صفحات سوريةغسان المفلح


غسان المفلح

ليس جديدا ما صرح به هذا اليوم 29.07.2012 وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي، حول تبنيهم الكامل ودعمهم الكامل لاستمرار العصابة الأسدية في ذبح شعبنا، وقبله تهديدات أكثر من مسؤول إيراني ديني وسياسي وعسكري، بأنهم لن يسمحوا بسقوط العصابة الأسدية مهما كان الثمن. الجديد بالموضوع هو هذه الاعلان الآن وبشكل سافر عن أنهم شركاء في الجريمة وبتواطؤ مكشوف من المجتمع الدولي، وقسم من المعارضة السورية التي تدعي أنها ضد التدخل الخارجي…لم نسمع من موقعي نداء روما مثلا لا في السابق ولا حاليا، أية تلميح للدور الإيراني..وهؤلاء شكلوا في أكثريتهم كعب آخيل في جسد الثورة السورية..اختراق سياسي واضح من قبل من هم مع العصابة الأسدية لجسد المعارضة والثورة…لم يعد الموضوع يحتاج لمجاملات، من لايرى في إيران شريكة في الجريمة، سيكون مثلها. والانكى من كل هذا وذاك أن تواطؤ المجتمع الدولي مع المجازر ناتج عن الموقف الاسرائيلي، والذي يتبجح فيه ملالي طهران ومخبرهم حسن نصر الله، هم يعرفون أنهم إنما يتبجحون بحماية الموقف الاسرائيلي ليس إلا..ملالي طهران يعرفون أن من يحمي نظامهم-العصابة هي إسرائيل وفقط إسرائيل لاغير…أما دورهم ودور المافيا الروسية ليس سوى شركاء في القتل…كأنهم أدوات لقتل شعبنا…وليس مفاجئا طبعا أن أي اقتراح سياسي يقدمونه إنما يرتبط ببقاء العصابة الأسدية.  أين جماعة روسيا والمهللين لدورها؟ أين هيئة التنسيق ورموزها اللذين تحولوا إلى بوق لهذا التواطؤ ولهذا الموقف الاسرائيلي؟ أين مناضلي لا للتدخل ولا للطائفية في سورية؟ أين بعض فاعلي الأقليات من التصريحات الايرانية؟ على أساس أن نظام الملالي الإيراني نظام علماني وحامي للأقليات!!نفهم موقف إيران بأنه موقف مبني على ادوات طائفية ومالية..لكن من غير المفهوم ومن غير المقبول هومن يدعون المعارضة!!!

الدور الايراني في القتل لم يعد بحاجة لأدلة أبدا..وأنا لااتحدث هنا عن وجود مقاتلين وخبراء إيرانيين، يقتلون شعبنا مع جيش العصابة الأسدية، بل اتحدث عن الدور السياسي الفاضح والذي لايشبهه دور في العالم سوى الدور الروسي..هذه الادوار هي نتاج لنظام إقليمي يراد له الاستمرار مهما كان الثمن، وتشكل إسرائيل القوة الأكثر حماية والأكثر تغطية لهذا النظام الاقليمي..هذا النظام الاقليمي الذي رغم كل التسويات السلمية مع مصر والاردن واتفاق اوسلو، لم ينعكس ايجابيا على شعوب المنطقة، بل العكس هو ما جرى، حيث احتفظت إسرائيل بكل العناصر في استراتيجيتها الثابتة تجاه الوضع الاقليمي هذا..وهذا النظام الاقليمي المبني في جزء منه على ماسميناه مرارا البنية الأقلياتية في التعاطي مع شعوب سورية ولبنان والعراق..هذه البنية الأقلياتية تحتاج لدور إيراني فاعل في حدود السيطرة، دور يستخدم الورقة الطائفية في تعزيز ما يعتقده نفوذا إقيليما في هذا النظام الاقليمي..

لماذا إيران شريكة في الجريمة؟

ملالي طهران من المفترض أن لديهم معيارا دينيا في الحكم على الامور..فهل العصابة الأسدية تستوفي هذا المعيار؟ وهل قتلهم للمدنيين في سورية يستوفي هذا المعيار؟

ملالي طهران يستغنون عن المعيار الديني ويسوقون معيارا سياسيا في التعاطي مع العصابة الأسدية، هذا المعيار السياسي يسوقونه تحت شعار مناهضة إسرائيل ومقاومتها..أعتقد أن هذا المعيار أيضا لم يعد ينطلي على أحد..لأنه كما ذكرنا مدى تعلق إسرائيل باستمرار العصابة الأسدية في حكم البلد..

المعيار الطائفي معيار يجري تسويقه تحت الطاولة..لابناء الأقليات العلوية والشيعية في المنطقة..وهو معيار يمكن لمس نتائجه من خلال بنية حزب الله وسلوكه في لبنان..لكن بالمحصلة هؤلاء ليسوا شركاء لإيران بل هم ادوات لا اكثر ولا أقل، يمكن مراجعة احاديث الشيخ صبحي الطفيلي الامين العام السابق لحزب الله وتجربته مع إيران، وهو احد اهم مؤسسي هذا الحزب، لتوضيح أنهم ليسوا سوى أدوات نفوذ إيرانية… فإيران تريد من العصابة الأسدية قتل مزيدا من شعبنا..إسرائيل أكثر ذكاء وأكثر أخلاقية من إيران وروسيا..لأن فيها دولة قانون وحرية رأي..فهي تدين وأدانت جرائم العصابة الأسدية في كل المحافل الدولية، بينما ليس هكذا موقف روسيا وإيران..و المقارنة تأتي للتمييز بين مشروع سياسي وآخر وعلاقته بالبنية الداخلية لكل دولة من هذه الدول.. إسرائيل أكثر أخلاقية من حسن نصر الله.. ومن المرشد علي خامنئي!! حيث لم نلمس في أي تصريح له ولو تعاطفا محدودا جدا مع ضحايا المجازر الأسدية..ولا تعاطفا مع الشعب السوري، ولم يحاولوا حتى مجرد محاولة تقديم مساعدة لو بسيطة للنازحين السوريين، لا بل فرضوا في البداية على حكومة المالكي رفض استقبال اللاجئين السوريين.

البنية الأقلياتية وجناحيها الإقليميين أقصد إسرائيل وإيران، هي التي كشفتها الثورة السورية..الفارق أن إسرائيل تمتلك من القوة والدعم الدوليين ما يمكنها من تغيير استراتيجيتها هذه، بينما إيران مشروعها مسدود الأفق..

شعبنا وهو يعرف بتجربته العملية على الارض، أن كل من يدعم العصابة الأسدية هو شريك في الجريمة… نعم إيران شريكة كما روسيا وأكثر في قتل شعبنا…وشعبنا لن ينسى… كما أنه بدأت تبرز معطيات نتابعها وسنوضحها في كتابات لاحقة حول دور استخباراتي إيراني في دعم أشخاص هم عبارة عن شذاذ افاق في تشكيل مجموعات صغيرة، ترفع أعلام تنظيم القاعدة، من أجل تخريب النسق الوطني للثورة، وتشويه صورتها..وهم في العراق لهم تجربة قوية في هذا المجال بالتعاون مع استخبارات العصابة الاسدية..والامريكان والغرب عموما يعرفون ذلك جيدا…!!

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى