بيانات الانتفاضة

 

نداء من أهالي بانياس – بانياس تحت الحصار

بعد حصار بانياس وقراها لأيام طويلة ثم اقتحامها بوحشية واعتقال المئات من أبنائها واستشهاد من استشهد برصاص الأمن، تستمر اليوم سياسة الحصار والتجويع في هذه المدينة ومحيطها على غرار ما حصل ويحصل في مدن سورية أخرى.

لقد حاصر الجيش بانياس لفترة طويلة أدت إلى انقطاع الإمداد الغذائي والدوائي عن المدينة، رغم بعض المساعدات التي وصلت في البداية من مدينة جبلة أو من طرطوس، لكن بعد ذلك، جرى تشديد الحصار على المدينة ومنع الدخول والخروج إليها بشكل كامل، حتى أن بعض سائقي الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية جرى اعتقالهم وسرقة محتويات الشاحنات من قبل الأجهزة الأمنية المشتركة في الحصار.

ثم جرى الاقتحام بتاريخ 7-5-2011 من قبل عدد هائل من الجيش يقدر بعشرين ألف جندي لمدينة صغيرة مثل بانياس لا يتجاوز عدد سكانها أربعين ألف نسمة، بالإضافة إلى تعداد الأجهزة الأمنية التي شاركت بعملية الاقتحام.

حصل الهجوم بالذخيرة الحية والرشاشات 500، ورشاش المدرعات 14ملم، والبي كي سي، عبر إطلاق النار على البيوت والممتلكات والناس بشكل عشوائي. وتوزع الجيش في جميع مداخل المدينة والحارات والأزقة، وجرى احتلال أسطح المنازل والعديد من البيوت وتحويلها إلى تجمعات للجيش، ومن بينها منزل الشيخ أنس عيروط ومنزل الأستاذ أحمد موسى وآخرين، ودمرت العديد من المباني، وجرت مداهمة المنازل وتحطيم محتوياتها وسرقة ما غلى ثمنه وخف حمله، وتوج ذلك كله بفرض حظر تجول أدى إلى توقف الحياة بشكل كامل في المدينة.

كما قام الشبيحة وعناصر الأمن بمهاجمة مشفى جمعية البر و الخدمات الاجتماعية واعتقلوا معظم الأطباء والممرضين والمصابين، وسرقوا معدات المشفى ومستلزماتها الدوائية، من شاش ومصل وأكياس دم وغيرها، واستشهد المصاب أحمد قرقور لأنه لم يبق كيس دم واحد مطابق لزمرة دمه في المشفى، ثم قام هؤلاء بمهاجمة مشفى الدكتور عبد المجيد بكور وإحراقه بتهمة معالجة “الإرهابيين”.

حملة الاعتقالات طالت نحو خمسة آلاف شخص نقلوا إلى الملعب البلدي وتعرضوا لأسوأ انواع التعذيب والضرب على الجزء العلوي من الجسم، ثم جرى بطحهم وضربهم بقسوة. وفيما أفرج عن البعض لا يزال معظمهم قيد الاعتقال.

ولم يستثن من الاعتقال صغير أو كبير، فعلى سبيل المثال اعتقل والد الدكتور بسام الصهيوني – أستاذ جامعي- ويقارب عمره السبعين عاما، ويعاني من وضع صحي متردي، وجرى تعذيبه وضربه قبل إطلاق سراحه بسبب سوء حالته الصحية، وبعد إسعافه إلى مشفى البر الذي تحول إلى ثكنة عسكرية، جرى اعتقاله مرة أخرى هناك من قبل عناصر الأمن والشبيحة ولا يعرف عنه شيء حتى اللحظة.

بعد أيام عديدة من هذا الاقتحام والتنكيل و سقوط 5 شهداء من قريبة المرقب و 6 شهداء من بانياس، تعاني المدينة اليوم من أزمة غذائية خانقة بسبب استمرار الحصار، ولا يوجد حاليا إلا فرن خبز واحد استطاع معاودة العمل، وجميع الصيدليات مغلقة ولا توجد أدوية، فضلا عن إغلاق المستوصف الصحي والمشفى الخيري الذي أصبح ثكنه عسكرية وجرى نهب وتدمير محتوياته، ويمنع من بقي من الأطباء خارج المعتقل، من مداواة الناس بشكل شخصي تحت طائلة الاتهام بمعالجة “الإرهابيين”.

كما توقفت أحوال الناس وأعمالها ولا يجرؤ أحد على الذهاب إلى عمله بسب التواجد الأمني الكثيف واستمرار توجيه الجيش رشاشاته باتجاه الطرق والشوارع. وجرت عدة نداءات عبر مكبرات الصوت من أجل فتح المحال التجارية لكن لا أحد يجرؤ على ترك منزله في ظل استمرار حملة الاعتقالات والتنكيل.

إن أهالي مدينة بانياس يتوجهون إلى جميع مواطنيهم السوريين، وإلى جميع أصحاب الضمائر الحية في العالم، من أجل وقف الحصار والتنكيل ببانياس وأهلها، والإفراج عن أبنائنا وشبابنا ورجالنا المعتقلين فورا، وعودة الامدادات الغذائية والطبية إلى المدينة.

أهل بانياس الأحرار

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى