وجد شعلان

رد على الأستاذ حسين الشيخ

تحية لقراء موقع صفحات سورية و”لفريق عمله” :

نتيجة خلاف في وجهات النظر ومجموعة من التفاصيل التقنية تخليت عن رئاسة تحرير موقع صفحات سورية لهذا الشهر، وقد نشر الموقع إعلانا بمناسبة ذلك، وساقوم في السطور التالية بالتعقيب على ما يستحق التعقيب من هذا الإعلان :

يتكلم كاتب الإعلان عن فكرة رئيس التحرير الزائر يقبع وراءها إيمان بالديموقراطية ويشرح ذلك بقوله  “يعني أن نتخلى طواعية للآخر عن رسم سياسة التحرير، ونقدم له الفرصة كي يكون هو من يخطط وهو من يكتب الافتتاحية وهو من يقرر بالنهاية ، ” ولكنه لا يلبث ان يناقض نفسه عبر قوله ” قرر الموقع عدم قبول رأيه في تنظيم أولويات النشر، اللائحة التي أرسلها تضم اتجاها واحدا هو الذي يتفق مع رأيه ” . هذا النوع من الممارسات لا يذكرنا اليوم إلا بعقليات العلمانوين الاستعلائيين الرائجين اليوم والذين ما أن رأوا الإسلاميين يتصدرون الانتخابات، بدأوا بالتشكيك بالربيع العربي وترديد مقولة “لا ديموقراطية لغير الديموقراطيين” التي أطلقها ذات يوم منظّر الفاشستية اليمينية “فوكوياما” .. !

هذا التناقض كامن على اعتبار أنني لم أكن ديموقراطياً في اختيار مواد الموقع، مع العلم أن ذلك لا يلامس الحقيقة برايي ومع العلم أن الموقع يحاول أن يتبع سياسة الارشفة كي يحقق نقطة جذب لزواره وأن كل ما أستطيع فرض حضوري فيه هو اختيار المواد العشرة الأساسية التي  ستتصدر الصفحة الرئيسية !

وفي ما يتعلق بالنقطة الثانية، وحول تقصيري في التعاون والتنسيق مع فريق الموقع، لم استطع أن أتواصل إلا مع الأستاذ حسين الشيخ الذي يبدو أنه “فريق العمل”  ولم يقترح الأستاذ حسين أي طريقة منظمة وجدية للتواصل سوى الدردشة الفيسبوكية .. فعن أي عمل جماعي وأي فريق عمل يتحدث كاتب الإعلان !

وبخصوص هذه النقطة فإني لا أخفي وجود بعض التقصير من ناحيتي بسبب ضغوط العمل اليومي، فأنا مجرد مدون شاب لا أتكسب من العمل الثقافي وإنما من عملي الهندسي، وكنت قد وضحت ذلك للاستاذ حسين قبل استلامي لمهمة رئاسة التحرير.

وبالنسبة للنقطة الثالثة، فهي ذات شقيين، الشق الأول عن عدم عنايتي بموادي،وهنا لا استطيع إلا أن أستعيد النقطة التي طرحتها في البداية عن “لا ديموقراطية بلا ديموقراطيين”،  خيار الموقع يجب أن يتحمله بغضالنظر عن نوعية المادة ، فهو من قام بانتقاء رئيس التحرير ويفترض بـ “فريق العمل” أن يطون على اطلاع على السوية التي يكتب بها!

وحول الشق الثاني، حول العمل الميداني وحوارات الأيميل، لم أقل أنني أمتلك التفرغ والاهتمام والجراة وما إلى ذلك من شروط كي اقدم تقريرا ميدانيا، ولم يطلعني الاستاذ حسين على ضرورة ذلك ولم يشترطه، كل ما في الأمر أن عين الاعتبار الخاصة بي لم تتنبأ بأفكار الاستاذ حسين .. يا صديقي .. وكما يقول زياد الرحباني .. عين الاعتبار قد تبلى بالعمى !

كثيرا ما تساءلت، لماذا أحب أن أنهي جملي بإشارة التعجب، لم اصل إلى جواب مقنع، قد يكون ذلك تعبيراً عن ذات رافضة للمعرفة والتفاعل، ولكنه قد يكون ايضاً نوع من الدهشة التي تصيبني باستمرار من الرسوخ الخفي لقيم الاستبداد في بعض العقليات التي كنت أتحسس فيها فرادةً وعمقاً ديموقراطيا لطالما عولت عليه !

وفي النهاية، اتفهم من الأستاذ حسين أن يحاول المنافحة عن موقعه ورؤيته لموقعه على اعتبار أنه قد يشكل أحد مشاريع حياته الأساسية ومرآة نرسيس أخرى يتمرى من خلاله ولكنني أتمنى عليه أن يتخلص من النزعة الرومانسية الاستعلائية والتوفيقية وأن يعمّق فهمه للديموقراطية وأن يمضي في مغامرتها !

مع مودتي

وجد شعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى