أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 20 كانون الأول 2014

 

سباق بين «داعش» و «النصرة» للسيطرة على المطارات

لندن، بيروت، أنقرة – «الحياة»، رويترز –

 

تستعد «جبهة النصرة» لشن هجوم على مطار أبو الظهور العسكري، آخر المطارات التي يسيطر عليها النظام السوري في شمال غربي البلاد، معززة بالغنائم التي كسبتها عقب سيطرتها على معسكرين في ريف إدلب. وتتسابق «النصرة» مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) للسيطرة على المطارات التي لا يزال الطيران الحربي السوري يستخدمها، وتترافق استعدادات «النصرة» مع هجوم شنه «داعش» على مطار دير الزور العسكري أحد آخر معاقل النظام في شمال شرقي البلاد.

 

وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، أن بلاده قد تبدأ تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين وتجهيزهم قبل آذار (مارس) المقبل، في إشارة إلى قرب الاتفاق مع الأميركيين على مساعدة المعارضة السورية على مواجهة تنظيم «داعش» وقوات النظام في الوقت ذاته.

 

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إن تركيا وافقت على دعم برنامج تدريب المعارضة المعتدلة في سورية، ضمن استراتيجية الرئيس باراك أوباما لإعداد قوات محلية لمواجهة عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» وهزيمتهم.

 

ميدانياً، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن عناصر «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية استولوا على نحو 35 دبابة و20 ناقلة جند محملة بالذخيرة، وما لا يقل عن 1500 قذيفة دبابة، أثناء سيطرتهم على معسكري وادي الضيف والحامدية وقريتي بسيدا ومعرحطاط، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي انسحبت إلى بلدة مورك في ريف حماة الشمالي. وأوضح أن الذخيرة ستساعد هذه الفصائل في فتح جبهة قتال قد تستمر لأشهر. وأشار إلى أن الطيران الحربي السوري نفّذ 5 غارات على مناطق في بلدة أبو الظهور وقرى الدبشية ورسم ززو والراعفية والمجرزة بمحيط مطار أبو الظهور العسكري، كما نفذ غارتين على مناطق في معسكر الحامدية الذي سيطرت عليه «جبهة النصرة» ومقاتلون إسلاميون منذ أيام.

 

وبينما تستعد «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية أخرى لشن هجوم على مطار أبو الظهور، تتردد أنباء أن وجهة «النصرة» قد تكون مواقع عسكرية أخرى ما تزال في يد النظام في هذه المحافظة، مثل مدينة إدلب أو معسكر المسطومة القريب منها.

 

وفي دير الزور، أشارت وكالة «مسار برس» المعارضة، إلى تواصل الاشتباكات (أمس) بين تنظيم «الدولة» وقوات الأسد في محيط مطار دير الزور العسكري، حيث تمكن التنظيم من السيطرة على مواقع جديدة في بلدة الجفرة المحاذية للمطار. وشن التنظيم هجمات في الأيام الماضية ضد المطار بعربات مفخخة، في إطار محاولاته إنهاء وجود النظام في دير الزور.

 

وفي محافظة درعا، سرت أنباء عن إصابة «أبو مارية القحطاني» القيادي البارز في «جبهة النصرة» خلال اشتباكات مع «لواء شهداء اليرموك». وأورد موقع إذاعة «الوطن أف أم» (معارضة) أنه جاء في تغريدة نشرها حساب القحطاني على «تويتر»: «ننوّه بأن حساب الشيخ أبي مارية اﻵن بيد الإدارة ﻻ بيد الشيخ، ونسأل الله تعالى أن يحفظه ويكتب له الشفاء العاجل». وأورد الموقع أن عدداً من عناصر «لواء شهداء اليرموك» وقعوا في أسر المعارضة، وكشفوا أن هذا اللواء «مبايع سرّاً لتنظيم الدولة»، وهو أمر يروج على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن «لواء اليرموك» لم يجاهر به.

 

وفي القاهرة، أفاد تقرير أصدره البنك الدولي الخميس، بأن دول منطقة شرق البحر المتوسط خسرت 35 بليون دولار من إجمالي الدخل بسبب الحرب في سورية وتوسع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وأضاف التقرير أن الخسارة تعادل حجم الاقتصاد السوري في 2007. وفي الدول المجاورة هبط نصيب الفرد من الدخل بأكبر نسبة في لبنان بلغت 11 في المئة، في حين لم يتجاوز التراجع في تركيا ومصر والأردن 1.5 في المئة ما يعكس الأثر الكبير للحرب السورية على لبنان الذي توجد على أرضه أكبر نسبة من اللاجئين بالنسبة إلى عدد السكان.

 

وفي بيروت (رويترز)، قالت إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية إن مليون شخص أصيبوا خلال الحرب السورية وإن الأمراض تنتشر جراء عدم وصول الأدوية الى المرضى بشكل منتظم. وأضافت: في سورية أصيب مليون شخص نتيجة الحرب. يمكنك أن ترى هذا حين تتجول في أنحاء البلاد حيث تجد الكثيرين ممن أصيبوا بإعاقات دائمة.

 

النصرة” تعدم قائد لواء مقاتل في ريف حمص

بيروت – “الحياة”

 

أبلغت مصادر موثوقة “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم السبت، أن جبهة “النصرة” (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) أعدمت قائد لواء مقاتل رمياً بالرصاص بتهم “القتل والسرقة” في منطقة الرستن في ريف حمص الشمالي.

 

وأفاد المرصد بأن تنفيذ حكم الإعدام جاء بعد اعتقاله منذ حوالى 3 أسابيع، مشيراً إلى تبادل معلومات عن مصرع شقيقه خلال اشتباكات دارت بينه وبين “النصرة” أثناء محاولة اعتقاله في الريف الشمالي.

 

وميدانياً، أشار المرصد إلى أن قوات النظام قصفت مناطق في أطراف مدينة الرستن، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى، في حين استهدفت الكتائب الإسلامية بصواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون مراكز لقوات النظام في محيط بلدتي الكم والغاصبية في ريف حمص الشمالي، وسط أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام.

 

كذلك، جددت قوات النظام قصفها على مناطق في حي الوعر في مدينة حمص بثلاث أسطوانات متفجرة وقذائف عدة، بالتزامن مع فتح قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الحي.

 

وسبق للمرصد أن أكد أن “النصرة” وفصائل إسلامية استولت الجمعة على حوالى 35 دبابة و20 ناقلة جند محملة بالذخيرة، وما لا يقل عن 1500 قذيفة دبابة، أثناء سيطرتها على معسكري وادي الضيف والحامدية” في محافظة إدلب. وسيطرت “جبهة النصرة” ومجموعات “إسلامية” مسلحة متحالفة معها خلال ساعات الإثنين على هذين المعسكرين الاستراتيجيين في ريف إدلب.

 

هذا وتستعد “النصرة” لشن هجوم على مطار أبو الظهور العسكري، آخر المطارات التي يسيطر عليها النظام السوري في شمال غربي البلاد، مدعومة بالغنائم التي كسبتها من المعسكرين. وتتسابق “النصرة” مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) للسيطرة على المطارات التي لا يزال الطيران الحربي السوري يستخدمها، وتترافق استعدادات “النصرة” مع هجوم شنه “داعش” على مطار دير الزور العسكري أحد آخر معاقل النظام في شمال شرقي البلاد.

 

داعش” يعدم رجلاً ويقطع يد آخر في ريف حلب

بيروت – “الحياة”

 

أبلغت مصادر موثوقة “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الجمعة، أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أعدم رجلاً في مدينة الباب، بتهمة “سب الله عزَّ وجل”، وقام بفصل رأسه عن جسده في الساحة العامة في المدينة.

 

وأشار المرصد إلى أن هذا الحكم جاء وفقاً لـ”قرار من المحكمة الإسلامية” بحسب ما أبلغ به التنظيم المتجمهرين الذين كان من ضمنهم أطفال في ساحة تنفيذ حكم الإعدام.

 

في سياق متصل، أكد المرصد أن التنظيم نفذ “حد السرقة” على رجل آخر، وقام عناصر التنظيم بقطع كفه، ومن ثم تضميد جراحه في مدينة الباب بريف حلب الشمال الشرقي.

 

وفي وقت سابق، ذكر المرصد أن تنظيم “جند الأقصى” قام بتنفيذ حد “الرَّجم حتى الموت” بحق سيدتين من بلدة سراقب في محافظة إدلب، كان قد اعتقلهما منذ حوالى أسبوعين بتهمة “الزنا”.

 

كذلك، أشار المرصد إلى أن الطيران الحربي النظامي قصف مناطق في المزارع الجنوبية لمدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، في حين جدد الطيران الحربي قصفه على مناطق في بلدة أبو الضهور، وقتل رجل جراء القصف على أماكن في منطقة الحامدية التي سيطرت عليها جبهة “النصرة” وحركة أحرار الشام الإسلامية وتنظيم جند الأقصى قبل أيام.

 

جند الأقصى” يرجم سيدتين حتى الموت في ريف إدلب

بيروت – “الحياة”

رجم تنظيم “جند الأقصى” في ريف إدلب أمس الخميس، سيدتين بتهمة “الزنا” تطبيقاً لما سماه تنفيذ حد “الرَّجم حتى الموت”، في عملية تكررت أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية في المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات المتطرفة.

وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن تنظيم “جند الأقصى” قام بتنفيذ حد “الرَّجم حتى الموت” بحق سيدتين من بلدة سراقب في محافظة إدلب، كان قد اعتقلهما منذ حوالى أسبوعين بتهمة “الزنا”.

وقالت مصادر موثوقة من بلدة سراقب إن عملية “الرَّجم حتى الموت”، نفذت في المنطقة الواقعة بين بلدتي سرمين والنيرب في ريف محافظة إدلب، من قبل عناصر تنظيم “جند الأقصى”، وذلك بأمر من “المحكمة الشرعية التابعة لجند الأقصى” في سرمين.

وبعد تنفيذ عملية “الرجم” نقلت سيارة إسعاف جثتي السيدتين إلى مشفى الشفاء ببلدة سراقب، ليقوم ذويهنَّ باستلام الجثتين ودفنهما.

يشار إلى أنَّ “المرصد السوري لحقوق الإنسان” وثَّق في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الجاري، تنفيذ أول عملية معلنة لتطبيق “حد الرجم” بحق رجل بتهمة “الزنا”، في سراقب من قبل فصائل إسلامية تابعة للمحكمة الشرعية في البلدة، بينها “جبهة النصرة” (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم “جند الأقصى”، وتم تطبيق “حد الرجم” حينها في مقر لحركة “إسلامية”، في أطراف بلدة سراقب، وسط تضارب المعلومات حول مصير المواطنة التي قيل أنه “زنا بها”.

وفي الشهر الجاري وثَّق المرصد، تنفيذ تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) حد “الرجم حتى الموت” بتهمة “الزنا” بحق رجل وسيدة متزوجين، وذلك على أطراف مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي. ونفذ “داعش” الحد أيضاً على رجل بتهمة “الزنا” في مدينة البوكمال التابعة لـ “ولاية الفرات” في ريف مدينة دير الزور.

وفي تشرين الثاني (نوفمبر) نفذ “داعش” حد “الرجم حتى الموت” بحق فتى يبلغ حوالى 20 سنة من العمر، بعد اعتقاله في وقت سابق، واتهمه التنظيم بأنه عثر في هاتفه النقال، على أشرطة مصورة تظهره وهو “يمارس الفعل المنافي للحشمة”. وقام عناصر التنظيم بتنفيذ “حد الرجم” عند دوار البكرة في مدينة الميادين بريف دير الزور، وسط تجمهر عشرات المواطنين بينهم أطفال. وفي اليوم ذاته، نفذ الحد على شاب في شارع التكايا بحي الحميدية في مدينة دير الزور، بالتهمة ذاتها، وعلم المرصد السوري حينها أن الفتى والشاب اللذان تم تنفيذ “حد الرجم حتى الموت” بحقهما في الـ 25 من الشهر المنصرم، في محافظة دير الزور، هما من أبناء مدينة الميادين، وأن التنظيم عمد إلى رجم أحدهما في دير الزور والآخر في مدينة الميادين، في عملية هدف بها إلى “توزيع الرعب” في محافظة دير الزور.

 

جبهة النصرة” تستولي على عشرات الدبابات “النظامية

بيروت – أ ف ب، “الحياة”

 

استولت “جبهة النصرة “وكتائب “إسلامية” أخرى تقاتل إلى جانبها على عشرات الدبابات وناقلات الجنود لدى سيطرتها قبل أيام على معسكرين للقوات النظامية في ادلب، في شمال غرب سورية.

وقال “المرصد لحقوق الإنسان” إن “جبهة النصرة وفصائل إسلامية استولت على حوالى 35 دبابة و20 ناقلة جند محملة بالذخيرة، وما لا يقل عن 1500 قذيفة دبابة، أثناء سيطرتها على معسكري وادي الضيف والحامدية” في محافظة ادلب. وسيطرت “جبهة النصرة” ومجموعات “إسلامية” مسلحة متحالفة معها خلال ساعات الاثنين على هذين المعسكرين الاستراتيجيين في ريف ادلب.

ويقع معسكر وادي الضيف شرق مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي استولى عليها مقاتلو المعارضة في التاسع من تشرين الأول (اكتوبر) 2012، بينما يقع الحامدية المحاذي لقرية الحامدية جنوب المدينة على طريق دمشق-حلب.

ويرى خبراء ان خسارة المعسكرين الاستراتيجيين قد تعبّد الطريق وفقاً للخبراء أمام جبهة النصرة وكتائب اسلامية اخرى متحالفة معها للتقدم نحو مدينة ادلب، وهي المدينة الوحيدة المتبقية تحت سيطرة النظام في هذه المحافظة، او حتى حماه جنوباً.

اشتباكات دير الزور

إلى ذلك، تجددت الاشتباكات العنيفة في محيط مطار دير الزور العسكري، وأعمال القصف على المدينة ومحيطها.

ودارت اشتباكات في حيي الحويقة الغربية والرشدية بين عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وقوات النظام، بالتزامن مع قصف لقوات النظام على مناطق في حي الحويقة، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في حي الموظفين بالصواريخ، إضافة الى قصفها مناطق في بلدة المريعية.

وكذلك تجددت الاشتباكات بين قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها من جهة، وتنظيم “داعش” من جهة أخرى، في محيط مطار دير الزور العسكري، بالتزامن مع قصف عنيف ومتبادل بين الطرفين، بينما سمع دوي انفجار في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، يعتقد أنه ناجم عن انفجار عبوة ناسفة في المدينة.

3000 غارة للنظام خلال 60 يوماً تقتل وتصيب أكثر من 3500

وارتفع إلى 2973 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على مناطق عدة في قرى وبلدات ومدن سورية، والتي تمكن “المرصد” من توثيقها خلال 60 يوماً، منذ 20 من شهر تشرين الأول من العام 2014، و19 من شهر كانون الأول (ديسمبر) الجاري.

ونفذت طائرات النظام الحربية ما لا يقل عن 1611 غارة، استهدفت محافظات دير الزور، حمص، دمشق، ريف دمشق، اللاذقية، القنيطرة، حماه، حلب، إدلب، درعا، الحسكة والرقة، بينما قصفت طائرات النظام المروحية 1362 برميلاً متفجراً، مناطق عدة في محافظات حمص، حماه، إدلب، درعا، الحسكة، حلب، القنيطرة، اللاذقية وريف دمشق.

وتمكن “المرصد” من توثيق مقتل 735 مواطناً مدنياً، بينهم 155 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و133 مواطنة، نتيجة القصف من الطائرات الحربية والمروحية، إضافة إلى إصابة أكثر من 2800 آخرين من المدنيين بجراح، وتشريد عشرات آلاف المواطنين.

 

مؤتمر القوى السنية يوصي بدعوة العشائر إلى التطوع

بغداد – «الحياة»

 

انعكست خلافات القوى السنية، خلال مؤتمرها في أربيل على البيان الختامي الذي خلا من القرارات، واكتفى بدعوة العشائر إلى التطوع في الجيش و»الحرس الوطني» لمقاتلة «داعش» وتحرير مدنها بالتعاون مع القوات الرسمية، وإبعاد «الميليشيات». (المزيد)

 

من جهة أخرى، حققت قوات «البيشمركة» الكردية تقدماً ملحوظاً في شمال الموصل وغربها، ووصلت الى جبل سنجار الذي يحاصره «داعش» منذ شهور، وفتحت ممراً أمام مئات الأيزيديين للعودة إلى قراهم المحررة.

 

وخلص البيان الختامي لمؤتمر القوى السنية في أربيل إلى ضرورة «توحيد العشائر، وتشجيع أبنائها على التطوع في الجيش والحرس الوطني لتحرير المحافظات من القتلة وجرائمهم». ودعا الحكومة إلى الإسراع في تسليح المتطوعين».

 

وأضاف البيان الذي تلاه وزير المال السابق رافع العيساوي، الملاحق قضائياً أن «المؤتمر يدعو الحكومة إلى التزام برنامجها المعلن وإنهاء مظاهر التسلح ولجم الميليشيات وأعمالها الإجرامية لمنع الاحتراب الطائفي، وإعادة هيكلة الجيش بما يضمن عودة الكفاءات وتحقيق التوازن».

 

وأشار إلى أن «المؤتمر يؤكد أن مهمة تحرير المحافظات والمناطق التي يحتلها داعش مهمة أبنائها، بمساعدة القوات الأمنية الرسمية حصراً، وتجاوز ذلك يعقد المشهد أكثر في هذه المحافظات».

 

ولفت العيساوي إلى أن «المؤتمر يدعو الحكومة إلى التزام فقرات الاتفاق السياسي وتطبيقها وفق السقوف الزمنية لكل فقرة، تحقيقاً للمصالحة الوطنية الحقيقية والمباشرة بتشريع قوانين العفو العام والمساءلة والعدالة والتوازن والحرس الوطني باقي القوانين المتفق عليها».

 

وأوضح أن المؤتمر «شكل ثلاث لجان لمتابعة تنفيذ توصياته، ودعا كل محافظة إلى عقد مؤتمرها الخاص للوصول الى الأهداف المتفق عليها»، وشدد على ضرورة «إنشاء صندوق لإعمار المحافظات المتضررة وإدراج ذلك في موازنة عام 2015».

 

وكشف المؤتمر عن حجم الخلافات بين القوى السنية، فقد امتنع رئيس البرلمان سليم الجبوري والوزراء السنة عن حضوره، وتواصلت ردود الفعل عليه فهاجمه ائتلاف «دولة القانون»، بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، واعتبره «خطوة نحو التقسيم».

 

وعلى رغم خروج المؤتمر بتوصيات عامة، إلا أن الخلافات استمرت في أروقته حول مرحلة ما بعد «داعش»، واصطدم دعاة الإقليم السني، ومعظمهم مقربون من المجموعات المسلحة، مع رافضي الفيديرالية، وأهمل الموضوع في الورقة الختامية، كحل توافقي. على الأرض نجحت قوات «البيشمركة» في تحرير عدد من القرى والبلدات، شمال الموصل وغربها، وفتحت طريقاً أمام مئات الأيزيديين المحاصرين في جبل سنجار منذ شهور.

 

وقال مستشار مجلس الأمن في إقليم كردستان مسرور بارزاني خلال مؤتمر صحافي، إن «البيشمركة لقنت الإرهابيين الدواعش درساً قاسياً، وكبدتهم خسائر كبيرة جداً، وجحافلها وصلت إلى جبل سنجار. وتمكنت من تطهير أكثر من 700 كيلومتر من أراضي كردستان من الإرهابيين، في أكبر عملية نفذتها ضد إرهابيي داعش وحققت فيها انتصاراً كبيراً».

 

وأوضح أن «جبل سنجار أصبح محمياً بأكثر من ألفين من قوات البيشمركة. لكن مركز المدينة ما زال في يد الإرهابيين. وفتحنا ممراً لتمكين المحاصرين من العودة الى أماكنهم».

 

تحرّك أميركي مفاجئ ولقاءات في جنيف لمواكبة المبادرة الروسية لحل الأزمة في سوريا

جنيف – موسى عاصي

تحولت البعثة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة في جنيف مقر لقاءات للسفير الاميركي المسؤول عن الملف السوري دانيال روبنستاين مع رموز من المعارضة السورية، وخصوصاً من لهم علاقة مباشرة بالمبادرة الروسية لحل الازمة السورية. وتفيد معلومات “النهار” أن روبنستاين التقى الرئيس السابق لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الشيخ احمد معاذ الخطيب، الذي زار روسيا اخيراً، وأمين حزب الارادة الشعبية القيادي في جبهة التحرير والتغيير قدري جميل المقرب من موسكو، كلا على حدة. وتمحور اللقاءان على الجهود الروسية والمبادرة التي من المزمع ان تخرج بلقاءات في العاصمة الروسية في الاسبوعين الأخيرين من كانون الثاني 2015 على الارجح.

وبدا، من الحديث الذي جرى بين روبنستاين وبعض من التقاهم في جنيف، والذي اطلعت “النهار” على بعض فحواه، أن الجانب الاميركي، الذي تعامل بلامبالاة مع الجهود الروسية منذ بدايتها، يبحث عن معلومات تتعلق بالخطوات التي تحققت حتى الآن ضمن الخطة الروسية، وبتطورات اللقاءات التي تعقدها موسكو مع رموز معارِضة وعن مواعيد اللقاءات التي تنوي موسكو عقدها تمهيداً لاجتماعات الشهر المقبل. وبدت معلومات روبنستاين، الذي حلّ محل السفير الاميركي السابق في سوريا روبرت فورد، عما تقوم به موسكو وما تحضر له شحيحة جداً، وان ما تملكه الديبلوماسية الاميركية عبر الخطوط الرسمية لم يمكنها من رسم صورة واضحة للاهداف الروسية. وعلى هذا الاساس انحصرت لقاءات البعثة الاميركية في جنيف بمن لهم صلة مباشرة بالتحرك الروسي، خصوصاً ان معاذ الخطيب بات معروفا بمواقفه الايجابية والمشجعة للتحرك الروسي، وأن قدري جميل معروف بقربه من الروس ومقيم بصفة شبه دائمة في موسكو.

لكن البعثة الاميركية في جنيف حاولت اخراج هذه اللقاءات من دائرة اهتمامها بالتحرك الروسي حصراً واعطاءها صفة عامة كجزء من “لقاءات متعددة”. وفي اتصال مع “النهار” قال الناطق الاعلامي باسم البعثة الاميركية في جنيف بول باتان في بيان رسمي ان “السفير الاميركي دانيال روبنستاين وفي اطار جولة له في المنطقة (جنيف) التقى مجموعة كبيرة من السوريين المعارضين ومن غير السوريين في اطار الجهد الديبلوماسي الأميركي الدائم لحل الازمة السورية”.

من جهة أخرى، يبدو ان الديبلوماسية الروسية قد قطعت شوطاً مهماً في مبادرة جمع معارضين سوريين في المرحلة الاولى تمهيداً للقاء المزمع مع مسؤولي النظام السوري في العاصمة الروسية. وعلم ان العمل جار لجمع العدد الأكبر من المعارضين في لقاء خاص بهم يعقد في النصف الثاني من كانون الثاني المقبل في موسكو، قبل جمعهم في مؤتمر عام مع رموز النظام. وتؤكد الاوساط الروسية في جنيف ان هدف موسكو من جمع المعارضين له بعدان، الاول ايجاد قواسم مشتركة بين المعارضين انفسهم في اطار البحث عن الحل للأزمة، والثاني تسهيل عمل المفاوضات بين هؤلاء والنظام. وقالت هذه الاوساط انه لن يكون لموسكو اي تدخل او أي اجندة خاصة لا في اللقاء الاول للمعارضين ولا في اللقاء الثاني مع السلطة “فهم أطراف الأزمة وعليهم ايجاد الحلول لها”.

في غضون ذلك، توقفت مهمة المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا امام عقدة كبيرة تتمثل في كيفية تطبيق خطة تجميد القتال في حلب. والازمة تتعلق ببعد تقني يتمحور على ايجاد وسائل لمراقبة “تجميد القتال” بعد سقوط احتمال نشر مراقبين دوليين في ضوء الرفض السوري الحكومي لهذا الاقتراح واصراره على عدم تدخل مجلس الامن في تطبيق خطة حلب.

 

أنقرة تُطالب بتضمين اقتراح دو ميستورا إزاحة الأسد “النصرة” استولت على دبابات في إدلب ولقاءات لـ”التنسيق” في مصر

المصدر: (و ص ف، رويترز ، أ ب، أ ش أ، “النهار”)

أبدت أنقرة دعماً حذراً لاقتراح الامم المتحدة تجميد النزاع في مناطق داخل سوريا، مبدية ملاحظات على الخطة ومجددة مطالبتها بتضمين اي حل لسوريا ازاحة حكومة الرئيس بشار الاسد.

صرّح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الكرواتية فيسنا بوزيتش: “أننا ندعم جهود مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا واقتراحه تجميد النزاع في مناطق”، تركيا ستدعم أية فكرة تنقذ أرواح سوريين على رغم بعض الشوائب في الخطة”.

وكان وكيل وزارة الخارجية التركية فيريدون سينيرلي أوغلو لاحظ بعد لقائه دو ميستورا أن “الاقتراح لا يشمل عملية سياسية”، مشيرا الى أن الخطة لا تتطرق الى موضوع الاسد. وقال إن “مجرد انهاء الاشتباكات ليس كافيا…ثمة حاجة الى عملية سياسية”.

الى ذلك، قال جاويش أوغلو إن تركيا قد تبدأ تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين وتجهيزهم قبل آذار 2015.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أفادت في تشرين الأول ان أنقرة وافقت على دعم هذا البرنامج، وهو جزء جوهري من استراتيجية الرئيس باراك أوباما في سوريا لإعداد قوات محلية لمواجهة مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” ودحرهم في نهاية المطاف.

في غضون ذلك، أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني محادثات في أنقرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين”.

وأفادت الوكالة القطرية للأنباء “قنا” أن الزعيمين بحثا أيضاً في تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة، وتبادلا وجهات النظر في عدد من القضايا الإقليمية والدولية.

 

دبابات وناقلات جند

في غضون ذلك، تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” عن استيلاء “جبهة النصرة” وكتائب اسلامية اخرى تقاتل الى جانبها على عشرات الدبابات وناقلات الجند لدى سيطرتها قبل أيام على معسكرين للقوات النظامية في ادلب، في شمال غرب سوريا.

وقال ان “جبهة النصرة وفصائل اسلامية استولت على نحو 35 دبابة و20 ناقلة جند محملة بالذخيرة، وما لا يقل عن 1500 قذيفة دبابة، اثناء سيطرتها على معسكري وادي الضيف والحامدية” في محافظة ادلب.

ويقع معسكر وادي الضيف شرق مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي استولى عليها مقاتلو المعارضة في التاسع من تشرين الاول 2012، بينما يقع الحامدية المحاذي لقرية الحامدية جنوب المدينة على طريق دمشق-حلب.

وتسبب سقوط معرة النعمان بقطع طريق اساسي للامداد بين دمشق وحلب على القوات النظامية. ومذذاك، حاولت القوات النظامية مراراً استعادة المدينة، فيما سعت مجموعات من المعارضة المسلحة طوال سنتين الى اسقاط المعسكرين، من غير ان تنجح في ذلك.

ويرى خبراء ان سقوط المعسكرين سيجعل من الصعب على القوات النظامية استعادة معرة النعمان والتقدم نحو الشمال السوري من وسط البلاد وتحديدا حماه، بينما ستفتح السيطرة عليهما الطريق أمام الجبهة، الفرع السوري لتنظيم “القاعدة”، لتوسيع نفوذها في هذه المنطقة التي تفرض سيطرتها عليها تدريجاً منذ أسابيع.

 

“هيئة التنسيق”

وفي القاهرة، من المقرر أن يلتقي وزيـر الخـارجـيـة المصري سامح شكرى اليوم وفد “هيئة التنسيق” السورية ويبحث معه في الاوضاع على الساحة السورية والجهود المبذولة دوليا للتوصل الى حل للازمة السورية .

وكان شكري صرح أخيراً بأن مصر تدعم الحل السياسي لما يجري في سوريا وفقا لارادة الشعب السورى والتوافق الداخلي، منعاً لاستمرار معاناة الشعب و”لهذا نحن نجتمع مع العديد من الدول الكبرى والاقليمية للتأكيد على أهمية الانخراط فى عملية سياسية من أجل الخروج من هذه الازمة بما يحفط وحدة وسيادة وسلامة الاراضي السورية”. كذلك، قال إن مصر تعمل من خلال اتصالاتها مع كل الاطراف سواء من داخل سوريا أو الاطراف الدوليين والاقليميين على ايجاد وسيلة للتشجيع على هذا الحل السياسي لاقرار الاطار الذي يتم من خلاله تفعيل الحل السياسي.

 

البنك الدولي: دول الجوار السوري تدفع ثمن الحرب المستمرة الشرق الأوسط خسر 35 مليار دولار ولبنان الأكثر تضرراً

كشف البنك الدولي أن دول منطقة شرق البحر المتوسط، اي تركيا وسوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر، تكبدت خسائر اقتصادية في الإنتاج بقيمة 35 مليار دولار بسبب الحرب السورية وتوسع تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، وأشار البنك الى أن لبنان إحتل صدارة الدول المتضررة جراء هذه الحرب. وسجل نصيب الفرد من الدخل في سوريا والعراق بالقيمة الثابتة تراجعا بنسبة 23% و28% على التوالي، مقارنة بمستوياته التي كان يمكن تحقيقها لولا اندلاع الحرب. وكان الحظر التجاري على سوريا عاملا رئيسيا وراء التكلفة المباشرة، أعقبه انخفاض حجم قوة العمل ومهاراتها بسبب الوفيات وخروج اللاجئين من البلاد، وتدمير البنية التحتية وارتفاع تكلفة ممارسة أنشطة الأعمال في مناطق الصراع. وإستنادا الى تقرير المؤسسة الدولية، كان من الممكن أن يزيد الحجم الاقتصادي التراكمي لاقتصاد هذه الدول (وسوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر)، مقاساً بإجمالي الناتج المحلي بحوالي 35 مليار دولار لو لم تكن الحرب قد نشبت، موضحا أن هذه التكلفة الإجمالية للحرب تعادل حجم إجمالي الناتج المحلي السوري العام 2007.

وتحملت بلدان أخرى في المنطقة خسائر في متوسط نصيب الفرد من الدخل، لكنها لم تشهد تراجعا في إجمالي الناتج المحلي بسبب التأثيرات المباشرة للحرب، إذ أسفر تدفق اللاجئين على لبنان والأردن وتركيا عن تعزيز الاستهلاك والاستثمار وزيادة المعروض من العمالة، ومن ثم حجم اقتصاد هذه البلدان المستقبلة للاجئين. وأضاف التقرير أنه في كل الحالات، ارتفع الدخل الإجمالي بمعدل أقل من زيادة عدد السكان، وعلى ذلك فقد أضرت الحرب بمستويات المعيشة، حيث انخفض متوسط نصيب الفرد من الدخل 11% في لبنان و1.5% في تركيا ومصر والأردن مقارنة بالمستويات التي كان يمكن تحقيقها لو لم تنشب الحرب. وشدد التقرير على أن تكلفة الفرصة البديلة لفقدان التكامل التجاري أكبر من التكلفة المباشرة لمصر والأردن وتركيا، كما يذكر أن التقييم لا يأخذ في الحسبان التكلفة المالية لتقديم خدمات أسياسية للاجئين في البلدان المضيفة، ولا تكلفة استخدام اللاجئين لمرافق البنية التحتية، والتي قد تكون ضخمة لكل من لبنان والأردن وتركيا، باعتبارها استقبلت أكبر أعداد من اللاجئين، مضيفا أن التكلفة المستقبلية الناشئة عن الأعداد الضخمة من الوفيات وإعادة بناء الأصول المادية المدمرة ورأس المال البشري ستكون ضخمة أيضا على الأرجح وخاصة في سوريا.

 

هكذا وُلدت فكرة «حلب أولاً».. ولماذا؟ من شرارة الموصل إلى تحرير مخيم حندرات

خليل حرب

صارت «حلب أولاً» عنوان المرحلة السورية الحالية. تهيمن على العناوين والحراك السياسي، ما بين دمشق وبروكسل وروما وموسكو. البعض يراها ضرورة إنسانية بحتة، ومهمة حضارية ودينية، وآخرون يرون فيها محاولة مريبة تخفي عناوين خطيرة، والبعض الآخر يريد منها أن تتحوّل بداية لسياق تسوية، اكثر شمولاً.

ولأن الأفق السياسي في المشهد السوري دخل في مرحلة انسداد واضحة في مرحلة ما بعد مؤتمر «جنيف 2» المنعقد في بداية العام 2014، وتسبّب من ضمن عوامل أخرى في خروج الأخضر الابراهيمي من مهمته السورية، فإن خليفته، المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، وجد في خيار «حلب أولاً» خطة يتيمة يلقي عليها كل في ما جعبته من رهانات لإنجاح حركته الديبلوماسية الشاقة، ربما إلى أن تلوح من ميادين الجبهات السورية المتعددة، ما يملي تعديلاً في اولويات العواصم وخياراتها.

«حلب أولاً»! هكذا كبرت الفكرة بعد أكثر من عامين على معاناة المدينة التي استفاق عليها العالم فجأة بعدما جلب عليها مسلحو الارياف و«جهاديو التكفير» غزوة الخراب باسم «تحريرها»، فإذا هي تستحيل شطرين، في اكثر الضربات ايلاماً لمفهوم التعايش السوري اولاً، والديني ثانياً والقائم منذ اكثر من الف سنة، لتتبعها في معاناتها مدينة الموصل العراقية في بداية حزيران الماضي.

ثم قرعت أجراس الخطر… ولكن كيف أطلقت الفكرة؟ ومن أطلقها، وماذا قيل فيها؟

بخلاف ما هو شائع هذه الايام، فان دي ميستورا لم يكن صاحب المبادرة. كما انها ليست للأتراك ولا الفرنسيين. هؤلاء سعوا الى ترويج فكرة «المنطقة العازلة» لتشمل الريف الشمالي لحلب، بما يتصل بالحدود التركية، وبما يعنيه ذلك من نيات مبيتة للمس بتطورات المشهد العسكري المحيط بالعاصمة الاقتصادية والثقافية لسوريا.

خرجت فكرة «حلب اولاً» بمفهوم «تجميد القتال»، من روما، وتحديداً من دير تراتستيفيري، مقر جماعة «سانت ايجيديو»، التي باتت سمعتها تسبقها في لبنان والمنطقة العربية والعالم عموماً بجهود الوساطات والمصالحة والديبلوماسية الهادئة التي قامت بها لتسوية النزاعات في مختلف أنحاء العالم.

ففي 22 حزيران 2014، وجّه مؤسس «سانت ايجيديو» اندريا ريكاردي نداء عالمياً خلص فيه الى «أن الناس في حلب يموتون، ويجب أن يحل السلام باسم هؤلاء الذين يعانون لتكريس حلب مدينة مفتوحة».

 

والآن يقول ريكاردي لـ «السفير» إن الهدف من الفكرة ليس المسّ بسيادة دمشق، ولا تعديل موازين القوى على الارض.

يتحدث ريكاردي بلهجة تصالحية أكثر اتزاناً من الخطاب الغربي عموماً. يرى ان هناك حتمية طبيعية في التفاوض مع دمشق. يرى ايضاً ان لإيران دورها الذي لا يمكن تجاهله. ويرى لتركيا دورها وانما يقولها بوضوح ارتباطها بالمجموعات المسلحة. يسمّي الاشياء بأسمائها. وعندما يتحدث عن الاسلاميين المسلحين يراهم بمثابة «متعطشين للدماء». لكن الأهم هنا، أنه يعتبر، كما يقول لـ «السفير»، إن حلب يمكن أن تكون «مختبراً للسلام» في سوريا عامة.

وكي يوضع كلام ريكاردي في السياق الملائم، لا بد من التذكير بالدور والرمزية اللذين تمثلهما «سانت ايجيديو» خصوصاً من خلال «ديبلوماسيتها الصامتة» والتي يعتبرها البعض بمثابة ذراع سياسي للفاتيكان.

هذه الجماعة الكاثوليكية تأسّست في العام 1968 وتعاظم دورها «العلماني» الطابع تدريجياً، لتكتسب بذلك قبولاً عالمياً يتخطى حدود عاصمة الكثلكة نحو مناطق الصراعات في العالم، سواء في البلقان او افريقيا كما في ساحل العاج وبوروندي وليبيريا وموزامبيق وجنوب السودان والجزائر، او في اميركا الجنوبية كما في غواتيمالا، او في لبنان من خلال الاتفاق مع وليد جنبلاط في العام 1982 بشان أوضاع المسيحيين في منطقة الشوف.

«الديبلوماسية الصامتة» من ميزات حركة «سانت ايجيديو». ولهذا فإن نداء مؤسس الجماعة يعطي الصرخة بشأن حلب دوياً أكبر. اعاد ريكاردي في 18 تشرين الثاني الماضي إطلاق ندائه، واعلن عن تنظيم ملتقى لرجال الدين المسيحيين والمسلمين وشخصيات سياسية وحكومية في قبرص في الخامس من آذار المقبل، للبحث أيضاً في مستقبل المسيحيين في الشرق الاوسط الذي وصفه بأنه «حساس»، وخلاص حلب التي وصفها بأنها مدينة الحوار والتعايش.

ودق ريكاردي ناقوس الخطر قائلاً: «إذا انتهى الموزاييك التاريخي للحضارات والاديان في سوريا والعراق، فإن الحضارات القديمة التي لا تتواجد في أي مكان آخر في العالم، والتي ندين لها بالكثير، ستختفي مرة واحدة».

وتابع قائلاً إن «الرحيل النهائي للمسيحيين من الشرق الاوسط، يعني فقدان فرادة التعددية والديموقراطية في المنطقة برمتها، لانه بعد رحيل المسيحيين، فإن المسلمين أنفسهم وغيرهم من المكونات في هذا المشهد الفريد بالنسبة للبشرية، سينتهون. بلاد ما بين النهرين القديمة، ستموت.. ستكون إبادة عرقية، أي إبادة حضارية.. ومذبحة».

الكلام منمّق. لكن ماذا عن الوقائع؟ يقول مصدر إيطالي مطلع على حركة «سانت ايجيديو» بشأن حلب لـ «السفير»، إن «هناك إدراكاً لدور تركيا وعلاقتها بداعش… ونعلم أن تركيا وقطر والسعودية تقوم بتسليح المعارضة. وهناك إدراك بشأن ضرورة التحدث مع الجميع، بما في ذلك طبعاً حكومة دمشق… ثم لماذا يتجاهلون إيران في البحث عن حلول لسوريا؟!».

ويتساءل المصدر الإيطالي «لماذا تجاهلوا المعارضة الداخلية خلال السنوات الماضية؟! لماذا تعاملوا مع الائتلاف السوري المعارض على أنه الجهة الوحيدة الممثلة للمعارضة؟! ائتلاف اسطنبول هذا لم يكن ممثلاً للسوريين. لقد تسببوا في تفاقم الأزمة السورية بسلوكهم هذا».

ويضيف المصدر لـ «السفير» أن المبادرة «لا تسعى الى تغيير الوضع في حلب. هي مدينة رمز للتعايش. المسيحيون هناك منذ ألفي سنة. انظر ماذا حصل في الموصل. المكاسب هنا لا تستهدف التدخل لتعديل الجبهات. المكسب يكون بإنقاذ المدينة».

يحرص المصدر الايطالي على القول إن مبادرة حلب في بعدها الأوسع، لا تتعلق بالمسيحيين وحدهم.. الأقليات كلها مهددة في المنطقة. التعايش القائم منذ مئات السنين، يجري ضربه في الصميم».

وقد تلقف دي ميستورا فكرة «حلب أولاً». وقبل زيارته الأولى إلى دمشق كمبعوث أممي، في التاسع من تشرين الثاني الماضي، دعا الى «تجميد» القتال في حلب. وفي العاصمة السورية، قدّم اقتراحه شفوياً الى المسؤولين السوريين، اولاً الى وزير الخارجية وليد المعلم ثم إلى الرئيس بشار الاسد الذي استقبله لاحقاً. وقد حرصت دمشق على التسريب الى الاعلام ان الرئيس السوري وافق بشكل مبدئي على الفكرة، لكن السوريين كانوا حريصين على الاشارة الى انهم بانتظار اقتراحات مكتوبة تجيب على العديد من التساؤلات والظنون التي لا مفر منها بشأن حلب، برغم قناعتهم أن «نموذج حمص» هو الأكثر ملاءمة لهم.

وفي ختام زيارته الى دمشق، قال دي ميستورا إن «خطة تجميد القتال ترتكز على بضع نقاط أساسية، من بينها التركيز الحقيقي على التهديد المتمثل بالإرهاب، تقليص العنف ومحاولة التوصل إلى تخفيف العنف قدر الإمكان».

ثم تابع موضحاً «هي مقاربة جديدة لوقف تصعيد العنف، مختلفة عن وقف إطلاق النار، ومن المهم جداً البدء في حلب… إن وقف القتال يعني أن لا أحد يتحرك من مكانه، ويهدف إلى إيجاد إشارة أمل وشكل معين من أشكال الاستقرار».

وبهذا المعنى تبدو «حلب أولاً» خياراً مختلفاً تماماً عما تراه أنقرة وباريس اللتان حاولتا خلال الأسابيع الماضية وضع مشهد المدينة في سياق خطر مزدوج يمثله كل من «داعش» و»نظام الأسد»، وإن أي تحرك، خصوصاً لو جاء من جانب قوات «التحالف»، يجدر به التحرك وفق منظور الخطر هذا.

لكن «سانت ايجيديو» صاحبة الفكرة الأصلية، ودي ميستورا الذي تبناها وأعاد تعليبها لتسويقها باسم الامم المتحدة، والعواصم التي ساندتها كموسكو وروما وغيرها من عواصم اوروبية، تحرص على التأكيد طوال الوقت أن الخطة «انسانية» الطابع، وربما تقود في مرحلة لاحقة الى قطف ثمار سياسية لها على المستوى السوري العام.

«السفير» كان لها لقاء مطول مع مصدر سياسي إيطالي آخر واسع الاطلاع، تحدث بإسهاب عن الخيارات السورية. ولكلام هذا المصدر أهميته نظراً الى تولي روما الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي.

يقول المصدر إنه «في ظل الانسداد السياسي القائم في سوريا، فإن خطوات حلب، قد تساهم في خلق منطقة خالية من العنف، وهو ما من شأنه الدفع باتجاه إشراك الاطراف على الارض في ادارة شؤون حياة الناس في المدينة… سيكون ذلك بمثابة مختبر للحوار، ويكون تطوراً مثمراً للعملية السياسية التي لا أفق لها حتى الآن».

وبعد سنوات الغليان والدم في سوريا والمنطقة عموماً، يقول المصدر الايطالي الآن، إنه لم يعد ممكناً الاستمرار على هذا النحو وانتهاج «سياسة العدم»، وإن الوجهة الاوروبية العامة ترتكز الآن على افكار «الحفاظ على النظام السياسي، وصيانة حدود الدول ووحدتها، من خلال عملية سياسية تدمج الجميع». يتحدث هنا تأكيداً على كلامه عن اجتماعات نظمتها ايطاليا لإعداد خطة مع «اليونيسكو» للحفاظ على ما تبقى من تراث حلب، وعن استعداد روما للتواصل مع جميع الأطراف من اجل صيانة آثار المدينة، وما تبقى منها، حفاظاً كما يقول على «الهوية الوطنية الجامعة».

لا يريد المصدر الايطالي الحديث عن الماضي، في رد منه على أسئلة حول «أخطاء» السلوك الغربي في التعامل مع الازمة السورية، وما وصلت اليه الأمور في سوريا تحديداً. يقول باختصار إن كلمة «إذا» هذه لا تفيد في المراجعة السياسية للمواقف والاحداث. التطلع الايطالي الآن الى الامام. يقول ذلك وهو يشير الى «جنيف 1» وضرورة دعم دي ميستورا في مهمته، مع تحريره من القيود التي تعرقل تقدم المبادرة من أجل تطبيقها بمرونة اكبر.

واذا كان المصدر يرفض اقتصار تقييم الحرب السورية وفق منطق «المتطرفين وغير المتطرفين»، باعتبار انهم على جانبي الصراع، إلا أنه يقر في الوقت ذاته بأن خطأ الاوروبيين ربما في المرحلة الأولى انهم أظهروا نوعاً من اللامبالاة بشأن الحريق السوري، معللاً ذلك باحتمال انهماكهم بالازمات الاقتصادية التي كانت تمر بها دولهم.

والآن، تريد روما، كما غيرها من العواصم الاوروبية، العمل بالتحرك من «القاعدة صعوداً الى القمة». حلب هي النموذج الضروري بالنسبة اليهم. الانشغال بتفاصيل ترتيب التجميد في المدينة يبدأ على الأرض ومن خلال القوى المحلية، صعوداً بما يقود ربما الى تسويات سياسية اكثر شمولاً في المستقبل. ومن أجل إنجاح الخطوة، يقر الايطاليون بضرورة التحدث بصراحة الى رجب طيب اردوغان، الذي من خلال ارتباطه بالعديد من التنظيمات المسلحة في الأرياف الحلبية، وانفتاح حدوده بلا ضوابط امام عمليات التسليح والعبور وغيرها، سيكون عائقاً لا امام التسوية المحتملة في حلب فقط، وانما أيضاً في جعل دمشق تثق بالخطة واصحابها.

يتفق المصدر مع المنطق القائل إن «العراق وسوريا تمثلان جبهة واحدة في الحرب على الإرهاب، اذ لا يمكن الانتصار في إحداهما من دون النجاح في الثانية».

وفي هذا السياق، يقول لـ «السفير» إن «خطة حلب أولاً، يمكن ان تفيد في الحرب على الارهاب وداعش في العراق»، لأنها تعزز مفهوم التعايش والتسوية على الارض، في مقابل منطق التكفير والإبادة الحضارية.

 

إلا أن كل ذلك يظل رهناً بالتفاصيل، وبكل ما تخبئه من شياطين، من شكل تجميد القتال في حلب، ومساحته، واللاعبين على الأرض وولاءاتهم، وطبيعة الإدارة المحلية لشؤون الناس، والجهة التي ستشكل المرجعية لأي سلطة قائمة، واستعداد «الدول الممولة» للمسلحين للقبول بمبدأ عودة العاصمة السورية الثانية كاملة الى سيادة الدولة السورية… والأهم ماذا سيحدث على الأرض من تداعيات بعدما استردّ الجيش السوري مخيم حندرات، آخر معقل للمسلحين، ما يستكمل الطوق العسكري حولها، وحول المسلحين في داخلها، إيذاناً بمرحلة عسكرية حاسمة في المشهد السوري، وسياق سياسي يقرأ في هذه اللحظات بإمعان في «سانت ايجيديو» وروما وبروكسل وأنقرة!

 

ماذا قيل في «حلب أولاً»

الأسد:

ــ مبادرة دي ميستورا جديرة بالدراسة وبمحاولة العمل عليها من أجل بلوغ أهدافها التي تصب في عودة الأمن إلى مدينة حلب.

دي ميستورا:

ــ هل زرتم حمص ورأيتم مستوى الدمار؟… لا نريد أن يحصل ذلك في حلب، المدينة التي ترمز إلى الحضارة والأديان والثقافة السورية والتاريخ.

ــ حلب ليست بعيدة عن احتمال الانهيار، وعلينا أن نقوم بشيء قبل أن يحدث ذلك… (المبادرة) ليست بديلا عن الحل السياسي، لكنها تدفع الأمور في هذا الاتجاه.

ــ التهديد المشترك الذي يمثله مقاتلو داعش على كل فصائل سوريا المتنازعة ربما يساعد على حمل الحكومة والمعارضة المسلحة على عقد اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار.

وليد المعلم: يجب قبول الطرف الآخر التجميد أولا، والسماح بعودة الخدمات، بما فيها المياه والاتصالات والمواد الغذائية، وقيام المجموعات المسلحة بتسليم سلاحها الثقيل، وتسوية أوضاعها، أو خروجها من المدينة لقتال جبهة النصرة وداعش، واستعادة الإدارة المدنية لسلطاتها، ودخول قوات حفظ النظام، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر الطريق الدولي بين حلب ودمشق.

وزير خارجية لوكسمبورغ جون أسلبورن: ليس هناك بالنسبة للمعارضة إلا طريقة واضحة هي متابعة خطة دي ميستورا.

وزيرة خارجية السويد مارغوت والستروم: ندرك أن لدى دي ميستورا خطة معقدة، لكنها الأكثر واقعية. كما أنها الوحيدة التي أمكن الخروج بها. هناك إجمالا دعم كامل لخطته، والجميع يريد المساعدة.

وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني: دعم خطة دي ميستورا أمر حاسم، ليس فقط لأسباب إنسانية وأمنية، بل كرمز لما يمكن أن نفعله وما يجب أن نفعله لإيقاف الحرب في سوريا.

الاتحاد الأوروبي: مستعدون للتعامل مع جميع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية التي لها تأثير في الأطراف السورية، وندعوها إلى استخدام نفوذها بشكل بناء.

وزارة الخارجية الأميركية: نحن بكل تأكيد ندعم وقف إطلاق النار الذي يقدم إغاثة حقيقية للمدنيين السوريين ويتسق مع المبادئ الإنسانية. نحن ندعم أي جهد لإنقاذ حياة الإنسان والذي من شأنه أن يمثل تحولا في نهج نظام الأسد، لكننا نعرف تاريخ نظام الأسد في وقف إطلاق النار. إننا، على أية حال، شاهدنا في بعض المدن مثل حمص، وللأسف، أن العديد من الهدنات المحلية التي تم تحقيقها حتى الآن شكلت بطريقة هي أقرب إلى ترتيبات استسلام بدل ترتيبات وقف إطلاق نار حقيقية ودائمة تتفق مع أفضل الممارسات الإنسانية.

أردوغان: دعوا عين العرب جانباً، إنّ حلب الآن هي المهدّدة، وهي قلب الشمال السوري… أين كان الذين يذرفون الدموع من أجل كوباني (عين العرب)، ويتحدثون عن الانسانية والضمير، عندما قصفت حلب، وحماه وحمص؟

نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد: الادعاء الكاذب حول محبة اردوغان وفرانسوا هولاند لحلب ودموع التماسيح ليست على حلب، بل على إرهابييهم الذين يطاردهم أهلها والجيش العربي السوري، لتحرير المدينة.

 

أبرز بنود «سانت إيجيديو»

في الاتي ابرز البنود التي وردت في نص «النداء من اجل حلب» الذي وجهه مؤسس جماعة «سانت ايجيديو» اندريا ريكاردي في 22 حزيران 2014:

– في تموز من العام 2012، بدأ القتال في المدينة السورية ذات الكثافة السكانية الكبرى، ومع ذلك بقي ما يقارب مليونان من السكان في المدينة، محافظين على الحضور المسيحي والإسلامي المشترك فيها منذ أكثر من ألف عام

– المدينة مقسمة: غالبية الأحياء في يد الدولة، ولكن هناك مناطق تحت سيطرة المجموعات المسلحة… والسكان لا يستطيعون مغادرة المدينة وهم محاصرون من قبل المعارضة، ومن ضمنها أولئك المتشددون والأصوليون المتعطشون للدماء. وبالنسبة إلى المسيحيين، فإن مغادرة المنطقة الخاضعة لسيطرة الدولة، تعني المخاطرة بحياتهم.

– أن حلب هي المدينة المسيحية الثالثة في العالم العربي بعد القاهرة وبيروت: لقد كان فيها 300 ألف مسيحي.

– الحرب رهيبة، والموت يأتي من جميع الاتجاهات: من الأنفاق، والمباني المفخخة. كيف يمكن للناس أن يعيشوا؟ هذه المذبحة مستمرة منذ سنتين: يجب أن تتوقف.

– التدخل الدولي مطلوب من أجل تحرير حلب من هذا الحصار. على الحكومات المعنية تحمّل مسؤولياتها: تركيا من جانب المجموعات المسلحة، وروسيا التي تتمتع بمكانة موثوقة لدى الرئيس السوري بشار الأسد.

– إنقاذ حلب هو أكثر بكثير من انتصار طرف على طرف آخر في الميدان. يجب إنشاء ممرات إنسانية. إيصال المساعدات إلى المدنيين يجب أن يكون أمراً متاحاً.

– يجب أن يحل السلام باسم هؤلاء الذين يعانون لتكريس «حلب مدينة مفتوحة»

 

تراشق بين مندوب سوريا وكل من مندوبي قطر والسعودية

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي» صوتت الجمعية العامة على قرار يدين انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا بأغلبية 127 صوتا مقابل 13 صوتا ضد القرارمن بينها الصين وروسيا وإيران وكوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وزمبابوي بينما صوتت 48 دولة بـ «إمتناع» من بينها عدد من الدول العربية مثل الجزائر والسودان واليمن ولبنان.

وقد هاجم السفير بشار الجعفري، الممثل الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة، كلا من قطر والسعودية اللتين طرحتا مشروع القرار إلى الجمعية العامة حول حالة حقوق الإنسان في الجمهورية العربية السورية.

وقال قبل التصويت على القرار: «في الوقت الذي يطالب فيه ممثلو النظامين السعودي والقطري في قرارهما هذا وتحديدا في الفقرة 24 منه واقتبس «إقامة دولة مدنية ومتعددة في سوريا تشارك فيها المرأة مشاركة كاملة وفعالة، ولا مكان فيها للطائفية أو التمييز، على أساس العرق أو الدين أو اللغة، أو نوع الجنس أو أي أساس آخر.» يصبح السؤال المشروع الذي يطرح نفسه هو، أين تطبيق السعودية وقطر لتلك المطالب المحقة على شعبيهما الرازحين تحت نير مشيخات لم تسمع بشيء اسمه برلمان أو دستور حتى الآن؟».

وفي رده على المندوب السوري، قال السفير السعودي، عبدالله المعلمي: «إن 127 دولة أيدت القرار المطروح أمامهم، الأمر الذي يعد ردا على المندوب السوري الذي يهاجم بلاده»، وأضاف «من الواضح أن لدى زميلنا، مندوب الجمهورية العربية السورية شغفا خاصا بالمملكة العربية السعودية، حيث تحدث عن أوضاعها وأمورها في حين أن الموضوع مدار البحث، هو حالة حقوق الإنسان في الجمهورية العربية السورية، وقد استمر في حديثه عشر دقائق كاملة دون أن يتطرق إلى نقطة واحدة من النقاط التي أثيرت في مشروع القرار حول الاختراقات المتعددة لحقوق الإنسان والامتهان المستمر لكرامة المرأة والطفل والشاب والشيخ في أنحاء سوريا، ذلك الامتهان الذي أدى إلى مقتل أكثر من مئتي ألف انسان وإلى تشريد الملايين من المواطنين السوريين داخل سوريا وخارجها، وإلى تجويع مئات الآلاف، وإلى السجن العشوائي للعديد من المواطنين السوريين في مختلف أنحاء بلادهم، ثم يأتي زميلنا بكل جرأة ليتحدث عن غيره من الدول وعن أوضاعها».

وأسفت الممثلة الدائمة لقطر، السفيرة علياء أحمد بن سيف، للاتهامات التي وجهها المندوب السوري لبلادها، وقالت «إن نتيجة التصويت التي رأيناها للتو على قرار حالة حقوق الإنسان في الجمهورية العربية السورية، التي تفخر دولة قطر بأن تكون إحدى مقدميه الرئيسيين، تعكس مدى القناعة القوية لدى الدول الأعضاء بفداحة الوضع الحقوقي والإنساني في سوريا، وبالأخص فظاعة الجرم المرتكب من قبل النظام السوري تجاه شعبه».

من جهة أخرى اعتمــــدت الجمعـــية العامة قرارا يعبر عن القلق لحالة حقوق الإنسان في إيـــران وقد صـــوت مع القرار 86 دولة بينما صوتت ضده 36 دولة وامتنعت عن التصــويت 61 دولة.

 

وفد هيئة التنسيق السورية المعارضة يبحث فى القاهرة تفعيل الحل السياسى

 

القاهرة – (د ب ا) – وصل إلى القاهرة السبت وفد من هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة قادما من دمشق فى زيارة لمصر تستغرق عدة أيام للقاء عدد من كبار المسؤولين المصريين لتفعيل الحل السياسى للأزمة السورية.

 

وصرحت مصادر مطلعة أن وفد الهيئة الذى يمثل المعارضة السورية فى الداخل سيبحث مع عدد من كبار المسؤولين من بينهم سامح شكرى وزير الخارجية تفعيل الحل السياسى للأزمة السورية وتبادل وجهات النظر بشأن التطورات الأخيرة فى سورية خاصة مواجهة التنظيمات الإرهابية .

 

ويعرض الوفد نتائج لقاءات الهيئة مع عدد من الشخصيات والمسؤولين الدوليين خلال الأيام الماضية فى إطار تفعيل الحل السياسى للأزمة السورية ووقف سفك الدماء فى سورية وفتح مسار سياسى لتحقيق مطالب الشعب السورى ومن بين هذه اللقاءات لقاء وفد الهيئة برئاسة ” حسن عبدالعظيم ” المنسق العام للهيئة وعضوية ” صفوان عكاش” و”أحمد العسراوى “عضوى المكتب التنفيذى مع المبعوث الروسى لشؤون الشرق الأوسط ” ميخائيل بوغدانوف ” نائب وزير خارجية الإتحاد الروسى ولقاء السفير “رمزى عز الدين” نائب المبعوث الأممى إلى سورية بوفد ضم عدد من أعضاء المكتب التنفيذى للهيئة برئاسة ” صفوان عكاش ” و ” أحمد العسراوى ” حيث قام نائب المبعوث الأممى بعرض عناصر خطة” دى مستورا” المبعوث الأممى بخصوص تجميد القتال فى حلب وبهدف إيجاد مخرج من الأزمة التى تعصف بسورية والمحافظة على وحدتها أرضا وشعبا وفى حالة نجاح الخطة سيتم تعميمها على مناطق أخرى فى سوريا.

 

التسريبات الصحافية وراء توقف الوساطة القطرية لإطلاق الجنود اللبنانيين

تنظيم الدولة الاسلامية يهدد بقتل ثلاثة عسكريين محتجزين لديه

الدوحة ـ بيروت «القدس العربي»: هدد تنظيم داعش بقتل 3 جنود لبنانيين يحتجزهم منذ أشهر مع عدد آخر من الجنود وعناصر الشرطة، بحسب ما جاء في تسجيل مصور، فيما أكدت مصادر مطلعة أن التسريبات الصحافية كانت وراء توقف الوساطة القطرية لإطلاق الجنود اللبنانيين.

وظهر في التسجيل المصور الذي تسلمته وكالة الصحافة الفرنسية من وسيط يتولى نقل طلبات الخاطفين إلى الجهات الرسمية اللبنانية ثلاثة مقاتلين في منطقة جرداء، ارتدى اثنان منهم ملابس عسكرية، فيما ارتدى المقاتل الذي توسطهما ملابس سوداء.

وجثا على الأرض أمام المقاتلين ثلاثة ارتدوا بدلات زرقاء وقدموا على أنهم جنود في الجيش اللبناني (محمد يوسف وسيف ذبيان وعلي الحاج حسن).

وتحدث المقاتل الذي ارتدى ملابس سوداء باللغة الفرنسية، واتهم ثلاثة سياسيين لبنانيين هم رئيس الحكومة السابق (سني) سعد الحريري والزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع (مسيحي)، بالمشاركة في تحويل الجيش اللبناني الى «دمية في أيدي حزب الله» الذي يقاتل الى جانب نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وهدد قائلا إن «حياة أو موت» الجنود اللبنانيين الثلاثة الذين وضع المقاتلون سكينا حول رقبة كل منهم «يعتمد على خطوتكم المقبلة».

وتتجه أزمة الجنود اللبنانيين المحتجزين لدى مجموعات سورية مسلحة منذ آب/أغسطس الماضي نحو مزيد من التعقيد، في ظل التراشق الإعلامي بين الأطراف اللبنانية المعنية، نتيجة فشل الجهود التي بُذلت في الفترة الأخيرة لإعادة الجنود إلى عائلاتهم.

وكانت الدوحة أعلنت في الثامن من الشهر الجاري وقف وساطتها لإطلاق العسكريين اللبنانيين بعدما رعت مبادرة لمعالجة الأزمة منذ زيارة رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، وطلبه من المسؤولين القطريين التدخل في ملف الجنود.

وأكدت مصادر موثوقة لـ»القدس العربي» ان «أكثر ما أزعج المفاوض القطري أثناء انهماكه في الاتصالات، نشر معلومات يمكن أن تهدد حياة أشخاص»، مشيرة الى «أن السرية شرط حاسم لأي وساطة جدية، وخصوصاً مثل هذا التحرك الذي يتم في ظروف بالغة التعقيد».

ولاحظت المصادر أن «الوسيط كثيراً ما فوجئ بتفاصيل من المفاوضات السرية منشورة في وسائل الاعلام»، مستنتجة من ذلك أن «هناك من لم يلتزم بشروط التفاوض وأهمها السرية الكاملة».

يذكر أن جبهة النصرة تحتجز 17 عسكريا لبنانيا، في حين يحتجز تنظيم الدولة الإسلامية سبعة آخرين منذ المعارك التي خاضها ضد الجيش اللبناني أوائل آب/ أغسطس الماضي في بلدة عرسال اللبنانية الحدودية المحاذية لمنطقة القلمون السورية.

وعرجت المصادر على موضوع التفاوض، مشيرة الى أن مثل هذه المفاوضات «أخذ وعطاء»، وأن الطرف اللبناني لديه جنود تحتجزهم الجماعات المسلحة التي تعطي أولوية لمعتقليها في لبنان وسوريا، مثلما تعطي السلطات اللبنانية أولوية لجنودها المحتجزين. ويرى مراقبون مهتمون بالملف أن مبادرة من بيروت بقبول إطلاق معتقلين من جبهة النصرة السورية المعارضة في سجن رومية اللبناني كانت ستدفع بالوساطة إلى الأمام.

يذكر أن الإعلان القطري جاء بعد وقت قصير من إعلان جبهة النصرة إعدام الجندي اللبناني علي البزال.

ورأت الدوحة ان الجو لم يعد مواتيا للتفاوض في ظل التهديدات بقتل الجنود من جهة، وعدم تجاوب بيروت مع أي من مطالبات الجماعات المسلحة بإطلاق معتقليها من جهة أخرى. وزاد الأمر تعقيداً كثرة التسريبات والتجاذبات على الساحة اللبنانية.

وأعربت وزارة الخارجية القطرية- في بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية- في الثامن من الشهر الجاري عن أسفها البالغ لمقتل الجندي اللبناني.

وأوضح البيان أن جهود الوساطة التي بذلتها قطر جاءت لأسباب إنسانية بعدما طلب لبنان وساطة قطرية. وأضاف البيان أن قرار عدم إمكانية الاستمرار جاء نتيجة لفشل الجهود التي بذلت في الأشهر القليلة الماضية.

وأطلقت هيئة العلماء المسلمين في لبنان مبادرة جديدة لاستئناف الجهود الرامية للإفراج عن العسكريين اللبنانيين بعد إعلان توقف الوساطة القطرية.

ونقلت «الجزيرة نت» عن المتحدث باسم أهالي العسكريين اللبنانيين الشيخ عمر حيدر، لدى إعلان وقف الوساطة، قوله إن هذه الخطوة كانت متوقعة بسبب عدم تجاوب الحكومة مع مطالب المسلحين، ولعدم التزام المسلحين بجميع التعهدات التي قطعوها.

وشكر حيدر قطر على مبادرتها التي أسهمت في حقن دماء العسكريين. وشدد على أن الحل لا يزال ضمن بنود المبادرة التي أطلقها مبعوثها، وعلى رأسها قبول الحكومة اللبنانية مبدأ المقايضة الذي يشكل العقبة الأساسية.

 

توقيف خلية من حزب البعث تخطف في البقاع معارضين للأسد

«داعش» يقترب من حدود عرسال… واشتباه بـ4 سوريين أحرقوا شجرة الميلاد في صيدا

بيروت – «القدس العربي» ـ من سعد الياس: يبدو أن واقعاً جديداً بدأ يرتسم في الجرود بين عرسال ورأس بعلبك بعد اشتباكات دارت بين مجموعات من «الجيش السوري الحر» ومسلحي «داعش» في وادي ميرا قبل أيام بين عرسال ورأس بعلبك، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 مسلحاً بينهم أحد قادة «الجيش الحر» في المنطقة. وقد أثّر هذا الوضع في الجرود على تحركات أهالي عرسال مع حديث عن اقتراب مسلحي داعش من الحدود.

أما في الداخل، فقد أوقفت شعبة «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي إحدى خلايا النظام السوري في البقاع الغربي بعد مداهمة أماكن وجود عناصرها بعمليات مباغتة ومتزامنة في عدد من مناطق البقاع. وهذه الخلية تضم مجموعة من عناصر «حزب البعث» برئاسة مسؤول الحزب في البقاع الغربي ماجد منصور، وكانت تقوم بعمليات خطف منظّمة لمواطنين سوريين معارضين لنظام بشار الأسد وتهريبهم لاحقاً إلى سوريا حيث يتم تسليمهم إلى النظام. وبحسب معلومات فإن آخر ضحايا هذه «الخلية البعثية» كان السوري محمد أحمد النعماني الذي جرى خطفه منذ نحو ستة أيام من إحدى مناطق البقاع الغربي.

وقد أسفرت العملية الأمنية عن توقيف أشقاء محمد منصور بالإضافة إلى السوري محمود حسن الملقّب بـ «محمود صبحة»، فضلاً عن ضبط أسلحة حربية في المنزل، في وقت جرى توقيف عناصر آخرين من مجموعته في مناطق أخرى، ليبلغ عدد الموقوفين المتورطين في خلية خطف السوريين المعارضين سبعة، فيما تقوم الوحدات الأمنية بتعقب وملاحقة 3 آخرين لا يزالون فارين.

وفي صيدا، تمكنت فرق الإطفاء من إخماد حريق أشعله مجهولون في شجرة الميلاد التي نصبتها بلدية صيدا عند تقاطع ايليا وسط المدينة .واستطاعت فرق الإطفاء إخماد الحريق قبل ان يمتد إلى كامل الشجرة .

وأعلن رئيس بلدية صيدا محمد السعودي خلال تفقده للحريق «هذا عمل مستهجن من أيد جبانة الغرض منه محاولة إشعال الفتنة ولن تنجح، لأن صيدا بلد العيش المشترك وستبقى نموذج العيش المشترك».

وأضاف «أطمئن كل الأطراف مسلمين ومسيحيين بأن صيدا ستبقى على ثوابتها، نحن أولاد بلد واحدة وستظل صيدا حاضنة للجميع»، داعياً «الأجهزة الأمنية لكشف الفاعلين حتى نبيّن للناس أن هذا العمل جبان والمقصود منه الفتنة «.

وكان السعودي لفت إلى «توقيف 4 سوريين دون 20 سنة يشتبه بعلاقتهم بإحراق شجرة الميلاد».

 

مخاوف من إعدام «داعش» للمئات في قرية تحت سيطرته

أمين الناتو السابق يقترح تقسيم سوريا وإقناع الأسد بالتخلي عن الحكم

■ عواصم ـ وكالات: ترددت أنباء حول مخاوف تتعلق بمقتل ما لا يقل عن ألف شخص بالرصاص في بلدة سورية تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بعد يوم واحد من إفادة ناشطين بالعثور على جثث 230 شخصا في مقبرة جماعية بالقرية يعتقد أنهم لقوا حتفهم على يد الميليشيات المتشددة.

وقال المرصد السوري امس الجمعة «لا يزال هناك ألف شخص في عداد المفقودين من عشيرة شويتات، ونعتقد أنه تم اعدامهم جميعا على يد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية عندما دخلوا بلدة الكشكية في إقليم دير الزور شرقي البلاد الصيف الماضي».

يذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في دولتي سورية والعراق، وهو ما دفع إلى شن حملة جوية ضده بقيادة الولايات المتحدة.

وفي شمال سوريا، قال ناشطون إن قوات النظام تقدمت الخميس نحو تلة استراتيجية يسيطر عليها المسلحون في محافظة حلب.

وحذر محللون من أن سقوط حلب الشرقية سيكون بمثابة ضربة حاسمة لقوات المعارضة السورية التي تتعرض خطوط امداداتهم الرئيسية أيضا لضغط من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق القريبة من الحدود التركية.

من جهة أخرى قال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو أمس الجمعة إن تركيا قد تبدأ تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين قبل آذار/مارس.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت في أكتوبر/ تشرين الأول ان تركيا وافقت على دعم هذا البرنامج وهو جزء جوهري من استراتيجية الرئيس باراك أوباما في سوريا لإعداد قوات محلية لمواجهة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ودحرهم في نهاية المطاف.

الى ذلك أكد الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، ضرورة أن يجد المجتمع الدولي حلا للأزمة في سوريا، على غرار النموذج البوسني.

جاء ذلك في كلمته الافتتاحية، امس الجمعة، لندوة « السلام في الشرق الأوسط، اللاعبون، المشاكل وسبل الحل»، التي نظمتها جامعة «حسن قليونجي»، في ولاية غازي عنتاب التركية الحدودية مع سوريا، حيث أردف راسموسن «ينبغي تقاسم البلاد في إطار التوزعات الإثنية والدينية، عبر اقناع الأسد بمغادرة السلطة»، مؤكدا في الوقت ذاته، أن هذه الصيغة ليست الحل الأمثل، إذ تعد الخلافات الدينية والإثنية في سوريا، أعمق من البلقان، على حد تعبيره.

ولفت راسموسن إلى ضرورة إجراء إصلاح شامل في الشرق الأوسط، من أجل تكوين مجتمعات تتمتع بالحرية والعدالة، مشيدا بتجربة تركيا التي وصفها ببطلة الاصلاحات. ونوّه إلى أن تركيا تعد ديمقراطية كبيرة، تتوفر فيها الحريات والحقوق الأساسية، وتشهد رفاها متزايدا، وأكد على أهمية تطوير العلاقات بينها وبين الاتحاد الأوروبي.

وقبيل الكلمات الافتتاحية، قدم عازف البيانو السوري الشاب، تامبي أسعد، الحاصل على الجنسية التركية مؤخرا، حفلة قصيرة حملت عنوان « رسالة سلام».

يذكر أن اتفاقية دايتون للسلام، التي تم التوصل إليها في مدينة دايتون الأمريكية في تشرين الثاني/نوفمبر 1995، أنهت الصراع المسلح الذي دار في البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995، ونجم عن الاتفاقية تقسيم البوسنة والهرسك إلى جزأين متساويين نسبيا، هما فيدرالية البوسنة والهرسك وجمهورية صرب البوسنة.

 

«جبهة النصرة» استولت على عشرات الدبابات وناقلات الجند في ادلب وتركيا: تدريب مقاتلي المعارضة السورية قد يبدأ قبل مارس

بيروت ـ أ ف ب: استولت جبهة النصرة وكتائب إسلامية أخرى تقاتل إلى جانبها على عشرات الدبابات وناقلات الجنود لدى سيطرتها قبل أيام على معسكرين للقوات النظامية في إدلب، في شمال غربي سوريا، بحسب ما أفاد الجمعة المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بريد إلكتروني ان «جبهة النصرة وفصائل إسلامية استولت على نحو 35 دبابة و20 ناقلة جند محملة بالذخيرة، وما لا يقل عن 1500 قذيفة دبابة، أثناء سيطرتها على معسكري وادي الضيف والحامدية» في محافظة إدلب. وسيطرت جبهة النصرة ومجموعات إسلامية مسلحة متحالفة معها خلال ساعات الاثنين على هذين المعسكرين الاستراتيجيين في ريف إدلب. ويقع معسكر وادي الضيف شرق مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي استولى عليها مقاتلو المعارضة في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2012، بينما يقع الحامدية المحاذي لقرية الحامدية جنوب المدينة على طريق دمشق – حلب.

وتسبب سقوط معرة النعمان بقطع طريق أساسي للإمداد بين دمشق وحلب (شمال) على القوات النظامية. ومنذ ذلك الوقت، حاولت القوات النظامية مرارا استعادة المدينة، فيما سعت مجموعات من المعارضة المسلحة على مدى عامين إلى إسقاط المعسكرين، من دون ان تنجح في ذلك.

ويرى خبراء ان سقوط المعسكرين سيجعل من الصعب على القوات النظامية استعادة معرة النعمان والتقدم نحو الشمال السوري من وسط البلاد وتحديدا حماة، بينما ستفسح السيطرة عليهما الطريق أمام جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، لتوسيع نفوذها في هذه المنطقة التي تفرض سيطرتها عليها تدريجيا منذ أسابيع.

كما ان خسارة المعسكرين الاستراتيجيين قد تعبد الطريق وفقا للخبراء أمام جبهة النصرة وكتائب إسلامية أخرى متحالفة معها للتقدم نحو مدينة إدلب، وهي المدينة الوحيدة المتبقية تحت سيطرة النظام في هذه المحافظة، أو حتى حماة جنوبا.

من جهة أخرى قال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو أمس الجمعة إن تركيا قد تبدأ تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين قبل آذار/مارس.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت في أكتوبر/ تشرين الأول ان تركيا وافقت على دعم هذا البرنامج وهو جزء جوهري من استراتيجية الرئيس باراك أوباما في سوريا لإعداد قوات محلية لمواجهة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ودحرهم في نهاية المطاف.

 

الجولان:مجدل شمس تودع ابنها الذي قضى في سجون الأسد

المدن – عرب وعالم

أقيم في بلدة مجدل شمس، في الجولان السوري المحتل، حفل تأبين كبير للمعالج الفيزيائي، عماد علي أبو صالح، الذي قضى تحت التعذيب في سجون النظام السوري في دمشق، إذ تلقت عائلته المقيمة في مدينة جرمانا بريف دمشق، نبأ مقتله من السلطات السورية بشكل رسمي.

أبو صالح، المولود في مجدل شمس عام 1964، نزح إلى سوريا برفقة عائلته إبان احتلال الجولان عام 67، ولديه طفلان، كان قد اعتقل في مدينة جرمانا أواخر شهر حزيران/يونيو 2013، ومن المفترض أنه قضى عاماً ونصف العام في المعتقل قبل أن يتم إخطار ذويه بنبأ وفاته، إلا أن ناشطين أكدوا أن الوفاة حدثت قبل موعد كشف النظام السوري عنها بفترة طويلة، وأن النظام يعمد إلى تأخير الإعلان عن المعتقلين الذين يقتلون في سجونه تحت التعذيب، والذي يدل على ذلك هو عدم وجود جثامين لهم عندما يتم تبليغ ذويهم، وهذا ما حصل مع أبو صالح.

أحد أصدقاء أبو صالح، ممن عملوا معه في جرمانا في مجال إغاثة النازحين، قال لـ”المدن” إن عماد أبو صالح اعتقل من قبل فرع الأمن العسكري بسبب نشاطه الذي تمثل بمساعدته للنازحين الذين قصدوا جرمانا من مناطق مختلفة من الريف الدمشقي، وأشار إلى أن زوجته أيضاً تعرضت للاعتقال بعد فترة من احتجاز الفرع لأبو صالح، وكان ذلك بهدف الضغط عليه، إذ عمد المحققون إلى تهديد أبو صالح بإيذاء زوجته لانتزاع الاعترافات منه، قبل أن يتم الإفراج عنها لاحقاً.

إلى ذلك، بثّ موقع “جولاني”، الجمعة، صوراً لحفل التأبين الذي أقيم في مسقط رأس أبو صالح، في مجدل شمس، وهي المرة الأولى التي تشهد فيها البلدة الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي مناسبة كهذه منذ انطلاق الثورة السورية. ونقل الموقع عن أحد أقرباء أبو صالح، ويدعى فوزي أبو صالح، قوله “يختلط الخوف بالمرارة، ويختلط الحزن بالمرارة، لكن لا بد من الاعتراف بأن عماد استشهد دفاعاً عن رأيه، عن موقفه وعن كرامته. مارس عملاً اعتقد أنه واجب عليه اتجاه محيطه واتجاه مساعدة الناس في محنتهم قدر استطاعته، عله يخفف معاناتهم.. وقضى دفاعاً عن هذا الموقف”. وختم قائلاً في كلمة ألقاها في حفل التأبين “إذا كان الليل طويلاً، فمهما طال لا بد للظلام أن ينجلي. وإذا كنا الآن لانميز بصيص ضوء إلا بصعوبة، فإننا على ثقة بأن الفجر لا بد آتٍ، حيث يستطيع الناس العيش في وطن تتوفر لهم فيه الحرية والكرامة”.

يشار إلى أن بلدة مجدل شمس، كانت ترافق التظاهرات التي تخرج في سوريا خلال العامين الأولين من الثورة السورية باعتصامات، واظب نشطاء البلدة على إقامتها كل جمعة، إلى جانب إرسال مساعدات إغاثية إلى النازحين في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، ونشاطات عديدة أخرى كانت تنتهي عند السياج الفاصل بين وطنهم وأرضهم المحتلة.

 

عرسال قلقة: “داعش” على الأبواب

محمود الحجيري

عرسال تحتضن أكثر من 80 ألف نازح سوريّ. هذا الرقم الذي قارب أكثر من مرة المئة ألف وتحديداً بعد معركة يبرود. أهالي البلدة رحبوا بأخوانهم السوريين. الأحداث توالت. معركة القلمون كانت المفصل. في تلك الجرود الواسعة، صار المسلحون يسرحون ويمرحون كما يحلو لهم. اعتبروا أن على الجميع طاعتهم. وهكذا، بدأت الأمور تتجه من سيّء إلى أسوأ

بعد معركة القلمون التي استطاع فيها النظام السوري مدعوماً من قوات النخبة من “حزب الله” فرض سيطرته على العديد من البلدات والقرى واخراج اهلها منها بالاضافة الى المسلحين، كانت وجهتهم عرسال وجرودها، وقد دخلت البلدة مرحلة الاكتظاظ السكاني العارم حيث سجل 120 الف نازح في بلدة لا يسكنها اكثر من 25 الف، وفي هذه المرحلة سجل انشاء قواعد ومراكز تجمعات للمسلحين في جرود عرسال وحددت مناطق عسكرية ممنوع الاقتراب منها ومنع العديد من أصحاب البساتين من الوصول الى أراضيهم وبدأت تعديات المسلحين وتشبيحهم يطالان ابناء عرسال وقرى الجوار من قصف وخطف مقابل فدية.

أواخر حزيران من العام 2014 كان نقطة تحول مهمة وخطيرة في العلاقة بين اهل عرسال والمسلحين حين اقدموا على قتل الشاب محمد عز الدين بدون سبب واضح. قيل في حينه أنه شتم الذات الالهية وبعد ذلك بأقل من شهر دخلوا بوضح النهار وقتلوا والد هذا الشاب وهو يصلي في بيته، فشعر الأهالي بالخطر الداهم وخاصة بعد تعرض فتيات للإهانة والشتائم بسبب ارتدائهن بنطلون الجينز.

أتت معركة عرسال بين المجموعات المسلحة السورية والجيش اللبناني بعد احتلالهم للبلدة لتضع النقاط على الحروف، وتظهر حقيقة الواقع المر الذي يمر به أهالي عرسال مع شعورهم بخيبة الأمل لما لاقوه من افعال مقابل احتضانهم ودعمهم للثورة في سوريا، وخلال المعركة نزح القسم الاكبر من أهالي هذه البلدة لأنهم لا يريدون ان يكونوا تحت سلطة هذه المجموعات، وخلال المعركة أيضا وما بعدها خرجت فئة قليلة في عرسال تروج لأخلاقيات “جبهة النصرة” وأميرها ابو مالك التلي مع اختلاق روايات لاثبات ذلك مقابل همجية ورعونة المجموعات الاخرى وخاصة داعش.

انتهت المعركة، وبعدها فرض الجيش اللبناني سيطرته على التلال المحيطة بعرسال، فأصبحت المناطق الجردية الخارجة عن سلطة الجيش مرتعاً لهذه المجموعات تمارس فيها تعدياتها على ابناء هذه البلدة وممتلكاتهم والتهمة جاهزة: مواطن لبناني عميل ومتعامل مع الدولة اللبنانية. والتهمة الاصعب: عميل لـ”حزب الله”. لهذا السبب فقد غادر العديد من ابناء عرسال بلدتهم واعمالهم مع عائلاتهم خوفا من ارهاب هذه العصابات، وتحاول هذه المجموعات فرض سلطتها وشرائعها في اماكن تواجدها.

اليوم، يُسمع على ألسن أبناء هذه البلدة أن هذا مسموح وهذا ممنوع في “إمارة وادي حميد”، على سبيل التهكم والسخرية، وهذا الوادي عبارة عن منطقة صناعية تضم العديد من المؤسسات والمصالح، وقد حدث العديد من حالات التسلل الى داخل عرسال والتعدي على بعض الاهالي وتنفيذ عمليات خطف طالت العديد من المواطنيين ومنهم من خارج عرسال وهذا أحرج ابناء هذه البلدة ووضعهم في موقع المسؤولية مما دفع بلدية عرسال الى تجنيد العشرات من اجل حفظ الامن والمراقبة في ظل غياب الاجهزة الأمنية من داخل عرسال، ووصلت الأمور بهذه المجموعات الى تهديد الشيخ مصطفى الحجيري “ابو طاقية” بالقتل وهو المتهم من قبل الاجهزة الامنية والاعلام بدعمهم والتعامل معهم.

الأمور إلى أسوأ في البلدة. عرسال خارجة عن كل منطق. هي اليوم تحت رحمة جماعات تمتهن القتل. يسمع الأهالي الكثير من الأخبار. واقع ما يحصل في الجرود يُقلقهم. الدولة الإسلامية قرّرت أن تسيطر على القلمون. هذا الخبر وحده يجعل الأهالي في قلق وترقب. قيادة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) استقدمت قيادات جديدة لهذا التنظيم من خارج المنطقة وبدأت مشروع توحيد البندقية المتطرفة و”الجهادية” تحت راية هذا التنظيم بالوسائل المتاحة ان كانت ترهيبا او ترغيبا وصولا الى المعارك والتصفية الجسدية.

عليه، يعيش أبناء عرسال وقرى الجوار(راس بعلبك، القاع) حالة من الترقب والخوف والشائعات بانتظار الأيام القادمة وما تحمله من تطورات ومفاجآت، في ظل ما يعرف عن هذا التنظيم من شراسة ودموية، وراجت شائعات كثيرة في الأيام القليلة الماضية عن احتمال شن داعش هجمات على عرسال ورأس بعلبك خلال اعياد الميلاد ورأس السنة، وهذه الشائعات تثير البلبلة والريبة بين المواطنين.

بالرغم من انتشار الجيش وتدعيم مواقعه، تبقى عرسال على فوهة بركان قابل للانفجار في اية لحظة، فهي في مشهدها الراهن اشبه بثكنة عسكرية مطوقة من كل الجهات، وفي جرودها من الشرق شبح داعش ومن الغرب نار حزب الله وبيئته الحاضنة، وابناء هذه البلدة وحياتهم وممتلكاتهم ضحية حتى إشعار اخر.

 

فورين بوليسي”: خطة جديدة لانقاذ نظام الاسد

المدن – عرب وعالم

نشرت “فورين بوليسي”، الخميس، مقالاً لمحرر الشرق الأوسط في الصحيفة دافيد كينير، بعنوان “إعادة كتابة الحرب السورية”، ويتناول فيه تحليلاً لتقرير غير منشور ومؤثر للصحافي السابق نير روزين، الباحث مع مركز “الحوار الإنساني HD Centre”، ويدعو فيه إلى إعادة النظر بشكل جذري بمفاهيم تحقيق السلام في الحرب السورية.

وكان المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستفان دي ميستورا قد اعتمد في مقاربته للحل في سوريا، على خطة قدمها مركز الحوار الإنساني، بغرض تجميد القتال.

 

تقرير روزين، المكون من 55 صفحة، يتضمن تحليله الخاص، واستشهادات خاصة من مسؤولين سوريين حول رؤيتهم للنزاع. في التقرير، يجادل روزين، بأن المعارضة المسلحة أصبحت وبشكل ميؤوس منه، متطرفة، بينما يدعي بأن نظام الأسد هو غير طائفي بطبيعته. وأن الطريق الوحيد للخروج من هذا الصراع، عبر وساطة الأمم المتحدة “ايقاف محلي لإطلاق النار” بين المعارضة المسلحة والنظام، والتي من شأنها تمهيد الطريق لحقن الدماء، وانبعاث المؤسسات المحلية، ولو كانت على حساب التخلي عن الجهود الرامية للإطاحة ببشار الأسد، في المستقبل القريب.

 

التقرير جاء نتيجة مقابلات أجراها روزين مع مسؤولين أميركيين ومحللين في واشنطن، وكان محاولة للإجابة على أسئلة طرحت عليه خلال هذه المناقشات. وعندما انتهى من إعداده، أرسله إلى المسؤولين في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، ومن ضمنهم المسؤول في المجلس روبرت مالي، حيث تمّ توزيعه على المجموعات المتخصصة بالسياسة السورية. في حين أنتج مركز الحوار الإنساني، نسخة من 11 صفحة من التقرير، تضمنت العروض السياسية نفسها، وحذفت منها استشهادات المسؤولين السوريين والعديد من التوصيفات الشاملة لطبيعة النظام والمعارضة المسلحة.

 

مع صراع الولايات المتحدة للدفاع عن مقاربتها تجاه سوريا، فإن الدعوة لوقف محلي لإطلاق النار قد تجد دعماً في البيت الأبيض. في الشهر الماضي، إدارة أوباما، بدأت مراجعة لرؤيتها السياسية في سوريا، بحيث تصب جهودها في قتال الدولة الإسلامية في استراتيجية أشمل للبلد. ولكن بينما أشار وزير الخارجية جون كيري إلى العلاقة بين الدولة الإسلامية والنظام السوري، ووصفها بالـ”تعايشية”، رفض أوباما بشكل متكرر اتخاذ أفعال تجبر الأسد للتخلي عن السلطة. وحين سئل في 16 تشرين ثاني/نوفمبر إذا كانت الولايات المتحدة تناقش بفاعلية طرق إزاحة الأسد كجزء من العملية الانتقالية السياسية، أجاب أوباما ببساطة: لا.

 

ورقة روزين، تمثل فقط رؤيته وليست الموقف الرسمي لمركز الحوار الإنساني. مع ذلك، استخدمت عبارات مثل: “نحن نسأل”، في إشارة إلى روزين ومنظمته، وتعرض خدمات المركز كمسهل للتواصل في كل الجوانب، وتلاحظ أن المنظمة يمكنها الوصول إلى الجميع؛ من مسؤولي نظام الأسد الكبار، إلى الضباط المنشقين، إلى قادة جبهة النصرة. وتضيف أن مركز الحوار لعب دوراً في تسهيل وقف إطلاق النار في حمص، و”ساهمت في إقناع النظام بأهمية هذه الصفقة”.

 

ورقة روزين هي أكثر من نصيحة سياسية “من خارج الصندوق”، فهي تمثل جهداً لتغيير الإفتراضات الغربية حول طبيعة الصراع السوري، والمواقف في كلا الطرفين، بشكل جذري.

 

روزين الذي أمضى وقتاً أطول من أي باحث آخر في مقابلة المسؤولين السوريين والموالين، يحاول إعادة تأهيل صورة النظام. فقد كتب: “بينما الدولة السورية لم تكن الأكثر جاذبية قبل انتفاضة العام 2011، فإن النظام السوري، أيضاً، لم يكن أسوأ نظام في المنطقة”. فـ”لديه نظام قوي للتعليم، وللرعاية الصحية وللشؤون الإجتماعية، وبالمقارنة مع بقية الحكومات العربية فإن النظام تقدمي وعلماني..لديه بنية تحتية صلبة وخدمات مدنية فعالة”.

 

مثل هذا التوصيف، هو على نقيض بشكل كبير مع تقدير معظم الموظفين الأميركيين والمحللين المستقلين. ففي السنين التي سبقت الانتفاضة، اتهم نظام الأسد بتنظيم حملة إرهابية في لبنان ضد مناوئيه، وبنى منشآة طاقة نووية سرية بمساعدة من كوريا الشمالية، وسهل انتقال الجهاديين إلى العراق لمقاتلة الغزو الأميركي، هذا عدا قمعه للمعارضة في الداخل.

 

جادل روزين أيضاً ضد الافتراض القائل بأن الاسد يرأس نظام هيمنة قائم على العلويين. كتب روزين: “معظم مسؤولي النظام من السنة، معظم مواليه من السنة، والكثير، إذا لم يكن معظم جنوده من السنة”. أو “النظام قد يكون وحشياً، سلطوياً، فاسداً وأي شيء آخر، ولكن لا يجب أن يرى على أنه طائفي”.

 

الطائفية غير موجودة في سوريا، جادل روزين، بل هي موجودة في المقام الأول، لدى مناهضي الأسد. وحشية النظام تجاه المعارضة السنية، كما كتب: “قامت نتيجة الخوف من طائفية السنة أكثر منها كنتيجة لطائفية النظام”.

 

لهذا السبب، يناقش روزين، بأن الحكمة التقليدية التي كرسها نظام الأسد، بأن قمع الأغلبية السنية ينطوي على عيوب قاتلة: “من الأكثر دقة رؤيته كنظام علماني متشدد يحكم سكاناً طائفيين، بحراسة امبراطورية علوية”.

 

على الجانب الآخر من الانقسام السوري، يقول روزين بإن كل المعارضة المسلحة المناهضة للأسد هي مكرسة لهيمنة السنة في سوريا، وليس لأي نوع من المستقبل العلماني الديمقراطي للبلاد. فلا يوجد مقاتلون معتدلون رفعوا سلاحهم منذ بداية الانتفاضة ليدافعوا عن أنفسهم؛ بل قاموا بذلك “انطلاقاً من الحماس الديني أو التطرف السياسي”.

 

قادة الثوار المدعومين أميركياً هم “أمراء حرب” أو تجار. وما يدعى ب”ثوار معتدلين” بحسب روزين، “يفضلون حكماً إسلامياً. هم ضد الليبرالية. نظرتهم للمرأة، العلمانية، الديمقراطية، غير السنة، وأي شيء آخر هي محافظة بعمق وغالباً سلفية. وهم متورطون في خروق خطيرة لحقوق الإنسان، أو جرائم الحرب”.

 

جاء تقرير روزين في وقت، تبدو فيه المعارضة المدعومة أميركياً في أضعف أحوالها منذ سنين. جبهة النصرة استأصلت كتائب متحالفة مع الجيش الحر في شمال إدلب، الشهر الماضي، مستولية على بعض آخر المناطق المسيطر عليها من حلفاء الولايات المتحدة في البلد. في الوقت نفسه، نظام الأسد يستمر في تقدمه إلى مناطق سيطرة الثوار في حلب، بينما الجهاديون والمعارضة المسلحة المعتدلة يتقاتلون مع بعضهم.

 

مفاوضات الوقف المحلي لإطلاق النار، في مناطق سورية عديدة، كما يقترح روزين، قد تمثل خطة لوقف تنامي التطرف وأملاً في تغيير سياسي. ومن خلال نظرة الأمم المتحدة ومركز الحوار الإنساني، يدعو روزين لنشر وقف اطلاق النار لتمهيد الطريق لوقف تصعيد العنف، وهزيمة المجموعات الجهادية مثل الدولة الإسلامية، ولامركزية السلطة التي ستنتج تغييراً سياسياً في سوريا. قضية رحيل الأسد، يمكن فقط تناولها في وقت لاحق، على الأقل بعد خمس سنوات.

 

روزين لا يطلب الكثير من الولايات المتحدة بخصوص هذه الخطة: فهو يعترف بأن إعادة العلاقات مع نظام الأسد في هذه المرحلة مستحيل سياسياً، ويطلب فقط أن تعلن واشنطن تصريحاً ايجابياً عن وقف اطلاق النار لاقناع الضباط المتصلبين ليتلاقوا مع الخطة. بلدان أخرى مثل النرويج أو ألمانيا، بامكانها أخذ خطوات في دعم وقف اطلاق النار.

 

يقترح روزين:”مثل هذا الاتفاق، لا يعرض وعداً يريده البعض بأن يلاقي بشار نهايته في لاهاي مثل ميلوزوفيتش أو على المشنقة مثل صدام”. “ولكنه يحفظ الأرواح، يمنع تهجيراً سكانياً أوسع، ويطور تهدئة وخفضاً تدريجياً للنزاع، وهذا أفضل ما يتوقعه المرء”.

 

السوريون أغلبية بين اللاجئين في ألمانيا

رجال شرطة يقدمون لهم طعامًا من مالهم الخاص

صلاح سليمان

المزيد من اللاجئين يتفقدون على المانيا

يتقاطر اللاجئون على ألمانيا من كل حدب وصوب، فيواجهون مشكلة مكان السكن، إلا أنهم يلقون معاملة حسنة جدًا، حتى أن بعض رجال الشرطة يشترون لهم الطعام من مالهم الخاص.

ميونيخ: تعتبر محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ نقطة التقاء يفد إليها اللاجئون بالقطارات من إيطاليا والنمسا وتشيكيا ودول أخرى. نقطة الشرطة في المحطة تكتظ باللاجئين من جنسيات مختلفة، وأمام مدخلها يبدو الوضع فوضويًا.

أعداد كبيرة من اللاجئين تفترش الأرض، بينما يقوم شرطي بتوزيع لفائف تحتوي علي طعام وحفاضات للأطفال. فهي تعتبر أهم الأشياء المطلوبة من قبل اللاجئين.

من مالهم الخاص

يمنح كل لاجئ علي الفور 250 يورو من صندوق التبرعات في نقطة الشرطة، وهي مبادرة خاصة تبناها قائد النقطة، ليتمكن اللاجئون من شراء ما يلزمهم من طعام بعيدًا عن الإجراءات البيروقراطية المعقدة.

يقول ارنولد ميترر، الشرطي في المحطة: “لدينا عمل كثير هنا، فنحن نستقبل يوميا حوالى 100 لاجئ، 20% منهم من صغار السن، تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 18 سنة، يصلون في حالة إعياء شديد بسبب معاناة السفر وعدم حصولهم على الطعام الكافي، فنقوم بالاشتراك مع موظفي شؤون اللاجئين بشراء الطعام والحلويات لهم من نقودنا الخاصة، وفي الأسابيع الخمسة الماضية استقبلنا 3000 لاجئ”.

زيادة لا تتوقف

في بافاريا، وصل عدد اللاجئين منذ بداية هذا العام وحتي شهر تشرين الأول (أكتوبر) 17 ألف لاجئ، ومن المتوقع أن يصل العدد بحلول نهاية السنة إلى 21 ألفًا، وهو أمر لم يحدث منذ العام 2006 عندما سجلت الولاية آنذاك رقما قياسيا بوصول 3000 لاجئ فقط إلى أراضيها.

أمام هذه الزيادة غير المتوقعة، تسود في الولاية حالة من الارتباك والتخبط. فتلك الزيادة يرافقها نقص حاد في عدد الموظفين، ووحدات السكن المفروض تخصيصها للاجئين، لهذا ينتقد الصحفي البافاري ميشائيل كوبيتزا في مقالاته بجريدة (تي.تست) المحلية تباطؤ الحكومة البافارية، وسلبيتها في محاولة إيجاد حل لهذه المشكلة، ويتساءل عن كيفية استقبال لبنان على سبيل المثال 800 ألف لاجئ، فيما فشلت بافاريا في زيادة أعداد اللاجئين فيها إلى بضعة آلاف رغم تقاربها في المساحة وعدد السكان مع لبنان.

بين الرفض والقبول

عدد مراكز اللجوء التي تستقبل اللاجئين في ميونيخ هي 20 مركزًا، لكنها أمام تزايد أعداد اللاجئين في الآونة الأخيرة لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة، في وقت لا تحرك فيه الحكومة البافارية ساكنًا، وتقف الأحزاب السياسية مواقف متباينة.

في الوقت الذي قرر فيه زيجريد ميرهوفر، عمدة مدينة جارمش الواقعة في جنوب بافاريا من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، تحويل مقر مهجور للقوات الأميركية في المدينة إلى معسكر لاستقبال لاجئين جدد، يرفض جيرهارد شنيدر، عمدة مدينة هيمل كرون من الحزب الاجتماعي المسيحي البافاري الذي يتبني مواقف متشدده تجاه المهاجرين، فكرة تحويل فندق مهجور إلى مركز لجوء يستوعب 180 فردًا، متعللًا بأن العدد كبير والفندق المهجور يقع في المنطقة الصناعية ولا يمكن تحويلة إلى سكن اجتماعي.

أكثرهم سوريون

تقع معسكرات اللجوء في ميونيخ في أماكن مهجورة، وهي عبارة عن صالات قديمة ومواقف سيارات ومبان سكك حديد. عيون اللاجئين زائغه، ولا أحد يفهم أحد فالثقافات متعددة، والجنسيات مختلفة، واللغات متباينة، وأغلبهم يعانون من مشاكل نفسية جراء ما تعرضوا له أثناء رحلة الهروب.

السوريون هم النسبة الغالبة في المعسكر. ووفق مكتب شؤون اللاجئين في ميونيخ، فهم بالفعل أكثر جنسية عربية تطلب حق اللجوء في ميونيخ. يبلغ عدد المسجلين رسميا حتى الآن 5276 سوريًا، يليهم 4561 عراقي.

تقول فتاة سورية تعيش في المعسكر إنها سعيدة لأنها لم تعد تسمع أزيز الطائرات وصوت القنابل، ولم تعد ترى جثث الموتى، ورغم أنها تشعر بأن حياة اللجوء أقرب إلى حياة المنبوذين، إلا أن لديها عزيمة على قهر المعاناة.

لا سوء معاملة

رائد لاجئ سوري، لم يشعر بسوء معاملة في ميونيخ، بل أحيانًا يحصل على هدايا من متبرعين مثل الدراجة التي حصل عليها قبل يومين من أحد المتبرعين الألمان الذين يزورون المعسكر بين وقت وآخر لتلبية احتياجات اللاجئين.

تقول مونيكا شتاينهوزر من إدارة شؤون المهاجرين: “لم تقع في بافاريا حوادث استغلال للاجئين غير حادث تحرش جنسي واحد تورط فيه احد الحراس، وأحيل للتحقيق فورًا، وارتكاب مثل هذه المخالفات يرجع بالدرجة الأولي إلى نقص في الكفاءة بسبب عدم إكمال التعليم أو العزلة الاجتماعية ونقص المرتبات.

 

المحامي كوهين لـ{الشرق الأوسط}: اعتقال المقدسي أحبط صفقة التفاوض مع {داعش}

قال إن المقدسي تواصل مع البحريني المنظر البنعلي.. وشعرت بغضب وإحباط لمقتل كاسيغ

لندن: محمد الشافعي

قال المحامي الأميركي البارز ستانلي كوهين إن المفاوضات لإطلاق سراح الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ عامل الإغاثة، استغرقت منه 6 أسابيع، من أكتوبر (تشرين الأول) حتى منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، وكذلك زيارات مكوكية لعدة دول في الشرق الأوسط منها الكويت وعمان، إلا أن المفاوضات مع «داعش» التي استمرت لأسابيع انهارت، وتم ذبح كاسيغ، الذي كان قد أعلن إسلامه قبل عام وغير اسمه إلى عبد الرحمن.

وأوضح كوهين في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» في مكتبه بنيويورك الذي دافع من قبل عن عدد من قيادات «القاعدة» ومنهم سليمان بوغيث صهر بن لادن، وأعضاء بحركة حماس لمدة 20 عاما من بينهم موسى أبو مرزوق، خلال محاكمتهم في الولايات المتحدة، أنه اقترح اللجوء إلى متشددين لبدء التفاوض مع «داعش» من أجل إطلاق سراح كاسيغ.

وضمن من اقترح كوهين أسماءهم، حسب قوله، الرجل الأكثر نفوذا في عالم الجهاديين أبو محمد المقدسي، والسفير الروحي لتنظيم القاعدة في أوروبا، عمر محمود عثمان (أبو قتادة)، بالإضافة إلى مسؤول كويتي بـ«القاعدة»، رفض أن يكشف عن اسمه، وقال: دعم المفاوضات أيضا لإطلاق سراح كاسيغ عدد من سجناء «القاعدة» السابقين ونشطاء حقوقيون، وأطباء ومحامون، وآخرون طالبوا بالإفراج عن الرهينة الأميركي السابق لدى «داعش». وقال إن الأسابيع الـ6 لم تكن الأصعب في حياته، لكن كانت هناك ضغوط متواصلة عليه لإنجاز المهمة، مشيرا إلى أنه احتجز في حرب غزة لأيام طويلة. وأوضح أنه عندما علم بمقتل الرهينة الأميركي كاسيغ شعر بغضب وإحباط شديدين لهذا الاستخفاف من قبل «داعش» بالأرواح البشرية، واستهانتهم بدماء الناس.

وقال إن استراتيجيته التفاوضية للإفراج عن كاسيغ، قامت على عدة نقاط، أهمها ألا يقوم الأردن بملاحقة المقدسي لإجرائه محادثات مع إرهابيين، وألا تقوم الولايات المتحدة باستخدام المعلومات التي قد تحصل عليها من هذه المحادثات لشن غارات جوية ضد قادة «داعش» المشاركين بالمحادثات، كما تضمن الاتفاق أن يتوقف المقدسي عن التحدث علنا بشكل يسيء لـ«داعش»، وفي المقابل، يمتنع التنظيم عن خطف الصحافيين الأجانب أو عمال الإغاثة، وعدم قتل كاسيغ طوال فترة المحادثات، إلا أن كوهين أكد لـ«الشرق الأوسط» أن اعتقال المقدسي أدى إلى مقتل صفقة الإفراج عن كاسيغ في مهدها. وأوضح أنه لم يتعرف على المنظر البنعلي وهو إمام أحد المساجد في البحرين، وهو من قيادات تنظيم داعش الآن، بل تواصل معه المقدسي، عبر تقنية «سكايب».

وفي 26 أكتوبر الماضي، أكد المقدسي لكوهين أنه على يقين أن التنظيم سيفرج عن كاسيغ، وأن المحادثات تجرى بشكل جيد، إلا أن السلطات الأردنية ألقت القبض على المقدسي في اليوم التالي بتهمة «استخدام الإنترنت للترويج لأفكار تنظيمات إرهابية»، مما أدى إلى انهيار المحادثات تماما، ما دفع التنظيم لقتل كاسيغ. وقال كوهين لـ«الشرق الأوسط» إنه يدافع اليوم عن أكثر من 100 مشتبه بالإرهاب، ويشعر بأسف شديد أنه سيتخلى عنهم عندما يذهب إلى السجن، بداية العام، لقضاء عقوبة مقررة بحقه بسبب التلاعب في الضرائب لمدة عام، ولكن على حد قوله «هناك اليوم العشرات من المحامين النابهين في الولايات المتحدة، قادرون على التصدي لتلك القضايا والدفاع عن حقوق الإنسان».

 

الاتحاد الأوروبي يدعم «خطة» دي ميستورا.. وفرنسا وبريطانيا تفرضان شروطهما

مصادر أوروبية لـ {الشرق الأوسط}: واشنطن وموسكو توافقتا على المبادرة الروسية في سوريا

باريس: ميشال أبونجم

كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية معنية بالملف السوري لـ«الشرق الأوسط» عن وجود انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الموقف من مبادرة ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، حيث تلتزم فرنسا وبريطانيا موقفا متشددا منها وتطالب بضمانات قوية، منها صدور قرار من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع.

وقالت هذه المصادر إن «فرنسا وبريطانيا لا تريان أن العمل بخطة المبعوث الأممي التي تنص على (تجميد) الوضع العسكري في حلب يمكن أن يتم دون وجود مراقبين دوليين. والحال أن إرسال هؤلاء يتطلب قرارا دوليا ملزما، الأمر الذي من شأنه أن يعيد الانقسامات إلى مجلس الأمن كما حصل خلال الأعوام الماضية؛ حيث أجهضت روسيا وبكين على الأقل 3 مرات مشاريع قرارات دولية، لأنها نصت على صدورها تحت الفصل السابع». وتقوم مبادرة دي ميستورا على محاولة العمل «من تحت إلى فوق»؛ أي التزام مقاربة «براغماتية» محدودة الأهداف من أجل إيجاد ما يشبه وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات للسكان المدنيين، وفتح الباب أمام التواصل السياسي بين الأطراف المقاتلة بدءا بمدينة حلب لما لها من قيمة ديموغرافية (مليونا نسمة) وأخرى رمزية.

وبعكس ما عمل من أجله سابقاه كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي اللذان أرادا فرض حل «من فرق» عبر مؤتمر جنيف، فإن المبعوث الدولي الحالي أكثر تواضعا في أهدافه وهو «يضع جانبا إقامة حكومة انتقالية تفضي إلى تنحي النظام» وبدلا من ذلك، فإنه يريد خفض العنف والبحث عن «نقاط التقاء» وإيجاد «آلية إيجابية» تفضي لاحقا إلى «دينامية سياسية». بيد أن المصادر المشار إليها اعتبرت أن «لا شيء يسمح بتوقع نجاح خطة دي ميستورا» أو حتى التوصل إلى بدء العمل بها لما فرضه الطرفان من شروط؛ حيث يريد النظام أن تقوم المعارضة بتسليم أسلحتها الثقيلة وإعادة «الموظفين الحكوميين» إلى إحياء المعارضة.

ومن جهتها، تريد المعارضة ضمانات لعدم استفادة النظام من التجميد عسكريا وربط الخطة الميدانية بخطة سياسية، ومنهم من يضيف الإفراج عن السجناء، وغيرها من الشروط.

تتخوف هذه المصادر من إفشال خطة دي ميستورا، لأن حدوث أمر كهذا ستكون له انعكاسات على مدى استمرار اهتمام الأمم المتحدة والأسرة الدولية بالنزاع في سوريا.

يبدو أن خطة المبعوث الدولي في وضع «تنافسي» مع المساعي الروسية المبذولة حاليا مع المعارضة والنظام؛ حيث قالت المصادر الأوروبية إن «الفكرة ولدت من مناقشات بين الوزيرين: كيري ولافروف، والرئيسين: أوباما وبوتين، في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، في بكين على هامش مؤتمر دولي خاص بآسيا». وبحسب ما نقل عن السفير الروسي في دمشق، فإن الجانب الروسي اقترح على الأميركيين العمل مع «المعارضات» السورية لدفعها إلى تنظيم صفوفها والحوار في ما بينها على أن تحاور النظام في مرحلة لاحقة. بعدها، تسارعت الاتصالات الدبلوماسية مع سفر وفد من المعارضة برئاسة معاذ الخطيب إلى موسكو، تبعه وفد رسمي برئاسة وزير الخارجية، وليد المعلم، الذي التقى في سوتشي الرئيس بوتين، وهو الأمر الذي يحصل للمرة الأولى منذ 3 سنوات. بعدها ذهب المعلم إلى طهران وتبعه رئيس الحكومة، الحلقي، للحصول على موافقة إيرانية، وهو ما تم، أول من أمس، عبر صدور بيان إيراني يدعم المبادرة الروسية، تلازم مع قرض بقيمة 800 مليون دولار لدمشق، رغم صعوبات إيران المالية وتدهور أسعار النفط. وترافق ذلك مع جولة نائب وزير الخارجية بوغدانوف إلى تركيا وسوريا فيما يبدو أنه مسعى لإقناع معارضة الخارج والداخل للعمل معا.

ونظرت المصادر الأوروبية إلى هذه التغيرات على ضوء عاملين اثنين: بروز ظاهرة «داعش» التي أعادت خلط الأوراق، والوهن الذي يصيب الأطراف المتحاربة إن كانت النظام أو المعارضة «المعتدلة» لصالح الدولة الإسلامية وجبهة النصرة. ويبدو ذلك من خلال «الجمود الإجمالي» لخطوط الجبهات القتالية التي «لا تتحرك كثيرا» بين النظام والمعارضة المعتدلة، بينما النصرة «تقضم» مواقع للنظام و«داعش» تستفيد من التحاق عناصر من الجيش الحر وتشكيلاته بصفوفها. وترى هذه المصادر أن جيش النظام «منهك» وهو غير قادر اليوم على القيام عسكريا بما كان يقوم به قبل عامين مثلا، بسبب ما خسره من عناصر، وبالتالي فإن «طموحه» مقصور اليوم على المحافظة على «سوريا المفيدة»؛ أي الخط الصاعد من درعا باتجاه دمشق وصولا إلى حماة وحلب ومنها إلى الساحل السوري.

أما بخصوص «داعش»، فإن هذه المصادر تعتبر أن ما يقوم به التحالف الدولي «غير كاف» للقضاء على ظاهرة الدولة الإسلامية؛ حيث الضربات الجوية، رغم أنها نجحت في وقف تقدم «داعش»، فإنها تبقى دون المطلوب. وكشفت هذه المصادر وجود «تنسيق تقني»؛ أي محض عسكري، لتحديد الأهداف التي يتعين ضربها بين الطرف الأميركي وبين النظام السوري وهو يمر عبر العراق الذي كان من حث واشنطن على استهداف «داعش» في سوريا. وفي المقابل، تؤكد الإدارة الأميركية على غياب أي تنسيق بين ما تقوم به في سوريا وبين النظام في دمشق، رغم أن الطرفين يستهدفان في الرقة وشمال شرقي سوريا الأهداف نفسها.

 

استبعاد أي حل وشيك لأزمة سوريا  

أحمد يعقوب

 

تستمر الحرب في سوريا خلال سنة 2014 للعام الثالث على التوالي مخلفة أكثر من مائتي ألف قتيل طبقا لتقارير الأمم المتحدة.

 

ويرى محللون أن الحل الوحيد لإنهاء الصراع هو هيمنة أحد الطرفين على الحكم بالبلاد، بينما يرى آخرون أن هذا الحل غير ممكن ويجب على الأطراف المتصارعة جميعها الجلوس إلى طاولة التفاوض للتوصل إلى حل سياسي.

 

ويؤكد هؤلاء أن أبواب الحل السياسي الذي طرحت في مونترو بسويسرا ما تزال أسيرة تعنت النظام السوري وإصراره على عدم تسليم السلطة، إلى جانب تشرذم المعارضة سياسيا وعسكريا من الجهة المقابلة.

 

وكان هذا المؤتمر الذي عُقد تحت مسمى “جنيف 2” يوم 22 يناير/كانون الثاني 2014 أول مؤتمر يجمع النظام والمعارضة على طاولة واحدة بمدينة مونترو السويسرية. وجاء عقده إثر مبادرة روسية طرحت في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، واستمرت أعماله حتى يوم 15 فبراير/ شباط دون التوصل إلى نتيجة سوى إتاحة الفرصة لإجلاء أسر مدنية كانت محاصرة في حمص القديمة.

 

ويؤكد المعارض السوري منهل باريش أن “المعارضة السورية دخلت إلى جنيف دون ضمانات، وبعد جولات طويلة خرج الأخضر الإبراهيمي لينشئها ويحمل فشلها ضمنيا للنظام”.

 

عرقلة الحل

ويتهم باريش قوى إقليمية ودولية بعرقلة الحل السياسي بسوريا، فيقول للجزيرة نت “أعتقد أن أطرافا دولية وإقليمية غير راغبة بالحل حاليا، ولا توجد مؤشرات جدية للحل السياسي في المستقبل القريب، والحل مؤجل إلى ما بعد الانتهاء من مفاوضات النووي الإيراني مطلع يناير/كانون الثاني القادم”.

 

وأشار إلى أن هذه الأطراف، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، تريد استنزاف إيران في سوريا مؤكدا أن “إيران لن تستطيع إمداد النظام طويلا بالمال والسلاح”.

 

ويمضي باريش قائلا “بعد الأزمة النفطية التي تعيشها إيران حاليا، استمرار الحرب سيؤدي إلى مزيد من الإرهاق للاقتصاد في إيران وسيدفع بها للتخلي عن الأسد”.

 

من جهته، يرى الصحفي الكردي السوري مسعود عكو أن النظام السوري أصبح ضعيفا جدا. وأضاف “أكاد أجزم: لولا الدعم الإيراني والروسي والمليشيات الطائفية التي تسانده لكان النظام قد سقط منذ زمن”.

 

ويمضي قائلا للجزيرة نت “لن تستمر الدول الحليفة للنظام بدعمه إلى ما لا نهاية، فقد أرهقت العقوبات الدولية كاهل إيران وروسيا، لذلك هذه الدول ستوقف عاجلا أم آجلا دعمه، حينها سيفقد النظام توازنه أكثر وربما تحسم المعارضة المسلحة الحرب لصالحها”.

 

المشهد الكردي

ويؤكد عكو أن المشهد السياسي الكردي السوري مستقر أكثر من غيره، ويضيف “على الرغم من السيطرة السياسية والعسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) فإن المنطقة الكردية في حفاظها على حدودها من هجوم إرهابيي الدولة الإسلامية أثبتت أنها قادرة على إدارة شؤونها بنفسها”.

 

ويتابع “أعتقد أن المنطقة الكردية ستحصل على حكم ذاتي، فهي أصبحت جاهزة إداريا الآن، وعسكريا لديها قوة عسكرية جاهزة للقتال، وسياسيا هناك شبه إجماع كردي خاصة بعد عقد أكثر من اتفاقية في إقليم كردستان العراق برعاية رئيس الإقليم مسعود البارزاني”.

 

وحول الفروق بين المعارضة الكردية والمعارضة السورية يختم قائلا “الكرد لديهم هدف واحد، وهو حقوق الشعب الكردي، فمهما اختلفوا يرجعون مرة أخرى للتعاضد من أجل هذه الحقوق، بينما المعارضة السورية اعتمدت على الرهان الخارجي، إضافة لعدم وجود رؤية واحدة لها وعدم قدرتها على إقناع العالم بأنها بديل أفضل من الأسد وهو السبب الأكبر لعدم جدية العالم بإسقاط الأسد.

 

انخفاض أسعار النفط يهدد الدعم الإيراني لدمشق  

أعرب رجال أعمال ومسؤولون تجاريون سوريون عن قلقهم من تعرض شريان الحياة الاقتصادي الذي توفره إيران لضغوط بسبب الانخفاض الكبير لأسعار النفط، رغم الرسائل العلنية والدعم الذي تقدمه أقوى حليف إقليمي لسوريا.

 

ويعتمد النظام السوري الذي يواجه ثورة شعبية منذ مارس/أذار 2011 -بشكل رئيسي- على دعم إيران (المنتجة للنفط) لمساعدته وإسناد اقتصاده.

 

وأوضح مسؤول تجاري سوري كبير -متحدثا من دمشق طالبا عدم الكشف عن شخصيته- أنه لولا الدعم الإيراني المستمر لما نجت سوريا من الأزمة.

 

وأضاف أن الدعم الإيراني كان الأهم، مشيرا إلى أن دمشق في المقابل تعد بالمزيد من فتح الأبواب للاستثمار الإيراني في البلاد.

 

وفي يوليو/ تموز 2013، منحت إيران سوريا -التي تراجع إنتاجها للنفط بشدة بسبب العقوبات الغربية وسيطرة المعارضة المسلحة على العديد من المنشآت النفطية- تسهيلات ائتمانية قدرها 3.6 مليارات دولار لشراء منتجات نفطية، وجرى تخصيص مليار آخر لشراء منتجات غير نفطية.

 

ومؤخرا، سعت دمشق إلى الحصول على تطمينات بأن طهران ستحافظ على الوضع الراهن للمساعدات بعد أن انخفضت الأسعار العالمية للنفط بنسبة 50% منذ يونيو/ حزيران الماضي.

 

وزار رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي قبل أيام طهران، التقى خلالها الرئيس حسن روحاني وغيره من المسؤولين الإيرانيين، بهدف تعزيز الدعم لسوريا، وبشكل خاص لضمان وصول منتجات النفط الإيرانية لسوريا.

 

من جهته، أكد إسحاق جهانكيري نائب الرئيس الإيراني الثلاثاء الماضي بعد اجتماع مع الحلقي “الدعم الاقتصادي الإيراني لسوريا سيستمر بدون توقف”.

 

ومن التحديات الكبرى التي تواجهها دمشق حاليا، تراجع الليرة (العملة المحلية) نحو 70% من قيمتها منذ بدء الأزمة، كما خسرت 10% من قيمتها خلال الأسبوعين الماضيين وحدهما.

 

ويعيد متخصصون التراجع إلى عدة عوامل من بينها إدراك أن الضربات الجوية الأميركية لتنظيم “الدولة الإسلامية” لا تساعد نظام الرئيس بشار الأسد، لكن أحد العوامل الكبيرة تمثلت في الخوف من تراجع قدرة إيران النفطية على المساعدة، كما عبر عن ذلك مصرفيون بالبنك المركزي السوري.

 

ولفت مسؤولان مصرفيان سوريان إلى أن إيران أودعت ما بين خمسمائة و750 مليون دولار في المركزي السوري منذ أكثر من عام، استخدمتها السلطات لمساعدتها في الحفاظ على استقرار الليرة.

 

وأضافا بأن المركزي قام في الأسابيع القليلة الماضية ببيع الدولار لتعزيز الليرة في واحدة من أكبر عمليات السوق منذ بدء الحرب.

توزيع القوى بعد 40 شهرا من معركة حلب  

الجزيرة نت-حلب

تعتبر حلب ثاني أهم معركة في الثورة السورية بعد دمشق، والطرف الذي سيحسم معركتها سيحصل على ثقل ميداني وسياسي قد يكون مؤثرا في مستقبل سوريا.

 

دخلت حلب المعركة بعد شهور قليلة من بداية الثورة السورية، وبالتحديد في أغسطس/آب 2011، ومنذ ذلك الحين وكل طرف من الأطراف المتحاربة يسعى بكل جهده لحسم المعركة لصالحه.

 

اليوم وبعد ثلاث سنوات ونيف من بداية المعركة، تمزقت المدينة والريف بين الأطراف المتحاربة حيث يسيطر كل طرف على جزء معين.

 

وتتمثل خريطة القوى في حلب اليوم في أربع قوى رئيسية هي: قوات النظام السوري والمعارضة السورية المتمثلة بالجيش الحر وفصائل إسلامية معتدلة وتنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

تعتبر قوات النظام الحلقة الأضعف في خريطة القوى، لأن الجيش الحر وتنظيم “الدولة” يطوقان المناطق التي توجد فيها.

 

البراميل المتفجرة

يسيطر النظام على المناطق الغربية لمدينة حلب التي تتمركز فيها المؤسسات الحكومية، بما فيها جامعة حلب والفروع الأمنية، كما يسيطر أيضاً على مطار حلب الدولي والنيرب العسكري ومركز البحوث، ومعامل الدفاع قرب السفيرة، التي تنتج الذخائر بمختلف أنواعها، بما فيها البراميل المتفجرة، ولديه طريق إمداد يصله بحماة، وحقق بعض المكاسب على الأرض في الشهور الأخيرة.

 

يقول النقيب حسام صباغ من الجيش السوري الحر إن النظام يسعى للوصول إلى مناطق معينة تضم أقليات دينية وقومية ليلمع صورته كحامي لتلك الأقليات.

 

كما يسعى النظام في الوقت ذاته إلى الوصول للمناطق الكردية، وتدور معارك طاحنة بينه وبين الثوار لمنعه من تحقيق غايته.

 

أما تنظيم “الدولة” فهو لا يسيطر على أي جزء من مدينة حلب، ولكنه يبسط نفوذه على ريفها الشرقي الذي يحتوي على ممر النفط والمحطة الحرارية. كما يسيطر التنظيم على كامل ريف عين العرب، وقسم من المدينة التي تقطنها غالبية كردية، وقد توسع التنظيم مؤخراً باتجاه الغرب والشمال فسيطر على أخترين ودابق.

 

وتوجه أطراف عديدة انتقادات مستمرة لتنظيم “الدولة” من حيث أنه دخل على خط الثورة السورية التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد، إلا أنه لم يوجه بنادقه نحو النظام بل نحو فصائل المعارضة.

 

بين نارين

وعلى الأرض، تدور بين التنظيم والثوار مناوشات في مناطق متعددة من حلب، وانتقد حسن النيفي رئيس المكتب السياسي السابق بمجلس محافظة حلب الحرة تنظيم “الدولة” لأنه لم يحرر أي منطقة من قبضة النظام، بل دخلت قواته مناطق سيطرة الجيش الحر، وأشار إلى أنه يتمدد نحو مناطق الثوار لإضعافهم أمام قوات النظام، حتى أصبح الثوار بين ناري النظام والتنظيم.

 

أما القسم الشرقي من مدينة حلب، فيسيطر عليه الجيش الحر وفصائل إسلامية معتدلة بالإضافة للريفين الغربي والشمالي، باستثناء مدينة عفرين التي تسيطر عليها قوات الحماية الكردية، ونبل والزهراء المواليتين للنظام.

 

غير أن فصائل الحر والإسلامية المعتدلة عانت في الفترة الأخيرة من انحسار في المساحات التي تسيطر عليها، وخسرت عدة مواقع بالريف الشرقي لصالح النظام الذي يسعى لحصار المدينة، وأمام التنظيم الذي يسعى للتمدد.

 

وأحصى أبو محمد القيادي بالجيش الحر المناطق التي خسرها الثوار مؤخرا، فأشار إلى أن أهم خسائرهم تتمثل بالمدينة الصناعية التي تحتوي قرابة ثلاثة آلاف مصنع، كما خسروا منطقتي أخترين ودابق لمصلحة تنظيم “الدولة”.

 

قتال وتنسيق

وكان الجيش الحر قد خسر قبل أكثر من عام سد تشرين وكامل الريف الشرقي، الذي يعتبر خزان المنطقة من الثروات الزراعية والحيوانية.

 

ورغم حالة الحرب بين الأطراف المتحاربة في حلب، فإن هناك أيضا نوعا من التنسيق يفرضه الواقع، فالكهرباء تصل لمناطق النظام عبر خط الزربة الذي يسيطر عليه الثوار، ومن المحطة الحرارية التي يتحكم فيها التنظيم، إضافة لسيطرته على الموارد المائية التي تزود مدينة حلب بمياه الشرب.

 

المعركة متشابكة في حلب، وأي مواجهة بين طرفين تقوي الأطراف الأخرى، فهجوم تنظيم “الدولة” مؤخراً على صوران حلب أفشل هجوم النصرة والثوار على نبل والزهراء.

 

وفي هذا الصدد، يقول أبو محمد” تتبدل خارطة السيطرة في حلب باستمرار، ويزداد الضغط اليوم على النظام بعد تحرير معسكري وادي الضيف والحامدية في إدلب، حيث يزيد احتمال قطع طريق إمداد النظام من حماة”.

 

اشتعال جبهة دمشق والمعارضة تتصدى للجيش

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

كشفت مصادر من المعارضة السورية، السبت، عن احتدام المعارك على جبهة العاصمة دمشق وريفها، وذلك بالتزامن مع استمرار المواجهات بين أطراف النزاع في مناطق متفرقة من البلاد.

 

واشتعلت المعارك في بعض أحياء دمشق، لاسيما في حي جوبر حيث نجحت المعارضة التي تسيطر على المنطقة، في صد هجوم جديد للقوات الحكومية ، حسب “اتحاد تنسيقيات الثورة”.

 

وأضاف الاتحاد المعارض أن دبابات الجيش السوري عمدت إلى قصف حي جوبر وسط اندلاع اشتباكات “عنيفة” على تخومه، مشيرا إلى امتداد المعارك إلى أحياء القدم والعسالي والماذنية.

 

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية قصفت بلدة الطيبة في الريف الغربي لدمشق، في وقت اندلعت المواجهات بين الجيش والمعارضين قرب مقر المخابرات بحرستا.

 

كما استهدف القصف المدفعي مدينة المعضمية بريف العاصمة، حسب الناشطين، الذين أشاروا أيضا إلى أن القوات السورية قصفت بمدفعية الهاون مدينة دوما، دون ورود معلومات عن سقوط ضحايا.

 

وفي محافظة إدلب التي كانت قد شهدت في الأيام الماضية سقوط مقرات للجيش بيد المعارضين، شن الطيران الحكومي غارات على مناطق واقعة قرب مدينة خان شيخون، طبقا لمعلومات المرصد.

 

وأكد ناشطون في المعارضة أن مواجهات متفرقة اندلعت بين القوات الحكومية وفصائل مسلحة في معظم المناطق الساخنة في سوريا، خاصة في محافظات حلب ودرعا ودير الزور وحمص.

 

منظمة : “داعش” ينشر فيروسات في أجهزة معارضيه للإيقاع بهم ومعاقبتهم

بقلم بين برومفيلد، CNN

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– بعد أن صدمت كوريا الشمالية العالم بتسريبها لأفلام أنتجتها شركة “Sony” ظهر تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام أو ما يعرف “داعش” وفقاً لبعض التقارير، بجدل حول قرصنة لحسابات تواصل اجتماعي، وفقاً لما أشارت إليه منظمة “Citizen Lab” لحقوق الإنسان المعلوماتية.

 

وأشارت المنظمة إلى أن خللاً أصاب أحد الحسابات في مواقع التواصل تحت اسم “الرقة تذبح بصمت” أو “Raqqa is being Slaughtered Silently” ونشرت بيانات حول الخلل الثلاثاء.

 

ورغم أن عدداً من الباحثين في جامعة تورنتو لم يتمكنوا من تأكيد فيما لو كانت هذا الخلل ناجماً عن التنظيم أم عن الموالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذين قاموا بقتال المعارضين إلكترونياً باستخدام برنامج “تورجان هورس” منذ عام 2011، إلا أن طريقة برمجة الخلل المتعمد والهدف الذي يركز على تحقيقه هو ما يدعو المنظمة لتوجيه أصابع الاتهام صوب “داعش”.

كره “داعش” لصفحات “الرقة تذبح بصمت”

 

من مصلحة تنظيم “داعش” استهداف صفحات “الرقة تذبح بصمت”، خاصة مع تفاخر التنظيم بإحكام سيطرته على الرقة أمام العالم، وأن الرقة تعتبر “فردوس الخلافة”، حيث يمكن للسكان أن ينعموا بتطبيق أحكام الشريعة عليهم، لكن الواقع الذي يكشفه المعارضون عبر صفحات “الرقة تذبح بصمت” تكشف واقعاً آخر بنشر الرعب في نفوس سكان المدينة.

 

إذ يظهر المعارضون صوراً مفصلة لعمليات قطع رؤوس ورجم لسكان المدن السورية، كما أن هذه الصفحة تنشر أخبار عمليات القصف التي يشنها التحالف الغربي في قتاله ضد “داعش”، لكن الناشطين في هذه الصفحات كانوا يغطون الأخبار ذاتها ضد النظام السوري قبل أن يحكم “داعش” سيطرته على الرقة.

طبيعة الخلل الذي أصاب صفحات “الرقة تذبح بصمت”

 

أشارت المنظمة في بيانها إلى أن الخلل الذي أصاب صفحات “الرقة تذبح بصمت” يتسم بالبساطة، وأن من قام بإحداث الخلل ارتكب عدداً من الأخطاء أو شعر بأنه لا حاجة بالقيام بهذه الأمور على نحو صائب، ويعمل هذا البرنامج الدخيل على الصفحات من خلال إرسال عدد من الرسائل الإلكترونية إلى معارضي التنظيم باسم الصفحة من حسابات تدعي بأن من يقوم عليها هم سوريون مغتربون في كندا.

 

وتطالب الرسائل المعارضين بمساعدتهم في الترويج لأخبارهم بواسطة حساباتهم بوسائل التواصل الاجتماعي، ويطالب أصحاب هذه الحسابات بـ “المساعدة في إيصال الوقائع التي تجري في الرقة دون تحريف”، بالإضافة إلى “التنبيه حول أي معلومات خاطئة”، وتحوي الرسائل روابط تنقل المستخدم إلى موقع لتحميل الملفات وصور تتعلق بممارسات تنظيم “داعش” في الرقة، ليدخل المستخدم إلى الرابط ويبدأ بتحميل فيروس على جهازه.

اعثروا عليهم وعاقبوهم

 

بعد أن يتم تحميل الفيروس على الجهاز، يمكن أن “يعلن الجهاز عن موقعه وشيفرته الخاصة كلما تم تشغيله، يتمكن عناصر التنظيم من العثور على موقع المستخدم الجغرافي”، وفقاً لتقرير منظمة “Citizen Lab”، عندها يمكن “الإمساك بالمعارض وتهديده ومعاقبته أو حتى إعدامه”.

 

ويأتي هنا ذكر للصحفي الأمريكي جيمس فولي الذي أمسك به تنظيم “داعش” خلال خروجه من مقهى للإنترنت في سوريا عام 2012، لتعدمه في وقت لاحق هذا العام.

بصمة قراصنة النظام السوري الإلكترونيين مختلفة

 

أشارت المنظمة إلى أن عملية الاختراق هذه مختلفة عن طبيعة هجومات القرصنة التي تمت على أيدي المؤيدين للنظام السوري، إذ يركز هذا الخلل على بقاء حسابات المستخدم مفتوحة دون توفير فرصة لإغلاقها.

 

وأضافت المنظمة بأن طبيعة تشفير هذا الخلل ضعيفة، إذ أن كلمة سر تابعة لحله ظاهرة للعيان، كما أن نسبة تدير الخلل للجهاز ضئيلة، إلا أنها قالت إن الخلل يحقق هدفه بالعثور على المعارضين للتنظيم.

 

رئيس المرصد السوري: الأب باولو على قيد الحياة وفق آخر معلوماتنا

روما (19 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، ، إن الأب اليسوعي الإيطالي باولو دالوليو “حي يرزق” بسجون تنظيم الدولة الإسلامية، وأشار إلى أن المفاوضات لإطلاق سراحه مازالت مستمرة وتواجه صعوبات.

 

وأكّد عبد الرحمن لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مصادره الخاصة أن الأب باولو “مازال حياً يرزق” وأنه شوهد حياً آخر مرة في آب/أغسطس الماضي، مشيراً إلى أن مصادر خاصة نقلت إليه أنه “تم نقله إلى مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب، وهي مناطق قريبة من سد تشرين حيث قيل أنه كان محتجزاً هناك”.

 

ونبّه عبد الرحمن من أنه طلب من مصادر مقربة من الدولة الإسلامية أكثر من مرة أن تنقل له شريطاً مصوراً للأب باولو لكنها لم تف بوعدها، وقال “لا نستطيع تأكيد أي تفصيل عن اختطاف الأب باولو إلا إن حصلنا على دليل على ذلك وأهمه الشريط المصور”.

 

وأشار عبد الرحمن إلى أن المفاوضات مع الخاطفين بشأن تحريره مازالت مستمرة، وقال إنها تواجه صعوبات ولذلك تتأخر ويتم تأجيلها، وعلى رأسها أن الخاطفين يطلبون مبالغ خرافية كفدية لتحريره.

 

وكان الأب باولو داليليو الذي اشتهر بمواقفه المعارضة للنظام السوري قد اختفى بمدينة الرقة في شمال سورية في 27 تموز/يوليو الماضي خلال توجهه للقاء قادة في تنظيم (داعش) الذي بات يُعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية

 

رؤية محرري رويترز للوضع السياسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في 2015

لندن (رويترز) – رؤية محرري رويترز وكبار مراسليها للوضع السياسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العام القادم. الآراء الواردة تعبر عن وجهات نظرهم.

 

1) أفريقيا

 

بالرغم من كل التوقعات المتشائمة والكئيبة بشأن الأوضاع السياسية وأسعار السلع الأولية ستسجل اقتصادات معظم الدول الأفريقية نموا قويا نسبته خمسة بالمئة أو أكثر في العام القادم وهي توقعات تسيل لعاب المستثمرين الذين يفكرون في الركود في أوروبا وتباطوء النمو في الأسواق الناشئة في آسيا.

 

وستتواصل عمليات الاندماج والاستحواذ من شركات جنوب أفريقيا بلا هوادة حيث تتنافس جميع الشركات من يونيليفر إلى ساب ووول ومارت لأن تحصل على حصة من الطبقات الوسطى الأفريقية المتزايدة.

 

وفيما يتعلق بالديون مرت عشر سنوات على قمة مجموعة الثماني في جلين إيجلز في اسكتلندا عندما اقنع بوب جلدوف وتوني بلير الدول الغربية بإسقاط مليارات الدولارات من الديون السيادية للدول الأفريقية.

 

ويعزى الفضل إلى إسقاط الديون باعتباره أحد العوامل التي أدت إلى طفرة النمو في “أفريقيا الصاعدة” التي تلت ذلك لكن منذ ذلك الحين زاد عبء الدين المحلي والديون الخارجية الرخيصة على كاهل الكثير من الحكومات وكان ذلك أحد النتائج غير المقصودة المترتبة على سياسات التيسير الكمي التي اتبعتها الولايات المتحدة.

 

وسيبدأ كثير من الدول الأفريقية يشعر بوطأة انخفاض أسعار السلع الأولية وركود النمو والضغوط على العملات الوطنية.

 

وفي الوقت نفسه كان ينظر إلى الكثير من الأنحاء الأبعد في أفريقيا على أنها الحد الأخير للشركات والأفراد الذين يبحثون عن الثروات المعدنية والطاقة.

 

وماذا سيحدث لكل هذه المشروعات والناس والشركات الذين كانوا يتطلعون إلى جني الملايين منها مع انخفاض أسعار السلع الأولية في الوقت الحالي؟

 

الزعماء

 

أثارت الانتفاضة الشعبية الناجحة على بليز كومباوري رئيس بوركينا فاسو قلق الحكام الأقدم عهدا في أفريقيا إذ يخوض كثير منهم انتخابات في عام 2015 أو يواجهون تحديات جسيمة في مساعيهم لتعديل الدساتير من أجل تمديد فترة بقائهم في القصور الرئاسية.

 

وتتزايد الاحتجاجات في توجو قبل الانتخابات المزمع أن تجرى في مارس آذار حيث يسعى فوريه جناسينجبي اياديما الذي خلف والده كرئيس للبلاد لفترة رئاسية أخرى بينما تلوح نذر مواجهات مماثلة في جمهورية الكونجو الديمقراطية وفي جمهورية الكونجو.

 

وبالحديث عن القدامى فإن روبرت موجابي رئيس زيمبابوي سيدخل عامه الخامس والثلاثين في السلطة وعامه الثاني والتسعين من العمر.

 

ومع تعيين خلف واضح له في الآونة الأخيرة فإن كل الأنظار تتوجه إلى ما ستكون عليه زيمبابوي بعد موجابي وما إذا كان استسلام المحارب القديم المخضرم للموت سيكون إيذانا بانفجار داخل الحزب الحاكم – وهو حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي/الجبهة الوطنية.

 

نيجيريا

 

ستجرى انتخابات في نيجيريا صاحبة أكبر اقتصاد وأكبر منتج للنفط في أفريقيا وأكبر بلدان القارة سكانا في منتصف فبراير شباط القادم في ظل تمرد مسلح لإسلاميين متشددين في شمال شرق البلاد يجعل من المستحيل إجراء انتخابات تتمتع بأي قدر من المصداقية هناك.

 

وينبئ انهيار أسعار النفط والحالة الباهتة للاقتصاد بعد أن قضى الرئيس جودلاك جوناثان أربعة أعوام في السلطة أن الانتخابات ستكون سباقا متقارب النتائج.

 

الإيبولا

 

سيواصل فيروس الإيبولا انتشاره في غرب أفريقيا مع نوبات تفش متقطعة للوباء في البلدان القريبة من سيراليون وليبيريا وغينيا وربما تظهر حالات في مناطق أبعد. لكن السلطات أكثر تفهما للمخاطر والحاجة إلى تتبع من خالطوا المرضى الأمر الذي يشير إلى أنه سيتم احتواء تفشي المرض قبل أن يزداد حجم الخسائر البشرية والاقتصادية.

 

وفي الوقت نفسه سيغير التطوير السريع للأمصال والعقاقير التجريبية اتجاه الأحداث في الدول الأكثر تضررا إلا أن ذلك لن يحدث إلا بعد أن يكون مرض الإيبولا قد مزق النسيج الاجتماعي والاقتصادي الضعيف بالفعل في هذا الجزء من أفريقيا.

 

إثيوبيا

 

أتمت إثيوبيا ثاني أكبر دولة أفريقية سكانا بعد نيجيريا للتو طرح أول سندات دولية لها بقيمة مليار دولار. وبعد خمس سنوات من النمو الملحوظ هل سينطلق هذا المارد النائم في شرق أفريقيا هذا العام؟ ذلك ما سيتعين علينا أن نراقبه.

 

الأمن

 

ستستمر حركة الشباب وبوكو حرام في الاستحواذ على العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام عندما يتعلق الأمر بالفظائع التي يقترفانها بينما تقوى شوكة جماعات أصغر من المحتمل أنها تستلهم نهج الجماعتين الصومالية والنيجيرية و/ أو الدولة الإسلامية من شرق جمهورية الكونجو الديمقراطية إلى زانزيبار والسنغال.

 

الشرق الأوسط

 

استطاع تنظيم الدولة الإسلامية أن يوحد القوى السنية العربية وإيران والعراق والولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين ضده. ومع أنه ظهرت علامات على أنه يجري احتواؤه فإنه يعزز على ما يبدو قبضته على الأراضي التي يسيطر عليها في شرق سوريا وغرب العراق.

 

ويفتح التنظيم جبهات جديدة على ما يبدو في شبه جزيرة سيناء وفي ليبيا وربما في اليمن في حين أنه لا يزال قادرا على التوغل في لبنان.

 

فهل يمكن صده بدون قوات برية فعالة؟ في الوقت الحالي يتصدى لقتال تنظيم الدولة الإسلامية الجيش العراقي الذي أضعفت معنويانه والتيار الرئيسي للمعارضة السورية المسلحة المدمر وقوات البشمركة الكردية التي تعاني نقصا في العتاد وتقود الضربات الجوية المعركة.

 

العراق

 

أتاح تغيير الحكومة في العراق بانتقال الحكم من رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي إلى حيدر العبادي الذي يبدو من الناحية النظرية أكثر ميلا إلى استيعاب كافة القوى السياسية مجالا لتعزيز المعارضة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. لكن البلاد مقسمة بالفعل بين الأكراد في الشمال والشيعة في بغداد والجنوب والسنة في الوسط والغرب وهي المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في الوقت الحالي.

 

ولن تقتصر قصة العراق في العام القادم على القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية وما إذا كانت العشائر السنية ستنقلب عليه وإنما ستتعلق أيضا بما إذا كانت البلاد تستطيع الحفاظ على تماسكها كدولة موحدة.

 

إيران

 

فيما يتعلق بإيران فإن إمكانية إبرام اتفاق نووي مع الغرب قد تؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة الإقليمية. وسيؤدي مثل هذا الاتفاق إلى إعادة دمج الجمهورية الإسلامية إقليميا ودوليا وهو ما يفتح الباب لفرص استثمارية هائلة محتملة وتعاون أكبر مع السعودية لحل مجموعة من الصراعات الإقليمية من أفغانستان إلى سوريا وبالتالي بناء تفاهمات أمنية إقليمية أكثر استقرارا.

 

والاتفاقات الإقليمية ضرورية لكبح العداء الطائفي الذي تعد إيران الشيعية والسعودية السنية راعييه الأساسيين. وبدون التوصل إلى اتفاق إقليمي فإن الطائفية ستزدهر.

 

سوريا

 

قد يساعد التوصل الى اتفاق مع ايران في فتح مرحلة انتقال من الحرب في سوريا. إذ يعتمد نظام الأسد في نهاية الأمر على دعم ايران وحلفائها مثل حزب الله اللبناني.

 

وتتردد تكهنات كثيرة في مسألة هل ستكون طهران سهلة الإقناع بالتخلي عن الأسد ومجموعته- مثلما تخلت عن المالكي في العراق – اذا كان هذا يطرح امكانية تشكيل ائتلاف جديد بين الجزء الباقي الأقل عرضة للخطر من النظام وبقايا التيار الرئيسي من المعارضة.

 

وستحتاج ايران بعض الضمانات بأنه لن يتم ابعادها تماما عن سوريا.

 

تركيا

 

في تركيا يريد الرئيس رجب طيب اردوغان أغلبية أقوى لحزب العدالة والتنمية حتى يمكنه ان يحقق نظاما رئاسيا تنفيذيا.

 

وقبل الانتخابات البرلمانية في يونيو حزيران يتوقع ان يمارس المزيد من سياسات الاستقطاب التي ينتهجها – والتي انطوت على شن حملة على مؤيدي خصمه فتح الله كولن وفرض سيطرة أكبر على وسائل الاعلام والمحاكم وتوجيه انتقادات الى المعارضة العلمانية.

 

وقد يكون تأييد الاكراد المفتاح نحو الرئاسة التنفيذية مقابل مزيد من الحقوق في دستور جديد – وهذا يعني انه من المرجح ان تبقى العملية في مسارها رغم الأحداث في سوريا.

 

ومن المرجح ان يزيد الضغط على تركيا لكي تفعل المزيد لمواجهة الدولة الاسلامية مع احتمال التوصل الى حل وسط مع واشنطن بشأن استخدام قواعد جوية أمريكية في تركيا مقابل نوع ما من منطقة تتمتع بالحماية على امتداد الحدود السورية.

 

اسرائيل

 

تجري اسرائيل انتخابات عامة في مارس اذار. والاحتمالات بالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هي العودة الى السلطة. واذا كان الأمر كذلك فان الحكومة ستكون على الأرجح أكثر يمينية وما يتبع ذلك من عواقب سلبية على صنع السلام ومحادثات حل الدولتين ووضع اسرائيل في العالم.

 

وحدوث مفاجأة بفوز الذين ينتمون لتيار الوسط مسألة محتملة وقد تغير الحسابات وتحدث تغييرا هائلا من أجل صنع السلام.

 

ويتجه الاعتراف الأوروبي بفلسطين لكسب مزيد من القوة الدافعة ويضع اسرائيل والفلسطينيين في خلافات أكبر ويخلق تحديات أصعب للأمريكيين.

 

والرئيس الفلسطيني محمود عباس في صحة جيدة لكن رئاسته في حالة يرثى لها وتوجد حاجة ماسة للوضوح بشأن الشكل الذي ستكون عليه القيادة الفلسطينية بعد عباس. وقد تظهر قيادة جديدة أو قائد جديد خلال عام 2015 .

 

وسيكون المفتاح هو الكيفية التي ستتعامل بها حركة فتح مع الصعود المتزايد لحركة حماس في الضفة الغربية وهل اذا سمحوا للديمقراطية بأن تأخذ مسارها سينتهي الأمر بأن تمسك حماس بميزان القوى في الأراضي الفلسطينية.

 

مصر

 

الآن وقد حصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على سلطة كاملة تقريبا فان عليه ان يحقق نتائج. وهو يحظى بدعم مالي في المدى المتوسط من السعودية والإمارات العربية المتحدة لكن الجيش يتولى الدور الريادي في الاقتصاد ويوسع نفوذه الاقتصادي الضخم بالفعل.

 

وربما تنتعش أكبر القطاعات توفيرا للوظائف وفرص العمل مثل السياحة لكن من الصعب رؤية هذا النموذج السلطوي الذي يحابي المصالح الخاصة يوفر ملايين الوظائف التي تحتاج إليها مصر لمواطنيها الشبان الذين يزداد عددهم ويضيق بهم وادي النيل.

 

وتشدد السيسي مع أي معارضة يبعد الليبراليين وابناء الطبقة المتوسطة في المدن الذين أيدوه في ازاحة الإخوان المسلمين. والحظر الشامل على جميع الإسلاميين ماعدا قلة مفيدة ربما هو الذي يذكي تمردا من المتشددين الإسلاميين في وقت تظهر فيه قوات الأمن قدرة محدودة على السيطرة على سيناء.

 

ليبيا

 

ليبيا تتمزق وتتحول فيما يبدو الى دولة فاشلة أخرى في المنطقة وربما إلى بؤرة جديدة للدولة الاسلامية. وربما تتفكك الى إقطاعيات تخضع لسيطرة قادة فصائل قبليين يقدمون العديد من الفرص للجهاديين.

 

وانهيار حكم الرجل الواحد معمر القذافي الذي استمر أربعة عقود ترك ليبيا وفيها أسلحة متاحة للجميع حيث تتخذ كل من المدن والمناطق والأفراد والقبائل جميعها قوات مسلحة خاصة بها. وتنسحب الدول الغربية وتغلق سفاراتها وتجلي العاملين بها بينما تقترب الدولة المنتجة للنفط من وضع الدولة الفاشلة.

 

والانهيار الكامل لليبيا وزيادة نفوذ الجهاديين في بعض الاجزاء سبب أساسي للقلق للدول لمجاورة مثل مصر والجزائر اللتين تخوضان حربا ضد المتشددين لديهما في الداخل.

 

اليمن

 

يواجه اليمن خطر التفكك نتيجة للحرب الاهلية. واستولى المتمردون الحوثيون الشيعة الذين يزعم انهم مدعومون من ايران على العاصمة صنعاء. وأصبح البلد ميدان معركة آخر بين المتنافسين الاقليميين ايران والسعودية التي كان لها في السابق اليد العليا في اليمن وكانت تمول الحركات السنية السلفية لمواجهة الحوثيين.

 

ويتدهور الوضع الامني بشدة حيث من المرجح ان تتصاعد الهجمات والمواجهات بين القاعدة في اليمن والحوثيين.

 

الجزائر وتونس

 

سيحدث انتقال سياسي في الجزائر بعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وتزداد التوترات بين الفصائل المتنافسة.

 

ومع انخفاض اسعار النفط تكافح الجزائر لجلب مزيد من الاستثمارات في قطاع النفط والتعامل مع ضغوط اجتماعية من أجل أحوال معيشية واسكان ودعم أفضل. وربما يكون ذلك وقت أزمة لأكبر بلد في أفريقيا في عام 2015 .

 

بعد الانتخابات التونسية سيصبح تشكيل حكومة جديدة أول مهمة في عام 2015. والبلد الذي كان يشاد به بوصفه نموذجا يحتذى للمنطقة سيواجه تحديا لكي يجعل المواءمات السياسية الوسطية تنجح.

 

فهل ينجح النظام القديم والإسلاميون في ابرام اتفاق وهل ستنجح شراكات الحكومة الائتلافية الأخرى؟ وكيف ستواجه الحكومة الجديدة التحديات لإجراء اصلاحات اقتصادية جادة وتقوم بخفض الدعم وهو ما يطالب به المقرضون الدوليون لكنه ينطوي على احتمال أن يتسبب في إفساد الانتقال الديمقراطي الهش؟

 

(إعداد أشرف راضي ورفقي فخري للنشرة العربية – تحرير محمد عبد العال وأحمد حسن)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى