أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 14 كانون الثاني 2014

إيران تحذّر أميركا من «الندم» إذا لم تدعَ إلى «جنيف 2»

باريس – رندة تقي الدين ؛ الرياض، بيروت،لندن، الكويت – «الحياة»

شكّلت إيران مجدداً محور خلاف بين روسيا والولايات المتحدة في شأن دعوتها إلى المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» السوري. في وقت قال الموفد الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي، في باريس، إن الأمين العام للأمم المتحدة وهو شخصياً يؤيدان دعوتها إلى المؤتمر المقرر أن يعقد في 22 كانون الثاني (يناير) الجاري في مدينة مونترو السويسرية، وسانده في ذلك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري رد على نظيره الروسي بالقول إن عدم دعوة الإيرانيين لا علاقة له بالأيديولوجيا بل بسبب رفضهم بيان «جنيف 1» الداعي إلى حكم انتقالي في سورية، لافتاً إلى مشاركتهم عسكرياً إلى جانب النظام السوري وكذلك دعمهم لـ «حزب الله الإرهابي» الذي يقاتل بدوره في سورية.

وردت طهران في شكل غير مباشر على عدم دعوتها إلى مؤتمر جنيف، وقال وزير خارجيتها محمد جواد ظريف في بيروت إن الأطراف التي «تضغط» من أجل الحؤول دون مشاركة ايران في المؤتمر «ستندم مستقبلاً»، مشدداً على أن إيران ترفض وضع أي شروط مسبقة لمشاركتها، في إشارة إلى إصرار الغرب على قبولها بيان «جنيف 1».

وعرض مجلس الوزراء السعودي في جلسته الأسبوعية، أمس، برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز نتائج اجتماع مجموعة أصدقاء سورية أول من أمس في باريس، وجدد دعوة المجتمع الدولي إلى مساعدة الشعب السوري في تقرير مصيره والدفاع عن نفسه ضد القمع وتمكينه من التحكم بمستقبله وإنهاء النظام المستبد من خلال تنفيذ عملية انتقال سياسي حقيقي.

وعشية مؤتمر الكويت للمانحين غداً الأربعاء، وجّه أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «نداء استغاثة» للمواطنين والمقيمين للمشاركة في «مسيرة الخير والعطاء لإغاثة الإخوة أبناء الشعب السوري الشقيق داخل سورية وخارجها من اللاجئين والمشردين، للتخفيف من معاناتهم المأسوية». واعتبر عدم التجاوب مع جهود رفع هذه المعاناة «وصمة عار في جبين المجتمع الدولي». وتأمل الأمم المتحدة جمع 6.5 بليون دولار لمساعدة سورية في مؤتمر الكويت للمانحين الذي تشارك فيه 60 دولة.

وفي العودة الى المؤتمر الصحافي الثلاثي الذي عقده أمس كيري ولافروف والإبراهيمي في مقر إقامة السفير الأميركي في باريس، رأى الوزير الروسي أنه ينبغي على الدول المؤثرة في الوضع في سورية مثل إيران والسعودية أن تشارك في مؤتمر جنيف «بعيداً من المواقف الأيديولوجية المرتبطة بمشاركة ايران»، في حين أكد كيري أن رفضه مشاركة إيران في المؤتمر السوري ليس قضية أيديولوجية بل يأتي في إطار براغماتي وعملي كون طهران رفضت الاعتراف بهدف مؤتمر جنيف وهو تطبيق «جنيف ١». ولفت كيري أيضاً إلى أن إيران «تدعم حزباً إرهابياً وهو حزب الله يرتكب جرائم في بلده وخارج أراضي بلده ويشارك في الحرب على الأرض في سورية، وإيران (أيضاً) لها قوات على الأرض في سورية».

وقال الإبراهيمي من جانبه إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وهو شخصياً يؤيدان مشاركة إيران في مؤتمر جنيف ولكن القرار بالنسبة إلى دعوتها «ينبغي أن يتم بالتوافق بين الجانب الأميركي والجانب الروسي».

وقال كيري إن مؤتمر السلام السوري سيكون بداية مسار ومفاوضات صعبة ومعقدة تستغرق وقتاً، وإنه ينبغي أن يؤدي إلى حل سياسي يقرره الشعب السوري ولا تفرضه لا الولايات المتحدة ولا روسيا. وقال كيري إنه ولافروف والإبراهيمي ناقشوا خطوات مسبقة لجنيف تهدف إلى إنجاح بداية المسار ومنها وقف إطلاق نار وتبادل للسجناء بين الحكم السوري والمعارضة وأيضاً إتاحة توصيل مساعدات إنسانية للمناطق المحاصرة والمنكوبة.

ولفت لافروف إلى إن المعارضة في سورية تتضمن حركات إرهابية عديدة منها «جبهة النصرة» و «داعش» كما أن «الجبهة الإسلامية» فيها عناصر انتقلت إليها من حركات إرهابية ومن «مرتزقة في الخارج».

وفي بيروت، شدد وزير الخارجية الإيراني على أن «هناك ثابتاً في السياسة الخارجية الإيرانية وهو إقامة افضل علاقات التعاون مع دول المنطقة لا سيما دول الجوار والسعودية تأتي بمقدمة الدول المهمة في المنطقة وإيران تسعى لإقامة افضل علاقات الجوار القائمة على احترام مصالح البلدين، والعلاقة مع السعودية تحقق الأفضل للمنطقة».

وأعلن ظريف، في مؤتمر صحافي بعد لقائه المسؤولين اللبنانيين، إن «الاتفاق (في شأن النووي) الذي توصلنا اليه في جنيف بداية طريق طويل وصعب لتفعيل الثقة وبخاصة تجاه الولايات المتحدة».

وحين سئل عن مشاركة طهران في «جنيف 2»، قال: «وضع أي نوع من انواع الشروط المسبقة للتلاقي بين الأطراف في سورية لا يمكن أن يوصل الى حل للأزمة السورية، وفي ما يتعلق بمشاركة ايران في «جنيف 2» فإيران ترفض أي شرط مسبق لحضورها، وإذا وُجهت لها دعوة رسمية كما لبقية الأطراف من دون شروط مسبقة فستشارك اما اذا حالت أي ضغوط دون مشاركة ايران في المؤتمر فهذه الأطراف ستندم مستقبلاً لمساعيها لعدم مشاركة ايران، لأن بإمكان ايران ان تؤدي دوراً لإيجاد حل للأزمة في سورية».

وجاء استعار الخلاف على مشاركة إيران في «جنيف 2» في وقت احتدمت المواجهات بين فصائل إسلامية وبين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في أكثر من منطقة سورية. وأفيد بأن الفصائل الإسلامية كانت تسعى أمس إلى استعادة مدينة الباب قرب حلب بعدما تمكن «داعش» من السيطرة عليها صباحاً. وذكر ناشطون أن هذا التنظيم أعدم عشرات المقاتلين الإسلاميين من «حركة أحرار الشام» (وهي جزء من «الجبهة الإسلامية») بعدما نصب مكمناً لهم في الرقة، كما أعدم 14 مقاتلاً إسلامياً آخر في بادية حمص.

المقدسي يدين «داعش» من سجنه الأردني ويهاجم فتاوى بيعة «أبو بكر البغدادي»

عمان – تامر الصمادي

سرب زعيم التيار «السلفي الجهادي» في الأردن عصام البرقاوي الشهير بـ «أبو محمد المقدسي»، رسالة جديدة من سجنه الأردني، دان فيها «الدولة الإسلامية في لعراق والشام» (داعش)، مهاجماً الفتاوى التي صدرت عن قيادات جهادية، تدعو إلى مبايعة قائد التنظيم «أبو بكر البغدادي». وكان «أبو محمد المقدسي» طالب في رسالة مقتضبة نشرتها «الحياة» في تشرين الثاني (نوفمبر الماضي)، المقاتلين بالتروي قبل مبايعة «البغدادي». لكن رسالته الجديدة التي حصلت «الحياة» على نسخة عنها، تضمنت موقفاً أكثر وضوحاً في انتقاد الدولة الإسلامية وعملياتها.

وقال البرقاوي في هذه الرسالة: «من المقدسي إلى المسلمين بعامة، وإلى المجاهدين بخاصة في ثغر الشام، لقد وصلت أخبار الفتنة بالشام إلى داخل السجون، وقد بذلنا جهداً كبيراً لإنهاء الاحتقان والتحزب، ونحن نعلم كثيراً عن دقائق الأمور، ونقرأ ما بين السطور، مما يصلنا من الثقات العدول، خالي الشهوات، من مختلف الأطراف».

وأضاف البرقاوي الذي يوصف بأنه المرجع الروحي لـ «جهاديي» الأردن وعدد كبير من سلفيي الدول العربية: «في خصوص القتال الحاصل بين الفصائل المجاهدة، وأعمال التفجير التي تستهدف مقار المجاهدين، فإن فتوى جواز الاقتتال بين المسلمين حماقة وتغرير، لا تصدر عن عالم فيه مسحة فقه أو دين قويم، والأمر في دماء المسلمين يحتاج إلى تقوى الله سبحانه وتعالى».

وبدل أن نوجه المجاهدين، ليثخنوا أعداء الله والمجرمين من النصيرية الحاقدين، قلبنا البوصلة وأفرحنا أعدائنا بهذا، وهو ما لا ينكره متابع»، في إشارة صريحة إلى أعمال القتل التي يتبناها «داعش». وزاد: «أقول معاتباً جماعة الدولة، إذا كنا لا نستطيع أن نجاهد ونتعامل مع الفصائل التي تحمل راية التوحيد، التي نقاتل من أجلها، وإن اختلفنا معاً بالتفاصيل، فكيف يمكن لنا استيعاب السوريين بما فيهم من النصارى، وغيرهم من الطوائف والملل».

وقال البرقاوي: «في خصوص الفتاوى التي تصدر على منبر التوحيد والجهاد (منبر إلكتروني ينشر فتاوى المقدسي نفسه ومؤلفات)، يهمني أن يصل إلى إخواننا المجاهدين أنني مستاء جداً، ويتملكني الحزن، حيال الفتاوى والتصريحات المنشورة على الموقع، والتي تسيء للجهاد على أرض الشام، وتتحيز إلى فئة دون أخرى، والتي في مآلاتها استحلال لدماء المسلمين، وتحريض على مخالفة المرجعيات، خصوصاً الشيخ الدكتور أيمن الظواهري».

وفي هذا السياق، هاجم المقدسي شخصيات سلفية ذكرها بالاسم، وقال «إنني غاضب جداً مما يكتبه (البحريني) أبو همام الأثري (أحد قادة الدولة الإسلامية في حلب) و(الموريتاني) أبو المنذر الشنقيطي، وأتمنى أن يصل إليهم غضبي. لم أكن أتوقع أبداً أن تصدر مثل هذه الفتاوى، مهما كان تبريرها، لا سيما تلك الخاصة بجواز قتال من لا يبايع الدولة، والفتاوى التي تلزم المسلمين ببيعة البغدادي، بيعة إمارة كبرى».

ويقضي المقدسي عقوبة السجن في الأردن، إثر إدانته بقضايا تتعلق بالإرهاب، وهو يعتبر انه كان المرشد الروحي لـ «أبو مصعب الزرقاي»، الذي قتلته القوات الأميركية في العراق العام 2003.

مقال الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، حسن أبو هنية، معلقاً على رسالة المقدسي هذه: «إنها تعتبر الرسالة الأولى التي تتطرق في شكل واضح وصريح لعمليات الاقتتال الجارية بين الدولة والنصرة، على خلاف رسالته الأولى التي كانت تتسم بعمومية النصيح، من دون تعيين».

وأضاف في تصريح إلى «الحياة»: «الرسالة الجديدة توضح انحياز المقدسي إلى نهج القاعدة بزعامة الظواهري، وتؤكد سعيه إلى تثبيت أركان الجولاني… توقعنا منذ البداية أن ينحاز المقدسي وعمر عثمان (أبو قتادة) إلى الجولاني الملتزم بنهج أسامة بن لادن، فيما نهج البغدادي يلتزم خط أبو مصعب الزرقاوي قبل وفاته… والفرق بين النهجين واضح. بن لادن والظواهري كانا يتبنيان مواجهة العدو الأكبر كأولوية، والمتمثل في الغرب والولايات المتحدة وحلفائها، بينما كانت أولوية الزرقاوي مواجهة المشروع الصفوي الإيراني والشيعة».

«عالم الأسد السري» يُؤجج مواقع التواصل

لندن – «الحياة»

تجاوزت الحلقة الأولى من السلسلة الوثائقية «عالم بشار الأسد السري» التي بثتها قناة «أورينت» السورية المعارضة قبل أيام كل التوقعات التي سبقت العرض، فجاءت صادمة ومفاجئة على كل المستويات (فنياً وفكرياً)، وأثارت ردود فعل كثيرة.

السلسلة التي اعتمدت في المقام الأول على وثائق ومراسلات تم اعتراضها من الإيميل الشخصي للرئيس السوري بشار الأسد، دعمت بشهادات لمنشقين عن النظام من رجال أعمال وأعضاء مجلس شعب من دول عربية وأجنبية، إضافة إلى صور وثائقية وتوضيحية من الثورة السورية، فضلاً عن المشاهد التمثيلية.

الحلقة الأولى عادت إلى بداية القصة، منذ موت الأخ الأكبر للرئيس السوري باسل الأسد عام 1994، مروراً بموت الرئيس حافظ الأسد عام 2000، وصولاً إلى تنصيب الأسد الابن على عرش الجمهورية السورية، بقرار من مجلس الشعب بتعديل الدستور ليتناسب مع سنّ بشار في ذلك الوقت. وتعرض الحلقة حلقات اللطم والبكاء في مجلس الشعب على موت الأسد الأب، لتنتقل الأحداث إلى اندلاع أولى شرارات الثورة السورية من درعا عام 2011، وصولاً إلى بانياس، وكيفية تعامل الرئيس السوري مع الأحداث من خلال الإيميلات المخترقة، لنتابع مشاهد تمثيلية للأسد يخوض غمار علاقات عاطفية عبر «أيباده» الخاص، فيما يأتي خطاب الأسد الأول في مجلس الشعب لنرى حلقات التصفيق والهتاف وأبرزها تلك التي أطلقها أحد نواب المجلس والتي تقول: «يا سيادة الرئيس لا يكفيك أن تحكم العالم العربي، عليك أن تحكم العالم». ثم تأتي بعد ذلك شهادات بعض رجالات الدولة عموماً ورجالات درعا خصوصاً لتكمل الصورة.

وتكشف السلسلة أسماء الأشخاص المؤثرين في الملف السوري داخلياً وخارجياً، بمن فيهم رؤساء فروع الأمن ورجال الأعمال وقادة أجانب.

استطاعت الحلقة الأولى من السلسلة وضع الأحداث التي مرّت على الأسد الابن منذ 1994 إلى 2011 ضمن سياقها التاريخي، ونجحت في التنقل بين الأزمنة بسلاسة ومن دون تكليف، فيما جاء الإخراج والمونتاج احترافياً، فلم ينجرف نحو الإبهار أو المبالغة في المعالجة، بل استخدم الأحداث والشهادات والصور الوثائقية والمشاهد التمثيلية التي كانت مقتضبة وموجهة» بحكمة، ووظفها في خدمة الهدف الرئيسي للسلسلة «عالم بشار السري».

بعد عرض هذه الحلقة اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بردود الفعل، علماً أنها حصدت خلال 24 ساعة من وضعها على موقع «يوتيوب» أكثر من 40 ألف مشاهدة. بعض الصفحات المعارضة للنظام السوري والرئيس الأسد امتلأ بعبارات السخرية والتهكم فيما تداولت صفحات معارضة أخرى بعض العبارات من الحلقة الأولى مع تعليقات لاذعة للرئيس الأسد ومناصريه. كما توعد بعض الصفحات المؤيدة العاملين في القناة، وكال بعضها أبشع الشتائم لأصحاب القناة ومخرج الفيلم، في حين طالبت صفحات أخرى مؤيدة بتصفية القائمين على السلسلة واستهداف أقاربهم في الداخل. وعلى رغم أن الحلقة الأولى لم تكشف الكثير من الأسرار، لكنها وضعت أساساً متيناً لبقية الأجزاء ومهدت في شكل جذاب لما سيأتي، إضافة إلى أن الإعلان الخاص بالحلقة المقبلة التي ستبث السبت المقبل في السادسة بتوقيت غرينتش، أشار إلى استعراض العلاقات العاطفية للرئيس الأسد، وبخاصة مع شهرزاد الجعفري ابنة سفير سورية لدى الأمم المتحدة، ولونا الشبل مستشارة الأسد، وسواهما.

«نداء استغاثة» من أمير الكويت لمساعدة الشعب السوري

لندن – «الحياة»

عشية مؤتمر الكويت للمانحين غداً الأربعاء، وجّه أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «نداء استغاثة» لتقديم مساعدات للشعب السوري داخل بلده وخارجها.

ووجه الشيخ صباح النداء إلى المواطنين الكويتيين نساء ورجالاً، وإلى «ضيوف الكويت المقيمين على أرضها الطيبة، عرباً وأجانب»، وإلى «جمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني وإلى القطاع الخاص والشخصيات الاعتبارية»، ودعاهم إلى «المسارعة في المشاركة في الحملة الوطنية لمسيرة الخير والعطاء لإغاثة الإخوة أبناء الشعب السوري الشقيق داخل سورية وخارجها من اللاجئين والمشردين، للتخفيف من معاناتهم المأسوية، والذي يعتبر عدم التجاوب مع جهود رفع هذه المعاناة وصمة عار في جبين المجتمع الدولي سيسجلها التاريخ وتتناقلها الأجيال». وتمنى أمير دولة الكويت عودة «الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية الشقيقة».

ويمكن تقديم التبرع المادي أو العيني «عبر الجمعيات الخيرية» المعتمدة رسمياً.

وذكرت «فرانس برس» أنه سيجتمع حوالى ستين بلداً في الكويت غداً الأربعاء بمبادرة من الأمم المتحدة التي تسعى الى أكبر عملية تمويل في تاريخها لإغاثة وضع انساني ملح في سورية. وتتوقع الأمم المتحدة التي تحاول جمع مبلغ 6.5 بليون دولار، أن تتجاوز اعداد اللاجئين السوريين اربعة ملايين شخص بحلول نهاية العام 2014.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لوكالة الأنباء الكويتية ان الوضع في سورية بلغ مرحلة حرجة. وقال بان الذي سيرأس الاجتماع الثاني الدولي للمانحين في الكويت ان «قرابة نصف السكان تضرروا (…) 40 في المئة من المستشفيات تعرضت للتدمير في حين لا تستطيع 20 في المئة أخرى تدبير امورها بشكل طبيعي».

ومبلغ 6.5 بليون دولار أكبر أربع مرات من ذلك الذي تعهد المشاركون تقديمه (1.5 مليار) في المؤتمر الأول في الكويت قبل عام. وقد أعلنت الأمم المتحدة انها تلقت سبعين في المئة من قيمة هذه التعهدات.

وأكدت فاليري اموس مديرة عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة «لقد طلبنا جمع مبلغ 6.5 بليون دولار». وأضافت «سنبذل قصارى جهدنا للعناية بالأطفال والنساء والرجال الذين يصيبهم هذا النزاع الدامي، والتمويل الذي نحتاج اليه لا سابق له».

وأوردت «رويترز»، من جهتها، أن مؤسسات خيرية إسلامية تقودها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومقرها الكويت تسعى إلى جمع 250 مليون دولار لإغاثة الشعب السوري في مؤتمر يعقد اليوم في الكويت يضم منظمات إغاثية من مختلف دول العالم. وقال وليد السيف مدير الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالإنابة لـ «رويترز» إن المؤسسات الخيرية الكويتية تعهدت بالفعل بتقديم 40 مليون دينار (142 مليون دولار) من هذا المبلغ وتسعى إلى استكمال التعهدات في المؤتمر الثاني للمنظمات غير الحكومية المانحة للشعب السوري الذي تستضيفه الكويت ليصل المبلغ الإجمالي إلى 250 مليون دولار يتم انفاقها خلال 2014 على إغاثة الشعب السوري.

وأكد السيف أن المؤتمر الأول للمنظمات غير الحكومية المانحة للشعب السوري الذي عقد العام الماضي تمكن من جمع تعهدات بمبلغ 183 مليون دولار لكن ما تم جمعه بالفعل كان أكثر من 190 مليون دولار خلال العام الماضي.

المرصد السوري: مقتل 8 أشخاص في تفجير نفذته “داعش

بيروت – أ ف ب

أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن “تفجيراً بسيارة مفخخة نفذه جهاديون ادى الى سقوط ثمانية اشخاص من مقاتلي المعارضة السورية ليل الاثنين – الثلاثاء في محافظة ادلب، شمال غربي البلاد”.

وأكد المرصد ان “ثمانية مقاتلين من حركة اسلامية مقاتلة لقوا مصرعهم اثر تفجير ضخم نفذه مقاتل من “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) في سيارة مفخخة”.

واوضح ان التفجير استهدف “حاجزاً للحركة ورتلاً عسكرياً للمقاتلين بين قريتي رام حمدان وزردنا”، موضحاً ان “العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود نحو 15 جريحاً معظمهم في حالات خطر”.

إلى ذلك، اكد المرصد ان “18 شخصاً بينهم طفلتان وفتيان وثلاث نساء قضوا جراء سقوط قذائف هاون يوم امس الاول على حي الغوطة” في مدينة حمص.

وكانت “الجبهة الإسلامية” اصدرت أمس بياناً “خاطبت فيه الدولة الإسلامية في العراق والشام، ووجهت لها إنذاراً وأعطتها مهلة لا تتعدى الـ 24 ساعة من أجل وقف انتهاكاتها وإخراج المعتقلين وتسليم أسلحتها”، كما أوضح المرصد.

واضاف ان “الجبهة توعدت اذا لم يتم ذلك بأن تتعامل مع وجودها (داعش) وتصرفاتها كما النظام الأسدي”.

الامم المتحدة: مدنيو المحافظات الشرقية في سورية بلا طعام

جنيف – رويترز

أكدت متحدثة باسم برنامج “الاغذية العالمي” التابع للامم المتحدة ان “البرنامج نقل أطعمة لعدد قياسي بلغ 3.8 مليون شخص في سورية في شهر كانون الاول (ديسمبر)”، مضيفة انه “لا زال من الصعب الوصول الى مدنيين في المحافظات الشرقية والبلدات المحاصرة قرب العاصمة دمشق”.

وعبّرت اليزابيث بيرس عن قلق المنظمة بشأن التقارير التي تردها عن “حالات سوء تغذية في المناطق المحاصرة وخاصة بين الاطفال”، الذين حوصروا جراء اعمال العنف، ودعت الى “السماح بوصول المساعدات اليهم”.

وأوضحت في مؤتمر صحافي من جنيف أن “المشرفون على برنامج الاغذية العالمي يتوقعون تدهور الأمن الغذائي بدرجة كبيرة” في سورية.

وحاولت المنظمة الوصول بمساعداتها الى المناطق المحاصرة في دمشق وحولها، وخاصة المعضمية والنشابية وحرستا واليرموك دون نجاح، على ما أكدت.

وأشارت بيرس الى ان “القتال في الرقة ودير الزور حال دون وصول قوافل المساعدات الى اشخاص في تلك المحافظات الشرقية للشهر الثاني على التوالي”.

ويهدف برنامج “الاغذية العالمي”، الذي وزع امدادات اغذية على 3.4 مليون شخص في تشرين الثاني (نوفمبر) الى الوصول الى 4.25 مليون شخص في كانون الثاني (يناير) رغم رداءة الطقس.

وفي عام 2013 ساهم البرنامج بتأمين الغذاء على مساحة 100 الف متر مكعب في سورية، وقالت بيرس “هذا يعادل (حمولة) 58 طائرة عملاقة”.

ورحبت بيرس بـ”كل الخطوات”، التي تؤدي الى “دخول موظفي الاغاثة وهو مسألة عاجلة”. مشيرة الى “سعي المنظمة لهذا الامر منذ اشهر عدة ان لم يكن سنوات”.

وأوضحت ان “البرنامج يحتاج الى جمع 35 مليون دولار كل اسبوع لتلبية الاحتياجات الغذائية داخل سورية وفي الدول المجاورة لها”.

الأمن التركي يداهم وكالة اغاثية قرب الحدود السورية

أنقرة – يو بي آي

داهمت شرطة مكافحة الشغب التركية مكاتب وكالة مساعدات على الحدود مع تركيا في اطار عملية ضد “القاعدة”، على ما قالت وسائل اعلام محلية.

وأكدت مؤسسة “الاغاثة الانسانية” ان “الشرطة داهمت مكاتبها في مدينة كيليس التركية”، التي تقع على الحدود مع سورية واعتقلت شخصاً واحداً.

واكتسبت مؤسسة “الاغاثة الانسانية” شهرة في أيار (مايو) 2010، عندما اقتحم كوماندوس اسرائيليون سفينتها في مرمرة لتنفيذ حصار بحري على قطاع غزة، الذي تديره حركة “حماس” وقتلت تسعة أتراك في اشتباكات مع ناشطين.

وقالت المؤسسة في بيان “مساعدات مؤسسة الاغاثة الانسانية نقلت الى رضع وأطفال سوريين وآخرين يتجمدون في البرد، هذه عملية لتغيير المفاهيم عن (مؤسسة الاغاثة الانسانية) ومنع تسليم المساعدات داخل سورية”.

والتزمت تركيا بـ”سياسة الباب المفتوح” طوال الصراع السوري، وقدمت شريان حياة للمناطق، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة من خلال السماح للجيش “السوري الحر” بتنظيم نفسه على اراضيها.

لكن ظهور جماعات لها صلة بـ”القاعدة” مثل “جبهة النصرة” والدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في أجزاء من شمال سورية، قرب الحدود عرض أنقرة لاتهامات بأنها تقدم دعما لجماعات اسلامية متشددة.

ونفى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان مراراً ان “تركيا تقدم مأوى أو تدعم جماعات لها صلة بـ”القاعدة” في سورية”.

وقالت وكالة انباء “دوجان” التركية ان “الشرطة تقوم بمداهمات ضد من يشتبه ان لهم صلة بالقاعدة في ست مدن من بينها اسطنبول واضنة قرب الحدود السورية”.

ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الشرطة.

وذكر موقع صحيفة “حرييت” الالكتروني أن “الشرطة داهمت فرع المؤسسة ذات الطابع الإسلامي في غازي عنتاب”، فيما اعتبر المنسق الإعلامي سيركان نرجيس أن “ما قامت به الشرطة مخالف القانون”.

وكانت تقارير أشارت إلى أن “الشرطة ضبطت شاحنة تابعة لمؤسسة الإغاثة الإنسانية قرب الحدود مع سورية، على متنها ذخائر وأسلحة”، فيما نفت المؤسسة ذلك.

وأثارت القضية بلبلة واسعة في الساحة السياسية التركية، ولا يزال الغموض يسود قضية الشاحنة، بين مصادر تؤكد الحادثة وأخرى تنفيها.

الطراد الذري الروسي ‘بطرس الأكبر’ يبدأ تأمين نقل المخزون الكيميائي السوري

موسكو- (يو بي اي): أبلغ قائد التشكيلات العملياتية التابعة للبحرية الروسية في البحر المتوسط أوليغ بيشكوروف، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الثلاثاء ببدء الطراد الذري الحامل للصواريخ (بطرس الأكبر) عملية تأمين نقل المخزون الكيميائي السوري.

ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن بيشكوروف قوله إن “مهمة تأمين الأمن البحري لعمليات النقل التي تجري في مرفأ اللاذقية ومواكبة سير السفينتين الدانمركية والنرويجية، المحملتين بمواد الأسلحة الكيميائية السورية، في المياه الإقليمية السورية، يقوم حاليا بها الطراد النووي الحامل للصواريخ ‘بطرس الأكبر’ من قوام التشكيلات العملياتية التابعة للأسطول البحري الحربي في البحر المتوسط”.

وأوضح أنه يوجد على متن الطراد مركز تنسيق لتنظيم التعاون العملياتي خلال عملية نقل السلاح الكيميائي، مشيرا إلى أن قوامه يتضمن ممثلي الهيئة العملياتية للتشكيلات الروسية وضباط اتصال مع سفن البحرية الدانمركية والنرويجية والصينية.

وأشار بيشكوروف إلى وجود “تنظيم تبادل معلومات بين منظمة حظر السلاح الكيميائي والأمم المتحدة في قبرص والجمهورية العربية السورية والقوى الدولية في البحر”، مؤكداً أن عمل المركز التنسيقي سيكون تحت إشرافه الشخصي.

وأضاف أن الطراد “بطرس الأكبر” قام يوم 7 يناير/كانون الثاني بمشاركة سفينة الخفر الصينية بمرافقة السفينة الدانمركية “اركفوتورا” وعلى متنها الشحنة الأولى من الكيميائي التي انطلقت من مرفأ اللاذقية، مؤكدا أن المهمة تمت بنجاح وأن الطراد الروسي متواجد حالياً في منطقته بالبحر المتوسط وهو جاهز لإتمام مهمة تأمين نقل الكيميائي السوري.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد أعلن في وقت سابق أن روسيا سلمت سوريا تقنيات لنقل السلاح الكيميائي إلى مرفأ اللاذقية.

المعارضة السورية قد تخسر دعم واشنطن ولندن إذا لم تشارك في مؤتمر جنيف2

لندن- (أ ف ب): حذرت واشنطن ولندن المعارضة السورية من انهما قد توقفان دعمهما لها في حال لم تشارك في مؤتمر جنيف-2 المرتقب عقده في 22 كانون الثاني/ يناير كما نقلت وسائل اعلام بريطانية عن مسؤول في الائتلاف الوطني السوري المعارض.

وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان “الولايات المتحدة وبريطانيا قالتا لنا: يجب ان تشاركوا في مؤتمر جنيف” بحسب ما نقلت الـ(بي بي سي) وصحيفة الغارديان.

واضاف “لقد ابلغونا بوضوح شديد انهم سيوقفون دعمهم لنا واننا سنخسر مصداقيتنا لدى المجموعة الدولية اذا لم نشارك في المؤتمر”.

وسيقرر الائتلاف الوطني السوري المعارض المنقسم بشدة حول هذه المسالة، الجمعة ما اذا كان سيشارك في هذا المؤتمر ام لا.

وبحسب الـ(بي بي سي) فان المسؤول تساءل “ما هو البديل” أمام واشنطن ولندن قائلا “انهما في مواجهة ديكتاتور قاس استخدم اسلحة كيميائية من جهة، وتنظيم القاعدة من جهة اخرى. فمع من سيتحاورون إن لم يكن معنا؟”.

واكد ايضا ان فرنسا لا تمارس مثل هذه الضغوط. وقال ان “فرنسا طلبت منا المشاركة لكن عبر القول (نحن معكم مهما كان قراركم). انه الموقف نفسه الذي اعتمدته السعودية وتركيا” اللتان هما ايضا ضمن مجموعة اصدقاء سوريا بحسب ما اوردت وسائل الاعلام.

والاحد، جدد وزراء خارجية الدول الـ11 المؤيدة للائتلاف السوري المعارض ضمن مجموعة اصدقاء سوريا (بريطانيا والمانيا وفرنسا وايطاليا والسعودية والامارات وقطر والاردن والولايات المتحدة وتركيا) التزاماتهم لتبديد شكوك المعارضة وخصوصا حول رحيل الرئيس السوري بشار الاسد من السلطة وحثوا المعارضة على المشاركة في المؤتمر الذي سيعقد في مدينة مونترو السويسرية.

وصرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأحد “شخصيا انا واثق من ان المعارضة السورية ستأتي الى جنيف”. واضاف “انه اختبار لمصداقية الجميع. وانا اعول على قدوم الجانبين معا” الى جنيف لحضور المؤتمر.

من جهته اعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا في تصريح مقتضب في ختام اجتماع اصدقاء سوريا ان “اهم ما في هذا الاجتماع اننا اتفقنا ان لا مستقبل للاسد ولا لعائلته” في سوريا، مبديا “مخاوف” المعارضة و”شكوكها”.

والاثنين دعت الولايات المتحدة وروسيا الى “وقف اطلاق نار في مناطق محددة” في سوريا قبل مؤتمر جنيف 2.

 ‘داعش’ تعدم 46 من ‘أحرار الشام’ في الرقة و’هيئة الأركان’ تنسحب من ‘الائتلاف

سوريا: كيري ولافروف يناقشان وقف اطلاق نار وتبادل سجناء وممرات آمنة

عواصم ـ وكالات: قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري امس الاثنين انه ونظيره الروسي سيرجي لافروف ناقشا امكانية ترتيب وقف لاطلاق النار في مناطق في سوريا وايضا مدى استعداد الرئيس بشار الاسد لفتح ممرات لوصول المساعدات الانسانية. فيما أعلنت كتلة هيئة الأركان العسكرية والكتائب المقاتلة في المعارضة السورية ضد النظام السوري امس انسحابها من الائتلاف السوري المعارض نتيجة ‘الفشل في تأسيس جيش وطني وسوء توزيع الأموال وعدم تحصين هيئة الأركان سياسيا’.

وقال كيري في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع لافروف في باريس ‘تحدثنا اليوم عن امكانية محاولة التشجيع على وقف لاطلاق النار. ربما يكون وقفا لاطلاق النار متمركزا في حلب’.

وخلال مؤتمر صحافي ثلاثي في باريس، دعا لافروف والمبعوث الخاص الى سوريا الأخضر الابراهيمي ايضا الى مشاركة ايران في هذا المؤتمر المعروف باسم جنيف 2 وهو ما تعارضه الولايات المتحدة حتى الان.

لكن كيري اعتبر ان ايران ستكون ‘موضع ترحيب’ و’مدعوة’ اذا وافقت على مبادئ الانتقال السياسي في سوريا التي حددها مؤتمر جنيف الاول في 30 حزيران/يونيو 2012.

ودعا المسؤولون الثلاثة ايضا الى ‘تبادل معتقلين’ بين مقاتلي المعارضة والنظام السوري وكذلك الى فتح ‘ممرات انسانية’ في سوريا.

وذكر بيان للمجموعة العسكرية المنسحبة من الائتلاف أن ‘الفشل في تأسيس جيش وطني من القوى الثورية على الأرض (جاء) بسبب اختيار الأدوات والأشخاص الخطأ لهذه المهمة’.

وقال بيان المجموعة المنسحبة من ‘الائتلاف’، الذي يتخذ من تركيا مقرا له، إن عدم تحصين هيئة الأركان سياسيا وتركها للتعامل مع المجتمع الدولي مباشرة أخضعها للضغوط والإملاءات.

واتهم البيان رئيس الائتلاف مباشرة بالقفز فوق هيئة الأركان وسوء توزيع المال السياسي والعسكري.

وقال ‘توزيع الأموال من رئيس الائتلاف إلى الكتائب مباشرةً وتجاوز مؤسسة الأركان أفقدها هيبتها مما أدى إلى تراجع العمل العسكري حيث تعرض الجيش الحر لانتكاسات كبيرة’.

وأشار البيان إلى عدم وجود أي لجنة أو مكتب يتابع الأعمال العسكرية أو يقيّمها إضافةً لغياب التقارير العسكرية في الائتلاف.

وتابع ‘خلال كل اجتماعات الائتلاف في الأشهر الستة الماضية وبعد دخول كتلة الأركان، استمر تجاهل الواقع الميداني والعسكري ولم يناقش إلا مرة واحدة’.

الى ذلك سيطرت عناصر من ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’ امس الاثنين على مدينة في ريف حلب في شمال سوريا، بعد معارك عنيفة مع تشكيلات اخرى من المعارضة، بينما قتل 46 مقاتلا من ‘حركة احرار الشام’ على ايدي مقاتلي ‘الدولة الاسلامية’ في الرقة، بحسب ‘المرصد السوري لحقوق الانسان’.

وقال المرصد ‘وقع عشرات المقاتلين من حركة احرار الشام في كمين نصبه لهم عناصر من الدولة الاسلامية في العراق والشام في منطقة الكنطري الواقعة على بعد نحو 80 كلم شمال مدينة الرقة، وذلك خلال توجههم من محافظة الرقة الى محافظة الحسكة’ (شمال شرق).

واشار الى حصول معركة بين الطرفين، الا ان مقاتلي ‘الدولة الاسلامية تمكنوا من مقاتلي احرار الشام، وأقدموا على قتل واعدام 46 منهم’.

وتواصلت المعارك بين الجهاديين وكتائب مقاتلة في مدينة الرقة التي تعد معقلا للجهاديين في شمال سوريا، وتتركز منذ الصباح في القسم الشرقي منها.

كما قتل عناصر في الدولة الاسلامية في العراق والشام في منطقة البادية على بعد حوالي 120 كيلومترا من مدينة حمص 14 مقاتلا من تشكيلات اخرى بالطريقة نفسها.

في ريف حلب (شمال)، ‘سيطر مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام بشكل كامل على مدينة الباب وبلدة بزاعة المجاورة لها شمال شرق حلب’، كبرى مدن شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد.

واشار الى ان المقاتلين الجهاديين ‘اعتقلوا عشرات الاشخاص بينهم العديد من المقاتلين في المدينة’.

وذكر ان نداءات تبث من مكبرات الصوت في المساجد تدعو سكان المدينة الى ‘تسليم اسلحتهم الى الدولة الاسلامية، لأنها جاءت لتطبيق شرع الله’.

الحرب الأهلية في سوريا أنقذت ‘القاعدة

صحف عبرية

نجحت منظمة القاعدة في أن تنعش نفسها من موجة الاغتيالات الامريكية لقادتها وفي مقدمتهم اسامة بن لادن، وهي تثبت نفسها الآن من جديد في أنحاء الشرق الاوسط حاصرة جزءا كبيرا من جنودها في الحرب الاهلية في سوريا. يرى زعيم المنظمة الحالي أيمن الظواهري أن الحدود السورية في هضبة الجولان هي منطقة انطلاق لعمليات جهاد على اهداف اسرائيلية وهي عمليات يتوقع أن تتسع اذا انتصرت المنظمة وفروعها في نضالها لنظام الاسد. وهذا هو استنتاج باحثين اسرائيليين مختصان منذ سنوات كثيرة بالبحث في منظمات الجهاد العالمي المؤيدة للقاعدة. فقد نشر الاثنان وهما يورام شفايتسر وأفيف اوريغ مؤخرا بحثا جديدا شاملا عن نشاط المنظمة في اطار معهد بحوث الامن القومي في جامعة تل ابيب.

كتب شفايتسر واوريف أنه بخلاف التنبؤات والتقديرات التي صدرت بعد اغتيال ابن لادن في أيار 2011، لم تُمن المنظمة بهزيمة ساحقة وهي لا تواجه القضاء عليها ألبتة. وهما يريان أن القاعدة ومنظمات الجهاد العالمي التي تعمل بايحاء منها استغلت الزعزعة في العالم العربي للدفع بأهدافها قدما ولتوسيع دائرة شركائها والاستمرار في جهودها العنيفة لدفع رؤياها قدما. ويتوقع قريبا تخفيف آخر للضغط عليها بسبب انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي من افغانستان هذه السنة بعد أن تم انسحاب القوات الامريكية من العراق، ويقدر الاثنان أن تنشأ فرص جديدة للقاعدة والمنظمات العاملة معها. لكن جزءا كبيرا من الفرص موجود في سوريا حيث أصبح فرعان مؤيدين للمنظمة وهما ‘الدولة الاسلامية في العراق وسوريا’ و’جبهة النصرة’ أبرز فصيلتين مسلحتين بين الحركات المعارضة لحكم الاسد.

ويقولان إن الظواهري مهتم قبل كل شيء ببقاء التنظيم وبتثبيت صفوف المنظمة مع تقوية قيادتها. وكتبا أنه يريد ‘استغلال الربيع العربي وجعله ربيعا اسلاميا مفضلا في هذه المرحلة الجهاد الداخلي والمحلي على الجهاد العالمي’ أي حصر العناية في النضال في داخل الدول الاسلامية بدل ضرب اهداف غربية في داخل الدول الغربية.

يرى شفايستر واوريغ أن القاعدة ستحاول تأجيج عدم استقرار الحكم في الدول الاسلامية كي تستطيع أن تثبت فيها مناطق تحكمها منظمات جهاد. وستساعد المنظمة بالامداد بمقاتلين يحشدون خبرة بالحروب الداخلية الدائرة رحاها الآن في العالم العربي مع ارهابيين آتين من الدول الغربية. وهما يريان الحرب الاهلية في سوريا ‘فرصة تاريخية من الطراز الاول’ من وجهة نظر المنظمة. وكتبا ايضا يقولان إن فشل نظام الاخوان المسلمين في مصر خاصة الذي أُسقط في تموز الاخير بانقلاب عسكري سيقوي زعم القاعدة أن النضال العسكري العنيف وحده سيؤدي الى حكم اسلامي.

يقتبس الاثنان من فيلم فيديو قصير نشره الظواهري في أيار العام الماضي قبيل يوم الاستقلال الـ 65 لاسرائيل. وزعم في الفيلم القصير أن جهاد اسرائيل فريضة يجب على كل مسلم أن يقيمها سواء أكان فلسطينيا أم لا. وقال إنه يجب على المسلمين لتحرير فلسطين أن يحتشدوا في داخل سوريا وأن يستعملوها نقطة انطلاق لاعمال جهاد على اسرائيل.

وهو يرى أنه في اللحظة التي يسقط فيها نظام الاسد ستنشأ أفضل الظروف لانشاء دولة اسلامية في سوريا تصبح مغناطيسا للمسلمين الذين سيتجندون للجهاد ضد اسرائيل. وستتلقى هذه الدولة مساعدة مددية واقتصادية وعسكرية من فرع القاعدة في العراق. وقد دعا المجاهدين في سوريا الى رفض وضع اسلحتهم حتى احراز الاهداف التي حددها ومنها ‘تحرير فلسطين كلها’.

يتوقع شفايستر واوريغ ازدياد نشطاء الجهاد والوسائل القتالية على الحدود بين سوريا واسرائيل ولا سيما اذا أعلن الظواهري أن اسرائيل هي ميدان الجهاد التالي اذا أحرزت المنظمات التي تعمل بوحي منه حسما في سوريا. ويقدر الاثنان أنه ‘اذا نشأت فرصة عملياتية فقد تستغلها مجموعات الجهاد وتنفذ عمليات متاحة على اسرائيل’، حتى مع حربها لنظام الاسد ونظام الجنرالات في مصر. وكتبا أن المشكلة في المواجهة الاسرائيلية لسوريا شديدة بصورة مميزة لأن فصائل الجهاد لا تضبط نفسها أي نوع من الضبط (خشية ضرب اسرائيل لها كما اعتادت منظمات الارهاب أن تفعل في الماضي).

وتوقع الاثنان أن تبقى سوريا مركزا لنشاط الجهاد العالمي وأن تجذب الحرب فيها اليها متطوعين من انحاء العالم. وكتبا أن نتائج المعركة في سوريا ستؤثر في استقرار الدول المجاورة. ترى القاعدة أن سوريا دفيئة لنشوء احتياطي جديد من النشطاء ذوي التجربة القتالية. وتنوي المنظمة أن تجند فريقا منهم لصفوفها وأن تعد آخرين لانشاء خلايا ارهابية في دول مختلفة. ويقدران أن تجدد القاعدة في السنوات القادمة الجهود لتنفيذ عمليات في الدول الغربية.

ويرى شفايتسر واوريغ انه يجب على القوى الكبرى الغربية أن تستمر في مطاردة قيادة القاعدة. ويجب على الولايات المتحدة أن تحتفظ لنفسها بحرية العمل في افغانستان وباكستان بعد الانسحاب المخطط ايضا باتفاقات مع حكومتي هاتين الدولتين وأن تدرب في الوقت نفسه قوات الامن فيهما كي تحسن القدرة على مواجهة القاعدة. وهما يريان حاجة حيوية الى استمرار سياسة الاغتيالات للجماعة القائدة من المنظمة وعلى رأسهم الظواهري.

عاموس هرئيل

هآرتس 13/1/2014

 ‘القدس العربي’ تحصل على وثائق من مقر أمني للدولة الإسلامية

وائل عصام

انطاكيا ـ ‘القدس العربي’: إستعادت الدولة الإسلامية في العراق والشام جزءا من قوتها وسيطرت على أكثر من بلدة كانت قد طردت منها قبل أيام على يد فصائل المعارضة الإسلامية، ونفذت ‘داعش’ عملية إعدام جماعي لمئة مقاتل من حركة أحرار الشام كانوا قد سلموا أسلحتهم وعقدوا اتفاقا للإنسحاب من الرقة قبل أن يوقفهم حاجز للدولة قرب قرية الجزرة وهم في طريقهم للخروج من الرقة.

ووصفت العملية بالغادرة من قبل الموقع الرسمي للجبهة الإسلامية التي تضم حركة أحرار الشام كبرى الفصائل السلفية في المعارضة السورية المسلحة.

وهذه رابع عملية إعدام جماعي تنفذها ‘داعش’ بحق أسرى أو مقاتلين من خصومها، بعد إعدامها لأكثر من عشرين أسيرا في مشفى الأطفال ومخفر الصالحين في حلب ومعمل الأخشاب في الشيخ نجار معظمهم مقاتلون إسلاميون وناشطون إعلاميون، كما أعدمت ‘داعش’ أمير جبهة النصرة في الرقة أبو سعد الحضرمي وأصدرت بيانا وصفته فيه بالمرتد.

وتقول مصادر لـ’القدس العربي’ إن الحضرمي وهو سوري يكنى بالحضرمي واعتقل منذ ثلاثة أشهر في سجون ‘داعش’ أعدم بعد أن اتهمته ‘داعش’ بالتعاون مع الائتلاف السوري كما أنه تحالف مع ألوية أحفاد الرسول في مسعى للحد من نفوذ ‘داعش’ في الرقة، وألوية أحفاد الرسول هي مجموعة كتائب إسلامية تلقت دعما من قطر قبل أن يضعف نفوذها مؤخرا.

وفي مدينة الباب تفيد الأنباء بحصار كامل تنفذه ‘داعش’ على المدينة التي تعد البوابة الشرقية لحلب، في وقت تحاول فيه مجموعات أحرار الشام وجبهة النصرة صد محاولات الإقتحام، وقد نقل عن أبوأسيد القيادي في جبهة النصرة ‘أن الموت قادم في الباب’.

وتزامنا مع حصار ‘داعش’ للباب ومحاولات اقتحامها كثف النظام السوري من قصفه للمدينة، وهو أمر بات ملاحظا في الآونة الأخيرة.. حيث بدأ النظام وكأنه يؤازر ‘داعش’ في كل معاركها حسب ناشطين سوريين يتهمون التنظيم الأصولي بعلاقات إستخبارية مع نظام الأسد والمخابرات الإيرانية، خصوصا أن الأمر تكرر في سراقب التي لم تشهد أي قصف للنظام منذ سيطرت عليها ‘داعش’ من ثلاثة أشهر. ومنذ يومين عاد القصف بكثافة مستهدفا المدينة بعد أن اقتحمتها كتائب صقور الشام بقيادة أبو عيسى الشيخ قائد الجبهة الإسلامية .

كما يقول أحمد عاصي الناشط الإعلامي المقرب من صقور الشام لـ’القدس العربي’، مضيفا ‘في كل مدينة تجري فيها مواجهة بين الفصائل الإسلامية و’داعش’ يظهر وأنهم ينسقون كجيش واحد..’داعش’ تهاجم برا والنظام يقصف جوا’، ووفق مصادر إعلامية فقد أحصي مقتل سبعة وعشرون شخصا في مدينة الباب جراء قصف قوات النظام والإشتباكات مع ‘داعش’ .

وفي السياق ذاته، تقدم النظام وسيطر على منطقة النقارين شرق حلب. وأصبح على قرب مئات الأمتار من المنطقة الصناعية الشيخ نجار شرق حلب، ويحاول النظام استثمار المعارك الدائرة بين ‘داعش’ والفصائل الأخرى لتحقيق تقدم على الأرض، إذ أن التقدم في شرق حلب جاء بعد اضطرار جبهة النصرة لسحب مقاتليها لدعم مجموعاتها التي تقتل ‘داعش’ في الباب.

واذا تمكن النظام من السيطرة على المنطقة الصناعية في الشيخ نجار فإنه سيتصل مع قواته في السجن المركزي شمال حلب ويحقق بالتالي تفوقا عسكريا غير مسبوق . إذ أنه سيحاصر حلب المدينة بالكامل ويعزلها عن أهم خطوط إمداد المقاتلين فيها.. الريف الشمالي .

على صعيد آخر حصلت ‘القدس العربي’ على وثائق أمنية من أحد مقرات ‘داعش’ التي تم اقتحامها في حلب المدينة، وتظهر طريقة عمل الجهاز الأمني والإستخباري لـ’داعش’ في مراقبة النشطاء وجمع المعلومات عن الفصائل المعارضة.

وتشير الوثيقة رقم 2 لأسماء المعتقلين في مشفى الأطفال في حلب، والذين تم إعدامهم ومن بينهم سبعة من فريق شذى الحرية الإعلامي الذي دفع ثمن علاقة الشيخ العرعور بقناة شذى الحرية.. حيث كفر العرعور ‘داعش’ ودعى الى مقاتلتها، واعتقل الناشطون رغم أنهم تركوا فريق شذى الحرية وانتقلوا للعمل في مؤسسة أخرى تسمى أنا سوري، وتظهر الوثيقة رقم 5 صورة لمجموعة مقاتلين من الثوار تم وضع دائرتين حول رؤوس اثنين منهم، قامت ‘داعش’ بتعقبهم وخطفهم لاحقا.

أما الوثيقة رقم 7 فتظهر لوحات سيارات لكتائب للواء السلطان محمد الفاتح .. قامت ‘داعش’ باختطافهم . ويرتبط اللواء السلطان الفاتح بعلاقات جيدة مع السلطات الأمنية التركية وهو ما يغضب ‘داعش’ التي تطالب الفصائل الإسلامية في كل الحوارات السابقة بتكفير رئيس الوزراء التركي أردوغان كونه علماني لا يحكم بشرع الله’.

أما الوثيقة رقم 8 فتظهر طلبا من الجهاز الأمني في ‘داعش’ بتعقب أحد مقاتلي المعارضة الإسلامية (تجراء دراسة على المدعوô)، ثم يظهر الرد من شخص قام بكتابة تقرير أمني تماما كما كان يفعل جهاز المخابرات السوري، ويشير التقرير الأمني لعلاقة المقاتل بقيادي في أحد الفصائل في ريف حلب الشمالي يدعى إياد غزال.. كان من ضمن الأسرى الذين تم إعدامهم في سجون ‘داعش’ قبل أيام.

 ‘هيومن رايتس′: متطرفون في سوريا يفرضون قواعد صارمة على النساء ويقيدون حقوقهن

بيروت ـ من بولا أسطيح: اتهمت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ التي تُعنى بحقوق الانسان، امس الاثنين، الجماعات المتطرفة في سوريا بتقويض حقوق النساء من خلال فرض قواعد متشددة على الملبس والتنقل وارتياد المدارس، لا أساس لها في القانون السوري، داعية الحكومات المعنية ذات التأثير على هذه الجماعات أن تضغط عليها والا كانت ‘بادرة أولى’ لانهيار كامل حقوق المرأة السورية.

وقالت ‘هيومن رايتس ووتش’ التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، ان القواعد المتشددة التي تفرضها بعض الجماعات في مناطق خاضعة لسيطرتها في شمال وشمال شرق سوريا ‘تخرق حقوق الإنسان الخاصة بالسيدات والفتيات وتحد من قدرتهن على الاضطلاع بأنشطتهن الحياتية اليومية التي لا غنى عنها’.

وأوضحت أن 43 لاجئة سورية في كردستان العراق، ولاجئتين سوريتين في تركيا، تواصلت معهن المنظمة قلن أن الجماعات المسلحة المتطرفة في سوريا وبالتحديد جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) قد فرضت تفسيراتها للشريعة الاسلامية، فطالبت السيدات والفتيات بارتداء الحجاب والعباءة وتم حظر سراويل الجينز والثياب الضيقة أو التبرج مع التهديد بمعاقبة من لا تلتزم، كما منعت النساء والفتيات، التنقل بحرية في الأماكن العامة، والعمل وارتياد المدارس، حتى أنّه تم إغلاق جميع صالونات تجميل الشعر.

وقالت مديرة قسم حقوق المرأة في ‘هيومن رايتس ووتش’ لايزل غيرنهولتز أن ‘الجماعات المتطرفة مثل داعش وجبهة النصرة تقوض الحريات المكفولة للسيدات والفتيات السوريات، وهن قوة كبيرة في المجتمع السوري منذ زمن طويل’. وتساءلت:’ما هو شكل النصر الذي تعد به تلك الجماعات السيدات والفتيات اللواتي يشاهدن حقوقهن تُسحَب منهن؟’.

ونقلت المنظمة عن احدى اللاجئات أن جارتها الأرملة وأطفالها الثلاثة ماتوا أثناء القتال بسبب الحظر على خروجها من بيتها دون ولي أمر.

وطالبت ‘هيومن رايتس ووتش’ قادة جبهة النصرة وداعش بالتراجع ‘على الفور وبشكل معلن’ عن كافة السياسات التي تخرق حقوق المرأة، ومنها قواعد الملبس الجبرية والقيود على حرية التنقل، ‘والكف عن معاقبة السيدات والفتيات وتهديدهن بالمعاقبة’.

وحثّت كل الحكومات المعنية ذات التأثير على هذه الجماعات أن تضغط عليها كي تكف عن هذه القيود التمييزية على المرأة.

وقالت اللاجئات إنه بين أيلول/سبتمبر 2012 وتشرين الثاني/نوفمبر، 2013 فرضت جبهة النصرة وداعش قيوداً على رداء السيدات’والفتيات وتنقلاتهن في أحياء الشيخ مقصود بمدينة حلب، وفي بلدات عفرين وتلعرن في محافظة حلب، ومدينة الحسكة وبلدة راس العين في محافظة الحسكة ومدينة إدلب وبلدة تل أبيض في محافظة الرقة، ‘وهي كلها مناطق تقطنها مجتمعات متنوعة دينياً، من مسلمين سنة ومسلمين شيعة وعلويين ومسيحيين سريان ومسيحيين أرمن’.

وأشارت المنظمة الى ان بعض القيود فرضت أيضا من قبل جبهة النصرة وداعش على الرجال الذين منعوا في قرية جنديرس بعفرين وفي راس العين وتل أبيض وتلعرن، من ارتداء سراويل الجينز أو السراويل الملتصقة بالجسد، ‘لكن تفرض هذه الجماعات قواعد أقل على الذكور، من التي تفرضها على الإناث’.

ولفتت المنظمة، نقلا عن أشخاص تمت مقابلتهم، أن ارتياد الذكور والإناث للمدارس انحسرت معدلاته مع تزايد تواجد جبهة النصرة وداعش، خشية وقوع مصادمات مسلحة، لكن الضرر على الطالبات تفاقم بسبب القيود المفروضة وبسبب التصورات القائمة عن زيادة المخاطر على السلامة الشخصية للسيدات والفتيات.

وقال ستة رجال وسيدات لـ ‘هيومن رايتس ووتش’ إن جبهة النصرة وداعش أعلنا في رأس العين وتل أبيض وعزاز أن السيدات الكرديات وممتلكاتهن ‘حلال’ للمقاتلين، ‘ما يعني أن قيادات هذه الجماعات أعطوا المقاتلين الحق في اختطاف السيدات دون تبعات’.

وقالت غيرنهولتز ‘الجماعات مثل داعش والنصرة تزعم أنها جزء من حركة اجتماعية، لكن يبدو أنها تصب تركيزها على مصادرة حرية السيدات والفتيات، أكثر من اهتمامها بتوفير أي امتيازات اجتماعية… كما رأينا في الصومال ومالي وأماكن أخرى، فهذا النوع من القيود هو بادرة أولى على انهيار كامل لحقوق السيدات والفتيات’.(الاناضول)

كيري ولافروف يدعوان لوقف إطلاق نار في سوريا قبل جنيف 2… ومختلفان حول مشاركة إيران

هيغ يرفض تسليح المعارضة السورية… والسعودية تدعو لضرورة ‘إنهاء النظام المستبد الحالي’

عواصم ـ وكالات: دعا وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف امس الاثنين الى ‘وقف اطلاق نار في مناطق محددة’ في سوريا قبل مؤتمر السلام المرتقب في سويسرا في 22 كانون الثاني/يناير لكنهما لا يزالان مختلفين حول مشاركة ايران.

وخلال مؤتمر صحافي ثلاثي في باريس، دعا لافروف والمبعوث الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي ايضا الى مشاركة ايران في هذا المؤتمر المعروف باسم جنيف-2 وهو ما تعارضه الولايات المتحدة حتى الان.

لكن كيري اعتبر ان ايران ستكون ‘موضع ترحيب’ و’مدعوة’ اذا وافقت على مبادئ الانتقال السياسي في سوريا التي حددها مؤتمر جنيف الاول في 30 حزيران/يونيو 2012.

ودعا المسؤولون الثلاثة ايضا الى ‘تبادل معتقلين’ بين مقاتلي المعارضة والنظام السوري وكذلك الى فتح ‘ممرات انسانية’ في سوريا.

وقال كيري ‘لقد بحثنا اليوم امكانية محاولة تشجيع وقف لاطلاق النار، قد يكون وقفا في مناطق محددة بدءا بحلب (شمال)’.

وبخصوص ايران قال كيري انه على طهران ‘ان تقرر ما اذا كانت تدعم تطبيق بيان جنيف-1′ الصادر في حزيران/يونيو 2012 ونص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تملك كل السلطات.

من جهته اكد لافروف الذي تدعم بلاده النظام السوري انه ‘من الواضح انه يجب مشاركة ايران والسعودية في المؤتمر’ المرتقب عقده في مونترو بسويسرا في 22 كانون الثاني/يناير قبل ان يواصل اعماله في جنيف.

وشدد الابراهيمي الذي وجه دعوة للسعودية لحضور المؤتمر لكن ليس لايران، على ‘اهمية’ الجمهورية الاسلامية في المنطقة واعرب عن رغبته مجددا في ان تحضر طهران المؤتمر.

وكان كيري اعلن الاحد ‘كما قلت مرارا انا ارحب باي مبادرة تريد ايران ان تتخذها لمحاولة حل الازمة في سوريا، بدءا بالموافقة على بيان جنيف’ الذي تم تبنيه في حزيران/يونيو 2012 والذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية.

على الصعيد الانساني، يجتمع حوالى ستين بلدا في الكويت غدا الاربعاء بمبادرة من الامم المتحدة التي تسعى الى اكبر عملية تمويل في تاريخها لاغاثة وضع انساني ملح في سوريا حيث يعاني 13 مليون شخص من النزاع الذي يدمر بلادهم.

وتتوقع الامم المتحدة التي تحاول جمع مبلغ 6,5 مليار دولار ان تتجاوز اعداد اللاجئين السوريين اربعة ملايين شخص بحلول نهاية العام 2014.

اللى ذلك رفض وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، امس الاثنين، دعوة نواب من حزب المحافظين الحاكم إلى تسليح المعارضة السورية، وشدّد على ضرورة أن ينصبّ التركيز حالياً على محادثات مؤتمر ‘جنيف 2′ هذا الشهر.

وقال هيغ للمحطة الإذاعية الرابعة بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن التركيز ‘يجب أن يكون على بناء عملية سياسية لتشكيل حكومة إنتقالية في سوريا’، داعياَ المعارضة السورية إلى المشاركة في مؤتمر ‘جنيف 2′ المقرر في الثاني والعشرين من كانون الثاني/يناير الجاري.

وأضاف أنه ‘قدّم مشورة واضحة جداً لقادة الائتلاف السوري المعارض لحضور مؤتمر ‘جنيف 2′ برعاية الأمم المتحدة الأسبوع المقبل’، حين التقاهم الأحد في باريس خلال اجتماع مجموعة ‘أصدقاء سوريا’.’

ونشرت مجموعة من النواب البريطانيين من مختلف الأحزاب السياسية بقيادة وزير الدولة السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، الستير بيرت، رسالة في صحيفة (تايمز)، امس، دعت فيها إلى ‘تسليح المعارضة السورية من أجل تصحيح العيوب العسكرية في موازين القوى مع النظام على الأرض’.

لكن هيغ شدّد على أن ‘أياً من الطرفين لا يمكن أن يفوز في الصراع الدائر في سوريا’، مجدداً دعوة جماعات المعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر ‘جنيف 2′.

واعتبر الاتفاق على تدمير الأسلحة الكيميائية لدى نظام الرئيس بشار الأسد ‘النقطة المضيئة الوحيدة في الصراع الذي لا يمكن لأحد الانتصار فيه’.’

وقال وزير الخارجية البريطاني ‘هناك صراع ثلاثي يدور الآن في سوريا بين الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة وقوى المعارضة الأكثر اعتدالاً، فضلاً عن قوات النظام السوري، ولا بد في النهاية من إيجاد حل سياسي لحقن الدماء، وهذا هو السبب في أننا نقف مع عملية ‘جنيف 2′ مهما استغرق وقت تنفيذها’.

وحذّر من أن التهديد الذي يشكله المتطرفون في سوريا ‘سلّط الضوء على الحاجة لإجراء محادثات وتشكيل حكومة إنتقالية’.

وأضاف هيغ أنه ‘من الضروري أن يكون هناك حل سياسي وحكومة شرعية وحكومة إنتقالية تعمل على تطبيق الديمقراطية لهزيمة صعود التطرف في سوريا، لأن تأخّر النظام والمعارضة عن التوصّل إلى حل سياسي سيساهم في تجذر التطرّف في سوريا’.

ووجهت المملكة العربية السعودية امس الاثنين دعوة جديدة إلى المجتمع الدولي طالبته فيها بضرورة إنهاء ‘النظام المستبد الحالي’ في سورية بقيادة بشار الأسد.

وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة في بيان له عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ‘إن المجلس استعرض نتائج اجتماع مجموعة (أصدقاء سورية) الذي عقد الاحد في العاصمة الفرنسية باريس′.

وجدد ‘دعوة المجتمع الدولي إلى مساعدة الشعب السوري في تقرير مصيره والدفاع عن نفسه ضد القمع′.

وأضاف خوجة أن مجلس الوزراء السعودي طالب المجتمع الدولي ايضا بـ ‘تمكين (الشعب السوري) من التحكم بمستقبله وإنهاء النظام المستبد الحالي من خلال تنفيذ عملية انتقال سياسي حقيقية’.

وأوضح أن ‘مجلس الوزراء السعودي رحب بإعلان أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح استضافة الكويت المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية يوم الأربعاء القادم’.

وأعرب عن أمله في ‘أن يخرج المؤتمر بنتائج تخفف من مصاب الشعب السوري الشقيق وبخاصة النازحين منهم’.

المنظمات غير الحكومية تمنح اللاجئين السوريين 400 مليون دولار

لوانا خوري ايلاف

أعلن مؤتمر المنظمات غير الحكومية اليوم، المنعقد قبل يوم من مؤتمر الدول المانحة، حصوله على تعهدات من المنظمات المشاركة بدفع 400 مليون دولار لإغاثة الشعب السوري.

بيروت: تعول الأمم المتحدة على مؤتمر المانحين الذي سينعقد في الكويت لتغطية حاجات منظماتها لدعم اللاجئين السوريين خلال الفترة المقبلة، والتي تقدر بنحو 6 مليارات دولار.

وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وجه أمس الاثنين نداء لجمع التبرعات للسوريين، الذين يواجهون أزمة إنسانية بسبب النزاع في بلادهم، ضمن حملة تبرعات في أنحاء الكويت. ودعا الشيخ صباح الكويتيين والمقيمين ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والشخصيات الاعتبارية لإغاثة أبناء الشعب السوري داخل سوريا وخارجها، مؤكدًا أن إخفاق المجتمع الدولي في إنهاء معاناة السوريين وصمة عار في جبينه، سيسجلها التاريخ وتتناقلها الأجيال.

400 مليون دولار

وفي ختام المؤتمر الثاني للمنظمات غير الحكومية المانحة اليوم، قالت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية إن المؤتمر نجح في جمع نحو 400 مليون دولار لإغاثة الشعب السوري، آملة في أن تستخدم هذه الاموال بفاعلية لتوفير الحاجات الضرورية للاجئين السوريين، وموضحة أن مساهمات الجمعيات الخيرية الكويتية في المؤتمر بلغت 142 مليون دولار. وأتى أعلى تبرع من هيئة الاغاثة الاسلامية في بريطانيا، التي تعهدت بتقديم 80 مليون دولار، تلاها الهلال الاحمر الاماراتي بقيمة 35 مليون دولار، ثم مؤسسة ثاني الخيرية القطرية بمبلغ 15 مليون دولار.

وتطرق ممثلو المنظمات الانسانية العاملة في دول الجوار التي تستضيف اللاجئين السوريين إلى المشاريع الخيرية المزمع تنفيذها في مخيمات اللاجئين، ومنها مخيمات الايواء والمراكز الطبية والتعليمية.

قرى نموذجية

وقال الدكتور عبدالله المعتوق، رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ومبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية، في المؤتمر  إن العالم يقف ازاء كارثة انسانية يعيشها الشعب السوري الذي اصبح مشردًا في الداخل والخارج وتعرض لعملية ابادة حقيقية تجسدت في قتل الانفس وهدم البيوت واستخدام الاسلحة الكيميائية، والعامل الانساني ليس حاسمًا وحده في مواجهة تداعيات هذه الجرائم الانسانية التي يتعرض لها الشعب السوري. وأضاف أن المبالغ التي تم انفاقها على برامج اغاثة الاشقاء السوريين منذ مؤتمر المنظمات غير الحكومية العام الماضي بلغت نحو 190 مليون دولار، بزيادة بلغت أكثر من سبعة ملايين دولار على تعهدات الجمعيات الخيرية الخليجية والاسلامية خلال المؤتمر، والبالغة 183 مليون دولار.

وأعلن المعتوق نية الهيئة الخيرية انشاء مدينة سكنية للاجئين السوريين، تضم 2000 بيت مزودة بخدمات تعليمية وطبية، تماثل قرية الكويت النموذجية التي أقامتها الهيئة الخيرية في منطقة كيليس التركية، وضمت ألف بيت، وقرية مماثلة في مخيم الزعتري ضمت أيضًا الف بيت، ومع كل قرية عدد من المدارس والمساجد والمراكز الطبية.

المشروع الموحد

وتحدث احمد الجاسر، نائب رئيس الجمعية الكويتية للاغاثة، نيابة عن الجمعيات الخيرية الكويتية، فقال إنها اطلقت مشروع النداء الموحد من اجل سوريا، “الذي نشترك فيه للمرة الاولى كجمعيات حكومية وغير حكومية في نداء اغاثي موحد، وهو مشروع يستهدف انشاء عشر مدن اسكانية للاجئين السوريين، بواقع 1000 بيت لكل مدينة، بتكلفة تقدر بنحو اربعة ملايين دينار.

وكان السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون عبر عن امتنانه للكويت لدعمها السخي ورؤيتها الرامية الى وضع حد للأزمة الانسانية في سوريا. وأعرب بمناسبة ترؤسه جلسات المؤتمر الدولي الثاني للمانحين عن أسفه ازاء تسلم الأمم المتحدة مبلغ 1,5 مليار دولار فقط من اجمالي المبلغ الذي طلبت توفيره في العام الحالي لسوريا والبالغ 6,5 مليارات دولار، مشددًا على أهمية استمرار تقديم الدعم للدول المجاورة لسوريا والتي استقبلت أعدادًا كبيرة من اللاجئين، معتبرًا ذلك مسؤولية اخلاقية.

الأمم المتحدة تسعى لجمع 6.5 مليارات دولار لصالح السوريين

تستضيف الكويت مؤتمر المانحين الثاني لدعم الشعب السوري، وسط تحديات يفرضها تصاعد أعداد اللاجئين السوريين في دول الجوار، في ظل عدم التزام الدول المانحة بما وعدت به في المؤتمر الأول.

يجتمع حوالى ستين بلدًا في الكويت الاربعاء في مؤتمر المانحين الثاني لدعم الشعب السوري، بمبادرة من الامم المتحدة التي تسعى إلى أكبر عملية تمويل في تاريخها لاغاثة وضع انساني ملح في سوريا، حيث يعاني 13 مليون شخص من النزاع الذي يدمر بلادهم. وتتوقع الامم المتحدة، التي تحاول جمع مبلغ 6.5 مليارات دولار، أن تتجاوز اعداد اللاجئين السوريين أربعة ملايين شخص بحلول نهاية العام 2014.

مرحلة حرجة

وقد اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لوكالة الانباء الكويتية أن الوضع في سوريا بلغ مرحلة حرجة. وقال بان، الذي سيرأس الاجتماع الثاني الدولي للمانحين في الكويت: “قرابة نصف السكان متضررون، اربعون بالمئة من المستشفيات تعرضت للتدمير، في حين لا تستطيع 20 بالمئة أخرى تدبير امورها بشكل طبيعي”.

ويعقد اجتماع الكويت، الذي يستمر يومًا واحدًا قبل أسبوع من موعد مؤتمر جنيف-2، الهادف إلى التوصل لحل سياسي للنزاع، تصر المعارضة على أن يتضمن رحيل الرئيس بشار الاسد. ومبلغ 6.5 مليارات دولار اكبر اربع مرات من ذلك الذي تعهد المشاركون تقديمه في المؤتمر الاول في الكويت قبل عام، وكان حينها 1.5 مليار. وقد اعلنت الامم المتحدة أنها تلقت 70 بالمئة من قيمة التعهدات.

لا سابق له

من جهتها، قالت فاليري آموس، مديرة عمليات الاغاثة في الامم المتحدة: “لقد طلبنا جمع مبلغ 6.5 مليارات دولار، وسنبذل قصارى جهدنا للعناية بالاطفال والنساء والرجال الذين يصيبهم هذا النزاع الدامي، والتمويل الذي نحتاج اليه لا سابق له”.

وتؤكد الامم المتحدة أن هذه المبالغ ضرورية لتمويل عملياتها في داخل سوريا وخارجها، مع مقتل 126 ألف شخص ولجوء 2.6 مليون سوري إلى دول مجاورة، ونزوح ستة ملايين آخرين داخل بلدهم.

وسيتم صرف الاموال على برنامجين لتقديم المساعدة طوال العام لنحو 16 مليون شخص، بينهم 13.4 مليونًا في سوريا، والآخرون لجأوا إلى دول الجوار. وتتطلب خطة التدخل الاقليمية في سوريا مبلغ 4.2 مليارات دولار لمساعدة اللاجئين الذين من المتوقع أن ترتفع أعدادهم إلى 4.1 ملايين شخص بنهاية 2014، بالاضافة إلى 2.7 موجودين في دول الجوار. كما تنص خطة التدخل الانساني على تقديم مساعدات غذائية لحوالى 9.3 ملايين سوري في بلادهم بينهم 6.2 ملايين من النازحين.

نداءات مستمرة

تتوقع الامم المتحدة أن تصل اعداد اللاجئين إلى 3.25 ملايين شخص بحلول حزيران (يونيو) المقبل، على أن تزداد لتبلغ 4.1 ملايين قبل أواخر العام الحالي. وتتضمن هذه الارقام ما لا يقل عن 270 الفًا من اصل 540 الفًا من اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في سوريا، والذين نزحوا من منازلهم.

في الوقت الراهن، يستقبل لبنان العدد الاكبر من اللاجئين (905 آلاف)، يليه الاردن (575 الفًا)، ثم تركيا (562 الفاً)، والعراق (250 الفاً) ومصر. وبحلول أواخر العام 2014، سترتفع هذه الارقام إلى 1.65 مليون لاجئ في لبنان، و 800 ألف في الاردن، ومليون في تركيا، و400 الف في العراق و250 الفًا في مصر. وتقول وكالات الاغاثة الانسانية التابعة للامم المتحدة إن النداءات لجمع الاموال لصالح سوريا حيث يستمر النزاع منذ 34 شهرًا لا تزال غير كافية، الامر الذي يؤثر في قدرتها على التحرك.

كيري ولافروف يقدمان ثلاثة «حوافز» للائتلاف لحثه على المشاركة في «جنيف 2»

واشنطن وموسكو لم تسويا خلافهما حول حضور إيران

باريس: ميشال أبو نجم

تواصلت في باريس أمس في كل اتجاه المشاورات المكثفة الخاصة بالملف السوري مع وجود وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري، والروسي سيرغي لافروف في العاصمة الفرنسية.

وعقد كيري ولافروف صباحا في مقر السفير الأميركي في باريس اجتماعا عد سلفا بالغ الأهمية لأنه قد يكون الأخير قبل موعد 22 يناير (كانون الثاني) الحالي، تاريخ انطلاق مؤتمر «جنيف 2» في مدينة مونترو السويسرية، وبالتالي كان منتظرا منه حسم المواضيع الخلافية التي ما زالت عالقة بين روسيا من جهة والمعسكر الغربي الداعم للمعارضة السورية بشكل عام.

وأهمية لقاء كيري – لافروف أنه جاء مباشرة عقب اجتماع «مجموعة لندن» أو المجموعة الأساسية لأصدقاء الشعب السوري الذي أعاد التأكيد على المواقف «النهائية» للبلدان الـ11 في ما يخص الحل السياسي ورحيل النظام السوري مع قيام الحكومة الانتقالية وتشجيع الائتلاف السوري المعارض على قبول المشاركة في «جنيف 2» القائم على تنفيذ مضمون خريطة الطريق لـ«جنيف 1».

وكان المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي انضم إلى كيري ولافروف اللذين استفادا قليلا من حديقة منزل السفير الأميركي التي تنزها فيها. والطريف أن كيري قدم للافروف بطاطس من إنتاج ولاية إيداهو الأميركية وقال له ممازحا: «يمكنك أن تستخدمها لاستخراج الفودكا»، ورد لافروف أن أمرا كهذا كان يحصل أيام الاتحاد السوفياتي وليس اليوم.

وباستثناء الخلاف الذي ما زال مستحكما بين الطرفين حول حضور إيران، فإن الأجواء، كما وصفتها مصادر أميركية قريبة من الاجتماع، كانت «مريحة». ولم تصعد النبرة إلا عندما اتهم لافروف نظيره الأميركي بأنه يتعامل مع موضوع دعوة إيران إلى مؤتمر مونترو – جنيف، الذي ما زالت واشنطن تعارضه، «من منطلق آيديولوجي». ونصحه بمقاربة واقعية ودعا إلى حضور كافة «الأطراف المؤثرة»، مسميا بالاسم المملكة العربية السعودية وإيران.

ورد كيري أن «الآيديولوجيا» لا دخل لها في الموضوع بل إنه لا يمكن دعوة إيران ما دامت لم تعترف أو تؤيد خارطة الطريق في «جنيف 1» وتحديدا عملية قيام سلطة انتقالية من النظام والمعارضة تعود إليها الصلاحيات التنفيذية كافة. ومجددا اغتنم لافروف فرصة الكلام ليعلن موافقته على حاجة إيران للاعتراف ببيان «جنيف 1» ولكن ليغمز أيضا من قناة دول لم يحددها «لا تريد للمؤتمر أن ينجح». وكرر الإبراهيمي موقفه الداعي لحضور إيران المؤتمر الموعود.

وسيكون الموضوع على طاولة المباحثات خلال الزيارة التي سيجريها وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إلى موسكو، ولكن كذلك خلال زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم القريبة إلى موسكو.

وحرص الطرفان ومعهما الأخضر الإبراهيمي على إظهار التقارب في المواقف. واللافت أن كليهما أشار أكثر من مرة إلى حاجتهما للعمل معا «على إقناع الطرفين (السوريين) للتوجه إلى جنيف» من أجل التفاوض و«إطلاق عملية السلام».

وفي طفرة تفاؤلية، قال كيري إن «جنيف 2» سيكون «بداية النهاية»، مؤكدا أن الحل «سياسي وليس عسكريا» وأن الطرفين «متفقان تماما على الحاجة لإنهاء العنف» ومنع «امتداد الكارثة السورية إلى بلدان الجوار».

ومساء أمس اجتمع كيري مع وفد الائتلاف السوري برئاسة أحمد عاصي الجربا. وكان الوفد التقى لافروف مساء أول من أمس. وقالت مصادر سورية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الوزير الروسي «أبدى مرونة وانفتاحا في الشكل لكنه بقي متشددا في ما خص المضمون». وأشارت إلى رفضه إعطاء وعود معينة حول طريقة تعاطيه المستقبلي مع النظام السوري والضغوط التي يمكن أن يمارسها عليه. بيد أن ما تمخض عن اجتماع الوزيرين أمس يشير إلى ليونة روسية ربما لا تكون محض شكلية. ويتمثل هذا «التطور» في ثلاثة ميادين متصلة، أو حوافز قدمها الطرفان للمعارضة السورية: الأول، دعوة الطرفين، النظام والمعارضة، لوقف «محدود» لإطلاق النار في مناطق معينة «قبل مؤتمر جنيف» بدءا بمدينة حلب، وفق كلام الوزير الأميركي. والثاني، تشجيعهما على عملية تبادل أسرى. والثالث، فتح ممرات إنسانية لإغاثة المناطق المنكوبة والمحاصرة. وفي هذا الخصوص أشار لافروف إلى منطقة الغوطة القريبة من دمشق.

وأفاد كيري بأنه فهم من المعارضة السورية، التي لم يحدد منها طرفا بالذات، أنها «قابلة» للبحث في وقف جزئي لإطلاق النار وتبادل الأسرى «إذا قبل الأسد بذلك». ونقل كيري عن الوزير الروسي قوله إنه ناقش موضوع الممرات الإنسانية مع النظام السوري ورجح أن يكون الأخير «قابل ذلك في منطقة الغوطة» بريف دمشق.

وكان لافتا في كلام لافروف تشديده على أن غرض «جنيف 2» هو تنفيذ مقررات «جنيف 1»، لكنه حرص على عدم الإشارة لا من قريب ولا من بعيد إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت مصادر روسية مرافقة له لـ«الشرق الأوسط» إن موسكو «لن تكون جاهزة لتقديم أي تنازلات قبل بدء أعمال المؤتمر وبعد أن تكون قد تكونت لديها صورة واضحة عما سيجري فيه وعن المسائل الرئيسة التي تهمها مثل شكل السلطة الانتقالية وتكوينها وولاءاتها ومصير القوات والأجهزة الأمنية والجيش ومحاربة الإرهاب والمجموعات الجهادية ومصير المصالح الروسية». ووعد لافروف بـ«إرسال إشارات إلى الأطراف السورية حول الحاجة لوقف النار والنظر في لوائح الأسرى وتوسيع فرص إيصال المساعدات الإنسانية، وكلها خطوات من شأنها إقناع المدنيين أننا نعمل لتسهيل الأمور». ولم يفت لافروف القول إن هناك إجماعا حول الحاجة لمحاربة الإرهاب. ووصف الإبراهيمي هذه التدابير بأن غرضها «بناء الثقة» بين الأطراف.

وأفادت مصادر مواكبة لمشاورات باريس أن الخطوات أو التحفيزات الثلاثة «موجهة بالدرجة الأولى للمعارضة» التي كانت تطالب بها وتأتي مباشرة بعد الدعم السياسي الجديد الذي حصلت عليه من «مجموعة لندن» أول من أمس. وترى هذه المصادر أن بيان مجموعة الـ11 بما تضمنه، والتدابير الثلاثة التي وردت أمس على لسان كيري ولافروف، تهدف كلها إلى «إقناع الائتلاف ومن معه بقبول المشاركة في مونترو – جنيف باعتباره الطريق الذي لا بديل عنه للحل السياسي».

لكن كل هذه العناصر لا تبدو كافية لتبلور قناعة بأن مؤتمر «جنيف 2» سيحصل في تاريخه. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، في حديث صحافي إن قرار الائتلاف بالموافقة «ليس مؤكدا بعد»، مما يعني أن أنظار الجميع ستكون متجهة إلى إسطنبول، حيث سيعقد الائتلاف اجتماعا حاسما الجمعة سيقرر فيه المشاركة من عدمها.

أعضاء في «الائتلاف» يبدون «تفاؤلا حذرا» حول ضمانات «أصدقاء سوريا»

النظام يرفض أي شروط قبل «جنيف 2».. والمعلم في موسكو قبل المؤتمر

بيروت: «الشرق الأوسط»

أبدى أعضاء في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، أمس، «تفاءلا حذرا» بخصوص الضمانات التي أعلن رئيس الائتلاف، أحمد الجربا، الحصول عليها خلال اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا»، الذي عقد أول من أمس في باريس، لجهة رفض أي دور للرئيس السوري بشار الأسد وعائلته في مستقبل سوريا. في حين وصفت دمشق الاجتماع بـ«لقاء أعداء الشعب السوري». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله إن «أي شرط مسبق لمؤتمر (جنيف 2) سيؤدي إلى (فشل) المؤتمر المخصص للسعي إلى حل الأزمة والمقرر عقده الأسبوع المقبل».

وأوضحت الخارجية السورية، على لسان المصدر ذاته، أن «دمشق وافقت على المشاركة في (جنيف 2) من دون شروط مسبقة لأنها أعلنت مرارا أن الحوار بين السوريين هو الحل». وأبدت عدم «استغراب الجمهورية العربية السورية من ما جرى في باريس من اجتماع لأعداء الشعب السوري وما تمخض عنه من تصريحات أقرب إلى الأوهام من الحقيقة»، عادة «هذه التصريحات لا تصدر إلا عن أشخاص منفصلين عن الواقع وبعيدين كل البعد عن أي منطق سياسي مقبول».

وكانت الدول الإحدى عشرة الأساسية في مجموعة «أصدقاء سوريا» أو ما يعرف بـ«مجموعة لندن» اجتمعت في باريس أول من أمس الأحد، ودعت المعارضة السورية إلى المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» الذي تنطلق أعماله في مدينة مونترو السويسرية في 22 من الشهر الحالي وتستكمل بعد يومين في جنيف.

وعد المصدر في الخارجية السورية، في التصريحات ذاتها، أن «كل من يحاول وضع أي شرط مسبق أو تصور أو حلم أو وهم قبل مؤتمر (جنيف 2) والتعامل معه على أنه أمر واقع، فإنه يحكم على المؤتمر بالفشل قبل بدئه»، في إشارة إلى تصريحات الجربا إثر اجتماع باريس، حيث أشار إلى أن دول مجموعة «أصدقاء سوريا» متفقة على «أن لا مستقبل للأسد ولا لعائلته».

وتصر مكونات الائتلاف السوري، المنقسمة حول المشاركة في المؤتمر، على رفض أي دور للرئيس السوري وأركان نظامه في المرحلة الانتقالية، بينما ترفض دمشق مجرد البحث في مصير الأسد الذي تنتهي ولايته منتصف عام 2014، عادة القرار في ذلك يعود إلى «الشعب السوري» من خلال صناديق الاقتراع.

وأبدى أعضاء في الائتلاف تفاؤلهم الحذر بخصوص الضمانات التي أعلن الجربا الحصول عليها فيما يتعلق بتنحي الأسد. وأوضح عضو الائتلاف هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» أن «كلام الجربا ترك أثرا إيجابيا عندنا»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «الضمانات الدولية يجب أن تقترن بضغوط على النظام السوري لإجباره على ترك السلطة وتسليمها إلى حكم انتقالي بالصلاحيات كاملة».

وأوضح مروة: «إن نتائج اجتماع (لندن 11) ستنعكس إيجابا على مناقشات الائتلاف بخصوص قرار المشاركة في (جنيف 2)»، لافتا إلى أن «الجربا سيعرض في اجتماعات الهيئة العامة التي ستعقد في 17 من الشهر الحالي (يوم الجمعة المقبل)، طبيعة الضمانات التي حصل عليها من دول (أصدقاء سوريا)».

وكشف مروة عن «تشكيل لجنة من بعض أعضاء الائتلاف للتواصل مع القوى العسكرية المعارضة بمستوياتها كافة». مشددا على أن «الائتلاف لن يتخذ أي قرار بما يتعلق بـ(جنيف 2) إلا بالتوافق مع القوى العسكرية».

ويسعى المؤتمر، الذي وجهت دعواته إلى 26 دولة للمشاركة فيه، إلى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف مارس (آذار) 2011 الذي أودى بحياة أكثر من 130 ألف شخص.

في غضون ذلك، أعلن سفير سوريا في موسكو، رياض حداد، أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور روسيا قبل عقد مؤتمر «جنيف 2». ونقلت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس» عن حداد قوله إن المعلم «سيكون في موسكو قبل (جنيف 2)»، موضحا أن «موعد الزيارة لم يحدد بعد».

وكانت صحيفة «الوطن» السورية، المقربة من السلطات الرسمي،ة ذكرت أن وفدا سوريا برئاسة المعلم سيتوجه إلى موسكو في نهاية الأسبوع الحالي. وذكر مصدر سياسي في دمشق أن هذا الوفد يفترض أن يصل صباح الخميس إلى العاصمة الروسية.

من جهة أخرى، حدد الأعضاء المنسحبون من «الائتلاف الوطني» المعارض الذين يمثلون جزءا من هيئة أركان «الجيش الحر» أسباب انسحابهم في بيان، أمس. وقالوا في البيان إن «الائتلاف فشل في تأسيس جيش وطني من القوى الثورية على الأرض، بسبب اختيار الأدوات والأشخاص الخطأ لهذه المهمة». كما أشاروا إلى أن «توزيع الأموال من رئيس الائتلاف إلى الكتائب مباشرة وتجاوز مؤسسة الأركان، أفقدها هيبتها، مما أدى إلى تراجع العمل العسكري، حيث تعرض (الجيش الحر) لانتكاسات كبيرة».

وكان 44 عضوا، من أصل 112، في الائتلاف الوطني السوري المعارض أعلنوا انسحابهم خلال الاجتماعات الأخيرة للهيئة العامة في مدينة إسطنبول التركية.

«داعش» تستجمع قواها وتتقدم في حلب بعد سيطرتها على الباب

إعدامات بالجملة في الرقة.. ومقتل 50 من عناصر النظام بكمين في ريف دمشق

بيروت: «الشرق الأوسط»

سيطر عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، أمس، بشكل شبه كامل على مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، بعد معارك عنيفة ضد تشكيلات المعارضة العسكرية فيها، بموازاة تأكيد ناشطين إعدام التنظيم المرتبط بـ«القاعدة» عشرات المقاتلين المعارضين، بعد وقوعهم في كمين بالرقة، إحدى مراكز ثقل المقاتلين الجهاديين.

ونقلت «رويترز» عن ناشط من الرقة قوله إن «المقاتلين الذين أعدموا رميا بالرصاص ينتمون إلى (جبهة النصرة) وحركة (أحرار الشام)، وهم من الذين أسروا من قبل (داعش) في بلدة تل أبيض على الحدود مع تركيا».

وأوضح الناشط أن «نحو 70 جثة، معظمهم أطلق الرصاص على رؤوسهم نقلوا إلى مستشفى الرقة العام».

وفي حين رجحت مصادر في المعارضة أن «يكون من بين الذين أعدموا أبو سعد الحضرمي، قائد جبهة النصرة في محافظة الرقة، الذي أسر قبل أشهر»، أفاد المرصد السوري بأن «عشرات المقاتلين من حركة أحرار الشام وقعوا في كمين نصبته لهم عناصر من (داعش) في منطقة الكنطري الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا شمال مدينة الرقة، وذلك خلال توجههم من محافظة الرقة إلى محافظة الحسكة».

وأفاد بحصول معركة بين الطرفين، تمكن خلالها مقاتلو «داعش» من أسر مقاتلي أحرار الشام، ثم أقدموا على قتل وإعدام 46 منهم.

وفي موازاة استمرار المعارك، أمس، بين الجهاديين وكتائب مقاتلة في مدينة الرقة التي تعد معقلا للجهاديين في شمال سوريا، أقدم عناصر في «الدولة» على قتل 14 مقاتلا من تشكيلات أخرى بالطريقة نفسها، في منطقة البادية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة شمال الرقة، بين كتائب المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية تركزت في شارع المعز. كما أقدم انتحاري من تنظيم داعش على تفجير نفسه بشاحنة مفخخة قرب أحد المساجد، جنوب شرقي الرقة، بحسب «المرصد السوري».

وكانت الدولة الإسلامية في الرقة عدّت في بيان أن المعارك ضدها تهدف إلى «القضاء» عليها قبل مؤتمر «جنيف 2» لحل الأزمة السورية، الذي من المقرر أن يبدأ أعماله في الثاني والعشرين من الشهر الحالي في مدينة مونترو السويسرية.

وفي حلب، تمكّن تنظيم «داعش» من السيطرة، أمس، على مدينة الباب في الريف الشمالي للمدينة. وأفاد المرصد السوري بأن مقاتلي «داعش» سيطروا «بشكل كامل» على مدينة الباب وبلدة بزاعة المجاورة لها شمال شرقي حلب، مشيرا إلى اعتقال «داعش» لـ«عشرات الأشخاص، بينهم العديد من المقاتلين في المدينة».

وذكر أن نداءات تبث من مكبرات الصوت في المساجد تدعو سكان المدينة إلى «تسليم أسلحتهم إلى الدولة الإسلامية، لأنها جاءت لتطبيق شرع الله».

وكان مقاتلو الدولة الإسلامية اقتحموا، أول من أمس، المدينة الخارجة عن سيطرة النظام السوري منذ أكثر من عام، وتعرضت وبلدة تادف المجاورة لها، التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، لقصف من الطيران الحربي السوري، أدى إلى مقتل 21 شخصا على الأقل.

وإلى أقصى الشمال الشرقي لحلب، قرب من الحدود التركية، حقق مقاتلو «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا» تقدما على حساب «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مدينة جرابلس، حيث اندلعت اشتباكات بين مقاتلي «الدولة الإسلامية». وأفاد ناشطون بسيطرة «مقاتلي كتائب المعارضة على مبنى البريد ومحاصرتهم مبنيي السجن والمركز الثقافي في جرابلس».

واندلعت المعارك في جرابلس إثر انتهاء مهلة حددتها كتائب المعارضة للجهاديين للانسحاب منها من دون قتال.

في موازاة ذلك، أعلنت كتيبة «أمهات المؤمنين»، إحدى الكتائب الإسلامية المعارضة بريف دمشق، أمس، أنها قتلت نحو 50 عنصرا من القوات النظامية، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء الألمانية، أمس. وجاء في البيان أن «أكثر من 50 شبيحا وعنصرا قتلوا في كمين محكم لعصابات (الرئيس السوري بشار) الأسد بالقرب من بلدة شبعا، الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي، ويعتقد أن بينهم عناصر من ميليشيات حزب الله وميليشيات أبو الفضل العباس»، من دون إضافة أي تفاصيل أخرى.

وكانت كتيبة «أمهات المؤمنين» تبنّت تفجير خط الغاز الذي يغذي إحدى محطات توليد الكهرباء، بحجة أن المنطقة كانت مركزا لمقاتلي النظام وميليشياته قبل نحو عشرة أيام.

«تشكيل الحكومة» وسوريا يتصدران لقاءات وزير خارجية إيران في لبنان

ظريف توعد معرقلي مشاركة طهران في مؤتمر السلام.. وأكد على تعزيز العلاقات عربيا خاصة مع السعودية

بيروت: كارولين عاكوم

تصدرت الجهود المبذولة على خط تأليف الحكومة اللبنانية والعلاقات الإيرانية – العربية، إضافة إلى الأزمة السورية بما فيها مؤتمر «جنيف 2»، ومحاربة الإرهاب في المنطقة، زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى لبنان، ولقائه عددا من المسؤولين إضافة إلى أمين عام حزب الله حسن نصر الله.

وفي حين كان ملف الحكومة بندا رئيسا إلى جانب الأزمة السورية على طاولة لقاءاته بالرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام، كان مؤتمر «جنيف 2» الحاضر الأهم في لقائه مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور. وأعلن ظريف بعد لقائه منصور أن «هناك ثوابت في السياسة الخارجية الإيرانية وهي إقامة أفضل علاقات التعاون مع دول المنطقة لا سيما دول الجوار، والسعودية تأتي في مقدمة هذه الدول».

وفي سياق متصل، نقلت مصادر الرئيس اللبناني، لـ«الشرق الأوسط»، عن ظريف «حرص إيران على السعي والعمل على الاستقرار في المنطقة ومحاربة الإرهاب، ورغبتها في تعزيز علاقاتها مع الدول العربية لا سيما المملكة العربية السعودية نظرا لأن ذلك سينعكس إيجابا على الوضع العام». ونفت المصادر أن يكون الوزير الإيراني قد تناول في لقائه مع سليمان موقف لبنان حيال الأزمة السورية في «جنيف 2»، مشيرة إلى تأكيد ظريف حرص إيران على الوصول إلى حل سياسي في سوريا، سواء دعيت إلى المؤتمر أم لم تدع. وفي هذا الإطار، قال ظريف في مؤتمره الصحافي، إنه «إذا وجهت لطهران دعوة غير مشروطة مسبقا لحضور (جنيف 2) فسنشارك في أعمال هذا المؤتمر، لكن في المقابل نحن لا نسعى إلى تلقي مثل هذه الدعوة»، مضيفا «إذا حالت بعض الضغوط السياسية التي مورست من هذا الطرف أو ذاك دون حضور طهران المؤتمر، فإن هذه الأطراف ستندم على المساعي التي بذلتها للحيلولة دون مشاركة إيران في إيجاد حل ومخرج للأزمة السورية». وتابع «الأزمة السورية تحل من قبل أبناء الشعب السوري. أما الأطراف الأخرى فينبغي أن تكون عنصرا مساعدا على الأقل للتوصل إلى حل، لا أن تنصب نفسها قاضيا وأن تضع هذا الشرط أو ذاك على الحوار». واعتبر ظريف أن «هناك تحديات مشتركة تواجه لبنان وإيران وكل دول المنطقة، الأمر الذي يستدعي منا جميعا أن نوحد مساعينا لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتكفير والتطرف التي تهدد المنطقة». ولفت إلى أن «الدماء اللبنانية تلاحمت مع الدماء الإيرانية من خلال الهجوم الإرهابي الذي استهدف السفارة الإيرانية في أغسطس (آب) الماضي»، مثمنا جهود الحكومة اللبنانية التي أدت إلى وضع اليد على هذا الملف، آملا «أن يكون هذا الأمر لمزيد من التعاون بيننا لمواجهة الإرهاب».

وفي حين لم يدل الدبلوماسي الإيراني بأي تصريح بعد لقائه سليمان، أكدت مصادر الرئاسة لـ«الشرق الأوسط» أن اللقاء لم يتطرق إلى الموضوع الحكومي اللبناني، واكتفى ظريف بإبداء ارتياحه للأجواء الإيجابية السائدة في ملف تشكيلها، منوها «بالدور الذي يقوم به رئيس الجمهورية لتوفير مثل هذه المناخات وتوطيد الوحدة والاستقرار»، متقدما بالشكر على «اكتشاف مرتكبي تفجير مقر السفارة الإيرانية».

وبدت لافتة أمس الزيارة التي قام بها ظريف إلى الرئيس المكلف تمام سلام، وهو ما اعتبرته أوساط مراقبة بمثابة دعم لسلام الذي يعمل على تأليف حكومته، في حين لم يلتق ميقاتي بسبب أدائه فريضة العمرة. وفي حين نفت مصادر سلام لـ«الشرق الأوسط» أن يكون الطرفان قد بحثا مسألة تشكيل الحكومة، أكدت «إشادة ظريف ودعمه المطلق للجهود المبذولة من قبل سلام لتأليف حكومة لبنانية جامعة، وحرصه على العلاقات الثنائية بين البلدين».

وفي إطار المواقف اللبنانية، رحب سليمان بالوزير الإيراني والوفد المرافق له، منوها «بما تقوم به إيران على المستويين الدولي والإقليمي وانعكاساته الإيجابية بشكل عام». وشدد على «أهمية وضرورة الحوار الإيراني مع الدول العربية وإقامة علاقات جيدة في سبيل الحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وضرورة أن يتوصل مؤتمر (جنيف 2) إلى وضع خريطة طريق لحل سلمي للأزمة السورية، وأن يقرر تاليا أبناء الشعب السوري مصير بلدهم»، مبديا ارتياحه «للمباشرة بوضع بنود الاتفاق في شأن النووي الإيراني موضع التنفيذ». واستعرض رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الوزير الإيراني الأوضاع والتطورات الراهنة في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، كما تسلم دعوة رسمية من رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني لزيارة طهران.

من جهته، أكد وزير الخارجية اللبناني التوافق «في وجهات النظر للعمل معا في المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب في كل أشكاله»، وكذلك التوافق على أن «الحل في سوريا لا يمكن أن يحصل إلا عبر الحوار والحل السياسي»، مضيفا «نتطلع إلى مشاركة إيران في هذا المؤتمر نظرا لما تمثله من وجود وحضور إقليمي ودولي، وإذا كانت إيران لن تحضر المؤتمر فهذا لن ينقص من دورها في حل الأزمات في المنطقة بطرق سلمية».

وكانت للوزير الإيراني محطة عند ضريح القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية وقتلى تفجيري السفارة الإيرانية، في الضاحية الجنوبية ببيروت، حيث وضع أكاليل من الزهر، على أن ينتقل في الأيام المقبلة إلى سوريا وفق ما أعلنت وسائل إعلام إيرانية.

وأفاد تلفزيون العالم الإيراني الرسمي بأن ظريف الذي وصل إلى بيروت مساء أول من أمس سيقوم بجولة على عدد من دول المنطقة تشمل إضافة إلى لبنان، العراق والأردن وسوريا، من دون أن يحدد مواعيد محطات هذه الجولة، كما من المقرر أن يلتقي ظريف الخميس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

الكابتاغون يؤجج الحرب الأهلية في سوريا

بيروت – أوردت صحيفة غارديان البريطانية أمس أن الحرب الأهلية السورية يؤججها الآن أيضاً تصدير واستهلاك كميات متزايدة من المخدرات غير القانونية.

وأضافت الصحيفة أن تحقيقين منفصلين أجرتهما وكالة رويترز ومجلة تايم، وجدا أن التجارة بمادة الكابتاغون (منشط) المصنع في سوريا بلغت إيراداتها ملايين الدولارات داخل سوريا العام الماضي، وأنه من شبه المؤكد ان بعض من هذه الأموال استعمل لشراء الأسلحة. ويُعتقد، بحسب غارديان، أن المقاتلين من الجانبين يلجأون لتعاطي الكابتاغون لمساعدتهم على مواصلة القتال.

ونقلت الغارديان عن وكالة رويترز قولها إن انهيار القانون والنظام والبنية التحتية في سوريا، وانتشار المجموعات المسلحة فيها، حوّلوها الآن إلى منتج رئيسي للمخدرات، بعد أن كانت لفترة طويلة نقطة عبور للمخدرات القادمة من أوروبا وتركيا ولبنان والمتجهة إلى دول الخليج الغنية.

وأشارت الصحيفة الى أن إنتاج المخدرات في وادي البقاع في لبنان انخفض بنسبة 90٪ العام الماضي مقارنة بعام 2011، وهو تراجع يفسره إلى حد كبير الإنتاج داخل سوريا.

تحرير 124 مقاتلا من قبضة “تنظيم الدولة

براميل متفجرة على داريا واشتباكات بين الفصائل

                                            جدد الطيران الحربي لـقوات النظام قصفه مدينة داريا في ريف دمشق بالبراميل المتفجرة, وذلك في وقت أحصت فيه الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 19 قتيلا على يد قوات النظام اليوم الثلاثاء.

وقال ناشطون إن برميلين سقطا على غرب المدينة وأديا إلى إصابة عدد من المدنيين المحاصرين فيها منذ أربعة عشر شهراً بالإضافة لاندلاع حريق كبير في أحد المحلات ودمار هائل في عدد من المباني السكنية.

ويأتي هذا بعد استخدام النظام قنابل تحمل غازات سامة ضد الثوار على الجبهة الشرقية لمدينة داريا ليلة أمس والتي أدت إلى مقتل ثلاثة وإصابة عشرة آخرين بحالات اختناق وضيق في التنفس وعدم وضوح في الرؤية واختلاج في الصدر.

كما تجددت الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على الجبهة الشرقية ونفذت المدفعية السورية قصفا عنيفا بقذائف الدبابات والهاون العيار الثقيل بالإضافة للرشاشات الثقيلة.

وقد شهدت مدينة الزبداني قصفاً مدفعياً من حاجز المسلخ بعد أن نفذت طائرات الميغ غارة جوية عليها منذ الصباح، واستقدمت تعزيزات إضافية للحواجز المحيطة بالزبداني وبلودان.

من جانبه، قال اتحاد التنسيقيات إن الطيران الحربي قصف مدينتي عربين ودوما بريف دمشق.

كما شهد حي القابون الدمشقي والأطراف الغربية من الغوطة الشرقية ومدينة دوما قصفاً صاروخياً ومدفعياً.

وفي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام استهدفت قافلة طعام ودواء أرسلتها أونروا وهيئات إغاثة أخرى عندما حاولت الدخول إلى المخيم.

وأفادت الهيئة بأن حواجز النظام استهدفت القافلة الإنسانية بالرصاص والقذائف قرب مفرق البويضة، فعادت القافلة أدراجها باتجاه بلدة السبينة. أما تلفزيون الإخبارية السورية فقال إن من سمّاهم مسلحين إرهابيين أطلقوا النار على قافلة المساعدات.

وكان المركز الإعلامي السوري أفاد في وقت سابق بمقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل في مخيم اليرموك جنوبي دمشق جراء استهداف قوات النظام مظاهرة تندد بحصار المخيم.

قتلى للنظام

وفي سياق ميداني آخر قال ناشطون إن الجيش الحر قتل عدداً من قوات النظام في محيط مطار دير الزور العسكري

وفي حماة، قال المركز الإعلامي هناك إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيشين الحر والنظامي في عدة قرى في ريف حماة الشرقي. وأضاف ناشطون أن الجيش الحر قتل 25 عنصراً من قوات النظام، في إطار ما يسميه معركة قادمون.

وفي ريف حماة الغربي، أفاد ناشطون بتعرض قرية راشا لقصف من قبل قوات النظام.

وأفادت شبكة شام بأن قوات النظام نفذت حملة دهم واعتقالات بحي السبيل بدرعا المحطة، أسفرت عن اعتقال ستة أشخاص.

كما دوت انفجارات قوية مجهولة المصدر في مدينة بصرى الشام بريف درعا، كما تعرضت الشيخ مسكين بريف درعا لقصف من المدفعية وراجمات الصواريخ لليوم السابع على التوالي.

اشتباكات ومقبرة جماعية

من جهة ثانية، أفاد مراسل الجزيرة في إدلب بأن عشرين شخصا قتلوا وجرح آخرون جراء انفجار سيارة ملغومة في رتل للجبهة الإسلامية شرقي مدينة رام حمدان في ريف إدلب.

وبث ناشطون صورا تظهر جرحى يتلقون العلاج داخل مستشفى ميداني. وذكر شهود أن السيارة الملغومة سارعت للدخول ضمن رتل تابع للجبهة الإسلامية وانفجرت قبل أن تصل إلى نقطة تفتيش تابعة للجبهة, وهو ما أدى لمقتل عدد من الأشخاص وجرح آخرين.

وفي هذا الإطار أيضا، أفاد ناشطون بأن فصائل تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام تمكّنت من تحرير 124 معتقلاً لدى التنظيم بمدينة جرابلس في ريف حلب فور سيطرتها على سجن “السرايا”، بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر “تنظيم الدولة”، وكانت المواجهات الأخيرة بين الطرفين أسفرت عن مقتل عنصرين من التنظيم، وكذلك مقاتلين اثنين من الجيش الحر.

 وفي سياق متصل، عثرت فرق الدفاع المدني و”هيئة الطبابة الشرعية” في حلب أمس، على 12 جثة داخل معمل الأخشاب في المدينة الصناعية، وهو مقر سابق لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وكان ناشطون محليون، أكدوا في وقت سابق، أن عناصر تنظيم الدولة، نقلوا مئات المعتقلين من مقرهم في مستشفى العيون بحي قاضي عسكر إلى معمل الأخشاب في المدينة الصناعية.

وإلى أقصى الشمال الشرقي لحلب على مقربة من الحدود التركية، حقق مقاتلو المعارضة تقدما على حساب تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة جرابلس، بحسب المرصد.

في غضون ذلك، قال مراسل الجزيرة إن كتائب المعارضة سيطرت على الفوج مائة وأحد عشر في ريف حلب، بعد معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

الأكراد حددوا أسماء ممثليهم في المؤتمر

تحذير أميركي بريطاني للائتلاف من مقاطعة جنيف2

هددت واشنطن ولندن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بإعادة النظر في دعمهما له إذا لم يشارك في مؤتمر جنيف2، في حين حدد أكراد سوريا أسماء ممثليهم ضمن الائتلاف المعارض للمشاركة بالمؤتمر. في الأثناء دعت موسكو وواشنطن لوقف إطلاق النار بسوريا يبدأ من حلب.

فقد كشف مسؤول بالائتلاف السوري المعارض أن بريطانيا والولايات المتحدة هددتا بأنهما ستعيدان النظر في تقديم الدعم له، ما لم يشارك في مؤتمر جنيف2.

ونسبت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وصحيفة غارديان إلى المسؤول -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- قوله إن لندن وواشنطن تصران على ذهاب الائتلاف السوري المعارض إلى سويسرا للمشاركة في محادثات جنيف2 الأسبوع المقبل.

وأضاف المسؤول “طلبت الولايات المتحدة وبريطانيا منا الذهاب إلى جنيف، وأوضحتا بأنهما لن تستمرا في تقديم الدعم لنا كما تفعلان الآن، وأننا سنفقد مصداقيتنا مع المجتمع الدولي إذا لم نشارك في المؤتمر”.

وقال أيضا “إن البديل الوحيد المتبقي في سوريا سيكون حكومة (الرئيس بشار) الأسد أو المتطرفين من دون المعارضة المعتدلة” متسائلاً “مع من ستتعامل الولايات المتحدة وبريطانيا إذا لم تتعاملا معنا، مع نظام وحشي استخدام الأسلحة الكيميائية أم مع تنظيم القاعدة؟”.

وأضاف أن داعمين آخرين للائتلاف السوري المعارض لم يمارسوا مثل هذه الضغوط “وطلبت منا فرنسا الذهاب إلى جنيف2، غير أنها أكدت بأنها ستقف معنا مهما كان قرارنا بشأن المشاركة في المؤتمر، في حين اتخذت السعودية وتركيا موقفاً مشابهاً”.

وأشار المسؤول في الائتلاف السوري المعارض إلى أن السعوديين والأتراك “أبلغونا بأنهم يفضّلون أن نذهب إلى جنيف ولن يتخلوا عنّا في حال لم نفعل”.

الأكراد يشاركون

في هذه الأثناء، قال مصدر في الائتلاف السوري المعارض إن وفدا من أكراد سوريا سيشارك في مؤتمر جنيف2 ضمن الائتلاف المعارض، ويتألف من كاميران حاج عبدو (طبيب مقيم بألمانيا) عضو المجلس الوطني الكردي عن حزب يكيتي، وكذلك محمد عبدو كدو العضو أيضا بالمجلس بصفته مستقلا.

وأشار المصدر لوكالة الأنباء الألمانية إلى أن الوفد الكردي سيكون برئاسة عبد الحكيم  بشار (أحد نواب رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا).

وتعتبر هذه المرة الأولى التي يكشف فيها أحد تشكيلات المعارضة السورية عن أسماء وفده المشارك بمؤتمر جنيف2 المرتقب في 22 الشهر الجاري بمدينة مونترو السويسرية قرب جنيف.

دعوة

وكان وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف دعيا إلى وقفٍ لإطلاق النار بسوريا يبدأ من حلب، وأوضحا أن إنهاء الصراع يجب أن يكون سلميا، وقالا إن جنيف2 يجب أن يخصص لتطبيق مقررات جنيف1. أما دمشق فاعتبرت أن أي شرط مسبق لجنيف2 سيؤدي إلى “فشله”.

وأكد كيري أن إنهاء الصراع في سوريا يجب أن يكون سلمياً، وشدد على أنه لا حل عسكرياً للأزمة. وقال بمؤتمر صحفي مع نظيره الروسي والمبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي (في باريس) إن واشنطن وموسكو تستخدمان كل إمكاناتهما لتشجيع جميع الأطراف على المشاركة بالمفاوضات، والتوصل إلى تسوية لتطبيق جنيف.

وبخصوص الوضع العسكري، قال كيري إن هناك مجموعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة ووصفها بأنها “مجموعات إرهابية” وستستفيد من الفوضى.

وبخصوص إيران، قال الوزير الأميركي إنه لا يوجد موقف مبدئي من مشاركة إيران، وإنما موقف منطقي وعملي، وأضاف “إذا ساهمت إيران في العمل لحل الأزمة فسنرحب بها”

أمّا لافروف، فقال إن جنيف2 يجب أن يخصص لتطبيق مقررات إعلان جنيف1، ومنها وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإيصال المعونات. وأضاف بالمؤتمر الصحفي مع كيري والإبراهيمي أنه يجب إشراك إيران والسعودية في جنيف2.

وفي بغداد، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه لا يمانع في دعوة إيران لجنيف2، لكنه قال إنه لا يوجد اتفاق بين الدول الراعية لهذا المؤتمر على ذلك، خاصة الولايات المتحدة وروسيا.

وكان وزير الخارجية الإيراني قد اشترط لمشاركة بلاده في جنيف2 أن توجه لها دعوة غير مشروطة سلفا. وقال محمد جواد ظريف في زيارته لبيروت إن طهران مع ذلك لا تسعى لمثل هذه الدعوة. وينتظر أن يقوم الوزير نفسه بزيارة إلى دمشق قريبا.

وأضاف ظريف “ننتظر خطوات من المعارضة السورية للتخفيف عن المدنيين وتوصيل المساعدات للمناطق التي تسيطر عليها” وقال أيضا “بحثنا موضوع أسرى الحرب وتبادل السجناء بين الأطراف المتصارعة”.

من جهتها، اعتبرت دمشق أن أي شرط مسبق لجنيف2 سيؤدي إلى “فشل” المؤتمر المخصص للسعي إلى حل الأزمة والمقرر عقده الأسبوع المقبل، وذلك في تصريحات لمصدر بالخارجية نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

 المقدسي يهاجم “تنظيم الدولة”

                                            محمد النجار-عمان

وجه منظر التيار السلفي الجهادي عصام البرقاوي الشهير بأبو محمد المقدسي من داخل سجنه بالأردن انتقادات شديدة ومباشرة للدولة الإسلامية في العراق والشام، كما انتقد فتاوى نشرتها مواقع ومدونات جهادية تدعو لمبايعة أمير الدولة أبو بكر البغدادي، وسط معلومات يروجها جهاديون عن رسالة عاجلة سيوجهها زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري على وقع الاقتتال بين تنظيم الدولة وفصائل المعارضة السورية.

وجاءت الرسالة -التي حصلت عليها الجزيرة نت عبر قيادات سلفية جهادية أردنية- في توقيت هام جدا، خاصة وأن المقدسي كرر انتقاد “تنظيم الدولة” وسلوكه في سوريا، بعد أن طالب في رسالة له قبل نحو شهرين بـ”التمهل” إزاء فتاوى تدعو لمبايعة البغدادي، وبعد اختياره الاقتتال ضد “فصائل ترفع راية التوحيد”.

وجاء في الرسالة “من المقدسي إلى المسلمين عامة، وإلى المجاهدين خاصة في ثغر الشام، لقد وصلت أخبار الفتنة بالشام إلى داخل السجون، وقد بذلنا جهدا كبيرا لإنهاء الاحتقان والتحزب، ونحن نعلم كثيرا عن دقائق الأمور، ونقرأ ما بين السطور، مما يصلنا من الثقات العدول، خاليي الشهوات، من مختلف الأطراف”.

الاقتتال حماقة

وتابع المقدسي في رسالته التي قال مسربوها إنها ستصل للمجاهدين في الشام على عجل “بخصوص القتال الحاصل بين الفصائل المجاهدة، وأعمال التفجير التي تستهدف مقار المجاهدين، فإن فتوى جواز الاقتتال بين المسلمين حماقة وتغرير، لا تصدر عن عالم فيه مسحة فقه أو دين قويم، والأمر في دماء المسلمين يحتاج إلى تقوى الله سبحانه وتعالى”.

وأردف أيضا “بدل أن نوجه المجاهدين ليثخنوا أعداء الله والمجرمين من النصيرية الحاقدين، قلبنا البوصلة وأفرحنا أعداءنا بهذا، وهو ما لا ينكره متابع”.

ووجه المقدسي هجومه لتنظيم الدولة “أقول معاتبا جماعة الدولة، إذا كنا لا نستطيع أن نجاهد ونتعامل مع الفصائل التي تحمل راية التوحيد، التي نقاتل من أجلها، وإن اختلفنا معا بالتفاصيل، فكيف يمكن لنا استيعاب السورييين بمن فيهم من النصارى وغيرهم من الطوائف والملل؟”.

انتقاد الفتاوى

كما هاجم المقدسي -الذي يقضي عقوبة السجن لخمس سنوات في سجن أردني بتهم دعم حركة طالبان الأفغانية- بشكل لافت الفتاوى التي ينشرها موقع “منبر التوحيد والجهاد” الذي اعتاد نشر مقالات وفتاوى المقدسي ورسائله للسلفيين الجهاديين، وفهمت قيادات سلفية جهادية أن الهجوم يشمل فتاوى أبو المنذر الشنقيطي الذي نشر عدة فتاوى تؤيد تنظيم الدولة وتبايع البغدادي، إضافة للقيادي في التنظيم أبو همام الأثري، وهو بحريني الجنسية.

وجاء في رسالة المقدسي “بخصوص الفتاوى التي تصدر على منبر التوحيد والجهاد، يهمني أن يصل إلى إخواننا المجاهدين أنني مستاء جدا، ويتملكني الحزن، حيال الفتاوى والتصريحات المنشورة على الموقع، والتي تسيء للجهاد على أرض الشام، وتتحيز إلى فئة دون أخرى، والتي في مآلاتها استحلال لدماء المسلمين، وتحريض على مخالفة المرجعيات، خصوصا الشيخ الدكتور أيمن الظواهري”.

كما قال “إنني غاضب جدا مما يكتبه الأثري والشنقيطي، وأتمنى أن يصل إليهما غضبي. لم أكن أتوقع أبدا أن تصدر مثل هذه الفتاوى، مهما كان تبريرها، لا سيما تلك الخاصة بجواز قتال من لا يبايع الدولة، والفتاوى التي تلزم المسلمين ببيعة البغدادي بيعة إمارة كبرى”.

ورغم تأكيد قيادات سلفية جهادية أن الرسالة ستنقل لـ “المجاهدين في الشام” وسط معلومات غير مؤكدة عن وجود نسخة صوتية لها، عوضا عن التسريبات عن قرب صدور رسالة للظواهري، فإن هؤلاء يرجحون أن لا يلتفت “تنظيم الدولة” لهذه الرسالة بعد أن حسم أمره بـ”الانشقاق” عن القاعدة.

أهمية الرسالة

وبرأي الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية، وصاحب دراسة عن الحركات الإسلامية في الثورة السورية، محمد أبو رمان فإن رسالة المقدسي هامة خاصة لجهة إعلان انشقاق الدولة عن القاعدة.

وقال للجزيرة نت “الرسالة فيها تأكيد على موقف المقدسي وإلى جانبه أبو قتادة الفلسطيني وكلاهما من أهم المنظرين القدامى في التيار السلفي الجهادي على مستوى العالم، وتكرس انحيازهما لخط الظواهري وجبهة النصرة في مواجهة مشروع الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

وزاد “هذه الرسالة تخرج ما كان متداولا في الأوساط السلفية الجهادية همسا إلى العلن”، والتأكيد على أن “تنظيم الدولة” تمرد على القاعدة وخرج عن مسارها ولم يعد منها.

ويلفت أبو رمان النظر إلى أن الرسالة تؤكد على الانقسام في صفوف التيار السلفي الجهادي الأردني بين مجموعة محدودة تعلن ولاءها للدولة يقودها عمر مهدي زيدان، وبين المزاج العام الذي يقوده المقدسي وأبو قتادة، ويقترب منه الدكتور إياد القنيبي رغم أنه ليس من التيار، وجميعهم أقرب للنصرة وللجبهة الإسلامية من الدولة ومشروعها.

ويشير إلى أن الرسالة تعتبر من الرسائل السياسية الهامة في وقت تشتعل فيه المواجهة بين “تنظيم الدولة” من جهة وبقية الفصائل المعارضة في سوريا من جهة أخرى، خاصة وأن هذا النوع من الرسائل يؤثر في الساحة السورية، حيث انتقد تنظيم الدولة عبر حسابات له على مواقع التواصل الاجتماعي من أسماهم “المنظرين الجالسين في بيوتهم” وحملهم مسؤولية التحريض عليه، وهو ما فهم بأنه شمل الشخصيات السلفية الجهادية الأردنية بالدرجة الأولى.

مالك الكردي: نعمل على تطهير “تنظيم الدولة

                                            عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

قال العقيد مالك الكردي نائب قائد الجيش السوري الحر إنه من الصعب التكهن بإمكانية القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأوضح أن الدعم الذي يقدم له أكبر مما يقدم للفصائل مجتمعة، إضافة إلى أن عناصره أكثر تدريبا ومراسا بسبب قتالها في أكثر من مكان في العالم، وأن الهدف الآن يتركز على تطهيره من “العناصر الفاسدة”، وإعادته إلى صفوف الثورة، للعمل من أجل تحقيق الهدف المحدد، وهو إسقاط النظام.

وأبدى الكردي أسفه تجاه ما يجرى على الأرض السورية من صدامات في طول البلاد وعرضها، بين “تنظيم الدولة” والفصائل المناوئة له، وحمّل العناصر الأجنبية -التي دخلت سوريا- المسؤولية عن هذه الصدامات، بسبب تبنيها لإيديولوجيا غريبة عن سوريا.

واتهم الكردي -في حديث خاص مع الجزيرة نت- عناصر التنظيم بأنها “تمادت في غيها”، وتصرفت أحيانا بشكل غير مقبول للمجتمع السوري الثوري، خاصة أعمال القتل غير المبرر، دون المرور عبر محاكم واضحة الصورة والمعالم، وفي وقت غير مناسب من تاريخ الثورة السورية لا يسمح بإقامة هذه الأحكام في المرحلة الراهنة، ودعا إلى معالجة الأخطاء التي تقع في الثورة بطريقة احتوائية، وليس بطريقة صدامية.

وأكد أن فكرة إقامة دولة بمعايير تعود “إلى ما قبل التاريخ” -التي يتبناها التنظيم- مستحيلة في الواقع السوري، وقال “يحاول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، إقامة دولة تقوم على أسس الشريعة الإسلامية كما يعلن، وهو أبعد ما يكون عن الشريعة”.

وأشار نائب قائد الجيش الحر إلى أن أغلب الفصائل مخترقة من قبل النظام السوري، إلا أن “تنظيم الدولة” مخترق حتى على مستوى قيادييه، مضيفا أن ما يسهل عملية اختراقه ارتداء عناصره الأقنعة.

“الحر” وجنيف

أما في ما يتعلق بمشاركة الجيش الحر بمؤتمر جنيف2 فأكد الكردي أن القيادة لم تتلقَ أي دعوى لحضور المؤتمر، وأنه لم يتم إطلاعها على المناقشات التي جرت حتى الآن بشأنه.

واستبعد العقيد الكردي أن يقدم المؤتمر الكثير للشعب السوري، ويرى أن أقصى ما يمكن أن يقرره هو إزاحة شخص الرئيس بشار الأسد عن السلطة، واستمرار القيادات الأمنية والعسكرية في مواقعها، أي بقاء هيكلية النظام، وهي التي أمرت بالقتل وارتكاب المجازر بحق الشعب السوري، وفق تعبيره.

الساحة الداخلية

وعزا الكردي تراجع الجيش السوري الحر عن مواقعه لمصلحة الفصائل ذات الصبغة الإسلامية إلى ما وصفه بضعف الإمكانات الواردة إليه، موضحا أن الدعم توقف عنه منذ أكثر من عام.

أما في ما يتعلق بالموقف من التشكيلات الإسلامية -التي تم الإعلان عنها أخيرا- فبيّن الكردي أنهم على استعداد للعمل مع أي فصيل يعلن أن هدفه إسقاط النظام، وتأجيل البحث في الأمور الأخرى، لما بعد تحقيق هذا الهدف.

ولكن بعض هذه الفصائل -والكلام للكردي- ينشغل بشكل الدولة القادمة، في الوقت الذي يركز فيه الجيش السوري الحر على إسقاط النظام باعتباره الهدف الأهم والأكثر إلحاحا، ودعا كافة القوى العاملة على الأرض إلى أن تترك للشعب السوري تقرير شكل الدولة القادمة.

وفي معرض رده على سؤال الجزيرة نت بشأن حقيقة سيطرة الفصائل الإسلامية على المواقع التي يحررها الجيش الحر، أجاب الكردي أن معظم المناطق المحررة اليوم هي من إنجاز الجيش السوري الحر، لكن الفصائل ذات الصبغة الإسلامية تعمد للسيطرة على المواقع المهمة اقتصاديا، مثل المعابر الحدودية وحقول النفط والمواقع الاقتصادية.

وانتقد اجتماع أنطاليا -الذي أبعد قيادات الحر عن اتفاق إنشاء هيئة الأركان- ولكنه أكد استمرار التواصل مع قيادة الأركان “بما أن هدفها إسقاط النظام”، لكنه وصف التفاعل بأنه ليس إيجابيا، وكذلك الحال بالنسبة للعلاقة مع الائتلاف والحكومة الانتقالية.

ورغم التجاذبات التي تجري بين الفصائل على الأرض أبدى العقيد الكردي تفاؤله بانتصار العنصر الثوري والشعب الذي خرج “ليطالب بالحرية”.

قبل أسبوع من جنيف 2.. وتيرة المعارك تتصاعد بسوريا

نظام الأسد استغل الوضع الميداني ليدخل في معارك لاستعادة مدن محررة

دبي – قناة العربية

تزداد وتيرة التصعيد العسكري حدة قبل أسبوع من انعقاد مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا، ومعها تزداد أعداد القتلى من المدنيين والعسكريين والمقاتلين كما يزداد حجم الدمار.

وفي أحدث المعطيات الميدانية سيطر تنظيم داعش سيطرة كاملة على مدينة الباب بريف حلب الشمالي بعد معارك طاحنة مع فصائل المعارضة المسلحة، وفي أقصى الشمال الشرقي في المحافظة قرب الحدود التركية حقق مقاتلو المعارضة المسلحة تقدماً بارزاً في طرابلس على حساب داعش بعد اشتباكات ضارية.

وهكذا استغل النظام الوضع الميداني المستجد فدخلت قواته معركة استعادة مدينة حلب براً وجواً، وبدأت حصار المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شرق حلب وقطع الإمدادات العسكرية والمعيشية عنها في وقت تسيطر بالكامل على منطقة النقارين والتلال المحيطة بها.

وتزداد ريف دمشق جبهة اشتعالاً، واتهم مجلس قيادة الثورة في الريف قوات النظام باستخدام قنابل تحمل غازات سامة على الجبهة الشرقية من مدينة داريا ما أدى الى مقتل عدد من الثوار وإلى إصابة عدد آخر باختناقات، بالتزامن مع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ واشتباكات عنيفة على الجبهة الشرقية للمدينة، إضافة إلى قصف صاروخي على بلدات الغوطة الشرقية، أما مدينة يبرود في جبال القلمون فتستهدفها قوات النظام بقصف مدفعي وصاروخي متواصل، فيما الطيران الحربي استهدف مدينة الزبداني بالبراميل المتفجرة.

وفي الرقة تدور اشتباكات بين فصائل من المعارضة المسلحة وتنظيم داعش عند مركزه في مشفى الطب الحديث بالمدينة وعند دوار الادخار وشركة الكهرباء.

مقتل 8 من مقاتلي المعارضة في تفجير نفذته “داعش

التفجير تم بسيارة مفخخة واستهدف حاجزاً لحركة إسلامية ورتلاً عسكرياً للمقاتلين

بيروت – فرانس برس

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تفجيراً بسيارة مفخخة نفذه جهاديون أدى إلى سقوط ثمانية من مقاتلي المعارضة السورية ليل الاثنين، في محافظة إدلب (شمال غرب).

وقال المرصد اليوم الثلاثاء إن “ثمانية مقاتلين من حركة إسلامية مقاتلة لقوا مصرعهم إثر تفجير ضخم نفذه مقاتل من الدولة الإسلامية في العراق والشام بسيارة مفخخة”.

وأوضح المرصد أن التفجير استهدف “حاجزاً للحركة ورتلاً عسكرياً للمقاتلين بين قريتي رام حمدان وزردنا”، موضحاً أن “العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود نحو 15 جريحاً معظمهم في حالات خطر”.

من جهة أخرى، قال المرصد إن “18 شخصاً، بينهم طفلتان وفتيان وثلاث نساء قضوا جراء سقوط قذائف هاون أمس الأول على حي الغوطة” في مدينة حمص.

ومساء الاثنين، أصدرت الجبهة الإسلامية بياناً “خاطبت فيه الدولة الإسلامية في العراق والشام، ووجهت لها إنذاراً وأعطتها مهلة لا تتعدى 24 ساعة من أجل وقف انتهاكاتها وإخراج المعتقلين وتسليم أسلحتها”، كما قال المرصد.

كيري يلتقي الجربا لبحث مشاركة المعارضة بـ”جنيف 2

تحركات سياسية مكثفة تشهدها العواصم المعنية بالأزمة السورية

دبي – قناة العربية

علمت قناة “العربية” أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري التقى رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا في باريس اليوم الثلاثاء، حيث تناول اللقاء أهمية مشاركة المعارضة السورية بوفد في مؤتمر “جنيف 2”.

هذا وشهدت العاصمة الفرنسية وعواصم أخرى معنيةٌ بتطورات الأزمة السورية، تحركات مكثفة خلال اليومين الماضيين، وذلك مع اقتراب الموعد المحدد لمؤتمر جنيف اثنين في 22 من الشهر الحالي.

وكان وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف قد طالبا بوقف لإطلاق النار بسوريا بدءاً من حلب، وأوضحا أن إنهاء الصراع يجب أن يكون سلمياً، وقالا إن مؤتمر “جنيف 2” يجب أن يخصص لتطبيق مقررات “جنيف1”.

أما دمشق فاعتبرت أن أي شرط مسبق لمؤتمر “جنيف 2” سيؤدي إلى “فشله”. وأكد كيري أن إنهاء الصراع في سوريا يجب أن يكون سلمياً، وشدد على أنه لا حل عسكرياً للأزمة.

قوات الأسد تستخدم قنابل غازات سامة في داريا قرب دمشق

بريطانيا تتهم الأسد بارتكاب جريمة حرب من خلال قصف مناطق مدنية بالبراميل المتفجرة

دبي – قناة العربية

ذكر المركز الإعلامي السوري أن قوات النظام استخدمت قنابل تحمل غازات سامة على الجبهة الشرقية من مدينة داريا، مما أدى إلى وفاة ثلاثة من مقاتلي المعارضة وإصابة عشرة آخرين باختناق وضيق في التنفس.

واتهمت بريطانيا الحكومة السورية بارتكاب جريمة حرب أخرى من خلال قصف مناطق مدنية بالبراميل المتفجرة.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج للبرلمان البريطاني: “استخدام هذا السلاح العشوائي عمداً يعد جريمة حرب أخرى ويهدف بوضوح إلى بث الرعب وإضعاف إرادة السكان المدنيين”.

وأغضبت روسيا في ديسمبر دبلوماسيين أميركيين عندما حالت دون إصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كان سيندد بالهجمات التي تستخدم فيها الصواريخ والبراميل المتفجرة ضد المدنيين.

من جانبها، تقول منظمات حقوق الإنسان إن هذه القنابل بدائية الصنع قتلت مئات المدنيين خلال الصراع الدائر بين نظام بشار الأسد ومقاتلي المعارضة.

وقد نددت الولايات المتحدة أيضا باستخدام هذه القنابل. وتقول السلطات السورية إنها تقاتل “مجموعات إرهابية مسلحة”.

أنباء عن اعتقال قيادي بـ”القاعدة” بتركيا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تحدثت تقارير إعلامية عن قيام الشرطة التركية بحملة اعتقالات ضد عناصر من تنظيم “القاعدة” إثر حملة مداهمات جرت في مناطق عدة من البلاد.

وذكرت مصادر صحفية تركية أن قوات مكافحة الارهاب التركية قامت بحملة كبيرة ضد تنظيم القاعدة في تركيا في ست محافظات واعتقلت ثلاثة من أهم قياديي التنظيم في تركيا والشرق الاوسط ،

ووفق التحقيقات الاولية حسب تلك المصادر، فإن من بين المعتقلين الرجل الثاني في التنظيم في المنطقة إبراهيم شان ومسؤول التنظيم الأول في تركيا هالس بايانجوك.

وقالت المصادر إن هذين الشخصين مسؤولين عن تجنيد وإرسال المقاتلين إلى سوريا.

يذكر أن بعض القيادات الأمنية قدمت نصائح سابقة لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان منذ تصاعد الصراع في سوريا تحذر من مخاطر استغلال الأراضي التركية لنشاطات “جماعات إرهابية”.

من جانب آخر، نفى وزير العدل التركي بكير بوزداغ التحقيق مع رجال الأمن والشرطة الذين قاموا بعملية المداهمة والتفتيش في جمعية إغاثة خيرية مقربة من الحكومة بتهمة دعمها لتنظيم القاعدة.

وقال بوزداغ إن لا علم له بسير التحقيقات في هذه القضية.

وكان محامي جمعية الاغاثة الانسانية التي تعرض فرعها في كيليس للتفتيش صباح اليوم أوغور يلدرم قال بإن عملية التفتيش غير قانونية وإن الحكومة ستقوم بالتحقيق مع المسؤولين عن بدء هذه العملية واتهم جماعة غولن بمحاولة تصفية مشاكلها مع الحكومة على حساب الجمعية.

المعارضة: قصف داريا بريف دمشق بـ”السامة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر في المعارضة السورية أن عددا من القتلى سقطوا في داريا بريف دمشق، إثر استهداف القوات الحكومية المدينة بقنابل محملة بالغازات السامة.

وقال ناشطون إن 3 أشخاص قتلوا وجرح 10 آخرون في القصف بالغازات السامة شرقي المدينة، وأضافوا أن هذه القنابل تسببت في حالات اختناق كثيرة في المدينة بصفوف الجيش الحر.

وقال المكتب الطبي في المجلس المحلي لمدينة داريا إن 13 مصابا وصلوا للمستشفى الميداني في وقت متأخر من الليلة الماضية، توفي منهم 3 بسبب ضيق التنفس وتأخر وصولهم إلى المستشفى بسبب شدة الاشتباكات، ويعاني جميع المصابين من ضيق التنفس وعدم وضوح في الرؤية واختلاج في الصدر.

يأتي ذلك بعد ساعات من إلقاء طائرات قوات النظام عشرة براميل متفجرة على مدينة داريا، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.

فيما استهدفت القوات الحكومية حي القابون شرقي دمشق بصاروخ “أرض- أرض”، تزامنا مع اشتباكات مع مقاتلي الجيش الحر في محاولة من الجيش الحكومي اقتحام الحي.

وفي القلمون بريف دمشق الشمالي تعرضت مدينة يبرود لقصف مدفعي من القوات الحكومية.

في المقابل، ذكرت شبكة شام أن أكثر من 50 عنصرا من القوات الحكومية قتلوا في كمين نصبه عناصر الجيش الحر على طريق مطار دمشق الدولي بالقرب من بلدة شبعا بريف دمشق.

وفي ريف حماة، تحدث مركز حماة الإعلامي عن مقتل 25 عنصرا من القوات الحكومية على أيدي الجيش الحر في قرية أبو البلايا ضمن معركة “قادمون”.

فيما سيطر الجيش السوري، الاثنين، على مناطق في ريف حلب الشرقي، مستفيدة من تواصل المعارك بين تنظيم مايعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام وتشكيلات من المعارضة.

وأعلنت القوات الحكومية في بيان سيطرتها على مناطق النقارين والزرزور والطعانة والصبيحية، والمرتفع 53 في الريف الشرقي لمدينة حلب.

وأضافت أن تقدمها يحكم السيطرة على المدينة الصناعية شمال شرق حلب والطرق المؤدية من منطقة الباب إلى مدينة حلب، كما يساهم في تضييق الخناق على ما سمتها البؤر الإرهابية المنتشرة في بعض أطراف المدينة.

تعهدات أوروبية بضخ أموال إضافية لمصلحة الشعب السوري

بروكسل (14 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تعهدت المفوضية الأوروبية بتقديم مبلغ إضافي يصل إلى 165 مليون يورو لتأمين مساعدات إنسانية للشعب السوري، وكذلك للمجموعات التي تستضيف اللاجئين السوريين، خاصة في مجال التربية

جاء هذا التعهد على لسان المفوضة الأوروبية المكلفة شؤون إدارة الأزمات المساعدة الإنسانية كريستالينا جيورجيفا، عشية إلتئام مؤتمر المانحين الدوليين لسورية في الكويت منتصف الشهر الجاري

وأشارت المفوضة الأوروبية إلى أن الإتحاد الأوروبي سيستخدم مؤتمر الكويت كفرصة من أجل المطالبة بتعهدات إضافية من باقي الأطراف الدولية، وقالت “نأمل أن تظهر بقية الأطراف المانحة تضامناً أكبر مع ضحايا هذه الأزمة الإنسانية الضخمة”، حسب تعبيرها

وتحدثت جيورجيفا ، في بيان صدر عن مكتبها اليوم، عن الصعوبات الجمة التي تعرقل وصول العاملين في مجال الإغاثة إلى داخل سورية، وتحديداً إلى المجموعات “الأكثر ضعفاً”، مناشدة جميع الأطراف بـ”العمل لتسهيل وصول العاملين والمساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق ، بما يضمن إحترام القانون الدولي الإنساني”

ويذكر أن هذه الأموال ستصرف عن طريق شركاء الإتحاد الأوروبي في العمل الإنساني في سورية مثل وكالات الأمم المتحدة المتخصصة والصليب الأحمر والهلال الأحمر وغيرها من المنظمات غير الحكومية الدولية

وكان الاتحاد الأوروبي، بدوله ومؤسساته، قد ضخ أموالاً تصل إلى ملياري يورو من أجل تأمين المساعدات الإنسانية في الداخل السوري والدول المجاورة منذ بدء الصراع في هذا البلد.

وتعاني المنظمات الدولية عوائق كثيرة في التوجه إلى بعض المدن السورية، خاصة تلك التي تشهد اشتباكات بين كتائب المعارضة والقوات الحكومية

وساطات وضغوط سعودية وقطرية وتركية لعودة المنسحبين من الائتلاف السوري المعارض

روما (14 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مصادر قيادية في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية أن السعودية وقطر وتركيا تمارس “ضغوطا” لإقناع 44 عضواً من الائتلاف انسحبوا منه للعودة إليه، وأعربت عن ثقتها بقدرة هذه الدول على وضع نهاية لهذا الموضوع، ورجّحت أن يعلنوا تراجعهم عن الانسحاب في وقت قريب

وكان الائتلاف قد شهد انسحاب 44 عضواً منه في أعقاب اجتماعات هيئته العامة وانتخاب قيادته الجديدة احتجاجاً على على ضآلة النتائج المحققة، وهو أمر يهدد كتلة الائتلاف على اعتبار أن عدد المنسحبين يعادل تقريباً ثلث عدد الأعضاء

وقالت المصادر للوكالة “هناك ضغوط من جانب السعودية وقطر وتركيا على حد سواء على أعضاء الائتلاف الذين أعلنوا عن انسحابهم بعد انتهاء الانتخابات الداخلية من أجل إقناعهم بضرورة العودة عن قرارهم والانخراط من جديد في جسم الائتلاف”

وأضافت المصادر “نعرف مدى تأثير هذه الدول على الغالبية العظمى من المنسحبين، ونرجّح وفق المعلومات الأولية أن يعود المنسحبون للائتلاف، وسيشاركون في بحث قضية المشاركة في مؤتمر جنيف2 الذي في الغالب سيحضره الائتلاف

المتحدث باسم الائتلاف لـ آكي: النظام قد ينسحب من جنيف وروسيا تسعى لتفتيت وفد المعارضة

روما (14 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد المتحدث الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن مؤتمر جنيف2 أصبح مكرساً رسمياً لتشكيل هيئة حكم انتقالي تعمل على تفكيك النظام السوري، ورجّح أن يجد النظام السوري ذرائع للانسحاب من المؤتمر فيما لو وافق الائتلاف على المشاركة به، ونبّه من أن موسكو تسعى لأن يضم وفد المعارضة المفاوض تنويعة غير متجانسة من أجل إفشالها

وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض والمتحدث باسمه لؤي صافي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أرجح أن يقوم فريق النظام بالانسحاب من جنيف في حال مشاركة وفد من الائتلاف في المفاوضات لأن الاجتماع أصبح مكرساً رسمياً لتشكيل هيئة حكم انتقالي تعمل على تفكيك نظام الاستبداد وبدء مرحلة جديدة بعيداً عن تسلط الأسرة والطائفة والحزب الواحد” وأضاف “إن تصريحات المتحدثين باسم النظام تؤكد مخاوف النظام من الدخول في عملية انتقالية، لذلك فهم ينفون وجود عملية انتقالية، بل يشددون على إعادة انتخاب بشار الأسد” حسب تأكيده

ونفى القيادي في الائتلاف أن يكون المؤتمر مخصص لتعويم الأسد ونظامه بطريقة لا غالب ولا مغلوب، وقال “إذا التزم المجتمع الدولي بجنيف فسيكون هنالك غالب ومغلوب، لأن العملية الانتقالية ستؤدي إلى هزيمة الاستبداد وانتصار الشعب، ولكن محاولة الأسد تجنب النهاية المحتومة بانهيار النظام ستبوء بالفشل سواء استمر النظام بالتفاوض على نقل السلطة عبر جنيف أم اختار الاستمرار بخياره المفضل، الخيار العسكري، فسورية لن تعود إلى الاستبداد” حسب قناعته

وحول التحديات التي تواجهها المعارضة السورية في جنيف2 قال صافي “إن التحدي الذي يواجه المعارضة في المفاوضات هو تشكيل فريق تفاوضي كفوء، والحفاظ على الانضباط والتضامن الداخلي، وأسوأ ما يمكن أن يحدث هو تنازع بين المفاوضين، فإذا دخل الائتلاف بفريق منسجم ومنضبط فستتقدم الثورة خطوات باتجاه الهدف، حتى لو انسحب النظام، وهو كما نوهت سيسعى إلى الالتفاف حول أهداف جنيف ثم الانسحاب في حال عجزه عن ذلك” وفق قوله

وعن احتمال أن تصبح المفاوضات محرقة للمفاوضين كأفراد أو كقوى معارضة فيما لو لم تحقق أهداف الثورة الأساسية، قال المعارض السوري “سيتحول مؤتمر جنيف إلى محرقة للمفاوضين فقط عندما يتمكن النظام من تفتيت الجهود وإحداث فرقة داخل الفريق المفاوض، وهذا ما يجب تجنبه بكل وسيلة، ومحاولات روسيا للدفع نحو تشكيل فريق (متنوع) من أطراف غير متجانسة داخل المعارضة يأتي من هذا الباب، ويمثل سعيا ماكرا لتقسيم المعارضة داخل المفاوضات، فالتنوع يجب أن يتحقق لكن شريطة ألا يؤثر أبداً على تجانس الفريق المفاوض” على حد تعبيره

الجيش السوري يتقدم حول حلب مع اشتداد القتال بين فصائل المعارضة

بيروت (رويترز) – قال الجيش السوري يوم الثلاثاء إنه استعاد السيطرة على مناطق حول مدينة حلب بشمال البلاد بعد اشتباكات اندلعت بين مقاتلي المعارضة منذ أسبوعين وأضعفت المعارضين في قتالهم لقوات الرئيس بشار الأسد.

ومن شأن الصراع العنيف بين فصائل مقاتلي المعارضة السورية أن يتيح للأسد إظهار نفسه على أنه البديل المدني الوحيد لنظام إسلامي متشدد في البلاد خلال محادثات السلام المقرر أن تبدأ في سويسرا يوم 22 يناير كانون الثاني.

وسيزيد تقدم الجيش السوري على الارض من قوة فريق التفاوض التابع للحكومة في المحادثات.

وجاء في بيان للجيش ان القوات الحكومية انطلقت من قاعدتها في مطار حلب الدولي بجنوب شرق المدينة وانها تتقدم صوب مجمع صناعي يتخذه مقاتلو المعارضة قاعدة لهم ونحو طريق الباب الذي يحتاجه مقاتلو المعارضة بشدة لتزويد نصف حلب الذي يسيطرون عليه بالإمدادات.

وأضاف أن القوات الحكومية وميليشيا موالية للأسد أحكمت سيطرتها على مناطق النقارين والزرزور وطعانة والصبيحة في الجزء الشرقي من حلب.

وكانت القوات الحكومية قد صدت العام الماضي قوات المعارضة في انحاء البلاد وحاصرت الضواحي المضطربة حول العاصمة وطردت مقاتلي المعارضة من بلدات قرب الحدود اللبنانية وعلى طول الطريق الذي يربط دمشق بالساحل.

وبسطت قوات الاسد هيمنتها على أراض في محافظة حمص بوسط سوريا وأعادت قواته تنظيم صفوفها مع زيادة التناحر بين صفوف المعارضة. وتجنب الرئيس ضربات عسكرية أمريكية حين وافق على التخلي عن ترسانته النووية بينما تواصل قواته قصف الاراضي التي تسيطر عليها المعارضة من الجو وباستخدام المدفعية بعيدة المدى. لكن لم يستطع اي من الجانبين فيما يبدو كسر الجمود الذي يعتري الموقف بشكل عام.

ففي حين تمكن الجيش من استعادة بلدات على مشارف حلب أحكمت المعارضة سيطرتها على أراض في أجزاء من المدينة كانت قد استولت عليها في 2012 ولم تحرز الحكومة تقدما كبيرا في مناطق الحضر حيث يتحصن مقاتلو المعارضة.

وكانت اشتباكات بين جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة وبين اسلاميين منافسين لها ومقاتلين آخرين أكثر اعتدالا في المعارضة السورية قد أسفرت عن مقتل المئات على مدى أسبوعين وهزت الجماعة التي يقودها جهاديون أجانب.

لكن الجماعة أعادت تنظيم صفوفها وانتزعت السيطرة على معظم المناطق في معقلها بمدينة الرقة بشرق سوريا يوم الأحد من فلول جبهة النصرة الموالية للقاعدة أيضا وإن كان معظم مقاتليها من السوريين ووحدات إسلامية تعرف باسم الجبهة الاسلامية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام انتزعت السيطرة على بلدة الباب إلى الشرق من حلب من مقاتلين آخرين في المعارضة يوم الإثنين.

وأضاف المرصد الذي يقع مقره في بريطانيا أن ثمانية من مقاتلي جماعة أحرار الشام وهي وحدة تابعة للجبهة الاسلامية قتلوا في تفجير سيارة ملغومة نفذته الجماعة في محافظة إدلب بغرب سوريا قبيل منتصف الليل يوم الاثنين.

وسقطت سوريا في براثن الحرب الأهلية بعد انتفاضة سلمية اندلعت في مارس اذار 2011 ضد حكم أسرة الأسد الممتد منذ أربعة عقود. وتحولت الانتفاضة إلى قتال مسلح بعدما رد الجيش السوري بقوة مفرطة لقمع الاضطرابات.

ومع اتساع رقعة القتال تفوق مقاتلون اسلاميون متشددون أفضل تسليحا على مقاتلين اسلاميين أكثر اعتدالا تدعمهم دول غربية وخليجية عربية.

واستنكرت وزارة الخارجية السورية تصريحات صادرة عن مجموعة أصدقاء سوريا الموالية للمعارضة والتي تضم دولا خليجية وغربية في باريس يوم الأحد. ووصفت التصريحات الأسد بأنه مجرم حرب وقالت إن محادثات السلام يجب أن تنهي “نظامه الاستبدادي”.

وقالت الوزارة في بيان يوم الاثنين “لا تستغرب الجمهورية العربية السورية ما جرى في باريس من اجتماع لأعداء الشعب السوري وما تمخض عنه من تصريحات أقرب إلى الأوهام منها إلى الحقيقة.”

وقالت متحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي يوم الثلاثاء إن البرنامج تمكن من توصيل حصص إلى عدد قياسي بلغ 3.8 مليون شخص في سوريا في ديسمبر كانون الاول لكن لا يزال من المتعذر الموصول لمدنيين في محافظات شرقية ومدن محاصرة قرب العاصمة دمشق.

وعبر البرنامج التابع للأمم المتحدة عن قلقه من تقارير تحدثت عن انتشار سوء التغذية في مناطق محاصرة خاصة بين الأطفال وطلب السماح بتوصيل المساعدات إلى المزيد من المناطق.

وقالت وكالة الانباء الكويتية الرسمية إن منظمات غير حكومية وعدت بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 400 مليون دولار لسوريا قبل مؤتمر دولي للمانحين ينطلق في الكويت يوم الأربعاء.

من أوليفر هولمز

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى