أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 28 كانون الثاني 2015

 

20 قتيلا وجريحاً بـ «براميل» على إدلب… والنظام يقصف درعا

لندن – «الحياة»

 

شن الطيران السوري غارات على ريف إدلب في شمال غربي البلاد، بينها خمسة «براميل متفجرة» ألقتها مروحيات على بلدة في جبل الزاوية، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرين شخصاً، في وقت قتل 16 في جنوب البلاد بغارات بعد يومين على خسارة قوات النظام «اللواء 82» الاستراتيجي في ريف درعا بين دمشق والأردن.

 

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن الطيران المروحي ألقى عدداً من «البرميل المتفجرة على مناطق في بلدة البارة في جبل الزاوية، ومناطق أخرى في قرية حزارين وبلدة معرة ماتر في الريف الجنوبي لإدلب، في وقت نفذ الطيران الحربي 3 غارات على مناطق في قرية طلب، وغارتين أخريين على مناطق في قريتي أم جرين والحميدية في ريف أبو ضهور، وسط قصف من قوات النظام على مناطق في بلدة أبو الظهور، بالتزامن مع قصف من الطيران المروحي ببرميلين متفجرين على مناطق في البلدة، في حين استشهد رجل من بلدة سراقب متأثراً بجروح أصيب بها نتيجة تنفيذ الطيران الحربي غارة على مناطق في البلدة في وقت سابق».

 

في المقابل، قال نشطاء معارضون أن الطيران المروحي «ارتكب مجزرة مروعة في قرية كنصفرة في جبل الزاوية عندما ألقى أكثر من خمسة براميل متفجرة على القرية، ما أدى إلى سقوط 20 شخصاً بين قتيل وجريح، حيث تحول بعض الجثث إلى أشلاء، إضافة إلى دمار واسع قي المنازل السكنية».

 

وقالت «الدرر الشامية» أن إدارة معبر باب الهوى في ريف إدلب قالت أنّ المعبر «لا يزال مغلقاً من الجانب السوريّ عقب الإشكال الذي حدث عصر أمس بين حرس الحدود التركيّ والسوريّ، بينما هو مفتوح من الجانب التركيّ أي يسمح بالدخول من تركيا إلى سورية وليس العكس».

 

وعاودت السلطات التركية فتح معبر أطمة بريف إدلب، بعد إغلاق دام قرابة الشهر.

 

في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» أن «فصائل إسلامية أطلقت قذائف على أماكن في مناطق مشقيتا وسقوبين وعين البيضا والبهلولية وأماكن أخرى في منطقتي جب حسن، ما أدى إلى استشهاد 3 على الأقل بينهم مواطنة، وسقوط عدد من الجرحى، والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة»، فيما «نفذ الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في بلدة سلمى بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي».

 

في الوسط، قصفت قوات النظام مناطق في الأراضي الزراعية المحيطة بمنطقة الحويجة في سهل الغاب، وفق «المرصد» الذي أشار إلى «قصف من الطيران المروحي ببرميلين متفجرين على أماكن في المنطقة، فيما ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على مناطق في قرية حمادة عمر بناحية عقيربات في ريف حماة الشرقي، وسط تنفيذ الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في قريتي الرهجان وقليب الثور بريف حماة الشرقي». وقصفت قوات النظام مناطق في بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، في حين سقطت قذائف هاون على مناطق في قرية قرمص بريف حماة الجنوبي.

 

شمالاً، قال «المرصد» أن «حركة إسلامية استهدفت مدفعاً لقوات النظام في منطقة سيفات في الريف الشمالي لحلب، ووردت أنباء عن إصابة عنصر من قوات النظام على الأقل، كما قصف الطيران الحربي أماكن في محيط منطقتي سيفات وحندرات بريف حلب، بينما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق بالقرب من مسجد أنس بن مالك في حي بستان القصر بمدينة حلب».

 

في شمال شرقي البلاد، أبلغت مصادر موثوقة نشطاء «المرصد» بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) اعتقل عدداً من المواطنين في بلدة الطيانة في الريف الشرقي لدير الزور وفي مدينة دير الزور واقتادهم إلى أحد مقاره.

 

وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» اعتقل أول من أمس 5 رجال في قرية ماشخ بالريف الشرقي لدير الزور، من بينهم أحد أعضاء المجلس المحلي للقرية واقتادهم إلى أحد مقاره. وكان «المرصد» قال انه «ارتفع إلى 19 على الأقل هم 7 من جنسيات عربية وأجنبية و12 من الجنسية السورية عدد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» الذين لقوا مصرعهم في الاشتباكات العنيفة التي دارت مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في المزارع الواقعة في شمال مطار دير الزور العسكري وشمال شرقي كتيبة الصواريخ، التي تمكنت قوات النظام من السيطرة عليها»، لافتاً الى سقوط «قتلى وجرحى من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الاشتباكات ذاتها».

 

في جنوب البلاد، دارت منذ صباح أمس «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر حزب الله اللبناني من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة من طرف آخر في حي جوبر شرق دمشق، ترافق مع قصف قوات النظام مناطق الاشتباكات»، وفق «المرصد» الذي أشار إلى أن قوات النظام قصفت بعد منتصف ليل الإثنين – الثلثاء مناطق في مدينة داريا، في حين تعرضت بعد منتصف ليل أمس مناطق في جرود منطقة القلمون وجرود عرسال على الحدود السورية – اللبنانية لقصف جوي، و «وردت أنباء عن خسائر بشرية». وبث نشطاء معارضون فيديو أظهر قنص مقاتلي المعارضة ضابطاً في مدينة داريا.

 

وأعلن قائد «جيش الإسلام» زهران علوش، أن مقاتليه قصفوا دمشق بحوالى مئة قذيفة وصاروخ، لافتاً إلى أنه يعد لـ «مفاجآت أخرى» في الأيام المقبلة.

 

وكان علوش نفى في مؤتمر صحافي متلفز عقد في الغوطة الشرقية أمس، «علاقة الضربة الصاروخية الأخيرة على دمشق بمؤتمر موسكو أو غيره». وأضاف أنه «لايعرف إن كان هناك مؤتمر في موسكو حالياً، ولا يهتم، ويعتبرُ كل هذه المؤتمرات مؤامرت ضد الأمة».

 

وتابع أن «الدفعة الأولى من الصواريخ التي أطلقناها فاقت 100 صاروخ، وكان هدفها الردع (..) واضح أن النظام لم يرتدع، ولذلك نجهز للنظام مفاجأة أكبر».

 

وكان «جيش الإسلام» قصف دمشق بعشرات القذائف وأعلن حظر التجول، رداً على غارات شنتها مقاتلات النظام على الغوطة الشرقية أسفرت عن عشرات القتلى بينها 50 قتلوا بقصف سوق شعبي في بلدة حمورية.

 

وقال علوش: «أطلقنا أكثر من 14000 صاروخ وقذيفة على فوج الكيمياء ولم نعلن عن ذلك مسبقاً، ولكن الوضع في دمشق مختلف، لذلك نوهنا بالقصف الذي سنقوم به».

 

وأعلن أمس عن سقوط قذائف على حي المزرعة خلف السفارة الروسية والمالكي والجمارك في دمشق، إضافة إلى أحياء أخرى في دمشق.

 

وبين دمشق والأردن، قال «المرصد» أنه «ارتفع إلى 16 عدد الشهداء الذين قضوا في مدينة درعا، بينهم 15 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة والإسلامية من ضمنهم قائد في كتيبة إسلامية وإعلامي في كتيبة إسلامية استشهدوا في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف درعا، وسيدة من مدينة إنخل استشهدت نتيجة قصف من قوات النظام على مناطق في المدينة». وألقى الطيران المروحي «برميلين متفجرين على مناطق في بلدة إبطع، بينما قصفت قوات النظام مناطق في بلدات عقربا وعتمان وصيدا والجيزة ودير العدس ومدينة إنخل، ومناطق أخرى في قرية حامر بمنطقة اللجاة، فيما تتعرض أماكن في درعا البلد لقصف من قوات النظام، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة».

 

وكانت قوات النظام صعدت قصفها على ريف درعا بعد سيطرة «الجيش الحر» على مقر «اللواء 82» التابع للدفاع الجوي وسيطرة المعارضة على أسلحة وذخيرة ومضادات جوية من المقر.

 

«الباسيج» يشرف على «حزب الله» السوري

طهران – محمد صالح صدقيان – موسكو – رائد جبر

 

لندن، أنقرة، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – أكد مسؤول في «الحرس الثوري الإيراني» أمس، تأسيس «حزب الله» في سورية بواسطة مستشارين ينتمون إلى «قوات التعبئة الشعبية» (الباسيج)، في وقت أعلنت إسرائيل سقوط قذيفتين بـ «قصف متعمد» على الجولان المحتل. واتفق المعارضون في «منتدى موسكو» على ورقة تتضمن مطالب، بينها وقف إلقاء «البراميل المتفجرة» وإطلاق المعتقلين، لعرضها على وفد النظام اليوم. (المزيد)

 

وقال مساعد قائد «مقر الإمام الحسين» التابع لـ «الحرس الثوري» حسين همداني أمس، إن «حزب الله السوري يعمل تحت يافطة القوات الشعبية المنضوية في قوات الدفاع المدني وتضم 95 في المئة من أبناء السنة مقابل واحد في المئة للشيعة» السوريين، لافتا إلى «تأسيس 14 مؤسسة ثقافية للتعبئة الشعبية في 14 محافظة سورية تتمتع بثقافة الباسيج، إلی جانب الجيش (النظامي) السوري بالشكل الذي أوجدت تطورات مهمة في صفوف المقاتلين في الجيش أو القوی الشعبية»، لافتاً إلى «مواجهة جبهة الثورة الإسلامية امتدادات إلی سواحل البحر المتوسط، وان مقتل (العميد في الحرس الثوري) محمد علي الله دادي في الجولان السوري يؤشر إلی امتداد مساحة المواجهة التي وصلت أيضاً إلی القرن الأفريقي».

 

وحذر مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في ذكرى علي دادي التي شارك فيها قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس: «بعثنا رسالة الى الولايات المتحدة عبر القنوات الديبلوماسية أعلنا فيها للأميركيين أن النظام الصهيوني تخطى بهذا العمل (اغتيال علي دادي) الخطوط الحمر الإيرانية. وقلنا إن على المسؤولين (الإسرائيليين) توقع عواقب أعمالهم».

 

وأعلن الجيش الإسرائيلي امس سقوط «صاروخين على الأقل» أطلقا من سورية في الجولان وقام بإطلاق نيران مدفعية باتجاه سورية. وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنير أن النيران التي قدمت من سورية كانت «متعمدة وليست امتداداً من الحرب الأهلية في سورية» كما حصل سابقاً.

 

وعزز الجيش الإسرائيلي وجوده على الحدود منذ هذه الغارة التي وقعت في الجولان وأدت الى سقوط ستة قتلى بينهم جهاد مغنية نجل القائد العسكري لـ «حزب الله» عماد مغنية. وأكد مصور لوكالة «فرانس برس» أن الجيش الإسرائيلي أغلق الطرق في الجولان، خصوصاً تلك القريبة من محطة التزلج في جبل الشيخ الذي تحتله إسرائيل، بينما قام الجيش بإجلاء الزوار كافة من هناك.

 

سياسياً، اتفق المعارضون في موسكو أمس على تقديم «القضايا الإنسانية العاجلة» وترحيل الملفات السياسية. وانتهت مشاورات استمرت يومين إلى «ورقة عمل» لعرضها على وفد الحكومة السورية اليوم، وتضمنت مطالب تتعلق بملفات «المعتقلين والأسرى والمختطفين» ومجالات الإغاثة والتهدئة في المناطق الأكثر تضرراً وتسهيل دخول المساعدات ووقف إلقاء «البراميل المتفجرة». ولفت المشاركون إلى أهمية الدور الروسي كـ «ضامن» للتنفيذ.

 

وشهدت جلسة امس خلافات حول ملفين، يتعلق احدهما بموضوع حصر انتشار السلاح بالجيش فقط في المرحلة الانتقالية، وهو أمر عارضه متحدثون أكراد وأشاروا الى «وحدات حماية الشعب الكردي». وتعلق الموضوع الخلافي الثاني بموضوع الحكم الذاتي للأكراد الذي طرحه بعض الحضور وأثار استياء آخرين، وفق مصادر الحاضرين. وقالت إن إجماعا ظهر إزاء ضرورة محاربة الإرهاب، مع اشتراط عدد من المشاركين تنفيذ النظام مطالبهم قبل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.

 

غارة إسرائيلية على أهداف للجيش السوري في الجولان

القدس – الأناضول

 

أعلن الجيش الإسرائيلي انه أغار منتصف الليلة الماضية على أهداف للجيش السوري في هضبة الجولان، مشيراً إلى أنه «يعتبر النظام السوري مسؤولاً عما يحدث في أراضيه».

 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي ادرعي، في تغريدة عبر موقع «تويتر» إنه «أغارت طائرات سلاح الجو (الإسرائيلي) بعد منتصف الليلة على أهداف للجيش السوري النظامي في هضبة الجولان، رداً على إطلاق القذيفتين الصاروخيتين على أراضينا أمس (الثلثاء)».

 

وأضاف أدرعي أن «الجيش الإسرائيلي يعتبر النظام السوري مسؤولاً عما يحدث في أراضيه، وسيتحرّك في أيّ طريقة وزمان لحماية مواطني إسرائيل».

 

ومضى المتحدث الإسرائيلي قائلاً إنه «تمّت إصابة أهداف الجيش السوري بدقة».

 

بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، إن «الغارة الجوية تشكّل رسالة إلى النظام السوري مفادها أن إسرائيل لن تتحمل إطلاق النار على أراضيها، والمسّ بسيادتها، وأنها ستردّ على أي حادث من هذا القبيل بشدة وإصرار».

 

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن يعالون قوله إن «إسرائيل لن تمرّ مرور الكرام على محاولات إرهابية للمسّ بأمن وسلامة مواطنيها ولن تتسامح معها».

 

ولم يسفر سقوط قذيفتين صاروخيتين أُطلقتا على مرتفعات الجولان، ظهر أمس (الثلثاء)، إلى وقوع إصابات، فيما ردّ الجيش الإسرائيلي فوراً باستخدام المدفعية، ألا أنه عاد وشنّ غارات جوية على مواقع في منتصف الليل.

 

وفي وقت سابق، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر عسكرية إسرائيلية، لم تحدد هويتها، ترجيحها «وقوف عناصر حزب الله اللبناني وراء إطلاق القذيفتين الصاروخيتين على الأراضي الإسرائيلية أمس، بالتعاون مع قوات الجيش السوري النظامي».

 

ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخين على الجولان، كما لم يصدر عن النظام السوري أي تعليق رسمي حول الموضوع حتى صباح اليوم (الساعة 6:35 ت غ).

 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بيتر ليرنر، في وقت سابق أمس (الثلثاء)، إن صاروخين سقطا على مرتفعات الجولان السورية التي تحتل إسرائيل نحو ثلثي مساحتها.

 

وأضاف في تغريدة عبر حسابه الشخصي على «تويتر» إنه «تم تأكيد سقوط صاروخين على مرتفعات الجولان».

 

بدورها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي أول من أمس (الإثنين) إن القوات الإسرائيلية ردّت بإطلاق المدفعية على مصدر إطلاق الصاروخين، مشيرة إلى أنهما «أُطلقا من الأراضي السورية»، دون أن تحدّد الجهة التي قامت بإطلاقهما.

 

ويأتي إطلاق الصاروخين بعد نحو أسبوعين من مقتل 6 عناصر وقادة في حزب الله اللبناني، في هجوم بطائرة بدون طيار عليهم، لدى تواجدهم في سورية.

 

وألمح مسؤولون إسرائيليون إلى مسؤولية إسرائيل عن هذا الهجوم.

 

مسؤول أميركي: من السابق لأوانه القول بإنجاز المهمة في كوباني

واشنطن – رويترز

 

قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، أمس (الثلثاء)، إن طرد المقاتلين الأكراد لقوات تنظيم «الدولة الإسلامية» من مدينة كوباني (عين العرب) السورية، أوقف تقدّم التنظيم المتشدد، لكن ذلك لا يمثل نقطة تحوّل هامة في الحملة الشاملة عليه.

 

وأضاف المسؤول أن تقهقر التنظيم في المدينة التي دمرتها الحرب، قرب الحدود التركية، لا يعني أن «يعلن أي شخص إنجاز المهمة» في الحملة الدولية على الجماعة المتشددة التي استولت على أجزاء من سورية والعراق.

 

وساعدت الضربات الجوية لقوات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وجهود مقاتلي قوات البشمركة العراقية الكردية ووحدات حماية الشعب الكردية السورية في معركتها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، بعد أن ناشدت المجتمع الدولي لمساعدتها خلال حصار المدينة.

 

وقال المسؤول للصحافيين: «جرى استعادة 90 في المئة من المدينة، ومقاتلو التنظيم بدأوا الانسحاب من المدينة، سواء كان ذلك استناداً لأوامر أو لانهيار صفوفهم»، مشيراً إلى أن عدد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» الذين قُتلوا في كوباني يزيد على ألف.

 

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه «أوقفت الفكرة برمتها في كوباني لهذا التنظيم الذي يزحف ويتوسع بشكل لا مفرّ منه».

 

وشنّ المتشددون الإسلاميون هجوماً على المدينة التي يغلب على سكانها الأكراد في أيلول (سبتمبر) الماضي، واستخدموا الأسلحة الثقيلة التي استولوا عليها من العراق، وأجبروا عشرات الآلاف من السكان على الفرار عبر الحدود إلى تركيا.

 

وأصبحت المدينة التي تُعرف أيضاً باسم «عين العرب» محوراً رئيسياً في الحملة الدولية على التنظيم المتشدد.

 

ويبدو أن اسقاط الولايات المتحدة للأسلحة على الأكراد والاتفاق مع تركيا على السماح بتعزيزات من الأكراد العراقيين عبر الحدود حالا دون سقوط كوباني تماماً.

 

وقال المسؤول إن أكبر تقدّم في ساحة المعركة تحقق بمجرد فتح ممر بري من تركيا إلى كوباني مما سمح بوصول الإمدادات إلى المقاتلين الأكراد بدعم من الضربات الجوية الأميركية.

 

«داعشيات» أوروبا يشغلن التلفزيون السويدي

قيس قاسم

 

كشف برنامج «أجندة» السويدي أن تركيز «الدولة الإسلامية» يجري الآن على كسب وإشراك أكبر عدد من المسلمات المقيمات في الدول الأوروبية وتشجيعهن على السفر إلى سورية والعراق. وأوضح أن السويد من بين تلك الدول التي تشهد تزايداً ملحوظاً في عدد الفتيات المجندات لدى التنظيم واللواتي يذهبن منها إلى مناطق ملتهبة في الشرق الأوسط. وأشار أحد المسؤولين في جهاز الشرطة السرية السويدية للبرنامج التلفزيوني إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الفتيات المشاركات في القتال إلى جانب المنظمات الإرهابية من المناطق المكتظة بالمهاجرين في استوكهولم.

 

فبعد عرض ريبورتاج تلفزيوني مفصل عن ظاهرة انضمام الفتيات إلى «داعش» تظهر فيه والدة إحداهن وهي تتساءل بحيرة: «لا أعرف كيف يفكر أولادي وماذا يدور في رأسهم؟»، يجري البرنامج مقابلة مع المستشارة الاجتماعية لشؤون العائلة في منطقة رنكبي سونيا شريفاي التي أشارت إلى زيادة القلق عند العائلات التي تغادر منها شابات إلى سورية والعراق لأنه وفي معظم الحالات تسافر الفتاة من دون إخبار أهلها بوجهتها ما يزيد من قلقهم وحيرتهم. «يعبر كثر من الأهالي لي عن خوفهم ورعبهم من فكرة اختفاء بناتهم فجأة ومن دون مقدمات بخاصة وأن بعضهن صغير السن ما يضيف شعوراً بالذنب عند الأهل ولو كنت أنا في مكانهم لشعرت بالشعور ذاته».

 

الجهات السويدية المعنية بالأمر تشعر بالعجز من فهم الظاهرة الخطيرة، ولهذا تتوجه إلى المنظمات الأجنبية ذات الصلة المباشرة بالمهاجرين ومن بينهم أئمة الجوامع الذين يعوّل عليهم في تقليص هذا النشاط. وتلعب بعض المساجد كما يظهر في التقرير دوراً جيداً في الحد من التحاق الفتيات، ومع هذا لا يخفي إبراهيم بورالي من «الجمعية الإسلامية في رنكبي» قلقه من الظاهرة ويعتقد بأنه ومن خلال التعليم الصحيح والموجه إلى الشباب وأهاليهم يمكن الحد من سفر المسلمات إلى العراق وسورية».

 

القيادية في الحزب الاشتراكي الديموقراطي والمشرفة على برنامح «الحد من العنف والتطرف» منى سالين قالت بصراحة أثناء حضورها البرنامج إن هناك «حظراً» قوياً على موضوع انضمام الفتيات إلى «داعش» لحساسيته الشديدة ولجهل المؤسسات السويدية بالمسألة وطرق التعامل معها». واعترفت بأن «الصورة غامضة» والأسباب غير معروفة ومختلفة، فبعض الفتيات ينزل للقتال وبعضهن الآخر للزواج وقسم منهن يرافق الأزواج الذاهبين إلى هناك». وأشارت إلى مسألة قضية الخوف من انتشار خبر ذهاب فتاة ما إلى مناطق القتال الذي يحرص الأهل على إحاطته بالسرية «ولكن الشيء الحسن الآن أن الحديث لا يجري عن وجوده من عدمه بل يتعلق بالتفكير والعمل على معالجته». وحذرت من معاقبة المجتمع للمسلمين ودعت إلى التعاون معهم في قضية تخص المجتمع السويدي كله.

 

وجّه البرنامج السؤال التالي إلى المشاركين فيه: «هل تذهب الفتيات المسلمات بإرادتهن؟». الإجابة كانت متباينة لكنّ بعضها كشف عن وجود عوامل اجتماعية تدفع الفتيات لمغادرة بيوتهن من بينها ضغوطات عائلية وبعضها بدوافع الزواج بطرق غير قانونية. ولهذا دعت غالبية المشاركين للنظر إلى المشكلة ليس من زاوية الخروقات القانونية واعتبار تلك الزيجات ضمن خانة «الانتفاع المادي» غير الشرعي بل المساعدة في إعادة الفتيات إلى البلاد.

 

يكشف أحد مسؤولي الشرطة السرية السويدية للبرنامج الإجراءات المتخذة للحد من التحاق الفتيات بـ «داعش» الذي أخذت نسبته بالارتفاع أخيراً وفق الإحصائيات التي قدمها ومنها نشاطات غير المسلمين كما في الحالة الأوكرانية مثلاً، مشدداً على «أهمية العمل «الاستباقي» من خلال تحمل السياسيين لدورهم في التقرب من المهاجرين ومعالجة مشكلاتهم بعد أن تركوها طويلاً».

 

أجرى البرنامج مسحاً لخريطة المشكلة فعرض أساليب المنظمات الإرهابية في كسب الفتيات وغسل أدمغتهن بدعاية مركزة ومؤثرة لدرجة اعترفت فيها المسؤولة السويدية بوجود مجموعة من الشباب من أصول مسلمة شديدة الإيمان بأيديولوجية المنظمات المتشددة. كما أن الأمر لم يعد محصوراً بالأشخاص المهمشين وقليلي التعليم لأن بين الذاهبين إلى «داعش» من يتمتع بمستوى دراسي وأكاديمي جيد. واعترفت بوجود حواجز بين المؤسسات السويدية والمهاجرين وبخاصة المتشددين منهم ما يتطلب عملاً مثابراً لكسر تلك الحواجز. ولهذا وضحت في البرنامج عمل مركز المساعدة القومي الحديث التكوين ودوره للَجم انتشار الأفكار المتشددة في السويد بكل أشكالها وإيقاف سياسة التخويف من الإسلام والمسلمين التي تزيد الفوارق بينهم وبين المجتمع.

 

قصف يزيد التوتر في الجولان إيران حذّرت إسرائيل عبر واشنطن

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب ، أ ش أ)

سادت اجواء التوتر مجدداً الحدود الشمالية لاسرائيل مع سقوط اربعة صواريخ في مرتفعات الجولان السورية المحتلة مصدرها الاراضي السورية ورد اسرائيل بقصف ما وصفته بالمواقع التي انطلقت منها الصورايخ. وأعلن الجيش الاسرائيلي ان القصف بالصواريخ لم يكن خطأ (ص 12)، وقت اعلنت ايران انها وجهت تحذيراً الى تل ابيب عبر الولايات المتحدة من ان عليها ان تتوقع “عواقب” لاستهدافها الجنرال في الحرس الثوري الايراني محمد علي دادي مع ستة من كوادر “حزب الله” في منطقة القنيطرة السورية في 18 كانون الثاني الجاري.

وقال مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان، على هامش احتفال ديني في ذكرى دادي: “بعثنا برسالة الى الولايات المتحدة عبر القنوات الديبلوماسية اعلنا فيها للاميركيين ان النظام الصهيوني تخطى بهذا العمل الخطوط الحمر الايرانية”. وأضاف: “في هذه الرسالة قلنا ان على المسؤولين (الاسرائيليين) توقع عواقب أعمالهم”.

وأكد قائد الحرس الثوري الايراني بالوكالة الجنرال حسين سلامي ان ايران ستنتقم قريباً لمقتل دادي. وقال: “نقول لهم ان ينتظروا الانتقام، لكننا نحن من سيقرر زمانه ومكانه وقوته”.

وشارك في الاحتفال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني.

وفي واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي بأن واشنطن لم تنقل أية تحذيرات الى ااسرائيل خلال الجولة الاخيرة من المفاوضات النووية بين المسؤولين الاميركيين والايرانيين. وقالت: “اننا نندد بمثل هذه التهديدات بأي شكل من الاشكال”.

 

كوباني

وعلى جبهة اخرى في سوريا، اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس ان تركيا لا تريد منطقة كردية خاضعة لحكم ذاتي في سوريا على غرار تلك القائمة في العراق، وذلك غداة سيطرة المقاتلين الاكراد على مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) على الحدود مع تركيا وطرد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) منها.

وبينما اكدت “وحدات حماية الشعب” الكردية “تحرير” كوباني الاثنين لتحرم “داعش” السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية، قالت واشنطن ان المقاتلين الاكراد يسيطرون حاليا على نحو 90 في المئة من المدينة.

وأبلغ مسؤول بارز في وزارة الخارجية الاميركية الصحافيين ان “داعش الآن… بدأت في الانسحاب من المدينة”. الا انه حذر من ان مقاتلي التنظيم “قادرون على التكيف ويتمتعون بالقدرة على المقاومة”. ولم تعلن اية جهة “انتهاء المهمة”. واكد ان الولايات المتحدة ونحو 60 شريكا في الائتلاف الدولي يشنون “المرحلة الاولى من حملة ستستمر سنوات عدة”.

ويقول مراقبون ان “داعش” خسر نحو 1200 مقاتل في معركة كوباني من أصل 1800 قتلوا في الاجمال، على رغم انه كان أفضل تسليحا من المقاتلين الاكراد بفضل استيلائه على اسلحة متطورة من قواعد عسكرية عراقية وسورية. وقال المسؤول الاميركي: “نحن لا نخوض في اعداد القتلى، لكن العدد الاجمالي لقتلى مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية مؤلف من اربعة ارقام”. واشار الى ان عدد كبير من المقاتلين الاجانب – ومنهم الكثير من اوستراليا وبلجيكا وكندا والشيشان – كانوا بين القتلى، رافضا اعطاء عدد محدد ومكتفياً بان العدد “كبير جداً”.

 

أردوغان لا يريد “كردستان” في سوريا بعد انتصار الأكراد في كوباني “وحدات حماية الشعب” تواصل القتال لطرد “داعش” من محيط المدينة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس ان تركيا لا تريد منطقة كردية خاضعة لحكم ذاتي في سوريا على غرار تلك القائمة في العراق، وذلك غداة سيطرة المقاتلين الاكراد على مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) على الحدود مع تركيا وطرد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) منها.

نقلت الصحف التركية عن اردوغان أمام مجموعة صحافيين في الطائرة التي عادت به الى انقرة في ختام جولة في افريقيا: “لا نريد تكرارا للوضع في العراق، شمال العراق. لا يمكننا الان ان نقبل نشوء شمال سوريا”.

ونسبت اليه صحيفة “حريت”: “يجب ان نحافظ على موقفنا في هذا الموضوع وإلا فسيكون شمال سوريا مثل شمال العراق. هذا الكيان سيكون مصدر مشاكل كبيرة في المستقبل”.

ودافع مجدداً عن فكرته اقامة “منطقة حظر طيران” و”منطقة امنية” على الحدود السورية، مكررا معارضته الشديدة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال: “هدفنا هو النظام. مع النظام الحالي لا يمكن ان يستمر شيء في سوريا”، منتقدا موقف واشنطن “عدم استهداف النظام مباشرة”. واضاف: “لا يمكننا التوصل الى حل بهذه الطريقة. وسيحصل في سوريا تحديدا ما حصل في العراق”، اي اقامة منطقة حكم ذاتي على رغم ان تركيا تقيم علاقة تعاون وثيقة مع اكراد العراق.

ومعلوم ان تركيا اعتمدت موقفا غامضا من هذه المسألة ورفضت المشاركة في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لضرب مواقع جهاديين في العراق وسوريا او دعم اكراد سوريا.

وسبق لاردوغان ان وصف حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي كان يخوض المعارك ضد تنظيم “داعش” بانه”ارهابي” على غرار “حزب العمال الكردستاني” الذي يخوض حربا مسلحة منذ 1984 على الاراضي التركية.

وبعد الضغوط الكبيرة التي مارسها حلفاؤه، قرر النظام الاسلامي المحافظ في انقرة القيام بمبادرة فسمح بمرور قوات البشمركة العراقية عبر اراضيها لدعم المقاتلين الاكراد خلال دفاعهم عن كوباني.

وعلى غرار ما حصل في سوريا، فان هزيمة “الدولة الاسلامية” في كوباني أثارت مشاعر فرح في جنوب شرق تركيا على الحدود مع العراق وسوريا وحيث تقيم غالبية كردية. ونزل آلاف الاشخاص الى شوارع المدن الرئيسية مثل دياربكر وهكاري ولكن ايضا في اسطنبول بشمال غرب البلاد للاحتفال بالنصر .

واستناداً الى مصور لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”، فإن قوى الامن التركية تدخلت في سوروتش لمنع المرور من الحدود التركية الى كوباني.

وقد استخدمت قوى الامن قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد مجموعات من الاشخاص كانوا يقتربون من الحدود، فيما احتشد الاف المتظاهرين قرب مركز مرشد بينار الحدودي للاحتفال باستعادة المدينة التي كان تنظيم “الدولة الاسلامية” يسيطر على اجزاء منها.

ورددت الجموع التي احتشدت تلبية لدعوة من حزب الشعب الديموقراطي الموالي للاكراد هتافات مؤيدة لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي، التي دافعت عن المدينة طوال اكثر من اربعة اشهر من المعارك الشرسة، على مسافة كيلومترات من الحدود التركية. وتمكن عشرة من نواب حزب الشعب الديموقراطي من التوجه صباحا الى كوباني للقاء سلطاتها المحلية، كما اعلنوا على شبكات التواصل الاجتماعي، ونشروا صورتهم وسط المدينة التي دمرتها المواجهات.

وفور الاعلان عن “تحرير” كوباني، بدأ سكانها يعدون العدة للعودة اليها. وقال نائب وزير خارجية مقاطعة كوباني (الادارة الذاتية) ادريس نعسان في اتصال هاتفي: “الناس فرحون جدا. وهم يحتفلون. المعنويات مرتفعة”. الا انه اشار الى ان السلطات المحلية تطلب من الناس التريث في العودة الى منازلهم.

وأكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له و”وحدات حماية الشعب” الكردي إن القوات الكردية لا تزال تخوض معارك ضد “داعش” خارج كوباني.

وجاء في بيان لـ”وحدات حماية الشعب” في وقت متقدم الاثنين: “نحن كوحدات حماية الشعب نعلم ان الواجب الذي يقع على عاتقنا لم ينته بعد، لان أمامنا حملة تحرير باقي مناطق مقاطعة كوباني ولهذا نجدد عهدنا بان نستكمل حملتنا ونكللها بالانتصارات”. وشكر “كل من ساندنا وساعدنا في هذه المقاومة وحملة التحرير”، معددا قوى الائتلاف الدولي والكتائب التابعة لـ”الجيش السوري الحر” وقوات البشمركة العراقية. ووصف “تحرير مدينة كوباني كاملة” بانه “انتصار لثورة روج آفا (غرب كردستان) وسوريا الديموقراطية والانسانية جمعاء ضد وحشية وظلامية مرتزقة داعش”.

 

واشنطن تدعم مؤتمر موسكو.. لدمج الجيش في التحالف ضد الإرهاب

المعارضة السورية تقدم ورقتها للسلطة اليوم: تجزئة الحل

محمد بلوط

مع ورقة موسكو، التي تجزّئ في نقاطها العشر، مسيرة الحل في سوريا، وتضع الإنساني قبل السياسي، لم يجانب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الصواب في تحميل بيانه بالأمس اتهامات لاجتماع موسكو، بالالتفاف على بيان «جنيف واحد».

ذلك أن اليوم الثاني لمشاورات المعارضة، قبل الوقوف اليوم في قاعة واحدة إزاء المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، وصحبه من وفد الحكومة السورية إلى موسكو، استبطن كل محاذير الفشل، والألغام السياسية، التي يحملها «جنيف واحد»، التي اختبرها السوريون قبل عام تحديداً في مونترو أولاً، وفي جنيف ثانياً.

وبغضّ النظر عن الوزن الداخلي لثلاثين معارضاً سورياً التقوا في دار الضيافة لوزارة الخارجية الروسية، تحت أنظار رئيس «معهد الاستشراق» فيتالي ناومكين، الذي انتدبه حذر روسي وديبلوماسي كبير، لحراسة الحوار وترتيب أحواله، من دون التدخل فيه، فقد تدخل المستعرب الروسي مرة واحدة ليقترح على المتحاورين «حصر السلاح بيد الدولة» وليس الجيش، لأنه احد مؤسساتها.

وكان استبيان عن اتجاهات الرأي العام السوري صدر بالأمس عن «تيار بناء الدولة»، كشف عزوف السوريين الكبير عن الانتماء الحزبي، وترجيحهم كفة معارضة الداخل في خريطة التمثيل السياسي، على ضعفه، كما كشف وجود نسب تلامس 90 في المئة تضع قضايا الحريات وإطلاق المعتقلين وحل القضايا الإنسانية أولاً، فيما تأتي قضايا الحل السياسي والتفاوض ثانيا.

وبعيدا عن دمشق، من موسكو، تولى خالد عيسى، وفاتح جاموس، وصفوان عكاش، ومجد نيازي، وميس كريدي، صياغة أمزجة المستطلعين في مسودة مشتركة، نيابة عن المتحاورين. وكانت مسودة أولى قد رُدّت لتعديلها، بعد أن طالب ممثلو مجلس العشائر، بتسمية الجيش، بالعربي السوري، فيما طلب الأكراد استبدال حصر السلاح بيد الجيش، بنص يقول بحصرية السلاح بمؤسسات الدولة، وأن تعطى «وحدات حماية الشعب» الكردية صفة قانونية، قبل أن يستقر الرأي على الإبقاء على النص بوجهته الأصلية، مع وضعه تحت صفة استثنائية. وعكست النقاشات على المسودة، انحياز معارضي الداخل بقوة إلى أولوية الحل الإنساني.

ويبدو أن التوصل إلى ورقة تجعل من الملف الإنساني أولاً، قبل السياسي، سيعزز الاتجاه إلى المقاربة الجديدة، التي تجزّئ الحل السوري، وتحيل المسير إليه خطوة خطوة. وصحيح أن ورقة موسكو المعارضة، تستمهل بيان «جنيف واحد»، وترجئ البحث بأي عملية انتقالية، إذ أنها لم تعد تعكس لا الحقائق الميدانية واضمحلال «الجيش الحر»، ولا انخراط إسرائيل المتزايد، و»القاعدة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» في الصراع، ولا التغييرات الدولية في الموقف من دمشق، وبقاء الرئيس الأسد في الحكم .

وخلال النهار، بعد أن ينهي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كلمته أمام المعارضين والحكوميين، سيلقي احد المعارضين السوريين في موسكو، الذي لم يتفق على اسمه بالأمس، مسودة ورقة تفاهم حوار اليومين السوريين. ورغم أن ديباجة سياسية تقدمت عشر نقاط «إنسانية وبناء ثقة» تركز على تجزئة الحل، إلا أن المتحاورين، بحسب احدهم، قد يذهبون إلى حذف الديباجة السياسية في الوقت الحاضر، كبادرة حسن نية من المعارضة، من اجل ضمان استمرار الحوار «لان الاستمرار في الإصرار على جنيف، سيؤدي إلى انتهاء العملية السياسية ويفشل موسكو، التي انتظرت عاماً كاملاً ودامياً قبل أن تعود إلى الحياة إلى السياسة» على ما قاله معارض سوري.

وكانت الديباجة السياسية تتضمن ثلاث نقاط، تؤكد على أولوية الحل السياسي على أساس بيان جنيف و»مبادئه». وتنص المادة الثانية على اعتبار جميع السوريين المؤمنين بالحل السياسي شركاء في الحوار السوري – السوري. وتذهب المادة الثالثة إلى ترتيب الملحّ من القضايا في حزمة واحدة، تضم ما يلي:

* الانتقال إلى دولة مدنية ديموقراطية على أساس مبدأ المواطنة، وضمان المساواة بين السوريين، وبين الجنسين، وضمان حقوق التكوينات القومية والاثنية للشعب السوري.

* مكافحة وهزيمة الإرهاب، ومواجهة قوى التدخل الخارجي.

وقال مسؤول سوري كردي إن حذف الديباجة، المؤلفة من نقاط ثلاث، يعد من وجهة نظر كردية سورية تعبير عن انعدام الرغبة في تغيير ديموقراطي للنظام، الذي باتت تتقاسمه أطياف من المعارضة السورية، مضيفا إن حذف الديباجة سيكون إقصاء للطرف الكردي، والإدارة الذاتية.

أما النقاط العشر في المسودة، التي ستطرح للحوار بشكل أساسي مع الوفد الحكومي اليوم، فتضم ما يلي:

1- وقف عمليات القصف العشوائي (البراميل المتفجرة، مدافع جهنم) التي تصيب المدنيين.

2- إطلاق سراح معتقلي الرأي كافة، والناشطين السلميين والنساء، والأطفال.

3- تحرير المخطوفين والأسرى، وخصوصا النساء والأطفال.

4- إدخال الدواء والغذاء إلى كافة المناطق السورية.

5- تشكيل هيئة حقوق إنسان سورية، يحق لها التدخل المباشر في أي قضية انتهاك حقوق إنسان.

6- كسر احتكار الإعلام، وفتح أبوابه أمام السوريين كافة.

7- تشكيل لجان مشتركة لانجاز هذه الخطوات.

8- العمل على وقف العقوبات الاقتصادية والحصار المفروض على الشعب السوري.

9- حل ملف الاعتقال القديم.

10- ينبغي لأي عملية سياسية أن تؤدي إلى حصر السلاح في يد الدولة السورية مستقبلاً.

وبحسب مصادر سورية في موسكو فقد تلقى اللقاء التشاوري تأييداً أميركياً. وقال معارض سوري إن الروس ابلغونا أن ديبلوماسيين اميركيين ابلغوا معارضين سوريين في موسكو بضرورة دعم اللقاء في موسكو، والعمل على إنجاحه، لأنه لا بديل عن العملية التي يقودها الروس في الوقت الحاضر. وقال معارض سوري إن الأميركيين ابلغوا من التقوهم بضرورة مواصلة الحوار خلال الأشهر الستة المقبلة، لتسهيل دمج الجيش السوري في التحالف ضد الإرهاب، والحاجة إلى المرور عبر عملية سياسية قبل الوصول إلى هذا الهدف.

 

الأكراد ينقلون المعركة إلى خارج عين العرب

أعلن المقاتلون الأكراد، الذين استعادوا أمس السيطرة على عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا، أنهم سيواصلون المعركة لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش» من المناطق المجاورة للمدينة، مشيرين إلى أنها «بداية نهاية» التنظيم.

وذكرت «وحدات حماية الشعب» الكردية، في بيان، أن «حرب كوباني كانت مصيرية لمرتزقة داعش، وهزيمة داعش وانكساره في كوباني تعني بداية لنهاية مرتزقة داعش».

وأضاف البيان «نحن كوحدات حماية الشعب نعلم أن الواجب الذي يقع على عاتقنا لم ينته بعد، لأن أمامنا حملة تحرير باقي مناطق مقاطعة كوباني، ولهذا نجدد عهدنا بأن نستكمل حملتنا ونكللها بالانتصارات».

وكانت «وحدات حماية الشعب» تمكنت من طرد مقاتلي «داعش» من عين العرب بعد أربعة أشهر من المعارك الدامية بين الطرفين.

ووصف البيان «تحرير مدينة كوباني بشكل كامل بأنه انتصار لثورة روج آفا (غرب كردستان) وسوريا الديموقراطية والإنسانية جمعاء ضد وحشية وظلامية مرتزقة داعش».

إلى ذلك، قال مسؤول كردي إن القوات التركية أطلقت القنابل المسيلة للدموع لمنع الأكراد من العودة إلى المدينة، فيما كان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يواصل هجومه على الأكراد، مشيرا إلى أن أنقرة لا تريد منطقة كردية خاضعة لحكم ذاتي في سوريا على غرار تلك القائمة في العراق.

وقال اردوغان «لا نريد تكراراً للوضع في العراق، شمال العراق. لا يمكننا الآن أن نقبل نشوء شمال سوريا»، مضيفاً «يجب أن نحافظ على موقفنا حول هذا الموضوع، وإلا فسيكون شمال سوريا مثل شمال العراق. هذا الكيان سيكون مصدر مشاكل كبرى في المستقبل».

وكرر اردوغان الدفاع عن فكرته إقامة «منطقة حظر جوي ومنطقة أمنية» على الحدود السورية، مجدداً معارضته الشديدة للرئيس السوري بشار الأسد. وقال «هدفنا هو النــظام. مع النـــظام الحالي لا يمكن أن يستمر شيء في ســوريا»، منتقداً موقف واشنطن «عدم استهداف النظام بشكل مباشر».

(ا ف ب، رويترز)

 

بدء محادثات بين معارضين وموفدين من الرئيس السوري في موسكو

موسكو- (ا ف ب): بدأ معارضون سوريون وموفدون من الرئيس السوري بشار الاسد صباح الاربعاء في موسكو محادثات تهدف الى استئناف الحوار بعد أربع سنوات تقريبا من حرب اوقعت 200 الف قتيل.

 

وقال أحد المشاركين لوكالة فرانس برس إن الأعضاء الـ32 من مختلف مجموعات المعارضة التي يتسامح معها النظام والاعضاء الستة من الوفد الرسمي برئاسة سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بدأوا الاجتماع عند الساعة 7,00 ت.غ. في مقر الخارجية الروسية.

 

طوكيو تصف تهديدات الدولة الاسلامية الجديدة بـ”الخسيسة” وتطلب مساعدة الأردن

طوكيو- (ا ف ب): وصف رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الاربعاء التهديدات الجديدة التي اطلقها تنظيم الدولة الاسلامية باعدام صحافي ياباني وطيار اردني خلال 24 ساعة في حال لم تفرج عمان عن عراقية مسجونة لديها وحكم عليها بالاعدام، بانها “خسيسة تماما”.

 

وقال “انها تهديدات خسيسة تماما” مضيفا “انا متأثر جدا. نحن في وضع صعب للغاية. طلبت من الوزراء التحرك بشكل موحد كي نعمل على اطلاق سراح كنجي كوتو في اسرع وقت ممكن”. يشار الى ان كوتو هو الرهينة الياباني لدى تنظيم الدولة الاسلامية الذي هدد باعدامه.

 

ودعا آبي الأردن الأربعاء إلى التعاون للإفراج المبكر عن الرهينة الياباني.

 

وقال يوشيهيدي سوجا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني للصحفيين بعد اجتماع مع مسؤولي أمن قومي إنه في مواجهة “وضع محتدم للغاية” أمر آبي حكومته بمواصلة سياستها بطلب مساعدة الأردن في إطلاق سراح جوتو.

 

وهدد تنظيم الدولة الاسلامية بقتل رهينة ياباني وطيار أردني يحتجزهما خلال 24 ساعة ما لم يتم الافراج عن ساجدة الريشاوي العراقية المحكومة بالاعدام في الاردن، بحسب تسجيل نشر الثلاثاء على مواقع تعنى باخبار التنظيمات الجهادية.

 

وظهرت في التسجيل صورة الصحافي كينجي غوتو وهو يحمل صورة للطيار الأردني معاذ الكساسبة ويقول في رسالة صوتية “اي تاخير من قبل الحكومة الأردنية يعني انها ستكون مسؤولة عن مقتل الطيار الاردني ثم مقتلي”.

 

مسؤول أردني يعد بـ”أخبار طيبة” خلال ساعات حول الطيار الأسير لدى داعش

عمان- الأناضول: أفاد شهود عيان لمراسل الأناضول أن محافظ مدينة الكرك الأردنية (جنوب) التي ينحدر منها الطيار الأردني معاذ الكساسبة الأسير لدى تنظيم “داعش”، وعد ذويه وأقاربه، فجر اليوم الأربعاء، بأنهم سيسمعون “أخبار طيبة” خلال ساعات.

 

وجاء حديث المحافظ، عبد الكريم الرواجفة، أمام أهالي الكساسبة وعشيرته الكبرى “البرارشة” بالقرب من مبنى المحافظة، والذين احتشدوا بالمئات أمامه بعد انتشار فيديو منسوب لـ”داعش” يظهر فيه رهينة ياباني لد التنظيم المتشدد حاملاً بيده صورة الطيار ويتحدث عن مهلة مدتها 24 ساعة لإطلاق سراح السجينة العراقية في الأردن ساجدة الريشاوي، وإلا سيقوم التنظيم “داعش” بقتله وقتل الطيار الأردني.

 

وساجدة الريشاوي معتقلة لدى السلطات الأردنية ومحكوم عليها بالإعدام بعد أن فشلت في تفجير نفسها في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005، ضمن سلسلة تفجيرات وقعت بثلاثة فنادق بالعاصمة الأردنية عمان، خلفت عشرات القتلى والجرحى في الأحداث المعروفة باسم “الأربعاء الأسود”.

 

ويقف الأردن أمام ساعات حاسمة لتحديد خياراته تجاه مطالب التنظيم، وسط مطالب يابانية بمساعدة أردنية لإنقاذ حياة الرهينة ” كنجي غوتو جوغو”، بحسب بيان للناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا بقوله “لا يمكننا في مطلق الأحوال إلا طلب مساعدة الأردن”.

 

وبدت المرافق الرسمية الهامة في العاصمة الأردنية عمان الثلاثاء وعلى رأسها مجلس النواب “الغرفة الأولى للبرلمان” مكتظة بالصحفيين والدبلوماسيين اليابانيين، ووصل عددهم بحسب ما قاله أمس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان خلال جلسة النواب بسام المناصير إلى 200 صحفي، مطالباً حكومة بلاده بتحديد خياراتها وحسمها لإنقاذ حياة الكساسبة وكذلك الرهينة الياباني.

 

وكان والد الطيار الأسير لدى “داعش”، طالب سلطات بلاده بإطلاق سراح ساجدة الريشاوي المعتقلة في السجون الأردنية، استجابة لتهديد التنظيم، وذلك في تصريحات صحفية تلفزيونية لـ”صافي الكساسبة” والد الطيار خلال مشاركته في وقفة احتجاجية، على مقربة من مبنى رئاسة الوزراء في عمان، مساء الثلاثاء، للمطالبة بالتعجيل بالاستجابة لطلب “داعش”، حفاظا على حياة الطيار.

 

وقال صافي الكساسبة إن “الدولة الأردنية كانت تطمئننا بخصوص اتصالاتها المفترضة لجهة الإفراج عن ابننا، ولم يردنا أي اتصالات جديدة من السلطات المحلية عقب بث شريط الفيديو المنسوب للتنظيم”.

 

وأضاف صافي الكساسبة “ما رأيناه اليوم في الفيديو المنسوب لداعش لم يكن مفجعا لي ولعائلة معاذ فحسب، بل لكل الأردنيين”.

 

وقالت السلطات الأردنية في وقت سابق إنها تتحقق من صحة التسجيل الصوتي المنسوب لتنظيم “داعش” الذي هدد فيه بقتل الطيار الأردني المختطف معاذ الكساسبة والرهينة الياباني كنجي غوتو جوغو، إذا لم يتم الإفراج عن العراقية المحكوم عليها بالإعدام في الأردن، ساجدة الريشاوي، خلال 24 ساعة.

 

وقال الجيش الأردني إنه جار التحقق من التسجيل الصوتي المذكور.

 

وأعلن تنظيم داعش في 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي اعتقال الكساسبة بعد إسقاط طائرته، قرب مدينة الرقة السورية، ونشر موالون للتنظيم صورا له على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وتشن الأردن بالتعاون مع دول التحالف العربي- الدولي غارات مكثفة منذ حوالي 4 أشهر على معاقل “داعش” في العراق وسوريا.

 

جهادي أردني يشكك في تسجيل “داعش” حول الطيار الكساسبة

عمان- الأناضول: شكك القيادي البارز في التيار السلفي الجهادي الأردني، محمد الشلبي، المعروف بـ(أبي سياف)، في التسجيل المنسوب لتنظيم “داعش” الذي هدد فيه بقتل الطيار الأردني المختطف معاذ الكساسبة والرهينة الياباني كنجي غوتو جوغو، إذا لم يتم الإفراج عن العراقية المحكوم عليها بالإعدام في الأردن، ساجدة الريشاوي، خلال 24 ساعة.

 

وفي تصريح للأناضول، قال أبو سياف إن “التسجيل الذي نُسب لداعش ويهدد فيه بقتل الطيار الكساسبة لم يبث على مواقع رسمية تابعة للدولة الإسلامية (داعش)، بل بث على أخرى مقربة منها”.

 

واعتبر أن “بيان مثل هذا لا يمكن أن يصدر إلا عن جهة رسمية في الدولة الإسلامية (داعش) بحكم قوته”.

 

وأضاف أن “من الأسباب الأخرى التي يراها ضعيفة بالتسجيل، هي قصر مدة المهلة التي منحها داعش للأردن مع عدم وجود قنوات للمفاوضات بالوقت الحالي”، على حد قوله.

 

وفي حال كان البيان صحيحًا وصادرًا عن “داعش”، بحسب أبو سياف، فإن “الدولة الإسلامية اختارت هذه الطريقة في بث البيان لتتراجع عنها بسهولة دون حرج”.

 

وفي تسجيل على موقع (يوتيوب) الثلاثاء، هدد تنظيم “داعش” بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة والرهينة الياباني كنجي غوتو جوغو، إذا لم يتم الإفراج عن العراقية المحكوم عليها بالإعدام في الأردن ساجدة الريشاوي خلال 24 ساعة.

 

من جانبه، قال الجيش الأردني إنه جاري التحقق من التسجيل الصوتي المنسوب لتنظيم داعش.

 

وأضاف الجيش الأردني في بيان له مساء الثلاثاء أن “الأجهزة المختصة تتابع هذا الأمر”.

 

ومضى قائلا إنه “يجري التحقق من صحة التسجيل الصوتي الذي ينسب لتنظيم داعش، والأجهزة المختصة تتابع وبشكل حثيث هذا الأمر.

 

واستغرب الجيش بأن التسجيل الذي طالب باطلاق سراح العراقية المعتقلة في سجون الأردن ساجدة الريشاوي مقابل اطلاق سراح الرهينة الياباني، دون ذكر الطيار معاذ الكساسبة، على الرغم من أنهم هددوا بقتل الطيار والرهينة الياباني.

 

والريشاوي معتقلة لدى السلطات الأردنية ومحكوم عليها بالإعدام بعد أن فشلت في تفجير نفسها في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005، ضمن سلسلة تفجيرات وقعت بثلاثة فنادق بالعاصمة الأردنية عمان، خلفت عشرات القتلى والجرحى في الأحداث المعروفة باسم “الأربعاء الأسود”.

 

وتشن الأردن بالتعاون مع دول التحالف العربي- الدولي غارات مكثفة منذ حوالي أربعة أشهر على معاقل “داعش” في العراق وسوريا.

 

الرياض وسعت من تأثيرها في العالم العربي… أعادت الأنظمة الشمولية ولكن بثمن مالي باهظ وهل أثمرت جهود المحور السعودي ـ المصري بإخراج حماس من قطر؟

لندن ـ «القدس العربي» يمكن النظر لزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السعودية وأهميتها من خلال الوفد الذي رافقه. فقد قطع الرئيس زيارته للهند وتوجه إلى الرياض لتهنئة الملك الجديد سلمان بن عبدالعزيز وتقديم التعازي بوفاة الملك عبدالله، رغم أن أوباما قدم التعازي للملك سلمان عبر الهاتف في 24 كانون الثاني/يناير الحالي.

وضم الوفد الذي رافقه مستشارين في الأمن القومي، حاليين وسابقين، ومسؤولين سابقين في إدارة كل من جيرالد فورد وجورج بوش الاب وجورج بوش الإبن، مثل جيمس بيكر وكوندوليزا رايس وستيفن هادلي ومدير المخابرات الحالي جون برينان والسناتور الجمهوري جون ماكين الذي طالما انتقد سياسة الرئيس أوباما الخارجية.

ولم تكن الزيارة لمجرد التعارف والتعازي بل لترتيب الملفات المهمة ذات العلاقة بأمن المنطقة وأمن النفط.

وكما لاحظ سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج والطاقة بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فبعيدا عن ما جاء في البيان الختامي تأتي زيارة الرئيس في وقت يشهد اليمن فوضى وسيطرة للميليشيات الحوثية على السلطة في البلاد ومخاطر انقسام، بالإضافة للقضايا العالقة وهي سوريا وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وملف العلاقات الأمريكية – الإيرانية، وبالتأكيد كانت زيارة أوباما محاولة للبحث في أولويات الإدارة الجديدة في السعودية وإن كانت ستواصل ما بدأه الملك عبدالله أم أنها ستركز على جوانب أخرى، كما قال هندرسون.

 

انتصار سعودي

 

وتأتي الزيارة في وقت حدث فيه تحول في السياسة الخارجية الأمريكية التي باتت تركز على دعم الاستقرار في المنطقة ومحاربة الإرهاب المتمثل بتتظيمي القاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام.

ومن هنا ترى صحيفة «نيويورك تايمز» أن السياسة السعودية في مواجهة الربيع العربي حققت نجاحات محدودة. فبحسب الصحيفة فقد شعر حكام السعودية بالخوف عندما هبت رياح الربيع العربي. وبعد أربع سنوات تشعر السعودية بالراحة وحس الانتصار.

وتقول «بوصول ملك جديد إلى العرش عادت الحكومات الشمولية التي طالما فضلتها السعودية من جديد في تونس والقاهرة والمنامة. فيما هرب الإسلاميون الذين فازوا في الإنتخابات. وتمت مكافأة الأمير محمد بن نايف الذي قاد الحملة ضدهم بمنصب نائب ولي العهد. وهو الأول من أبناء جيله ممن يرشحون لولاية العرش». في إشارة لوزير الداخلية النجم الصاعد من أحفاد ابن سعود.

ويرى محللون أن ما حققته المملكة من انتصارات محدودة في الخارج من ناحية إعادة الأنظمة الشمولية باسم تحقيق الاستقرار تم بثمن باهظ. فالرياض اليوم تقوم بدعم النظام الملكي في البحرين، وتساعد الأردن والنظام المصري الذي أحرق حتى الآن 20 مليار دولار من أموال الدعم الخليجي في العام الأول من الانقلاب دون تغيير في الوضع الاقتصادي، وتدعم السعودية الجماعات المعادية للإسلاميين في ليبيا، ولعبت دورا في الإطاحة بالإسلاميين بتونس بمساعدة جماعة سياسية هناك، ومن خلال قناة تابعة لها لم تدعم الأحزاب المعادية للإسلام السياسي في تونس فقط بل وعبر العالم العربي.

وتلعب المملكة دورا في العراق وفي استضافة الجماعات السورية المعارضة لنظام بشار الأسد حيث فتحت معسكرات لتدريبهم. وتظل هذه نجاحات محدودة، فجهود الرياض لم تؤد إلى ثمار جيدة في سوريا والعراق وليبيا فيما انهارت خطة انتقال للحكم في اليمن مما سمح للمتمردين الحوثيين الذين يلقون الدعم من إيران الوصول إلى مركز السلطة بالعاصمة صنعاء.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي قوله «نقطة قوة لا يمكن تفسيرها على أنها نقطة ضعف» مضيفا «إذا كان كل واحد حولك يعيش وضعا هشا، فهذا يعني أن تأثيرك على الدول المحيطة بحدودك قد تراجع»، وقال «بصراحة، لقد تراجع تأثير كل طرف في الشرق الأوسط، فهناك حالة فوضى كاملة».

وعلى العموم يعتبر ما حدث في مصر والبحرين وتونس نتاجا للثورة المضادة التي قادها الملك عبدالله ضد ثورات الربيع.

وتعلق الصحيفة إن العاهل السابق مات وهو يشعر بالرضا. ويقول روبرت جوردان السفير الأمريكي السابق في الرياض إنه زار القصر الملكي قبل سنوات عدة وأنه شكر الملك عبدالله لعدم قوله «لقد حذرتكم» و «لكن الملك ضحك بينه وبين نفسه لأن الحقيقة هي أنه قال «لقد حذرتكم كثيرا، وظل يحذر الإدارة الأمريكية الحالية ويقول لمسؤوليها إنهم كانوا مخطئين». وأشار جوردان إلى أن الملك اشتكى من دعوات نشر الديمقراطية التي تبنتها إدارة الرئيس جورج بوش وحذر من مخاطر الفراغ الذي تركه الأمريكيون، عندما انسحبوا من العراق، وعبر عن غضبه من تبني إدارة أوباما الربيع العربي وعدم الوفاء بالتعهدات التي قطعها أوباما لمعاقبة النظام السوري حالة استخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه. ويرى جوردان أن السعوديين لا يريدون تغييرا مفاجئا بل تغييرا يمكنهم التحكم فيه.

وتساءل السفير السابق «كيف ستبدو السعودية بدون العائلة المالكة؟» ويجيب «إنها ستكون مثل ليبيا وسوريا من دون الأسد» أي فوضى. ولا يمكن فصل المواقف السعودية الخارجية عن مشاكلها الداخلية بل تحاول الرياض عكس الداخل على المواقف الخارجية.

ويقول توبي جونز المحاضر في التاريخ بجامعة رتغرز إن الخوف من الأقلية الشيعية في السعودية أدى إلى تنافس مع إيرن، كما أن الخوف من صعود الإسلاميين في السعودية قاد إلى حرب المملكة ضد الإخوان المسلمين. وأضاف «يقول السعوديون يجب اتقان الأمور في الخارج لأنها مهمة في داخل المملكة».

ويرى جونز أنه من الباكر الحكم على نجاح السياسة الخارجية لأن السعوديين يدعمون الوجوه والشخصيات نفسها التي سببت لهم هذا الوضع الضعيف».

ولأن الجميع حولهم ضعاف فالسعوديون وحدهم من ظل يملك القوة، ولهذا بدوا أقوياء بسبب ما لديهم من مصادر وهذا مكمن الضعف. وفي الوقت الحالي لا يشك أحد بالنجاحات التي حققتها السعودية ضد الربيع العربي.

وهناك من يرى ظهور محور سعودي – مصري يقوم الآن بملاحقة الإسلاميين. ومن هنا فالشائعات حول رحيل قيادة حركة حماس من دولة قطر تعبر عن أثار هذا المحور والضغوط التي مارسها على القيادة القطرية.

 

قطر وحماس

 

وفي هذا السياق ذكرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» في تقرير لها تحدثت فيه عن نهاية «شهر العسل» بين قطر وحماس.

وتنقل الصحيفة عن مصادر في حركة حماس قولها إن القيادة القطرية مارست ضغوطا في الشهر الماضي على قيادة حماس ومنعتها من استقبال وفود في الدوحة، فيما نصحت المخابرات القطرية قيادة حماس بعدم الاتصال مع المسؤولين الإيرانيين وزيارة طهران. وتساءلت الصحيفة إن كانت تركيا أصبحت المحطة القادمة بالنسبة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل.

ونقلت عن مسؤول في حماس لقبه أبو حمزة، انتقل من دمشق ويعيش الآن في عمان «كانت الضغوط الخارجية واضحة حتى تغير قطر من سياستها». مضيفا أن 20 مسؤولا من حركة حماس غادروا قطر إلى تركيا خلال الشهر الماضي.

ويعلق أبو حمزة «قد يرحب بنا دائما كضيوف، ولكننا لا نستطيع ممارسة النشاط السياسي والمالي واللوجيستي في قطر». وترى الصحيفة أن ما جرى هو بسبب التحالف السعودي – المصري حيث لم تعد قطر قاعدة مناسبة لإقامة الإخوان المسلمين الإسلامية الأخرى.

وتضيف أن «خسارة مشعل لقاعدة عملياته السياسية في الدوحة يؤشر إلى تحول جيويوسياس مهم في المنطقة».

ورغم التعتيم على مغادرة خالد مشعل وعدد من مستشاريه قطر باتجاه تركيا إلا أن خروجه جاء بسبب الضغوط التي تعرضت لها الحكومة القطرية من جيرانها. وجاءت التطورات في وقت يقوم فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتضييق على حركة حماس في غزة، والسعودية على الإخوان الذين صنفتهم كجماعة إرهابية وهو تحرك تبعته الإمارات.

 

استثمارات عقد

 

ورغم الدعم الذي قدمته قطر للجماعات الإسلامية واستثمارها الكبير فيها خلال العقد الماضي إلا أن تحول قطر إلى المحور السعودي- المصري يعبر عن موقف براغماتي.

ويرى المحلل السياسي الأردني والخبير في الحركات الإسلامية حسن أبو هنية أن «الرياح تهب في الوقت الحالي باتجاه السعودية ولهذا تتحرك قطر معها». لكن خروج قيادة حماس من قطر يؤشر إلى تراجع الدور الذي لعبته قطر منذ 2011 حيث جنت ثمار دعمها بوصول العديد من حركات الإسلام السياسي إلى الحكم.

واستطاعت دولة قطر لعب دور الوسيط بين الحكومات الغربية والملكيات العربية وحماس تحديدا. وعندما انتقلت الحركة من دمشق عام 2012 بسبب الحرب الأهلية هناك، حاولت قطر لعب دور في الصراع العربي – الإسرائيلي. وقامت بجهود لعقد مصالحة بين الحركة ومنافستها حركة فتح.

وقاد الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مبادرة شخصية لعقد مصالحة بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وخالد مشعل. كل هذا تغير بسبب الانقلاب في مصر.

وبدأت قطر تتعرض لضغوط من جاراتها الخليجية وصلت ذروتها بسحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين في نيسان/إبريل 2013.

واتهمت قطر بتهديد أمن دول مجلس التعاون الخليجي. ورغم تجاوزها الأزمة من خلال الحفاظ على مسافة بينها والإخوان المسلمين وبقية الجماعات الإسلامية الأخرى إلا أن تراجع تأثير الإخوان المسلمين وصعود السعودية دفع بقطر لإعادة تحالفاتها كما يقول مراقبون. واتخذت قطر قرارا يعبر عن الواقعية السياسية بتقوية علاقاتها مع المحور السعودي- المصري. ويقول أبو هنية «تتحرك قطر ببطء وتقوم بتعديل سياساتها كل يوم حسب المناخ السياسي».

ولعل التغير جاء نتاج مصالحة رعاها الملك عبدالله قبل وفاته بشهر. وبحسب من اطلعوا على مجريات المحادثات فقد تمحور الحديث حول قضيتين وهما: مصير معتقلي الجزيرة الثلاثة واستمرار قطر في سياستها بمنح ملجأ آمن لقادة الإخوان وحماس.

وكان شرط المصالحة وإعادة العلاقات: التخلي عن حماس. وظهرت نتائج تعديل الموقف القطري بناء على التحالفات الجديدة بشكل واضح من خلال طردها لسبعة من قادة الإخوان وسياسات تضييق على نشاط حركة حماس.

 

ولي ولي العهد

 

وفي كل الملفات الخارجية ونجاحات السياسة الخارجية برز اسم الأمير محمد بن نايف. فقد جذب تعيينه في منصبه الجديد انتباه العديد من المعلقين.

ويرى أف جورج غوس، استاذ العلوم السياسية في «جامعة تكساس إي& أم» في تصريحات نقلتها صحيفة «واشنطن بوست» بالشخص «المفضل لدى أمريكا» أن ولي ولي العهد هو «المسؤول المفضل لدى أمريكا»، وذلك بسبب العلاقة الأمنية، خاصة أنه الرجل الذي يقاتل تنظيم القاعدة، ويعتبر بتعليمه الغربي وعمله الدؤوب ممثلا للجيل القادم من حكام السعودية. فهو أول حفيد من أحفاد الملك عبدالعزيز يعين في منصب كهذا. وتخرج من كلية لويس أند كلارك في بورتلاند- ولاية أوريغان.

وبنى الأمير محمد سمعته في مكافحة الإرهاب، ولعل تجربته الشخصية وتعرضه لأكثر من 4 محاولات اغتيال كانت دافعا له على استهداف تنظيم القاعدة بل قاد الحملة السعودية لملاحقة جماعات الإسلام السياسي بمن فيها الإخوان المسلمين. ونقلت الصحيفة عن عوض البادي من مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية قوله «قاد الحرب ضد الإرهاب وإنجازاته في هذا المجال واضحة» حيث فكك شبكات المتشددين في داخل المملكة. وكان الرئيس أوباما قد استقبل الأمير محمد في البيت الأبيض في 12 كانون الأول/ديسمبر 2012. فيما طلب الأمير من الملك عبدالله فتح «خط أمني» مع المخابرات الأمريكية لتبادل المعلومات.

ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤول كبير في إدارة أوباما أن سبب حب الأمريكيين للأمير محمد نابع من قدراته وأصبح محل تقدير بسبب قدراته «فهو براغماتي وليس عقائديا، ويعطي أولوية للتعامل مع الخطر الإرهابي» و «على مستوى التحديات التي تواجهها المنطقة فهو يحاول العمل معنا والتركيز على التصدي للخطر الإرهابي نفسه، لقد كان شريكا إيجابيا لنا».

 

الحرب على الإخوان

 

ومن هنا يفهم ما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين عربيين تحدثا عن دعوة الأمير الصريحة في اجتماع لوزراء الداخلية والأمن العرب عقد بمدينة مراكش المغربية في آذار/مارس 2014.

فبحسب المسؤولين جاء الأمير محمد ومعه رسالة للمجتمعين، وهي الدعوة لتوحيد الجهود وقلع جذور الإخوان المسلين. وقد شعر عدد من الحضور بالدهشة للطريقة الجريئة التي تحدث بها المسؤول السعودي، خاصة أن جماعات الإسلام السياسي والإخوان المسلمين تلعب دورا في السياسة في معظم أنحاء العالم العربي، بما في ذلك الأردن وتونس والكويت والبحرين والمغرب نفسها وقطر التي رحبت بالإسلاميين.

وترى الصحيفة أن لهجة الأمير محمد المتشددة تعبر عن موقف واضح باعتباره لاعبا مهما في قيادة المملكة.

وتعبر في الوقت نفسه عن تحول في السياسة الخارجية السعودية التي تقوم على دعم الحلفاء ونزع سلاح ومواجهة من ينظر إليهم كأعداء.

وترى الصحيفة أن الأمير محمد سيواصل تركيزه على مكافحة الإرهاب ولا يعرف ماذا سيكون موقفه من المحادثات الأمريكية مع إيران حول ملفها النووي، وموقفه من الإشارات التي صدرت عن واشنطن حول الرئيس السوري بشار الأسد وبقائه في السلطة.

فالإشارات الأخيرة من الإدارة الأمريكية تظهر أنها لم تعد تشدد على رحيل الأسد. وفي الوقت نفسه أثار المدخل الأمني للتعامل مع المعارضين الذي تبناه بن نايف لتحقيق الاستقرار وإسكات المعارضة انتقادا من منظمات حقوق الإنسان. فكوزير للداخلية يشرف الأمير محمد على عدد من القوى الأمنية التي توفرالحماية للمنشآت النفطية ويقود شبكات الأمن الداخلي الذي تقدم له معلومات حول أسرار المملكة.

لكنه لعب دورا مهما في كل الملفات السعودية الحساسة المتعلقة بالقضايا الإقليمية والدولية بما فيها التعامل مع البحرين وقطر وسوريا واليمن والفلسطينيين. ووصف بيرنارد هيكل، الأستاذ في جامعة برنستون والذي درس السعودية الأمير محمد بن نايف «بأقوى أمير» وقال إنه أقوى رجل في النظام وهو رجل «محوري».

وجاء تعيينه كولي لولي العهد في محاولة من العائلة تقديم صورة عن استقرارها، وفي حالة تتويجه ملكا على البلاد فسيكون أول فرد من بين أحفاد الملك عبدالعزيز يحتل المنصب. ويعلق جيفري سميث، السفير الأمريكي السابق في الرياض أن العائلة «أخبرت شعب السعودية أن كل شيء سيكون مستقرا في الـ30 عاما المقبلة، وعليه فلا تقلقوا حول انتقال السلطة».

وأنجب الأمير بن نايف بنات فقط ولهذا فلن يكون مهتما كما يقول هيكل بتعيين وريث ليخلفه، فهو لاعب مهم في النظام تهمه مصلحة العائلة أكثر من مصلحة نفسه. وتنقل الصحيفة عن مصطفى العاني من مركز الخليج للبحث إن الأمير كان يزور عائلة كل رجل أمن يقتل ويقدم التعازي لها، وعندما توفي الملك لم يكن في الرياض بل كان يحضر مؤتمرا حول مكافحة الإرهاب في لندن.

ويقول السفير الأمريكي السابق إن الأمير محمد «يعتبر رجلا مجتهدا، ولم أر مثله في أية حكومة وقضيت معه وقتا طويلا». ويرى مراقبون أن عقليته الأمنية قد تمنعه من الدفع باتجاه إصلاحات بطريقة قد تؤثر على وضع العائلة. وصورت برقية سربها موقع ويكيليكس بن نايف بالشخص الذي يرغب بمقاومة التشدد الإسلامي وله علاقة قوية مع الولايات المتحدة.

وفي برقية أخرى عبر الأمير عن موقفه من هجمات 9/11 معبرا عن صعوبة فهم كيف لعب سعوديون دورا فيها. وأخبر ريتشارد هولبروك السفير الأمريكي السابق للأمم المتحدة «أخذ الإرهابيون أثمن شيء لدينا»، «لقد أخذوا ديننا وأطفالنا واستخدموهم للهجوم علينا».

 

ميليشيات النظام السوري تغتال أشهر بائع مجوهرات «مسيحي» في ريف دمشق… وتسرق 3 كيلوغرامات من الذهب

سلامي محمد

ريف دمشق ـ «القدس العربي» أقدم أربعة مسلحين ينتمون لـ «اللجان الشعبية» إحدى ميليشيات النظام السوري، على اقتحام مركز لبيع المجوهرات في مدينة جديدة عرطوز في غوطة دمشق الغربية، حيث قاموا بقتل صاحب المركز يوسف وهبة من أبناء الديانة المسيحية بمسدس كاتم للصوت.

ويقول «أبو أحمد» أحد شهود العيان في حديث خاص: «شاهدنا سيارة دفع رباعي سوداء اللون، توجهت إلى محل الذهب والمجوهرات، بعد توقفها لمدة خمس دقائق تقريباً مع الحاجز المشترك للجيش السوري واللجان الشعبية، والذي لا يبعد عن المحل سوى مئة متر، في منطقة البلدية في مدينة جديدة عرطوز».

ويتابع: «توقفت سيارة الدفع الرباعي أمام محل المجوهرات مباشرة، وترجل منها أربعة مقاتلين يرتدون لباس اللجان الشعبية، مدججين بالبنادق الآلية، ودخلوا محل الذهب في وضح النهار، لكننا لم نسمع صوت شجار أو عراك أو ما شابه».

ويضيف شاهد العيان، أن العناصر المسلحين ظلوا داخل محل المجوهرات قرابة عشرين دقيقة، ومن ثم غادروا المحل دون سماع إطلاق نار، أو سماع أصوات عالية، وبقي الحال كما هو عليه نحو ساعتين بعد مغادرة المجموعة المكان إلى الحاجز المشترك للجيش السوري والدفاع الوطني، واختفوا بعدها.

وبحسب أبو أحمد، دخل أحد أصحاب المحال القريبة من مركز الذهب والمجوهرات إلى مركز الذهب العائد إلى يوسف وهبة، فلم يجده في المحل، وعندما دخل إلى الغرفة الصغيرة «غرفة تبديل الملابس»، صدم بوجود «وهبة» ممداً على الأرض، مقتولاً والدماء تملأ الأرض.

وبين أن خزينة المجوهرات والذهب كانت مفتوحة على مصراعيها ولا يوجد بداخلها شيء، ليخرج من المحل مباشرة إلى جيرانه الذين كانوا ينتظرونه أمام الباب الخارجي، وأخبرهم بما شاهد في داخل المحل، ليدخل مرة أخرى برفقة اثنين ممن تطوعوا لإنقاذ «وهبة»، ولكن تبين أنه قد مات من فترة، جراء قتله بالرصاص.

ويضيف «أبو أحمد»: «بعد اتصال جيرانه بمركز الشرطة في جديدة عرطوز، حضر الطبيب الشرعي بعد ست ساعات من مقتل يوسف وهبة، ليعاين الجثة، وقال لهم إنه قتل بواسطة «مسدس» كاتم للصوت.

في حين، حضرت عناصر من مركز الشرطة في جديدة عرطوز إلى معاينة المكان، ووثقت سرقة أكثر من ثلاثة كيلوغرامات من الذهب كانت في المحل والخزنة قبل قتله، ليقوم بعدها أهل الضحية بدفن المغدور.

يقول «أبو أحمد»: «نحن على علم يقين بأن عناصر «الدفاع الوطني» هم من قتل يوسف وهبة، وقاموا بسرقة مركز الذهب، في وضح النهار، فلا أحد يحمل السلاح في مدينة جديدة عرطوز سوى جهتين هما «الجيش السوري والدفاع الوطني»، ولا يتواجد هنا أي فصيل عسكري للمعارضة المسلحة بشكل نهائي، والمدينة تحت سيطرة الجيش النظامي بشكل كامل.

حالة من الذعر يعيشها بائعو الذهب من الديانة المسيحية في المدينة بعد هذه الحادثة، خوفاً على حياتهم من عمليات سطو مماثلة من قبل الدفاع الوطني، قد تكلفهم حياتهم، في حين ردد العديد منهم بعض الشتائم ضد جيش النظام، لكونهم على دراية كاملة بأن ما جرى لم يتم إلا بقبولهم، فحاجز الجيش يبعد مسافة لا تزيد عن مائة متر عن المحل، وتحدثهم مع العناصر الذين قاموا بعملية الاغتيال والسطو ما هو الا دليل أخر على تورطهم بهذه الفعلة.

وتعتبر مدينة «جديدة عرطوز» من المدن الهادئة في الريف الدمشقي الغربي، وهي تقع تحت سيطرة جيش النظام والدفاع الوطني، ويقطنها المسيحيون والمسلمون على حد سواء، ولجأ إليها الآلاف من السوريين الهاربين من مناطق النزاع بهدف الحصول على الأمان.

 

«أنقذوا البقية» حملة للمطالبة بالكشف عن مصير المعتقلين السوريين في سجون النظام

يمنى الدمشقي

انطاكيا ـ «القدس العربي» أطلق ناشطون سوريون حملة «أنقذوا البقية» للإفراج عن المعتقلين في سجون النظام السوري، حيث امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي منشورات ضمن سياق الحملة، تدعو للإفراج عن المعتقلين مع نشر قصصهم وصورهم، مذكرة بمن استشهد منهم تحت التعذيب، ومن لا زال معتقلاً أو مجهول المصير.

وشارك في هذه الحملة ناشطون من مختلف البلدان التي يقيم بها سوريون في تركيا وبيروت وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، حيث قام المعتصمون هناك بنشر صور للمعتقلين الذين اعتقلوا منذ بداية الثورة، كما قاموا بعروض تمثيلية تشي بكم الأفواه وأساليب التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون ورفعوا لافتات تطالب بجميع المعتقلين من مثل «بدنا ياهم، بدنا الكل»، «نطالب بالإفراج عن كافة المعتقلين»، «إلى المعتقلين الذين عملوا من أجل سورية ديمقراطية مدنية بانتظاركم على درب الحرية».

وكان اعتصم في بيروت ما لا يقل عن ثلاثمئة شخص معظمهم ممن كان معتقلاً أو له قريب معتقل بحسب الناشطة المعتقلة السابقة «شام»، التي بينت أن قضية المعتقلين يجب أن تكون في أولويات القضايا، ويجب أن توليها المنظمات الحقوقية والإنسانية الاهتمام.

وصرح ناطق باسم مركز توثيق الانتهاكات وأحد القائمين على هذه الحملة بسام الأحمد، أن هذه الفكرة هي إعادة تسليط الضوء على هذه القضية التي لا يمكن لأحد أن ينساها، مبررا سبب اختيار هذا الوقت تحديداً للقيام بهذه الحملة بقرب انعقاد مؤتمر روسيا، حيث من الممكن أن تضغط هذه الحملة على المجتمع الدولي لفعل أي شيء لإنقاذ المعتقلين.

وحول أهم أهداف الحملة، يتحدث الأحمد أن مهامها الأساسية تتركز في التواصل مع المنظمات الحقوقية والمعنية بحقوق الإنسان وقضايا المعتقلين، إضافة إلى مكاتب الأمم المتحدة منها «منظمة العفو الدولية» و«هيومن راتس ووتش» و«الشبكة الأورمتوسطية لحقوق الإنسان»، وغيرها من المنظمات الإنسانية. ويشير الأحمد إلى أن الإحصائيات والتقديرات الأخيرة لأعداد المعتقلين تشير إلى أرقام مرعبة، حيث قدر عدد المعتقلين حتى الآن 200 ألف معتقل ما لايقل عن 15 ألفاً منهم قضوا تحت التعذيب في سجون النظام، وهنالك ما لايقل عن 1500 طفل وطفلة تعرضوا للاعتقال التعسفي وما لايقل عن 1700 امرأة.

وأضاف الأحمد أن المطالبة بالمعتقلين لا تشمل فقط المعتقلين لدى سجون النظام، بل هذه الحملة تطالب الإفراج عن المعتقلين لدى الكتائب التي تدعي الانتماء للثورة والمعتقلين لدى «داعش».

وكان بسام الأحمد قد تعرض سابقاً للاعتقال من قبل جهاز المخابرات الجوية والفرقة الرابعة، وتعرض للتعذيب الوحشي الشديد، لكنه ومع ذلك يقول إن ذلك لا يساوي شيئاً من الفظاعات التي نسمعها يومياً عن قصص المعتقلين.

أما المدون «أحمد أبو الخير» أحد المشاركين في هذه الحملة وأخ لشهيدين قضيا تحت التعذيب، فقد صرح عن أهمية هذه الحملة، مشيراً إلى أن هذا النوع من الحملات يشكل أسلوب ضغط إعلامي على النظام وأتباعه، ومع أن الكثيرين قد يراودهم الشك عن احتمالية نجاح هذه الحملات أم لا، لكنها على الأقل تخفف عنا أسرنا وعجزنا أمامهم.

وبين أن قضية المعتقلين هي القضية التي لايمكن للنظام أن يراوغ من خلالها أمام المجتمع الدولي، فما هو تبرير قتل نفوس بريئة معتقلة تحت التعذيب.

وكان أبو الخير قد سخر صفحته على الفيسبوك لنشر قصص المعتقلين بشكل مكثف ومن قضى منهم تحت التعذيب أو من لا زال مختفياً فترة طويلة عن أهله، وأوضح أبو الخير أن ذكر قصص الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب يوضح صورة الثورة أو بعضاً منها، لماذا قام الناس بثورة ضد هذا النظام؟ مما يترك أثراً كبيراً وقضية وجدانية لدى الناس لايمكن إلا أن يتعاطفوا معها.

كما بين أبو الخير أن هذه الحملة ستستمر حتى شباط/فبراير وستتضمن أيضاً وقفات أمام السفارات للمطالبة بالمعتقلين.

«أنا المعتقل أنا المعتقلة.. هذه قصتي في سجون النظام»، عنوان صفحة على موقع «فيسبوك» لنشر قصص المعتقلين والتحذير من أساليب ابتزاز أهاليهم، سواء عن طريق التقرب من أهالي المعتقلين والتضامن معهم، أو عن طريق النشر في صفحاتهم أخبار المعتقلين ليوحوا للمتابعين أنهم أصحاب قضية وفي بعض الأوقات يكونون مجرد شبيحة أو مبتزين، أو يلجأون لكسب ثقة الأهالي والمعارف وأخذ المعلومات عن المعتقل والإدلاء بها للأفرع الأمنية، وأحياناً يتم الابتزاز عن طريق الاتصال بهم بالهاتف ودفع مبالغ نقدية تتراوح قيمتها بين 500 ألف ليرة سورية إلى 5 ملايين ليرة سورية.

وتمتلئ الصفحة بعشرات القصص لمعتقلين يتحدث عنها أصدقاؤهم عن أب باتت رؤيته لأولاده حلماً، وعن طالب جامعي ترك مقعده فارغاً بــــين زملائــه، وعن آخرين سلمت الأجهزة الأمنية هوياتهم على أنهم استشهدوا تحت التعذيب وهم لا زالوا أحياء وكل ذلك بغية ابتزاز هؤلاء الأهالي.

«لا أذكر التاريخ الذي اعتقلت به، لا أذكر السنة، ولا اليوم، ولا الشهر، نسيت حتى بأي فرع كنت، تحولت لرقم، أنت الآن رقم نازح، وهو رقم معتقل، وذاك رقم لاجئ، وآخر رقم شهيد، وحتى لا نتحول جميعاً إلى أرقام دعونا نطالب بهم، اكتبوا واشعروا وطالبوا بهم لننسى الأرقام يوماً»، هكذا تختم شام مذكرات اعتقالها على صفحتها، فمتى تنتهي لعبة الأرقام في سوريا؟.

 

عين العرب بلا “داعش”… والأكراد يحصدون النتائج

حلب، اسطنبول ــ رامي سويد، عبسي سميسم

شكّلت مدينة عين العرب، منذ دخول تنظيم “داعش” إليها قبل أشهر، مختبراً لجميع تعقيدات المسألة السورية. ومن هذا التعقيد، استطاع “داعش” المناورة والاستفادة من الظروف لتأخير هزيمته في وجه القوات الكردية السورية ومساندة فصائل من الجيش الحر وأكراد العراق وتركيا، وطائرات التحالف الدولي وأسلحته الكثيرة التي وصلت إلى يد القوات الكردية، ولا تزال محرومة منها قوات “الجيش السوري الحر”. وكونها مدينة كردية بالكامل، دخل معطى “الأقليات” بقوة في مشهد حرب عين العرب التي كادت مراراً تسقط بالكامل بيد التنظيم الجهادي الذي استُنزف بقوة فيها. معطى يُضاف إليه الكلام عن التحالف الضمني بين الأكراد والنظام السوري، فضلاً عن حساسية المسألة الكردية بالنسبة للمؤسسة التركية، وهو ما تسبب بتوتر شديد في العلاقة التركية ــ الأميركية لدى مناقشة سبل محاربة “داعش”. معطى آخر لا يقل أهمية هو الثقل الديمغرافي الكبير الذي ناهز الـ150 ألف شخص كردي دخلوا الأراضي التركية، مع ما شكله ذلك من ضغط على أنقرة ومناوشات في شوارع إسطنبول والمدن الأخرى أدت إلى سقوط قتلى وجرحى تحت شعار أن “تركيا لا تنقذ الأكراد” في عين العرب. أمام كل هذه التعقيدات، يمكن القول إن “داعش” خسر ورقة قوية كانت بين أيديه، وسط توقعات من قبل مراقبين تفيد بأن عين العرب قد تشكل منعطفاً يؤدي إلى المزيد من الخسائر لـ”داعش”، وهو ما يمكن أن تستفيد منه أطرف كثيرة: النظام أو التنظيمات الجهادية الأخرى، أو أخيراً أطراف من التنظيمات المعارضة المسلحة المصنفة في خانة “المعتدلة”.

 

وتمكّنت وحدات “حماية الشعب”، بالاشتراك مع قوات البيشمركة الكردية القادمة من إقليم كوردستان العراق، وقوات الجيش الحر، أخيراً، من إلحاق هزيمة مدوية بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في مدينة عين العرب (كوباني)، معلنةً أمس، سيطرتها الكاملة على المدنية، بعد تمشيطها آخر المناطق التي كان ينتشر فيها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في حيَّي “مقتله” و”كانيا عربا” في أقصى شرق المدينة.

 

وسيطرت القوات الكردية وقوات “الجيش الحر” بعد ظهر أمس، على تلة “كانيا عربا” الواقعة أقصى شرق مدينة عين العرب، والتي كانت في اليومين الأخيرين آخر مناطق سيطرة “داعش” الإستراتيجية في المدينة، ليصبح معها التنظيم خارج المدينة، وتقتصر سيطرته على القرى الواقعة في ريفها.

 

وأصبحت المدينة خالية تماماً من مقاتلي “داعش” بعد معارك استمرت نحو ثلاثة أشهر ونصف الشهر، بين مقاتلي “داعش”، من جهة، ومقاتلي قوات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي”، الذي يسيطر على جميع المناطق ذات الغالبية الكردية شمال سورية، ومقاتلي قوات الجيش الحر، من جهة ثانية. وكانت الأخيرة قد انسحبت في ربيع العام الماضي من محافظة الرقة ومدينتي منبج وجرابلس في ريف حلب الشرقي نحو مدينة عين العرب، بعد سيطرة “داعش” على هذه المناطق.

 

بدوره، أكّد الصحافي الكردي أحمد قليج، لـ”العربي الجديد”، أنّه تم تحرير “مدينة عين العرب قبل أسبوع من الإعلان على وسائل الإعلام، ولكن يبدو أنه تم تأجيل هذا الإعلان كي يتزامن مع انعقاد لقاء موسكو، والذي دُعي إليه ممثلون عن الإدارة الذاتية (الكردية)، وذلك بغرض تحقيق مكسب سياسي يتزامن مع العسكري الذي أنجز على الأرض. في المقابل، كان “داعش” حائراً في البحث عن مخرج لتبرير الهزيمة، وما إعلانه اليوم عن ولاية خراسان إلا حركة إعلامية للتغطية على انسحابه من عين العرب، ومحاولة إقناع مؤيديه أن خلافته المزعومة تتمدد”.

 

وأوضح قليج أن هذا الانهيار الذي لحق بصفوف مقاتلي “داعش” لم يكن مفاجئاً، وإنما هو نتيجة استنزاف على مدى أربعة أشهر من ضربات التحالف ومحاصرة القوات الكردية، ففي الأسبوع الأخير تم حصار عدد كبير من مقاتلي التنظيم داخل أحياء المدينة، مشيراً إلى أن “التنظيم أرسل كتيبة من مقاتلين أطفال في الأيام الأخيرة من المعركة، “أشبال الخلافة”، ما يدلل على الانهيار العسكري الذي لحق به في الأسبوع الذي سبق استرجاع المدينة”.

 

غير أنّ قائد قوات “حماية الشعب” الكردية عصمت شيخ حسن، أكّد أن سيطرة مقاتلي قواته وحلفائها على مدينة عين العرب جاءت بعد نحو أسبوع على التقدّم الكبير الذي حققته على الجبهة الجنوبية الشرقية من المدينة، وتحديداً على هضبة “مشته نور” الاستراتيجية، والتي سيطرت عليها بداية الأسبوع الماضي، مما مكّنها من السيطرة النارية على خطوط إمداد “داعش” إلى مناطق سيطرتها شرق وجنوب مدينة عين العرب، حيث تمكنت قوات “حماية الشعب” بعدها من قطع خطوط إمداد “داعش”، من مناطق سيطرته في الرقة وريف حلب الشرقي نحو مدينة عين العرب.

 

وكانت قوات “حماية الشعب” بالتعاون مع قوات “الجيش الحر”، قد تمكّنت قبل يومين، من السيطرة على قرية ماميد الواقعة قرب طريق عين العرب ـ حلب إلى الجنوب من مدينة عين العرب، الأمر الذي ساعد هذه القوات على قطع طريق إمداد “داعش” من ريف حلب الشرقي الذي تسيطر عليه بشكل نهائي.

 

وكانت وصلت ثلاث دفعات من تشكيلات عسكرية مدعومة بمدافع وأسلحة من قوات البشمركة الكردية التابعة لحكومة إقليم كوردستان العراق إلى مدينة عين العرب، عبر الأراضي التركية لدعم مقاتلي قوات حماية الشعب الكردية وقوات “الجيش الحر”.

 

وتسبّبت الاشتباكات العنيفة واستخدام “داعش” تكتيك السيارات المفخخة بدمار واسع في المدينة، ناهيك عن غارات طيران التحالف الدولي.

ودفع دخول “داعش” منطقة عين العرب منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي التحالف الدولي إلى شنّ غارات جوية على مناطق سيطرة “داعش” في سورية، بعدما بدأها في وقت سابق على نقاط تواجد التنظيم في العراق.

وأسهمت غارات التحالف الدولي، بدورها، في إيقاع خسائر فادحة في صفوف قوات “داعش”، كما تسببت بدمار آليات التنظيم الثقيلة، إذ أوضح القيادي الميداني في قوات “حماية الشعب”، رفعت حمو، لـ”العربي الجديد”، أن قوات حماية الشعب أحصت أثناء تمشيطها للأحياء التي كانت قوات “داعش” تنتشر بها أكثر من عشرين مدرعة مدمرة للتنظيم.

 

بدوره، قدّر “المرصد السوري لحقوق الانسان”، عدد قتلى قوات “داعش” في أثناء المعارك التي استمرت على مدار الأشهر الأربعة الماضية في المدينة وريفها، بنحو تسعمئة وثمانين قتيلاً، في مقابل سقوط نحو أكثر من ثلاثمئة قتيل من قوات “حماية الشعب” الكردية، ونحو اثنا عشر قتيلاً في صفوف كتائب “الجيش الحر”.

 

إلى الريف در

 

وانتقلت المعارك بين الجانبين بعد سيطرة القوات الكردية وحلفائها على مدينة عين العرب، بالكامل إلى ريف المدينة، حيث هاجمت هذه القوات قريتي “تميك” و”حلنج” الواقعتين إلى الجنوب والجنوب الشرقي من المدينة، قبل أن تتمكن من السيطرة عليهما صباح أمس، لتوسع مناطق سيطرتها جنوب مدينة عين العرب، وتعزّز من تقدّمها، في الوقت الذي يبدو فيه تنظيم “داعش” عاجزاً عن تدارك انهيار قواته في المدينة واضطراره للانسحاب من مناطق سيطرتها.

 

في السياق، أفادت مصادر ميدانية خاصة لـ”العربي الجديد” بتمكن قوات “حماية الشعب” وقوات الجيش الحر من الانتشار على تل حاجب الواقع إلى الشرق من مدينة عين العرب، بعد معارك مع مقاتلي “داعش”، الذين اضطروا في النهاية إلى الانسحاب من التل الاستراتيجي بسبب القصف المدفعي العنيف الذي شنته قوات البشمركة.

 

غير أن “داعش” لا يزال يسيطر على نحو مئتي بلدة وقرية صغيرة في ريف عين العرب، الأمر الذي يضع القوات الكردية وقوات الجيش الحر أمام تحدي مواصلة التقدم لاستعادة السيطرة على ريف عين العرب.

كما يواصل “داعش” حصاره لمدينة عين العرب من ثلاث جهات بحكم سيطرته على ريف المدينة، وعلى مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة والواقعة شرق مدينة عين العرب، ومدينة جرابلس الواقعة في ريف حلب إلى الغرب من عين العرب.

 

وكان هجوم داعش الكبير الذي شنه على ثلاثة محاور في منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي على منطقة عين العرب، قد تسبب في تهجير قرابة 150 ألف من سكان المدينة وريفها بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وتوجه هؤلاء النازحون نحو الأراضي التركية ليقيموا في مخيمات عشوائية في الأراضي التركية قرب الحدود السورية. ولا يبدو أن أحداً من هؤلاء النازحين يمكنه أن يعود إلى المدينة بعد خروج تنظيم “داعش” منها بسبب الدمار الواسع الذي أصاب أحياءها.

 

وعد روسي

 

بموازاة معارك عين العرب، ومؤتمر موسكو الجاري حالياً في العاصمة الروسية بين أطراف سورية لا تمثل المعارضة السورية الحقيقية أو الثورة، علم “العربي الجديد” من مصدر مطلع داخل حزب “الاتحاد الديمقراطي”، رفض نشر اسمه، أن “الروس وعدوا الاتحاد الديمقراطي بالضغط على النظام للاعتراف الدستوري بالإدارة الذاتية الكردية”.

 

أزمة مواصلات تضرب سورية

إسطنبول ــ عدنان عبد الرزاق

أدى قرار رفع أسعار البنزين والمازوت، في سورية إلى أزمة مواصلات خانقة، بعد أن توقف كثير من أصحاب الباصات الخاصة (الوسيلة الأكثر شعبية) عن العمل، بالإضافة إلى نقص المواصلات العامة.

وكان نظام بشار الأسد رفع سعر المازوت مؤخراً الذي تستخدمه وسائل النقل بواقع 45 ليرة لليتر الواحد، من 80 إلى 125 ليرة.

وقال مدير نقل إدلب المنشق، محروس الخطيب، لـ”العربي الجديد”، إن العديد من المدن أصابها تكدّس مروري وأزمة نقل، في ظل إحجام أصحاب المواصلات الخاصة وقلة وسائل النقل العامة. وأشار الخطيب إلى سيطرة جيش بشار الأسد والأمن و”الشبيحة” على وسائل النقل الحكومية “الباصات” واستخدامها في مهام قمع الثوار ونقل الجنود، ما أوقع مؤسسة النقل الداخلي في عجز تلبية الاحتياجات المتزايدة، وخاصة في المدن الهادئة كدمشق العاصمة، التي شهدت نزوحاً من المدن الأخرى نتيجة الحرب وقصف النظام.

واضطر المواطنون في معظم المدن إلى مزيد من الانتظار والوقوف طوابير على مواقف الباصات كما تروي الجامعية (طالبة بكلية الآداب جامعة دمشق) بتول الأحمد، “ننتظر عدة ساعات كل يوم وسيلة تقلنا للجامعة بعد توقف معظم أصحاب السرافيس (الباصات) عن العمل نتيجة رفع أسعار المازوت، غير المتوفرة في السوق السورية أصلاً”.

 

وتضيف الأحمد لـ”العربي الجديد” إن تسعيرة النقل بين دمشق وأي حي في ريفها القريب 150 ليرة، وأجرة النقل ضمن أحياء العاصمة 50 ليرة، رغم أن تسعيرة محافظة دمشق الرسمية هي 20 ليرة للخطوط القصيرة و25 ليرة للخطوط الطويلة، وحسب الأحمد، لكن لا يجرؤ أحد على مناقشة السائقين، وهو ما يضطرنا أحياناً إلى السير أو اللجوء إلى سيارات الشحن الصغيرة أحياناً، كي لا تفوتنا الاختبارات.

وظهرت في العاصمة السورية دمشق التي يزيد سكانها اليوم عن 7 ملايين سوري، بعد حركات النزوح، وسائل نقل ركاب جديدة، منها السيارات الصغيرة “سوزوكي، هونداي” وانتشار الدراجات النارية.

ويقول العامل في القطاع الحكومي، حسين جوخدار من حي دمر بدمشق، “أتنقل على الدراجة النارية رغم الحواجز المرورية التي نقف عندها لساعات”. ويضيف لـ”العربي الجديد” أن السوريين يعيشون حالة ذل، حيث تنتظر يومياً لعدة ساعات على مواقف الباصات والسرافيس (الميكروباصات الخاصة) وتتعرض للإساءة أو تجد حلاً يوصلك للعمل، لأن العودة ليست بالمشكلة، فمعظم الأحيان يضطر العاملون للعودة سيراً على الأقدام إن كانت منازلهم قريبة، لأنه أسرع ودون تكاليف مالية.

وتساءل جوخدار هل المواطن السوري الذي دفع من حياة أولاده وتهدم منزله بالحرب، هو المعني بمساندة نظام بشار الأسد في الحرب ليتكبد تكاليف غلاء أسعار المشتقات النفطية وعناء البحث عنها بالسوق السوداء بأسعار مضاعفة ليؤمن وسيلة تدفئة لبيته، في واقع انقطاع التيار الكهربائي لنحو 15 ساعة يومياً.

ومن جانبه، أكد الخطيب أن حكومة الأسد ادعت أنها بصدد شراء 100 باص نقل داخلي والعمل على قطع غيار لتأهيل الباصات الحالية، إذ تم تخصيص مبلغ 200 مليون ليرة سورية من موازنة إعادة الإعمار لزوم صيانة وتأهيل 210 باصات، وعلى الأرجح سيتم استيراد الحافلات من “أصدقاء الحرب” كإيران مثلاً، إلا أن هذه الخطوة وإن تمت فإنها لن تحل الأزمة التي لا تعود أسبابها لقلة وسائل النقل فقط، بل هناك أسباب أخرى كارتفاع أسعار الوقود وعدم وجود قطع غيار ومواقع للصيانة، فضلاً عن انتشار الحواجز التي تقطع أوصال دمشق.

وضمن نهج معالجة الأزمات بالشعارات فقد أكد مدير شركة النقل الداخلي في دمشق، حسن عمر، في تصريحات صحفية سابقة، أن الحكومة تعمل على تأمين باصات جديدة لحل أزمة النقل الداخلي، وتراقب التزام السائقين بالأجرة المقررة.

 

الليرة السورية تتهاوى

العربي الجديد

تراجع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار إلى 221 شراء، و223 للبيع في العاصمة دمشق، لتبلغ أدنى مستوى منذ أكثر من عام، رغم جلسة التدخل المباشر التي عقدها البنك المركزي الخميس الماضي، وبدأ فيها ضخ 65 مليون دولار في السوق، بحسب ما أكد محافظ البنك المركزي، أديب ميالة.

وكان المركزي قرر إلزام شركات الصرافة العاملة في العاصمة السورية دمشق، شراء 5 ملايين دولار بسعر 215 ليرة للدولار الواحد، وبيعها للسوريين بنفس السعر، لتغطية الطلب لكافة الأغراض التجارية وغير التجارية. وهو ما وصفه الخبير الاقتصادي، عماد الدين المصبح، “بالعبث والاستقواء”، لأنه لن يسد زيادة الطلب، وسرعان ما ستمتص السوق هذه الكتل النقدية “الضئيلة” ويتراجع سعر صرف الليرة مرة أخرى، بالإضافة إلى إجبار شركات ومكاتب الصرافة على بيع الدولار في السوق بالسعر ذاته الذي تشتريه خلال جلسة التدخل من المركزي.

وقال المصبح لـ”العربي الجديد”: لو دققنا في تصريحات محافظ البنك المركزي السوري، “ضمان استقرار سعر صرف الليرة عند مستويات مقبولة” فسنرى تغيراً مهماً، وتراجعاً عن ادعاءات السلطات النقدية بعودة سعر صرف الليرة لما كانت عليه، من دون الإشارة إلى ما هي تلك المستويات المقبولة في واقع تضخم يزيد عن 175%.

وأشار المصبح إلى استحالة تحسن سعر صرف الليرة بعد شلل العجلة الإنتاجية، الزراعية والصناعية، واقتصار الصادرات على بعض الخضر والفواكه.

وتدهور سعر صرف الليرة السورية، من 49 ليرة للدولار إلى أكثر من 223 ليرة، منذ اندلاع الثورة السورية.

ويقول المفتش المالي السابق إبراهيم محمد من ريف إدلب المحرر، تعيش السوق النقدية في المناطق المحررة فوضى ومزاجية، حيث يتم التعامل مع “صرف العملات” مثل السلع والمنتجات.

 

واشنطن تنتقد تصريحات الأسد.. وحوار موسكو بلا محاورين

المدن – عرب وعالم

انتقدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر ساكي، تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، التي أدلى بها إلى مجلة “فورين أفيرز”، وقالت: “الأوهام التي يطرحها الأسد هنا تؤكد فقط إيماننا الراسخ بأنه فقد شرعيته منذ أمد طويل، ويجب أن يرحل”. ساكي أكدت أن “سوريا لا يمكن أن تعود مستقرة أو موحدة طالما أنها خاضعة لحكمه”. ونفت ساكي أن تكون حكومة بلادها قد أظهرت بعض “التراخي” في موقفها من بقاء الأسد على رأس السلطة، مشددة على أن “موقفنا لم يتغير”، وأن هناك “قراءة غير دقيقة لموقف الولايات المتحدة” من النظام السوري.

 

وكان مدير تحرير مجلة “فورين أفيرز”، جوناثان تيبرمان، قد أجرى في 20 كانون الثاني 2015، مقابلة مطولة مع الأسد، في دمشق، حول الوضع الراهن والصراع في سوريا. وعن محادثات موسكو، قال الأسد: “ما يحدث في موسكو ليس بمفاوضات حول الحل؛ إنها فقط تحضيرات للمؤتمر. كيفية التحضير للمحادثات. لذا عندما تبدأ الكلام عن المؤتمر، ما هي مبادئك عنه؟ سأعود إلى نفس النقطة. دعني أكون صريحاً، بعض المجموعات هي دمى، كما قلت، لدول أخرى. عليهم أن ينفذوا تلك الأجندة، وأنا أعلم بأن دولاً عدة، مثل فرنسا، على سبيل المثال، ليس لديها أي اهتمام بإنجاح المؤتمر. لذا سوف يعطونهم الأوامر كي يفشلوهم. لديك شخصيات أخرى لا تمثل إلا ذاتها؛ لا يمثلون أحداً في سوريا. بعضهم لم يعش مطلقاً في سوريا، ولا يعلمون شيئاً عن البلد. بالطبع، لديك بعض الشخصيات الأخرى، ممن يعملون للمصلحة الوطنية. لذا عندما تتكلم عن المعارضة كوحدة واحدة، من سيمتلك التأثير على الأخر؟ ذلك هو السؤال. ذلك غير واضح. لذا فإن التفاؤل سيكون مبالغة. لن أقول أنني متشائم. أفضل القول أننا نملك الأمل، في كل فعل”.

 

الأسد أشار إلى أن الأميركيين ظهروا في الأيام الأخيرة، وكأنهم “أصبحوا أكثر دعماً لمحادثات موسكو. بشكل مبدئي، لم يكونوا كذلك. البارحة، وزير الخارجية جون كيري قال شيئاً ليشير إلى أن الأمم المتحدة تأمل انطلاق المحادثات، وأنها ستكون ناجحة. لطالما قالوا أشياءً، ولكن الاهم الافعال. وأنت تعلم بأنه لا ثقة بين السوريين والولايات المتحدة. لذا سننتظر حتى نرى ما سيحدث في المؤتمر”.

 

وحول الطريقة المثلى للاتفاق بين القوى السورية المختلفة، أجاب الأسد: “عبر التعامل المباشر مع المتمردين، ولكن لديك نوعين مختلفين منهم. الآن، الأغلبية هم من القاعدة، سواء كان تنظيم الدولة أم النصرة، مع مجموعات صغيرة أخرى مشابهة تنتمي إلى القاعدة. الآن، ماذا تبقى، ما أسماه أوباما “فانتازي”، ما دعاه “المعارضة المعتدلة”. إنها ليست معارضة؛ إنهم متمردون. أغلبيتهم انضموا للقاعدة، وبعضهم عاد إلى الجيش مؤخراً. خلال الأسبوع الأخير، الكثير منهم ترك هذه المجموعات وأتى إلى الجيش”.

 

وعن إجراءات الثقة التي يحضرها الأسد كتمهيد للمحادثات، أجاب الأسد: “إنها ليست علاقات شخصية؛ الأمر يدور حول الأليات. في السياسة، الكلام للآليات فقط. ليس عليك أن تثق بأحد لفعل شيء. إذا كان لديك آليات واضحة، يمكنك الوصول إلى نتيجة. ذلك ما يريده الناس. لذا فالسؤال هو: ما هي الآليات التي يمكن وضعها في المكان؟ هذا يأخذنا إلى نفس السؤال: من هم؟ ماذا يمثلون؟ ما هو تأثيرهم؟ ما الغاية من بناء الثقة مع أناس لا تأثير لهم؟ لديك شيء ملموس وهو المصالحة. الناس الذين سلموا أسلحتهم؛ أعطيناهم العفو؛ انهم يعيشون حياة طبيعية. هذا مثال واقعي. لذا فإن هذا هو إجراء للثقة. من جهة أخرى، ما هو الرابط بين تلك المعارضة والسجناء؟ لا علاقة. ليسوا معتقليهم بأي حال. تلك قضايا متنافرة”.

 

وقد انطلقت في موسكو، الإثنين، جلسات الحوار السوري، وسط مقاطعة أطراف رئيسة في المعارضة، كـ”الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية”. كما غاب الصف الأول من قيادة “هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي”. كما تدنى تمثيل وفد النظام ليقتصر على مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة.

 

وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن سوريا الغد يجب أن تبنى من دون الأسد. وأضاف: “لا يمكن لعاقل أن يفكر أن رجلاً مسؤولاً عن مقتل مئتي ألف شخص سيكون موجوداً في مستقبل شعبه”، مضيفاً أن إبقاء الأسد في مكانه “يشكل هدية مطلقة” لتنظيم “الدولة الإسلامية”. وتابع: “لا بد من حل يضم عناصر من المعارضة وآخرين من النظام، من دون بشار”.

 

بدء محادثات النظام السوري والمعارضة في موسكو

دبي – جاسم محسن

بدأت الأربعاء المحادثات بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة في موسكو، تهدف إلى استئناف الحوار بعد أربع سنوات تقريبا من حرب أوقعت 200 ألف قتيل.

 

وقال أحد المشاركين لوكالة فرانس برس إن الأعضاء الـ32 من مختلف مجموعات المعارضة التي يتسامح معها النظام والأعضاء الستة من الوفد الرسمي برئاسة سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بدأوا الاجتماع عند الساعة 7,00 ت.غ. في مقر الخارجية الروسية.

 

ويسعى المعارضون السوريون لطرح ورقة عمل للنقاش في موسكو مع وفد النظام السوري وذلك في المحادثات التي ترعاها روسيا، رغم غياب عدد من رموزها وكذلك رموز النظام في محاولة لتقريب وجهات النظر.

 

ففي اليوم الثاني من محادثات موسكو بين من حضر من المعارضين السوريين، البالغ عددهم خمسة وعشرين، يتواصل النقاش برعاية روسية حول بنود ورقة عمل مشتركة للمعارضة قد تقدم غداً إلى وفد النظام عبر الراعي الروسي، وبحسب المعارضين المشاركين يبدو أن الروس ليسوا في وارد التطرق إلى بند الخلاف الرئيسي المتعلق بتشكيل هيئة حكم انتقالية.

 

وقد أضعفت عوامل عدة احتمال التوصل إلى نتائج ذات أهمية تذكر في منتدى موسكو، أهمها غياب الإئتلاف الوطني السوري وتخفيض مستوى تمثيل هيئة التنسيق الوطني المعروفة بقربها من الروس رداً على خطوة مماثلة قام بها النظام، إضافة إلى غياب تيار بناء الدولة وحضور أحزاب صغيرة وشخصيات مستقلة يقول معارضون إن بعضها قريب من النظام.

 

وأعلن وزير الخارجية الروسي في وقت سابق أن الهدف من لقاء موسكو ليس محادثات وإنما تقديم مكان وساحة للنقاش، فيما وصف الناطق باسم هيئة التنسيق منذر خدام منتدى موسكو بحسب المنظمين والداعين له أنه نوع من العلاقات العامة، أما تعليق رئيس تيار بناء الدولة وهو من المعارضة الداخلية حول لقاء موسكو أنه منتدى لطرح الآراء.

 

ويرى مراقبون أن الأفكار الروسية المطروحة على الطاولة قد لا تلقى استحسان ممثلي المعارضة الجديين ممن حضروا والأجواء تشير إلى أن أقصى ما سيخرج به هذا المنتدى التشاوري هو اتفاق على لقاء مقبل بين الفرقاء.

 

صحافي قابل الأسد: يعيش حالة “إنكار” مماثلة لهتلر

العربية.نت

 

أجرى راديو NPR، وهو من أهم إذاعات الولايات المتحدة، مقابلة مع الصحافي جوناثان تيبيرمان الذي أجرى، الأسبوع الماضي، مقابلة مع بشار الأسد لصالح مجلة “الشؤون الدولية” (Foreign Affairs ).

 

ومن أهم ما جاء في إجابات تيبيرمان: “عندما كان بشار الأسد يتحدث بهذه الأكاذيب الكبيرة جداً، مدركاً بقناعتي بعدم صحتها.. كان يذكرها بدون أن يرمش له جفن، وبدون أن تهتز ثقته. كان ذلك صادماً لي”.

 

وتابع الصحافي: “عنى هذا الأمر لي أحد هذين الاحتمالين: إما أنه كاذب من الطراز الرفيع، وكان يقول ما يقوله للاستهلاك المحلي، وبهذه الحالة فهو “سوسيوباث” (معتل اجتماعياً)، أو أنه مؤمن فعلاً بما يقوله في حالة مماثلة لهتلر عندما كان مختبئاً في الملجأ وكان الروس يبعدون مسافة ساعة فقط عن برلين، وكان مازال يؤكد لجنرالاته أن ألمانيا ستربح الحرب”.

 

معارضون سوريون يلتقون وفد الحكومة بموسكو

سلمان أبو دقة – موسكو – سكاي نيوز عربية

يلتقي ممثلون عن المعارضة السورية، الأربعاء، مع وفد الحكومة السورية في موسكو لبحث سبل حل الأزمة في البلاد التي تعصف بسوريا وتقترب من 4 سنوات.

 

وكانت الخارجية الروسية قد أشارت إلى أن هناك إمكانية لأن يجتمع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع ممثلي المعارضة والحكومة السورية في وقت لاحق.

 

وذكر ممثلو المعارضة، بعد مشاورات لمدة يومين، أنهم اتفقوا فيما بينهم على نقاط عدة لمناقشتها مع الوفد الحكومي السوري.

 

وقال وزير الخارجية الروسي، في وقت سابق، إن اجتماع موسكو سيكون فرصة للمعارضة السورية لطرح وجهة نظرها، حيال سبل حل الصراع الدائر في سوريا.

 

وبعد 4 سنوات تقريبا من الحرب المستعرة في سوريا، التي لاقى فيها ما يزيد على 200 ألف شخص حتفهم وشُرد الملايين، يقبل الكل بمن فيهم الروس الذين يستضيفون الحدث بأن الفرصة ضئيلة لتحقيق انفراجة في المؤتمر الذي رفضته معظم جماعات المعارضة.

 

ويحضر رموز المعارضة المؤتمر بصفتهم الشخصية وليس كممثلين لفصائل كبيرة. ويعتقد أن كثيرين منهم من المعارضة الرسمية المقيمين في دمشق، الذين يتسامح معهم الرئيس بشار الأسد ويعتبرهم خصومهم المسلحين “خونة”.

 

ويقاطع المؤتمر تحالف المعارضة الرئيسي الممثل في الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة.

 

الجيش الإسرائيلي يعلن أن طائراته ضربت موقعين للجيش السوري

القدس (رويترز) – قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته ضربت موقعين للجيش السوري في ساعة مبكرة من صباح يوم الأربعاء ردا على صواريخ أطلقت على هضبة الجولان المحتلة الثلاثاء.

 

وجاءت الغارة الجوية الإسرائيلية وسط تنامي التوترات في المنطقة بعد عشرة أيام من غارة إسرائيلية على سوريا قتلت جنرالا إيرانيا وعددا من مقاتلي حزب الله اللبناني.

 

وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “قوات الدفاع الإسرائيلية تحمل الحكومة السورية مسؤولية كل الهجمات التي تشن من أراضيها وستعمل على الدفاع عن المدنيين الإسرائيليين بأي وسيلة لازمة.”

 

وسقط صاروخان على الأقل أطلقا من سوريا على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل يوم الثلاثاء وقال الجيش الإسرائيلي إنه رد بإطلاق نيران المدفعية.

 

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم كما لم ترد تقارير بسقوط قتلى أو جرحى.

 

وكانت ضربة جوية إسرائيلية استهدفت قافلة لحزب الله قرب مرتفعات الجولان في 18 يناير كانون الثاني مما أدى إلى مقتل قائد عسكري كبير في حزب الله ونجل القائد العسكري الراحل عماد مغنية وأيضا الجنرال محمد علي الله دادي بالحرس الثوري الإيراني.

 

وتوعد كل من حزب الله والحرس الثوري الإيراني بالثأر.

 

والقوات الإسرائيلية والمدنيون في شمال إسرائيل وفي مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل في حالة تأهب منذ الضربة الجوية كما نشرت إسرائيل وحدة من نظام القبة الصاروخية قرب الحدود السورية.

 

واحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان من سوريا في حرب عام 1967. وسقطت قذائف مورتر وصواريخ مرارا على مرتفعات الجولان منذ بدء الصراع السوري قبل أربعة أعوام.

 

وفي واشنطن قالت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية للصحفيين إن المسؤولين الأمريكيين “لا يريدون أن يروا تصعيدا للوضع.. ويتعين على جميع الأطراف أن تتجنب أي عمل من شأنه تهديد وقف إطلاق النار القائم منذ فترة طويلة بين إسرائيل وسوريا.”

 

وأضافت “نؤيد حق إسرائيل الشرعي في الدفاع عن نفسها وكنا واضحين في إبداء مخاوفنا بشأن حالة عدم الاستقرار الإقليمي التي سببتها الأزمة في سوريا.”

 

وفي الأسبوع الماضي نسبت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى مسؤول رفيع قوله إن إيران أبلغت الولايات المتحدة أن الضربة الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني في سوريا تجاوزت “الخطوط الحمراء” وإن إيران سترد.

 

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

بدء المباحثات بين المعارضة السورية ووفد الحكومة في موسكو

انطلقت المباحثات بين وفدي المعارضة والحكومة السورية في موسكو الأربعاء 28 يناير/كانون الثاني بعد يومين من مشاورات المعارضة فيما بينها للخروج بموقف موحد تجاه المسائل الهامة.

 

ويلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بوفدي المعارضة والحكومة السوريتين في وقت لاحق الأربعاء.

 

وقال بيان للخارجية الروسية إن هدف المباحثات هو تمكين الأطراف السورية من إنهاء سفك الدماء بين الأشقاء ووقف معاناة الشعب السوري وتوحيد القوى لمواجهة الإرهاب والتطرف وتسوية الأزمة سياسيا مع التأكيد على أن سوريا دولة موحدة، ذات سيادة، علمانية وديمقراطية.

 

وكانت المعارضة وضعت على جدول أعمالها عدة نقاط لبحثها مع الحكومة منها الوضع الإنساني وإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى مناطق النزاع ووقف الاقتتال وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومواجهة التدخل الخارجي والعمل على رفع العقوبات.

 

الهدف من مشاورات موسكو

RT الخارجية الروسية

 

وترتكز مشاورات موسكو على الحل السياسي المبني على بيان جنيف، وأطلقت روسيا على اجتماعات موسكو تسمية “منتدى” كونها ليست “حواراً” أو “مفاوضات” ولا جدول أعمال مطروحا على الطرفين لبحثه بل هو لقاء تشاوري يمهد لحوار قد يجري لاحقا في موسكو أو في دمشق، وفق ما يتفق عليه المجتمعون، وخاصة أن روسيا حريصة على أن يكون اللقاء من دون أي تدخل خارجي، وينتج عنه فقط ما يتفق عليه المجتمعون.

 

المصدر: RT + وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى