صفحات الناس

جدل حول التدريس بالكردية في مناطق سورية/ الحسكة_لبنى سالم

 

 

للعام الأول، يحضر مئات الطلاب السوريين دروساً للغة الكردية، في مدراس رسمية في سورية، بعد القرار الذي أصدرته الإدارة الذاتية الكردية بداية العام الدراسي الجاري، والذي أقرت فيه التدريس بالكردية في مناطق سيطرتها شمال البلاد.

وتشكل المناهج الكردية ثلاث مواد تعليمية، وهي قواعد وأساسيات اللغة الكردية، ومادتا الرياضيات والمجتمع باللغة الكردية، في الصفوف الابتدائية الثلاثة الأولى.

وكانت هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية في مدينة الحسكة، طبعت ووزعت نحو 40 ألف كتاب باللغة الكردية، كما قامت بتهيئة المدرسين وتدريبهم لمدة ستة أشهر قبيل بدء العام الدراسي.

إلا أن إدخال اللغة الكردية إلى المناهج التعليمية لا يزال مثيراً للجدل حتى داخل الأوساط الكردية السوريّة، ففيما اعتبره البعض خطوة تاريخية واسترداداً لحق مسلوب، اعتبره آخرون خطوة باتجاه التقسيم وأدلجة التعليم، في حين اعتبر المجلس الوطني الكردي القرار تكراراً لتجربة حزب البعث في التعليم بسورية.

في السابق منعت السلطات السورية تعليم اللغة الكردية في كل من المدارس الرسمية والمعاهد الخاصة، وكانت اللغة الوحيدة المسموح بها هي العربية، أما الكرديّة فاقتصر تعليمها على المنزل وبعض حلقات التعليم التي كانت تعقد سراً، حتى أن كثير من الأكراد اليوم ليسوا ملمين باللغة الكردية المكتوبة.

وتقول المعلمة آفين محمد من مدينة الحسكة: “كنت أعلم أطفالي اللغة الكردية في المنزل، افتتح أخي دورات خاصة لتعليم الأطفال القراءة والكتابة بالكردية في منزله، فاعتقله الأمن وبقي نحو عام في السجن، اللغة جزء من هوية الإنسان ونريد أن نحافظ عليها، أنا سعيدة أنهم سيدرسونها في المدرسة، لكنني قلقة بعض الشيء على مستقبلهم فليس هناك جامعات أو منهاج لمراحل عليا بلغتنا، لسنا مطمئنين تماماً لما ستؤول إليه الأمور”.

بدروه، يقول الناشط الكردي، سردار مصطفى: “مشكلتنا ليست مع تعلم اللغة الكردية، تعلمها مطلب لجميع الأكراد، إننا ضد قلب مناهج التعليم إلى اللغة الكردية. نعتقد أنها خطوة غير محسوبة النتائج. جميع الفئات السياسية السورية تضع يدها باتجاه أدلجة مناهج تعليم الأطفال بدل أن تصب جهودها في رفع مستواه ومحاربة تسرب الأطفال من المدارس، هذه الجهات لا يهمها أن ينشأ جيل مسلح علمياً، كل ما يهمها أن ينشأ جيل مسلح في صفها لتحافظ على وجودها السياسي مستقبلاً”.

العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى