقاق آخر لجنرال آخر هو ابن شقيق نائب رئيس سورية فاروق الشرع الذي لم يعد هو نفسه يظهر على الملأ في المدة الاخيرة. فهو تيار لا ينقطع من المنشقين الذين يدركون ان السفينة السورية تغرق. ان النخبة السنية التي سارت الى جنب الاسد الى وقت قريب تتركه وتُبقيه في خطر أشد مما كان دائما. ولهذا يستمر الجيش السوري الى الآن في الوقوف في الحقيقة الى جنب الاسد وقد نجح في ان يستعيد السيطرة على عدد من أحياء دمشق. لكن يمكن ان نقول في يقين ان انشقاق رئيس الوزراء سيُعجل فقط تيار المنشقين وان زمن الاسد أخذ يقصر.

آفي يسسخروف

هآرتس 7/8/2012

الامم المتحدة: نقص حاد في الادوية في سورية وسكان الارياف الاكثر تضررا

جنيف ـ ا ف ب: تعاني سورية من نقص حاد في الادوية وسكان الارياف الاكثر تضررا باعمال العنف التي بدأت في اذار (مارس) 2011 بحسب منظمة الصحة العالمية وبرنامج الاغذية العالمي.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية الثلاثاء من جنيف ‘تصاعد اعمال العنف مؤخرا الحق اضرارا كبيرة بالمصانع المحلية لانتاج الادوية قرب حلب وحمص ودمشق’.

كما كان لقلة المواد الاولية والعقوبات والكلفة المرتفعة للبنزين وقع على البلاد التي كانت تنتج حتى الآن 90 بالمئة من الادوية التي تحتاج اليها.

وتفتقر سورية الى المضادات الحيوية لمعالجة الاشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحية تفاديا لاي التهاب وايضا للادوية لمعالجة الامراض المزمنة.

واشار المتحدث الى ادوية ضد السل والتهاب الكبد وارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان.

اضافة الى النقص الحاد في الادوية اغلقت العديد من المستشفيات ومراكز العلاج ابوابها بسبب المعارك.

وحاليا توزع منظمة الصحة العالمية مساعدة طبية لحوالي 700 الف شخص في سورية.

من جهة اخرى اعلن برنامج الاغذية العالمي الثلاثاء ان القطاع الزراعي السوري تضرر كثيرا جراء المعارك مستندا الى تحقيق لمنظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو).

وذكر البرنامج ان ‘المحاصيل الاساسية مثل القمح والشعير تضررت كثيرا وكذلك زراعة اشجار الزيتون’.

والى هذا اليوم قدرت خسائر القطاع الزراعي السوري بـ1.8 مليار دولار بسبب النزاع ما يؤثر على ثلث سكان الارياف.

وحوالي 1.5 مليون شخص اي ثلث سكان الارياف بحاجة الى مساعدة فورية خلال الاشهر الثلاثة او الستة المقبلة.

وسيحتاج مليون مزارع الى مساعدة لمواشيهم خلال الفترة نفسها.

وفي حال لم تصل هذه المساعدة في الوقت المناسب ستنفق المواشي في الارياف خلال بضعة اشهر.

وقالت وكالتا الامم المتحدة ‘اننا بحاجة الى تحرك عاجل مع اقتراب فصل الشتاء’.

وخسر العديد من المزارعين مواشيهم ومحاصيلهم كليا او جزئيا بسبب المعارك والجفاف لفترات طويلة.

واشارت معظم الاسر المتضررة للوكالتين الى تراجع المداخيل المصحوب بزيادة النفقات.

وقالت الوكالتان ‘قلص العديد عدد الوجبات ويتناولون اطعمة رخيصة وذات نوعية ادنى ويقسطون شراء الاغذية او يجدون عملا لاولادهم بدلا من ارسالهم الى المدرسة’.

ووجه البرنامج نداء دوليا لمساعدة سورية بقيمة 103.2 مليون دولار. الى هذا اليوم لا يزال يحتاج الى 58.9 مليون دولار من الاموال المطلوبة.

حزب سوري كردي يقول إن تركيا يجب ألا تخشى صعوده

دبي ـ رويترز: وجه حزب كردي يزداد نفوذه في شمال سورية في وقت يخوض فيه الرئيس السوري بشار الأسد حربا ضد معارضة مسلحة تستعر في أماكن أخرى في البلاد تحذيرا إلى تركيا من التدخل في المنطقة.

وتركيا منزعجة من النفوذ المتنامي لحزب الوحدة الديمقراطي وتشتبه في أن له صلات بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض منذ 28 عاما صراعا انفصاليا في تركيا أسفر عن سقوط أكثر من 40 ألف قتيل.

وقالت تركيا إنها لن تسمح لجماعات ‘إرهابية’ بأن يكون لها موطئ قدم عبر الحدود في سورية حيث يشكل الأكراد نحو عشرة بالمئة من إجمالي السكان.

وقال محمد صالح مسلم زعيم حزب الوحدة الديمقراطي ‘لا شأن لتركيا بالأكراد السوريين’ نافيا أن يكون لحزبه أي شيء يتعدى الشبه الأيديولوجي بحزب العمال الكردستاني.

وقال لرويترز في اتصال تليفوني من مدينة القامشلي السورية ‘من حقي حماية أهلي في مناطقي وفي مدينتي. لا يمكن لأحد أن ينكر هذا الحق. وهذا ما فعلناه لذلك لا يوجد ما يدعو تركيا إلى القلق وتوجيه تهديدات’.

وأضاف أن بلدات كوباني وديريك وعفرين السورية تخضع الآن للسيطرة الكردية.

وينظر الأكراد السوريون إلى الانتفاضة التي اندلعت منذ 17 شهرا ضد الأسد على أنها فرصة للحصول على سلطة كتلك التي يتمتع بها الأكراد في شمال العراق حيث يعيشون بشكل شبه مستقل عن بغداد.

لكن الأكراد السوريين غير متحدين سياسيا والخصومات بين حزب الوحدة الديمقراطي وبين جماعة أخرى هي المجلس الوطني الكردستاني هددت أحيانا بأن تتطور إلى صراع فيما بين الأكراد.

ووقع الحزبان اتفاقا الشهر الماضي على تشكيل جبهة موحدة للعمل من أجل المصالح الكردية في سورية بعد الأسد. لكن تلك الوحدة أقل قوة في الواقع منها على الورق.

وكان غياب حزب الوحدة الديمقراطي ملحوظا عن اجتماع عقد في كردستان العراق الأسبوع الماضي بين وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو والمجلس الوطني السوري المعارض والمجلس الوطني الكردي لبحث مستقبل سورية وضرورة التوصل لحل سلمي للمسألة الكردية التركية.

وقال صالح مسلم لرويترز ‘لم نشارك لأنهم لم يوجهوا دعوة لنا’.

ووثقت تركيا العلاقات مع مسعود البرزاني رئيس حكومة كردستان العراق بينما تتطلع لتوطيد صلاتها في مجالات التجارة والطاقة في شمال العراق وهو تقارب يقول المحللون إنه قد يساعد تركيا على كسب نفوذ على أكراد سورية.

وبعد الاجتماع الذي عقد في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق وصف رئيس العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي عبد الحكيم بشار موقف داود أوغلو بأنه ‘أكثر تقدما عن ذي قبل’.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا وهو كردي إن قرار عدم دعوة حزب الوحدة الديمقراطي لحضور الاجتماع لم يكن قرار تركيا ورحب بجميع الأحزاب الملتزمة بإسقاط الأسد.

ودعم تركيا للمجلس الوطني السوري جعله مثار شكوك الكثير من الأكراد السوريين.

ويتهم منافسو حزب الوحدة الديمقراطي أعضاء الحزب بأنهم مهتمون بالسعي إلى تحقيق برنامجهم الخاص أو برنامج حزب العمال الكردستاني أكثر من اهتمامهم بإسقاط الأسد بل واتهموا الحزب بأن له صلات بالأسد. ويرجع البعض المكاسب الإقليمية الكردية إلى الأسد ويقولون إنه سلم عن عمد السيطرة على البلدات الثلاث لحزب الوحدة الديمقراطي لترويع تركيا.

وسخر صالح مسلم من ذلك الافتراض وقال إن هذه الاتهامات ليست سوى محاولة لتلويث سمعة حزب الوحدة الديمقراطي.

جليلي في بغداد لبحث تداعيات الأزمة السورية

بدأ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي اليوم الاربعاء زيارة إلى بغداد قادمًا إليها من دمشق لبحث الأزمة السورية وتداعياتها على دول المنطقة مع المسؤولين العراقيين.

من المنتظر أن يجري أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي الذي استقبله في مطار بغداد الدولي مستشار الأمن القومي في العراق فالح الفياض مباحثات مع المسؤولين العراقيين يتقدمهم رئيس الوزراء نوري المالكي تتناول تطورات الأزمة السورية وتداعياتها على المنطقة واختطاف الجيش السوري الحر لـ 48 إيرانيًا في سوريا.

وبالتزامن مع وصول جليلي الى بغداد أكد المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ ان موقف العراق من الأزمة السورية واضح ولا لبس او تغيير فيه وهو ما جعله احد اكثر المواقف توازنا وتعقلا من هذه الأزمة. وقال إن “العراق يؤيد انتقال سلمي في سوريا يضمن للشعب السوري الشقيق العيش بحرية وكرامة واختيار نظام الحكم المناسب وفقا للخطة الدولية المدعومة من قبل الجامعة العربية”.

وبشأن بعض الدعوات التي تريد تطبيق النموذج اليمني لنقل السلطة في سوريا قال الدباغ “لا يمكن استنساخ تجارب اخرى وتطبيقها على الحالة السورية لان كل بلد ظروفه والياته وان الالية المعتمدة هي الاسلوب السلمي طبقا لما يتم التوافق عليه بين السوريين انفسهم”.

وجدد الدباغ على التأكيد على “رفض العراق القاطع لاستخدام القوة لان من شان ذلك خلق تداعيات وتبعات في المنطقة لن يسلم منها احد بمن في ذلك الداعين اليها”كما نقل عنه المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي الرسمية.

وتدعم بعض الدول العربية أنهاء الأزمة السورية عبر التدخل العسكري أو تسليح المعارضة السورية وهو ما رفضه العراق بقوة خلال الاشهر الماضية. وتولت جامعة الدول العربية الاسبوع الحالي عقد مؤتمر في القاهرة للمعارضة السورية وبمشاركة العراق ومصر وقطر والكويت فضلاً عن وزراء خارجية تركيا وفرنسا وتونس ونائب المبعوث الدائم للأمم المتحدة من اجل مناقشة وثيقة العهد الوطني ووثيقة تتعلق بالرؤية السياسية المشتركة للمعارضة السورية للوضع الحالي التي تعاني منه دولة سوريا.

وكان سعيد جليلي، ممثل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي قال خلال لقائه الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق امس ان بلاده لن تسمح “بكسر محور المقاومة” الذي تشكل سوريا “ضلعا اساسيا فيه”.

وأضاف “ان ما يجري في سوريا ليس قضية داخلية وانما هو صراع بين محور المقاومة من جهة واعداء هذا المحور في المنطقة والعالم من جهة اخرى”، مؤكدا ان “الهدف هو ضرب دور سوريا المقاوم”. وقال إن “إيران لن تسمح باي شكل من الاشكال بكسر محور المقاومة الذي تعتبر سوريا ضلعا اساسيا فيه”.

وتم خلال اللقاء، بحسب دمشق “بحث علاقات التعاون الوثيقة والاستراتيجية بين سوريا وإيران والاوضاع في الشرق الاوسط والمحاولات الجارية من قبل بعض الدول الغربية وحلفائها في المنطقة لضرب محور المقاومة عبر استهداف سوريا من خلال دعم الارهاب فيها لزعزعة امنها واستقرارها”.

وفي وقت لاحق، اعتبر جليلي في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الإيرانية في دمشق، بحسب الترجمة من الفارسية الى العربية، “ان كل هذا التامر ضد سوريا عبارة عن احقاد يريد اصحابها ان ينتقموا من الدور السوري المشرف مع المقاومة”.

وشدد ممثل المرشد الاعلى على ضرورة الحل الداخلي للأزمة السورية معربا عن رفضه لاي شكل من اشكال التدخل الخارجي في الشؤون السورية. وقال “الشعب السوري حكيم وناضج واي تصور لحل الأزمة في سوريا لا يمكن ان يكون الا حلا سوريا داخليا”.

واعتبر ان الشعب السوري “يميز بين الاطراف الحريصة على الديموقراطية والسلام وبين الاطراف التي تريد ان تصل لمصالحها من خلال ارسال الاسلحة” مشيرا إلى أنّ السوريين “لا يمكن ان يسمحوا لهذا الطرف ان يصل الى ماربه لان الديموقراطية لا يمكن ان تتحقق من خلال ارسال السلاح والتدخل بشؤون الاخرين”.

والتقى جليلي التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم حيث أكدا “عزم البلدين على استمرار التنسيق بينهما وعلى اعلى المستويات لمواجهة محاولات التدخل الخارجي السافر بالشان السوري الداخلي”.

كما رحب جليلي، في مؤتمره الصحافي، بخطة المبعوث المشترك لحل الأزمة السورية كوفي أنان كونها “مدخل طبيعي ومناسب للبدء بحل سياسي لانها لو طبقت لادت الى وقف العنف” لكنه عاد واعتبرها “غير كافية” وانه يجب “ان نفسح المجال للشعب السوري لكي يعبر عن ارادته من خلال الحوار الوطني الذي يؤدي الى بوابة عملية سياسية والديموقراطية من خلال صناديق الاقتراع وليس من خلال الاوكار المسلحة”.

وحول اقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية، شدد جليلي على ان “اي طريق لحل الأزمة هو داخلي سوري وينبغي للجميع ان يحترم الحدود السورية سواء المعنوية او المادية” لافتا إلى أنّ “الامن كل لا يتجزأ”.

كما استبعد جليلي اي عدوان اسرائيلي على إيران بسبب مفاعلها النووي معتبرا ان “الكيان الصهيوني اليوم اضعف من ان يفكر مجرد تفكير في مثل هذا العمل ضد إيران”. وادان المبعوث الإيراني عملية خطف الإيرانيين السبت قائلا “انها للاسف احدى الظواهر المؤسفة التي لا يمكن لاي عاقل ان يرضى بها”. وأكد ان بلاده “لن تؤل جهدا وستستخدم كل الادوات للعمل على تحرير المختطفين الإيرانيين الابرياء وعودتهم سالمين الى ديارهم”.

واعلنت “كتيبة البراء” التي تبنت عملية احتجاز 48 إيرانيا في سوريا في بيان عاجل على موقع فيسبوك الاثنين مقتل ثلاثة من المخطوفين في عملية قصف من قوات النظام في ريف دمشق. وإيران هي الحليفة الرئيسية لسوريا في المنطقة وتتهم طهران الولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا بتقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية لاسقاط النظام. بينما يتهم المعارضون السوريون والولايات المتحدة إيران بدعم النظام السوري عسكريا.

وتنظم إيران اجتماعًا وزاريًا تشاوريًا الخميس للدول التي لها “موقف واقعي” من الأزمة السورية بحسب ما اعلنت الاثنين، مشيرة إلى أنّ عشر دول ستشارك في الاجتماع.

المخطوفون اللبنانيون مسلسل تركي بميزانية ضئيلة

ريما زهار

تطرح الخفّة في التعاطي مع موضوع المخطوفين اللبنانيين أكثر من علامة استفهام، فبين تلكؤ الدولة، وسعي وسائل الاعلام الى تحقيق السبق الصحافي، يظهر موضوع المخطوفين وكأنه مسلسل تركي بميزانية ضعيفة.

بيروت: ابو ابراهيم يظهر بخفّة على معظم شاشات التلفزيون يدعو الاعلاميين والمطربين الى موقع المخطوفين ال11 في سوريا، سهولة بعض وسائل الاعلام بالتحدث مع المخطوفين ال11 محققة سبقًا اعلاميًا، كلها تظهر موضوع المخطوفين وكأنه مسلسل تركي بميزانية قليلة، كل يوم حلقة مأساوية او ربما كوميدية عن مأساة حقيقية لشعب متروك ودولة غائبة. يقول الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك في حديثه ل”إيلاف” ان الخفة في التعاطي بموضوع المخطوفين ال11 في سوريا من قبل الخاطفين ومن قبل الدولة اللبنانية يعود الى ان الفترة الاخيرة أحد روافد او تداعيات ما اطلق عليه الربيع العربي، ظهرت مشاكل اخرى لا تقل خطورة عن المشكلة الاساسية، وهي لجوء فريق او افرقاء عدة، من الذين لا يعتقدون بانهم سيصلون إلى اي نتيجة لمطالبهم، الى ممارسة اقصى الضغوط على الدولة اللبنانية، وكل حالة معزولة عن غيرها، والنتيجة بالنهاية ذاتها، وادخل موضوع الخطف في السجال السياسي، بعيدًا عن كل مطلب انساني، واللبنانيون الذين خطفوا وشكلوا بداية الشرارة، تلقوا وعودًا غير محددة، ولعبت تركيا دورًا مستغربًا في هذا المجال بمعنى اول من ابلغ لبنان الرسمي هو مصدر تركي، ان المخطوفين اصبحوا بين ايديهم، لذلك لاحظنا ان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اعد رحلة استثنائية للتوجه إلى تركيا.

دخول المواضيع السياسية على المذهب والطائفية كان باديًا في الخطف، وبروز دور جديد للرئيس الاسبق للحكومة سعد الحريري.

وموضوع الخطف يبدو اليوم “سلاح” المرحلة، وفي قناعة الكثيرين ان الخطف المتبادل ولجوء بعض الفصائل او الافرقاء الى حرق الاطارات انها الوسيلة الافضل للحصول على المطالب.

ومؤسف القول اليوم ان بعض الصحف الاميركية والغربية تنشر على صفحاتها الاولى تحت عنوان هذا ما ينتظركم عندما تأتون الى لبنان، ونرى في الصور اناس توجهوا الى طريق المطار ولم يستطيعوا الوصول لان الطرق مقفلة.

ولدى سؤاله ان هناك خفّة بالتعاطي بموضوع الخطف فابو ابراهيم يرحب بمطربين ويدعوهم الى موقع الخطف، والمخطوفون يتعاطون بسهولة مع الاعلام بينما الحكومة اللبنانية غائبة عن السمع، كيف يمكن التعاطي مع تلك الخفّة اليوم؟ يجيب مالك:” لجوء البعض الى استخدام الاعلام و”حركة شيخ احمد الاسير في صيدا” عندما دعا الى اثبات الوجود ولغة التحدي، هذه المطالب بقيت لشهر تعطل مصالح الناس والمنطقة التي قام بها الاعتصام، وبعد وقت اضطروا الى “مفاوضة” مع السلطة اللبنانية، ولسنا في موقع لوم الحكومة لاجل اللوم، وانما عبارة النأي بالنفس التي تستعمل كثيرًا هذه الايام لا تعني تخلي الدولة عن واجباتها خلال اي قضية عامة من هذا النوع، لذلك يرى البعض ان لجوء بعض الافرقاء الى اللغة التي يفهمها الشارع وهي محاولة الخطف بالخطف، والدولة للاسف الشديد وللحد بعيد متفرجة او لنقل عاجزة عن القيام بدورها.

والامر الآخر ان الحكومة الحالية تؤمن بالمثل الشعبي “ابعد عن الشر وغن له” ولا تريد ان تنخرط باي عمل من هذا النوع.

وتداخل الازمات في ما بينها هو نتاج لما يحصل في سوريا، وهذا ما اوقع الكثير من الاطراف ضحية عملية خروج عن القانون وعدم جدوى من الاقتصاص من ابرياء لا علاقة لهم بالموضوع وحتى التعامل بخفة الى حد اللامبالاة.

وهذا يندرج تحت عنوان عريض خلال تلك الفترة ان المنطقة بحالة ضياع في العالم العربي وهي خطيرة جدًا من افرازات “الثورة” في سوريا، ولذلك كل تلك العمليات مرشحة ان تتكرر طالما ان الازمة السورية على اشدها، وكل فريق يلجأ الى اسلوب معين للحصول على مطالبه، وفي غياب الدولة تنبري جماعات معينة لاقفال طرق المطار او اي ممرات لمواطنين عاديين، وهي عمليات غير مستحبة على الاطلاق.

الحربي: السوريون يخوضون حربا ضد إيران التي تحمي جيش الأسد

عدنان أبو زيد

لا يعقل أن تتواجد هذه الأعداد الكبيرة من الإيرانيين في سوريا خلال هذه الأيام ما لم يكونوا ينفذون مهمات قتالية ومخابراتية لحماية الأسد وإشعال نار الحرب الطائفية في سوريا

إيلاف: يعدّد سركيس نعوم وجوه الاحتقان المذهبي بين السنّة والشيعة، ففي سوريا ظهرت مذهبية واضحة بعدما كانت في بداية الأزمة محجوبة عمداً من الثوار، إذ أرادوا إقناع المجتمع الدولي بأنهم يسعون الى الإصلاح والديموقراطية، وكذا الامر مع النظام في سوريا لإقناع المجتمع نفسه بأنه يواجه الارهاب الذي يتستر بالإسلام.

كما يشير نعوم الى ” الحرب المذهبية المستشرية في لبنان من زمان، حيث لا شيء يمنع تحولها حرباً فعلية بسبب انعكاسات الحرب السورية عليه”.

ومن الصور الاخرى للصراع المذهبي الذي تشهده المنطقة، التي يذكرها راجح الخوري، ما يجري في سوريا بين السنّة المدعومين من تركيا ودول الخليج والعلويين المدعومين من ايران الشيعية.

ويتوقف الخوري أمام التصريحات النارية التي تظهر في طهران والردود في عواصم الخليج، فيقول ” لنتذكر حروب الحوثيين المدعومين من طهران في اليمن، والاتهامات التي وجهتها صنعاء الى طهران ورفضها استقبال مبعوثها قبل ايام، ولنتذكر ايضا ما يجري في البحرين والاضطرابات المفتعلة التي تحركها ايران في القطيف كما تعلن الرياض صراحة منذ زمن”.

وينبه الخوري ايضا الى مايدور في الكويت من جدل حول “الحساسيات السنية – الشيعية وخلايا تخريبية وتآمر ايراني”.

ويزيد الخوري القول”الكويت باتت في قبضة ازمة تعطل الدولة، ولنقرأ الآن بيان الديوان الاميري الذي حذر من الطعن في المعتقدات الدينية واشاعة روح الفتنة وضرب الوحدة الوطنية”.

وعلى صعيد الفتنة المذهبية، يذكّر الخوري بمايحدث في العراق الممزق مذهبياً والواقف على حافة التقسيم بعدما ايقظت اميركا اشباح الصراعات المذهبية والكراهيات الموروثة لتذبح المنطقة كلها.

كما يدعو الخوري الى ” تذكّر لبنان وانقساماته المذهبية وارتفاع الكراهية بين اكثرية الشارع السني الموالي للسعودية وغالبية الشارع الشيعي الموالي لايران”.

وكنتيجة طبيعية لهذا الاحتقان المذهبي يعتبر خلف الحربيفي مقال له في جريدة عكاظ السعودية “ان السوريين لا يخوضون حربا ضد جيش الأسد، بل يخوضون حربا ضد إيران التي أرسلت إلى سوريا عناصر الحرس الثوري كي تحمي نظام الأسد وتشارك في المجازر التي ترتكب بحق المدنيين الأبرياء”.

ولايعتبر الحربي الحضور الإيراني في سوريا مجرد ظنون فقد تكشّف أن “إيران حاضرة بخبرائها العسكريين ومخابراتها والمليشيات المحسوبة عليها والتي تم استقدام عناصرها من لبنان والعراق وبعض دول الخليج”.

 ويبيّن ” هي لا تكتفي بتمويل المجازر اليومية ومد جيش الأسد بالسلاح بل دفعت بعناصرها المسلحة للمشاركة في القتال، فبشار الأسد اليوم لا يثق إطلاقا بجيشه الذي أنهكته الانشقاقات المتلاحقة قد ثقته بالمقاتلين الإيرانيين والمقاتلين العرب المحسوبين على إيران.”

ويعتبر الحربي ان إيران اليوم تعتبر “مهمة الحفاظ على نظام الأسد معركتها المصيرية الكبرى”.

ويستطرد ” لولا الدعم الإيراني للأسد وشبيحته لما وصلت الأمور في سوريا إلى ما وصلت إليه اليوم، فالثورة السورية تكبدت خسائر بشرية لا يمكن مقارنتها بالخسائر البشرية في ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن، لأن الشعب السوري البطل لم يكن يواجه الطاغية الثرثار بقدر ما كان يواجه إيران وحرسها الثوري وخبراءها العسكريين ومخابراتها”.

ويتفق الحربي مع ما اعلنه الجيش الحر عن “أسر عدد كبير من عناصر الحرس الثوري الذي يشاركون في عمليات ذبح السوريين”.

يقول الحربي “هذا الخبر لا يحتاج إلى تأكيد أو عرض مقاطع فيديو، لأن اعتراف إيران بين وقت وآخر اختطاف عدد من رعاياها في سوريا يقطع الشك باليقين، حيث لا يعقل أن تتواجد هذه الأعداد الكبيرة من الإيرانيين في سوريا خلال هذه الأيام ما لم يكونوا ينفذون مهمات قتالية ومخابراتية لحماية الأسد وإشعال نار الحرب الطائفية في سوريا، فهل يستمر صمت العرب والعالم على ما تفعله إيران بالشعب السوري الشقيق”.

وفي الكويت يتحدث وليد ابراهيم الاحمد عن “الاشكالية المذهبية” ايضا، فقد مرت منذ ايام ذكرى الغزو الصدامي للكويت، وفي كل عام نردد – بحسب الاحمد، عباراتنا السنوية بأن من قام ودافع عن البلد هم من السنة والشيعة واليوم مع الحراك السياسي السريع ونظرية الاصطفاف اتسع (الشق) في مجتمعنا فبات عليك (ترقيعه) قدر الامكان (لاشقه).

وينبه سركيس نعوم في مقال له في صحيفة النهار اللبنانية الى “استعلاء شيعي تم التعامل به مع السنّة في لبنان وسوريا، وخلال ايام سوريا وبعدها، سواء من حزب الله او من مُؤسِّسته ايران”.

ويزيد القول ” إلا ان ابرزها كان ولا يزال ايرانية الحزب. فـالاخوان وغيرهم من العرب يعتبرونه جزءاً من ايران وتحديداً من حرسها الثوري، ويعتقدون ان عسكرييه، وبعدما توقفت المقاومة، تحولوا الى العمل الامني فملأوا الأحياء والشوارع في العاصمة وفي غيرها”.

وبالعودة الى ماكتبه راجح الخوري في صحيفة النهار اللبنانية حول الخطر المتصاعد الذي ينذر بفتنة كبرى تهدد الجميع، يبرز السؤال ” هل كثير، اذا قلنا اننا فعلاً امام حقل هائل من الالغام تنذر بشبكة متصلة من الحروب الكارثية وليس هناك من تحسّب ويتحسب وسعى ويسعى عملياً لمنع انفجار فتنة العصر وكل عصر بين السنّة والشيعة”.

بلدة اعزاز تحت سيطرة الثوار: تفاؤل ومطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية

لميس فرحات

بعد أسبوعين من إحكام الجيش السوري الحر سيطرته على بلدة إعزاز، بدات المدينة تعود إلى الحياة شيئاً فشيئاً، على الرغم من الدمار والخراب الذي سببته المعارك والاشتباكات مع قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

في سوق بلدة اعزاز أعيد فتح معظم المحال التجارية. أما تلك التي لا تزال مغلقة، فيقول سكان البلدة إن أصحابها من الموالين للنظام الذين رحلوا عن البلدة، وهم غير مرحب بهم مرة أخرى إلا إذا عادوا والأصفاد في يدهم.

في هذا السياق، نقلت صحيفة الـ “تايم” الأميركية عن محمد رمدو، وهو جزار يعمل في بلدة إعزاز، قوله إن معظم التجار أرغموا على إغلاق محالهم بأوامر من الجيش النظامي الذي كان يسيطر على البلدة في البداية.

وأضاف: “كان القناصة يتمركزون فوق مآذن المساجد التي تدمرت اليوم، في محاولة لقتل أي شخص يدخل المنطقة. أما اليوم، فإن الأعمال التجارية تسير على ما يرام، على الرغم من ارتفاع أسعار المواد الغذائية”.

وأشارت الصحيفة غلى أن معظم المواد الغذائية الرئيسية واللوازم يتم تهريبها عبر الحدود من تركيا. وقلة من الناس تستطيع الحصول على الغاز لطهي الطعام. وعلى مدى الاسبوعين الماضيين، يقول صاحب محل لبيع الأجهزة الكهربائية، إن سعر السخان الكهربائي تضاعف 3 مرات لشدة الإقبال عليه في ظل عدم توفر الغاز.

في مسجد بالقرب من سوق بلدة اعزاز، يقف إمام البلدة (25 عاماً) وينادي عبر مكبرات الصوت ضد النظام قبل صلاة الظهر: “بشار عدو للشعب، عدو سوريا والإنسانية”، داعياً الشعب السوري إلى الوقوف صفاً واحداً ضده “حتى ولو أن الدول الإسلامية لم تأت لمساعدتهم”.

ونقلت الصحيفة عن إمام المسجد، يوسف فاتح العشاوي، قوله: “لطالما أردت أن أقول: هذا هو الحق، وهذا خطأ. اردت دائماً أن أنتقد بشار”.

وأضاف: “قبل الثورة، كانت الحكومة تسمح بفتح محال بيع المشروبات الكحولية في جميع أنحاء المقاطعة، لكن لم يسمح لي بإعطاء دروس القرآن الكريم”.

أما اليوم وقد اصبحت البلدة تحت سيطرة الجيش السوري الحر، يستطيع الشاب أن يعبر عن رأيه بحرية، فيقول: “الشريعة الإسلامية يجب أن تكون أساساً للقانون، وذلك لأن 80 في المئة من السوريين هم من المسلمين”، بحسب قوله، رداً على سؤال حول مستقبل سوريا.

لكنه يقول إن “الحكومة الإسلامية سوف تحترم كل الطوائف في سوريا، مهما كانت. ونحن لن نعارض غير المسلمين، ولن نجبرهم على اتباع الشريعة”.

إضافة إلى دوره كإمام في مساجد بلدة اعزاز، يمارس يوسف دوراً إضافياً كمقاتل في صفوف الجيش السوري الحر. في آب/أغسطس من العام الماضي، عندما كانت البلدة تنعى وفاة شهيدها الأول، تجرأ يوسف على ما لم يجرؤ عليه أي إمام مسجد آخر: أقام الصلاة علناً داعياً لسقوط الأسد.

في الليلة ذاتها، بعد خطبته التي أثارت المظاهرات المناهضة للنظام، ألقي القبض عليه من قبل مسؤولي الأمن وأرسل إلى سجن في مدينة حلب.

مقاتلون في بلدة اعزاز يتناولون الافطار في شهر رمضان

بعد اعتقاله للمرة الثانية، قرر العشاوي الإنضمام إلى القتال، فيقول: “كنا مجموعة من سبعة رجال، وكنا أول من حمل السلاح ضد النظام في البلدة”، مضيفاً: “بعد أن بدأنا نحمل المسدسات، بدأ الناس يشعرون بحرية أكبر في التظاهر، لأنهم شعروا أننا كنا حمايتهم”.

كرجل دين، كان لإمام المسجد بعض الشكوك في البداية حول اطلاق النار على المقاتلين، فقال إنه سأل شيخ أكبر منه سناً وأكثر معرفة: “ماذا لو قتلت رجلاً بريئاً” فأجابه الشيخ: “إذا قتل رجلاً بريئاً عن طريق الخطأ، فإنها لا تحتسب خطيئة، لأنك لم تكن تعرف. هناك أشياء لا يعلمها إلا الله وحده”.

تسير الحياة في بلدة اعزاز، على الأقل في الوقت الحاضر، بشكل مريح على طول الحدود التي تمتد من الحدود التركية وصولاً الى مدينة حلب شمال البلاد، والتي يسيطر عليها الجيش السوري الحر.

ويقول الثوار إن المعقل الوحيد الذي يسيطر عليه الجيش النظامي في المنطقة هو قاعدة جوية خارج المدينة يتم إرسال طائرات الهليكوبتر منها باتجاه حلب والمناطق الريفية المحيطة بها التي تتعرض للقصف بشكل يومي.

قبل يوم من وصول مراسل الـ “تايم” إلى البلدة، شن الجيش السوري الحر هجوماً استمر ست ساعات على القاعدة. وقال أحمد غزالة،  وهو قائد محلي للمجموعة المقاتلة: “سوف نتمكن من السيطرة على القاعدة الجوية في غضون أربعة أو خمسة أيام”.

وعلى الرغم من هذا التفاؤل، يشكو غزالة، الذي عرف نفسه بأنه قائد عسكري في البلدة، من نقص السلاح. ويقول: “الأسلحة التي نمتلكها تقتصر على ما استطعنا الاستيلاء عليه من الجيش السوري، أو تلك التي قمنا بشرائها وهي ليست كثيرة”.

وقال قيادي آخر في الجيش السوري الحر إن الثوار يقومون بتشغيل مصنع للمتفجرات البدائية الصنع في اعزاز، لكنه أضاف أن عدد قليل من المتفجرات التي يصنعها الثوار تعتبر صالحة للاستخدام في العركة.

نتيجة لذلك، قال غزالة، إنه كان قادراً على ارسال 10 مقاتلين فقط في اليوم الواحد لتعزيز صفوف الثوار في حلب، مضيفاً ان الأسلحة التي يشتريها الثوار تأتي مباشرة من الجيش السوري النظامي.

“في الآونة الاخيرة، أبلغنا أحد الثوار المنشقين عن الجيش أن ضابطاً في الجيش من مقره السابق كان على استعداد لبيعنا مجموعة متنوعة من الأسلحة، بما فيها بنادق هجومية وقذائف صاروخية، ورشاشات (دوشكا) الثقيلة” يقول غزالة.

وأضاف: “طلب قيمة السلاح مضاعفة، فاضطررنا إلى دفع 22.5 مليون ليرة سورية (350 ألف دولار), لكن لدينا اسماء اولئك الضباط الذين يبيعوننا الأسلحة لمجرد تحقيق الربج المادي. وعندما نقبض عليهم، ستكون عقوبتهم مضاعفة لأنهم خونة لشعبهم وجيشهم”.

الفنادق التركية تزدهر بسبب تدفق اللاجئين السوريين والصحافيين

أ. ف. ب.

انعكست الأزمة السورية إيجاباً على الفنادق التركية التي باتت تعج في اللاجئين الفارين من وطيس المعارك والصحافيين القادمين لتغطية النزاع في سوريا.

انقرة: تشهد الفنادق التركية في محافظة انطاكيا الحدودية مع سوريا التي غادرها السياح العرب، ازدهارا بسبب تدفق اللاجئين السوريين الفارين من المعارك في بلادهم والصحافيين الذين اتوا لتغطية النزاع.

وقال افرين حماساوغلو الذي يعمل مسؤولا عن قسم الاستقبال في فندق بهذه المحافظة الواقعة على طول الحدود التركية-السورية “تستفيد الفنادق من الازمة السورية. ان نسبة الحجوزات في الفنادق حاليا وصلت الى 70 او 80% حتى في الايام السيئة”.

واضاف ان “الصحافيين حلوا مكان السياح العرب الذين كانوا يشغلون هذه الفنادق”.

وكانت حافلات السياح الوافدين من السعودية ولبنان والاردن التي كانت تمر عبر الاراضي السورية للتوجه الى اسطنبول او انتاليا، تتوقف في انطاكيا.

لكن حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الاسد انعكست سلبا على توافد السياح خلال موسم الصيف الذين باتوا يفضلون السفر جوا.

وقال صباح الدين ناجي اوغلو مدير فندق في انطاكيا والمسؤول عن المكتب السياحي في المدينة “حتى وان زادت حجوزات الفنادق بفضل الصحافيين والمعارضين السوريين واللاجئين الفارين من المعارك، فان هذه الزيادة مصطنعة”.

واضاف “كان السياح زبائن افضل للمنطقة والبلاد”.

وذكرت وسائل الاعلام التركية ان استئجار المنازل زاد ايضا.

وكتبت صحيفة “ميلييت” ان اللاجئين الاغنياء وحتى بعض الصحافيين يقيمون في محافظات غازي عنتاب وكيليس وانطاكيا القريبة من الحدود السورية ما زاد من ظاهرة استئجار المنازل وبالتالي ارتفاع اسعارها حتى ثلاثة اضعاف احيانا.

وتركيا التي لها حدود مشتركة مع سوريا تمتد على طول 900 كلم، تستقبل اكثر من 45 الف لاجىء سوري في ثمانية مخيمات في هذه المناطق الحدودية حيث يقيم ايضا المنشقون عن الجيش السوري.

وكانت سوريا حليفة تركيا سابقا، لكن هذه العلاقة تحولت الى عداوة منذ قمع النظام السوري حركة احتجاج انطلقت في اذار/مارس 2011 ما اسفر عن سقوط 20 الف قتيل بحسب مجموعات للدفاع عن حقوق الانسان.

وتوترت العلاقات بين انقرة ودمشق بعدما اسقطت الدفاعات الجوية السورية مقاتلة تركية من طراز “اف 4” قبالة سواحل سوريا في 22 حزيران/يونيو.

الظهور الأول لرئيس الوزراء السوري المنشق مع الجيش الحر

تتواصل خيوط عملية انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب في التكشف يوماً بعد آخر، حيث أعلنت مصادر في المعارضة إنه خرج من سوريا في موكب حكومي رسمي كي لا يثير الشبهات، هذا في وقت ظهر حجاب للمرة الأولى برفقة عناصر من الجيش الحر.

بيروت: صرح السفير الصيني في سوريا في لقاء مع أحد الدبلوماسيين العرب ان إحدى ثلاثة أسباب قد تسقط النظام السوري ، وبيّن ان” اولها تخلي روسيا والصين عن نظام الأسد وهو ما لن يحدث أبدا ، الأمر الثاني هو نجاح المعارضة في توحيد صفوفها وهو ما لن يحدث أيضا، أما السبب الثالث الذي يؤثر على بقاء النظام من عدمه هو الانشقاقات وهذا ما نخشاه”.

يذكر أن روسيا والصين تقدمان دعما ماديا وسياسيا لا محدودين لنظام الأسد، واستخدمت كلا الدولتين حق النقض الفيتو 3 مرات ضد مشروع قرار قدمته الدول الغربية في مجلس الأمن لحل الأزمة السورية.

هذا فيما كشف سمير النشار، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، معلومات عن عملية خروج رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب ورفاقه إلى الأردن، قائلا  إنها «تمت في موكب حكومي رسمي، الأمر الذي لم يثر الشبهات لدى الحواجز الأمنية التي مر عليها ولا سيما على الحدود. وذلك، بعدما نجحت عملية إخراج عائلته وعائلات أشقائه وشقيقاته قبل أيام قليلة بمساعدة من الجيش الحر».

وفي حين أشار النشار إلى أنه من المتوقع أن ينتقل حجاب إلى قطر في الساعات القليلة المقبلة، اعتبر خلال حديث خاص لصحيفة “الشرق الأوسط” الصادرة اليوم الأربعاء أن إعلان السلطات الأردنية أن حجاب لم يصل إلى أراضيها يعود إلى محاولتها تجنب أي مشكلات قد تنشأ مع النظام السوري بسبب هذه القضية. وأكد النشار أنه «لغاية الآن لم يتم التواصل من قبل المجلس الوطني مع حجاب، بشكل رسمي، لكن في الحالات المماثلة، يتم الاتصال بأحد أعضاء المجلس الوطني بشكل شخصي، وهذا ما حصل مع العميد مناف طلاس الذي تواصل مع أحد أعضاء المكتب التنفيذي والتقى معه».

وكشف النشار أنه «تم في وقت سابق التواصل، عبر وسطاء، مع شخصيات عسكرية وسياسية علوية مقربة من النظام، أبدوا رغبتهم بالانشقاق، لكن الرقابة المشددة عليهم حالت دون ذلك».

وفي حين شدد النشار على أن وتيرة الانشقاقات سترتفع في المرحلة المقبلة لتطال النخب والمراكز العليا في بنية النظام نتيجة الطريقة التي يتبعها في قصف المدن وقتل الشعب، الأمر الذي سينعكس بدوره على بنية الجيش السوري، كشف أن صديق الأسد وأحد أبرز المقربين منه في حلب، رئيس غرفة الصناعة، فارس الشهابي، قد غادر سوريا أيضا.

وبث موقع “الجزيرة نت” فيديو يظهر حجاب قبل خروجه من درعا إلى الأردن برفقة عناصر من الجيش السوري الحر حيث أعلن من هناك انشقاقه عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانضمامه إلى صفوف الثورة السورية.

وتظهر لقطة الفيديو القصيرة رئيس الوزراء المنشق في غرفة رفقة عدد من النشطاء الذين ساعدوا على نقله للأردن.

وحسب الجزيرة فان حجاب دخل من قرية نصيب التابعة لدرعا إلى قرية السويلمة التابعة لمحافظة المفرق شرقي الأردن مع 35 من أفراد عائلته هم أشقاؤه السبعة وشقيقتاه وأولادهم وعائلاتهم.

وقد أشرفت على هذه العملية وتسليمه للجهات الأردنية كتيبة “الصحابة” التي نقلته من دمشق لدرعا وكتيبتا “المعتصم واليرموك” اللتان أمنتا نقله من درعا للحدود الأردنية حيث استقبله على حدود الأردن ضباط كبار من الجيش والمخابرات الأردنية.

وقد روى نشطاء سوريون للجزيرة نت تفاصيل انشقاق رياض حجاب في عملية قالوا إنها مستمرة منذ عدة أشهر، وإن عملية الانشقاق التي تمت الاثنين كان يفترض أن تتم قبل ثلاثة أسابيع، إلا أنها تأجلت بعد تفجيرات دمشق التي أودت بحياة عدد من المسؤولين السوريين.

وكانت كتيبة اليرموك في درعا وعلى لسان قائدها أبو المجد الزعبي أعلنت أن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب وعددا من أفراد عائلته دخلوا الأراضي الأردنية، ولكن مصادر أرنية نفت ذلك لـ”العربية”.

وينحدر حجاب من عشيرة (السخاني) من محافظة دير الزور التي تتعرض لقصف وحصار من الجيش النظامي السوري منذ 45 يوما على التوالي.

وكان انشقاق حجاب قد لاقي اهتماماً اعلامياً دولياً، وقالت صحيفة لوماند الفرنسية إن باريس اعتبرت أن خطوة انضمامه إلى صفوف الثوار، تشير أن لحظة الحسم وسقوط الرئيس السورى بشار الأسد قد تكون خلال أيام.

وترى الصحيفة الفرنسية، أن هناك عددا لا بأس به من كبار مسؤولي النظام ينتظرون اللحظة المناسبة لإعلان انشقاقهم وأن الرئيس السورى بشار الأسد سيكتشف وقتها أن الوقت قد أزف.

وأشارت الصحيفة الفرنسية، إلى ما أعلنه وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، حول أن انشقاق رئيس الحكومة السورية رياض حجاب يكشف مدى هشاشة نظام اختار العنف المسلح بشكل أفقده غالبية من يدعموه.

الأكراد يغيّرون حسابات تركيا بشأن تطور الأحداث في سوريا

أشرف أبو جلالة

يثير التحرك الذي يقوم به أكراد سوريا، حالة من القلق لدى أنقرة في ما يخص التعقيدات الخاصة بالتحدي الذي يشكله الأكراد في تركيا، وقد برزت هذه المشكلة مع تطور الأحداث في سوريا.

القاهرة: شهدت الجهود التي يتم بذلها لدعم الثورة التي تسعى بقوة للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد حالة من التعقيد نتيجة تحرك أكراد سوريا صوب إقامة حكم ذاتي، وهو ما أثار مخاوف أنقرة بشأن التعقيدات المتعلقة بالتحدي الذي يشكله الأكراد داخل تركيا.

وهي المشكلة القائمة منذ سنوات طويلة، لكنها كانت تتجدد بين الحين والآخر، وها هي الآن واضحة وجلية ويمكن القول إنها تتفاقم أكثر من ذي قبل، مع تطور الأحداث، علماً بأنه في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى تم تقسيم الأكراد ما بين تركيا وسوريا والعراق وإيران، وهي الدول التي تحاول أن تنكر وتقمع الهوية الكردية.

وأكدت في هذا الصدد مجلة التايم الأميركية أن الزلزال الجيوسياسي الذي بدأ بغزو الولايات المتحدة للعراق وانتهاءً بالانتفاضة التي تشهدها سوريا حالياً، جاء ليشكل تحدياً لأساسات النظام السياسي الإقليمي التي وضعها البريطانيون والفرنسيون، ومن وثم حوّل مستقبل منطقة الشرق الأوسط إلى لقمة سائغة مرة أخرى. لكن المجلة قالت إن الأكراد، الذين يقدر عددهم الآن بأكثر من 30 مليوناً، ليصبحوا بذلك أكبر فئة من الناس، لا توجد لهم دولة في العالم، باتوا أفضل من الناحية التنظيمية.

وقد نجح المقاتلون الأكراد في سوريا قبل أسبوعين بفرض سيطرتهم على مدن في شمال سوريا بعد أن تنازل لهم الأسد لدعم قواته في دمشق وحلب. وقبل ذلك، وتحديداً يوم الـ 12 من تموز (يوليو) الماضي، توسط الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني لإتمام اتفاق بين الجماعات الكردية السورية المتنافسة وتشكيل مجلس وطني والتعهد بإنهاء الخلافات القائمة بينهم من أجل تحقيق المصالح الكردية العامة.

وهي الخطوة التي باغتت أنقرة، وأوردت المجلة في تلك الجزئية عن المعلق والمحلل التركي، محمد علي بيراند، قوله إن تأسيس منطقة كردية ذاتية الحكم في شمال شرق سوريا، بعد ظهور كيان مماثل في العراق، يشي بتحقيق واحد من أسوأ الكوابيس التركية، وهو تكوين “دولة كردية كبرى” بطول الحدود الجنوبية الشرقية، حيث يوجد القطاع الأكبر منهم وهم حوالي 14 مليوناً من السكان الأكراد المضطربين.

وأعقبت التايم بنقلها في هذا السياق عن مصطفى غوندوغدو، من مشروع حقوق الإنسان الكردية الذي يوجد مقره في لندن، قوله :” الخطوة الكردية في سوريا تاريخية. فبدلاً من أن يتم سحقهم بين نظام الأسد أو المعارضة، قام الأكراد بخطوة ترتكز على مصالحهم الخاصة على المدى البعيد. فهم يعملون مع قوى المعارضة، لكنهم مستقلون عنهم. ولم يجعلوا من أنفسهم ضحايا، بل ظهروا كطرف في اللعبة”.

وقال سيدا ألتوغ وهو مؤرخ وخبير في شؤون أكراد سوريا لدى جامعة بوجازيجي في اسطنبول :”كما أنهم يستخدمون زخم الانتفاضة لإنشاء مراكز مجتمعية وإجراء نقاشات عامة لم يسمع عن أي منها إبان فترة حكم الرئيس الأسد. وقد شاركوا في التظاهرات الضخمة التي كانت تنظم كل جمعة، لكنهم كانوا يحملون دائماً الأعلام الخاصة بهم، ويرددون كذلك الشعارات الخاصة بهم. وهم يجنون الآن حصاد ذلك”.

وفي مقابل ذلك، نوهت المجلة إلى ذلك التصريح الذي قال فيه رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، نهاية الشهر الماضي:”لن نسمح بمبادرات يكون من شأنها تهديد أمن تركيا”. وتابع أردوغان تحذيره بأن بلاده ستتدخل في سوريا في حال أنشأ حزب العمال الكردستاني معسكراً هناك، وأضاف أن الجيش التركي بدأ ينشر بالفعل قوات ودبابات وصواريخ مضادة للطائرات على هذا القطاع من الحدود.

لكن المجلة رأت احتمالية التدخل العسكري من جانب تركيا غير واردة لسبب بسيط هو أن ذلك التدخل قد يكون كارثياً، حيث سيؤثر على صورة أنقرة الذاتية باعتبارها بطلة الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط عقب هبوب نسائم الربيع العربي عليها. كما أنه سيثير عداوات مع الأكراد، سواء في الداخل أو في العراق وسوريا. كما أنه سيعادي المعارضة السورية العربية، التي تم تجاهل مطالبها بالتدخل لإزاحة الأسد.

وهنا عاود ألتوغ ليقول: “تركيا تعطي لنفسها حجماً أكبر من حجمها الفعلي. فليس بمقدورها التدخل من جانب واحد في سوريا دون دعم من الناتو أو الولايات المتحدة”. وختمت التايم بقولها إن مشكلة تركيا هي أن الأحداث في سوريا قد تجبرها على التعامل مع التحدي الكردي الذي تواجهه بالداخل، وأن ذلك لن يتم عسكرياً فحسب.

                      حجاب خرج من سوريا في موكب حكومي رسمي

سمير النشاركشف لـ «الشرق الأوسط» أن مقربين من النظام أرادوا الانشقاق.. لكن الرقابة المشددة عليهم حالت دون ذلك

بيروت: كارولين عاكوم

في وقت بدأت تتكشف فيه بعض تفاصيل عملية انشقاق رئيس الحكومة السوري رياض حجاب، وعدد من الوزراء وكبار الضباط وانتقالهم إلى الأردن، لا تزال أسماء الوزراء غير مؤكدة.. وعلى الرغم من أنه كانت هناك تكهنات حول أن يكون وزير النقل محمود إبراهيم سعيد ووزير الصحة وائل الحلقي، هما من انشقا ورافقا حجاب إلى الأردن، إضافة إلى 3 ضباط برتب عالية، فإن ظهور الوزيرين في تسجيل مصور على القنوات السورية، قيل إنه في اجتماع عاجل مع رئيس الوزراء المكلف بتسيير الأعمال عمر قلاونجي، زاد من الشكوك حول حقيقة ذلك.

وكشف سمير النشار، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، معلومات عن عملية خروج حجاب ورفاقه إلى الأردن، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إنها «تمت في موكب حكومي رسمي، الأمر الذي لم يثر الشبهات لدى الحواجز الأمنية التي مر عليها ولا سيما على الحدود. وذلك، بعدما نجحت عملية إخراج عائلته وعائلات أشقائه وشقيقاته قبل أيام قليلة بمساعدة من الجيش الحر».

وفي حين أشار النشار إلى أنه من المتوقع أن ينتقل حجاب إلى قطر في الساعات القليلة المقبلة، اعتبر أن إعلان السلطات الأردنية أن حجاب لم يصل إلى أراضيها يعود إلى محاولتها تجنب أي مشكلات قد تنشأ مع النظام السوري بسبب هذه القضية. وأكد النشار أنه «لغاية الآن لم يتم التواصل من قبل المجلس الوطني مع حجاب، بشكل رسمي، لكن في الحالات المماثلة، يتم الاتصال بأحد أعضاء المجلس الوطني بشكل شخصي، وهذا ما حصل مع العميد مناف طلاس الذي تواصل مع أحد أعضاء المكتب التنفيذي والتقى معه».

وكشف النشار أنه «تم في وقت سابق التواصل، عبر وسطاء، مع شخصيات عسكرية وسياسية علوية مقربة من النظام، أبدوا رغبتهم بالانشقاق، لكن الرقابة المشددة عليهم حالت دون ذلك».

وفي حين شدد النشار على أن وتيرة الانشقاقات سترتفع في المرحلة المقبلة لتطال النخب والمراكز العليا في بنية النظام نتيجة الطريقة التي يتبعها في قصف المدن وقتل الشعب، الأمر الذي سينعكس بدوره على بنية الجيش السوري، كشف أن صديق الأسد وأحد أبرز المقربين منه في حلب، رئيس غرفة الصناعة، فارس الشهابي، قد غادر سوريا أيضا.

كما ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» أمس، أن «عميدا» سوريا يرافقه 12 ضابطا انشقوا ووصلوا إلى تركيا مع 1137 نازحا سوريا في الساعات الـ24 الأخيرة، مما يرفع عدد الذين لجأوا إلى تركيا منذ بداية الأزمة إلى نحو 50 ألف شخص.

في المقابل، قال محمد عطري، الناطق باسم حجاب، الذي تلا بيان انشقاقه، لموقع «الجزيرة نت» إن رئيس الوزراء المنشق، رياض حجاب، كان يرتب للانضمام لصفوف الثورة قبل أن يعينه الرئيس السوري رئيسا للحكومة السورية منذ شهرين. لكنه تفاجأ باستدعاء بشار الأسد له وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، وكان يتخوف من أن رفضه للأمر قد يؤدي للانتقام منه ومن عائلته، مؤكدا أن «حجاب، وقبل تشكيل الحكومة، واصل الاتصالات مع المعارضة والجيش الحر بهدف ترتيب انشقاقه ليكون الانشقاق قاصما لظهر النظام الذي سينشق عنه أعلى مسؤول سياسي سوري منذ بداية الثورة».

وكشف عطري أن الاتصالات مع حجاب كانت تتم عبر أحد أشقائه «نظرا لصعوبة الاتصال برئيس وزراء محاط بالأمن والمخابرات».

وقال إن عملية انشقاق حجاب، بدأت بقطع كل اتصالاته بالنظام السوري منذ يوم الأحد، وتأمين خروجه برفقة مسلحين من الجيش السوري الحر إلى أن وصل إلى المنطقة الآمنة، وأكد أن ساعة الصفر كانت نقله برفقة عائلته وتسع عائلات هي عائلات أشقائه وشقيقتيه من المنطقة الآمنة باتجاه الأردن، لافتا إلى أن معظم أشقاء حجاب، مسؤولون في الحكومة السورية، بينهم مسؤولان في وزارتي النفط والبيئة.

وبحسب عطري، فإن عملية إخراج حجاب من سوريا كانت معقدة إلا أنها تمت بهدوء ودون أي مشكلات تذكر، مشددا على أن حجاب سينضم لصفوف الثورة السورية ولن يكون انشقاقه مجرد خروج على النظام، بل سيكون جزءا من الثورة على نظام بشار الأسد.

وأشار إلى أن عملية الانشقاق كان من المفترض أن تتم قبل ثلاثة أسابيع، إلا أن تفجير مقر الأمن القومي في دمشق، الشهر الماضي، الذي قتل فيه كبار المسؤولين الأمنيين وما رافق العملية من عمليات في دمشق أدى إلى تأخير الانشقاق.

كلينتون: يجب ألا تنحدر سوريا إلى حرب طائفية.. ولا يمكن التسامح مع «المقاتلين بالوكالة»

البيت الأبيض: يأس الأسد المتزايد ربما سيزيد من عنفه

واشنطن: محمد علي صالح

شددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس على أن الأزمة في سوريا يجب ألا تنحدر إلى حرب طائفية، وحذرت من «المقاتلين بالوكالة أو الإرهابيين» الذين يرسلون إلي سوريا.. مشيرة إلى أن تزايد الانشقاقات في سوريا يؤكد ضرورة الإسراع في «بحث خطط سوريا بعد (الرئيس السوري بشار الأسد)».

وقالت كلينتون، خلال مؤتمر صحافي في بريتوريا بجنوب أفريقيا، «علينا أن نرسل إشارات واضحة جدا حول أهمية تفادي حرب طائفية. ويجب أن يدرك الذين يحاولون استغلال الوضع بإرسال مقاتلين بالوكالة أو إرهابيين أنه لا يمكن التسامح مع هذا». غير أن الوزيرة لم تفصل الذين تقصدهم، ولم تذكر اسم جماعة أو دولة.

وأكدت كلينتون أنه ينبغي على المجتمع الدولي تكثيف العمل للتخطيط لما بعد الأسد، وقالت، «يجب استعجال اليوم الذي سوف ينتهي فيه سفك الدماء، ويبدأ فيه الانتقال السياسي. يجب التأكد بأن مؤسسات الدولة ستبقى سليمة» خلال المرحلة الانتقالية.

وأشارت كلينتون إلى انشقاق رياض حجاب، رئيس وزراء سوريا، وقالت إن «هذا، وانشقاقات أخرى، تزيد من أهمية التخطيط للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وأن الولايات المتحدة والدول الأخرى بحاجة إلى التأكد من أن مؤسسات الدولة السورية لا تزال سليمة بمجرد أن يفقد الأسد قبضته على السلطة». وقالت إن «كثافة القتال في حلب، وهذه الانشقاقات، تؤكد حتمية أن نعمل معا من أجل خطة انتقالية جيدة».

لكنها أوضحت أن المعارضة المسلحة أصبحت في وضع أفضل وأكثر فعالية وبصورة متزايدة. ولكن، خلق القتال «احتياجات إنسانية يائسة لأولئك الذين يعانون داخل سوريا والذين هربوا»، وأضافت: «هذه تزداد يوما بعد يوم». لافتة إلى أنها ستناقش الوضع في سوريا مع المسؤولين الأتراك عندما تزور تركيا يوم السبت.

من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض بعد انشقاق حجاب وانضمامه إلى صفوف المعارضة، أن الخطوة التالية هي رحيل الأسد، وأن الحكومة الأميركية، بالتشاور مع الحلفاء والأصدقاء، تخطط لمرحلة ما بعد الأسد. في الوقت نفسه، أعرب البيت الأبيض عن اعتقاده بأن «يأس الأسد المتزايد ربما سيزيد من عنفه»، في آخر مراحل بقائه في الحكم.

وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، «نحن نركز كثيرا، مع شركائنا، ومع مجموعة (أصدقاء سوريا)، ومع المعارضة مباشرة، ومع جامعة الدول العربية، على ما ستكون عليه سوريا بعد الأسد.. وعلى إتاحة الفرصة للشعب السوري للتمتع بحياة أفضل في عالم ما بعد الأسد، وعلى أن يكون ذلك ضمن حكومة شاملة، تعطي الشعب السوري فرصة التعبير عن تطلعاته».

وأضاف كارني: «توجد الكثير من القضايا المشتركة التي يتعين أن تحل، وبصورة رئيسية من جانب الشعب السوري، من أجل تحقيق مستقبل أفضل. ولكن، لا شك أن الخطوة الأولى هي رحيل الأسد؛ لأنه كلما بقي في الحكم فترة أطول، زاد العنف والقمع الذي يقوم به». وربط كارني بين انضمام رئيس وزراء سوريا إلى المعارضة وبين استمرار تأييد روسيا لنظام الأسد، من دون أن يشير إلى اسم روسيا، وقال، «أولئك الذين اقترحوا، وهم يحاولون شرح أسباب استمرار دعمهم للرئيس الأسد، أن وجوده في الحكم أفضل من عدمه، عليهم الآن مقارعة حقيقة أن المعارضة تقوى على الرغم من العنف المروع الذي يمارسه الأسد يوميا ضد شعبه».

وفي وقت سابق، كان كارني علق على انشقاق رئيس وزراء سوريا، قائلا، «تبرهن حقيقة أن رئيس الحكومة السورية رفض المذبحة الجارية التي ينفذها الأسد تؤكد حتمية انهيار نظام الأسد. هذا انهيار من الداخل. وتبرهن على أن الشعب السوري يرى أن أيام الأسد باتت معدودة».

وأشار كارني إلى تصريحات كان أدلى بها في الماضي عن أن الحل هو رحيل الأسد. وأن انشقاق رئيس الوزراء واحد من انشقاقات قادة كبار في نظام الأسد. وأنها علامات على ضعف قبضة الأسد على الحكم. و«إذا لا يقدر الأسد على الحفاظ على التماسك داخل دائرته المقربة، لن يقدر على الحفاظ على أي تأييد وسط الشعب السوري.» وإن أسرع طريقة لوضع حد لإراقة الدماء والمعاناة للشعب السوري هو رحيل الأسد التنحي «قبل انتقال سلمي سياسي نحو حكومة تستجيب لتطلعات الشعب السوري».

وفي إجابة عن سؤال، في المؤتمر الصحافي اليومي، عن معلومات جمعتها وكالات الاستخبارات الأميركية عن مكان وحالة الأسد، رفض كارني الحديث عن تفاصيل، واكتفى بالقول، «نحن نراقب الوضع في سوريا عن كثب شديد. ويمكنني أن أقول ببساطة أن ما نراه من التقارير العلنية هو تزايد عدم الاستقرار داخل قيادة الأسد.» وأضاف: «أعتقد أن اليأس المتزايد سيزيد رغبة الأسد في شن حرب ضد شعبه».

وفي إجابة عن سؤال عن استمرار «حديثكم عن أن أيام الأسد صارت معدودة، مع استمرار قتل آلاف المدنيين»، قال كارني: «تقع المسؤولية عن أعمال العنف المروعة ضد المدنيين في سوريا على عاتق الرئيس الأسد. إنه هو الذي يقتل شعبه بشكل منهجي، ويهاجم مراكز السكان المدنيين. وخلال هذه الفترة، لم يوف بالوعود التي أدلى بها حول وقف أعمال العنف، وحول الالتزام بمقترحات كوفي أنان (وسيط الأمم المتحدة والجامعة العربية الذي أعلن استقالته في الأسبوع الماضي). المسؤولية تقع على عاتق الرئيس الأسد. وأسرع طريقة لإنهاء العنف وبداية الانتقال السلمي الذي يستحقه الشعب السوري هو تنحي الأسد».

مصادر فرنسية: نستكشف مع الروس إمكانية العمل الإنساني المشترك في إطار مجلس الأمن

فابيوس يزور الأسبوع المقبل الأردن وتركيا ولبنان

باريس: ميشال أبو نجم

في حين تراوح الجهود الدبلوماسية والسياسية مكانها بانتظار انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي في 15 أغسطس (آب) الحالي، لتقرير مصير بعثة المراقبين الدولية في سوريا، ويواصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مشاوراته لتعيين بديل عن المبعوث العربي – الدولي إلى سوريا كوفي أنان، وتتركز الجهود على معالجة الجانب الإنساني وتوفير الاحتياجات الأساسية لعشرات الآلاف من السوريين الفارين من القتال، سواء داخل سوريا، أو في دول الجوار الثلاث، وهي الأردن وتركيا ولبنان.

وقالت مصادر دبلوماسية في باريس لـ«الشرق الأوسط» إن «الغربيين سيبذلون جهودا في الأيام المقبلة لاستكشاف إمكانية العمل مع الطرف الروسي على الملف الإنساني»، باعتبار أن المسار الدبلوماسي – السياسي وصل إلى طريق مسدود، بعد أن استخدمت موسكو (وبكين) حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، كما أعقبتاه بالتصويت ضد مشروع القرار العربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.

وتبدي هذه المصادر «دهشتها» إزاء استمرار النهج الروسي على حاله والصعوبة التي ستجدها موسكو لاحقا في «تعديل موقفها، بعد أن تكون قد ذهبت بعيدا في ربط نفسها بعربة الأسد».. وتعزو باريس جانبا من التشبث الروسي بحماية الأسد إلى اعتبارات سياسية داخلية وفق ما تظهره شعبية وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي ينظر إليه على أنه «مهندس» سياسة بلاده إزاء سوريا.

وفي سياق أوسع، تستبعد باريس تغيرا جذريا في السياسة الروسية في الوقت الحاضر على الرغم من التطورات الحاصلة ميدانيا «لأنها لا تريد أن تفاوض الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها، وبالتالي فهي تفضل انتظار الإدارة الجديدة» التي ستخرج من صناديق الاقتراع في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ومن هذا المنطلق، ترى المصادر الفرنسية أنه من وجهة النظر الروسية، فإن «زمن المساومة والتوصل إلى حل متفاوض عليه لم يحن بعد».

وبسبب ذلك تسعى باريس، التي يقوم وزير خارجيتها لوران فابيوس ما بين 15 و17 أغسطس الحالي بجولة في بلدان الجوار السوري (الأردن ولبنان وتركيا) للاطلاع على أحوال اللاجئين السوريين عن كثب، إلى الدفع باتجاه أن يركز مجلس الأمن جهوده في الوقت الحاضر على الملف الإنساني. وتأمل فرنسا التي ترأس مجلس الأمن لشهر أغسطس، أن تتمكن من دعوته للاجتماع على المستوى الوزاري قبل نهاية الشهر بحثا عن نص قوي يركز على نقطتين، هما: وقف العنف في سوريا، والتحضير لعملية الانتقال السياسي.

وقالت الخارجية الفرنسية أمس إن فابيوس سيخصص جولته المقبلة «للبحث في تداعيات الأزمة السورية» على البلدان الثلاثة التي تستقبل عددا كبيرا من اللاجئين، وللتعبير عن وقوف فرنسا إلى جانبها. كما ستوفر الزيارة الفرصة لإجراء «مشاورات سياسية عالية المستوى» في إطار الجهود التي تقوم بها باريس للدفع باتجاه تحقيق عملية الانتقال السياسي «سريعا».

وبحسب فرنسا، فإن هذه العملية تفترض رحيل الرئيس الأسد عن السلطة وهي تعتبر، في أي حال، أنه «سيؤول إلى زوال» بالنظر لتداعي النظام من الداخل وتكاثر انشقاقات السياسيين والعسكريين والدبلوماسيين. وسيقوم فابيوس بزيارة معسكرين للاجئين السوريين في الأردن وتركيا. وأمس، وصلت إلى الأردن بعثة فرنسية تضم ممثلين عن وزارات الخارجية والدفاع والداخلية للتحضير لنشر فريق طبي جراحي عسكري لمساعدة اللاجئين، وهو ما كشف عنه قصر الإليزيه مساء الاثنين. وستخصص هذه الوحدة، وفق ما قالته الخارجية الفرنسية أمس في مؤتمرها الصحافي الإلكتروني أمس للعناية بالجرحى المصابين بالرصاص من اللاجئين إلى الأردن، وستقام قريبا من الحدود السورية – الأردنية.

المراقبون الدوليون ينسحبون من حلب بسبب كثافة المعارك

العقيد الأسعد لـ «الشرق الأوسط»: المدينة تحت السيطرة.. والنظام يتكبد خسائر فادحة

بيروت: بولا أسطيح

في مؤشر قوي على تصاعد أعمال العنف والمعارك في مدينة حلب بشكل غير مسبوق، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن بعثة مراقبيها في سوريا المتمركزين في حلب غادروا هذه المدينة في شمال سوريا بسبب كثافة المعارك، إلى دمشق، حيث المقر العام لبعثة الأمم المتحدة. وقالت المتحدثة باسم قسم عمليات حفظ السلام جوزفين غويريرو إن «الأمر يتعلق بنقل مؤقت بسبب تدهور الشروط الأمنية»، علما بأن المراقبين علقوا معظم عملياتهم منذ منتصف يونيو (حزيران) الماضي وتقلص عددهم إلى النصف، أي إلى 150 مراقبا فقط في يوليو (تموز) الماضي.

وبالتزامن رد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد على ما قال إنها «شائعات يحاول النظام دسها لاستثمارها إعلاميا، على غرار إعلانه أن المعارك لم تبدأ بعد في حلب»، مؤكدا أن «قوات النظام تتكبد خسائر فادحة خلال محاولاتها اقتحام عدد من الأحياء في المدينة»، وموضحا أن النظام «الذي زج بكل إمكانياته العسكرية والأمنية في المدينة فشل حتى الساعة في تحقيق أي تقدم يذكر؛ في ظل نجاح عناصر الجيش الحر في التصدي لكل محاولاته»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «حلب تحت السيطرة، ونحن نخوض حرب عصابات.. وهمنا حاليا تدمير المقرات الأمنية للنظام على أن يتم السيطرة على المدينة تلقائيا».

ميدانيا، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «اشتباكات عنيفة تدور في عدد من أحياء مدينة حلب بين القوات النظامية والثوار السوريين، بينما تتعرض أحياء أخرى للقصف»، موضحا أن «اشتباكات تدور بالقرب من فرع المرور في منطقة باب أنطاكية وقرب نادي الجلاء» في حي العزيزية في وسط حلب تقريبا، وذلك بعد «اشتباكات عنيفة جدا» في أحياء باب جنين والعزيزية والسبع بحرات في الوسط أيضا والقصر العدلي في حي جمعية الزهراء (غرب المدينة)، بينما تعرضت أحياء الشعار والصاخور والقاطرجي (شرق) صباح يوم أمس لقصف عنيف من القوات النظامية.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن القوات النظامية تستخدم الطيران المروحي في القصف، مشيرة إلى أن القصف شمل أيضا حي مساكن هنانو (شرق المدينة).

وتحدث ناشطون سوريون عن أن أحياء بستان القصر وسيف الدولة ومساكن هنانو والصاخور وحي القصلية وصلاح الدين بالمدينة تتعرض لقصف عنيف، كما أكدوا تواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيشين النظامي والحر في حي الكلاسة وحول ساحة سعد الله الجابري وقرب القصر البلدي، حيث اقتحم عناصر الجيش الحر مبنيي الأمن الجنائي والجيش الشعبي، وقتلوا وأصابوا أكثر من عشرين عنصرا من قوات الأمن والشبيحة.

في المقابل، تحدث التلفزيون الرسمي السوري عن اشتباك القوات النظامية مع «المجموعات الإرهابية المدعومة بالمال والسلاح» في أحياء المارتيني وباب الحديد ومساكن هنانو وبالقرب من كلية العلوم بحلب، لافتا إلى أنها قتلت العشرات منهم وألقت القبض على عدد آخر بعضهم من جنسيات عربية وأجنبية.

وكانت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات ذكرت أن «الجيش يمهد للحسم بعمليات نوعية في حلب»، وتوقعت الصحيفة الثلاثاء أن يصدر الجيش السوري أوامره «خلال الساعات المقبلة بعدما جرى استكمال التعزيزات العسكرية»، موضحة أن الجيش «بدأ عمليات نوعية تمهيدية ضد المسلحين أفضت إلى مقتل العشرات منهم في أحياء مختلفة من المدينة».

بدوره توقع المعارض السوري عضو «المنبر الديمقراطي السوري» فايز سارة أن يباشر الجيش النظامي هجومه على حلب قريبا، وأشار إلى أن «النظام ميال إلى الحسم العسكري، ليس في حلب وحدها بل في كل مكان من سوريا»، إلا أنه شكك في قدرة المعارضة المسلحة على الحسم بسبب تمتع الجيش النظامي بالتفوق العسكري «من خلال عمليات القصف والتدمير الواسعة النطاق.. في حين أن الجيش السوري الحر لديه قدرات تسليحية محدودة».

حملة أمنية واسعة في دمشق وانفجارات عنيفة تهز ريفها

مصدر قيادي في الجيش الحر لـ «الشرق الأوسط»: العاصمة مشتعلة ومناوشات في كل المناطق دون استثناء

بيروت: بولا أسطيح

عاد بالأمس الحراك الثوري وبقوة إلى قلب العاصمة السورية دمشق، ردا على ما قال ناشطون إنها حملة أمنية واسعة شنتها قوات الأمن السورية التي نفذت حملة دهم لأحياء المزة والمهاجرين وشارع بغداد وسط انتشار كثيف لحواجز الجيش السوري حول حي التضامن.. في الوقت الذي أكدت فيه جهات متعددة من المعارضة السورية أن مدفعية النظام استمرت في قصفها العنيف على بلدات كثيرة في درعا وإدلب وحمص ودير الزور، وقالت لجان التنسيق المحلية إن عدد القتلى يوم أمس فاق الـ140 شخصا.

وبالتزامن، أكد مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أنه «وبعكس ما يشيع النظام عن سيطرته على مجمل مناطق وأحياء العاصمة السورية، وبالتالي عن حسم المعركة هناك، فإن كل دمشق مشتعلة»، لافتا إلى أن «مناطقها وأحياءها في قلب الحراك الثوري»، متحدثا عن «تخفيف الجيش الحر لعملياته العسكرية هناك تفاديا للأعمال الوحشية والهمجية التي اقترفتها قوات النظام بحق المواطنين الآمنين جراء سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها». وقال المصدر إن «المناوشات في كل مناطق وحارات دمشق دون استثناء لمواكبة معارك حلب».

إلى ذلك أفاد ناشطون أن قوات النظام ارتكبت مجزرة جديدة في كفر بطنا بريف دمشق، كما تحدث المركز الإعلامي السوري عن مجزرة حقيقية لقوات النظام في بلدة أريحا بريف إدلب وذلك خلال إفطار أول من أمس الاثنين.

وقال ناشطون إن انفجارات عنيفة هزت ريف دمشق، وبالتحديد مدينة حرستا إلى جانب قصف عشوائي على مدينة معضمية الشام والزبداني وجسرين.

من جهة أخرى، ذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن قوات النظام طوقت صباح يوم أمس حي الشاغور بدمشق من كافة الجهات، ثم بدأت بمداهمة المنازل واعتقلت العشرات عشوائيا. وأضافت الشبكة أن تعزيزات كبيرة للجيش وصلت إلى مدينة كفر بطنا بريف دمشق، كما بثت تسجيلا مصورا لقصف على أحياء ببلدتي عربين وجسرين ومناطق من الغوطة الشرقية، وتسجيلا آخر لمظاهرة خرجت في حي باب سريجة بوسط العاصمة فجر يوم أمس للتنديد بقصف الأحياء السكنية.

أما في حمص فقد تجدد القصف العنيف على حي دير بعلبة والخالدية وحي جورة الشياح إضافة إلى انفجارات هزت هذه الأحياء، وفقا للجان التنسيق المحلية.

وفيما أكد الجيش السوري الحر أنه نفذ عمليات عسكرية نوعية خلال الأيام الأخيرة في دير الزور، خاصة في مدينة الميادين حيث قام باقتحام مقر الأمن السياسي، تحدث ناشطون عن حركة نزوح كبيرة بسبب اشتباكات عنيفة بمدينة الميادين بين الجيش الحر وجيش النظام حول مبنى الأمن العسكري وسط أهالي المدينة.

هذا وأفيد عن اقتحام كتائب الجيش السوري الحر في مدينة دير الزور لحقل الورد النفطي حيث أسرت تسعة جنود من جيش النظام بينهم رقيب.

من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية إن عشرة أشخاص، جميعهم نساء وأطفال، قتلوا أول من أمس في منطقة الميادين في دير الزور جراء القصف المتواصل على المدينة التي يسيطر الجيش الحر على معظم أحيائها.

وبث ناشطون صورا لانتشار دبابات الجيش النظامي في مدينة بصر الحرير بمحافظة درعا، مع تواصل القصف المدفعي أثناء الاشتباك مع الجيش الحر، فيما أكدت شبكة شام نزوح العشرات من الأهالي.

وفي إدلب، واصلت المروحيات والدبابات قصفها على مدينة كفرنبل وعلى الحي الغربي بمدينة معرة النعمان، كما تتعرض مدينة أريحا لقصف مماثل لليوم السادس على التوالي.

بالمقابل، اتهمت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» «مجموعات إرهابية» بارتكاب مجزرة بحق عدد من المواطنين والعمال في منتجع جندر بريف حمص، لافتة إلى أن الجهات المختصة لاحقت «فلول مجموعات إرهابية مسلحة» في أحياء حمص القديمة وكبدتها خسائر فادحة.

وقالت «سانا» إن الجهات المختصة في مدينة الميادين بريف دير الزور تصدت فجر يوم أمس لمحاولة مجموعة إرهابية مسلحة الاعتداء على قوات حفظ النظام بالمدينة وتم القضاء على جميع أفرادها. وأضافت: «كما أحبطت الجهات المختصة وقوات حرس الحدود محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من الأراضي اللبنانية إلى سوريا عند موقع العرموطة بريف تلكلخ في ريف حمص وكبدتها خسائر كبيرة».

فواز الناصر لـ «الشرق الأوسط»: نظام الأسد لن يسقط إلا عسكريا.. وإيران تتعامل مع «الشام» وكأنها محافظة كرمنشاه

عضو مجلس أمناء الثورة السورية: المجلس الوطني فشل في التسليح ولم يقدم شيئا للجيش الحر

سوسن أبو حسين

اعتبر فواز الناصر، العضو الممثل عن الكتلة الكردية في مجلس أمناء الثورة الذي أعلن عن تأسيسه في القاهرة مطلع الشهر الحالي أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لن يسقط إلا عسكريا، مطالبا القمة الإسلامية التي تعقد في مكة بعد أيام بـ«موقف إسلامي وإنساني وعروبي» موحد، وكذلك مساعدة الشعب السوري المشرد على الحدود في عدد من العواصم.

وقال الناصر في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «إيران تتعامل مع الشام وكأنه محافظة كرمنشاه»، منتقدا الدعم الإيراني والروسي لدمشق، واعتبرها شريكة في قتل الشعب السوري. ورفض وصف روسيا لما يحدث بأنه إرهاب، متسائلا «هل تعتبر موسكو أن كل الشعب والجيش الحر إرهابيين؟».

كما تحدث الناصر عن تأسيس مجلس الأمناء في القاهرة، موضحا أنه «خطوة مهمة لعمل جاد للمعارضة السورية ودعم للجيش الحر وتلبية مطالب الشعب السوري المشرد على حدود دول الجوار.. أما عن تفاصيل الوضع الميداني، فأكد أن 60 في المائة من أراضي سوريا محررة من النظام، وأكد أن قوات الأسد استخدمت بالفعل سياسية الأرض المحروقة وضرب مدن بكاملها مع إسقاط قنابل يعتقد أنها تستخدم السلاح الكيماوي.

وفيما يلي أهم ما جاء في الحوار الحوار..

* بعد أيام ستعقد قمة إسلامية في مكة.. ما هو المطلوب منها للتضامن مع الشعب السوري؟ – نطلب من القمة موقفا إسلاميا وإنسانيا وعروبيا؛ لأن ما حدث في سوريا لم يحدث في أي دولة عربية، وكذا مساعدة الشعب السوري المشرد على الحدود في عدد من العواصم، وعلى المستوى السياسي نرى أن نظام الأسد فاقد للشرعية أمام الرأي العام العالمي كله باستثناء دولتين هما إيران وروسيا، وهاتان الدولتان شريكتان في قتل الشعب السوري.

* وهل تتوقع حسم سقوط الأسد من خلال حل سلمي أم عسكري؟ – النظام السوري لا يفهم لغة السياسة، ومنذ عام وسبعة أشهر والمعارضة تطالب بحل سياسي، وبالتالي لم يعد أمامنا سوى الحل الأمني.

* ألا ترى أن الحل العسكري يمكن أن يؤثر على السلم والأمن في المنطقة كلها وليس سوريا فقط.. وقد يستخدم الأسد نظام الأرض المحروقة لمواجهة الجيش الحر؟ – الأسد استخدم بالفعل الأرض المحروقة، وكثيرون من الإخوان يقولون لنا إن «هناك قنابل تسقط علينا يخرج منها دخان بألوان مختلفة قد تكون مواد كيماوية».

* تقصد أن النظام استخدم القنابل التي تتحدث عنها لكن في أي مكان؟ – في بعض المناطق ومنها إدلب.. وقد تحدثت التنسيقيات أن هناك بعض القنابل التي تسقط ويخرج عنها دخان أصفر. وحتى الأطباء اشتكوا، وقالوا إن «هذه ليست نتائج قنابل عادية»، ونذهب إلى مثال آخر هو أن قوات الأسد تضع آلياتها العسكرية على بعد خمسة كيلومترات من المدينة، ثم يقوم بقصف المدينة دون تحديد الأهداف، أليس هذه الأرض المحروقة.

* وهل يمكن أن تكون حلب بداية لتحرير باقي الأرض السورية؟ – الانطلاق من حلب عامل استراتيجي مهم، إضافة لذلك يمكن القول إن 60 في المائة من أراضى سوريا خالية من نظام الأسد وهي محررة، خاصة في الليل ونصف حلب تعتبر شبه محررة، ومعروف أن امتداد حلب إلى الحدود التركية ومن ثم إذا حررت بالكامل معها إدلب ستكون هي المنطقة الآمنة، ويمكن القول إن الثوار صنعوا بأيديهم المنطقة الآمنة التي طالبوا بها مجلس الأمن الدولي منذ أكثر من عام.

* ما تعليقك على تصريحات إيران بأن سقوط نظام الأسد وهم سيكون له تداعيات لجر المنطقة إلى حرب؟ – النظام في إيران عندما يتحدث عن الشام كأنه يتحدث عن محافظة كرمنشاه في إيران ولا يميز بينها، وإيران شريكة في القتل منذ الأول.

* على نفس النهج تردد روسيا بأن ما يحدث في سوريا إرهاب.. كيف ترى ذلك؟ – هل من المعقول أن يحمل شعب بأكمله لقب إرهاب وإرهابي؟، وهل يعقل أن يكون الجيش السوري الحر والعناصر العسكرية التي تنشق يوميا من الجيش النظامي إرهابية؟ وهؤلاء الذين انشقوا شاهدوا كيف يقتل الشعب يوميا من كل الأعمار؟ وكيف تقصف قراهم؟ وهل يعقل أن سوريا التي لم تعرف الإرهاب على مدار أكثر من سبعة آلاف عام أصبحت اليوم إرهابية؟

* كيف ترون الموقف الإسرائيلي من نظام الأسد.. وهل تتوقع معارك بين الطرفين؟ – النظام السوري لن يشتبك مع إسرائيل نهائيا، ومعروف أن إسرائيل هي التي دافعت عن نظام الأسد طيلة الفترة الماضية، بدليل تصريح أحد أعمدة النظام وهو رامي معروف، الذي قال بعبارة واضحة، «إن أمننا من أمن إسرائيل»، كما أنه لو سقط نظام الأسد عسكريا، فإن سوريا ستتعامل مع دول الجوار وفق القوانين الدولية مع الحفاظ على المصالح المتبادلة.

* كيف ترى تأخير طرح بديل للأسد وعدم ظهور من يخلفه من الأسرة العلوية؟ – لا أعتقد ذلك، كما أن الطائفة العلوية إخوة لنا وقد تحملوا الكثير من نظام الأسد وتعرضوا لمظالم أكثر من السنة والعرب.

* وهل تضامنت الطائفة العلوية مع الثورة؟ – انشق عدد كبير من الضباط والعسكريين هم من الطائفة العلوية؛ لكن النظام حول الطائفة العلوية إلى متاريس وأبلغهم بأن سقوط نظامه ضياع لهم وهذا غير صحيح؛ لأن الطائفة العلوية سوف تحظى بوضع أفضل من مرحلة الأسد وكذلك (البعثيين)؛ لأن البعثية تعنى مجرد لقب للحصول على عمل أو مكانة في النظام.

* تلقى المجلس الوطني والقوى السياسية المعارضة نبأ إعلان تأسيس مجلس أمناء الثورة وكأنه مفاجأة.. هل تم التحضير له في سرية دون تنسيق؟ – إعلان التأسيس كان مفاجأة، ولكن الموضوع مطروح منذ ثلاثة أشهر؛ لأن المجلس الوطني فشل في المهام الأساسية المكلف بها وهي، الإغاثة والتسليح وتأمين منطقة عازلة للثوار، كما فشل في الحشد الدولي، وكلها أولويات ومطالب آنية للشعب السوري وبدونها لا معنى لبقاء المجلس الوطني بعد مضي عام ونصف العام على تأسيسه، ومنح فرصا كثيرة ولم ينجز منها شيئا، فلا يزال لدينا لاجئون سوريون في الأردن ولبنان والعراق وتركيا، فضلا عن تعرض الشعب السوري لأقصى درجات القتل والتدمير والحرق، واكتفى المجلس الوطني باجتماعات فقط هنا وهناك وكلها حبر على ورق.

* ولماذا اخترتم هذا التوقيت لإعلان تأسيس المجلس والسعي لتشكيل الحكومة؟ – الضغط الداخلي الذي طالب بسرعة التحرك؛ لأن القضايا التي ذكرتها تستدعي اتخاذ إجراءات فورية لدعم الشعب السوري وتحقيق مطالبه المشروع، كما أن الدول الأوروبية بدأت تفقد الثقة في المجلس الوطني السوري وتطالب بتشكيل حكومة مؤقتة، ونحن من باب أولى قررنا أن نفكر في تشكيل الحكومة، فمجلس أمناء الثورة يضم شخصيات من تنسيقيات الثورة والجيش الحر، وقد شارك معنا في اجتماعات التحضير عنصران، أحدهما برتبة عقيد والثاني برتبة عميد، وأكدا لنا أن المعركة أوشكت على الانتهاء، والمعارضة لم ترتب شيئا لمرحلة ما بعد الأسد ولم يتحرك المجلس الوطني السوري.

* هل كان لدى رئيس المجلس الوطني علم بنية تأسيس مجلس الأمناء؟ – عبد الباسط سيدا والرئيس السابق للمجلس برهان غليون يدركان أن الشارع السوري يغلى ويطالب باتخاذ إجراءات فورية تتناسب مع حجم الوحشية التي يمارسها النظام ضد الشعب السوري.

* لماذا لم يدع سيدا إلى هذه الاجتماعات؟ – المجلس الوطني رفض أثناء مؤتمر المعارضة في القاهرة منذ شهر تشكيل لجنة للمتابعة وآلية لتنفيذ ما يتفق عليه من قرارات، فهم ينظرون لرئاسة المجلس على أنه منصب شخصي، ونحن نقول ما دام إنكم غير قادرين على فعل شيء، أعطي المجال لآخر.

* ألا ترون أن الاعتراض على مجلسكم يعطل إنجاز المعارضة لأي من مطالب الشعب السوري في هذه المرحلة الدقيقة؟ – مجلس الأمناء يضم كل القوى الثورية الداخلية وتنسيقيات الثورة من الخارج والجيش السوري الحر، في حين أن الإخوة في المجلس الوطني كانوا ينتقدون ويحاربون الجيش الحر وتسليحه والتدخل الخارجي، ومن ثم فإن كل الخطوات التي اتخذها المجلس الوطني السوري جاءت متأخرة.

* وهل سيتم دعوة أعضاء المجلس الوطني وكل رموز المعارضة للانضمام إلى مجلس الأمناء؟ – الباب مفتوح لانضمام الجميع وأهم ما يميز مجلس الأمناء هو، أنه لا يضم أحزابا وكل الشخصيات تعتبر عناصر وطنية ولا تطمح في أي مكاسب، وإنما هدفها تلبية حاجة الشارع.

* هل تم خلال الاجتماعات ترشيح بعض الأسماء في الحكومة الانتقالية؟ – لا توجد أسماء مرشحة حتى الآن؛ لكن بشكل عام كل الموجودين شخصيات وطنية ويصلحون لقيادة المرحلة ومخاطرها.

* وهل هناك معايير وضوابط لاختيار رئيس الحكومة وأعضائها؟ – أولا اتفقنا على تمثيل الحكومة لكل المكونات السورية، وأن يكون هدفهم الأول والأخير تلبية احتياجات الشعب السوري.

العاهل الأردني يحذر الرئيس السوري من إقامة “جيب علوي

الأسد يتوعد بمزيد من العنف بعد جرعة دعم إيرانية

                                            سريعاً أتت إيران لنجدة بشار الأسد الذي يمرّ في أصعب الأوقات بسبب الانشقاقات الرفيعة المستوى التي تتوالى بشكل شبه يومي، وخسران نظام دمشق جزءاً كبيراً من البلاد الذي بات تحت سيطرة المعارضة، فلم يستطع حماية “زوار” إيرانيين اختطفوا على أبواب دمشق، ذهب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى تركيا طالباً وساطتها لإطلاقهم، واستقبلته أنقرة بتنديد رسمي شديد بسبب “الاتهامات والتهديدات ضد بلادنا من جانب المسؤولين الإيرانيين” حسب بيان وزارة الخارجية التركية.

عربياً، حذر العاهل الأردني عبدالله الثاني من لجوء الرئيس السوري إلى “إقامة جيب علوي”، وقال “أعتقد أن ذلك يعني تقسيم سوريا”.

وبعد الدعم العالي النبرة الذي قدمه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران سعيد جليلي، متعهداً للأسد بأن بلاده لن تسمح “بكسر محور المقاومة” الذي تشكل سوريا “ضلعاً أساسياً فيه”، أعلن الرئيس السوري أمس تصميمه على المضي قدماً في الحل الأمني حتى “تطهير البلاد من الإرهابيين” حسب تعبيره.

دولياً، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون “من يحاولون استغلال الوضع بإرسال عملاء أو مقاتلين إرهابيين” إلى سوريا، مؤكدة أنهم “يجب أن يدركوا أنه لن يتم التسامح في هذا الأمر”.

ميدانياً، سقط أمس برصاص كتائب الأسد 155 شهيداً توزع معظمهم بين إدلب ودرعا وحمص وحلب التي باتت مطوقة بانتظار ساعة الصفر لاقتحامها من قبل الدبابات التي تقوم مدفعيتها بقصفها على مدار الساعة.

وفي سوريا، أعلن الرئيس السوري أمس تصميمه على المضي قدماً في الحل الأمني حتى “تطهير البلاد من الإرهابيين”، في حين حصل على دعم كامل من إيران التي أكد سعيد جليلي باسمها بعد لقائه الرئيس السوري أن بلاده لن تسمح “بكسر محور المقاومة” الذي تشكل سوريا “ضلعاً أساسياً فيه”.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد أكد “تصميم الشعب السوري وحكومته على تطهير البلاد من الإرهابيين ومكافحة الإرهاب من دون تهاون”.

في الإطار نفسه أعلن المسؤول الإيراني سعيد جليلي خلال لقائه الأسد في دمشق أن بلاده لن تسمح “بكسر محور المقاومة” الذي تشكل سوريا “ضلعاً أساسياً فيه”. ونقلت “سانا” عن جليلي قوله “إن ما يجري في سوريا ليس قضية داخلية، وإنما هو صراع بين محور المقاومة من جهة وأعداء هذا المحور في المنطقة والعالم من جهة أخرى”، مؤكداً أن “الهدف هو ضرب دور سوريا المقاوم”.

وفي وقت لاحق، اعتبر جليلي في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الإيرانية في دمشق “أن كل هذا التآمر ضد سوريا عبارة عن أحقاد يريد أصحابها أن ينتقموا من الدور السوري المشرف مع المقاومة”.

وردّت أنقرة أمس، على مواقف إيرانية توقعت أن ينتقل النزاع في سوريا الى تركيا قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الى تركيا في محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان “ندين بشدة الاتهامات التي لا أساس لها والتهديدات التي في غير محلها ضد بلادنا من جانب العديد من المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم رئيس الأركان الإيراني حسن فيروز أبادي”.

وكانت الخارجية تشير الى ما قاله فيروز أبادي متهماً تركيا ودولاً أخرى مجاورة بتسهيل تحقيق “الأهداف العدوانية للشيطان الأكبر، الولايات المتحدة” وأنه “بعد سوريا، سيحين دور تركيا ودول أخرى”.

وبعيد وصوله الى أنقرة أعلن صالحي، أن بإمكان تركيا أن تلعب “دوراً كبيراً” في الإفراج عن الزوار الإيرانيين الذين خطفوا السبت في دمشق بسبب علاقاتها مع المعارضة السورية.

وقال صالحي لدى وصوله الى مطار أنقرة “أنا هنا لمتابعة قضية الإيرانيين الـ48 الذين ذهبوا الى سوريا”، مضيفاً أن لدى تركيا “علاقات مع المعارضة السورية ولهذا نحن نعتقد أن بامكانها أن تلعب دوراً كبيراً في الإفراج عن زوارنا”.

وحذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من انكفاء القوات الموالية للرئيس السوري الى منطقة العلويين في شمال غرب سوريا. وقال في مقابلة مع شبكة “سي بي أس” الأميركية “لدي شعور أنه إذا لم يتمكن الرئيس السوري من حكم سوريا الكبرى، فإن خطته الثانية ربما تكون إقامة جيب علوي”. وقال “بالنسبة لنا أعتقد أن ذلك سيكون أسوأ سيناريو لأن ذلك يعني تقسيم سوريا”.

ومن بريتوريا قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، أن على العالم أن يجد سبلاً للتسريع بإنهاء العنف في سوريا والبدء بالتخطيط لعملية انتقال سياسي في هذا البلد. وقالت “علينا أن نقرر كيف نسرع للوصول الى اليوم الذي تتوقف فيه إراقة الدماء وتبدأ عملية الانتقال السياسي” في سوريا.

وقالت كلينتون إنه لا يجب السماح بأن تنزلق الأزمة في سوريا إلى حرب طائفية وحذرت من إرسال “عملاء أو مقاتلين إرهابيين” للانضمام إلى الصراع. وأضافت “يجب أن نبعث بإشارات واضحة جداً بشأن تجنب حرب طائفية. من يحاولون استغلال الوضع بإرسال عملاء أو مقاتلين إرهابيين يجب أن يدركوا أنه لن يتم التسامح مع هذا الأمر”.

وأوضحت أن الولايات المتحدة تسارع في التخطيط لما أسمته “اليوم التالي” أي ما بعد سقوط الأسد، وقالت “أعتقد أننا نستطيع أن نبدأ في الحديث عن التخطيط لما سيحدث بعد ذلك”.

وفي باريس أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن فريق استطلاع فرنسياً وصل أمس الى الأردن للبدء بتقديم مساعدات طبية طارئة الى ضحايا المعارك في سوريا. وقالت الوزارة في بيان إن “طليعة الجرحى السوريين ستتم معالجتهم اعتباراً من نهاية الأسبوع”.

ويعقد مجلس الأمن الدولي في 30 آب الجاري اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية للبحث في الأزمة السورية، كما أفاد ديبلوماسيون أمس، أوضحوا طالبين عدم كشف أسمائهم، أن الاجتماع سيعقد بدعوة من فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس في هذا الشهر.

ميدانياً، شهدت أحياء في وسط مدينة حلب شمال سوريا أمس اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين وقوات النظام التي قصفت أحياء في شرق المدينة، في وقت بلغت فيه حصيلة قتلى الثلاثاء 155 شهيداً سقطوا برصاص كتائب الأسد في مختلف أنحاء البلاد.

وفي ريف دير الزور شرقاً، سيطر المقاتلون المعارضون في مدينة الميادين ظهراً على مفرزة الأمن العسكري بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ مساء الاثنين. (التفاصيل ص 14)

وتجددت الاشتباكات في دمشق أمس بين الجيش السوري الحر وقوات النظام التي قصفت مواقع المعارضة بالمدفعية.

(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، ا ش ا)

مصادر سورية معارضة: تدفّق المئات من “الحرس الثوري

و”حزب الله” وميليشيات عراقية لمواجهة “الجيش الحر”

بغداد ـ علي البغدادي

كشفت مصادر سورية معارضة عن تدفق المئات من عناصر الحرس الثوري الايراني و”حزب الله” وميليشيات عراقية مسلحة الى سوريا لدعم نظام بشار الاسد في مواجهة اتساع دائرة الاشتباكات والعمليات المسلحة في مختلف المدن السورية.

واضافت المصادر في تصريح لصحيفة “المستقبل” ان” زحفا ايرانيا وعراقيا ولبنانيا يجري باتجاه سوريا لمساندة الاسد وفقا لتاكيدات أسرى من جيش النظام في مناطق عدة”، لافتا الى ان “النظام السوري جهز هؤلاء المتطوعين بسلاح فردي ومتوسط لدعم جيش الأسد وضمن كتائب مشتركة”لافتة الى قيام مجموعة مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني و”حزب الله” وجماعة مقتدى الصدر بمهاجمة معضمية الشام في ريف دمشق بعد قصف للبلدة بالآلات الحادة حيث قتلوا نحو مئة شخص”.

واوضحت المصادر ان “وزير خارجية نظام دمشق وليد المعلم ذهب لإيران حاملا رسالة واضحة مفادها بان النظام على وشك السقوط وأسرعوا بنجدتنا وقد حصل على قرار ايراني علني مفاده ممنوع سقوط النظام السوري مهما كان الثمن”، مشيرة الى ان “ضباط الحرس الثوري الايراني موجودون منذ بداية الثورة قبل سنة ونصف في غرف عمليات مشتركة مع القوات السورية”.

وتابعت المصادر ان “طهران تنفذ في دمشق خططا عسكرية سبق ان تم تنفيذها لمواجهة المحتجين الايرانيين قبل سنوات فالتعامل مع قمع الإنتفاضة في ايران تم بنفس الإسلوب المستخدم حاليا في سوريا” مبينا ان “العناصر التي دخلت الى سوريا سيتم استخدامها في مواجهة عناصر الجيش السوري الحر والدخول الى مناطق ذات صبغة مذهبية معينة”.

في غضون ذلك، أفاد مصدر في قيادة قوات حرس الحدود العراقية في محافظة الانبار (غرب العراق) بأن قذيفة هاون أطلقت من سوريا سقطت داخل الأراضي العراقية.

وقال المصدر إن “قذيفة هاون من عيار 82 ملم أطلقت من داخل الأراضي السورية، وسقطت قرب حقل زراعي في أطراف قضاء القائم، (المحاذي للحدود السورية)، من دون وقوع خسائر بشرية او مادية”، مشيرا الى أن “قوات الجيش حددت مصدر انطلاق القذيفة من مدينة البو كمال الحدودية التي شهدت، فجر امس اشتباكات بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر”، مشيرا إلى أن “الجيش العراقي اصدر أمرا بمنع دخول رعاة الأغنام والفلاحين إلى تلك المنطقة حفاظا على حياتهم”.

وكان مصدر عسكري في قيادة عمليات الأنبار قد افاد امس بأن السلطات العراقية سلمت جنديا سوريا مصابا باشتباكات مع الجيش الحر المعارض إلى بلاده بعد تلقيه العلاج داخل العراق.

وقال المصدر إن “جنديا من الجيش السوري مصابا خلال اشتباكات مع الجيش الحر طلب مساعدة أحد المخافر الحدودية العراقية الأسبوع المنصرم وتم استقباله”، مبينا أن “الجندي نقل إلى مركز صحي خاص في العراق وتلقى العلاج فيه”.

وأكد المصدر أن “الجندي رغب في العودة إلى بلاده بعد تحسن صحته بداعي الخوف على أسرته هناك وقد تم تسليمه إلى السلطات السورية القائمة على إدارة منفذ القائم الحدودي”.

وفي ذات السياق، اعلنت صحة الانبار عن وفاة 3 من اللاجئين السوريين كانوا جرحى عند دخولهم الاراضي العراقية.

وقال المصدر ان “هؤلاء الجرحى هم رجلان وامرأة دخلوا قبل 10 ايام الاراضي العراقية بعد تعرضهم لاصابات خطيرة خلال الاشتباكات المسلحة بين الجيش الحكومي السوري والجيش السوري الحر”، كاشفا انه” تم نقل الجرحى في وقتها الى مستشفى الرمادي لتلقي العلاج الا انهم فارقوا الحياة نتيجة خطورة جروحهم بسبب استمرار نزيف داخلي وتلف اعضاء داخل الجسم” ، مؤكدا انه” تم تسليم المتوفين الى ذويهم في سوريا عبر منفذ القائم الحدودي”.

وأكد وكيل وزارة الهجرة والمهجرين ورئيس خلية الطوارئ الخاصة باستقبال العراقيين العائدين واللاجئين السورين على موافقة الوزارة على استضافة 230 لاجئا سوريا من خلال كفالة عراقيين لهم في الانبار.

وقال الخفاجي في بيان صحافي إن “السوريين الـ”230 المستضافين من قبل عراقيين يعدون الدفعة الأولى التي تمت استضافتهم بعد الانتهاء من كافة الإجراءات الأصولية والقانونية بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة”، مشيرا الى أن “الأيام القليلة المقبلة ستشهد افتتاح مخيم نموذجي للسوريين في منطقة القائم بسعة 500 خيمة بعد الانتهاء من تأمين كافة الخدمات اللوجستية بالتنسيق مع المفوضية السامية للشؤون اللاجئين”.

وكانت الحكومة العراقية قررت بناء مخيمات في منفذي ربيعة والقائم الحدوديين لاستقبال اللاجئين السوريين الذين هربوا من الأحداث التي تشهدها بلادهم، فيما خصصت 50 مليار دينار لإغاثتهم ومساعدة العراقيين العائدين بدورهم من سوريا التي تشهد منذ 15 آذار 2011، حركة احتجاج شعبية واسعة تطالب باسقاط بشار الاسد أسفرت عن سقوط ما يزيد عن 20 ألف قتيل فضلا عن مئات آلاف اللاجئين والمهجرين والمفقودين.

257 قتيلا بسوريا وذخيرة الحر تنفد

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 257 شخصا على الأقل قتلوا أمس الثلاثاء بنيران الجيش السوري معظمهم في حلب ودمشق وريفها وحمص. وبينما تشهد أحياء في وسط مدينة حلب اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر، قال الأخير إن ذخيرته قاربت على النفاد.

 فقد قال نشطاء سوريون إن معظم قتلى الثلاثاء سقطوا في دمشق وريفها وحلب وحمص بوسط البلاد، من بينهم خمسة أطفال قضوا في تواصل للقصف المدفعي على حي دير بعلبة بحمص، كما لقي أربعة مدنيين حتفهم أثناء قصف على مزارع مدينة الرستن بريف حمص.

كما أفاد ناشطون في محافظة درعا بأن ستة أشخاص قتلوا بينهم أربعة أطفال وجرحت عشر نساء إثر استهداف دبابة تابعة للجيش السوري مساء أمس الثلاثاء لسيارتين تقل نازحين من منطقة بصر الحرير.

وحسب نفس المصدر، فإن الضحايا الذين كانوا يحاولون الهرب من المنطقة التي تتعرض لقصف متواصل منذ خمسة أيام ينتمون إلى عائلة الحريري.

نفاد الذخيرة

في هذه الأثناء، تستمر المواجهات في حلب بين جنود الجيش النظامي وعناصر الجيش الحر الذين أعلنوا أن ذخيرتهم قاربت على النفاد، فقد قال أبو جميل -وهو من مقاتلي الجيش الحر المدافعين عن المدينة- “ليس لدينا ذخيرة كافية نرسلها إلى خط الجبهة”.

بدوره قال زميله أبو علي -قائد ميداني- إن الاتصالات السيئة والقصف الشديد زادا من صعوبة إرسال تعزيزات إلى جبهة القتال، مضيفا أن “دبابات الأسد تتقدم وتقصف مواقع المعارضين ثم تتراجع”.

وبينما لم تشهد أجزاء من المدينة القديمة أي اشتباكات على الإطلاق، يدافع الجيش الحر عن مواقع عدة بحلب من بينها حي صلاح الدين، في المقابل تحاول قوات الجيش النظامي التقدم على الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى المدينة من الجنوب الغربي.

وفي وصفه لوتيرة المعارك الدائرة بين الطرفين، قال الشيخ توفيق وهو أيضا قائد في الجيش السوري الحر لوكالة رويترز للأنباء “كل يوم الهجمات من الجيش السوري تصبح أكثر شراسة”.

بوابة حلب

وأضاف “يعتقد النظام أنه سيكون إحراجا كبيرا له إذا لم يتمكن من اقتحام صلاح الدين، إنه البوابة إلى حلب. إذا تمكن من الدخول من هذه المنطقة فإن كل مراكز الشرطة المحررة ونقاط التفتيش والأماكن الأخرى داخل حلب ستصبح تحت سيطرتهم”.

من ناحية أخرى قال مراسل الجزيرة في حلب إن قوات الجيش الحر اقتحمت مبنيي الأمن الجنائي والجيش الشعبي، وقتلت وأصابت أكثر من عشرين عنصرا من الأمن والشبيحة. وأضاف أن عدة أحياء في المدينة تتعرض لقصف بالطائرات والدبابات.

وبعيدا عن حلب، هاجمت عناصر من الجيش الحر حقلا نفطيا في ريف دير الزور في شرقي سوريا واشتبكت مع قوات الجيش النظامي مما تسبب بمقتل ستة من عناصره وأربعة في صفوف القوات المهاجمة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أفاد بأسر عدد من عناصر القوات النظامية أثناء العملية.

وشملت الاشتباكات الثلاثاء منطقة باب أنطاكية وأحياء باب جنين والعزيزية والسبع بحرات في وسط حلب.

وفي شرق البلاد، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية بأن “كتائب المجلس العسكري الثوري للمنطقة الشرقية بمساعدة كتائب أخرى من الثوار سيطرت ظهر اليوم على مفرزة الأمن العسكري في مدينة الميادين”.

اشتباكات عنيفة

ونقل نفس المصدر أن “اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل أربعة من عناصر المفرزة بينما انسحب باقي عناصر المفرزة إلى مقري كتيبة الهجانة (حرس الحدود) وكتيبة المدفعية المتواجدين في المدينة”.

كما ذكر أن السيطرة على مقر الأمن العسكري في المدينة تأتي بعد السيطرة على مقري الأمن السياسي وأمن الدولة، و”بالتالي لم يبق في الميادين من مقرات أمنية وعسكرية للنظام سوى مقري الهجانة وكتيبة المدفعية”.

وأوضح عبد الرحمن أن هذه المفارز الأمنية الثلاث أصبحت خالية، شارحا أنه “لا يمكن للثوار أن يستقروا فيها، لأن هذا يعني تعرضهم للقصف” من قبل القوات النظامية.

وبينما تتواصل المعارك أعلن عدد من ضباط وزارة الداخلية في عدة محافظات سورية انشقاقهم عن النظام وانضمامهم إلى صفوف الثوار، ومن بين هؤلاء العميد نجيب أحمد الشلاف قائم مقام منطقة المالكية في محافظة الحسكة والعميد أديب الشلاف قائم مقام منطقة الطبقة في محافظة الرقة.

وقد عزا هؤلاء الضباط انشقاقهم لما وصفوه “بأعمال القمع والقتل بحق الشعب الأعزل” في جميع المحافظات السورية.

الأسد يُصعد وتركيا ترفض اتهامات إيران

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد تصميمه على المضي قدما في الحل الأمني حتى “تطهير البلاد من الإرهابيين” بعيد لقائه بأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي. وبينما وصل وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي لتركيا في محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين، رفضت الأخيرة اتهامات إيرانية لها بتأجيج الأزمة في سوريا.

فقد ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الأسد أكد “تصميم الشعب السوري وحكومته على تطهير البلاد من الإرهابيين ومكافحة الإرهاب دون تهاون”.

في الإطار نفسه، أعلن سعيد جليلي أثناء لقائه الرئيس السوري في دمشق أن بلاده لن تسمح “بكسر محور المقاومة” الذي تشكل سوريا “ضلعا أساسيا فيه”.

ونقل نفس المصدر عن جليلي قوله “إن ما يجري في سوريا ليس قضية داخلية وإنما هو صراع بين محور المقاومة من جهة وأعداء هذا المحور في المنطقة والعالم من جهة أخرى”، مؤكدا أن “الهدف هو ضرب دور سوريا المقاوم”.

وفي وقت لاحق، اعتبر جليلي في مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة الإيرانية بدمشق أن “كل هذا التآمر ضد سوريا عبارة عن أحقاد يريد أصحابها أن ينتقموا من الدور السوري المشرف مع المقاومة”.

تحسين العلاقات

على صعيد متصل، قال صالحي الذي ينتظر أن يعقد لقاءات مع المسؤولين الأتراك في محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين دشنها بلقاء مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إنه “لا يمكن إلا لتركيا وإيران، إذا عملتا معا، حل الصراعات الإقليمية وخصوصا الصراع في سوريا”.

وأضاف صالحي لدى وصوله إلى مطار أنقرة “أنا هنا لمتابعة قضية الإيرانيين الـ48 الذين ذهبوا إلى سوريا” مشيرا إلى أن لدى تركيا “علاقات مع المعارضة السورية، ولهذا نعتقد أن بإمكانها أن تلعب دورا كبيرا في الإفراج عن زوارنا”.

وأعلنت المجموعة التي تبنت عملية احتجاز 48 إيرانيا في سوريا مقتل ثلاثة من المخطوفين في عملية قصف من قوات النظام في ريف دمشق، حسبما جاء في بيان صادر عنها على صفحة “لواء البراء” الذي تنتمي إليه على موقع “فيسبوك” للتواصل.

انتقادات تركية

في المقابل استقبلت أنقرة هذه الزيارة بانتقاد مواقف إيرانية توقعت أن ينتقل النزاع في سوريا إلى تركيا.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن تصريحات رئيس الأركان الإيراني حسن فيروز آبادي هذا الأسبوع -التي حمل فيها تركيا مسؤولية إراقة الدماء في سوريا- بأنها “تبعث على الأسف” ونفى تدخل بلاده في الشؤون السورية.

وأضاف أردوغان لأعضاء حزبه في تصريحات تلفزية “إعلان رئيس الأركان الإيراني على موقع ينتمي للحرس الثوري أن تركيا والسعودية وقطر مسؤولون عن التطورات الدموية في سوريا أمر مقلق ويبعث على الأسف”.

بدورها، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان “ندين بشدة الاتهامات التي لا أساس لها والتهديدات التي في غير محلها ضد بلادنا من جانب العديد من المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم رئيس الأركان الإيراني”.

اجتماع وزاري

وكانت الخارجية تشير إلى ما قاله فيروز أبادي متهما تركيا ودولا أخرى مجاورة بتسهيل تحقيق “الأهداف العدوانية للشيطان الأكبر، الولايات المتحدة” وأنه “بعد سوريا، سيحين دور تركيا ودول أخرى”.

في ظل هذه الأجواء، تُحضر إيران لعقد اجتماع وزاري للدول التي لديها “موقف واقعي ومبدئي” من الأزمة في سوريا.

وقالت طهران -وهي الحليف الرئيس لنظام الرئيس السوري- إنها تتوقع حضور ممثلين من عشر دول.

وفي رده على هذه الدعوة، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن كوفي أنان المبعوث الدولي والعربي السابق لسوريا لن يرسل ممثلا له إلى اجتماع طهران بشأن سوريا الخميس.

وصرح المتحدث فرحان حق للصحفيين “لن يحضر كوفي أنان أو أي شخص من مكتبه المحادثات حول سوريا في طهران”.

وكان أنان -الذي استقال من مهمته في سوريا بسبب عدم وجود دعم دولي كاف لخطته- زار إيران في إطار مهمته، وطالب بإشراك الحكومة الإيرانية في حل النزاع المستمر في سوريا منذ 17 شهرا.

عبد الله الثاني: الأسد ربما يفكر بإقامة جيب علوي

كلينتون: تحذر من إرسال “عملاء” لسوريا

قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنه يجب عدم السماح بأن تتحول الأزمة في سوريا إلى حرب طائفية، وحذرت من إرسال “عملاء أو مقاتلين إرهابيين” للمشاركة في الصراع الدائر هناك. ارتباطا بالموضوع، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إنه إذا فشل الرئيس السوري بشار الأسد بفرض سيطرته على البلاد فـ”ربما يعمد لإقامة جيب علوي”.

وأضافت كلينتون في مؤتمر صحفي في بريتوريا عاصمة جنوب أفريقيا “يجب أن نبعث بإشارات واضحة جدا بشأن تجنب حرب طائفية، من يحاولون استغلال الوضع بإرسال عملاء أو مقاتلين إرهابيين يجب أن يدركوا أن هذا لن يكون مقبولا من الشعب السوري في المقام الأول”.

ولم تفصح وزيرة الخارجية الأميركية -التي أدلت بهذه التصريحات عقب لقائها بنظيرتها الجنوب أفريقية مايتي نكوانا ماشاباني- عن تفاصيل بشأن إشارتها إلى “عملاء أو لمقاتلين إرهابيين” ولم تسم أي بلد أو جماعة.

واتخذ الصراع في سوريا بعدا طائفيا، حيث تدعم أغلبية السنة تغيير النظام تساندهم في ذلك قوى إقليمية كتركيا ودول الخليج العربي، في المقابل تدعم غالبية العلويين نظام بشار الأسد المسنود من طرف إيران، حسب رأي المراقبين.

وفي رؤيتها للمرحلة المقبلة، قالت كلينتون إن مكاسب المعارضة مع الانشقاقات الحاصلة في النظام السوري -وآخرها انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب- “جعلت من الضروري بالنسبة للعالم العمل على التخطيط لسوريا بعد الأسد”.

جيب علوي

وأضافت المسؤولة الأميركية التي ستحط الرحال بتركيا السبت القادم لمناقشة تطورات الأزمة السورية “يمكننا أن نبدأ الحديث عما سيحدث بعد اليوم التالي لسقوط النظام والتخطيط له، لن أضع حدا زمنيا لذلك، فهذا أمر لا يمكنني التكهن بموعد حدوثه، لكنني أعرف أنه سيحدث”، وأكدت على ضرورة “ضمان بقاء مؤسسات الدولة سليمة”.

وارتباطا بالأزمة السورية، حذر العاهل الأردني من انكفاء القوات الموالية للرئيس السوري إلى منطقة العلويين في شمال غرب سوريا.

وقال في مقابلة مع شبكة “سي بي أس” الأميركية “لدي شعور أنه إذا لم يتمكن الرئيس السوري من حكم سوريا الكبرى، فإن خطته الثانية ربما تكون إقامة جيب علوي”.

وأضاف عبد الله الثاني “بالنسبة لنا أعتقد أن ذلك سيكون أسوأ سيناريو، لأن ذلك يعني انقسام سوريا الكبرى”.

الأسد ليس وحده يحكم سوريا

                                            على الرغم من أن بشار الأسد هو الرئيس في سوريافإنه ليس الشخصية الحاكمة الوحيدة، فنظامه يستند على شخصيات أخرى تسيطر على الأجهزة الأمنية والعسكرية والقطاعات الاقتصادية. وتربط بين هذه الشخصيات مصالح مشتركة وعلاقات قرابة ومصاهرة.

وعندما تتعرض مناطق سكنية في سوريا للقصف وعندما تحلق طائرات عسكرية وتقاتل من أجل السيطرة على حلب، فهذا لا يعني أن تلك الإجراءات أخذت مباشرة من طرف دكتاتور قوي متسلط، وإنما عن طريق فريق قيادة يعتمد عليه بشار الأسد.

قنبلة حطمت الوهم

وكان يُعتقد حتى منتصف يوليو/تموز المنصرم أن هذا الفريق، الذي يتكون من أقارب الأسد ورؤساء أجهزة المخابرات وعسكريين كبار، في مأمن عن كل تهديد. ولكن سرعان ما حطمت قنبلة، وبالتحديد في 18 يوليو/تموز هذا الوهم.

في ذلك الهجوم -الذي تعرض له مقر الأمن القومي في دمشق- قتل أربعة من كبار معاوني الأسد، من بينهم صهره آصف شوكت، الذي تعتبر وفاته بمثابة ضربة قاسية لعائلة الأسد، ذلك أنه كان يسيطر، مع شقيق بشار الأسد الأصغر ماهر الأسد، ولسنوات طويلة على الأجهزة الأمنية.

وبعد وفاة شوكت لم يبق لبشار من بديل سوى الاعتماد بنسبة 100% على شقيقه ماهر.

ويقود ماهر الأسد الفرقة الرابعة للجيش السوري، التي تتولى قمع الاحتجاجات الشعبية في مناطق واسعة من سوريا. كما يتولى قيادة الحرس الجمهوري الذي تكمن مهمته في حماية آل الأسد. وتعتبر كل من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري من أكثر الوحدات العسكرية تسلحا وموالاة للنظام.

ماهر قوي ودموي

ويتردد عن ماهر -الذي يُقال إنه الذراع الأيمن للرئيس السوري- أنه رجل قوي ودموي. وخلال الأزمة الحالية يتحمل ماهر المسؤولية الرئيسية عن أعمال العنف التي تطال المتظاهرين وقصف المناطق والأحياء السكنية التي تحسب على المعارضة.

واستُبعد ماهر الأسد عن خلافة والده حافظ الأسد بعد وفاة شقيقه الأكبر باسل الأسد عام 1994 بسبب مزاجه الحاد وطبيعته العنيفة، إذ يتردد عنه أنه عمد عام 1999 إلى إطلاق النار على آصف شوكت أثناء شجار دار بينهما.

وبعد هذه الحادثة، التي نجا منها شوكت بأعجوبة، أصبح كلاهما يشكلان فريقا أمنيا إستراتيجيا وذلك لدعم سلطة عائلة الأسد في سوريا.

وعلى الرغم من أن شوكت قد أصبح الآن جزءا من الماضي، فإنه من المفيد تسليط الضوء على علاقته بأسرة الأسد، لفهم مختلف الروابط والتوازنات داخل العائلة.

آصف شوكت

كان شوكت -الذي توفي عن عمر ناهز 62 عاما- متزوجا ببشرى، الشقيقة الكبرى لأربعة إخوة من عائلة حافظ الأسد وهم: باسل، الذي توفي إثر حادث عام 1994، ومجد، الذي توفي بعد صراع طويل مع المرض عام 2009، بالإضافة إلى الرئيس السوري بشار وشقيقه ماهر.

وكان شوكت -الذي ينتمي أيضا للطائفة العلوية- قد تعرف في منتصف الثمانينيات، عندما كان مجرد ضابط في الجيش السوري، على بشرى، ابنة حافظ الأسد الوحيدة، التي كانت وقتها تدرس الصيدلة في جامعة دمشق.

وفي عام 1995، أي بعد عام من وفاة باسل، تزوجت بشرى شوكت، الذي كان يكبرها آنذاك بعشر سنوات. وقرر حافظ الأسد احتواء الصهر الجديد رسميا في العائلة.

وارتبط شوكت بعد ذلك بعلاقة صداقة مع بشار الذي أصبح يعتمد عليه أكثر فأكثر فيما يتعلق بالمسائل الأمنية. ومع تقدم حافظ الأسد في السن واقتناعه بإمكانيات شوكت، أمره “بألا يتحرك أبدا قيد أنملة عن الأسد”.

أنيسة مخلوف

وتلعب أنيسة مخلوف -والدة الإخوة الأسد وذات السبعين عاما- دورا كبيرا وراء الكواليس في لم شمل العائلة والحيلولة دون تصدعها، إذ يتردد عنها أنها في حال حدوث خلافات داخل العائلة، فإنها تقوم بفضها بطريقة متوازنة.

أما عائلة أنيسة مخلوف وأقرباءها فيلعبون دورا كبيرا في الدعم المادي للنظام. فشقيق أنيسة، المستشار المالي السابق لحافظ الأسد محمد مخلوف (80 عاما)، هو الذي جعل من تلك العائلة إمبراطورية اقتصادية متداخلة ومترامية الأطراف.

ومن خلال أنشطتهم في قطاعات الاتصالات والتجارة وتوليد الكهرباء والنفط والغاز والبنوك تسيطر عائلة مخلوف على جزء كبير من الاقتصاد السوري.

أكثر شخصية يمقتها السوريون

ويعتبر رامي مخلوف -نجل محمد مخلوف الأكبر- من أثرى رجال الأعمال في سوريا. ويرى عموم الشعب في رامي مخلوف، مالك أول شركة للاتصالات اللاسلكية “سيرياتل” رمزا للمحسوبية والفساد إلى درجة أنه يعتبر من أكبر الشخصيات المنتمية للنظام مقتا لدى السوريين.

ويشغل إخوة رامي وأحد أبناء خالاته منصبا قياديا داخل أجهزة المخابرات.

عموما يستند النظام السوري على عدد كبير من الموالين، كما أن أجهزة السلطة بحد ذاتها مرتبطة بعائلة الرئيس بطريقة تجعل من فقدان شخصية بارزة مثل آصف شوكت لا تؤدي إلى سقوطه.

ومعرفة هذا الأمر مهمة جدا لرسم مرحلة ما بعد الأسد. خاصة إذا تعلق الأمر بعملية محاسبة من قام بعمليات القتل ومن ساهم فيها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

المصدر:دويتشه فيلله

مأساة الحرب في حلب

                                            قال مراسل صحيفة ذي تلغراف البريطانية إنه كان على بعد أمتار قليلة من مبنى في مدينة حلب السورية استهدفته صواريخ طائرة ميغ سورية وقتلت العشرات ممن اختبؤوا فيه، ومن ضمنهم 11 امرأة وطفلا.

ورغم أن الأمم المتحدة قالت إن مئات الآلاف من أهل حلب قد تركوا ديارهم في الأسبوعين الأخيرين خوفا على سلامتهم، إلا أن هناك من بقي وظنّ أنه سيكون بمأمن من نيران كتائب نظام بشار الأسد إذا ما نزل في أقبية المنازل، ومن أولئك عائلتا الكيالي والخطاب.

يقول المراسل إن هاتين العائلتين لم يروا طائرة الميغ وهي تتهادى قبل أن تطلق صواريخها على منزلهم المؤلف من ثلاثة طوابق. مرّ الهجوم بصمت ونفذت الضربة وقتلوا جميعا.

وقال المراسل نقلا عن مقاتلين من الجيش السوري الحر إن طائرتي ميغ ظلتا تحومان حول المكان الذي يسيطرون عليه ويقيمون فيه مركزا للقيادة لمدة 48 ساعة، ولا أحد يعلم سبب عدم قيام الطائرات بالهجوم رغم علمها بوجد مركز قيادة لمعارضين مسلحين.

مصطفى الكيالي

وعندما قرّرت الطائرتان القيام بالهجوم أخيرا، أطلقت صواريخها على الهدف الخطأ فأصابت المبنى المجاور الذي آوى عائلتي الكيالي والخطاب. وقال المراسل إنه كان موجودا في مركز قيادة الجيش الحر المستهدف ورأى بأم عينيه هول النار والحمم المنصبة على رؤوس النساء والأطفال الذين دفنوا تحت الأنقاض.

ووصف المراسل المشهد المأساوي بعد مقتل النساء والأطفال، حيث ارتفع نحيب وبكاء رجال آل الكيالي والخطاب لمقتل نسائهم وأطفالهم. وسأل المراسل أحد أفراد عائلة كيالي المنتحبين واسمه مصطفى عن سبب قعودهم في حلب فأجابه “لم يكن هناك أي مكان نذهب إليه، سوريا كلها تحت القصف، أين عسانا أن نذهب؟ كانوا يستخدمون الطائرات المروحية فقط، فظننا أننا سنكون بأمان إذا ما قبعنا في أقبية المنازل”.

ووصف المراسل معركة حلب بأنها معضلة لكل من الجيش الحر والنظام على حد سواء. وبينما وصفت وسائل إعلام النظام معركة حلب بأنها “المعركة الحاسمة”، إلا أن جيش النظام يفتقر إلى المهارات والأخلاقيات والمعدات اللازمة لحرب المدن.

وقال المراسل إن قوات النظام تجوب المدينة، ولكن رغم ذلك فإن إمدادات الجيش السوري الحر مستمرة في الدخول. وكما هو الحال في الحصارات السابقة لمدن سورية مثل حمص، فإن قصف المدينة من الجو أسهل من تسليم شوارعها لقوات الجيش التي تستمر في الانسلاخ عنه والالتحاق بالمعارضة.

ووصف المراسل نوعية قوات النظام الموجودة في حلب بأنها “خام وغير مدربة”، وقال إن أسيرين جلبا إلى قيادة الجيش السوري الحر كانا مجرد مراهقين ما زالا في سراويل الجينز.

ورأى المراسل أن هذه الأوضاع هي السبب الذي يشجع الجيش الحر على عدم مغادرة حلب وإصراره على أن النصر الكبير سيكون هنا.

ولكن المراسل أشار إلى وجود تذمر لدى بعض الأهالي لأن الجيش الحر جلب المعركة إلى حلب، إلا أنه أكد بأن ذلك التذمر لا يعني تأييد الأسد.

المصدر:ديلي تلغراف

ناشطون: مقتل جنرال روسي قرب دمشق

سلام هنداوي- حلب – سكاي نيوز عربية

قالت جماعة سورية الأربعاء إنها قتلت جنرالا روسيا يعمل مستشارا لوزارة الدفاع السورية في عملية بمنطقة غوطة دمشق.

وذكرت جماعة تطلق على نفسها “سرية الصقور للمهام الخاصة- القيادة العسكرية في مدينة دمشق وريفها” في بيان بالفيديو أن الجنرال يدعى فلاديمير بتروفيتش كوتشييف. وأظهر الفيديو الذي أرسل إلى رويترز صورة بطاقة هوية الجنرال كما أصدرها الجيش السوري، حسبما ذكرت الجماعة.

وكانت الجماعة نفسها قد أعلنت مسؤوليتها عن اغتيال 4 من كبار القادة الأمنيين السوريين في دمشق الشهر الماضي.

ولم يصدر تعليق من السلطات الروسية.

من جهة اخرى، قتل 13 شخصا على الأقل في محافظة حلب في قصف عنيف للقوات النظامية على أحياء يتمركز فيها مقاتلون معارضون، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح المرصد “قتل 12 شخصا في مدينة حلب بينهم سيدة وطفلان، إثر سقوط قذيفة على منزلهم في قرية تل رفعت”.

وتابع المرصد من مقره في لندن أن القصف “العنيف” يستهدف “أحياء القاطرجي وطريق الباب والشعار”.

وأشار إلى أن مواطنا قتل برصاص مسلحين تابعين للنظام في بلدة أورم في المحافظة.

وأفادت مراسلتنا في حلب بأن مسلحي المعارضة السورية تخلوا عن مواقع متقدمة في حي صلاح الدين بحلب.

وأضافت أن الجيش النظامي موجود في حي الحميدية وغير موجود في حي صلاح الدين، وأن الانسحاب  من الحي جاء في إطار التكتيك.

وفي حديث لسكاي نيوز عربية أوضح اللواء عبد القادر الصالح، أحد ضباط الجيش السوري الحر أن الجيش النظامي أحرز تقدما محدودا في حي صلاح الدين، إلا أنه لم يسيطر عليه.

وتواصل القصف المدفعي على مدينة حلب، حيث تركز على حي صلاح الدين وتواصل حتى ساعات الصباح الأول، فيما تعرض حي هنانو بقصف متقطع.

وأوضحت مراسلتنا أن 30 عسكريا منشقا كانوا بين آخر اللاجئين السوريين إلى تركيا.

أول ظهور لرياض حجاب بعد انشقاقه

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بث نشطاء على الإنترنت صورا لرئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب في أحد البيوت داخل الأراضي السورية خلال فترة استراحة سبقت خروجه من البلاد.

وكانت المعارضة السورية أكدت الاثنين انشقاق حجاب ولجوءه مع وزيرين و3 عمداء في الجيش إلى الأردن ليل الأحد على أن يتوجه منه إلى قطر.

وأكد قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد في تصريحات لسكاي نيوز عربية أن انشقاق حجاب وتأمين خروجه إلى الأردن كان بإشراف الجيش السوري الحر.

وقال الأسعد إن حجاب وعائلته وصلوا إلى الأردن مع وزرين آخرين وضباط كبار دون أن يسميهم، ونفى في الوقت ذاته انشقاق وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج.

وكان المتحدث باسم حجاب نقل عنه قوله “أعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والإرهاب، كما أعلن انضمامي لصفوف ثورة الحرية والكرامة، وأني من اليوم جندي من جنود هذه الثورة المباركة”.

غير أن التلفزيون السوري كان قد أعلن أن حجاب أقيل وعين المهندس عمر غلاونجي رئيسا مؤقتا للحكومة.

حكومات سوريا من العظم حتى غلاونجي

رئيس الوزراء السوري المؤقت عمر غلاونجي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

مع أن الحكم في سوريا جمهوري، إلا أنه لرئيس الجمهورية السلطة العليا في اتخاذ القرارات السياسية الخارجية والداخلية المهمة، وهو من يقوم بتعيين رئيس الوزراء بموجب مرسوم جمهوري.

ومع ذلك، شهد التاريخ السوري الحديث فترات كان لرئيس الوزراء فيها سلطة ونفوذاً كبيران، قبل أن يحسم وزير الدفاع آنذاك، حافظ الأسد، الأمر نهائياً لمصلحة رئيس الدولة إثر قيامه بما سمي بالحركة التصحيحية داخل حزب البعث الاشتراكي الحاكم في سوريا ومن ثم توليه منصب رئيس الجمهورية في مارس 1971.

مر على سوريا منذ جلاء القوات الفرنسية عنها عام 1939، 55 حكومة، منها 28 حكومة حتى إعلان الوحدة مع مصر بين عامي 1958 و1961، و20 حكومة خلال فترة حكم حزب البعث.

خالد العظم

ولعل أبرز رئيس وزراء لسوريا في فترة الاستقلال، خالد العظم الذي شكل 6 حكومات من بين 28 حكومة سبقت تولي حزب البعث مقاليد حكم البلاد.

شكل خالد العظم، وهو سليل عائلة دمشقية عريقة وأحد كبار الإقطاعيين في سوريا، أول حكومة في البلاد بعد جلاء القوات الفرنسية عن البلاد، واستمرت من 4 إبريل 1941، حتى 21 سبتمبر 1941، أما آخر حكومة شكلها العظم فكانت من 17 سبتمبر 1962 لغاية 9 مارس 1963.

إلى جانب توليه هذا المنصب، شغل العظم مناصب وزارية أكثر من 20 مرة، لكنه في نهاية المطاف اضطر إلى مغادرة سوريا إلى لبنان بعد مجيء حزب البعث إلى السلطة ومصادرة كافة أملاكه.

كان العظم نموذجاً للرأسمالية السورية والليبرالية السياسية والإسلام المعتدل، كما ظل يمارس السياسة بوصفه مستقلاً بعيداً عن الأحزاب السياسية ، لكن هذا لم يمنع الأحزاب اليسارية السورية في تلك الفترة من إطلاق لقب “المليونير الأحمر” عليه.

وخالد العظم من بين الزعماء السوريين الذين عارضوا مشروع الوحدة مع مصر  وهو من صاغ وثيقة الانفصال عن مصر لاحقاً، بالإضافة إلى أنه من دشن التحالف السوري السوفياتي. وألغى الامتيازات الأجنبية في سوريا في أول حكومة وطنية بعد الاستقلال.

فارس الخوري

يعد فارس الخوري، المسيحي البروتستانتي، الذي شكل الحكومة السادسة بعد الجلاء الفرنسي، واحداً من أبرز رجال السياسة السوريين.

تعرض الخوري، الذي انتخب عام 1914 نائباً عن دمشق، في مجلس المبعوثان العثماني للسجن والاعتقال في عهد جمال باشا سنة 1916 بتهمة التآمر على الدولة العثمانية، لكنه بُرئ ونفي إلى استانبول.

بعد عودته إلى دمشق وانفصال سوريا عن الحكم العثماني، تم تعيينه عضواً في مجلس الشورى الذي اقترح على الشريف فيصل تأسيسه.

احتجاجاً على استبداد السلطة الفرنسية إبان الانتداب، أسس الخوري وعبد الرحمن الشهبندر وعدد من الوطنيين في سوريا حزب الشعب، وتم اعتقاله على أيدي السلطات الفرنسية غير مرة.

من أبرز مواقفه السياسية، التي نالت على إثرها سوريا استقلالها عن فرنسا وتم جلاء آخر جندي من القوات الفرنسية عن البلاد.

فقد دخل الخوري مقر الأمم المتحدة قبل موعد الاجتماع الذي طلبته سوريا من أجل رفع الانتداب الفرنسي عنها بدقائق وجلس في مقعد المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة.

وعندما دخل المندوب الفرنسي، ووجد فارس الخوري يحتل مقعد فرنسا في الجلسة، طلب إليه إلى مقعد سوريا، غير أن الخوري لم يحرك ساكناً، بل ظل ينظر إلى ساعته، ما أثار حنق المندوب الفرنسي، وكاد الأخير يدك عنقه.

وبعد مضي 25 دقيقة، تحرك الخوري من مقعد فرنسا قائلاً: “سعادة السفير، جلست على مقعدك لمدة 25  دقيقة فكدت تقتلني غضباً وحنقاً، سوريا استحملت سفالة جنودكم 25 سنة، وآن لها أن تستقل”.

وفي هذه الجلسة نالت سوريا استقلالها وتم جلاء آخر جندي فرنسي عنها.

حكومات حزب البعث

ومنذ سيطرة البعث على الحكم في سوريا حتى الآن، تشكلت 20 حكومة، أولها حكومة صلاح الدين البيطار الأولى، وآخرها حكومة عمر غلاونجي، الذي تم تعيينه بصورة مؤقتة إثر انشقاق رئيس الوزراء المعين رياض فريد حجاب.

ويعد صلاح الدين البيطار من بين أبرز رؤساء الوزراء السوريين في هذه المرحلة، حيث تولى المنصب ثلاث مرات، الأولى منذ 9 مارس 1963، ولغاية 12 نوفمبر 1963، والثانية من 13 مايو 1964 ولغاية 3 أكتوبر 1964، والثالثة من 1 يناير 1966 لغاية 23 فبراير 1966.

ومن أبرز رؤساء حكومات هذه الفترة، عبد الرؤوف الكسم، الذي ظلت حكومته صامدة فيها سبع سنوات، من 1980 لغاية 1987.

محمود الزعبي

تعتبر حكومة محمود الزعبي، في الفترة من الأول من نوفمبر 1987 ولغاية 13 مارس 2000، أطول الحكومات السورية عمراً، غير أن نهايته كانت مأساوية، بعدما انتهت بإقالته واتهامه بالفساد، ومن ثم انتحاره.

انتخب الزعبي رئيساً لمجلس الشعب في نوفمبر 1981 وظل كذلك حتى فبراير1987، وبعد شهور، وتحديداً في الأول من  نوفمبر من العام نفسه، خلف عبدالرؤوف الكسم، وظل رئيساً للحكومة حتى 7 مارس 2000، حيث قدم استقالته بسبب اتهامات بالفساد وسوء الإدارة.

وبعد شهرين تقريباً، قرر حافظ الأسد طرد الزعبي من حزب البعث نتيجة تفشي الفساد في حكومته لدرجة باتت تهدد النظام، كما قرر محاكمته بسبب فضيحة طائرات إيرباص الفرنسية، حيث وجهت الاتهامات رسمياً إلى الزعبي وعدد من كبار الوزراء بتقاضي عمولات غير مشروعة من صفقة طائرات إيرباض تقدر بنحو 124 مليون دولار أميركي.

وفي 21 مايو 2000، وبينما كان الزعبي تحت الإقامة الجبرية في منزله، انتحر بطلقة نارية حتى لا يواجه المحاكمة، غير أن كثيرين شككوا في انتحاره، ويقولون أن المخابرات قامت بتصفيته بعدما هدد بكشف كل صفقات الفساد مع المتورطين فيها.

غير أن الرواية الرسمية قالت إن الزعبي انتحر بعد أن علم أن قائد الشرطة وصل إلى منزله ليسلمه إشعاراً قضائياً يطلب منه المثول أمام قاضي التحقيق للرد على تهم الفساد.

وبعد 3 أسابيع من وفاته توفي حافظ الأسد في 10 يونيو 2000 م وتولى نجله بشار الحكم بعده.

,تشكلت معظم الحكومات في عهد الأسد الأب، باستثناء آخر 4 حكومات تشكلت في عهد بشار الأسد.

وكان أول رئيس وزراء في عهد بشار، محمد مصطفى ميرو، الذي استمر في منصبه حتى 10 سبتمبر 2003، عندما تم تعيين محمد ناجي عطري ليقود الحكومة الثانية في عهد بشار.

محمد ناجي عطري

استمرت حكومة عطري من 10 سبتمبر 2003 لغاية 29 مارس 2011، لتلقى نهايتها بعد أيام قليلة على إثر اندلاع الانتفاضة في سوريا في الخامس عشر من مارس 2011.

وقد أجريت عليها منذ تشكيلها 5 تعديلات وزارية في أعوام 2007 و2008 و2009.

وشغل عطري عدة مناصب قبل توليه رئاسة الوزراء، منها رئيس مجلس الشعب، ومحافظ حمص.

ومنذ انتفاضة سوريا في مارس 2011، تمت إقالة حكومة عطري، وتعيين عادل سفر، وخدم في المنصب بين 4 أبريل 2011 ولغاية 23 يونيو 2012، ثم رياض فريد حجاب، وخدم في المنصب إثر الانتخابات البرلمانية الأخيرة في سوريا، وتولى المنصب من 23 يونيو 2012 ولغاية 6 أغسطس 2012، حيث فرّ إلى الأردن وأعلن انشقاقه عن النظام في دمشق، ليصار إلى تعيين غلاونجي بصورة مؤقتة منذ 6 أغسطس الجاري.

المعارضة السورية: 257 قتيلا في يوم دام

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 257 شخصا الثلاثاء برصاص قوات الأمن السورية غالبيتهم في دمشق وريفها وحمص، بينهم 8 نساء و23 طفلا، وفقا لمعارضين.

وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 83 شخصا قتلوا في حلب بينهم  40 عثر عليهم في براد مشفى حلب الجامعي.

وقالت الشبكة إن 56 سقطوا في دمشق وريفها، و40 في حمص، و34 في درعا، و28 في حماه، و15 بإدلب، و6 باللاذقية، و4 بدير الزور، و1 بطرطوس.

قال ناشطون إن الجيش السوري الحر شن هجوما على مطار منغ العسكري بحلب، لافتين إلى أن قصفا عنيفا استهدف حي الكلاسة في حلب.

واستهدف قصف عنيف شنته قوات سورية نظامية العديد من المدن والقرى، ففي دمشق قتل أشخاص بينما جرح آخرون في قصف على حي نهر عيشة.

كما وقع قصف من جبل قاسيون سمع دويه في أنحاء العاصمة السورية.

وفي درعا، استهدف قصف عشوائي مدينة إنخل، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى، بينما تعرضت بصرى الشام إلى قصف بالمدفعية الثقيلة.

وفيما يتعلق بالانشقاقات عن الحكومة السورية، أفاد ناشطون بانشقاق نقيب أطباء حلب محمد وجيه جمعة ووصوله إلى تركيا، لافتين إلى أن رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب وصل إلى الأردن.

وأوضح عبدالنور أن اشتباكات عنيفة تدور، الثلاثاء، بين الجيشين الحر والنظامي في ساحة سعد الله الجابري بقلب مدينة حلب، مشيرا إلى أن الجيش الحر أحكم سيطرته على هذه المنطقة الحيوية.

وأوضح الناشط أن أهمية هذه المنطقة تكمن في أنها تضم العديد من شركات الطيران وغيرها من الشركات العامة والخاصة، إلى جانب عدد من الأفرع الأمنية.

وعن عنف الاشتباكات الدائرة في حلب، قال عبدالنور إن طائرات مروحية تابعة للجيش النظامي قصفت قلب مدينة حلب للمرة الأولى، مؤكدا أنها تتعرض لقصف بالرشاشات الثقيلة أيضا.

وكان 224 شخصا قتلوا برصاص الأمن السوري، الاثنين، في محافظات مختلفة، أغلبهم في دمشق وريفها و حلب، بينهم 30 امرأة و19 طفل، بالإضافة إلى 6 أشخاص قتلوا تحت التعذيب.

إيران: بعض المخطوفين في سوريا من متقاعدي الجيش

علي أكبر صالحي ناشد بإطلاق سراحهم انطلاقاً من مبدأ الأخوة الإسلامية

العربية.نت

كشف وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن بعض الإيرانيين الذين خطفهم مقاتلون من المعارضة السورية، أفراد متقاعدون من الحرس الثوري والجيش الإيراني.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية اليوم الأربعاء، عنه قوله “يجب علينا أن نتخذ كل السبل والمساعي من أجل إطلاق سراح المخطوفين، وقد طلبنا من تركيا التدخل نظراً لعلاقتها الوطيدة مع أطياف المعارضة”.

كما أضاف قائلاً “بما أننا في شهر رمضان المبارك وكلا الطرفين، الخاطفين والمخطوفين مسلمين، فقد أرسلنا نداء عبر قنوات مختلفة طالبين إطلاق سراح الإيرانيين، انطلاقاً من مبادئ الأخوة الإسلامية”.

وكان وزير الخارجية طلب أمس الثلاثاء من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساعدته في بذل الجهود للإفراج عن عشرات الزوار وعمال الإغاثة الإيرانيين الذين تم احتجازهم في الآونة الأخيرة في سوريا وليبيا.

وكتب علي أكبر صالحي إلى بان كي مون في رسالة قدمتها بعثة إيران في الأمم المتحدة: “أود أن أطلب تعاونكم ومساعيكم الحميدة يا صاحب الفخامة لتأمين الإفراج عن هؤلاء الرهائن”.

وقال صالحي إن حكومة إيران تدعو إلى الإفراج الفوري عن رعاياها المخطوفين وترى أن استخدام الرهائن دروعا بشرية ينتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان لهؤلاء المدنيين الأبرياء.

من جهته، أكد متحدث باسم الأمم المتحدة في نيويورك تلقي رسالة صالحي دون إضافة أي تعليق.

صاروخ “سام 7” يظهر مع ثوار “لواء التوحيد” بحلب

كان السبب بتحييد الطيران الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973 وقد يشل طائرات النظام الأسدي

لندن – كمال قبيسي

ظهر صاروخ “سام- 7” المضاد للطائرات في صورة نشرها “لواء التوحيد” في موقعه الرسمي على الإنترنت أمس الثلاثاء، وبدا فيها أحد عناصره في منطقة تل رفعت بريف حلب حاملا على كتفه قاذف إطلاقه، في إشارة تؤكد حصول اللواء التابع للجيش السوري الحر على سلاح متطور ضد للطائرات.

وصاروخ surface to air missile المعروف باسم SAM اختصارا، هو أرض- جو مضاد للطائرات على أنواعها، وهو جزء أساسي من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي بالجيوش، ويمكن إطلاقه من منصات ثابتة أو متحركة، كالمنجزرات أو حتى الملالت التي تسير بإطارات، وهي عادة مركبات مدرعة مصممة بشكل خاص لحمل الصواريخ المضادة للطائرات.

و”سام 7″ هو من أخف الأنواع التي يمكن حملها بواسطة شخص واحد، وتم إنتاجه زمن الاتحاد السوفياتي ببداية ستينات القرن الماضي، وما زال من إنتاج الصناعات الروسية كسلاح للتصدير سهل الاستخدام، خصوصا المحمول على الكتف، لأنه صغير بطول 144 سنتيمترا وينطلق متتبعا الحرارة المنبعثة من محركات الطائرة المعادية، لذلك كان له أثر كبير في تحييد الطيران الحربي الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973 حتى وفي حرب العراق مع إيران.

وفي عدد اليوم الأربعاء من “التايمس” البريطانية إشارة للصورة مع شرح من الصحيفة بأنها تمثل منظومة قذف كاملة للصاروخ على كتف العنصر المقاتل في “لواء التوحيد” مما يؤكد تقارير نشرت الأسبوع الماضي وراجعتها “العربية.نت” وأشارت الى حصول الجيش الحر على أسلحة مضادة للطائرات، لكن المصدر مجهول حتى الآن.

ويبدو أن حصول “لواء التوحيد” على “سام 7” المحمول سيحد من استمرار “الجيش الأسدي” باستخدام هليكوبترات طراز “ميل ميل 24” المعروفة باسم “الدبابة الطائرة” وهي روسية الصنع واعتاد على استخدامها بكثافة حتى الآن في قتاله مع رجال الجيش الحر.

ولم يتضح بعد كيف حصل الجيش الحر على “سام 7” الذي يمكن شراؤه من السوق السوداء، أو بالتهريب من العراق، أو حتى من داخل سوريا نفسها، علما بأن بعض التقارير أشارت الشهر الماضي الى اختفاء عدد من 20 ألف صاروخ كانت في الترسانة الليبية زمن القذافي “وتم تهريب بعضها الى دول في إفريقيا، والى مصر، حتى والى صحراء سيناء” وفقا لأحد التقارير.

وكان الجيش الحر أعلن الشهر الماضي بأنه قام بتوحيد كتائبه وألويته وسراياه وكل من يقاتل الى جانبه بحلب ضد النظام في ذراع عسكري واحد أطلق عليه اسم “لواء التوحيد” المنتشرة عناصره الآن في معظم مدينة حلب، كما في ريف المحافظة، وبشكل خاص في تل رفعت حيث ظهرت الصورة.

ناشط سوري: اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في محافظة درعا

روما (7 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال ناشط سوري في مدينة درعا جنوب سورية أن ” اشتباكات تدور الان بين الجيش الحر و جيش النظام” في المحافظة

وأوضح رامي الخالدي في تصريح لوكالة (آكي) الايطالية للانباء أن “القصف لم يتوقف منذ فترة طويلة على محافظة درعا، اذ تم اليوم قصف كل من الحراك و خربة غزالة و الغارية الشرقية واليادودة و المزيريب كما تم قصف بلدة العجمي و السهول المحيطة بها كما تم قصف بصر الحرير ليلا و بعد الانتهاء من القصف تم محاصرتها و محاولة اقتحامها” حسب تعبيره

وأشار إلى أن “منطقة تل شهاب الحدودية شهدت اطلاق نار من أسلحة متنوعة بشكل متقطع صباحاً من قبل مخافر الهجانة و يتم الان تحشد للأليات العسكرية بالقرب من عتمان و المتاعية و نصيب” على حد قوله

ولفت الناشط إلى أن “هناك تخوف من اقتحام جيش النظام لتلك البلدات” حيث “وصل عدد شهداء درعا اليوم الى تسعة” حسب تعبيره

سوريا: العفو الدولية تعبر عن قلقها من استخدام الاسلحة الثقيلة في حلب

عبرت منظمة العفو الدولية عن قلقها حول سلامة المدنيين في مدينة حلب السورية، خاصة بعد نشر صور فضائية تظهر استخداما متزايدا للاسلحة الثقيلة من قبل طرفي النزاع.

وتقول المنظمة إن تلك الصور تكشف عن وجود اكثر من 600 اخدود من المرجح ان تكون من آثار القصف المدفعي.

وحذرت العفو الدولية إن كلا الطرفين – الحكومة والمعارضة – قد يتعرضان للمساءلة الجنائية لتقاعسهما في توفير الحماية للمدنيين.

وقالت المنظمة في بيان ان الصور التي التقطت لحلب والمناطق المجاورة لها “تظهر استخداما مكثفا للاسلحة الثقيلة حتى في المناطق السكنية.”

واضافت ان بعضا من تلك الصور تكشف عن وجود “اكثر من 600 اخدود من المرجح ان تكون من آثار القصف المدفعي”، وخاصة في بلدة عندان القريبة من حلب.

وقالت إن واحدا من هذه الاخاديد كان قريبا جدا من مجمع سكني في البلدة.

وقال كريستوف كويتل، المسؤول في المنظمة، “إن منظمة العفو الدولية تبعث برسالة واضحة الى جانبي الصراع تقول فيها إن اي هجمات قد يشنانها على المدنيين ستوثق من اجل احالة المسؤولين عنها الى القضاء.

واضاف “ان تحويل اكثر مدن سوريا اكتظاظا بالسكان الى ساحة للحرب سيكون له عواقب كارثية بالنسبة للمدنيين. ان الفظائع تتصاعد في سوريا.”

ولم يعلق اي من الجانبين على ما جاءت به المنظمة.

BBC © 2012

ايران: “لن نسمح ابدا بتفتت محور الممانعة

قال الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء إن حكومته مصممة على “تطهير سوريا من الارهابيين”، وذلك بينما يخوض الجيش السوري معركة مع المعارضة المسلحة في مدينة حلب الشمالية.

ونقلت وكالة الانباء العربية السورية الرسمية عن الاسد قوله لامين عام مجلس الامن القومي الايراني سعيد جليلي اثناء اجتماعه به في دمشق “إن الشعب السوري وحكومته مصممون على تطهير البلاد من الارهابيين ومحاربة الارهاب دون هوادة.”

من جانبه، أكد جليلي دعم ايران للنظام السوري، وقال إن طهران “لن تسمح ابدا لمحور الممانعة ان يتفتت.”

ومضى المسؤول الايراني الزائر للقول “إن ما يحدث في سوريا ليس شأنا داخليا، بل صراع بين محور الممانعة من جهة واعداء هذا المحور من قوى اقليمية ودولية من الجهة الاخرى.”

وكان قد نقل عن جليلي قوله في وقت سابق “إن الازمة في سوريا يجب حلها داخليا من خلال حوار وطني، وليس عن طريق التدخلات الخارجية.”

واضاف “ان الشعب السوري يعارض اي خطة تحظى بدعم الصهاينة والامريكيين.”

من جانبه، قال الرئيس السوري “إن بمقدور بلاده دحر المؤامرات الخارجية التي تستهدف محور الممانعة والدور الذي تلعبه سوريا في هذا المحور.”

وميدانيا، أفادت مصادر في المعارضة السورية بأن مئة شخص على الأقل قتلوا في أعمال عنف ومواجهات وقعت اليوم الثلاثاء في أنحاء متفرقة من سوريا.

ولم يتسن لـبي بي سي التحقق من صحة هذه الأرقام من مصادر مستقلة.

في تلك الأثناء، قال معارضون مسلحون في مدينة حلب إن القوات الحكومية تواصل قصف أحياء في المدينة بالمروحيات، وإن ذخيرة مقاتلي المعارضة قاربت على النفاد.

كلينتون

قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إنه لا يجب السماح بانزلاق سوريا إلى حرب طائفية، وحذرت من عواقب أرسال “مقاتلين إرهابيين بالوكالة” للمشاركة في القتال في سوريا.

وفي وقت لاحق، اعلنت مصادر دبلوماسية في مقر الامم المتحدة في نيويورك ان مجلس الامن الدولي سيعقد في الثلاثين من الشهر الجاري اجتماعا وزاريا لبحث تطورات الازمة السورية. وقد دعت فرنسا الى عقد الاجتماع بوصفها رئيسة الدورة الحالية للمجلس.

وقالت كلينتون ان انشقاق رئيس الوزراء السوري وعدد آخر من المسؤولين الكبار في النظام السوري بالاضافة الى تصاعد القتال بين الجيش السوري والمسلحين يؤكد ضرورة التخطيط للاطاحة بالاسد.

ودعت كلينتون الثلاثاء في بريتوريا إلى يجد العالم سبلا للاسراع بإنهاء العنف في سوريا والبدء في التخطيط لعملية انتقال سياسي في هذا البلد.

وصرحت كلينتون للصحافيين في ختام لقاء مع نظيرتها الجنوب افريقية مايتي نكوانا ماشاباني “علينا ان نقرر كيف نسرع للوصول الى اليوم الذي تتوقف فيه اراقة الدماء وتبدأ عملية الانتقال السياسي في سوريا فور فقدان الاسد لقبضته على البلاد”.

واضافت كلينتون ردا على سؤال عن مستقبل سوريا السياسي “علينا ان نضمن اننا نعمل بالتعاون مع الاسرة الدولية لتحقيق هذه الغاية كما علينا ان نحدد بالضبط ما نتوقعه من الحكومة والمعارضة بشأن انهاء العنف والبدء في عملية الانتقال السياسي”.

“أوقات صعبة”

وقالت “نستطيع ان نتحدث ونخطط بشكل اكبر عما سيحدث لاحقا اي ما بعد انهيار النظام .. وانا اعلم ان ذلك سيحدث”.

وأضافت “هذه أوقات صعبة للغاية على الشعب السوري الذي وقع في شرك هذا العنف الرهيب وعلينا ان نعالج الاحتياجات الانسانية الملحة لمن يعانون داخل سوريا وللفارين منها”.

كما طالبت وزيرة الخارجية الامريكية المجتمع الدولي بضمان بقاء مؤسسات الدولة السورية سليمة حتى تساهم في حل الازمات المتوقعة فور بدء انتقال السلطة.

وفي اشارة الى ايران وحزب الله قالت كلينتون “ان على من يحاولون استغلال معاناة الشعب السوري سواء بارسال اتباعهم او بارسال مقاتلين ارهابيين ان يعلموا ان اي طرف خاصة الشعب السوري لن يسمح لهم بذلك”.

ويذكر ان جنوب افريقيا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي لا تزال مترددة في دعم الموقف الاميركي والاوروبي بشان سوريا.

وامتنعت بريتوريا الشهر الماضي عن التصويت على فرض عقوبات على سوريا وقالت انها تريد موقفا اكثر توازنا واجراءات لدفع المتمردين في سوريا الى الالتزام بخطة كوفي انان المبعوث العربي والدولي السابق لسوريا.

وتقوم كلينتون حاليا بجولة افريقية وستتوجه لاحقا الى اسطنبول لاجراء محادثات بشان الازمة السورية.

BBC © 2012

مقاتلو المعارضة السورية ينسحبون من حي صلاح الدين في حلب

حلب (سوريا) (رويترز) – انسحب مقاتلو المعارضة الذين يحاربون قوات الرئيس السوري بشار الاسد من المواقع التي كانوا يسيطرون عليها في حي صلاح الدين بمدينة حلب الذي شهد معارك عنيفة خلال الايام القليلة الماضية.

وقال مقاتل لصحفيي رويترز لدى وصولهم الى حي صلاح الدين يوم الاربعاء “انسحبنا.. اخرجوا من هنا.”

وأزيلت نقطة تفتيش كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة طوال الاسبوع الماضي.

وترددت أصداء تفجيرات وتعرضت المباني في المنطقة للنيران. وقال مصدر امني في الحكومة السورية لتلفزيون المنار اللبناني ان القوات السورية تسيطر الان على حي صلاح الدين.

وحلقت طائرات هليكوبتر فوق مركز للشرطة كان في أيدي مقاتلي المعارضة على بعد كيلومتر من صلاح الدين. وبدأ مقاتلو المعارضة يجرون هنا وهناك محذرين عبر أجهزة اللاسلكي “لقد دخل الجيش.. لقد دخل الجيش”.

وقال قائد للمقاتلين ذكر ان اسمه أبو علي إنه تلقى معلومات عن أن دبابات الجيش دخلت صلاح الدين مضيفا أنه ليس لديه المزيد من المعلومات بسبب تدني الاتصالات.

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

علامات الاجهاد تظهر على مقاتلي المعارضة السورية في حلب

حلب (سوريا) (رويترز) – قال مقاتلو المعارضة الذين يحاولون الصمود في مواجهة هجوم من الجيش في حلب يوم الثلاثاء ان ذخيرتهم قاربت على النفاد بينما حاصرت قوات الرئيس بشار الأسد معقلهم عند المدخل الجنوبي لاكبر مدينة في البلاد.

وقال أبو جميل وهو جزء من قوة المعارضة التي تحاول الدفاع عن مواقع في المدينة مصيرها يمكن ان يشكل مسار الانتفاضة ضد حكم الاسد “ليس لدينا ذخيرة كافية نرسلها الى خط الجبهة.”

والفتحات في المباني والانقاض المتناثرة في الشوارع في حي صلاح الدين الذي كان مسرح القتال الرئيسي كلها علامات واضحة على الهجوم المكثف الذي شاركت فيه قوة جوية وقطع مدفعية ثقيلة.

وكان مقاتلو المعارضة يرتشفون الشاي بين الحين والآخر تحت مظلات المتاجر الاسبوع الماضي لكنهم باتوا يبحثون عن ملجأ في مداخل المنازل المهجورة ويركضون لتجنب الطلقات يوم الثلاثاء.

وسارع بعض المقاتلين بتحميل السيارات بقذائف صاروخية وقنابل محلية الصنع والاسلاك التي تبرز منها استعدادا فيما يبدو لمغادرة المكان.

ويقاتل المعارضون للدفاع عن مواقع من بينها صلاح الدين في مواجهة القوات الحكومية التي تحاول التقدم على الطريق السريع الرئيسي المؤدي الى المدينة من الجنوب الغربي. ولم تشهد أجزاء من المدينة القديمة أي قتال على الاطلاق.

وقال شيخ توفيق وهو قائد للمعارضة تحدث في منزل مهجور استخدم كموقع مؤقت له ولرجاله الذين كانوا يستخدمون صناديق ذخيرة كمقاعد مؤقتة “كل يوم الهجمات من الجيش السوري تصبح أكثر شراسة.”

ويوجد حولهم ما يذكرهم بأن هذا المكان كان حتى وقت قريب منزل أحد الاشخاص : جهاز تلفزيون وكمبيوتر وسجادة مطوية خلال اشهر الصيف وموضوعة في أحد الاركان. وفر كثير من سكان حلب.

وقال “يعتقد النظام انه سيكون احراجا كبيرا اذا لم يتمكن من اقتحام صلاح الدين … انه البوابة الى حلب. اذا تمكن من الدخول من هذه المنطقة فان كل مراكز الشرطة المحررة ونقاط التفتيش والاماكن الاخرى داخل حلب ستصبح تحت سيطرتهم.”

وشاهد صحفي من رويترز رجلين يصرخان في ألم وينزفان بشدة من جروح أُصيبا بها بسبب قذيفة دبابة.

وصعدت قوات الاسد حملتها لاستعادة السيطرة على حلب وهي مدينة قديمة قريبة من الحدود السورية مع تركيا أواخر الاسبوع الماضي.

ووفقا لبيان من التنسيقية العامة لثوار حلب فان القصف الجوي والارضي لحلب قتل 70 شخصا في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة. وقال البيان ان لديهم اسماء القتلى.

لكن لم يتسن التحقق من عدد القتلى من مصادر مستقلة.

وقال البيان ان جثث عشرة سجناء كانوا محتجزين في منشأة تابعة للشرطة السرية على اطراف المدينة عثر عليها ايضا وقد قيدت ايديهم خلف ظهورهم واعدموا رميا بالرصاص.

وقالت زوجة تحتمي بأحد المنازل “تسمع الطائرات النفاثة ثم تهتز الارض عندما تصطدم صواريخها بالارض. وتفجيراتهم تحدث في وابل من 15 انفجارا في المرة الواحدة يعقبها صمت ثم وابل آخر من الانفجارات.”

وقال ابو علي وهو قائد آخر لمقاتلي المعارضة لرويترز ان الاتصالات السيئة والقصف الشديد زادا صعوبة ارسال تعزيزات الى جبهة القتال. وأضاف ان دبابات الاسد تتقدم وتقصف مواقع المعارضين ثم تتراجع.

وأقام الجيش السوري الحر وهو ائتلاف فضفاض لجماعات المعارضة المسلحة مزيدا من نقاط التفتيش ليل الاثنين على الطرق المؤدية الى حلب. لكن المقاتلين الذين يحرسونها لا يعرفون شيئا يذكر فيما يبدو عما يحدث على بعد بضع مئات من الامتار من موقعهم.

وقال مقاتلو المعارضة ان قوات الاسد بدأت اقامة نقاط التفتيش الخاصة بها في أجزاء من حلب.

وقال طبيب يعالج الجرحى في صلاح الدين انه يستقبل في المتوسط خمسة قتلى و25 جريحا في اليوم. وأضاف الطبيب الذي كان يبدو منهكا وطلب عدم نشر اسمه ان اثنين قتلا يوم الثلاثاء.

وقال “ليس لدي أدوية أو مواد كافية لانقاذ حياة الرجال هنا. انهم يخشون جميعا الذهاب الى المستشفيات العامة لانهم قلقون من ان تسلمهم قوات الامن.”

وواصل اللاجئون الهرب من حلب وهم يحملون كل ما يمكنهم حمله معهم. ورفض معظمهم الحديث وهم غير متأكدين فيمن يثقون ولا ماذا يحدث حولهم.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

من هديل الشالجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى