أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 14 حزيران 2015

 

الأكراد يحاصرون «داعش» لقطع شريانه شمال سورية

موسكو – رائد جبر – نيويورك، لندن – «الحياة»

فرضت وحدات الحماية الشعبية الكردية أمس حصاراً على مدينة تل أبيض في ريف محافظة الرقة شمال سورية، محاولة بذلك قطع خط إمداد رئيسي بين مناطق سيطرة تنظيم «داعش» وبين الأراضي التركية. وعلى رغم أن سقوط تل أبيض قد لا يكون وشيكاً، نتيجة تحصُّن مقاتلي «داعش» فيها واستعدادهم لمعركة طويلة كما يبدو، إلا أن تقدم الأكراد نحوها يجعلهم قاب قوسين من ربط مناطق سيطرتهم على طول شريط حدودي مع تركيا يمتد من محافظة الحسكة في أقصى الشمال الشرقي إلى الريف الشمالي لمحافظة حلب مروراً بالرقة معقل «داعش» والعاصمة الفعلية لـ «خلافته».

وجاء تقدُّم الأكراد في وقت كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن أن برنامجاً سرياً تديره وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) في سورية يواجه خفضاً كبيراً في موازنته، وسط اعتراضات من نواب في الحزبين الديموقراطي والجمهوري على استراتيجية إدارة الرئيس باراك أوباما ومخاوف في شأن قدرة المعتدلين على منع سقوط البلاد في أيدي المتشدّدين بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

في المقابل، نفى ديبلوماسيون روس معطيات تناقلتها وسائل إعلام غربية عما وُصِف بأنه «تراجع في الموقف الروسي حيال الأزمة السورية» قوامه أن موسكو بدأت تستعد لاحتمال حصول «انهيار مفاجئ» لنظام الأسد (للمزيد).

في نيويورك، قال ديبلوماسي أوروبي إن «البحث جار في شأن شخصيات من النظام السوري» لا علاقة لها بالأسد «لتكون شريكاً في حل سياسي». وأضاف أن «التحضيرات جارية» للتعامل مع «شخصيات لا تكون أيديها ملطخة بدماء السوريين ومكوّنات من النظام، في إطار البحث في جنيف٣، من خلال بناء الظروف المواتية لعقده داخل سورية أو مع اللاعبين الدوليين، بهدف التوصل الى حل سلمي».

وفي غضون ذلك، أطلقت قطر والسعودية مبادرة في مجلس الأمن لجمع حشد كبير من الدول ضد استخدام البراميل المتفجرة في سورية. وتعمل قطر والسعودية إلى جانب هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ وبدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لجمع أكبر عدد من الدول لتوقيع رسالة ستُسلَّم الى رئاسة المجلس تدعو الى «اتخاذ إجراءات». وجاء في نص الرسالة أن أيار (مايو) الماضي «كان الأكثر دموية في الأزمة السورية، والأسابيع الأخيرة شهدت قصف مروحيات سورية المناطق السكانية في حلب ومحيطها بالبراميل المتفجرة، ما أدى الى مئات القتلى والجرحى المدنيين». وتُذكِّر مسوّدة الرسالة بأن القصف العشوائي، بما فيه بالبراميل المتفجرة، محظور بموجب القانون الدولي الإنساني، وتُشدِّد على ضرورة «مضاعفة مجلس الأمن جهوده لتطبيق قراراته المعنية بسورية، ولتجنُّب أي قصف من القوات الجوية السورية، بما في ذلك البراميل المتفجرة».

ميدانياً، أفادت وكالة «مسار برس» المعارِضة بأن «وحدات الحماية الشعبية تمكّنت من محاصرة مدينة تل أبيض الخاضعة لسيطرة «داعش» في ريف الرقة الشمالي «من الجهتين الشرقية والغربية، بعد تقدُّمها إلى مشارف المدينة، التي يتوقع أن تصل الاشتباكات إليها خلال ساعات». وسيطرت الوحدات الكردية أمس على قرى عوض والدبس وخربة عبود وخربة البقر وأبو خرزة والرافعة وأم حويش من الجهة الشرقية لتل أبيض، كما «وصلت إلى وسط مدينة سلوك» القريبة من المدينة. ولفتت «مسار برس» إلى أن الاشتباكات من الجهة الغربية لتل أبيض طاولت قرى علو وجهجاه ومفرق أبو خرزة، قرب مدينة عين عيسى التي تبعد 16 كلم عن تل أبيض، «وسط حال هلع ونزوح مكثف للأهالي».

 

قلب لوزة

إلى ذلك، أصدرت «جبهة النصرة» بياناً دانت فيه جريمة قرية قلب لوزة بجبل السماق في ريف إدلب، والتي راح ضحيتها 20 درزياً. وأكدت الجبهة في البيان الذي وزّعه «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أنها «تلقت ببالغ الأسى» نبأ «الحادثة… التي شارك فيها عناصر من جبهة النصرة من دون الرجوع إلى أمرائهم، وبمخالفة واضحة لتوجيهات قيادة الجبهة». وشدَّدت على أن «ما وقع خطأ غير مبرر وتم من دون علم القيادة، ومازالت القرية وأهلها آمنين مطمئنين تحت حمايتنا وفي مناطق سيطرتنا». وتعهّدت تقديم المتورطين بالحادثة إلى «محكمة شرعية».

 

المفاجأة التركية تؤرّق سوريين في «الوطن البديل»

أنقرة – يوسف الشريف

في اسطنبول، احتدم النقاش بين مجموعة تحلّقت حول جلسة شاي في منطقة «فاتح»، قلعة المحافظين، حول نتائج الانتخابات النيابية في تركيا، ومستقبل السياسة الخارجية لهذا البلد. ليس بين الجالسين مواطن تركي واحد، هم مجموعة من اللاجئين السوريين الذين دفعتهم ظروف الحرب في وطنهم للهروب الى تركيا ففتحت لهم أبوابها وشاركتهم رزقها. وعلى رغم التطمينات التي يتلقّونها من أصدقائهم في حزب «العدالة والتنمية» إلا أن القلق يساورهم في شأن مستقبلهم على هذه الأرض التي تحولت الى وطن بديل بالنسبة إلى بعضهم، يسعى إلى الحصول على جنسيته.

يقلقهم تأخُّر حملة تركية وعدهم بها مقرّبون من الرئيس رجب طيب أردوغان في شمال سورية. كان رهانهم عليها قوياً لحسم عسكري هناك طال انتظاره، بسبب دخول تركيا في أزمة سياسية بعد انتخاباتها، ويقلقهم أكثر ما راج من تأويل لحديث المعارضة عن وعود بإعادة اللاجئين السوريين الى ديارهم، ولا يريحهم تأكيد المعارضة مرة بعد أخرى أن هذا الأمر يُقصَد به السعي أولاً إلى حل سياسي في سورية ثم عودتهم، لأن الدعاية الانتخابية لأصدقائهم في حزب «العدالة والتنمية» أقنعتهم بأن المعارضة حليف للرئيس السوري بشار الأسد، ولن تنام مرتاحة حتى تتخلص من وجودهم على الأرض التركية.

في المقابل، تداعت وكالات استطلاع الرأي لكشف النتائج المحتملة لانتخابات مبكرة في تركيا، يراهن عليها أردوغان لتصحيح مسار الاقتراع الأخير والعودة للإنفراد بالحكم في الخريف المقبل. ونشرت شركة «ايبسوس» نتائج استطلاعها في هذا الشأن والذي أشار الى أن ناخبي «العدالة والتنمية» وحدهم فوجئوا بنتيجة التصويت، وأن تكرار الانتخابات قد يزيد رصيد الحزب 3- 4 نقاط على حساب الحركة القومية، من جمهور عاتب على سياسة أردوغان، لكنه غير راضٍ عن الصعود القوي للقوميين على حساب حزبٍ ضَمِن لهم استقراراً سياسياً دام 13 سنة. لكن الاستطلاع يشير أيضاً الى أن بقية الناخبين مصرّون على أصواتهم، بمن فيهم الذين اقترعوا لحزب الشعوب الديموقراطية الكردي، ما يعني أنه في حال أُجريت الانتخابات مجدداً هذا الأسبوع فإن «العدالة والتنمية» قد يكسب عشرة مقاعد إضافية في البرلمان، يُرجَّح أنها لن تكون كافية لعودته الى الحكم منفرداً.

ويُعتَقَد بأن السياسة الخارجية لتركيا لن تتأثر كثيراً، على المدى القصير، بالأزمة في الداخل، في ما يتعلق بملفَّي مصر وسورية، لأنهما في عهدة الاستخبارات التركية. وكان رئيسها هاكان فيدان حاول التخلي عن منصبه لأسباب غير واضحة، راوحت بين القول إن لديه طموحاً سياسياً ليكون وزيراً للخارجية، وترويج سأمه من الدور الذي حمّله إياه أردوغان. صحيح أن أجهزة الدولة العاملة بسرية في ملفي سورية ومصر، لن تجد نفسها مرتاحة كما كانت في حركتها، لكن تشكيل حكومة ائتلافية وحده يمكن ان يُغيِّر هذه السياسة التي تُنفّذ تحت الطاولة، بعيداً عن عين الناخب التركي.

هنا تلتقي رهانات أردوغان على فشل كل سيناريوات الحكومات الائتلافية، وعلى أن يكون المشهد الحالي سحابة صيف عابرة، لكن تركيا عوّدت المراقبين على توقُّع مفاجآت، وقد تكون فترة تمتد لثلاثة أشهر حبلى بالكثير مما قد يُغيِّر صورة المشهد، وربما يبدِّل اللاعبين على الساحة.

 

موسكو تراجعت خطوة عن دعم الأسد لكنها لا ترى بديلاً

موسكو – رائد جبر

اجتهدت أوساط ديبلوماسية غربية ووسائل إعلام في الترويج أخيراً، لما وصف بأنه «مؤشرات الى انقلاب في الموقف الروسي حيال الازمة السورية»، مستندة الى أمثلة ودلائل بينها تراجع حدة اللهجة الروسية في التعليق على تطورات الموقف الميداني والحراك السياسي حول سورية، إضافة الى بروز تطور لافت عبر الإقرار بضرورة ان يواصل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة شن عمليات عسكرية ضد مواقع تنظيم «داعش» في الاراضي السورية، بعدما كانت روسيا تعارض الى ماض قريب «انتهاك سيادة سورية» وتدعو التحالف لتنسيق تحركاته مع حكومة دمشق.

وبين التكهنات والتحليلات برزت «تسريبات» في اكثر من موقع اعتبرها بعضهم دليلاً على حدوث تغيير جدي في الموقف الروسي منها الحديث عن مناقشة «تقسيم سورية كواحد من الحلول المطروحة» خلال زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى سوتشي قبل اسابيع، ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين والوزير سيرغي لافروف، ومنها ايضا ما تردد عن مناقشة مجموعة الدول الصناعية الكبرى خلال اجتماع «السبع الكبار» أخيراً، موضوع الخطوة التالية بعد سقوط نظام الاسد واحتمال «نفيه» الى روسيا.

في كل الاحوال، كان الرد الروسي واضحاً بنفي صحة التسريبات جملة وتفصيلاً، فموضوع التقسيم لم يكن جزءاً من أجندة الحوار مع كيري، كما قالت مصادر ديبلوماسية لـ»الحياة» اوضحت ان الوزير كيري تحدث عن «امر واقع تغيرت فيه موازين القوى» وبات الاسد يسيطر على نحو عشرين في المئة من الارض السورية فقط، ما يصعب تحوله لجزء من الحل، بينما حمل الرد الروسي تأكيداً على عدم وجود بدائل عن تسوية سياسية تأتي عبر الحوار بين كل الاطراف وتوحيد الجهود خلال المرحلة المقبلة لمواجهة تمدد تنظيم «داعش» وان الخيار الذي بات مطروحاً حالياً لا يقف عند «هل نريد الاسد في المرحلة الانتقالية ام لا» باعتبار ان النتائج التي ستترتب على انهيار مفاجئ لنظام الاسد ستكون كارثية على سورية والمنطقة.

ايضا، نفت أوساط ديبلوماسية روسية صحة المعطيات التي تحدثت عن مناقشة مصير الرئيس السوري بشار الاسد خلال اجتماع قمة «السبع الكبار» الاخيرة، وقال ديبلوماسي قريب من الملف لـ»الحياة» ان «هذا الحديث حتى ان كان طرح في القمة وهو أمر مثار شك، فهو لا يخص روسيا» موضحاً ان موسكو لا تزال تستند الى اتفاق جنيف كأساس لحل سياسي يقوم على التوافق بين مكونات الشعب السوري.

لا تمنح تلك المؤشرات التي سيقت للتدليل على «تراجع في الموقف الروسي» ما يؤكد ان روسيا بدأت عملية المراجعة الشاملة لمواقفها، لكن في المقابل يشير خبراء الى ان الموقف الروسي وان كان لم يتغير لكنه بات يميل اكثر الى التريث انتظاراً لما قد تسفر عنه التطورات الميدانية المتسارعة.

ويمكن على الاقل ملاحظة ان روسيا خفضت سقف توقعاتها، وبعدما كانت في مرحلة مبكرة تحض نظام الاسد على «انجاز المهمة بأسرع وقت ممكن» كما حدث خلال الزيارة اللافتة التي قام بها وزير الخارجية سيرغي لافروف برفقة رئيس جهاز الاستخبارات ميخائيل فرادكوف في شباط (فبراير) 2012 وتقدم له الضمانات والدعم الكافيين لذلك، باتت اكثر تحفظاً في الوقت الحالي وهي تراقب التطورات لدرجة ان المحللين المقربين من الكرملين ودوائر صنع القرار باتوا يدرسون احتمالات وقوع تطورات دراماتيكية مثل انهيار مفاجئ للنظام او سقوط دمشق ومدن حيوية اخرى فجأة.

وقد يكون هذا السبب الرئيس في تراجع انتقادات موسكو لتحركات التحالف الدولي، بل والميل احيانا الى اعلان دعم موسكو لنشاط التحالف «حتى وان كنا نفضل ان تكون تحت مظلة مجلس الامن» كما قال أخيراً لافروف.

ويرى محللون أن قدرة موسكو على إعاقة تحركات واشنطن محدودة للغاية، وعقب نجاحات «داعش»، لا يمكن لموسكو أن تقف بقوة أيضاً ضد توجيه ضربات لسورية مثلما فعلت قبل عام مضى.

ويقول ليونيد إيسايف الباحث العلمي في مدرسة الاقتصاد ان « الأميركيين يقصفون الآن الأراضي التي يسيطر عليها هذا التنظيم الإرهابي، وأن أي انتقاد لهذه العملية سيقود إلى أسئلة عما إذا كانت روسيا تؤيد الإرهاب وفكرة الدولة الإسلامية».

لذلك، يعتبر الخبير ان موسكو باتت تميل لمحاولة إقناع الولايات المتحدة الأميركية بوضع اطار قانوني للتحركات ضد «داعش» عبر مجلس الامن.

ويوضح سيرغي كوستيايف، الأستاذ في قسم العلوم السياسية التطبيقية في جامعة موسكو الحكومية الروسية ان «الخطة البديلة الروسية» هي محاولة إقناع واشنطن بضرورة الحصول، إذا لم يكن على موافقة السلطات السورية، فعلى موافقة مجلس الأمن الدولي على الأقل.

ولكن هنا أيضاً توجد صعوبات، فإذا كان المسؤولون الروس يتحدثون عن استعدادهم للمساهمة في الإسراع باتخاذ قرار مجلس الأمن، إلا أن بعض المحللين السياسيين يرى أن هذه العملية ستطول على أرض الواقع، ويعود سبب ذلك إلى تجربة الحرب الأهلية التي شهدتها ليبيا منذ وقت غير بعيد، ويعيد ليونيد إيسايف إلى الأذهان بأن « القرارات المتخذة في مجلس الأمن، تتصف بعموميتها، فهناك دائماً يمكن أن نجد ثغرة ما، مثلما تصرفت الولايات المتحدة في ليبيا».

ويعد هذا الكلام مؤشراً على فقدان الثقة الذي سببه تردي العلاقات الروسية – الاميركية بسبب الملف الاوكراني، فروسيا لن تنسى أبداً انها «خدعت» في ليبيا، وانها مررت قرار فرض منطقة الحظر الجوي ولم تكن تتوقع ان يستخدم لاسقاط نظام القذافي.

لذلك تبدو محاولات اعادة ملف نشاط التحالف الدولي الى مجلس الامن، محدودة التأثير، فروسيا ليست لديها حجج قوية لمعارضة نشاط التحالف ضد الارهاب، وهي صوتت لصالح القرار الاممي ضد تنظيم «داعش» في سورية والعراق في شباط عام 2014 لكن ليست لديها اي ضمانات في إن العملية ضد « الدولة الإسلامية» لن تتحول حتماً في اللحظة المناسبة الى عملية ضد نظام الأسد، وهي تستند كما يقول خبراء روس فقط الى إحجام الرئيس باراك اوباما عن توسيع عمليات التحالف بسبب نقص الوسائل والإمكانات، وباعتبار ان إسقاط نظام الأسد يشكّل عملية صعبة للغاية، وستكون بحاجة إلى عملية برية، لن تكون واشنطن متحمسة لها أبداً.

رغم ذلك، توجد مخاوف من فكرة «انهيار نظام بشار الأسد في غضون أشهر» كما كتبت أخيراً صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الحكومية، في تقرير لفت الانظار اليه لأنه يتحدث بلهجة جديدة لم تستخدمها موسكو من قبل.

ونقلت الصحيفة آراء خبراء موالين ومعارضين لسياسة الكرملين، في الملف السوري تحديداً بينهم غريغوري غوساش، أستاذ في الدراسات الشرقية في الجامعة الروسية الحكومية للعلوم الإنسانية، وهو من منتقدي سياسة الكرملين الخارجية، اعتبر ان التطورات الجديدة في سورية ستشكّل صداعاً جديداً لروسيا، لكن يجب النظر إلى ذلك كجزء من سياق السياسة الروسية، التي رأى انها ساهمت على أرض الواقع في ظهور المتطرفين الإسلاميين في المنطقة، وبخاصة الدولة الإسلامية. وزاد ان رحيل الأسد بشكل مفاجئ ضمن تطورات دراماتيكية لن يقنع موسكو اذا وقع بضرورة تصحيح أخطائها والعمل على استعادة العلاقات. وحتى لو اعترفت موسكو بضرورة القيام بذلك، فإن هذا قد يستغرق وقتاً طويلاً.

لكن وجهة النظر هذه لا يوافق عليها يفغيني ساتانوفسكي، رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط في موسكو، وهو من الخبراء الموالين بشكل أعمى لاسرائيل.

ويقول ساتانوفسكي ان التطورات الحالية قد تسفر عن انهيار الدولة، لكن السؤال الذي يبرز هنا هو: هل ستتقسم سورية إلى أربع أو خمس دويلات، وهل سيسيطر على بعضها الإسلاميون المتطرفون. هذا سيعني وجود قائد آخر، ليس الأسد، لكن قد يكون أحد الضباط أو السياسيين، وذلك لحكم جزء من سورية الذي سيبقى تحت سيطرة الأسد.

ومن ثم ستكون بقية سورية، حيث سيعيش العلويون والدروز والمسيحيون معاً من دون الخوف من مجازر الإبادة الجماعية.

ووصل الى نتيجة مفادها ان على روسيا ان تراقب عن بعد التطورات لأن «نحن لسنا جزءاً من المنطقة. نحن خارجها، وسنبقى خارجها. وستبيع روسيا السلاح والذخيرة لمن يريدها. وستحاور روسيا كل من يرغب في الحوار في المنطقة. وبسب الضغط التركي والسعودي والقطري، فإن محاربة تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة والإخوان المسلمين أو أي قوى أخرى مدرجة في أجندة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكنها ليست مدرجة في الأجندة الروسية. لا نحتاج إلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر على أرضنا. أما الأميركيون، فإذا كانوا يريدون ذلك، فليقوموا به».

لكن كلام ساتونوفسكي الذي يعكس قناعة عند البعض ان مساحة المناورة عند موسكو ضعيفة لا يحظى بقبول عند كثيرين يرون ان من الصعب إنكار أن موسكو تحتفظ ببعض النفوذ والأدوات للتأثير في التطورات الجارية بالشرق الأوسط. حيث يمكنها استغلال إرث التعاون السابق وإغراء التجارة المربحة، وتصدير النفط والغاز والمعدات العسكرية، ونقل التقنيات، مثل توليد الطاقة النووية. أما بالنسبة لسورية الممزقة بسبب الحرب، فمن الصعب أن تكون وجهة مفضلة للسلع والاستثمارات الروسية. ورغم ذلك يقر غالبية المحللين ان على موسكو حالياً ان تتريث وتراقب التطورات بدقة.

اللافت اكثر في الحديث، الاشارة الى ان روسيا «ليست جزءاً من المنطقة ولا تمتلك فيها مصالح حيوية» وهو لم يصدر عن ساتانوفسكي وحده بل وافقه خبراء مقربون من مراكز صنع القرار مثل رئيس معهد الاستشراق فيتالي نعومكين الذي كلف اكثر من مرة بمهام خاصة للخارجية الروسية، كان احدثها ادارة الحوار السوري- السوري في موسكو.

يرى نعومكين ان مواقف ومصالح موسكو وواشنطن في هذه المنطقة تقف على طرفي نقيض، خلافاً لآراء كثيرة تعتبر ان ثمة اتفاق ضمني بين موسكو وواشنطن في سورية. ويبرر موقفه بالاشارة الى ان الولايات المتحدة الأميركية تبقى حتى الآن المستورد الأهم لنفط الشرق الأوسط. كما أن عدداً من دول المنطقة يرتبطون معها باتفاقيات دفاعية وأمنية، إضافة إلى تواجد قواعد أميركية هناك، بينما تفتقد روسيا كل ذلك.

لكنها في الوقت نفسه، تتعاون مع دول لها علاقات متوترة مع واشنطن، رغم أن موسكو ترتبط في بعض الحالات بعلاقات وثيقة مع بلدان شريكة للولايات المتحدة ، من بينها تركيا على سبيل المثال.

ويرى نعومكين في مقالة نشرتها صحيفة «كوميرسانت» الرصينة أخيراً، أن موسكو لا تملك مصالح حيوية جداً في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فإنه لا توجد بين موسكو وواشنطن تناقضات عميقة، حتى إذا كانت قيادات البلدين، تنظر كما في السابق بصورة مختلفة إلى بعض الأنظمة أو الأحداث، وهنا تتشكل فرضياً إمكانات لتعاون في تلك المجالات التي تتطابق فيها مصالح هاتين القوتين العظميين.

ويعتبر ان ابرز القواسم المشتركة الحرب على الارهاب. والحرص على استقرار المنطقة، وينطلق من قناعة بان «الفوضى القابلة للتحكم بها» في المنطقة، لن تتناسب مع المصالح الأميركية بعيدة المدى.

غير أن التعاون الروسي ـ الأميركي، حتى في المجالات التي تتطابق فيها المصالح، معرّض لتأثير عدد من القيود، أهمها: الحالة المزرية للعلاقات الثنائية، وبالتالي حالة من عدم الثقة العميق ما بين حكومتي البلدين. وحتى مع تسوية الأزمة الأوكرانية، فمن المستبعد أن يتغير الوضع بصورة جذرية.

وهو يضيف انه حتى لو نجح الطرفان في تنسيق جهود مشتركة لمواجهة الإرهاب على مستوى رفيع ويتناسب مع حجم التهديدات التي يحملها هذا الإرهاب، فإن روسيا لن تكون بأي حال من الأحوال مستعدة للإنضمام إلى أي ائتلاف تقوده الولايات المتحدة ، بينما لن تتخلى واشنطن أبداً عن دور»القيادة».

إذاً، ما هي البدائل عند روسيا، في ظل تراجع قدرتها على التأثير مع خسائر النظام المتوالية، ومع عودة طرح السؤال عن «مصالح روسيا في المنطقة»؟

يرى بعضهم ان الديبلوماسية الروسية باتت تميل الى توسيع دائرة المناورة في المنطقة تحسباً لخسارة محتملة في سورية، ومن الامثلة على ذلك الانفتاح الروسي الكبير على بلدان المنطقة وخصوصاً تلك التي كانت العلاقات معها تراجعت كثيراً في السنوات الاخيرة مثل قطر او السعودية، ويكفي ان موسكو ارسلت إخيراً وفداً ضم ممثلين عن عشرات الشركات الكبرى وكل الاقاليم الروسية لبحث مجالات توسيع الاستثمارات والتعاون الاقتصادي – التجاري مع السعودية، كما تتردد معطيات عن احتمال ان يقوم الرئيس فلاديمير بوتين الخريف المقبل بجولة تشمل بلداناً خليجية عربية.

على خط مواز، على المسار السوري، سعت موسكو الى تخفيف وطأة التطورات الاخيرة على حليفها الاسد، ونشطت جهودها لمحاولة انقاذ ما بقي من نظامه، عبر اعادة الروح لدعوات اطلاق المسار السياسي بالتوازي مع جهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا.

وكان لافتاً ان ديبلوماسيين روساً كرروا خلال الاسابيع الماضية استعداد موسكو لاستضافة جولة حوار جديدة «سوري – سوري» لكن اللافت اكثر ان هذه الدعوات لم تقرن بتحركات على الارض، وقال نعومكين الذي ادار الجولتين السابقتين انه «لا يجري تحرك عملي حالياً لتنظيم جولة جديدة من الحوار».

دفع ذلك الى اعتبار تصريحات الديبلوماسيين حول الموضوع جزءاً من مناورة ديبلوماسية هدفها الحقيقي اعادة الملف الى جنيف حيث ستكون المجالات امام النظام اكبر من مساحة قدراته الحقيقية على الارض كما قال خبير معارض.

وانتظاراً لما قد تسفر عنه جهود دي ميستورا أطلقت موسكو حديثاً مع واشنطن وعواصم غربية حول ضرورة الاستناد الى بيان جنيف لكن مع وضع «افكار جديدة» تهدف كما يبدو الى تجاوز اشكالية تفسير المرحلة الانتقالية وصلاحيات الاسد فيها.

ورغم ان الاشارة الى «الافكار الجديدة» وردت على لسان اكثر من مسؤول روسي، لكن موسكو حافظت على التكتم في شأنها، وقال خبراء روس لـ»الحياة» ان بعضاً منها عرض خلال المحادثات مع كيري وان عملية «انضاجها» تجري حالياً.

ويقوم جزء من «الافكار» بحسب الخبير الى اعادة الاعتبار لفكرة قديمة كانت ترددت حول «التمديد للأسد لفترة عامين ربما على ان يغادر منصبه بعد ذلك بضمانات ويتم تنظيم انتخابات عامة ورئاسية جديدة» على ان توجه الجهود خلال الفترة الى مواجهة مشتركة للإرهاب.

 

الازمة السورية بين بوتين واردوغان و”داعش” تواجه الاكراد واسلاميين في الشمال

في خضم المعارك الدائرة على اكثر من جبهة في سوريا، اجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان في اذربيجان تمحورت حول الطاقة والاوضاع في سوريا.

 

والتقى الرئيسان بعد يوم من حضورهما حفل افتتاح الالعاب الاوروبية التي تستضيفها اذربيجان وسط جدل حول اوضاع حقوق الانسان في هذا البلد.

وقبيل الاجتماع المغلق، انتقد اردوغان غياب قادة الدول الاوروبي عن الافتتاح بينما رد قال بوتين مبتسما ان تركيا المرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي تتولى تمثيله”.

من جهته، اشار الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الى ان المحادثات “المهمة جدا” بين الزعيمين تطرقت الى خط انابيب توركش ستريم لتزويد تركيا بالغاز الروسي.

ومن المتوقع البدء في تشييد خط الانابيب اواخر الشهر الحالي. واضاف الناطق ان بوتين واردوغان بحثا الاوضاع في سوريا. وقال “سيتبادلان الملاحظات والاراء حول الاوضاع المعقدة في الشؤون الاقليمية، اي الوضع في سوريا بالتاكيد”.

المعارك في سوريا

في غضون ذلك، طردت فصائل اسلامية في سوريا جهاديي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) من بلدة البل في محافظة حلب قرب الحدود التركية حيث يحاول التنظيم المتطرف قطع نقطة امدادات اساسية للفصائل الاسلامية.

وافاد ناشطون ان معارك عنيفة درات بين الطرفين في محيط مارع احد المعاقل الرئيسية للفصائل الاسلامية في هذه المحافظة الذي يريد تنظيم “الدولة الاسلامية” السيطرة عليها. واصافوا “تمكنت الفصائل المقاتلة والإسلامية من استعادة السيطرة على قرية البل بريف حلب الشمالي، التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية”.

وتقع قرية البل على بعد نحو 10 كيلومترات من معبر باب السلامة عند الحدود التركية نقطة الامداد الرئيسية للفصائل الاسلامية في العديد والعتاد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “الهدف الرئيسي لتنظيم الدولة الاسلامية هو قطع هذا المعبر”. واضاف ان المعارك اوقعت 29 قتيلا على الاقل في اقل من 24 ساعة، 14 في صفوف الفصائل الاسلامية و15 من التنظيم المتطرف.

وفي الاشهر الاخيرة الحقت الفصائل الاسلامية بالنظام السوري سلسلة نكسات في الشمال خصوصا في محافظة ادلب وفي الجنوب لكنها مهددة من تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يريد التقدم ميدانيا على حساب النظام السوري والفصائل الاسلامية.

الاكراد

وافادت وحدات حماية الشعب الكردية السورية إنها بدأت في الزحف صوب بلدة تل أبيض التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” وتقع على الحدود مع تركيا لتعزز بذلك توغلها في محافظة الرقة معقل المتشددين بدعم من ضربات جوية يشنها الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وينذر التقدم باندلاع معركة كبرى على الحدود التركية بين وحدات حماية الشعب وتنظيم “الدولة الإسلامية”. وتل أبيض مهمة بالنسبة للتنظيم لأنها أقرب بلدة حدودية لعاصمته الفعلية مدينة الرقة.

وتقول تركيا إن الآلاف فروا بالفعل عبر حدودها مع سوريا بسبب القتال بين وحدات حماية الشعب والتنظيم قرب تل أبيض.

وبدأت وحدات حماية الشعب مسعى لدخول محافظة الرقة من محافظة الحسكة المجاورة بمساعدة الائتلاف الذي تقوده واشنطن. وطردت تنظيم “الدولة الإسلامية” من مساحات واسعة من الأراضي منذ مطلع مايو أيار.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي وحدات حماية الشعب أصبحت الآن في منتصف الطريق بين سلوك وتل أبيض.

وانتزاع السيطرة على تل أبيض من تنظيم الدولة الإسلامية سيساعد وحدات حماية الشعب على الربط بين المناطق السورية التي يسيطر عليها الأكراد في محافظة الحسكة وكوباني.

ويثير اتساع نفوذ الأكراد في سوريا قرب الحدود مع تركيا قلق أنقرة التي تخشى منذ وقت طويل النزعة الانفصالية لدى الأكراد فيها.

واتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الغرب بقصف العرب والتركمان في سوريا ودعم جماعات كردية “إرهابية” قال إنها تحل محلهم.

 

الائتلاف السوري يسقط عضواً اعتدى بالضرب على رئيسه

إسطنبول – الأناضول – أعلن الائتلاف السوري المعارض، الأحد، عن إسقاط عضوية أحد أعضاء هيئته العامة، بعد اعتدائه بالضرب على رئيس الائتلاف خالد خوجا إثر مشادة كلامية بينهما.

 

وفي بيان أصدره في وقت مبكر من صباح الأحد، قال الائتلاف إن أعضاء هيئته العامة “صوتوا بالأغلبية على إسقاط عضوية وليد العمري وذلك بسبب تجاوزه القواعد الأساسية لاجتماعات الهيئة العامة، بما يخالف القانون الداخلي للائتلاف”.

 

وأضاف البيان أن “العمري تعدى على احترام القواعد والقوانين الديمقراطية الناظمة لعمل مؤسسة الائتلاف، وبشكل لايليق بتمثيل الثورة السورية”، دون أن يبيّن صراحة شكل ذلك التعدي.

 

وأشار الائتلاف إلى “إيمانه بالمبدأ الديمقراطي في تداول القرارات واتخاذها، إلا أنه يؤكد ضرورة احترام القواعد العامة لأي اجتماع، ومراعاة الأسلوب الديمقراطي في طرح الرأي وتقبله”.

 

وأفادت مصادر مطلعة من داخل الائتلاف، بأن العمري أقدم السبت، على الاعتداء بالضرب، على رئيس الائتلاف خالد خوجا، بعد مشادة كلامية بينهما خلال إحدى جلسات الهيئة العامة المنعقدة في إسطنبول والتي كانت تناقش موضوع انضمام أعضاء جدد لإحدى الكتل المكونة للائتلاف.

 

وانطلقت، الجمعة، اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف في دورتها الـ23، وبحسب بيان سابق للائتلاف، فإن مناقشة “نتائج اللقاء الأخير مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وإعادة هيكلة الائتلاف والإدارة المدنية للمناطق المحررة والحكومة المؤقتة، والتطورات الميدانية والعسكرية”، تتصدر أعمال الاجتماع الذي من المتوقع أن يختتم في وقت لاحق اليوم.

 

وتأسس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في العاصمة القطرية الدوحة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012?، ليكون المظلة الأكبر للمعارضة السورية، وممثلها الأساسي في المؤتمرات والمناسبات الدولية وحظي باعتراف دولي وعربي واسع.

 

ومنذ منتصف مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.

 

دروز سوريون شاركوا في التصدي لمقاتلي المعارضة في مطار الثعلة في السويداء

جنبلاط: الأسد أخذ العلويين للهلاك ومشروعا النظام وإسرائيل يلتقيان حول تفتيت المنطقة

عواصم ـ وكالات ـ لندن «القدس العربي» ـ من احمد المصري: ساعد مقاتلون من الأقلية الدرزية في سوريا في صدّ هجوم لمقاتلي المعارضة السورية المسلحة على مطار الثعلة العسكري قرب مدينة السويداء جنوب سوريا، استجابة لدعوة لحمل السلاح للتصدي لمسلحين من جماعات وفصائل في المعارضة السورية منضوية تحت لواء «الجبهة الجنوبية».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، إن مقاتلي المعارضة طردوا من المطار العسكري الذي سيطروا على جزء منه الخميس بعد غارات جوية إلى جانب المساعدة التي قدمها المقاتلون الدروز الذين جاءوا من مدينة السويداء القريبة.

وحذر بعض زعماء الدروز مما قالوا إنه خطر يهدد وجودهم بعد ان قتل عناصر في «جبهة النصرة» 25 شخصا في قرية للدروز في شمال غرب سوريا يوم الاربعاء الماضي، في واقعة جاءت نتيجة محاولة «جبهة النصرة» الاستيلاء على منزل.

وتقول الجماعات التي تحارب لإطاحة الأسد إنه يحاول استغلال المخاوف الطائفية لتعزيز قاعدة مؤيديه. وقال بشار الزعبي الذي يقود جماعة معارضة شاركت في المعركة إن تلك المحاولات ستفشل، مضيفا أن الدروز يعلمون أن النظام ينهار ولا يمكنه حمايتهم.

ووجه زعماء الدروز دعوة لحمل السلاح في السويداء هذا الأسبوع بعد قلقهم من تقدم مقاتلي المعارضة من الغرب والشرق.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن دور الدروز كان أساسيا في صدّ الهجوم على المطار. وقال إنه لولا حشدهم لما أمكن صد مقاتلي المعارضة الذين قال إنهم يتراجعون.

وقال الزعيم الدرزي الشيخ ابو خالد شعبان إن شبانا من مدينة السويداء انتشروا في عدة مناطق بما في ذلك المطار تحت مظلة قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية التي تحارب إلى جانب الجيش السوري.

جاء ذلك فيما قال الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، أمس الجمعة، إن مستقبل دروز سوريا يكون بـ»المصالحة والتآلف» مع أهل منطقة حوران (جنوب)، ذات الغالبية السنية والمجاورة لمحافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية وأكبر تجمع للدروز في البلاد.

كلام جنبلاط جاء إثر اجتماع استثنائي لمجلس «القضاء المذهبي الدرزي» في بيروت لبحث تداعيات قتل جبهة «النصرة» لنحو 25 من دروز قرية «قلب لوزة» في محافظة ادلب(شمال) قبل يومين.

وأوضح الزعيم الدرزي أن «مستقبل الدروز السوريين العرب هي المصالحة والتآلف مع أهل حوران وأي تفكير ضيق هو انتحار».

ووصف حادث قلب لوزة بأنه «فردي»، مؤكداً أنه سيعمل على معالجته باتصالات إقليمية مع الدول النافذة، لم يسمّها.

وعبّر جنبلاط عن أسفه لمقتل الدروز في قلب لوزة، واستدرك قائلاً إن ذلك «لا ينسينا 200 مدني سوري يقتلهم النظام يوميا في سوريا… لا يجب أن تضللنا الصورة الصغيرة وتنسينا الصورة الكبيرة».

وأكد الزعيم الدرزي على أن الحل السياسي في سوريا لا يكون إلا بخروج رأس النظام بشار الاسد من البلاد والحفاظ على مؤسسات الدولة.

واتهم النظام السوري بأنه «أخذ العلويين إلى الهلاك وتراجع من مناطق عديدة»، وشدد على أنه كان من أوائل الذين قالوا ويقولون بالحل السياسي في سوريا.

ورأى أن الحل السياسي الذي ينادي به «لا يكون إلا على أساس توافق دولي اقليمي تركي- سعودي – أمريكي – روسي إيراني، ولا حل سياسي بوجود بشار الأسد بل بإخراجه من الحكم والحفاظ على المؤسسات وفي مقدمها الجيش السوري». واعتبر أن «المشروع الصهيوني والنظام الأسدي يلتقيان حول تفتيت المنطقة».

 

داعش والمعارضة يسيطران على معظم اقتصاد سورية

إسطنبول – عدنان عبد الرازق

خرج الاقتصاد السوري، أو ما تبقى منه، عن مركزية الإدارة من العاصمة دمشق عبر قرارات الحكومة ومراسيم بشار الأسد، بعد أن خرج نحو 70% من مساحة سورية عن سيطرة النظام وتمددت سيطرة تنظيم الدولة “داعش” على 50% من مساحة البلاد، بعد ضمها أخيراً مدينة تدمر ومعظم بادية الشام لتكون نحو 9 محافظات سورية تحت إدارة “داعش”، بمساحة وصلت إلى 95 ألف كيلومتر مربع، كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي حين ثبتت سيطرة النفوذ الكُردي في سورية على ثلاثة تجمعات رئيسية، جزء من محافظة الحسكة، ومنطقتي عفرين وكوباني “عين العرب” تتراجع سيطرة الأسد عن المساحة السورية، ليتعاظم بالمقابل نفوذ المعارضة المسلحة، فبعد سيطرة “جيش الفتح” الذي يضم جبهة النصرة وأحرار الشام وفصائل أخرى، على كامل محافظة إدلب وصولاً لحدود مدينة اللاذقية لجهة جسر الشغور، وللحدود التركية لجهة معبر باب الهوى.

وتوسع سيطرة مقاتلي الجنوب في محافظتي درعا والقنيطرة وأجزاء من محافظتَي دمشق وريفها، لتصل المساحة التي يسيطر عليها الجيش الحر مع جبهة النصرة لنحو 20% من إجمالي مساحة سورية. واقتصرت سيطرة النظام السوري على مراكز المدن في طرطوس واللاذقية على الساحل السوري ومركز العاصمة دمشق، فضلاً عن مدينة السويداء وحماة وأجزاء من مدينتي حلب وحمص.

بذلك ينتقل ثقل الإنتاج الزراعي والصناعي والنفطي إلى سيطرة المعارضة، وتقتصر موارد النظام على الدعم المالي من حلفاء الحرب في موسكو وطهران وعلى بعض الإنتاج داخل مراكز المدن وعلى ما تبقى من سيولة وأتاوات يفرضها على مؤيديه باسم الضرائب وتحويلات مناصريه في الخارج.

ويرى الخبير الاقتصادي، الدكتور عماد الدين المصبح، لـ”العربي الجديد”: “تعرّى الاقتصاد السوري بعد خسارة نظام الأسد لأكثر من 95% من آبار ومواقع النفط، ولم يعد يسيطر سوى على إنتاج 9 آلاف برميل شرقي مدينة حمص، من أصل نحو 380 ألف برميل إنتاج يومي قبل الثورة، ما دفعه لبيع وتأجير سورية لشركات إيرانية وروسية، بعد أن بدد الاحتياطي النقدي المقدر بنحو 18 مليار دولار قبل عام 2011”.

ويرى المصبح أن العرج الذي فضحته الأسواق، من ارتفاع أسعار وقلة العرض السلعي، جاء نتيجة خروج مدينة حلب التي تعد العاصمة الاقتصادية لسورية، بمعاملها ومدينتيها الصناعيتين، وخروج نحو 80% من الصناعة السورية عن الإنتاج كما أورد تقرير اتحاد غرف الصناعة السورية، فضلاً على سيطرة المعارضة السورية على خزان سورية الزراعي في الحسكة ودير الزور والرقة، قبل السيطرة أخيراً على محافظة إدلب المنتج الأول للزيتون والثاني للأشجار المثمرة، بعد سيطرتهم على أرياف حلب وحمص وحماة.

وبعد مضي أربع سنوات على الثورة السورية توزع الإنتاج، وخاصة الزراعي على حسب القوى على الأرض ومساحات النفوذ والسيطرة وتحول الاقتصاد السوري إلى اقتصاد أطراف النزاع الذي يديره كل طرف على نحو نفعي بعيد عن مفهوم الدولة ومركزية القرار، بل بناء على إنتاج مناطق سيطرته من ثروات وما يفرضه على “قطاعه” من ضرائب، وإن اختلفت التسمية بين جزية وضريبة وحسبة.

ويقول المهندس الزراعي يحيى تناري: “يتشتت إنتاج الموسم الزراعي الحالي، وهو الأعلى ربما منذ عشر سنوات وخاصة لجهة القمح المقدر بأكثر من 3 ملايين طن، بين مناطق تعدد السيطرة، وفي حين لا يسيطر نظام الأسد سوى على إنتاج الزراعات المحمية والحمضيات في مدن الساحل وبعض إنتاج الأشجار المثمرة في السويداء واللاذقية وطرطوس، وتتسع سيطرة المعارضة على معظم الإنتاج الزراعي في الجزيرة السورية وسهول حماة وريفي إدلب وحلب”.

ويضيف تناري من ريف إدلب: “وزادت مكاسب الثوار بعد تحرير جسر الشغور وكامل محافظة إدلب، حيث تعتبر إدلب من أهم المدن الزراعية السورية، نظراً لتجاوز مساحة القطاع الزراعي فيها أكثر من 75% بما يقارب 4000 كم2 من المساحة الإجمالية للمحافظة والبالغة 6000 كم2. ومن أشهر الزراعات في محافظة إدلب الزيتون كونها تحوي 12 مليون شجرة مثمرة والقمح والشعير والبقوليات والخضار الصيفية كالخيار والبندورة والفليفلة والبطيخ الأحمر والأصفر وغيرها من المحاصيل الزراعية”.

ويحاول نظام بشار الأسد ترميم خسائر الصناعة بعد أن نقل معظم المنشآت إلى مدينة اللاذقية (مسقط رأسه)، في خطوة رآها المحلل السوري حسين جميل سرقة لممتلكات السوريين واحتياطاً اقتصادياً في ما لو تقسمت سورية ولو على نحو فيدرالي، حيث تم نقل أكثر من 214 منشأة صناعية مما كانت بدمشق وريفها وحلب وحمص إلى المدن الساحلية “بعمليات سطو قادها رئيس اتحاد غرف الصناعة فارس الشهابي”.

ويضيف المحلل السوري جميل: زادت خسائر القطاع الخاص الصناعي 295.5 مليار ليرة خلال الحرب، ويؤكد أن نحو 80% من الصناعة السورية انهار، وأن 50% من الصناعيين لم يجددوا تسجيلهم في غرفة الصناعة، بعد هجرتهم من سورية أو تهديم منشآتهم الصناعية بسبب قصف طيران الأسد أو سرقتها من كلا الطرفين “ويمكن القول إن الصناعة السورية برمتها تهدمت وخاصة في مناطق سيطرة المعارضة لكن نظام الأسد يمتلك جزءاً من البنى والمنشآت في مدينة دمشق ومدن الساحل”.

وتبقى خسائر النفط الذي كان يشكل 24% من الناتج الإجمالي السوري و25% من عائدات الموازنة وأكثر من 40% من عائدات التصدير، هي الخسارة الأهم للنظام السوري بعد سيطرة تنظيم الدولة “داعش” على 95% من مساحة مدينة دير الزور”شمالي شرق سورية” وهي الأكثر إنتاجاً، وتمدده إلى مناطق الشدادي والهول وتل حميس وصولاً لحدود آبار مدينة الحسكة التي يسيطر عليها “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي” ليبقى تحت سيطرة النظام السوري بعض حقول الغاز وإنتاج نفطي من شرقي مدينة حمص لا يزيد عن 10 آلاف برميل يومياً، وهي مرشحة للخسارة بعد سيطرة تنظيم”داعش” على تدمر والبادية القريبتين من الفرقلس وحقول الغاز كما قال الخبير الاقتصادي عماد الدين المصبح.

 

تركمان سورية يتهمون “الحماية الكردية” بتهجيرهم

عدنان علي

اتهم التركمان في سورية المليشيات الكردية بانتهاج سياسة تهجير مبرمجة بحقهم، وذلك على ضوء المواجهات التي تدور رحاها حالياً قرب مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة، بين “وحدات حماية الشعب” الكردية وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). تأتي اتهامات التركمان بعد أخرى مماثلة من العرب الذين اتهموا المقاتلين الأكراد بممارسة تهجير عرقي.

وقال نائب رئيس حزب “الحركة الوطنية التركمانية السورية”، طارق سلو جاوزجي، إن مقاتلي وحدات “حماية الشعب الكردية”، سيطروا على أربع قرى تركمانية تابعة لبلدة تل أبيض بريف محافظة الرقة، في سابقة هي الأولى من نوعها في المنطقة، منذ اندلاع الصراع في البلاد قبل أكثر من أربع سنوات.

وأوضخ جاوزجي، بحسب ما نقلت عنه وكالة “الأناضول”، أن “وحدات حماية الشعب” المدعومة بغطاء جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة سيطرت على قرى دادات وباب الهوى وبلال جته وسيرت مساء وبلدة حمام التركمان الخميس الماضي، وقد نزح سكان تلك القرى إلى تل أبيض، فيما نزح غالبية سكان بلدة حمام التركمان البالغ عددهم نحو 12 ألف شخص باتجاه الحدود التركية.

واتهم جاوزجي وحدات “حماية الشعب” التابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” بالعمل من أجل تفريغ القرى التي سيطرت عليها من سكانها التركمان، وتوطين أكراد فيها، مشيراً إلى أن عناصر “الاتحاد الديمقراطي” ومنظمة “بي كي كي” يسعون للسيطرة على بلدة تل أبيض، الخاضعة لتنظيم “داعش”، بغية تحقيق وحدة جغرافية بين تجمعاتهم في الجزيرة السورية وعين العرب، كخطوة أولى على طريق مشروع إعلان إقليم شمال سورية الموجود في أذهان بعض الأكراد، معرباً عن اعتقاده بأن القوات الكردية ستعمل لاحقاً على تحقيق وحدة جغرافية بين هذين الكانتونين وعفرين في ريف حلب، بغية إقامة كيان كردي شمال سورية، متاخم للحدود التركية.

يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه الاشتباكات منذ مساء الخميس حول مدينة سلوك بالقرب من تل أبيض بين وحدات “حماية الشعب” الكردية ومقاتلي “داعش”. وتحاول القوات الكردية اقتحام المدينة من الشمال والشرق والجنوب، مدعومة بغارات من طيران التحالف الدولي.

وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، إنّ القوات تحاول اقتحام المنطقة وسط مقاومة محدودة من عناصر التنظيم، مشيرة إلى إن اشتباكات تدور في الريف الغربي للمدينة على محاور قرى شمال مدينة عين عيسى، والطريق الدولي الرابط بين حلب والحسكة، إضافة للقرى الشمالية للمنطقة ومنها قريتا أبو صرة وقريمان.

وأشارت المصادر إلى أنّ عناصر التنظيم انسحبوا من المنطقة بسبب القصف الشديد والمركز من قبل طيران التحالف، وسط تواصل الاشتباكات على الجبهة الغربية في ريف تل أبيض، فيما يقوم التنظيم بمنع المدنيين من النزوح باتجاه الحدود التركية، الأمر الذي خلّف حالة من الخوف والقلق، إذ يسكن المنطقة ما يقارب 100 ألف نسمة.

تهجير العرب

وشنّ طيران التحالف الدولي غارات على منطقة الشركراك جنوب تل أبيض، وعلى قرية المبعوجة الى الغرب، موقعاً قتلى وجرحى في صفوف المدنيين ومحدثاً دماراً كبيراً في المنازل.

وساعد طيران التحالف الوحدات الكردية في السيطرة على قرى عربية وتهجير سكانها مثل كنيطرة، حشيشة، رصيم، كولي، بركفر، جيلك، جاوز، مقر، اصال الشرقية، بئر عاصي، أبو صرة و14 قرية أخرى صغيرة، وأصبحت وحدات الحماية الكردية على بعد أربعة كيلومترات من مدينة تل أبيض.

وكانت قد أُثيرت شكوك حول انتهاكات للوحدات الكردية في محافظة الحسكة شرقي البلاد، تمثلت في تهجير آلاف العائلات وتهديم منازل العشرات. وقال ناشطون لـ”العربي الجديد”، إن تلك الوحدات دمرت نحو 100 منزل في قرى تابعة لمنطقة تل تمر وجبل عبد العزيز، باعتبارها كانت خاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”، كما تمّ تهجير أهلها بعد اتهامهم بالانتماء للتنظيم.

كذلك تعرض نحو 40 ألف مدني من بلدة تل حميس والقرى التابعة لها للمصير نفسه عقب سيطرة مليشيات وحدات الحماية الكردية عليها قبل أكثر من شهرين.

وكانت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية قد ذكرت قبل أيام أن الوحدات الكردية هجرت نحو عشرة آلاف مواطن عربي من القرى التابعة لمدينة عين العرب بعد استعادتها من تنظيم “داعش”.

وقد شجب وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة سليم إدريس، انتهاج المليشيات الكردية ما سماه سياسة التهجير العرقي شرق سورية بحق قرى عربية لإقامة إقليم كردي منفصل عن سورية.

وعبر إدريس خلال مقابلة إذاعية عن قلقه لما يجري في المنطقة الشرقية وقيام الوحدات الكردية بحرق المحاصيل الزراعية للسكان العرب هناك.

كذلك عبر مسؤولون أتراك عن قلقهم من تهجير التركمان والعرب، بغطاء جوي من التحالف الدولي. واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوات التحالف بقصف منطقة تل أبيض لتهجير سكانها من التركمان والعرب، بغية تسليمها لوحدات الحماية الكردية ومنظمة بي كي كي الإرهابيتين بحسب قوله.

وأعربت الولايات المتحدة، بدورها، عن قلقها من استغلال حزب “الاتحاد الديمقراطي” في سورية الضربات الجوية للتحالف الدولي في ممارسة التطهير العرقي ضد العرب والتركمان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جيف راثكي “لقد نقلنا مخاوفنا لحزب الاتحاد الديمقراطي حول سجلهم الخاص بحقوق الإنسان”، خصوصاً تهجير أعداد كبيرة من العرب والتركمان السوريين خارج مناطقهم.

 

“النصرة” تعترف بحادثة دروز قلب لوزة: سنحاسب المتورطين

أفضت الجهود التي بذلتها فصائل المعارضة السورية ووجهاء ريف إدلب، إلى انتزاع اعتراف من “جبهة النصرة” بمسؤوليتها حول حادثة مقتل 23 شخصاً من أهالي قرية قلب لوزة في جبل السماق بريف إدلب، حيث أصدرت “النصرة” بياناً، السبت، أعلنت فيه أسفها لما حصل وتوعّدت بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة، متعهّدة بأنها ستحمي سكان المنطقة الدروز من أي تهديد قد يتعرضون له.

 

وقال بيان النصرة ” تلقت جبهة النصرة ببالغ الأسى الحادثة التي وقعت في قرية قلب لوزة في (..) والتي شارك فيها عناصر من جبهة النصرة دون الرجوع إلى أمرائهم، وبمخالفة واضحة لتوجيهات قيادة جبهة النصرة”، ولفت البيان إلى أن النصرة أرسلت “وفوداً ولجاناً” لتبيان ما حصل “وتطمين أهالي القرية والتأكيد على أن ما وقع هو خطأ غير مبرر وتم بدون علم القيادة، وما زالت القرية وأهلها آمنين مطمئنين تحت حمايتنا وفي مناطق سيطرتنا”. وأعلن البيان أن “كل من تورط في تلك الحادثة سيقدَّم لمحكمة شرعية ويُحاسب على ما ثبت في حقه من دماء، وما ذاك إلا تحكيم لشريعة ربنا التي ما أُسست النصرة منذ البداية إلا لرفع رايتها وتطبيق أحكامها”.

 

الحادثة التي نشرت “المدن” تفاصيلها بناءً على شهادات حصلت عليها من أبناء المنطقة، لاقت استنكاراً واسعاً طاول دول الجوار، خصوصاً لبنان، حيث عقد “المجلس المذهبي” للموحدين الدروز اجتماعاً طارئاً في بيروت، هو الأول من نوعه منذ اندلاع الثورة السورية، وصدر عنه بيان وموقف من رئيس “اللقاء الديموقراطي” وليد جنبلاط، طالب بالتهدئة وبأن المشكلة سيتم حلّها بالسياسة، من خلال اتصالات مفتوحة مع فصائل المعارضة والأطراف الإقليمية الفاعلة.

 

وكانت فصائل منضوية في “جيش الفتح” الذي يقاتل شمالي سوريا، وفي مقدمتها حركة “أحرار الشام الإسلامية” و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” قد أصدرت بياناً، الليلة الماضية، استنكرت فيه الحادثة وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة.

 

وقال بيان فصائل “جيش الفتح”: “تلقى شعبنا المكلوم بألم كبير أنباء الواقعة المؤلمة، التي وقعت في محافظة إدلب المحررة بحق أهالي قرية  قلب لوزة من أبناء الطائفة الدرزية، الذين يشهد لهم في شمال سوريا بدورهم الطيب والإيجابي في نصرة الثورة السورية وإيواء أبناء وطنهم الذين نزحوا من كافة مناطق محافظة إدلب تحت وطأة قصف النظام الأسدي وإجرامه”. وأضاف البيان ” نستنكر هذه الأحداث المؤسفة التي زادت من ألمنا ونحن نشاهد في نفس الوقت كيف يُقصف شعبنا يومياً ببراميل النظام المجرم في مختلف أرجاء سوريا. إنَّ ما حدث في قرية قلب لوزة منافٍ لتعاليم ديننا الحنيف الذي منع ظلم الناس وإراقة دمائهم بغير حق من أي طائفة أو عرق كانوا. سنقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع باقي الطوائف لمنع تكرار هذه الحادثة في المناطق المحررة” وأكد البيان “على ضرورة تقديم جميع المتورطين لمحكمة شرعية محايدة”.

 

وعلى جبهة الريف الغربي للسويداء، تجددت الاشتباكات بين مقاتلي الجبهة الجنوبية وقوات النظام في محيط مطار الثعلة العسكري في السويداء، فيما كثّف النظام من غاراته الجوية على مناطق ريف درعا الشرقي، المحاذية لريف السويداء الغربي، حيث تعرّضت بلدة أم ولد، التي نزح معظم سكّانها، إلى 14 غاراة منذ ليل الجمعة-السبت، ليصبح عدد الغارات الإجمالي منذ انطلاق معركة مطار الثعلة العسكري على القرية حوالى 37 غارة بحسب ما وثّق نشطاء في درعا، فيما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن تعرض بلدة صيدا إلى غارتين، ومدينة درعا إلى 3 غارات من دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا.

 

وعن المعركة التي تجري في ريف السويداء الغربي، قال المرصد إن الاشتباكات تجددت “في جزء من مطار الثعلة العسكري ومحيطه، عند الأطراف الغربية للسويداء والمحاذية لمحافظة درعا، وسط قصف عنيف ومتبادل بين الطرفين” مشيراً إلى أن “اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام وقوات الدفاع الوطني من أبناء المنطقة ومن أبناء محافظة السويداء” تشارك في المعركة حالياً.

 

من جهة ثانية، تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء تفيد عن إعلان “جبهة النصرة” اشتراكها في معركة المطار العسكري في السويداء. وفي هذا السياق، نفى مصدر عسكري لـ”المدن” صحة الأنباء، وقال إن “جبهة النصرة في المنطقة الشرقية من ريف درعا ليس لديها قوات كافية لتخوض أي معركة، خصوصاً مع البيانات التي أصدرتها فصائل الجبهة الجنوبية برفض التعاون معها”، واعتبر أن هذه الأنباء “يستفيد النظام منها لتوتير الأجواء أكثر بين درعا والسويداء، نظراً لحساسية المعركة الحاصلة في مطار الثعلة، التي بدأت تدخل مرحلة استعصاء وربما تتحول إلى معركة استنزاف بين الطرفين، إذا لم تحصل تسوية مشتركة بين السويداء ودرعا تخرج النظام من المطار وتنزع فتيل اقتتال كبير قد يحصل بين المنطقتين”.

 

دروز لبنان: دروز سوريا جزء من شعبها

بعد أيام من الأخذ والرد والإستنفار الدرزي في لبنان وسوريا وفلسطين والأردن على خلفية حادثة قرية قلب لوزة، خرج اجتماع المجلس المذهبي الدرزي، بعد إجتماع إستثنائي له بموقف حاسم لجهة إدانة وإستنكار الحادثة، كما لجهة وأد الفتنة ورفض زج الدروز في معركة النظام السوري ضد أغلبية الشعب السوري، كما لجهة تأكيد عروبة الدروز وخياراتهم.

 

وبعد الإجتماع، كان لرئيس “اللقاء الوطني” النائب وليد جنبلاط، موقف لافت لجهة إستنكار “الحادثة الأليمة”، التي وضعها في إطار فردي، إضافة إلى استنكاره “قصف النظام السوري الذي يذهب ضحيته اكثر من 120 شهيداً يومياً”، متعهداً بمعالجة الموضوع بهدوء وبالسياسة.

 

أما عن محافظة السويداء، فقد شدد جنبلاط على أن “مستقبل الدروز العرب في جنوب سوريا مع المصالحة والتآلف مع اهل حوران”، كما المح إلى ان “أي تفكير بمشروع ضيق يعني هلاكنا”، قبل أن يضيف أن “النظامين السوري والاسرائيلي يتلاقيان بنظام تفتيت”. وفيما رفض “الهيجان اللبناني” الذي لن يؤدي الا إلى توتير الاجواء، دعا إلى حل سياسي في سوريا عبر توافق اقليمي ودولي وإخراج بشار الأسد، الذي أخذ الطائفة العلوية إلى الهلاك، نهائياً من الحكم.

 

من جهته، أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن أن “رايات الموحدين ستبقى مرفوعة”، مشدداً على اهمية “الرأي العاقل”، داعياً كل القوى الفاعلة الى تحمل المسؤوليات التاريخية، وإلى “الوحدة والمصالحة بين مكونات الشعب السوري”، لمواجهة “مخططات اسرائيل التفتيتية للمنطقة”.

 

وعلمت “المدن” ان “ما قيل في المؤتمر الصحافي من قبل جنبلاط والشيخ حسن تقريباً هو نفسه الذي قيل خلال الإجتماع، الذي شهد نقاشاً هادئاً وعقلانياً بين المشايخ، خصوصاً أن هناك إجماعاً على أن الدروز لا يمكن أن يعادوا المجتمع السوري، لأنهم جزء منه، كما أن الخيارات الأخرى، كإسرائيل، مرفوضة من قبلهم، بكل المقايس”، ولفتت مصادر إطلعت على أجواء الإجتماع عبر “المدن” إلى ان جنبلاط أكد أنه سيعالج الملف بهدوء وبالسياسة، شمالاً وجنوباً، وفهم من كلامه أنه على تواصل مع الدولة التركية، والمملكة الأردنية.

 

وكان النائب طلال ارسلان عقد مؤتمراً صحافياً صباحاً، مستبقاً الإجتماع، مستنكرا جريمة جبل السماق “البربرية”، ومؤكداً أن “من يعتدي على جبل العرب سوف تكون مقبرته في جبل العرب، والدروز في جبل العرب يدافعون عن لاهوتنا القومي الوطني في الشرق في سوريا ولبنان”.

 

خوجة لـ”المدن”:سنحمي الدروز..وإعلام “النصرة” أكبر من حجمها

مئة وخمسون قتيلاً لقوا مصرعهم يوم الأربعاء في محافظة إدلب شمالي سوريا، حوالى 20 منهم من أهالي قرية قلب لوزة في جبل السماق، قضوا على يد “جبهة النصرة”، وأكثر من مئة قضوا بقصف النظام السوري لمناطق المدنيين. سيطر خبر ما جرى بين “النصرة” والدروز في قلب لوزة على كل المجازر التي ارتكبها نظام الأسد في اليوم نفسه. وبالتوازي، فقد كان الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بشخص رئيسه خالد خوجة، يتابع عن كثب كيفية معالجة ذيول تلك الحادثة.

 

أجرى خوجة اتصالات كثيفة مع مختلف القوى والأفرقاء في سوريا ولبنان لرأب الصدع، وتطويق أي إشكال. ويؤكد خوجة لـ”المدن” أن كل الجهود تنصب لتأمين حماية كل أبناء الشعب السوري الآن وفي المستقبل، وعليه يشير الى إنه لا فرق بين أبناء الطائفة الدرزية ولا بين أي مكون آخر من مكونات الشعب السوري. ويقول:” الموحدون الدروز في منطقة ادلب كانوا أهم حاضنة شعبية للثورة منذ انطلاقتها، وهم من دعم الجيش الحر، لكن دخول جبهة النصرة على الخط حاول التعكير على هذه العلاقة، خصوصاً أنه قبل الممارسات التي اقترفتها النصرة بحق الدروز فقد اقترفتها بحق السنة الذين ينتمون الى الجيش الحر واتهمتهم بالخيانة والارتهان، وفرضت عليهم نمط حياة مغاير لحياتهم، وما جرى مع السنة في إدلب سرى على الموحدين الدروز كما على غيرهم”.

 

ويشير خوجة الى العمل بشكل جدي من أجل إيجاد حلّ جذري لهذه الممارسات، وهي بدأت عبر التدخل المباشر من قبل المجالس المحلية والفصائل الثورية لحماية الدروز في مناطقهم، كاشفاً عن تشكيل لجنة مشتركة بين الفصائل والموحدين لحل كل المشاكل ولعدم ترك المجال لأي طرف لاستغلال أمور كهذه.

 

ومن الحديث عن حادثة ادلب ينتقل خوجة الى ما يجري في السويداء، معتبراً أن هناك تنسيقاً لترتيب الوضع بين السويداء ودرعا، ويشير الى السعي لتشكيل لجنة مشتركة بين أبناء درعا وأبناء السويداء لترتيب كل المشاكل ومعالجة أي ذيول لها. وهنا يشير خوجة إلى أن النظام يستمر في محاولاته لزرع الفتنة والشقاق بين الدروز والسنة في الجنوب السوري، وآخر محاولاته افساح المجال امام تنظيم داعش للدخول الى المنطقة.

 

يكثف الإئتلاف من حراكه الخارجي، ويجري محاولات لنسج علاقات داخلية وخارجية لتحضير المناخ المناسب لمرحلة ما بعد الأسد، ويؤكد خوجة أن هناك بوادر أصبحت واضحة لدى الجميع بأن النظام السوري ينهار من الداخل. وأمام ذلك، فإن الرؤية الدولية بدأت تتغير منذ خمسة أشهر، بعد الانهيارات التي مني بها النظام في الشمال والجنوب، وبعد بروز أطراف معارضة تستطيع ضبط الأوضاع في المناطق المحررة. وهذا ما يجري العمل عليه عبر تعزيز المجالس المحلية لحماية تلك المناطق وتعزيز الجيش الحر وإنشاء شرطة عسكرية لضبط الأمن، لأن النجاح في إدارة هذه المناطق يكون مؤشراً ايجابياً لمرحلة ما بعد الأسد.

 

ولا يتوقع خوجة أن تكون سرعة انهيار النظام في دمشق كما كانت في الشمال والجنوب، لكنه يكشف عن اتصالات وتنسيق بين مختلف القوى الثورية العسكرية لتشكيل قوة موحدة تحت قيادة موحدة تضم الجميع، وبدأت هذه الخطوة بحل المجلس العسكري بهدف انشاء مجلس جديد يضم الجميع، مشيراً الى أن ذلك بدأ عبر التنسيق بين “جيش الاسلام” و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” و”فيلق الرحمن” مع “الجبهة الجنوبية”، بالاضافة الى التنسيق بين كل القوى في الشمال السوري، ويؤكد خوجة أن هذا المجلس أصبح قريب الولادة، أما عن مدى قبول جبهة النصرة بمجلس كهذا فيشير إلى أن حجم النصرة الإعلامي أكبر من الفعلي، وهي غير موجودة في الجنوب وغير موجودة في حلب، بينما وجودها في ادلب يشكل عشرين بالمئة من “جيش الفتح”، وبالتالي هناك واقع لا يمكن للنصرة تخطيه.

 

يشير خوجة الى أن النظام بات مدركاً لنهايته المحتمة كما كل الدول، ولذلك هو يلجأ الى السعي إلى قلب الطاولة على الجميع عبر استقدام “داعش”، وهذا ما جرى بشكل فاضح في السويداء، وحلب، وحمص؛ والآن يسعى الى إدخالها الى الغوطة، معتبراً أن التنسيق يجري بين الجميع لمنع حصول ذلك.

 

الجميع بات يتعاطى مع حقيقة أن النظام أصبح بحكم المنتهي، معتبراً أن عملهم الآن يتركز على مرحلة ما بعد النظام، وقد بدأ ذلك من خلال فتح مسار مع مختلف مكونات المعارضة، ومن بينهم المعارضة الداخلية، ويجري التباحث والتنسيق بينهم للتحضير للمرحلة الإنتقالية، ومن أجل حماية كل مكونات الشعب السوري بكل أطيافه العرقية والمذهبية، مشيراً الى التنسيق مع كل الدول في هذا المجال، كما مع المنظمات الدولية والأمم المتحدة لتوفير عودة آمنة للنازحين إلى المناطق المحررة، بالإضافة الى البحث في مجالات إعادة الإعمار.

 

القوات التركية تحاول إبعاد السوريين الفارين من المعارك

الأكراد يتقدمون نحو بلدة يسيطر عليها «داعش»

أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية السورية إنها بدأت الزحف نحو بلدة تل أبيض التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، وتقع على الحدود مع تركيا، أمس، لتعزز بذلك توغلها في محافظة الرقة، معقل المتشددين، بدعم من ضربات جوية يشنها تحالف تقوده الولايات المتحدة.

 

وحيال هذا الوضع، تجمع آلاف السوريين من المدنيين الفارين من المعارك في تل أبيض، على البوابة الحدودية مع تركيا بانتظار فتح البوابة للعبور إلى الأراضي التركية، لكن الأنباء تحدثت عن أن قوات الأمن التركية استخدمت خراطيم المياه وأطلقت العيارات التحذيرية لإبعاد آلاف السوريين عن المعبر الحدودي بعد هروبهم من المعارك بين القوات الكردية وتنظيم «داعش».

 

وقال المتحدث باسم الوحدات ريدور خليل لوكالة «رويترز» إن الوحدات وفصائل معارضة سورية عربية أصغر تقاتل معها، بدأت التحرك نحو البلدة بعدما حاصرت بلدة سلوك التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد، وتقع على بعد 20 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي.

 

وأضاف خليل عبر سكايب أن «التحرك نحو تل أبيض من الشرق بدأ اليوم (أمس) بعد الانتهاء من محاصرة بلدة سلوك»، مشيراً إلى أن «الكثير من مسلحي «داعش»، فروا من سلوك باستثناء مجموعة من الانتحاريين داخل البلدة، لذلك نحن حذرون جداً من الدخول إلى قلب المدينة».

 

المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بدروه، إن مقاتلي وحدات حماية الشعب أصبحوا الآن في منتصف الطريق بين سلوك وتل أبيض.

 

يُشار إلى أن انتزاع السيطرة على تل أبيض من تنظيم «داعش» سيساعد وحدات حماية الشعب على الربط بين المناطق السورية التي يسيطر عليها الأكراد في محافظة الحسكة وعين العرب (كوباني).

 

وأشار خليل إلى أن «مساعدة قوات التحالف فعالة جداً ودقيقة في اختيار الأهداف».

 

في هذه الأثناء، تجمع أكثر من 3000 سوري من المدنيين الفارين من مدينة تل أبيض على البوابة الحدودية مع تركيا بانتظار فتح البوابة للعبور إلى الأراضي التركية، فيما تسود حالةٌ من الخوف والترقب أوساط المدنيين، جراء اقتراب المواجهات من أطراف المدينة.

 

وأكد نشطاء أن العرب في ريف الحسكة وريف الرقة يتعرضون لحملات تهجير قسرية ممنهجة من قبل ميليشيات كردية بمساعدة مباشرة من طيران التحالف، مطالبين «المجتمع الدولي والحكومة التركية ومنظمات الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها من أجل ضمان دخول آمن للمدنيين الهاربين بحياتهم طبقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني، وأن يتم التعامل معهم باحترام وكرامة وبطريقة تحفظ حقوقهم».

 

ناشطون ميدانيون أفادوا موقع «سراج برس» أنّ الميليشيات الكردية (PYD) تقوم بتهجير السكان العرب من منازلهم في القرى التي تدخلها، والحجة هي «محاربة تنظيم داعش»، مشيرين إلى أنّ «أهالي القرى التي لم تستطع الميليشيات الكردية الوصول إليها، يتخوفون من مصير مشابه لمصير جيرانهم الذين هجرتهم تلك الميليشيات».

 

في غضون ذلك، طردت فصائل إسلامية في سوريا مقاتلي «داعش» من بلدة البل في محافظة حلب (شمال) قرب الحدود التركية حيث يحاول التنظيم المتطرف قطع نقطة إمدادات أساسية للفصائل الإسلامية.

 

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان «أن الفصائل المقاتلة والإسلامية تمكنت من استعادة السيطرة على قرية البل في ريف حلب الشمالي، التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش».

 

وتقع قرية البل على بعد نحو 10 كيلومترات من معبر باب السلامة عند الحدود التركية نقطة الإمداد الرئيسية للفصائل الإسلامية في العديد والعتاد.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «الهدف الرئيسي لتنظيم «داعش» هو قطع هذا المعبر». وأضاف أن المعارك أوقعت 29 قتيلاً على الأقل في أقل من 24 ساعة، 14 في صفوف الفصائل الإسلامية و15 من التنظيم المتطرف.

 

وكذلك أفاد ناشطون وكالة «فرانس برس» أن معارك عنيفة درات بين الطرفين في محيط مارع، أحد المعاقل الرئيسية للفصائل الإسلامية، في هذه المحافظة الذي يريد تنظيم «داعش» السيطرة عليها.

 

وصرح مدير وكالة شهبا المحلية في حلب مأمون أبو عمر لوكالة «فرانس برس» أن «تنظيم داعش حاول مراراً السيطرة على مارع». وأضاف «انه هدف استراتيجي بالنسبة الى تنظيم داعش الدولة الإسلامية، لأن الفصائل الإسلامية تحصل على امدادات في العديد والعتاد من مارع».

 

وتقع مارع ايضاً على طريق مهم يؤدي الى الحدود التركية.

 

وقال مأمون «يحاول داعش محاصرة المدينة من خلال احتلال القرى المجاورة»، مشيراً الى وقوع معارك خلال الساعات الـ24 الأخيرة في بلدتين مجاورتين على الأقل.

(رويترز، سراج برس، ا ف ب)

 

روس يغادرون وإيرانيون يصلون سوريا  

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

غادر 119 روسيا الأراضي السورية من مطار “حميميم” بالقرداحة أول أمس الجمعة الماضي على متن طائرة خاصة، غالبيتهم من أسر الضباط العاملين في دمشق وبعض الدبلوماسيين غير الضروريين في السفارة الروسية هناك.

 

وتتزامن مغادرة هؤلاء مع أنباء مسربة من اجتماع قمة الدول الثمانية الذي عقد مؤخرا، تشير إلى توافق روسي أميركي أوروبي على أن الوقت حان لإزاحة الأسد، لأنه بات عاملاً مساعدا على توسع الإرهاب لا على محاربته. ونقلت وسائل إعلام غربية أن اتفاقاً تم بشأن منح الأسد اللجوء -مع مجموعة من رموز نظامه- إلى روسيا، ومنع ملاحقتهم في المحاكم الدولية.

 

وقال الناشط الإعلامي محمد الساحلي إن هذه الطائرة هي الثالثة التي تغادر مطار “حميميم” محملةً بمواطنين روس خلال أسبوعين، ورجح أن تغادر طائرات أخرى محملة بمن تبقى من أفراد الجالية الروسية في سوريا قريباً.

 

ورأى المعارض السوري مصطفى الأحمد في مغادرة المواطنين الروس مؤشراً على اقتراب نهاية حقبة الأسد، يعزز ذلك الانتصارات الكبيرة التي تحققها قوات المعارضة في شمال سوريا ووسطها وجنوبها، واقترابها من معاقل النظام في الساحل ودمشق.

 

وأكد الأحمد للجزيرة نت أن “عشرات العائلات العلوية لأقارب الضباط الكبار في نظام الأسد غادرت خلال الأسبوعين الآخرين إلى منطقة جبل محسن في مدينة طرابلس اللبنانية، واستقرت فيها”.

 

الأمر نفسه أكده محمد ميقاتي -وهو مدرس في مدينة طرابلس اللبنانية- مشيراً إلى أن منطقة جبل محسن العلوية تستقبل يومياً قادمين جددا من أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري.

 

من جانب آخر أكد ناشطون من مدينة طرطوس وصول مئات من العناصر الإيرانية والأفغانية بسلاحهم فجر الأربعاء الماضي إلى ميناء المدينة على متن باخرة تحمل علم دولة بنما قادمةً عبر البحر الأحمر.

 

وقال مجدي -وهو من “تنسيقية طرطوس الحرة”- إنه تم نقلهم مباشرة باتجاه دمشق في حافلات تابعة لشركة القدموس، مرجحاً استقرارهم في معسكر الديماس شمال دمشق استعداداً لزجهم في معارك درعا والقلمون.

 

وكان المئات من عناصر الحرس الثوري الإيراني قد وصلوا إلى ناحية صلنفة في ريف اللاذقية قبل أيام، بهدف تشكيل خط دفاعي في وجه قوات المعارضة ولا سيما جيش الفتح الذي سيطر على مدينة جسر الشغور الملاصقة لريف اللاذقية.

 

واعتبر المحامي طارق عبد الهادي مغادرة الروس و”وصول قوات شيعية مؤشراً على انهيار النظام في أي لحظة بعد الهزائم المتكررة لجيشه على مختلف الجبهات في سوريا”.

 

وتوقع عبد الهادي أن يكون الحل “الذي بات قريباً في سوريا سياسياً وليس عسكرياً، وأن يؤدي الضغط العسكري الكبير على قوات الأسد إلى تسليمه السلطة للمعارضة سلمياً”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2015

 

القوات الكردية تسيطر على بلدة سلوك بريف الرقة  

أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية أن مقاتليها تمكنوا من السيطرة على كامل بلدة سلوك بريف الرقة الشمالي في سوريا، بعد تقدمها نحو مدينة تل أبيض في الرقة السورية الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود مع تركيا.

 

وأوضحت الوحدات أن ذلك تم بعد معارك مع مقاتلي التنظيم انتهت بانسحاب ما تبقى منهم نحو مناطق سيطرتهم في مدينة تل أبيض.

 

وتعد بلدة سلوك الواقعة على بعد تسعين كيلو مترا  شمال الرقة من أقدم معاقل التنظيم في شمال سوريا حيث أعلن التنظيم انتشاره فيها منذ صيف عام 20153 كأول منطقة يسيطر عليها التنظيم بالكامل في شمال سوريا.

 

وتأتي هذه التطورت بعد أن قالت مصادر سورية للجزيرة إن قوات حماية الشعب الكردية تمكنت من التقدم نحو مدينة تل أبيض في الرقة بعد سيطرتها على 12 قرية شرق المدينة وغربها، وسط نزوح الآلاف بسبب احتدام المعارك.

 

وأفادت المصادر بأن القوات الكردية المدعومة بطيران التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، سيطرت على قرى بير عاشق والعيساوي وبير محمد الخضر شرق تل أبيض بعد أن تمكنت من الالتفاف على مقاتلي التنظيم المتمركزين في بلدة سلوك.

 

وأضافت المصادر أن هذا التقدم جاء بعد اشتباكات ليلية مع مقاتلي التنظيم وبدعم من مروحيات التحالف، وأوضحت أن القوات الكردية أصبحت على بعد سبعة كيلومترات شرق تل أبيض حيث عزز تنظيم الدولة من دفاعاته بحفر خنادق لمقاتليه وتفخيخ بعض الطرق والجسور.

 

وقد أدى تقدم القوات الكردية من تل أبيض إلى نزوح 12 ألف شخص من الأهالي فيها إلى مناطق أخرى، وخاصة باتجاه الحدود السورية التركية وسط توقعات بأن تصل المعارك خلال ساعات إلى قلب المدينة، التي ستعد الأكبر التي يخسرها التنظيم في عموم سوريا إذا تمكنت القوات الكردية من السيطرة عليها.

 

وقال مراسل الجزيرة في غازي عنتاب معن خضر إن تل أبيض بدت خالية من سكانها، ونقل عن مصادر محلية أن ثمة سبعة آلاف فقط ما زالوا في المدينة.

 

وأشار المراسل إلى أن حالة النزوح ربما تعود إلى غارات التحالف الكثيفة وتعرض المدينة لعملية تهجير سابقة من قبل تنظيم الدولة.

 

ففي وقت سابق قتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة إثر تعرض منزلهم لقصف طائرات التحالف الدولي على قرى بأطراف بلدة سْلوك شمالي محافظة الرقة، ليرتفع عدد القتلى في المنطقة إلى أكثر من عشرين شخصا، غالبيتهم مدنيون.

 

وبينما تكمن أهمية تل أبيض بالنسبة للتنظيم في أنها أقرب بلدة حدودية لعاصمته الفعلية مدينة الرقة، فإنها بالنسبة للأكراد تساعد على الربط بين المناطق السورية التي يسيطرون عليها في محافظة الحسكة وعين العرب (كوباني).

 

وبدأت وحدات حماية الشعب الكردية مسعى لدخول محافظة الرقة من محافظة الحسكة المجاورة بمساعدة التحالف الذي تقوده واشنطن، وطردت تنظيم الدولة من مساحات واسعة من الأراضي منذ مطلع مايو/أيار الماضي.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2015

 

المعارضة السورية تواصل تقدمها بإدلب وتعلن معركة بحماة  

واصل جيش الفتح التابع للمعارضة السورية المسلحة تطهير ريف إدلب (شمال غرب سوريا)، حيث تمكن من السيطرة على قريتين جديدتين وحاجز، أما في ريف حماة (وسط البلاد) فقد أعلنت فصائل المعارضة عن بدء معركة جديدة.

 

وفي غضون ذلك، واصلت المعارضة استهداف قوات النظام في مطار الثعلة العسكري بالسويداء جنوبي البلاد.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في إدلب بأن مقاتلي جيش الفتح سيطروا على قريتي جنة القرى وصراريف وحاجز تل خطاب قرب مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.

 

وتأتي هذه التطورات في سياق هجوم وصف بالواسع شنه جيش الفتح على مواقع جيش النظام المتبقية في ريف إدلب الغربي. وتهدف المعارضة للسيطرة على قرية فريكة التي تفصل بين ريفي إدلب وحماة.

 

وأفاد مراسل الجزيرة نت بأن قوات المعارضة استهدفت بصواريخ غراد مواقع للنظام في مطار حماة العسكري وبلدة جورين الموالية للنظام بريف حماة.

 

وتمكنت المعارضة من السيطرة على فتحة سد زيزون في ريف حماة الغربي بشكل كامل، ودمرت ثلاث دبابات للنظام بريف حماة الشمالي.

معركة جديدة

يأتي هذا في وقت أعلنت فيه فصائل المعارضة السورية بدء معركة جديدة في الريف الشمالي لحماة وسط البلاد أطلقت عليها “فتح من الله” بهدف السيطرة على عدد من الحواجز العسكرية التابعة لقوات النظام قرب مدينة محردة ومطار حماة.

 

وقال ناشطون إن فصائل المعارضة سيطرت على حاجز في ريف حماة الشمالي بعد اشتباكات مع قوات النظام كبدته فيها خسائر بالعتاد والأرواح.

 

وأفاد المكتب الإعلامي في فيلق الشام بأن مقاتليه وفصائل المعارضة تمكنوا أيضا من السيطرة على حاجز مدجنة شجاع قرب قرية معركبة، بينما تتواصل الاشتباكات في الحواجز المحيطة.

 

وتمكنت الفصائل أيضا من تدمير ثلاث دبابات وسيارة عسكرية، وقتلت أكثر من ثلاثين عنصرا وجرحت عددا آخر أثناء الاشتباكات على حواجز معركبة والمصاصنة.

 

وقال القائد العسكري في فيلق الشام النقيب سالم الأبرش إن “المعركة التي استمر الإعداد لها شهرا كاملا ستكون حاسمة، والهدف الأساسي منها تحرير الحواجز في ريف حماة الشمالي والوصول إلى مطار حماة كمقدمة لمعركة لاحقة من أجل فتح مدينة حماة”.

 

في المقابل، نفذت الطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام أكثر من 15 غارة على بلدتي اللطامنة وكفرزيتا المتاخمتين لمناطق الاشتباك.

 

أما في السويداء (جنوبي البلاد) فجددت فصائل المعارضة استهداف مطار الثعلة العسكري، حيث انفجرت مستودعات للذخيرة داخله.

 

ومن أطراف مطار الثعلة قال مراسل الجزيرة محمد نور إن القصف الجوي من قبل النظام ما زال متواصلا على المكان حتى ظهر السبت، ونقل المراسل عن مصادر في الفصائل التي تحاصر المطار أن هدفها من محاولة السيطرة عليه هو هدف إنساني، وذلك لمنع طائرات النظام من الانطلاق منه وقصف المدن والقرى المحيطة به.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2015

 

النصرة: مقتل الدروز في “قلب لوزة” خطأ غير مبرر  

اعتبرت جبهة النصرة أن مقتل عشرين شخصا من الطائفة الدرزية بريف إدلب (شمال) على أيدي بعض عناصرها خطأ غير مبرر، وأنه تم من دون علم القيادة، متوعدة مرتكبي الحادث بالمحاكمة.

 

وقالت الجبهة في أول بيان لها بهذا الصدد -حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- منذ وقوع الحادث يوم الأربعاء الماضي إن الجبهة تلقت الواقعة ببالغ الأسى، وأوضحت أنها “مخالفة واضحة لتوجيهات القيادة”.

 

وأكد البيان أن وفودا ولجانا من الجبهة انطلقوا للوقوف على الحادث بأنفسهم وطمأنة الأهالي والتأكيد على أن ما وقع هو “خطأ غير مبرر وتم من دون علم القيادة”.

 

وتوعدت الجبهة في بيانها بتقديم كل من تورط في تلك الحادثة لمحكمة شرعية ومحاسبة المدانين، معتبرة أن الجبهة تأسست منذ البداية على تحكيم الشريعة الإسلامية وتطبيق أحكامها.

 

وشدد بيان الجبهة على أن سلاحها “لن يوجه إلا لمن اعتدى وصال على دماء وأعراض المسلمين من عصابات الجيش النصيري المجرمين والخوارج المارقين وجماعات المفسدين”.

 

وكانت مصادر قد أكدت للجزيرة أن عشرين شخصا قتلوا في قلب لوزة جراء خلاف نشب عند محاولة النصرة اعتقال شخص من القرية تتهمه بالتعامل مع النظام.

 

ونقل مراسل الجزيرة عن الشيخ أبو كامل -أحد وجهاء الدروز في إدلب- أنه يحمّل أحد قادة جبهة النصرة في المنطقة مسؤولية ما حدث ويطالب بمحاكمته.

 

في حين أفاد ناشطون بأن عناصر من الجبهة دخلوا إلى قلب لوزة للاستحواذ على بيوت “الشبيحة المؤيدين للنظام” ولإسكان نازحين فيها، مما تسبب في وقوع اشتباكات قتل فيها عشرون من أهالي القرية وثلاثة من عناصر النصرة.

 

وفي هذا السياق، ندد كل من الجيش الحر والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأي “محاولات لزرع الفتنة الطائفية”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2015

 

الثوار يلقون القبض على زعيم “داعش” في ريف حمص

العربية.نت

ألقى فصيل سوري مقاتل القبض على متزعم تنظيم “داعش” في ريف حمص الشمالي والمدعو رافد طه.

ونقلت “شبكة سوريا مباشر” عن القيادة العامة لـ”جيش التوحيد” إعلانها في بيان صدر عنها أمس السبت عن إلقاء القبض على طه.

وجاء في البيان أنه “وبعد المراقبة والتحري من قبل المكتب الأمني لجيش التوحيد وبالتعاون مع الأهالي في مدينة تلبيسة تم القبض على المدعو رافد طه”، والذي اتهمه البيان بأنه “المتسبب بالأحداث الدامية في ريف حمص الشمالي، والتي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى”.

وأفادت مصادر ميدانية بأن القبض على رافد طه تم في منزل أحد أقربائه بعد اشتباكات استمرت قرابة الثلاث ساعات على إثر محاصرة عناصر “جيش التوحيد” لمكان تواجده.

وخلال الاشتباكات قام طه بإطلاق النار على عناصر “جيش التوحيد”، مما اضطرهم للرد إلى أن خرج طه مستسلماً وحاملاً مسدساً بيده فقط.

يذكر أن رافد طه كان قائداً لـ”لواء أسود الإسلام” قبل انضمامه لتنظيم “داعش”، ووصل إلى مدينة تلبيسة بعد قدومه من المقر الرئيس للتنظيم في مدينة الرقة.

 

حلب.. فصائل مقاتلة تطرد “داعش” من البل وتقاتله في مارع

بيروت – فرانس برس

طردت فصائل معارضة في سوريا متطرفي تنظيم “داعش” من قرية البل في محافظة حلب، قرب الحدود التركية، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد: “تمكنت الفصائل المقاتلة والإسلامية من استعادة السيطرة على قرية البل بريف حلب الشمالي، التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية”.

وتقع قرية البل على بعد حوالي 10 كيلومترات من معبر باب السلامة عند الحدود التركية. وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن “الهدف الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية هو قطع هذا المعبر”.

وأضاف أن المعارك أوقعت 29 قتيلاً على الأقل في أقل من 24 ساعة، 14 في صفوف الفصائل المقاتلة و15 من التنظيم المتطرف.

من جهة ثانية قال ناشطون لوكالة “فرانس برس” إن معارك عنيفة تدور بين الطرفين في محيط بلدة مارع، أحد المعاقل الرئيسية للفصائل المعارضة في هذه المحافظة التي يريد تنظيم “داعش” السيطرة عليها.

وصرح مأمون أبوعمر، مدير وكالة “شهبا” المحلية في حلب، لوكالة “فرانس برس”، أن “تنظيم الدولة الإسلامية حاول مرارا السيطرة على مارع”. وتقع مارع أيضا على طريق مهم يؤدي إلى الحدود التركية.

وأضاف: “إنه هدف استراتيجي بالنسبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية لأن الفصائل الإسلامية تحصل على إمدادات في العديد والعتاد من مارع”.

وأوضح أن “داعش” يحاول “محاصرة المدينة من خلال احتلال القرى المجاورة”، مشيراً إلى وقوع

معارك خلال الساعات الـ24 الأخيرة في بلدتين مجاورتين على الأقل.

 

تركيا تبعد سوريين هاربين من المعارك عن معبر حدودي

أقجا قلعة (تركيا) – فرانس برس

استخدمت قوات الأمن التركية، أمس السبت، خراطيم المياه وأطلقت العيارات التحذيرية لإبعاد آلاف السوريين عن معبر حدودي بعد هروبهم من المعارك بين القوات الكردية وتنظيم “داعش”، بحسب مصور لوكالة “فرانس برس”.

وكان السوريون ينتظرون خلف سياج شائك عند معبر أقجا قلعة الحدودي في جنوب شرق البلاد.

وفر هؤلاء من القتال مع تقدم القوات الكردية نحو بلدة تل أبيض السورية الواقعة قرب الحدود التركية والتي يسيطر عليها التنظيم المتطرف.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الحماية الشعبية الكردية باتت على مسافة 10 كلم داخل تل أبيض.

واستخدمت القوات التركية خراطيم المياه وأطلقت أعيرة نارية، تحذيراً في الهواء لإبعاد السوريين عن السياج الشائك عند المعبر، بحسب مراسل “فرانس برس”.

ويصل مزيد من السوريين من تل أبيض، ما يرفع درجة التوتر في المعبر مع نشر عناصر من قوات الشرطة والجيش التركي على السياج الحدودي لضمان عدم تسلل أي من السوريين إلى داخل الأراضي التركية. وتمنع القوات التركية أي سوري من الدخول.

ورغم تقدم القوات الكردية نحو بلدة تل أبيض، فلا تزال أعلام تنظيم “داعش” السوداء ترفرف فوق المدينة، بحسب ما أفاد المراسل.

وذكرت تركيا الخميس الماضي أنها تتخذ إجراءات للحد من تدفق السوريين إلى أراضيها إثر دخول الآلاف منهم خلال الأيام القليلة الماضية بسبب القتال بين الأكراد وتنظيم “داعش”.

وبموجب سياسة “الباب المفتوح” التي أعلنها الرئيس رجب طيب أردوغان، استقبلت تركيا 1.8 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا في 2011.

إلا أن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش قال في أقجا قلعة الخميس إنه لن يسمح بدخول لاجئين جدد إلا في حالات إنسانية صعبة.

وأكدت الحكومة أن هذا لا يعني انتهاء سياسة “الباب المفتوح” إلا أنه لم يتضح ما إذا كان سيسمح لاحقا للسوريين على المعبر بدخول الأراضي التركية.

وقال مسؤولون إن تركيا استقبلت أكثر من 13 ألفاً و500 سوري خلال الأيام القليلة الماضية غادروا منازلهم إثر المعارك في تل أبيض.

وأعربت الحكومة التركية خلال الأشهر الماضية عن مرارتها المتزايدة من تركها وحيدة في تحمل عبء اللاجئين السوريين من دون مساعدة من الغرب.

وقالت الحكومة في أبريل الماضي إنها أنفقت نحو 5.5 مليار دولار على اللاجئين السوريين منذ بدء الأزمة في 2011.

 

سوريا.. التحالف يدعم جوا زحف الأكراد تجاه تل أبيض

دبي – قناة العربية

قام تنظيم داعش بتفجير جسر الجلاب بمدينة تل أبيض في الرقة بالمتفجرات، ودمره بشكل شبه كامل.

وبحسب الهيئة العامة للثورة، فقد تمكن الثوار من تدمير سيارة لقوات النظام في حاجز “جنقرة” بريف إدلب، وقُتل جميع العناصر الموجودين فيها.

وأفادت لجان التنسيق المحلية أن مروحيات قوات النظام استهدفت مدينة تدمر في محافظة حمص بالبراميل المتفجرة.

ووردت أنباء عن استخدام قوات الأسد لـقذائف تحوي غاز الكلور السام على جبهات “جوبر” في دمشق.

واستهدفت قوات المعارضة قوات النظام في مطار الثعلة العسكري بريف السويداء، وأدت الهجمات إلى انفجار مستودعات الذخيرة، الأمر الذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام.

في الأثناء، قالت وحدات حماية الشعب الكردي إنها تخوض معارك عنيفة مع تنظيم داعش في محيط بلدة أبيض على الحدود السورية التركية، والتي يسعى الأكراد لانتزاع السيطرة عليها من التنظيم المتطرف.

فيما بدأت مجموعات كردية مسلحة الزحف صوب بلدة تل أبيض بريف الرقة (المحافظة التي يتفرد داعش بالسيطرة عليها منذ أكثر من سنة)، وتجري العملية العسكرية بدعم من ضربات جوية يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وبمساندة من مقاتلين معارضين يتبعون الجيش السوري الحر.

وبدأت العملية انطلاقاً من محافظة الحسكة المجاورة، وبدأت بمحاصرة بلدة سلوك والسيطرة على جزئها الشرقي، وتبعد سلوك حوالي 20 كلم إلى الجنوب الشرقي من تل أبيض، وهي أقرب بلدة حدودية لمدينة الرقة التي تعتبر مركز ثقل التنظيم في سوريا.

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي وحدات حماية الشعب أصبحت الآن في منتصف الطريق بين سلوك وتل أبيض، أي أنهم يخوضون معارك في عمق أراضي محافظة الرقة.

وانتزاع السيطرة على تل أبيض من داعش سيساعد وحدات حماية الشعب على الربط بين المناطق السورية التي يسيطر عليها الأكراد في الحسكة وريف حلب وتحديدا كوباني.

وأدى اشتداد القتال في المنطقة إلى نزوح أعداد كبيرة من سكان المنطقة إلى تركيا التي تقول إن نحو عشرة آلاف لاجئ دخلوا أراضيها منذ الأسبوع الماضي.

 

سوريا.. تقدم للأكراد على حساب داعش

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

واصل المقاتلون الأكراد، السبت، تقدمهم في شمال سوريا باتجاه مدينة تل أبيض التي يسيطر عليها تنظيم الدولة “داعش”، ما دفع آلاف السكان إلى الهرب باتجاه تركيا التي منعتهم من دخول أراضيها.

 

وغير بعيد أيضا من الحدود التركية السورية ولكن إلى جهة الغرب، تمكن مسلحون من فصائل معارضة من السيطرة على قرية البل في محافظة حلب في شمال سوريا بعد طرد مقاتلي داعش منها.

 

وابتدأ هجوم القوات الكردية على تل أبيض الخميس بهجوم على بلدة سلوك الواقعة على بعد نحو 20 كيلومترا جنوب شرق تل أبيض.

 

وكانت القوات الكردية قد تمكنت من طرد مقاتلي داعش من كوباني فييناير الماضي.

 

ونقلت فرانس برس عن الناشط السوري ارين شخموس إن القوات الكردية مع القوات المتحالفة معها تسعى إلى السيطرة الكاملة على كامل الحدود مع تركيا وإبعاد مقاتلي داعش  عنها. وأوضح “أن المجموعات السورية التي تقاتل إلى جانب الأكراد أعلنت بأنها بعد تحرير تل أبيض ستتجه إلى مدينة الرقة”.

 

المعارضة تعلن بدء معركة بريف حماة

وفي ريف حماة الشمالي، أعلنت فصائل من المعارضة السورية عن بدء معركة جديدة ضد مواقع القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها.

 

ويأتي هذا الإعلان بعد سيطرة ما يسمى بـ”جيش الفتح” على معظم محافظة إدلب المتاخمة لريف حماة الشمالي، وذكرت مواقع سورية معارضة أن غرفة العمليات المشرفة على معركة “فتح من الله” تفضل في الوقت الحالي التعتيم على سير المعارك، وأنها ستصدر بيانات رسمية في وقت لاحق.

 

غير أن شبكة “سوريا مباشر” المعارضة ذكرت أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من تدمير دبابة للجيش السوري في قرية “معركبة” بريف حماة الشمالي.

 

من جانب آخر، ذكر نشطاء أن المعارضة تمكنت من إسقاط طائرة حربية من طراز ” لام 39 ” فوق مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب.

 

وفي دمشق، تحدث مصادر من المعارضة عن سقوط عدد جنود القوات الحكومية إثر اشتباكات مع على أطراف حي جوبر شرقي العاصمة.

 

“جبهة النصرة” تتعهد بمحاكمة شرعية لعدد من عناصرها اتهموا بقتل دروز بريف إدلب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) —  تعهدت حركة “جبهة النصرة”  جناح تنظيم القاعدة في سوريا، السبت، بتقديم عدد من أفرادها للمحاكمة بعدما أقرت بمخالفتهم التوجيهات وضلوعهم  في قتل دروز بشمال غرب سوريا الأسبوع الماضي، في حين أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى طلب الحكومة الإسرائيلية من أمريكا المساعدة في حماية الطائفة الذرية في جنوب سوريا بمواجهة هجمات الفصائل المسلحة.

 

وأوضحت “النصرة، في بيان نشر على الإنترنت: “تلقت الجبهة ببالغ الأسى الحادثة التي وقعت في قرية قلب لوزة في ريف إدلب يوم الأربعاء والتي شارك فيها عدة عناصر من جبهة النصرة ودون الرجوع إلى أمرائهم، وبمخالفة واضحة لتوجيهات قيادة جبهة النصرة.”

 

وكانت تقارير قد أشارت إلى مصرع ما لا يقل عن 20 درزيا في قرية “قلب لوزة” الأربعاء الماضي عندما فتح أفراد من “جبهة النصرة” النار على القرويين.

 

تابع البيان : ” كل من تورط في تلك الحادثة سيقدَّم لمحكمة شرعية ويُحاسب على ما ثبت في حقه من دماء، وما ذاك إلا تحكيم لشريعة ربنا التي ما أُسست النصرة منذ البداية إلا لرفع رايتها وتطبيق أحكامها.”

 

منّاع: سنعمل لحشد تأييد أمريكي روسي إقليمي لمخرجات مؤتمر القاهرة

روما (12 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد عضو لجنة المتابعة والتنسيق المنبثقة عن مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية أن اللجنة بدأت التواصل مع القوى العظمى والدول الإقليمية لحشد تأييد لمخرجات المؤتمر، وشدد على أنها ستتواصل أيضاً مع كل من لم يحضر مؤتمر القاهرة من المعارضات السورية بسبب موقفها المسبق أو بسبب ظروف أو مكان انعقاد المؤتمر

 

وحول ظروف انعقاد المؤتمر ونتائجه، قال المعارض السوري هيثم منّاع، عضو لجنة المتابعة والتنسيق للمؤتمر، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد ظُلم المؤتمر كثيراً بالصورة والمخرجات والجهد الذي بُذِل من أجله، وكذلك ظُلِمت الوثائق التي نتجت عنه والتي تُعتبر أكثر الوثائق السورية تقدّماً ونُضحاً ومواكبة للأحداث والتغييرات في البلد، وأفضل ترجمة من جهة لبيان جنيف من خلال خارطة الطريق ومن جهة ثانية كميثاق وطني جامع لكل السوريين، ويمكن أن تُشكّل هذه الوثائق نقاط استناد ومبادئ أساسية لبناء سورية الجديدة”، وفق توصيفه

 

وتابع منّاع “كل المنصفين يعرفون أن وثائق القاهرة الأول كان بها ثغرات كثيرة ولم تُوقّع ولم يكن هناك إجماع حولها، عدا أن الكثير من الأمور تمّت دون تصويت وبضغوط، في حين أننا هنا في مؤتمر القاهرة الأخير كنا بعلاقة ديمقراطية بين المشاركين وتشكّلت لجان لمراجعة كل الوثائق وعلى هذا الأساس تم التوافق، ونحن نتعز بطريقة الإعداد التي شملت أكبر عدد ممكن من القادرين على الصياغة والمختصين وبطريقة التصويت التي كانت ديمقراطية”، وفق قوله

 

وكان مؤتمر القاهرة الثاني للمعارضة السورية من أجل الحل السياسي الذي عُقد في القاهرة تحت رعاية مصرية وبمشاركة واسعة من مختلف أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج، قد اعتمد خارطة طريق وميثاق وطني، وانتخب لجنة للمتابعة والتنسيق للتحرك العربي والدولي للتسويق لخارطة الطريق “للحل السياسي التفاوضي من أجل سورية ديمقراطية”، حسب مقرراته

 

وعن الخطوة التي تلي اعتماد خارطة الطريق والميثاق الوطني، قال المعارض السوري “السؤال الكبير اليوم بالتأكيد هو: ماذا عن الغد؟ أول مسألة أننا سنتوجه لمن عادانا أو لم يعرف من نحن، أو أحب أن يعرفنا بغير صورتنا الحقيقية ومن الضروري أن يعيد النظر، وعليه سنعمل على تعريف الناس بحقيقة ما جرى وليس بما قيل أو أُشيع عن المؤتمر، لابد من أن يكون هناك حشد كبير وتأييد على الأقل أمريكي وروسي لمخرجات المؤتمر، وللحل السياسي التفاوضي، وبدأنا العمل بهذا الاتجاه فوراً بالاتصال بالطرفين، وأعتقد أنه سيكون هناك اجتماعات قريبة على أعلى المستويات معهما، وهذا أمر مهم جداً، كذلك سنقوم بالتواصل مع الدول الإقليمية الفاعلة، وسيكون هناك توجه للتواصل السريع لشرح ما جرى وما يمكن أن تقوم به هذه الدول من أجل سورية”، وفق قوله

 

وأضاف “هناك أيضاً مهمة أساسية، خاصة وأنه ليس كل من غاب عن المؤتمر غير مؤيد للحل السياسي التفاوضي ولمخرجات المؤتمر، لذا فإننا سنتواصل مع كل القوى والأطراف التي لم تحضر سواء لموقف مسبق خاطئ أو لظروف أو لمكان المؤتمر، وكل هذه الأطراف سيتم التواصل معها من أجل كسب أكبر وأوسع جبهة سورية للدفاع عن خارطة الطريق والقدرة على تحويلها إلى قرار فيه كلمتي الإلزام والالتزام على الصعيدين الإقليمي والدولي”، حسب توضيحه

 

وفيما إن كان هناك ترابط بين مؤتمري القاهرة والرياض المرتقب، قال منّاع “لا يمكن اليوم الحكم على مؤتمر أو مبادرة لم تبدّ بعد معالمها ومكوناتها وبرامجها، ووفق المعطيات الأوضح سنحدد طبيعة العلاقة وحجم التجسير بين مشروع القاهرة والرياض. اليوم ليس بإمكاننا قول الكثير عن هذا الموضوع، هناك بعض المعلومات التي رشحت من الطرف السعودي ومن الذين تواصلوا مع الأخوة السعوديين، لكن حقيقة لا يمكن القول أن لدينا جملة العناصر التي تسمح لنا بتحديد حجم التعاون وطريقته وأسلوبه وكيف سيكون” وفق قوله

 

وفيما إن كان سيتم توسيع اللجنة المنبثقة عن مؤتمر القاهرة إذا انضمت لها قوى معارضة سورية أخرى، أوضح “أريد أن أُذكّر بمبادرة سورية اسمها إعلان دمشق، في هذه المبادرة وبعد الإعلان عنها انضم لها أطراف كثيرة، وهذه الأطراف لم تشترط أن تكون فوراً بقيادة إعلان دمشق، وإنما أصبحت كذلك بشكل مؤسساتي، وهذه الآلية الأساسية التي اتفقنا عليها، بمعنى أن من لم يحضر لأسباب ذاتية أو موضوعية، لن يُستبعد ولن يُبعد، خاصة إن كان يتبنى الحل السياسي وفق بيان جنيف، ومن هنا سنبحث عن كل الوسائل التي تسمح لنا ببناء أوسع جبهة تدافع عن هذا البرنامج”، حسب قوله

 

وعن تواصل اللجنة مع الجيش السوري الحر والقوى الثورية المسلحة، قال المعارض السوري “بكل أمانة وصدق، عندما انطلقت فكرة هذا المؤتمر لم يكن هناك تقدّم عسكري للمعارضة على الأرض بل على العكس كان هناك تراجع عسكري، لكن كانت هناك قناعة لدى كل الساعين لإنجاح هذا المؤتمر بأن هناك كلمات مثل تغيير ميزان القوى وكسب الوقت والسلاح النوعي وغيرها ليس لها أي معنى ولا يمكن إعطاء نتيجة وأن الحل العسكري مستحيل، وكل الأشخاص الذين أجمعوا على هذا الرأي هم بُناة مؤتمر القاهرة، ولم يتأثروا بالتغير العسكري على الأرض، وبالتأكيد هناك عدد من الضباط الذين كان من المُفترض أن يكونوا لكنهم لم يحضروا، والسبب كان ضغط من غرفة العمليات أكثر منه بسبب أنهم تابعون لهذه الجبهة أو تلك، وللأسف فإن موقف بعض الدول الإقليمية السيء جداً هو الذي أجبر العديد

 

إسرائيل لن تتدخل عسكريا لحماية الدروز في سورية

القدس (12 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر إسرائيلية أن المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي قررا عدم الاستجابة لمطلب الدروز الإسرائيليين بالتدخل عسكريا لحماية الدروز السوريين الذين يتعرضون لهجمات من قبل (داعش) وجبهة النصرة

 

وقالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية “قررت إسرائيل عدم التدخل عسكرياً لحماية أبناء الطائفة الدرزية في سورية رغم توجه قيادات الوسط الدرزي في اسرائيل إلى الحكومة بطلب تقديم الدعم العسكري لإخوانهم في الجانب السوري من الحدود”، حسب ذكرها

 

ولفتت الصحيفة إلى أن “المجموعات السنية المتشددة كثفت مؤخراً من هجماتها على القرى والبلدات الدرزية خاصة في محافظة السويداء جنوب سوريا فيما سحبت قوات النظام السوري أسلحتها الثقيلة من المحافظة ووضعت سكانها في مواجهة مباشرة مع (داعش) وفصائل معارضة أخرى التي تعتبرها عنصراً معادياً بسبب علاقاتها الجيدة مع النظام”، في دمشق

 

وكان وجهاء من الطائفة الدرزية في إسرائيل توجهوا مؤخرا إلى الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين وقائد هيئة اركان الجيش الإسرائيلي غادي ازنكوت للمطالبة بالتدخل عسكريا لصالح الدروز السوريين

 

المبعوث الأممي لسورية يلتقي بمعارضين من مؤتمر القاهرة

روما (12 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

يلتقي المبعوث الأممي الخاص لسورية ستافان دي مستورا غداً بممثلين عن لجنة المتابعة والتنسيق المنبثقة عن مؤتمر “المعارضة السورية من أجل الحل السياسي” الذي انعقد في القاهرة قبل أيام للاطلاع على تفاصيل نتائج المؤتمر والخطوات المستقبلية التي ستقوم بها اللجنة من أجل لحصول على تأييد عربي وإقليمي ودولي لخارطة الطريق التي أقرها المؤتمر

 

ووفق مواكبين للملف السوري لدى المبعوث الأممي فإنه اطلع على الوثيقتين اللتين نتجتا عن المؤتمر (الميثاق الوطني وخارطة الطريق)، وفي الغالب سيقدمهما ضمن الاقتراحات التي ستُقدّم ضمن تقريره الذي سيقدمه كتقييم للوضع السوري واقتراحات للحل السياسي في خلاصة مشاوراته التي بدأها في الخامس من أيار/مايو الماضي

 

وكان من المفترض أن يُقدّم دي مستورا تقريره للأمم المتحدة نهاية حزيران/يونيو الجاري بعد أن يُنهي مشاورات منفصلة مع أطراف النزاع السوري (ممثلو للنظام والمعارضة السورية وممثلو المجتمع المدني وخبراء سوريين فضلا ًعن ممثلي الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية)، لكن سرعان ما تم تأجيل موعد تقديم التقرير وتمديد فترة المشاورات لتموز/يوليو القادم، ووفق المصادر من المُرجّح أن يتم تقديم التقرير منتصف الشهر المقبل

 

أكراد سوريا “يتقدمون” صوب تل أبيض الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة

إذا استطاعت وحدات الحماية الكردية السيطرة على مدينة تل أبيض، ستمثل هذه ضربة قوية لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية بدء تقدمها تجاه مدينة تل أبيض السورية، التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وقالت الوحدات إن مسلحي التنظيم “فقدوا السيطرة” على إحدى البلدات القريبة من تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة، معقل التنظيم المتشدد، وفقا لما نقلته وكالة أسوشيتد برس للأنباء.

وإذا استطاع الأكراد السيطرة على مدينة تل أبيض، سيمثل هذا ضربة قوية للتنظيم الذي يُعرف أيضا باسم “داعش”.

ومن المتوقع أن تشهد هذه المنطقة، القريبة من الحدود مع تركيا، معارك قوية بين المقاتلين الأكراد ومسلحي التنظيم.

وقال ريدور خليل، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب، لوكالة رويترز إن “الكثير من مسلحي داعش هربوا من بلدة سلوك القريبة، باستثناء مجموعة من الانتحاريين وسيارات مفخخة، ولذا نتوخى الحذر في دخولها.”

وتحظى تحركات الوحدات الكردية بدعم من خلال الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم.

وستساعد سيطرة الوحدات الكردية على تل أبيض على الربط بين المناطق السورية التي يسيطر عليها الأكراد في محافظة الحسكة وكوباني.

ولا يزال تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر على قرابة ثلث العراق وسوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي وحدات حماية الشعب أصبحوا الآن في منتصف الطريق بين سلوك وتل أبيض الواقعة قبالة بلدة أقجة قلعة التركية.

وتفيد تقارير بأن المئات من السوريين وصلوا إلى معبر حدودي مع تركيا السبت هربا من الاشتباكات الدائرة بين الوحدات الكردية والتنظيم.

وعبر قرابة 13 ألف لاجئ سوري إلى تركيا على مدار الأيام العشرة الماضية، بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية التركية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى