بشير البكرصفحات سورية

8 خطوات لصناعة الرئيس الجديد/ بشير البكر

 

 

 

1- أن يكون هناك مال قابل للاستثمار في السياسة، بعد تراجع الموارد الداخلية للبلد، والكساد الاقتصادي، وارتفاع نسبة البطالة، وغلاء الأسعار، وتزايد منسوب الشعبوية لدى اليمين المتطرّف واليسار الراديكالي.

2- أن يتم اختيار مرشح لديه شعور وطني عميق بالقتال على الساحة الدولية، من أجل حماية مصالح شركات بلده التي تتطلع إلى ما بقي من ثرواتٍ في بلدان الاضطرابات والحروب، وتعمل للحصول على أكبر نصيبٍ في مشاريع إعادة الإعمار في سورية والعراق وليبيا واليمن، وربما مصر والسودان والجزائر..إلخ.

3- أن يكون هناك إعلام جديد يتسم بالسرعة والسطحية، ويبتعد كليا عن العمق، لأن المطلوب رسم شخصية رئاسية تلبي ذوق جمهورٍ ليس لديه من الوقت كي يشغل رأسه ويبحث ويقارن. وبالتالي، المطلوب هو إرضاء المزاج الكسول لدى الفئات العمرية والطبقية كافة، ومن الأصول العرقية كافة، وهذا يفسر تصويت الأجانب لمرشح عنصري.

4- أن تكون هناك مصالح تجمع بين المال والإعلام لصناعة لوبي يقوم على ترويج صورة المرشح، وتقديمها كما لو كانت حبة شوكولاتة، الأمر الذي يفكّ لغز وقوف بعض الصحف وراء بعض المرشحين، وهي مملوكةٌ من رجال أعمال كبار.

5- أن يكون هناك جمهور جديد يتعاطى مع الإعلام الجديد، ويستقي منه معلوماته، ويتقبل الطعم بسهولة. وهذا بدأ العمل به منذ انتخاب باراك أوباما عام 2007، وصار ناجزا في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الحالية من خلال تقديم شخصية المرشّح إيمانويل ماكرون.

6- أن لا يتم الاكتراث بالقضايا الكونية الكبرى، والبقاء عند القضايا التي لا تلزم أحدا، مثل الاحتباس الحراري والتلوث المناخي والكوارث الطبيعة ومكافحة المجاعة. وهذا لا يفترض وضع برامج فعلية من أجل إغاثة أفريقيا التي يموت من أطفالها الآلاف يوميا، بسبب عدم توفر الحليب فقط، وإنما رفع هذا الشعار ورميه على ظهر الأمم المتحدة التي تجري وراء الدول الكبرى، مثل الكلبة الجائعة، كي تحصل على مساعدات لأفريقيا من دون أي تجاوبٍ، باستثناء المؤتمرات المكيفة. وحتى الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، الآتي من أسرة كينية، لم يغير من هذه القاعدة، بعد أن تعهد، في ولايته الأولى، بمحاربة الفقر والمرض في أفريقيا، ولكنه غادر البيت الأبيض ترافقه شركة علاقات عامة، ترتب له محاضرات مدفوعة عبر العالم بالملايين، بينما هو يمارس رياضة التزلج على الماء ولعبة الغولف في كاليفورنيا مع أحد أثرياء العالم.

7- أن لا يكفّ عن التعهد بحماية أمن إسرائيل وتعزيز تفوّقها في المنطقة، عسكريا واقتصاديا وسياسيا، واعتبار ذلك معيارا أساسيا مع بلدان العالم العربي، والضغط عليها من أجل بناء علاقاتٍ طبيعيةٍ مع دولة الاحتلال، من دون أن يتطرّق للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وإن اضطر إلى ذلك عليه أن يلخصه في ضرورة العمل على معاودة المفاوضات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، من أجل منح الفلسطينيين حكما ذاتيا يمكّنهم من مواجهة الإرهاب الذي ينمو في أوساط شبابهم. وربما عبّر عن كرمٍ خاص في مساعدة السلطة الفلسطينية، من أجل تعزيز أجهزتها الأمنية.

8- أن يعلن انخراطه في الحرب ضد الإرهاب على داعش، وهذا يعني، في المقام الأول، إرسال الأساطيل البحرية المحملة بالطائرات، لضرب المدن الآهلة بالسكان، مثل الموصل والرقة، بصواريخ الطائرات المنطلقة من على ظهور البوارج التي يمضي جنودها وقتهم بصيد السمك في مياه البحر المتوسط.

بعد أن تنتهي هذه الخطوات، نكون قد توصلنا إلى صناعة رئيس جديد، جاهز للظهور أمام كاميرات التلفزيون بابتسامة عريضة، ومن حوله مجموعة من القتلة المتنكرّين واللصوص المحترفين، وحينها ليست هناك مشكلة أن تسميه فرانسوا أو ماري، ويمكن أن نستكمل له بقية الإكسسوار بالعودة إلى رواية جورج أورويل “1984”.

العربي الجديد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى